أقلام وآراء (299)
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين،، د. يوسف رزقة
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أحمد أبورتيمة
- عفواً أبا مازن.. كلماتك في القمة جانبها الصواب
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين،، د. حسن أبو حشيش
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين اون لاين ،، جمال أبو ريدة
- عمالة الفتيات تبدأ بـ"أنا غرضي شريف"
فلسطين الآن ،،، د.عصام شاور
- أيرفع القادة العرب (الفيتو) عن المصالحة الفلسطينية؟
فلسطين أون لاين،،، د. حسن أبو حشيش
- بعد محاولة الاغتيال والوثيقة.. ماذا يريدون من الوطن ؟!
فلسطين أون لاين ،،، د. حسن أبو حشيش
|
الأعمال أبلغ
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين،، د. يوسف رزقة
استمعت الشعوب العربية إلى كلمات القادة العرب في مؤتمر القمة العربية رقم 24 بالدوحة، واستمعت فلسطين جيدًا لكلمة أمير قطر رئيس القمة، وإلى غيرها من الكلمات الطيبة التي أدلى بها الرؤساء والملوك والأمراء وأصحاب السمو. نعم ركزت القمة على القضية الفلسطينية، وعلى القضية السورية، وأعجبتني كلمة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري المعارض، وقوله إلى القادة العرب اتقوا الله في شعوبكم. الرجل تحدث من قلبه، ومن ضمير شعبه، ومن أرض المعركة، وكشف حالة الخذلان للثورة السورية.
وأعجبني التأييد العربي للثورة السورية، كما أعجبني الموقف العملي المحدد لأمير قطر حول القضية الفلسطينية، حيث طالب بإنشاء صندوق للقدس بقيمة مليار دولار، واستعداد قطر للمشاركة بربع المبلغ، وأعجبني موقفه العملي الذي طالب القمة بتسييل الأموال اللازمة لإعادة إعمار قطاع غزة، ورفع الحصار عنه.
هذا الإعجاب بالكلمات الطيبة ليس شيكًا على بياض يمكن صرفه في كل زمان، وفي كل مكان، بل هو مرتبط بالأعمال، فالأعمال تتكلم عن نفسها، وهي أبلغ من الأقوال، وأحسب أن الجماهير في غزة ترفع القبعة احترامًا لأمير قطر، لأنه بادر بالعمل في إعادة إعمار غزة، ولم يتوقف عند الكلمات الطيبة، ونوّد في فلسطين أن نرفع القبعة احترامًا لبقية القادة، لكن من الصعب أن نرفعها للكلمات الطيبة التقليدية، لأن القدس وفلسطين تحتاج إلى أعمال لا أقوال.
اجتمعت كلمة القمة على خطورة المرحلة التي تعيشها الأمة العربية، ووجه الخطورة تكمن في التدخلات الأجنبية والخارجية في الساحات العربية وبالذات في الساحة السورية، ومحاولات إجهاض ثورات الشعوب في بلاد الربيع العربي، ولكن هذه الخطورة لم تحظ بمعالجة عملية جيدة، فمع وجود الخطر، فالقمة تتجه إلى إنهاء أعمالها في يوم واحد بدلًا من يومين.
القادة العرب يحسنون التشخيص، ويحسنون الكلام الطيب المجامل، ولكنهم يغادرون لقاءاتهم قبل مقاربة الحلول الحقيقية التي يواجهون بها هذه الأخطار، وأحسب أنهم لا يقاربون الحلول جيدًا لأنهم لا يريدون دفع الاستحقاقات اللازمة، والأثمان التي توجبها هذه الحلول عليهم جميعًا.
القمة العربية لم تقترب جيدًا من حلول الأزمة السورية، ولم يضعوا سقفًا زمنيًا لإيقاف النزيف ومسلسل القتل، وهم في موقفهم لم يتجاوزوا موقف أوروبا وأميركا قيد أنملة. وحين قاربوا القضية الفلسطينية اختفوا خلف شماعة الانقسام، وكأن الانقسام هو الذي أضاع القدس، وأوجد هزيمة 1967م وكأنه هو الذي أنشأ الاستيطان، وكأنه هو الذي قتل أكثر من ألف فلسطيني في سوريا. النظام العربي يستريح بمقعد الانقسام، لأنه لا يريد أن يرى الانقسام رؤية قانونية حقيقية، ولا يريد معالجته معالجة حقيقية على الشراكة، وما زال كثير منهم ينحازون لطرف على حساب الحقيقة و القانون.
معركة تصحيح الثقافة
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، أحمد أبورتيمة
حين كان بنو إسرائيل يستعجلون الخلاص من فرعون رد عليهم موسى عليه السلام "قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون".. القضية ليست في التخلص من فرعون، بل هي كيف سنخلف فرعون!.
كثيراً ما يقوم العدو الخارجي بإخفاء أخطائنا وعللنا الذاتية فإذا انهار هذا الساتر خرجت كل أمراضنا إلى العلن وصرنا في مواجهة مباشرة معها بعد أن سقطت الشماعة التي كنا نحمل عليها إخفاقنا وفشلنا!!
حين أتأمل بؤس الواقع العربي في سوريا ومصر وليبيا وتونس أتساءل هل فعلاً أن مشكلة العرب الرئيسية هي إسرائيل أم أنها مشكلة داخلية سببها أمراض ثقافية مستعصية، وماذا لو تحررت فلسطين فجأةً!!، هل ستتحول بلاد العرب في اليوم التالي مروجاً وأنهاراً وتنميةً ورخاءً، أم ربما سيتضاعف التناحر الداخلي بعد زوال التحدي الخارجي الذي يفترض أنه أكبر عامل استفزاز للوحدة والنهضة..
ليس مهماً أن يهلك الله عدونا، لكن المهم بعد ذلك هو كيف تعملون!!
جاءت رسالة السماء بتحرير الإنسان قبل تحرير الأوطان، فالإنسان هو محور التكريم وهو سيد الكون وله سخر ما في السموات والأرض جميعاً، وحين ينصب تركيزنا على تحرير الأرض في الوقت الذي نغفل فيه عن تحرير الإنسان فإن الوطن لن يزيد عن كونه صنماً وتمثالاً نحن له عاكفون..
أي فائدة ترجى من تحرير الأرض بينما الإنسان مستعبد بأغلال الثقافة.. وأي فرق نصنعه حين نتحرر من الاحتلال ثم نقيم نظاماً استبدادياً يقتل روح الإنسان ويصادر كرامته..هل هناك فرق بين أن يقتل إنسان برصاص عربي أو رصاص إسرائيلي!!..
لعل من أعظم دروس سوريا أنها كشفت أن مرضنا الأساسي داخلي وأن عللنا الثقافية والنفسية أشد علينا من عدونا الخارجي..لو أننا خضنا معركة تحرير فلسطين هل كانت ستكلفنا كل هذا الثمن الباهظ الذي دفعناه ولا نزال ندفعه في سوريا بسبب الثقافة الإلغائية ومرض الاستبداد المستشري كالسرطان أم ربما كنا سنحرر فلسطين بأقل من هذا بكثير!!..
يرسخ القرآن لمنهج تحميل النفس مسئولية الخلل فيقول للصحابة حين تساءلوا عن مصابهم في أحد "أنى هذا" "قل هو من عند أنفسكم"
لقد تحقق ما كان ينتظره بنو إسرائيل بشوق يشبه شوقنا اليوم لتحرير فلسطين فأنجاهم الله من ظلم فرعون، لكن ماذا كان بعد ذلك!! ظلت نفوسهم مستعبدةً ذليلةً، لم يستطيعوا أن يعانقوا شمس الحرية بعد أن ألفوا العبودية فطلبوا من موسى أن يجعل لهم إلهاً "اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهةً" .. إن النفوس المريضة لا تستطيع أن تعيش في فضاءات الحرية فتبقى ذليلةً جبانةً مقيدةً بأغلال داخلية تمنعها من الإقدام "لن ندخلها حتى يخرجوا منها"..
هذا المثل البين الذي يضربه القرآن من بني إسرائيل ينبغي أن ينبهنا لأنفسنا فثمة تشابه واضح يتمثل في الجمع بين ظلم العدو الخارجي واستشراء الخلل الداخلي، وكما أن زوال فرعون لم يكن كافياً لتحرير بني إسرائيل نفسياً فإن تحرير فلسطين في ظل تجذر الأمراض الثقافية والنفسية لن يكون كافياً لحل مشكلاتنا المستعصية.
لا أقول هذا الكلام إشاعةً للإحباط وقتلاً للأمل إنما أقوله لنتفطن إلى حقيقة علتنا الداخلية العميقة وأن قضيتنا الأولى هي قضية تحرر نفسي وثقافي ذاتي قبل أي شيء، بل إن وجود العدو الخارجي مفيد إذا كان باعثاً للتحدي فينا ومشعراً بأخطائنا ومستفزاً لمعالجتها..
معركة مواجهة الثقافة وتصحيحها ليست معركةً سهلةً كما يتوهم كثيرون، ومن يرفع لواء التصحيح الثقافي لا يمارس ترفاً فكرياً إنما يرفع لواء الجهاد الأكبر الذي يهون دونه جهاد العدو، فالذي يقاتل العدو في نظر المجتمع بطل، لكن الذي يواجه أمراض المجتمع وعلله، ويقول للناس إن مألوفاتكم خاطئة فهو غريب وشاذ ومحارب من أقرب الناس..لقد وصف القرآن مواجهة النبي محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه بالحجة والبيان ومحاربة الأفكار الخاطئة المستقرة بأنها الجهاد الكبير "وجاهدهم به جهاداً كبيراً"..
كانت مواجهة الأنبياء الأساسية مع ثقافة المجتمع قبل أن تكون مع السلطات الحاكمة، فالسلطة الثقافية للمجتمع أشد وطئاً من السلطة السياسية لذا يظهر لنا القرآن أن عداوة الأنبياء كانت تأتي دائماً من أقوامهم التي تريد أن تحافظ على موروثها الثقافي وتتصدى بشراسة لأي محاولة للاقتراب من آلهتها ودوائر ثقافتها المحرمة "يا صالح قد كنت فينا مرجواً قبل هذا أتنهانا أن نعبد ما يعبد آباؤنا"..
إن خوض معركة تصحيح الموروث الثقافي أثقل على النفس من خوض المعركة مع العدو الخارجي...
والله أعلم.
عفواً أبا مازن.. كلماتك في القمة جانبها الصواب
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين أون لاين،، د. حسن أبو حشيش
بعد أن انتهيتُ من كتابة مقالي حول القمة والمصالحة، تابعتُ كلمة رئيس السلطة محمود عباس بدقة أكثر من كل الكلمات التي كنت أتابعها مباشرة لأنها يجب أن تمثل كل فلسطين، وبعدها قررتُ تأجيل مقالي الجاهز لأكتب ملاحظاتي على كلمة أبي مازن . بداية أعترف أنها كلمة نظيفة وهادئة في غالبيتها، عكس جزء كبير من خطاباته التي كانت تمتلئ بعبارات التوتير. ولكنها ليس خالية تماما لأن هناك منهجا ومرجعية يرغب في إبقائها. وبما أنني فلسطيني تهمني كلمات وفد فلسطين فإنني أقول للسيد محمود عباس لقد كانت كلماتك في بعض محطاتها ينقصها الدقة والموضوعية والإنصاف، وبعضها شاهدة عليك سلباً ...وهنا أُسجل ما يلي:
أولا - كانت اللغة حزبية، وتحمل وجهة نظر طرف واحد فقط،وهذا عكسه تركيبة الوفد من أساسه، حيث تكون من حركة فتح ولم يُراع الطيف السياسي.
ثانيا - وجه مدحاً وإشادة مُطلقة لقطر ولدورها، وهذا يُناقض موقفه وموقف السلطة التي اعتبرت قطر منحازة لغزة ولحماس، بل وتم اعتبار زيارة أميرها ودعمه لإعادة إعمار القطاع تكريساً للانقسام، ووقتها قلنا إن المصلحة الوطنية تقتضي عدم حرق السفن مع أي أحد ..فها هي الأيام تجُبر عباس على السلوك الدبلوماسي الصحيح، وفي هذا تناقض مع الشخصية الرسمية وقادة الدول.
ثالثا - مدح وشكر مؤتمر العراق الداعم للأسرى وهذا وفاء وتقدير مسئول ومهم، لكنه أغفل مؤتمر تونس لنفس الهدف والذي أحدث صدى قويًّا،وهذا الإغفال ليس المرة الأولى بل تعمد أكثر من مرة، وسببه مشاركة حكومة غزة وحماس في المؤتمر،وهذه نفسية لا تستحق الحديث باسم الجميع،وتُعكر الأجواء مع تونس تماماً كما عكرها من قبل مع قطر، وفي النهاية سيعتذر.
رابعا - كرر أنه يُنفق على قطاع غزة مائة وثلاثين مليون دولار شهريًّا،والكل يعرف أنه يأخذ من غزة حصتها من دعم المؤسسات الدولية،ويستولي على عائدات غزة من الضرائب التي يستقطعها الاحتلال ويسلمها للسلطة،أما ما يُنفقه هو فقط على الموظفين الذين لا يعملون،وهم مستنكفون عن أداء واجبهم الوطني بأوامر منه ومن حكومة فياض.
خامسا - ذكر حرصه على المصالحة،وأشار بشيء من الغموض إلى اتفاق الدوحة والقاهرة،ولكن الأهم لم يذكر سبب تعطلها الأخير بقرار منه،وهو زيارة باراك أوباما .ولم يُشر إلى التزام حماس فيما يخص سجل الانتخابات.
سادسا - وضح أن همّ الأسرى يُشغل بال كل بيت فلسطيني، ولكنه أغفل قصداً محاولات أجهزته الأمنية لمنع توسع وتطوير انتفاضة الأسرى دفاعا عن حريتهم وحقوقهم.
عفواً سيادة الرئيس أنا من دعاة المُصالحة، ولكن ليس من المُصفقين والمُزورين، فخطابك جانبه الصواب،وشعبنا لم يعد قادراً على الصمت .سنقول لك شكراً وقت أن تكون على صواب، وسنقول لك عفواً أخطأت وقت أن تبتعد عن الواقع.
العملاق التركي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين اون لاين ،، جمال أبو ريدة
فاجأ رئيس الوزراء (الإسرائيلي) "نتنياهو" العالم أجمع باعتذاره العلني لتركيا، وذلك عن مقتل تسعة متضامنين أتراك، كانوا على متن سفينة التضامن التركية "ما في مرمرة"، التي كانت في طريقها إلى غزة لكسر الحصار (الإسرائيلي) المفروض عليها، وذلك في مايو/ 2010م، وهي الجريمة التي هزت مشاعر العالم أجمع، وكانت امتحاناً صعباً لتركيا القوة الناشئة في المنطقة، ولم يكتف "نتنياهو" بالاعتذار فقط بل قبل ببقية الشروط التركية، والتي بالإضافة إلى الاعتذار، القبول بتعويض القتلى الأتراك، ورفع الحصار المفروض على غزة، وهو في -حدود علمي- هدف جديد تحققه الدبلوماسية التركية في المرمى (الإسرائيلي) في السنوات الأخيرة، إضافة إلى انتصاراتها الأخرى على المستوى الدولي، الأمر الذي يكشف أن العملاق التركي قد بدأ في استعادة أمجاد الماضي، حينما كانت تركيا قبل مائة عام مضت عاصمة الخلافة الإسلامية.
ويمكن القول إن هناك أسباباً كثيرة ومتعددة، هي التي أرغمت "نتنياهو" على الاعتذار العلني لتركيا، بعدما حاول المستحيل تجنب ذلك، وأعتقد أن السبب الرئيس وراء ذلك هو صلابة القيادة التركية في وجه (إسرائيل) طوال السنوات الثلاث الماضية، هي عمر الأزمة بين البلدين، الأمر الذي أجبر " نتنياهو"، وعلى مسمع من الرئيس الأمريكي "أوباما" الذي جلس إلى جواره لرفع سماعة الهاتف والاعتذار علانية لرئيس الوزراء التركي"أردوغان"، بالإضافة إلى حالة العزلة السياسة التي تعيشها (إسرائيل) في السنوات الأخيرة، وتحديداً بعد الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها بحق الشعب الفلسطيني، والتي تمثلت في الحصار الظالم على غزة منذ عام 2007م، والعدوان الأول على غزة في عام 2008م، والعدوان الثاني على غزة أيضاً في عام 2011م، والتي تسببت في مقتل ما يقارب من ألفي فلسطيني أمام مرأى ومسمع من العالم أجمع، ولقد كشفت هذه الجرائم الوجه القبيح لـ ( إسرائيل) أمام العالم أجمع، وتحديداً أمام الحليف الأمريكي والأوروبي معًا.
وبالتأكيد فإن الأزمة السورية والتي دخلت عامها الثالث، قد كانت حاضرة بقوة في الاعتذار ( الإسرائيلي) لتركيا، ووجه الحضور هو اقتراب موعد سقوط نظام بشار الأسد، الأمر الذي يعني بروز تهديد جديد وخطير لـ(إسرائيل) على الحدود الشمالية، يضاف إلي التهديدات الكثيرة التي بدأت تطوق وتحيط بـها في السنوات القليلة الماضية على الحدود الجنوبية، والتي بدأت بفوز حركة "حماس" في الانتخابات التشريعية في عام 2006م، وسيطرتها على غزة في عام 2007م، وبناء قوة عسكرية مقاومة تجلت بشكل واضح في معركة "حجارة السجيل"، حينما أمطرت العمق (الإسرائيلي)، بمئات الصواريخ التي وصلت الكثير من المدن الإسرائيلية، وتحديدًا مدينة تل أبيب، وذلك للمرة الأولى في تاريخ الصراع العربي- الإسرائيلي، ومروراً بسقوط نظام مبارك الحليف الرئيس لها في المنطقة، ووصول الإخوان للحكم في مصر، الأمر الذي استدعى منها تقديم التنازل لتركيا للخروج من حالة العزلة التي بدأت تطوقها بل تخنقها يوماً بعد يوم.
إن الشيء الذي يجب على الكل الفلسطيني والعربي استخلاصه من الاعتذار (الإسرائيلي) لتركيا، هو أن زمن "العربدة" (الإسرائيلية) قد انتهى إلى غير رجعة، وأن الزمن الذي تقتل فيه (إسرائيل) الفلسطيني والعربي، وتغسل يديها دونما دفع الثمن، قد ولى إلى غير رجعة، فـالقوة وحدها الكفيلة بلجم (إسرائيل) عن الاستقواء على الفلسطيني والعربي، ولعل العدوان ( الإسرائيلي) الأخير على غزة في عام 2012م، والذي بدأ بعملية اغتيال الشهيد أحمد الجعبري وانتهى بعد ثمانية أيام فقط، بتوقيع (إسرائيل) على اتفاق التهدئة في القاهرة، بعد القبول بكل شروط حركة " حماس" بدون قيد أو شرط، يكفي للتأكيد بأن هزيمة (إسرائيل) ممكنة، بل يمكن القول بكل ثقة إن دولة (إسرائيل) ماضية في طريقها إلى الزوال.
عمالة الفتيات تبدأ بـ"أنا غرضي شريف"
فلسطين الآن ،،، د.عصام شاور
بقيت أيام قليلة على انتهاء مدة الفرصة الذهبية التي منحتها وزارة الداخلية للعملاء من أجل التوبة وتسليم أنفسهم في إطار الحملة الوطنية لمواجهة التخابر مع المحتل الإسرائيلي. الحملة لا تقتصر على "العملاء" الذكور ولكنها أيضًا موجهة إلى الإناث وإن تم استخدام صيغة المذكر فيما يخص الحملة من بيانات وأخبار وتحليلات، ملاحظة وجب التأكيد عليها كمقدمة لما سيأتي.
أشكال كثيرة وسيناريوهات متعددة لوقوع الفتاة في وحل العمالة والضلال وخيانة الله والوطن، نذكر قصة تتكرر في الواقع كمثال ولكن بشخصيات وأسماء وهمية. "سوزان" فتاة فلسطينية من عائلة محافظة، بدأت مشوارها مع موقع التواصل الاجتماعي_فيس بوك_ بالتعرف على "نوارة" من داخل الخط الأخضر، وتبادلت معها الكثير من المعلومات الشخصية والصور العائلية بعدما توطدت الصداقة بينهما، "نوارة" اعترفت بعد عدة أسابيع بأنها شاب يدعى "حمزاوي" وأن "غرضه شريف" ويريد الارتباط بها خاصة بعدما تأكد من "أخلاقها" خلال فترة التخفي.
"سوزان" استوعبت صدمتها الأولى ولكنها استمرت في الطريق الخطأ وتحولت الصداقة الوهمية إلى علاقة غير شرعية مع "حمزاوي" الذي صدمها مرة أخرى باعترافه بأنه رجل مخابرات إسرائيلي ويطلب منها "التعاون" مهددا بفضحها إن لم تستجب لطلبه، أو تتوقف عن التواصل معه. بقية القصة متعلقة بـ"سوزان" فإما أن ترضخ للمخادع الإسرائيلي وتخوض في وحل العمالة حتى يطرق بابها الأمن الداخلي ويلقي بها في ظلمة الزنازين انتظاراً لتنفيذ الحكم العادل فيها، وإما أن تطرق هي باب التوبة وتنجو من خزي الدنيا وعذاب الآخرة قبل فوات الأوان.
محاولة إسقاط الفتيات عبر ابتزازهن بمختلف الطرق تمارسه المخابرات الإسرائيلية، وكذلك بعض ضعاف النفوس من أجل أغراضهم الدنيئة، ولكن على الفتاة أن تعلم أن تهديدات العدو عبثية ولم يفعلها سابقاً لأن فشله في تجنيد فتاة بالنسبة له أمر متوقع وتافه، أما المبتزين من ضعاف النفوس فكشفهم ومعاقبتهم يسير، حيث تم إلقاء القبض على كل من تم الإبلاغ عنه سواء باسمه الشخصي أو المستعار، والأولى من كل ذلك تحصين الذات وتجنب الشبهات والعلاقات القائمة على "الأغراض والمقاصد الشريفة" و"النوايا الحسنة".
أيرفع القادة العرب (الفيتو) عن المصالحة الفلسطينية؟
فلسطين أون لاين،،، د. حسن أبو حشيش
دعت القمة العربية المُنعقدة في الدوحة إلى قمة مصغرة في القاهرة بوجود حركتي فتح وحماس لبحث سبل تحقيق المصالحة الفلسطينية. خبر أسعد الأطراف المعنية ودفعها للترحيب والقبول مباشرة. ورغم إيماننا بإيجابية الموقف من الناحية النظرية إلا أن الخشية مازالت مسيطرة علينا بأن تذهب الدعوة إلى الملفات والأدراج, أو التنفيذ الشكلي وإضافة رقم جديد لجولات الحوار ينتهي بالسلام والكلام والمزاح أو الصراخ والتقاط الصور, والعودة من كل ذلك (بخفي حنين).
هذا ليس موقفي, وليس شعوري, وليس أملي وطموحي... بل هو حال الرأي العام الفلسطيني. أنا وشعبي بكل مكوناته أرغب وأُحب وأدعو إلى الوفاق وإنهاء الانقسام, وتحقيق المصالحة على أسس سليمة تضمن الاستمرار والنجاح, وتكفل عدم العودة إلى الوراء. ولكن التجربة تقول عكس ذلك, ولعل التعطيل الأخير من أجل عيون زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة خير دليل وأحدث شاهد. وبات واضحًا أن الفيتو الأمريكي الصهيوني هو العائق الأساس, وهو الذي ينتج عنه موقف السلطة, وموقف الأطراف العربية.
دعونا نؤكد أن الأطراف العربية لم تبذل جهدا حقيقيًا في هذا الملف حتى اللحظة, وفي ترجمة ما تم التوقيع عليه في اللقاءات الماراثونية بالخصوص, بل كان واضحًا أن بعضها شجع على الانقسام, وأمده بالدعم المالي والأمني والسياسي ومازال أثر ذلك موجودًا ومستمرًا.
الآن وبعد مرور عامين على التغير في المنطقة, وإمكانية الانعتاق من القيود القديمة, وفي ظل هذه الدعوة الجديدة هل سيكون الأمر مغايرًا, وهل ستنسجم القمة مع قراراتها؟ وهل يا ترى ستتمكن القمة التي هي من المُفترض سيدة نفسها من ترجمة المصالحة وتطبيقها؟ وما هو موقفها من بعض الدول التي مازالت تؤجج الخلاف وتقوي طرفاً على طرف؟ وما هو الموقف من الصلف والتدخل الأمريكي والصهيوني؟...
أعتقد أن هذه الأسئلة مشروعة لنا لأننا اكتوينا كثيرًا بنيران الفشل بسبب العجز والتواطؤ العربي الرسمي, والخضوع للإرادة الخارجية في هذا الملف. ومن المُلاحظ أن جامعة الدول العربية نفسها لم تتعاط مع الخارطة السياسية الحقيقية الفلسطينية, وساهمت في تزوير إرادة الجماهير وذلك من اقتصار تمثيل شعب فلسطين على أحد طرفي الخلاف, وبعيدا عن نتائج الديمقراطية, وفي ذلك قبول برواية طرف واحد, وهذا بحد ذاته فشل جديد لها. وكنت أتمنى أن تفرض الجامعة العربية وفدًا فلسطينيًا يُراعي الواقع والحقيقة حتى لو كان برئاسة محمود عباس, وجعلت هذه الخطوة باكورة دعوتها, وخطوة أولية مُشجعة ومُطمئنة لتحقيق المصالحة. أما وأنها لم تفعلها فهذا يُؤكد استمرار العقلية والرؤية والمنهج.
رغم كل هذه التحفظات والتخوفات ندعو القمة العربية لإثبات عكس ما نقول, وإجبارنا أن نغير قناعاتنا وذلك من خلال ممارسة سيادتها على نفسها وعلى قراراتها, وسننتظر لقاء القمة المُصغرة وألسنتنا تدعو, وقلوبنا ترنو إلى النجاح, وقتها لن نتوانى عن تسجيل هذا الإنجاز.
بعد محاولة الاغتيال والوثيقة.. ماذا يريدون من الوطن ؟!
فلسطين أون لاين ،،، د. حسن أبو حشيش
طالعتنا وسائل الإعلام والمعلومات الميدانية بخبرين في غاية الإزعاج والتعكير . حيث تم الإعلان رسميا عن إلقاء الشرطة القبض على شخصين حاولا اغتيال القيادي الفتحاوي جمال عبيد في محافظة شمال غزة من خلال إطلاق النار عليه بعد صلاة الجمعة, الفاعلان ينتميان إلى جنس التنظيم الذي ينتمي إليه القيادي فالجميع يعمل في حركة فتح, ولكن المؤشرات تُشير إلى أنهما يتبعان تيارا غير التيار الذي ينتمي إليه عبيد .
كذلك اطلع الجميع على وثيقة صادرة عن الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية حول علاقتها بالحملة المسعورة لتشويه صورة قطاع غزة والمقاومة .وتناقلت أخبار مفادها وجود آلاف الفتحاويين التابعين للأمن في مصر منذ عام 2007 م , واستخدامهم في هذه الحملة .
لقد كتبنا عن الفلتان الأمني , والمؤامرة على المقاومة وثقافتها , والتحالف مع شياطين الإنس والجن لإغراق غزة في أزمات الحياة ومن ثم إلقائها في البحر .وفي نفس الوقت كتبنا كثيرا عن ضرورة المصالحة وإنهاء الانقسام . لكن يبدو أن الحدث والفعل لا ينسجمان كثيرا مع تطلعات الناس ,الذين اكتووا بنيران الفوضى, والصراعات الداخلية الفتحاوية ,وتدخلات أمراء الحرب بين المرء وزوجه ,وبين الإنسان ورزقه ولقمة عيشه .
المواطن يسأل ونحن معه : ما ذنبنا أن نرى الصراعات الحزبية الداخلية في الشوارع ,والتصفيات الجسدية تطل برأسها لتعكر أجواء الأمن والأمان المعاش في قطاع غزة ؟.وهنا نجد مساحة من القناعة لدى المواطن الذي أعرب عن قلقه سابقا من عودة الفلتان إذا ما تحققت المصالحة على غير الأسس السليمة , فالمُصالحة لم تتحقق بعد ...وهكذا الفعل , والعقلية لم تتغير , ونظام أخذ القانون بالقوة مازال في العقلية ومسيطرا على نفوسهم . فمن حق الناس أن تقلق إذا ما عاد أولئك إلى وضعهم السابق .
لا أعلم ماذا يُريد هؤلاء من الوطن ؟, ألم يكفهم ما أنفقوه من مال وجهد ووقت لتحقيق مخططاتهم , تحالفوا مع الجميع ,ورضوا أن يكونوا أدوات وأد لقضيتهم , فهم أينما حلوا يمارسون نفس المنهج ...أين العقلاء؟ أين الشرفاء؟ أين دعاة الوحدة ؟! أهم أحياء أم أموات ، جسد وروح وإرادة ...وفي هذا السياق أدعو الشرطة للكشف عن كل تفاصيل محاولة الاغتيال ليكون الناس عامة في المشهد , وليعلم أبناء حركة فتح ماذا يجري في تيارات حركتهم ,ولقد باتت القضية رأيا عاما لا يحق للشرطة الطبطبة عليها أو إجراء حوار مع فتح لإغلاق الملف ,لأن بعض الأمور إذا عُولجت خطأ ستُلقي بسلبياتها على العامة . وكذلك أدعو إلى التخلي عن الصمت تجاه مشاركة أطراف فلسطينية في حملة تشوية غزة بكل مُكوناتها الرسمية والفصائل. لأننا أمناء على سمعة القادة الشهداء ,وعلى فعل أبطال المقاومة, وعلى تضحيات شعبنا وصموده في وجه الحصار والعدوان والدمار... فليس من حقنا أن نخذلهم بصمتنا عن المجرمين والمقامرين بسمعة فلسطين التاريخ والأرض والإنسان...كفى صمتا ,وليُعلق الجرس أيها الحكماء !!!