النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 302

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 302

    أقــلام وآراء إسرائيلي (302) الجمعـــة- 29/03/2013 م


    • في هــــــذا الملف
    • أبيكومان اوباما
    • بقلم:أوري مسغاف،عن هآرتس
    • اوسلو ليس مجرد اتفاق
    • بقلم:يورام دوري،عن هآرتس
    • صديق الاسد الاسرائيليُّ
    • بقلم:ألوف بن،عن هآرتس
    • تركيا على حق
    • بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس
    • التهديد المشترك
    • بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم
    • سورية: الحفاظ على بُعد عن الحرب الاهلية
    • بقلم:أوري هايتنر،عن اسرائيل اليوم
    • عصر ما بعد ليبرمان
    • بقلم:يونتان يفين،عن يديعوت
    • تركيا ـ اسرائيل... وماذا الان؟
    • بقلم:درور زئيفي،عن يديعوت











    أبيكومان اوباما

    بقلم:أوري مسغاف،عن هآرتس

    إليكم شيء ما يصعب التجادل فيه وهو ان باراك اوباما حظي باصغاء اليه في الاسبوع الماضي في اسرائيل. وهذا انجاز مهم بل مطلوب لمن سماه الصحفي المقرب جيفري غولدبرغ 'الرئيس الأكثر يهودية في التاريخ الامريكي'. وهو نفس الرئيس الذي احتفل هذا العام ايضا كعادته بليل الفصح في البيت الابيض وعرّف تلك التجربة الشعورية بأنها 'عيد قوة على نحو مميز'. وبرهن هنا ايضا على قدرة على التمييز والتلخيص. يوجد شيء ما يتجاوز مأكولات عيد الفصح يجعل عيد الفصح حدثا ذا شأن عند الأبيقوريين أو الملحدين أو الساسة الافارقة الامريكيين. وتكمن القوة في القصة التاريخية التي تشتمل على حكمة الخروج من العبودية الى الحرية.
    لهذا يصعب جدا أن نفهم كيف ما زال الاسرائيليون سنة بعد اخرى منذ 1967 يحتفلون جهارا نهارا بهذا العيد من غير ان يلاحظوا استعبادا آخر لشعب يناضل عبثا عن حريته في الحاضر لا قبل آلاف السنين. ويتم هذا الاضطهاد تحت أنوفهم وبمسؤوليتهم المباشرة. ومن اجل زيادة التناقض المنطقي يكون الاحتلال مصحوبا في ايام الاحتفالات نفسها بـ 'اغلاق' بصورة آلية وهذه كلمة اخرى من تلك الكلمات المغسولة، ومعناها بالفعل حصار مُحكم مضروب على كل مناطق الضفة الغربية الى أن يُنهي اليهود عن جانبي الخط الاخضر رواية قصة الخروج من مصر والاحتفال بحريتهم والتنزه في المحميات الطبيعية وقضاء عطلهم في المتنزهات القومية.
    كيف يمكن ان نُفسر بلادة الحس هذه وكأن شعبا كاملا أُصيب بالضربة الحادية عشرة وهي ضربة العمى؟.
    يحسن بحسب روح العصر وعلى خلفية اشارات ارادة طيبة سياسية جديدة ان نصغي الى اوباما جيدا. لم يكن الجزء الأهم الأكثر ثورية في خطبته غمر المشروع الصهيوني بالمديح ولا حتى الاعتراف بحق الدولة اليهودية في الوجود. كان أبيكومان اوباما هو العودة الشجاعة الى عنصر في الخطاب الاسرائيلي أصبح محظورا تقريبا ألا وهو التوجه الى الصوت الانساني العام. فقد قال الرئيس: 'ضعوا أنفسكم مكانهم'. وهذا بسيط جدا ومنطقي جدا وبعيد جدا عن الواقع الداخلي الذي اعتدنا عليه. وهو الذي يصبح كل استعمال لحس العدل معه من نصيب المشتبه فيهم فورا، أعني منظمات حقوق الانسان 'المختصة' مثل 'بتسيلم' و'يوجد حكم'؛ وحركات 'كارهي اسرائيل بتمويل اجنبي' مثل 'رقابة الحواجز' و'نكسر الصمت' وصحفيين 'طيبي النفوس' مثل عميره هاس وجدعون ليفي. والدعاوى التي يثيرها هؤلاء وأشباههم تُصنف دائما في أسفل القائمة اذا صُنفت أصلا بعيدة جدا عن مجالات جليلة كـ الجغرافية الاستراتيجية والسياسة الواقعية أو تعليلات نفعية كالعامل السكاني.
    لكن العطف الذي اقترحه اوباما يفترض ان يكون أساس التباحث. فهو التوراة كلها على قدم واحدة، أعني أحب لأخيك ما تحب لنفسك.
    يمكن ان نفهم كيف أفسدت 100 سنة من الصراع الدامي القدرة على هذا النظر. وكيف علقتها أمواج ارهاب فتاك وقتا طويلا. لكنه لا يمكن مع كل الصعوبة الاستمرار في البقاء هنا بصورة منطقية من غيرها. بيد أنه قامت في هذه الاثناء وسائل مادية وكلامية سور الفصل هو رمزها الواضح تجعل من الصعب على الاسرائيليين أن يضعوا أنفسهم مكان الفلسطينيين. وكما ذكرت عضو الكنيست الجديدة ميراف ميخائيلي يعبر عن الاغتراب حتى الحصر الدائم للكلام على 'فلسطينيين' في مكان يوجد فيه ايضا فلسطينيات (واولاد فلسطينيون وبنات فلسطينيات).
    يجب التغلب على هذه الحواجز. وقد أعلن وزير الدفاع التارك اهود باراك ذات مرة انه لو كان فتى فلسطينيا كما يعتقد لانضم الى منظمة ارهاب، وكان ذلك تنويعا باراكيا جدا يكاد يكون مطاردا بالاضطهاد على موضوع العطف. وتلوح زيارة اوباما مثل محاولة يائسة لعرض عطف مختلف ومستقبل مختلف على فتيان يهود وفلسطينيين وفتيات يهوديات وفلسطينيات.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ



    اوسلو ليس مجرد اتفاق

    بقلم:يورام دوري،عن هآرتس

    'اوسلو مات منذ سنوات عديدة، ولكنهم نسوا فقط التبليغ عن ذلك للشعوب وللزعامات'، كتب في مقاله ابراهام بورغ ('اوسلو مات، ماذا بعد؟'، 'هآرتس' 25/3) ولا يوجد خطأ أكبر من هذا. اوسلو لم يمت. اوسلو حي وسيواصل الحياة لان 'اوسلو' ليس فقط اتفاقا، بل اعترافا بالواقع، حتى لو كان هذا واقعا اليما. اوسلو هذا اعتراف بحقيقة ديمغرافية وسياسية غير لطيفة، صعوبة ايجاد حلها لا تقل عن صعوبة العيش معها. ولكن اوسلو هو الاستمرار الطبيعي للمشروع الصهيوني، للحفاظ على سيادة يهودية ووجود اسرائيل كدولة ديمقراطية.
    في عيد الفصح بالذات من المهم التذكر بان اتفاقات اوسلو كانت ايضا خيارا اخلاقيا: اسحق رابين الراحل وشمعون بيرس توجها الى هذا المسار لانهما لم يريا في الشعب اليهودي شعب أسياد. اسرائيل غير الاخلاقية، كما فكرا، ليست دولة قومية جديرة بالشعب اليهودي. كل بديل لاتفاق اوسلو يعرض للخطر كون اسرائيل وطنا قوميا للشعب اليهودي او وجودنا كدولة ديمقراطية أو حتى كليهما.
    20 سنة مرت منذ وقع كتابي الاعتراف المتبادل بين اسرائيل وم.ت.ف ومنذئذ اقيمت السلطة الفلسطينية كان هذا في اواخر الانتفاضة الشعبية الاولى لسكان المناطق ضد الاحتلال الاسرائيلي. الانتفاضة هي التي صفت مفهوم 'الاحتلال الديلوكس'، الذي اكتسب له مكانة لدى الكثيرين من اصحاب القرار. في خطوة بدأت في اوسلو اعترف لاول مرة بوجود الشعب الفلسطيني الذي نفي وجوده على مدى السنين. لم يكن سهلا الاعتراف بوجود شعب يتقاسم معنا ذات قطعة البلاد، له تطلعات قومية وعزة وطنية. هذا واقع معناه تقسيم البلاد واستيعاب الحاجة الى التنازل عن اجزاء من الوطن. رابين وياسر عرفات اعترفا بهذا الواقع، الذي لم يتغير منذئذ. الاعتراف به هو أساس لكل تسوية مستقبلية ولا يوجد بديل له.
    في اوسلو ايضا اقيمت السلطة الفلسطينية، التي نقلت اليها المسؤولية عن الحياة اليومية عن ملايين الفلسطينيين. المسؤولية عن جهاز التعليم للتلاميذ الفلسطينيين، عن حماية القانون والنظام، وعن اجهزة الصحة والرفاه لسكان الضفة وقطاع غزة لم تعد مسؤولية ضباط الجيش الاسرائيلي. ولهذا السبب وفرت على ميزانية الدولة أكثر من 40 مليار دولار في السنوات الاخيرة. يمكن فقط التخيل ماذا كان سيحصل لو اضيف 5 6 مليارات شيكل هذه السنة الى العجز العميق في الميزانية، والذي ستؤلم تغطيته كل واحد وواحد منا. السلطة الفلسطينية حية وتتنفس. قد لا يكون هناك نموذج لحكم ناجع، ولكن لا شك أنها رفعت عن مواطني الدولة عبئا هائلا. هذا الواقع هو الاخر لم يتغير في العقدين الماضيين، والاعتراف به هو شرط لكل تسوية.
    كما أن اتفاقات اوسلو كانت خيارا اخلاقيا، في أساسه الفهم بان استمرار الاحتلال يسحب من الصهيونية ومن شعبنا تميزه وسر انتصاراته. من هذه الناحية ايضا اوسلو حي ويرفس. 'اوسلو' هو حسم استراتيجي دراماتيكي، اهميته لا تقدر. نعم، في التكتيك أخطأ قادة الطرفين. احيانا حاولوا تجاهل الواقع. في اوسلو اعترفوا به.
    اقتراحات بورغ هي، بالنسبة لي، تبني حل الدولة الواحدة للشعبين. دولة متعددة القوميات، مثلها احترق في العقدين الاخيرين في يوغسلافيا وفي البوسنة. ومنع هذا عن تشيكوسلوفاكيا لانهم هناك تبنوا حل الدولتين للشعبين. وملاحظة اخرى: قبول وتطبيق قرار الامم المتحدة 194 بالنسبة للاجئين حرفيا، كما يقترح بورغ، معناه انتحار وطني. من أجل فهم هذا يجب فقط قراءة كل القرار، وليس عنوانه فقط.
    بروح عيد الفصح يمكن اجمال هذا على النحو التالي:
    لو أن اوسلو فقط اعترف بوجود الشعب الفلسطيني لاكتفينا.
    لو أن اوسلو فقط وضع الاساس لحل الدولتين القوميتين للشعبين لاكتفينا.
    لو أن اوسلو فقط ادى الى اقامة السلطة الفلسطينية التي أزالت عن اسرائيل المسؤولية عن الحياة اليومية لملايين الفلسطينيين - لاكتفينا.
    لو أن اوسلو فقط وفر على مواطني اسرائيل مليارات الشواكل لاكتفينا.
    لو أن اوسلو فقط ذكرنا باننا لم نخرج من بيت العبيد كي نكون أسيادا لاكتفينا.
    لو أن اوسلو فقط يحاول الحفاظ على طابعنا الاخلاقي لاكتفينا.
    40 سنة في الصحراء مرت على بني اسرائيل كي يتخلصوا من الاراء المسبقة وان يكونوا جاهزين لدخول البلاد. كلي أمل في أن يستغرق تحقيق السلام في المنطقة فترة زمنية أقصر. رغم المصاعب لا حاجة الى السجود الى العجل الذهبي الذي يقترحه بورغ.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    صديق الاسد الاسرائيليُّ

    بقلم:ألوف بن،عن هآرتس

    الى جانب تبادل الابتسام والضحك في الاسبوع الماضي في القدس، كشف بنيامين نتنياهو وباراك اوباما ايضا عن اختلاف في النظر الى سوريا. ففي المؤتمر الصحفي المشترك هاجم رئيس الولايات المتحدة بكلمات قاسية بشار الاسد وقال ان نظامه 'يجب ان يرحل'. واكتفى رئيس وزراء اسرائيل بذكر المذبحة في الدولة الجارة من غير ان يذكر أسماء المسؤولين ومن غير ان يقول كلمة واحدة عن تغيير سياسي في دمشق.
    أصبح نتنياهو في السنوات الثلاث الاخيرة حليفا صامتا للاسد. وفي الوقت الذي تضعضع فيه نظام الحكم في سوريا واختُرقت حدودها وقسم الصراع على مستقبلها المنطقةَ، حفظت اسرائيل ظهر الطاغية من دمشق. فامتنعت عن حركات عسكرية رادعة، وعن تأييد ظاهر للمعارضة السورية، بل عن استغلال الفظاعات في سوريا في دعاية سخيفة مثل 'العرب يقتلون العرب وهذا لا يهم العالم المنافق وهو ينددون بنا على أقل من ذلك بكثير'. ويكتفي نتنياهو بكلام عام على 'انشقاق سوريا' وبتحذيرات من تسرب السلاح الكيميائي والصواريخ الى الارهابيين.
    إن الأحلاف بين الدول لا توجب لقاءات بين الزعماء أو تبادل سفراء أو تصريحات تأييد وحب بل تكفي المصالح المتبادلة التي يدركها الأطراف ويتصرفون بحسبها. وقد كان لنتنياهو عدد من الدوافع للاقتراب من الاسد أولها إبعاد سوريا عن ايران على أمل ان تتنحى جانبا ولا تتدخل اذا هاجمت اسرائيل المنشآت الذرية في نتناز وفوردو. والثاني أن ضياع الحلف مع تركيا ومع مصر بعد ذلك والخشية من تضعضع الأمن في الجنوب حث اسرائيل على طلب الهدوء في الشمال. والثالث إضعاف حزب الله. والرابع الخشية من ان يكون المتمردون السوريون هم في الحقيقة نشطاء القاعدة ومن أن يجعل سقوط النظام سوريا دولة جهاد معادية.
    كانت خطوة نتنياهو الاولى تفاوضا غير مباشر مع الاسد، بوساطة الدبلوماسيين الامريكيين دنيس روس وفيرد هوف في نهاية 2010. وكانت الصفقة المقترحة انسحاب اسرائيل من الجولان في مقابل سلام كامل وانفصال سوريا عن ايران. وقد اعتنى بالتفاوض في الجانب الاسرائيلي المحامي اسحق مولخو والعميد (احتياط) مايك هرتسوغ والمستشار السياسي عوزي أراد. واشرك نتنياهو فيه وزير الدفاع اهود باراك لكنه أبعد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان). ولابعاد الاتصالات عن الكرياه وضباطها جاء روس وهوف لابلاغ محادثاتهما في سوريا في مكتب المحاميين شومرون وملخو بارسكي وشركائهما في برج البلاتينوم في شارع الاربعة في تل ابيب.
    في بداية 2011 جاء روس وهوف الى اسرائيل من محادثة مع مسؤول رفيع المستوى من النظام السوري، وتحدثا هنا بحسب قول مصدر امريكي عن ان الاسد مستعد للتوجه الى الصفقة وحاولا اقناع نتنياهو بالموافقة. ويقول المصدر: 'كان ذلك قريبا جدا'. وقال ان الطرفين لم يتوصلا الى تباحث مفصل في مراحل الانسحاب وخط الحدود والترتيبات الامنية. وبعد وقت قصير نشبت الهبة الشعبية على الاسد في سوريا وطوي التفاوض الى أن سُرب الامر الى 'يديعوت احرونوت' قُبيل الانتخابات.
    تغيرت عدة اشياء منذ ذلك الحين، فدُفع الاسد مرة اخرى الى ذراعي ايران التي تُعينه بالسلاح والمال والتأييد السياسي. وغيّر الوسيط هوف موقفه وهو يدعو الآن الى زيادة التدخل الامريكي لاسقاط الاسد.
    واقتربت اسرائيل مرة اخرى من حليفتيها القديمتين الاردن وتركيا اللتين تُسلحان معارضي الاسد وتتدخلان في السياسة الداخلية السورية، وكل واحدة منهما تؤيد فصيلا خصما من المعارضة. وفتحت اسرائيل 'جدارا طيبا' وبدأت تعالج جرحى سوريين، ويحلم قائد منطقة الشمال يئير غولان بانشاء 'شريط أمني' في الجولان تسيطر عليه عصابة مسلحة سورية موالية لاسرائيل تشبه جيش جنوب لبنان في حينه.
    لكن نتنياهو ما زال يحافظ على كرامة الاسد ويمتنع عن التحرش به الذي قد يجر اسرائيل الى الورطة السورية. وليس واضحا هل طلب اوباما من نتنياهو ان يتشدد في موقفه. من المثير ان نعلم فقط هل يستعد نتنياهو للحظة التي ستضطره فيها الظروف الى تغيير المواقع، واعتذاره للاتراك هو الخطوة الاولى في هذا الاتجاه.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    تركيا على حق

    بقلم:جدعون ليفي،عن هآرتس

    سيتطلع العالم الآن الى تركيا ويتعلم منها: فهكذا يجب للأسف الشديد معاملة اسرائيل. وقد يتعلم العالم الدرس لكن نشك في أن تفعل اسرائيل ذلك ايضا. فمن الحقائق أنه حتى بعد الاعتذار الهاتفي لم يعترف أحد في اسرائيل اعترافا كاملا وبالصورة المطلوبة بأن اسرائيل تصرفت في عنف آثم لا حاجة اليه وعوقبت لذلك وكان العقاب فعالا. ومن المؤسف ان نتنياهو لم يقل ذلك للاسرائيليين بشجاعة وصدق. ومن المؤسف انه لم يقل لهم إن دولا اخرى ايضا قد تسير الآن في طريق تركيا وتعاقب اسرائيل بسبب الاحتلال كي تغير سلوكها.
    أيدت تركيا الفلسطينيين. وهذا طبيعي وهذا عادل ويجب ان يكون مفهوما من تلقاء ذاته بالنسبة لكل دولة مسلمة، ويجب ان يكون مفهوما من تلقاء ذاته بالنسبة لكل دولة. فالاسرائيليون الذين يؤثر مصير إخوتهم اليهود في كل مكان في قلوبهم ويقيمون الدنيا ولا يُقعدونها بسبب كل مس بهم كان يجب ان يكونوا أول من يفهمون هذا الشعور. فـ 'الرصاص المصبوب' جعلت الرأي العام في تركيا يثور. وكان ذلك ايضا مفهوما وعادلا. وآنذاك قُتل تسعة مدنيين أتراك وأثار ذلك غضب دولتهم أكثر. وكان يجب ان يثير غضب الرأي العام في اسرائيل لأنه لا يصعب ان نتخيل ماذا كان سيحدث لو ان الجيش التركي قتل تسعة اسرائيليين.
    كان يجب ان يكون طريق 'مرمرة' مفتوحا الى غزة وكانت السيطرة العنيفة عليها لا آثمة فقط بل حمقاء ايضا. ولم يولوا ذلك أية عناية في اسرائيل فبقي فقط 'المخربون' على السفينة، وعنفهم الذي يدفع عنهم الجنود الذين حاولوا السيطرة عليهم، وكلام الدعاية وهو أنه لو سمحت اسرائيل للقافلة البحرية بالوصول الى شواطئ غزة لأضر ذلك بأمنها.
    كانت تلك هي الجريمة وكان عقابها ثقيلا على اسرائيل والاسرائيليين. فقد تعطلت عطلهم وأصبحت حليفتهم الوحيدة في المنطقة عدوا. ولو أن اسرائيل تصرفت بعقلانية لحافظت جيدا على علاقاتها بتركيا. فحاجة اسرائيل الى هذه القوة الاقليمية الصاعدة النامية أكبر من حاجتها الى اسرائيل. هذه هي الحقيقة ويحسن الاعتراف بها. ولو ان اسرائيل تصرفت بقدر من المنطق والعدل لما سيطرت على 'مرمرة' ولو كانت اعتذرت على الأقل فورا عن القتل العابث. لكن اسرائيل برهنت مرة اخرى على أن الامور لا تتم إلا بالقوة فقط. وبعد ثلاث سنوات عقاب جاء الاعتذار الذي كان يجب التعبير عنه فورا.
    لكن هذا الحليب انسكب وبقيت الدروس منه وهي انه حينما تُعاقب اسرائيل وتدفع ثمنا فانها تتعلم بالطريقة القاسية التي لم يكن داعياٍ اليها. والأثر الباقي هو انه لا توجد سبيل اخرى لسلوكها. وهذه رسالة سيئة لاسرائيل. يمكن اعادة بناء العلاقات بتركيا ويجب ذلك. وقد أراد مُذيعو التلفاز الاتراك الذين أجروا لقاءات صحفية معي من غد الاعتذار أرادوا ان يعلموا شيئا واحدا فقط وهو هل الاسرائيليون سعداء بالاصلاح. وأجبت بأنه في نفس الوقت بالضبط لعب منتخب اسرائيل لكرة القدم مع البرتغال وشغل ذلك الاسرائيليين أكثر. وسُمع من الجانب الثاني من الخط عبارة خيبة أمل، فقد توقعوا هناك اصلاحا حقيقيا.
    قد يأتي ذلك بعد: فكل من سيسافرون الى تركيا التي روضوا الاسرائيليين في السنوات الثلاث الاخيرة على اعتقاد الخطر عليهم هناك فيها، سيعلمون أنه ما زال يوجد شوق عند دوائر واسعة الى العودة الى ايام الصداقة، برغم الشحناء والعداء اللذين غمرا العلاقات. ويجب على رجب طيب اردوغان ايضا الآن ان يخفف من تصريحاته الشديدة المضادة لاسرائيل. وهو يستطيع ان يتعلم من صديقه براك اوباما كيف ينقل رسائل انتقاد ويحافظ على الصداقة معها.
    يجدر بمن يخشى على مكانة اسرائيل ان يدرس دروس تركيا لأنه لا يجوز ان يعتقد العالم انه يمكن بعقاب اسرائيل فقط التوصل معها الى حديث عن العدل. وهذا العمل ملقى الآن على كاهل كل اسرائيلي. فليعلم كل اسرائيلي أن 'رصاصا مصبوبا' اخرى أو 'مرمرة' اخرى سيفضيان الى عقاب تركي (أو غيره) لاسرائيل. وليعلم كل اسرائيلي ان المس الحقيقي بكرامة دولته ينبع من عنفها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    التهديد المشترك

    بقلم:يوسي بيلين،عن اسرائيل اليوم

    إن إنهاء قضية 'مرمرة' التي لم يكن داعياٍ اليها هو ـ في ظاهر الامر ـ أكثر الانجازات محسوسية لزيارة اوباما. فالولايات المتحدة مهتمة بعلاقات طيبة بين أهم حليفتين استراتيجيتين لها، ولا تستطيع اسرائيل ان تسمح لنفسها بعداوة ايرانية وتركية معا، وتركيا محتاجة الى اسرائيل من الجهتين الامنية والسياسية. ولهذه التسوية آثار اقتصادية مهمة لكن لا شك في ان سوريا هي الموضوع المركزي في برنامج العمل العام.
    اذا كان السؤال الرائج حتى الآونة الاخيرة هو 'متى سيسقط بشار؟' فالسؤال الذي يُسأل الآن هو كيف يمكن منع سوريا أن تصبح بعده دولة فاشلة يستدعي ضعفها إليها مجموعات 'القاعدة' على اختلافها والتي قد تصبح مركزا لنشاط ارهابي اقليمي موجه على العلمانيين والاخوان المسلمين واسرائيل والنظم الملكية العربية وعلى كل من لا يشبهها أو يُماثلها. وتصبح مسألة استعمال السلاح الكيميائي ذات موضوع بقدر أكبر، ولا يوشك الانقسام في صفوف المعارضة السورية ان يتغير. إن لبنان الثانية أو ربما الصومال الثانية ليسا كيانين سياسيين يريد أن يراهما أحد جنوب تركيا أو شرقي اسرائيل أو شمالي السعودية. وفي اثناء ذلك يتصرف رئيس الوزراء في العراق بقدر أكبر مثل حاكم فرد مع عدم وجود رئيس يؤدي عمله، وباعتباره مقربا من ايران يعتبر واحدا من آخر مؤيدي الاسد ايضا. والعراق وسوريا ايضا في خطر محسوس وهو الانحلال الى عناصرهما العِرقية ولا يعلم أحد منا كيف ستبدو المنطقة في حال التجزؤ القبلي الديني.
    لكن كي يكون من الممكن مواجهة التحديات الجديدة في منطقتنا، وكي يكون من الممكن انشاء حلف بين القلقين، ستوجد حاجة الى أكثر من دفع تعويضات عن قتلى السفينة التركية. وتستطيع اسرائيل ان تؤدي دورا في الاجراء التالي الذي هو حيوي جدا لأمننا اذا لم تستمر فقط في إحداث انطباع أنها تستغل كل ذريعة كي لا تدفع قدما بالتسوية مع الفلسطينيين. صحيح ان اوباما تحدث هذه المرة بصورة مختلفة وحث الفلسطينيين على العودة الى مائدة التفاوض دون شروط مسبقة، وصحيح أن ذلك سهّل على من يقول ان الكرة موجودة في الجانب الثاني، لكننا لا نلعب بكرة بل بمستقبلنا.
    نشأت فرصة جديدة ولم تولد عن حب بل عن حاجة كأكثر الفرص السياسية. وتستطيع اسرائيل بدعم امريكي ان ترتبط بدول لها علاقات دبلوماسية كاملة بطائفة منها وليست لها بطائفة اخرى أية علاقات ولها علاقات غير رسمية بطائفة اخرى كي تساعد على تشكيل شرق اوسط لا يعرض الجميع للخطر. وتعلم هذه الدول جيدا أنها محتاجة الى اسرائيل للتأثير في مستقبل المنطقة، لكنه ما لم تُحل المشكلة الفلسطينية فانها غير قادرة على التعاون معنا، خشية ان تمتليء ميادين التحرير في المنطقة بالمتظاهرين والمحتجين على اختلاف ضروبهم. إن محور ايران سوريا هو التهديد الحقيقي لكل طالبي الاستقرار في الشرق الاوسط. والتحادث الجدي مع الفلسطينيين بمبادرة منا، في تسوية سياسية جزئية تمهد للتسوية الدائمة، حيوي ايضا من اجل ذلك.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    سورية: الحفاظ على بُعد عن الحرب الاهلية

    بقلم:أوري هايتنر،عن اسرائيل اليوم

    ليس لاسرائيل عدو ألد وأقسى من حزب الله، ولهذا فمن الطبيعي ألا يذرف أحد في اسرائيل دمعة واحدة في الوقت الذي يصاب فيه مقاتلو المنظمة في معارك في سوريا، ويبدو على نحو طبيعي ان عدو عدوي صديقي ويكون المتمردون في سوريا على حسب هذا المنطق اصدقاءنا. بيد ان الأمر يتعقد شيئا ما حينما يكون اولئك المتمردون اعضاء في منظمات مؤيدة للقاعدة.
    ليس واضحا من هو العدو الأخطر في الحرب الأهلية الجارية في سوريا. لكن الواضح شيء واحد وهو انه ليس لاسرائيل في هذه الحرب حليف ولا يجوز لها ان تتدخل فيها قيد أنملة. وعليها ان تحافظ على حياد مطلق لأن كل تدخل يضر باسرائيل ويضر بمن تحاول العمل من اجله وتجعله كريها الى جميع الأطراف.
    قد لا يكون مفر من اعمال ما ترمي الى منع تسرب السلاح الاستراتيجي الى منظمات ارهابية، لكننا اذا استثنينا هذه الاعمال، وينبغي الفحص عن كل عملية كهذه سبع مرات قبل ان نخلص الى استنتاج أنها حق، لا يوجد ما نبحث عنه في الحرب الأهلية في سوريا أو في كل حدث يتعلق بـ 'الربيع/ الشتاء الاسلامي'.
    نُشرت في الآونة الاخيرة محاضر جلسات من جلسة الحكومة إثر تقرير لجنة كهان وبيّنت من جديد ثمن تدخلنا في حروب ليست لنا. وقد كان في استنتاجات اللجنة صدق كبير وهي التي بيّنت من جهة على نحو لا لبس فيه انه لم يكن لاسرائيل أي مشاركة في مجزرة صبرا وشاتيلا وألقت عليها من جهة ثانية مسؤولية غير مباشرة لأنها لم تتوقع مسبقا ان إدخال الكتائب الى مخيمات اللاجئين بعد قتل زعيمها بشير الجميل بأيام معدودة قد يفضي الى مجزرة جماعية.
    كان دافيد بن غوريون يحلم في خمسينيات القرن الماضي بأن تنصب اسرائيل قائدا نصرانيا ما على لبنان ينشئ معها علاقات سلام. واعتقد يغئال ألون في حرب الايام الستة انه يجب على اسرائيل ان تحتل من سوريا جبل الدروز وتنشيء دولة درزية مستقلة تكون حليفة لنا. وبرهن التاريخ لا الفانتازيا أن كل تدخل منا في شؤون العرب الداخلية يضر بنا وقد يورطنا.
    حينما وقع اسحق رابين على اتفاق اوسلو وانسحبت اسرائيل من مدينتي غزة وأريحا، أعلن ان منظمة التحرير الفلسطينية ستحارب حماس الآن 'من غير محكمة العدل العليا ومن غير بتسيلم'. وفُند وهْم أن يحارب القاتل الكبير عرفات الارهاب بالطبع، لكن رابين كان على حق في قوله انه لا يوجد في الدول العربية محكمة عليا ولا بتسيلم، ولا توجد ديمقراطية ايضا ويبدو أنها لن تكون في القريب.
    إن اسرائيل جزيرة ديمقراطية في منطقة نظم استبدادية قاتلة ويجدر بها أن تتمسك بسياسة التمايز وألا تُدخل رأسها في صراعات العرب الداخلية. فلا يكون من نظنه أكثر سلبية بالنسبة الينا كذلك دائما. ومصر مثال على ذلك فقد كان مبارك مستبدا أمات في واقع الامر اتفاق السلام مع اسرائيل ما عدا الملحق الأمني. لكننا نشتاق اليه بازاء تولي الاخوان المسلمين للسلطة. وفي مقابل ذلك يفعل جيش مصر في المجال الامني تحت حكم مرسي خاصة ما كان مبارك يمتنع عنه وهو هدم الأنفاق في محور فيلادلفيا بواسطة غمرها بماء الصرف الصحي حتى تنهار. وهو لا يفعل ذلك حُبا لاسرائيل بل عن مصالحه، لكن ذلك يُثبت كم من الصعب أن نتنبأ في الشرق الاوسط من الزميل ومن المفترس. ويجدر بالنسبة الينا ان نحافظ على بُعد.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    عصر ما بعد ليبرمان

    بقلم:يونتان يفين،عن يديعوت

    المسألة منتهية اذا. فنتنياهو كأنما اعتذر، واردوغان كأنما انتصر، والجميع على التقريب غير راضين وهذه علامة واشارة الى صفقة تمت كما ينبغي. بقي فقط الاتفاق على التفصيلات الصغيرة ويستطيع ان يهتم بذلك ايضا المحامون المحنكون الذين تم تعيينهم، والشيء الأساسي أن نعود سريعا الى تلك 'التمرينات المشتركة' التي لا يعلم سوى الشيطان ما الذي يجري فيها، والى عُطل 'كل شيء مشمول'، لأن الشعب قد أصبح في توق شديد. الى أين يسافر، هل الى سيناء؟.
    تعالوا نُغلق الزاوية اذا. كم تساوي حياة مخرب تركي قتيل؟ في أنقرة يطلبون مليونا كاملا واسرائيل مستعدة لـ 100 ألف دولار فقط، فان تركيا تدفع الى عائلات الضحايا 70 ألف دولار فقط ويصعب ان نقول ان حياة قتيل في 'مرمرة' أعز من حياة جندي رسمي في جيش الجمهورية إن لم يكن الامر عكس ذلك. لكن لما كان الحديث مع كل ذلك عن أمر اقليمي ساخن فلننه الأمر على 200 ألف للضحية ويشمل ذلك بوفيه حُرا ومشرباً ويكلفنا ذلك أكثر.
    اجل إنكم تنسون أننا نحن الاسرائيليين نعلم بالضبط ما هو ثمن حنفية في بودروم، فلا تحتالوا علينا اذا وأنتم لن تجعلونا مغفلين فنحن نفعل هذا على نحو جيد جدا بأنفسنا. ألم تروا كيف انفصلنا بعد الخصومة معكم عن سائر دول العالم وكل ذلك من اجل مُثل سامية مختلفة صادرة عن ذلك الوزير العنيد؟ كيف يُسمونه، ذلك الذي يسير موجها رأسه الى الحائط عن يقين مطلق أن الحائط سيُكسر آخر الامر؟ اجل انه ليبرمان. وبالمناسبة أين اختفى؟.
    يثور السؤال لأن نتنياهو لم يتجرأ منذ كانت القافلة البحرية حتى على أقل طرفة بعينه نحو اسطنبول وها هو ذا يمد يده بل يمد محفظته من اجل السلام. وبماذا اختلف هذا الاسبوع عن كل الاسابيع؟ اختلف بأن وزير الخارجية السابق يتأخر تأخرا طفيفا بسبب استيضاح ما في شأن جنائي في ظاهر الامر. ويستنتج الذكي ان رئيس الوزراء قد استقر رأيه على ان ليبرمان لن يعود كما يبدو وهو يتجه برعاية الروح الائتلافية الجديدة الى اعادة بناء أنقاض العلاقات الدولية التي خلفها وراءه زعيم 'اسرائيل بيتنا'.
    أربما يكون عصر ليبرمان قد أصبح وراءنا حقا؟ أهذا ممكن أصلا؟ ربما لأن سيد الولاء قد رد على المصالحة مع الاتراك بملاحظة هامشية غاضبة ما لا غير، وامتنع عن نقض الحلف مع الليكود ولم يلتف عليه باقتراح حجب ثقة من اليمين، بل لم يطلق واحدا من تهديداته المعروفة. ومن المؤكد ان هذا سلوك غير تقليدي للجرافة الملدوفي ولا سيما أن نتنياهو قد اختار خطوة البدء لرقصة ولايته الثالثة ان يضعضع واحدا من قرارات ليبرمان التأسيسية إذ كان وزير الخارجية وهو القضاء على العلاقات بتركيا.
    لو كنت مكان ليبرمان لقلقت لأنه ألم يعِد نتنياهو بأن يحفظ عليه وزارة الخارجية. لكن ليبرمان لا يقلق أبدا فهو دائما واثق بنفسه وبأعماله كلها وهو على يقين من ان خطواته الحمقاء المدمرة في وزارة الخارجية هي الطريق المناسبة لتصريف أمور حفلات كوكتيل اسرائيل، وهو قاطع الرأي ان مستقبل اسرائيل مُعلق بقوانين ولاء زعراء لا بمصالحات موحِّدة لطرق لطيفة، وهو على يقين من إثبات براءته. لنأمل ان تسرع طواحين العدل في الدوران اذا لأن نتنياهو مع هذا الايقاع قد يُعيد بناء علاقات بدول اخرى.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    تركيا ـ اسرائيل... وماذا الان؟

    بقلم:درور زئيفي،عن يديعوت

    'بعد أن يكونوا استنفدوا كل البدائل الاخرى، الامريكيون سيفعلون دوما الامر السليم'، قال تشرتشل. هذا القول ساري المفعول بذات القدر بالنسبة لاسرائيل وتركيا. كلتاهما اضاعتا ثلاث سنوات في استنفاد كل الخيارات الاخرى قبل أن وافقتا على أن تفعلا الامر السليم ـ اسرائيل تعرب عن اسفها عن موت مواطنين اتراك دون نية مبيتة من جهتها، وتعرض تعويضات على عائلاتهم، والاتراك ينزلون عن الشجرة المستحيلة ويتخلوا عن رفع الحصار عن غزة.
    الدولتان خسرتا غير قليل بعنادهما. صحيح أن تركيا رسخت مكانتها كرائدة في المنطقة وحامية للفلسطينيين ولكنها تنازلت عن قدرة تنسيق الخطوات حيال سوريا وايران، وعن مكانتها كوسيطة بين اسرائيل والعرب وعن عطف الكثير من الناس في الادارة الامريكية.
    اسرائيل خسرت ذخائر لا تقل أهمية، بل وربما أكثر. ولا يدور الحديث فقط عن الصفقات الامنية او القدرة على تدريب سلاح الجو في تركيا. في لحظات حرجة من ناحية اسرائيل خسرت القدرة على الوصول الى جمع المعلومات من داخل تركيا ونصب جساسات على الحدود الايرانية، تنازلت عن العلاقة الوثيقة جدا التي كانت لها ذات مرة مع دولة اسلامية. وأخيرا تنازلت اسرائيل عن القدرة على ضخ الغاز من حقولها في البحر المتوسط مباشرة الى تركيا العطشى للطاقة وعبر انبوب بري الى اوروبا ايضا.
    الان، ستبدأ الدولتان باعادة بناء ما تحطم. وستفعلان ذلك مثلما يفعل قنفدان يمارسان الجنس ببطء وبحذر. اسوار الشك لا تزال عالية جدا. الادارة الاسرائيلية تعتقد بان تركيا باتت دولة اسلامية. ثمة قدر ما من الحق في ذلك، وان كان بعيدا عما ينطوي عليه الخيال الاسرائيلي في الحكم الاسلامي. فهذه لا تزال دولة مفتوحة للجميع، تسير فيها النساء دون خوف بالفساتين القصيرة ودون غطاء رأس، والبيرة تصب في كل بار والموقف من السياح ودي. الاتراك، بالمقابل، يصفون لانفسهم الاحتلال الاسرائيلي في الضفة بالوان قاتمة أكثر مما في الحقيقة، ومعظمهم مقتنعون بان الجيش الاسرائيلي يوجد داخل قطاع غزة. الكثيرون في حزب الحكم يشكون في نوايا اسرائيل ويعتقدون انها تريد اثارة الحروب في المنطقة كجزء من مفهومها الامني.
    معقول الافتراض بان مسألة سوريا وايران ستكونان أول المسائل التي ستطرح على جدول الاعمال. وقد سبق لاردوغان أن قال في احاديث خاصة إنه من ناحيته ايلول هذا العام هو موعد النفاد الاخير لنظام الاسد وفي نيته أن يفعل كل ما يلزم كي يحصل هذا. ولما كان لا ينوي الدخول عسكريا الى الدولة، فالتنسيق مع اسرائيل هام له جدا. من ناحية اسرائيل، فان الحاجة الى تقليص دور وقوة منظمات القاعدة، النصرة واشباهها في سوريا بعد الاسد حرجة، ولهذا فانها ستتطلع الى الحوار مع تركيا على تقييد المساعدات لهذه المنظمات وعلى تعزيز القوى الاكثر ليبرالية في المعارضة. وفي الموضوع الايراني ايضا سيبدأ حوار متردد.
    مواضيع الغاز في البحر المتوسط هي الاخرى تقلق الطرفين، وفي وقت لاحق ايضا سيطرح هذا الموضوع على الطاولة. في دولة فقيرة بمقدرات الطاقة ستسعى تركيا لان تكون شريكا في البحث عن الغاز وانتاجه في اطار الحبل السري لها مع شمال قبرص. اما اسرائيل فستبحث عن سبل نقل الغاز الى الاسواق.
    وأخيرا، معقول الافتراض بان الدولتين ستتطلعان الى الوصول الى تفاهمات جديدة عن التعاون الامني. في ضوء شبكة العلاقات المتوترة مع سوريا، ايران وحتى العراق، يحتمل أن تكون لتركيا مصلحة في طبقات الدفاع الجوي التي طورتها اسرائيل. ولاسرائيل ستكون مصلحة في الحصول على معلومات استخبارية وتقديرات من أجهزة الاستخبارات التركية. ولكن هذه الامور تحتاج الى الانتظار لزمن أطول.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 277
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-27, 10:46 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 276
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-27, 10:46 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 275
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-27, 10:45 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 274
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:25 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 240
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:36 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •