النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 301

  1. #1

    اقلام واراء حماس 301

    اقلام وآراء
    (301)

    الاحد
    31/3/2013




    مختارات من اعلام حماس



    أقلام وآراء (301)
    في ذكرى يوم الأرض‏..‏ لا للوطن البديل
    بقلم إسماعيل هنية عن المركز الفلسطيني للاعلام

    في حضرة أم نضال فرحات
    بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام

    الانتظار سلطة السلطات
    بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام

    في يوم الأرض: الأراضي الأردنية في الضفة الغربية
    بقلم حلمي الاسمر عن فلسطين الان

    كيف حقق أردوغان مصالحة تاريخية مع الأكراد
    بقلم ياسر الزعاترة عن فلسطين الان

    الوطنية المفترى عليها
    بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين

    عسى قمة ترفعنا للقمة
    بقلم محمد فايز الإفرنجي عن فلسطين اون لاين


    الزميل ممدوح حمامرة.. لا يخفت صوت الحقيقة
    بقلم حسن أبو حشيش عن فلسطين اون لاين

    في ذكرى يوم الأرض‏..‏ لا للوطن البديل

    بقلم إسماعيل هنية عن المركز الفلسطيني للاعلام
    مصر التي في خاطري وفي فمي.. أحبها من كل روحي ودمي. ليست هذه الكلمات ترديدا لبيت من شعر‏،‏ ولكنها تغريدة نفس عشقت مصر‏...‏عشقتها وهي تقلب صفحات تاريخ مجيد‏،‏ وحضارة عظيمة، وتقف في وقار أمام أزهرها العامر بالعلم والعلماء، وتتوشح بدماء الآلاف من شهدائها الأبرار الذين كتبوا تاريخ الأمة بدمهم الطاهر، وحققوا مقولة أنهم خير أجناد الأرض. كيف لا؟
    وهم الذين حرروا فلسطين بقيادة صلاح الدين، وردوا هجمة التتار بقيادة بيبرس وقطز في عين جالوت، وكانوا على مدى التاريخ المخزون الاستراتيجي للأمة وفلسطين، عبروا القناة وهم يصرخون الله أكبر، فمسحوا بها هزيمة الأمة عام1967، وحققوا مقولة الرئيس الراحل عبد الناصر:' ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة'.
    فكيف بعد ذلك يتقول علينا في حب مصر والعرفان بجميلها المتقولون، إن ما يربطنا بمصر أكبر من رابطة الجوار، وأكبر من المصالح المادية بين الشعوب، إنها رابطة الأخوة والدين والتاريخ المجيد، ورابطة الغيرة على أمنها وشعبها، والحرص على ألا تؤتى مصر من أعدائها أو المتربصين بها وبثورتها. وأكتب لكم اليوم يا شعب مصر الحبيب في ذكرى يوم الأرض الخالد اليوم الذي سجل انتفاضة شعبنا في الأراضي المحتلة عام 48 دفاعا عن أرضهم سنة 1976 متحدين الاحتلال بصدورهم العارية مما أوقع العديد من الشهداء والجرحى.
    لقد شكلت الأرض ومازالت مركز الصراع وجوهر القضية، وأرض فلسطين دون أي أرض ليست للفلسطينيين وحدهم بل هي وقف لكل العرب والمسلمين.
    ولأن هذا اليوم الذي يرمز للثبات على المبدأ والتشبث بالأرض مهما كانت الدماء والتضحيات المبذولة، فقد كتبت هذه الكلمات إلى شعب مصر العظيم مستحضرا أرواح شهدائها الذين ضحوا إلى جانب إخوانهم من أهل فلسطين في سبيل تحرير فلسطين في كل الحروب على جبال وتلال القدس وصور باهر والفالوجة وغزة وغيرها، وأهل فلسطين لم يسقطوا شهداء دفاعًا عن الأرض فقط، بل رفضًا للبديل أيضًا، ولو كان هذا البديل أغنى وأجمل أرض في العالم، هذه القيمة هي التي دفعتنا إلى رفض التوطين، ومقاومته بكل شراسة، رفضناه في الأردن وفي سيناء وفي لبنان وفي كل مكان، وفضلنا عليه اللجوء مع مرارته في انتظار العودة، صدئت المفاتيح ولم تصدأ الهوية، وتعبت السنون ولم تتعب الروح ومات الأجداد ولم يمت الحلم، ونحن على العهد ماضون، أفيأتي بعد ذلك كله من يتهم شعبنا بتهمة التفكير في اتخاذ سيناء وطنا بديلا؟
    وقد شهدت الدنيا لنا عام أربعة وخمسين كيف أحبطنا مشروع التوطين، وشهدوا علينا أننا أثناء حرب الفرقان والسجيل بدلًا من الفرار من وجه الموت كان الفلسطينيون إلي الموت يعودون، بل إلي الحياة يعودون! ويتذكر ذلك إخواننا المصريون، ويشهدون كيف دفعنا ثمنًا باهظًا، من أشلاء أطفالنا الذين مزقت أجسادهم الطرية قنابل الفسفور علي الهواء مباشرة، وهم في أرضهم صامدون، ورأى العالم كله الرجال والنساء والشيوخ يذبحون ولا يتراجعون، وهدمت المساجد على رؤوس المصلين الموحدين ولم ترهم يتراجعون، ودمرت المدارس والمصانع والمشافي والجامعات، والمخابز والطرقات ونحن صامدون، ندافع عن المقدسات وعن الأسرى وعن كرامة العرب والمسلمين، بسلاح الإيمان وبعض من سلاح صنعنا بعضه بأيدينا. لا أحد من أبناء مصر أو فلسطين يستفيد من تشويه الرجال الذين يهتفون ليل نهار بحب مصر ويدافعون عن أمن مصر، أو تشويه المقاومة التي تدافع عن كرامة الأمة. إننا على اقتناع تام بأن مصر كانت وستظل قلعة عصية على الاختراق والتطبيع، وستظل حاضنة للقضية الفلسطينية والمقاومة.
    إن الارتباك في المشهد المصري وفي علاقته بفلسطين يثلج صدر العدو فقط، وبدا ذلك واضحا في وسائل إعلامه، وفي تصريحات مسئوليه، الذين رأوا أن مصر في طريقها إلى الانهيار بسبب وقوف مصر وقادتها إلى جانب فلسطين وغزة والمقاومة.
    إن استراتيجية العدو هي إشعال الفتنة في مصر وبين مصر وفلسطين بهدف ضرب الثورة وضرب القضية، فيما يعرف بنظرية الفوضى الخلاقة التي ابتدعتها كونداليزا رايس، فهل ينجحون؟ ولا أعتقد أنهم سينجحون، وسرعان ما تعود الروح إلى مصر الحبيبة إلى روحها الأصيلة وتنحاز إلى أمتها ليعود لها الأمن والخير، ولتعود لشعبها المحبة والتعاضد، ولدورها المحتضن لقضية فلسطين. إنني أؤكد هنا، وفي ذكرى يوم الأرض يوم شهداء فلسطين ومصر والأمة العربية:
    أن الشعب الفلسطيني وقواه المجاهدة وفي مقدمتها حركة حماس يؤكد أهمية العلاقات التاريخية مع جمهورية مصر العربية، ونحن نشيد بالدعم المصري للشعب الفلسطيني وقضيته خلال العقود والسنوات الماضية ونعتز بالتضحيات العظيمة التي قدمها الشعب المصري من أجل القضية الفلسطينية في إطار قيام مصر بدورها القومي، ونؤكد مركزية الدور الذي تلعبه مصر لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية ونتمسك باستمرار دورها في هذا المجال حتي إنجاز الوحدة وإنهاء الانقسام. كما أننا لا نتدخل في الشأن الداخلي لمصر ولسنا طرفا في أي خلاف سياسي داخل الساحة المصرية، وعلى الرغم من أننا ننتمي لمدرسة الحركة الإسلامية غير أننا نقف على مسافة واحدة من كل القوى السياسية في مصر، ونرى فيها ذخرا وسندا لفلسطين وشعبها، وكل من يحاول التدخل في شئون مصر أو يضمر لها سوءًا أو شرًا منبوذ من شعبنا وحكومتنا. وأنه لا مساس بالسيادة الوطنية المصرية لا في سيناء ولا في غيرها ولا نسمح لأحد الاعتداء على هذه السيادة، إذ رفضنا ونرفض التوطين داخل سيناء أو غيرها ( فكرة وتطبيقا)، فلسطين وطن الفلسطينيين كما مصر وسيناء وطن المصريين، ولا أساس لكل ما يتم الترويج له على هذا الصعيد.
    إننا نعتز ونقدر لجيش مصر العظيم خير أجناد الأرض كما قال المصطفي -صلي الله عليه وآله وسلم- دوره الوطني والقومي وكفاحه الطويل علي جبهة الصراع مع العدو الصهيوني، باعتباره أكبر وأهم الجيوش العربية ودوره المهم في حفظ التوازن الاستراتيجي مع الاحتلال الإسرائيلي، ونؤكد أن شهداء الجيش المصري في رفح هم شهداء فلسطين، وعلى صدورهم أوسمة القدس وبوارق النصر بإذن الله تعالى، وجاهزون للتعاون الكامل لكشف المتورطين بهذه الجريمة النكراء التي هزت كل بيت فلسطيني كما هو كل بيت مصري.
    إن الأمن القومي المصري وعاء استراتيجي لأمن فلسطين والمنطقة العربية، وغير مسموح لأي فلسطيني العبث بأمن مصر والحكومة تبذل قصارى جهدها لحماية الأمن المشترك، وأمن الحدود ولا تسمح لأي كان أن يجعل غزة منطلقا للإضرار بأمن مصر وسيناء على وجه الخصوص، وبهذه المناسبة أود التوضيح أن الأنفاق الحدودية في رفح حالة اضطرارية لجأنا إليها بسبب الحصار الدولي المفروض علينا، ليصل إلى الناس قوت يومهم وسبب صمودهم الدولي، ولا نمانع من إغلاقها في حال توفر البديل الطبيعي من فوق الأرض. وأؤكد بأن مصر لن ترى من غزة إلا كل الخير والعزة والصمود والدفاع عن فلسطين وعن حدود مصر الشرقية، وأشير هنا إلى أن مطالبتنا للأشقاء في مصر برفع الحصار عن غزة وتحويل معبر رفح إلى معبر للأفراد والبضائع وتزويدنا بالكهرباء والوقود، كل ذلك محكوم بالثابت السياسي لدينا وهو أن غزة جزء من الأرض الفلسطينية ولا نقبل أن تلقى غزة في وجه مصر، ونحن لا نعفي الاحتلال من مسئولياته، وإنما مطالبتنا الإنسانية وإنهاء الحصار الظالم على غزة نابعة من نظرة الأخ إلى أخيه الذي يقف إلى جانبه وقت الشدة والعسرة.
    وختاماً فإننا نتمنى من وسائل الإعلام المصرية توخي الدقة والمهنية عند تناول الموضوع الفلسطيني بشكل عام وموضوع غزة بشكل خاص، والانتباه من محاولات خلط الأوراق وتعويم المغالطات التي قد تؤدي إلى تأجيج الرأي العام المصري تجاه إخوانهم في فلسطين، مدركين أن دعم الشعب المصري للقضية الفلسطينية هو عنصر أساسي وركن متين من أركان الصمود والاستمرار في النضال الوطني لإنجاز مشروع التحرير والعودة والاستقلال. حفظ الله مصر وأبقاها سندا وذخرا على الدوام.

    في حضرة أم نضال فرحات

    بقلم ساري عرابي عن المركز الفلسطيني للاعلام
    أثناء التفكير في مقالة هذا العدد من مجلة "العودة"، توفيت المجاهدة أم الشهادة والشهداء، أم نضال فرحات، رحمها الله، وهو الأمر الذي كان جديراً أن يغير من خطة الكتابة لهذا العدد، كما هو جدير أن يحتل مكانة أولى في أجندة أي وسيلة إعلامية، أو مطبوعة ثقافية، أو حديث سياسي، أو تعبئة جهادية، أو وعظ إيماني، في حياتنا الفلسطينية والعربية والإسلامية. ليس لأن حدث وفاتها فريد؛ فالناس كلهم يموتون، لكن هذا الحدث كان جاذباً للتأمل بقدر ما كان مفجراً للحزن؛ لأن المرأة نفسها، لم تكن امرأة عادية، وحياتها كانت استثنائية تماماً، حتى في السياق الفلسطيني، فليست كل امرأة، في فلسطين، تدفع أبناءها شهداء في سبيل الله طوعى ورضا ومحبة ووداً، كذلك ليس كل رجل في فلسطين خاض طريق الجهاد، وتعرض عن إصرار للشهادة.
    استولت أم نضال على قلوبنا، ليس لأنها نائبة في المجلس التشريعي؛ فهذا الأمر، بكامل الصدق، ليس فيه ما يستأهل أن يصل القلوب، فضلاً عن الاستيلاء عليها، بل بسيرتها، التي التصقت بالجهاد والمجاهدين، من إيواء المجاهدين، وقد استشهد في بيتها عماد عقل، رحمه الله، إلى إطعامهم وسقايتهم وتفقد أحوالهم. لكن ذلك كله يغدو على عظمته لا شيء، ونحن أمام امرأة ترسل ابنها للجهاد لعملية استشهادية بنفسها، ثم تبقى طوال الليلة تتبع الأخبار تنتظر خبر نجاح العملية ورقي ابنها إلى الله تعالى.
    لا أزال أذكر، عملية ابنها محمد، رحمه الله، حينما كنا في سجن مجدو في عام 2002، وكان عاماً حافلاً بالعمليات الاستشهادية، والعمل الجهادي عموماً، لكن تلك العملية، على وجه الخصوص كان لها حضور مهيب لدى الأسرى، لأجل هذه المرأة التي أرسلت ابنها، وانتظرت الخبر طوال الليل تدعو لابنها بالشهادة والإثخان في العدو، حتى وإن كانت العملية مميزة عسكرياً، فإن دور هذه المرأة فيها، هو ما وهبها كل هذا التميز والأثر. ومنذ تلك العملية، وهذه المرأة تظلّل فلسطين كلها، وتستحيل مثلاً مضروباً في ضمائرنا وقلوبنا وعقولنا، وفي كتب التاريخ والوعظ والجهاد، ما بقي مسلم وصاحب حق في هذه الدنيا، نعم، هي في ذاتها مثل، وليست الخنساء لها مثلاً؛ ففي تجربة ومسيرة ودور أم نضال ما لم يكن حتى للخنساء.
    والحق، أنه لو بقي الحديث في قضايا اللجوء واللاجئين، لكان أهون وأيسر، فأي محاولة لمقاربة حدث الشهادة باللغة، ينتقص من هذا الحدث، كذلك فإن حضور موقف الشهادة في النفس تنتقص منه محاولة تصويره لغوياً؛ فالشهادة لغة أخرى، مفارقة لأبجديات البشر المنطوقة والمكتوبة؛ لأن مجرد الوعظ والدعوة لا يكفيان للتغيير في مسيرة البشر؛ فضرب الله للناس موعظة بليغة أخرى، بأن يتخذ من عباده شهداء، يفعلون في النفوس لحظة الشهادة، ثم يكون من صور خلودهم، استمرار أثرهم في الناس، عابراً للزمان، وللجغرافيا، إضافة إلى طلاب الحق، والمجاهدين، وأصحاب الرسالات العظيمة.
    والإحساس بموقف الشهادة، كأي تجربة روحية، وحالة وجدية، تضيق به العبارة؛ فالموقف في ذاته فوق الإدراك العقلي المجرد من الإيمان. والإحساس به، مما لا تحتمله طاقة اللغة التي وجدت لتعبر عن المألوف، فهي أعجز من أن تطيق الشعور الذي دونه المحسوسات، وهو الشعور الذي لا يعرفه إلا من عاناه، فلا تنقله لغة، وأي لغة تحاول ذلك؛ إن كان الشعور بموقف الشهادة عميقاً، غالباً، متدفقاً، فائضاً، ولم يقتصر على ملامسة سطح الموقف، فإنما تكتشف عجزها وهزالها وبؤسها.
    فالحديث عن أم نضال صعب، ورثاؤها ليس له أن يطاول تجربتها، ولا أن يتعدى ملامسة سطح الشعور بالمعاني العظيمة التي تكثفت في تجربة هذه المرأة العظيمة، والتي تستحق أن تكون رمزاً مقدماً بين رموز شعبنا وأمتنا، وأنا أُقرّ، بأنّ وفاة أم نضال هزتني، حيث صارت تدور تلك المعاني بشدة في وجداني؛ فهي وإن لم يتوفّها الله شهيدة، فإنها الأم التي أرسلت أبناءها للشهادة.
    ومع أني أعتقد أن البعد الإيماني هو الأساس في دوافع هذه السيدة العظيمة، وهذا البعد هو الأصعب في محاولة مطاولته واستكشافه وفهمه؛ إذ هو تجربة إيمانية خاصة لامست اليقين في إدراك الغاية النهائية بالصعود إلى الله، والاستقرار في الحياة الآخرة، وبالتالي صار إرسال الأبناء للشهادة مقدوراً عليه، فإن في تجربتها دروساً وطنية ونضالية بالغة.
    فإذا كانت المرأة المؤمنة، التي تنتمي وأبناؤها إلى حركة جهادية؛ للبعد الغيبي حضور كبير في وعيها، قد انصاغت بهذا البعد وتشكلت، حتى صارت امرأة من الجنة تمشي على الأرض، كذا نحسبها ولا نزكيها على الله، فإنها أيضاً كشفت في تجربة ثرية، كيف يتجاوز المرء ذاته، وينتصر على أنانياته، ولا يكتفي بأن يسخّر حياته في سبيل قضية بطهر القضية الفلسطينية وعدالتها، بل يربي أبناءه على ذلك، ثم إذا استووا أرسلهم للشهادة، في درس جديد.
    فنحن إذاً، لا نزال في طور الحديث عن اللاجئين، ونحن بصدد الحديث عن أم نضال فرحات؛ فعودة اللاجئين واحدة من أسس القضية الفلسطينية؛ فالجهاد، والأسر، والشهادة، على مستوى الإنجاز الدنيوي في سبيل تحرير فلسطين، وعودتها إلى أهلها، وعودة كل أهلها إليها.
    نعم، فلسطين، وكل القضايا المتعلقة بتحررها، تحتاج إلى مثال أخلاقي، ودون التحرر أولاً، من الذاتية، والفردانية المتضخمة، ودون تعزيز الدافعية للتضحية، واستعذاب العمل للآخرين، ودون فاعلية فكرة الخير للناس في النفس، لا يمكن أن يحصل إنجاز في قضية التحرر.
    قدّم شعبنا تضحيات كثيرة، كانت تضحية أم نضال لؤلؤة فريدة في هذا النظم البديع، لكن طالما بقيت القضية، وبقي مشروع التحرير وعودة اللاجئين غير منجز، بقينا بحاجة إلى مثل أخلاقي، في التضحية، زاداً، ودافعاً، وموعظة بليغة، وحياة لأرواحنا التي سرعان ما تتصحر، بعوادي الظروف التي تنشب أنيابها فيها.
    فاليوم، يراد إشغال الفلسطيني بهمّه الفردي الذاتي اليومي، بل إلى ما لا يرقى إلى مستوى الهمِّ، من تطلعات الحياة الاستهلاكية الزائفة، من إغراق الفلسطيني في نمط استهلاكي عجيب في ظل احتلال، حتى الفعل النضالي لدى قطاع من الشباب صار "نشاطاً في سبيل الشهرة" وتحقيق المنافع المادية. واليوم يراد تيئيس الفلسطيني من القدرة على تحقيق إنجاز على صعيد مشروع التحرر، وإزاء هذه المؤامرة على شعبنا وأجيالنا، نحتاج أن نتأمل في تجربة أم نضال فرحات، في تجاوزها لذاتها، واستجابتها لأمر ربها، وتلبيتها لنداء قضيتها.
    وهذا يقودنا، إضافة إلى ضرورة وجود المثل الأخلاقي، وهو المثل الذي ينبغي أن نحتفي به، ونعيد تقديمه، والتذكير به، بكل أشكال الإبداع والعرض الممكنة، إلى أهمية البعد الغيبي الإيماني في قضية معقدة وصعبة كالقضية الفلسطينية، التي تتطلب مزيداً من البذل والعطاء لمجرد الاستجابة للأمر، ومع إيمان بعدل الله، وإيمان بحسن الجزاء في الآخرة.
    إضافة أم نضال فرحات، لمسيرتنا النضالية، وتجربتنا الجهادية، أكثر مما ذكر في هذه المقالة، وهي إضافة لا تتسع لها مقالة، ولا تطيق عرضها اللغة العاجزة، لكن المهم أن هذه السيدة العظيمة، جديرة بأن تكون رمزاً متقدماً لهذا الشعب، ولعموم الأمة، ولأجيالنا القادمة، وللإنسانية جمعاء، ومن الضروري الكشف عن فاعلية هذه التضحيات وأهميتها، وأبعادها الإيمانية والأخلاقية والجهادية المتنوعة، في الدفع بالمسيرة الكفاحية، وتجاوز حالات التراجع والتصحر التي تعتري مسيرتنا هذه في بعض المحطات.
    ولعل آخرين يضيفون في أهمية تأكيد رمزية هذه السيدة، وعظمة تجربتها، وفاعلية مثل هذا النموذج في مشروعنا التحرري، وجعله فاعلاً في جماهيرنا وشبابنا، فقد مضت ومضى أبناؤها الشهداء، رحمهم الله جميعاً، ويبقى دورنا من بعدهم في الإمساك بتراثهم، والحفاظ على فاعليته، والإلحاح على معنى تضحياتهم.

    الانتظار سلطة السلطات

    بقلم فايز أبو شمالة عن المركز الفلسطيني للاعلام
    مأساة السياسة الفلسطينية تكمن في الانتظار، الجميع ينتظر غداً، وغدٌ يتدلل على الفلسطينيين، ويستحثهم على مزيد من الصبر والانتظار لغدٍ آخر، عشرات السنين عبرت على حياة الفلسطينيين، وهم ينتظرون الغد، فيومهم الذي يعيشونه لم يجلب الفرح لهم بعد، لذلك هم ينتظرون الغد على أمل أن يتحقق الوعد.
    الموظف الفلسطيني ينتظر الراتب، والزوجة تنتظر، والتاجر ينتظر، وصاحب المحل والحرفي، والبقال؛ كلهم ينتظرون راتب الموظف كي تكتمل الدورة المالية، وينتعش الحال لعدة أيام، ومن ثم يعودون إلى الانتظار من جديد، ولكن الراتب في علم الغيب، لأن الميزانية تنتظر المساعدات الدولية، والمنح، والهبات، وكل هذا صار مربوطاً بالمستجدات السياسية، وينتظر رضا وغضب الصهاينة والأمريكيين.
    المجتمع الفلسطيني بشكل عام قد اعتاد على الانتظار، فقد انتظر سنوات طويلة تطبيق قرارات الأمم المتحدة، وانتظر نتائج مؤتمرات القمة العربية، وانتظر نتائج الثورة الفلسطينية والعودة للوطن، وانتظر نتائج أوسلو وقيام الدولة الفلسطينية، وانتظر نتائج الانتفاضة، وانتظر تحرير الأسرى، فلما أعياه الانتظار، صار ينتظر توقيت الأعياد اليهودية، لأن لها بالغ الأثر على حياته الاقتصادية، وعلى فتح وإغلاق المعابر مع دولة الصهاينة، وما ينجم عن ذلك من توفر بعض السلع الضرورية، ومن ارتفاع أسعار سلع أخرى في حالة الإغلاق.
    والسلطة الفلسطينية بكل هيبتها ونفوذها تنتظر، بل تقتات على الانتظار، فهي تنتظر أموال المانحين، وتنتظر رضا الإسرائيليين والإفراج عن أموال الضرائب، وتنتظر اجتماع الرباعية، وكانت السلطة الفلسطينية التي انتظرت لمدة عام اعتراف الأمم المتحدة بالدولة الفلسطينية بصفة مراقب، وكانت للتو قد فرغت من انتظار نتائج الانتخابات الإسرائيلية والأمريكية، ودخلت مرحلة انتظار زيارة أوباما، فلما انجلت عن غدٍ لا يختلف عن أمس، راحت السلطة تنتظر زيارة وزير الخارجية الأمريكية جون كيري.
    الفلسطينيون ينتظرون، بينما الصهاينة اليهود يواصلون عدوانهم دون توقف، ويكفي الاستشهاد بالأرقام التي ذكرها خليل تفكجي مسئول دائرة الخرائط في مركز الدراسات العربية، فقد قال: إن فلسطيني 48 لا يمتلكون سوى 4% فقط من أراضيهم، وأن الفلسطينيين في القدس لا يمتلكون سوى 13% فقط من أراضي المدينة المقدسة، وإن الصهاينة قد استولوا على 58% من مجمل أراضي الضفة الغربية، ولم يبق للفلسطينيين إلا 48% فقط.
    بينما المسئولون الفلسطينيون ينتظرون، ويأملون أن يسفر الانتظار عن استئناف المفاوضات، يرفض رجال المقاومة الفلسطينية بشكل عام، وكتائب الشهيد عز الدين القسام بشكل خاص، هؤلاء يرفضون الانتظار، ويقيمون الليل، ويوقظون النهار، وهم يعدون أنفسهم لمواجهة عسكرية تصحو لها الضمائر، وتستنهض الديار.

    في يوم الأرض: الأراضي الأردنية في الضفة الغربية

    بقلم حلمي الاسمر عن فلسطين الان
    نشأ مصطلح الضفة الغربية (لنهر الأردن) في العام 1948 حينما احتلت الجماعات الصهيونية كل فلسطين باستثناء منطقتين سميتا فيما بعد بالضفة الغربية وقطاع غزة. الضفة الغربية تقع غرب نهر الأردن وقد احتلتها إسرائيل عام 1967. وتشكل 21% من مساحة فلسطين التاريخية (الأراضي من نهر الأردن إلى البحر المتوسط) يطلق اليهود على الضفة الغربية بالوثائق الرسمية اسم (يهوذا والسامرة) في 1993 تم عقد اتفاقية السلام تعطي للفلسطينيين حكم ذاتي في بعض الأجزاء من الضفة الغربية وقطاع غزة . ولكن إسرائيل مازالت هي المسؤولة عن الحدود الخارجية.
    وفق إحصاءات 2008
    عدد فلسطينيي الضفة الغربية: 2.4 مليون فلسطيني، عدد المستوطنين اليهود في الضفة الغربية: نصف مليون. نصفهم في محافظة القدس، عدد مستوطنات الضفة الغربية : 144 مستوطنة
    عدد البؤر الاستيطانية والمواقع العسركية اليهودية: 296 بؤرة.
    (أما فيما يخص عدد سكان غزة فهو 1.6 مليون)
    حسب آخر ما نشر في الإعلام العبري، فقد «منحت» سلطات الاحتلال الاسرائيلي المستوطنين 37% من الاراضي الاميرية في الضفة الغربية لإقامة المستوطنات في حين خصصت 0,7% فقط منها للفلسطينيين، وبحسب ما نشر موقع صحيفة «هآرتس» يوم الخميس الماضي فإن الاراضي الأميرية في الضفة الغربية تصل الى 1,3 مليون دونم، كانت مسجلة باسم الحكومة الاردنية حتى عام 1967، حيث تم تحويلها الى أراضي «دولة» عام 1979 بعد قرار ما يسمى المحكمة العليا الاسرائيلية منع اقامة مستوطنات على اراضٍ خاصة تابعة للفلسطينيين، فرد الجيش والحكومة الاسرائيلية على هذا القرار بتحويل هذه الاراضي لصالح «الدولة» كي تقوم ببناء المستوطنات عليها!
    وتعرف الأراضي الأميرية بتلك الأراضي التي تقع خارج نطاق البلديات أو خارج جذر القرية فهذه تعتبر أميرية، وهذه الأراضي كانت مملوكة للسلطان العثماني وأراد أن ينتفع الشعب بها وبالتالي سمح لهم بالتصرف فيها فأصبحت هكذا إلى أن اقتربت من الملكية وتقريبا أصبح حق التصرف بها مثل حق الملكية.
    ويتضح من خلال ما نشر من وثائق وبحسب الصحيفة العبرية فإن مليوناً وثلاثمائة الف دونم من أراضي الضفة الغربية تعد أراضي أميرية وذلك بموجب معايير حددتها الادارة المدنية بعد عام 1967 لإفساح المجال امام تنفيذ مشاريع بناء في المستوطنات. ووفقاً لما نشرته الصحيفة فإن المستوطنات تشكل 30% من إجمالي مساحة الأراضي الأميرية أي نحو 400 ألف دونم، بينما تحتل المكاتب الحكومية الإسرائيلية والبنية التحتية ما نسبته 11% أي نحو 160 ألف دونم، كما تحتل المباني الحكومية وأعمدة الشبكات الحكومية 7% من المساحة الكلية.
    حسب بعض فقهاء القانون الدولي، فإن اتفاقية وادي عربة وحتى قرار فك الارتباط لم يغير من صفة أن تلك الأراضي تابعة للخزينة الأردنية، ومن حق الأردن أن يطالب بها ويحميها من التهويد.

    كيف حقق أردوغان مصالحة تاريخية مع الأكراد

    بقلم ياسر الزعاترة عن فلسطين الان
    لم يكن الخطاب أو النداء الذي كتبه عبد الله أوجلان وألقاه أحد القادة الأكراد أمام مئات الآلاف في ديار بكر عاديا بأي حال. إنه نقطة تحول رائعة، تفتح بابا لمصالحة تاريخية تتجاوز تركيا إلى عموم المنطقة.
    لا أعتقد أن الخطاب قد نزل بردا وسلاما، لا على زعماء الأكراد في الشمال العراق، ولا على الرؤوس الحامية بين أكراد سوريا، وربما لم ينزل بردا وسلاما كذلك على بعض قادة الأكراد الأتراك ممن يتاجرون بالقضية الكردية، بينما هم متورطون حتى آذانهم في ألعاب التجارة والتهريب، إلى جانب علاقات ودعم من قبل دول إقليمية نافذة؛ لم يعد سرا أن من بينها إيران التي تعاقب أردوغان على وقفته ضد نظام بشار الأسد، فضلا عن الأخير نفسه الذي صارت له صلاته معهم بعد اندلاع الثورة واتضاح الموقف التركي الداعم لها.
    خطاب أوجلان لم ينزل بردا وسلاما أيضا على قلوب قادة الحزب الشعب الجمهوري المعارض لأردوغان، والمتورط أيضا بدعم بشار الأسد سياسيا، فضلا عن الحزب القومي الذي يعتبر التصدي للطموحات الكردية جزءا من تجارته السياسية، لاسيما أن مصالحة كهذه لن تعني غير تتويج أردوغان زعيما تاريخيا على تركيا عبر تحويل النظام إلى رئاسي ومنحه ولايتين جديدتين، هو الذي يعتبر أطول رئيس وزراء تعميرا في تاريخ تركيا، وهو أمر أدركه نتنياهو قبل سواه، حين قدم لأردوغان اعتذارا عن حادثة “مرمرة”، ووافق على تعويض أهالي الضحايا، وتخفيف الحصار على قطاع غزة.
    لم يكن ما جرى سهلا بأي حال، فقد احتاج أردوغان إلى رحلة لا بأس بها من تطبيع العقل السياسي الشعبي على التعامل مع رجل يعتبر مجرما في نظره، فضلا عن حزبه الذي خاض في دماء الشعب لزمن طويل، في صراع ذهب ضحيته أكثر من 40 ألف إنسان من الجانبين.
    الأمر ذاته ينطبق على أوجلان الذي أدارت معه السلطة عبر بعض رموزها حوارات مطولة ومعمقة، أفضت إلى ما يمكن القول إنه مراجعة تاريخية لفكره وبرنامجه؛ من السلاح والعنف إلى السياسة والسلام والديمقراطية، والقبول بالتعايش بين أبناء البلد الواحد، بعيدا عن النزعات الطائفية والعرقية.
    ربما كان لسجنه الطويل، وقراءته وتأملاته، وربما كبر سنه دور في ذلك، لكن المؤكد أنه اختار المسار الصحيح لشعبه، ولعموم الأتراك، ولا يمكن القول إنه تنازل عن مبادئ عظيمة كما يحدث مع بعض السجناء الذين يتنازلون من أجل وضعهم الخاص.
    لقد اختار الرجل تسوية تاريخية لن تضر بشعبه أبدا، بقدر ما ستحمل له الخير والرفاه، وتبعا لذلك لعموم الأتراك الذين يعيشون وضعا متميزا منذ سنوات.
    وهنا ينبغي القول إن هذا التحول في مواقف أوجلان لم يأت في بعض تجلياته سوى انعكاس لجدل في الشارع الكردي نفسه بعد المواقف التي اتخذها أردوغان حيالهم، والتي منحت مناطقهم الكثير من المزايا، خلافا لكل الحكومات السابقة.
    لقد تعامل معهم أردوغان كجزء لا يتجزأ من شعبه، ولم يعاملهم بمنطق الثأر بسبب تأييدهم لحزب العمال، بل فصل هذه القضية عن تلك، وتقدم نحوهم بخطوات جبارة من دون شك.
    لا خلاف على أن الأزمة السورية، ومحاولة استثمارها من قبل إيران والنظام السوري عبر دفع الأكراد نحو تفعيل السلاح ضد الدولة التركية، لا خلاف على أن ذلك ساهم بتسريع الحل عبر حث الحوارات مع أوجلان وصولا إلى هذا الاتفاق التاريخي.
    كل ذلك مهّد الأجواء لهذه المصالحة التاريخية التي ستسجل له، تماما كما ستسجل وبشكل أقوى لأردوغان وحزبه، وهي تعني فيما تعنيه حل مشكلة مستعصية في المنطقة.
    وحين يتزامن هذا الأمر مع تعيين كردي كرئيس للحكومة السورية المؤقتة، فإن الأمر يعني الكثير لجهة إدماج هذه الفئة في مجتمعاتها كجزء لا يتجزأ منها بعيدا عن روحية الانفصال.
    وإذا ما سارت الأمور وفق المأمول، ولم يتمرد بعض قادة حزب العمال، فإن الخطوة التالية بعد انتقال مسلحي الحزب إلى شمال العراق هي عودتهم إلى وطنهم واندماجهم في مجتمعهم ليكونوا جزءا منه يحمونه ويساهمون ببنائه بدل أن يدمروه.
    أما الذي لا يقل أهمية فيتمثل بتداعيات هذه الخطوة على عموم المشرق العربي في أجواء ربيعه الخاص، والتي ستعني اندماجا للجميع في دولة المواطنة التي تتعامل مع مواطنيها بروحية الحرية والتعددية والعدالة.
    تسوية تاريخية تستحق الترحيب من دون شك، وندعو الله أن تتكلل سائر خطواتها بالنجاح لتكون نموذجا يحتذى في هذا المشرق الغني بتنوعه العرقي والطائفي.
    تنوع يُريد له أعداء الأمة أن يكون عنصر فرقة وتدمير عبر سياسة “فرّق تسد”، بينما يريده المخلصون عنصر خير وثراء ونماء.

    الوطنية المفترى عليها

    بقلم يوسف رزقة عن فلسطين اون لاين
    ما الوطنية الفلسطينية ؟ قد يبدو من السذاجة أن نسأل فصائل العمل الوطني والإسلامي عن تعريف الوطنية الفلسطينية، فعمر النضال الوطني مديد طويل، ومفهوم الوطنية لا يختلف عليه اثنان، غير أن أحد قيادات اللجنة المركزية لحركة فتح اشتاق للهجوم على حركة حماس، فزعم أن حماس تغادر الوطنية الفلسطينية إلى الشراكة مع الإخوان المسلمين؟!، وأنها تسعى للتوطين في سيناء وإلى إقامة إمارة في غزة وفي سيناء، في دعوة صريحة مكشوفة للتحريض على حركة حماس في الرأي العام المصري مدعياً أن الجيش المصري يرفض هذا، ولن يسمح به حتى لو سمح به الرئيس محمد مرسي ؟!.
    لا أود تسمية صاحب الزعم، لأن الكلام مع القادة يجب أن يكون خفيفاً ومؤدباً، حتى حين تكون (الكذبة) كبيرة، وحتى حين يكون التدليس واضحاً، والأهداف التي يسعى إليها معروفة.
    الوطنية الفلسطينية لا تعني التوطين، ولا تعني أيضا الشراكة مع محمد مرسي والإخوان، ولكنها لا تعني أيضا الشراكة مع (إسرائيل)، والتنسيق الأمني مع (إسرائيل)، وترويج مخططات (إسرائيل)، ونشر أكاذيب الإعلام الإسرائيلي لضرب الساحة المصرية، وضرب ساحة حماس بحجر كاذب، من منبر إعلامي، وبلا دليل.
    الشعب الفلسطيني وبالذات سكان قطاع غزة رفضوا التوطين في سيناء قبل أن يعرف الشعب الفلسطيني حركة فتح، أو حركة حماس، الشعب خرج ضد المشروع الصهيوني في الخمسينيات وتظاهر ضده، مؤكداً أن الوطنية الفلسطينية هي في تحرير فلسطين. غير أن الوطنية الفلسطينية تشوهت تشوهاً حقيقياً حين اعترفت الشخصية المتحدثة ومن تمثل بحق (إسرائيل) في الوجود على78% من أرض فلسطين وتعاونت معها لقمع المقاومة واعتقال المقاومين.
    الوطنية الفلسطينية ليست شراكة مع نتنياهو، وليست شراكة مع أوباما، وليست شراكة مع الرباعية الدولية. ومن يعاني من أمراض تفتك بالوطنية عليه طلب طبيب لأمراضه، ولا يجوز له أن يسقط أمراضه على الأصحاء، لاسيما إذا كانت حماس وكان الإخوان أنفسهم يرفضون قولاً وعملاً التوطين ولا يقبلون بغير فلسطين وطنا.
    لقد دخلت الوطنية الفلسطينية في مأزق واضطراب شديد بعد أن وقعت قيادات على اتفاقية أوسلو التي اعترفت بإسرائيل، فدخل إلى مفهوم الوطنية الفلسطينية العتيدة كما يفهمها رجل المركزية، التنسيق الأمني وقمع المقاومة، ومصادرة أسلحتها، وإسلام القرار الوطني للمال السياسي. إنه لمن المؤسف أن يشارك أعضاء في مركزية فتح في التحريض على الإخوان و على محمد مرسي، وعلى حماس معاً، متخيلين أن الثورة المضادة قادمة لا محالة إلى كرسي القيادة ومن ثمة يحملون تنظيماتهم مسؤولية الشراكة مع المحتل الذي يوجه الثورة المضادة، ويوجه الإفساد في سيناء.

    عسى قمة ترفعنا للقمة

    بقلم محمد فايز الإفرنجي عن فلسطين اون لاين
    قمة جديدة عقدت بالدوحة لتضاف إلى عدد جديد لما سبقها من القمم, قرارات اتخذت وبيان ختامي تُلي عبر وسائل الإعلام, مناقشات جانبية وهامشية وجلسات علنية أمام "الكاميرات"، وثانية بالخفاء مغلقة عن الإعلام, وتوصيات وتشكيل لجان منبثقة وحزمة من الفعاليات.
    كثيرة هي القمم العربية بعددها الذي وصل إلى أربع وعشرين قمة، قليلة هي الإنجازات، ضعيفة هي المواقف التي اتخذت ضمن قرارات الملوك والرؤساء, تصل في بعضها إلى الحد الأدنى من تطلعات المواطن العربي والإسلامي، والبعض الآخر لا يصل حتى إلى تلك الحدود الدنيا من التطلعات والآمال.
    دومًا كان ينتظر المواطن العربي عامة والفلسطيني خاصة قرارات تلوح بالأفق ليبدأ زمان يصان به الحق وتساند به الشعوب المقهورة, وتلبى نداءات واستغاثات الأسرى, تطمئن القدس بأقصاها وأرضها أن هناك من سيدافع عنها، ويمحو آثار محتل دنس سطحها.
    قمة جديدة اتخذت العديد من القرارات التي ساندت الشعب الفلسطيني بقضيته: دعم مادي للقدس وصمود أهلها, ومصالحة فلسطينية تنال أهمية ويدخل الطرف التركي على مسارها، ورئاسة سوريا تتبدل رغم بقاء الطاغية بشار الأسد، ومصر برئاستها الجديدة وتونس وليبيا ربيع عربي يزهر بالقمة؛ فينعش الآمال والتطلعات إلى اختلاف جوهري عما سبق من القمم.
    لن أرسل كلمات اليأس، ولن أحبط النفوس التي ترجو قمة بلون عربي مزهر بربيع جديد يطل علينا، ومازالت دماء شامنا تسيل، ومصرنا كل يوم تمزق من أعداء ديمقراطيتها وأعداء نجاح الحكم الإسلامي فيها, وفلسطين ما بقي فيها سوى الفتات من أرض تهود، وأراض تصادر، وإنسان يسجن، وآخر يقتل داخل أقبية التحقيق، وأسرى يضربون عن الطعام يتحدون بحياتهم ظلم السجان, كثيرة هي همومنا التي لا تكاد تحصر في كلمات، بل تحتاج إلى مجلدات هموم وطن كبير فاقت حجمه وقدرته على الصمود في وقت لا نجد معه قمة تعزز من هذا الصمود وتدعمه.
    مليارات رصدت لإعادة إعمار غزة بعد حرب عام (2008-2009)، ووعود وعهود برفع حصار عن شعب زاد من عنائه كهرباء مازالت تقطع، وقرارات بدعمه، وللقدس صندوق خاص بها يساندها للصمود في وجه الطغيان، ما وجدنا من هذا الأمر شيئًا على أرض الواقع سوى تلك القرارات التي كان مصيرها أدراج القمم، كما سبقها من أوراق هفا عليها الزمن يعلوها غبار السنين.
    إن قمة يحتاج إليها المواطن العربي والفلسطيني هي قمة حق تقال في قضايا الأمة، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، حق يساند أصحاب الحق ضد أهل الباطل من محتلين ومن أعداء للأمة، سواء كان من داخلها أم خارجها .
    إن قمة واحدة كافية لتنوب عن هموم الشعوب العربية والإسلامية حينما تكون تطلعات الملوك والرؤساء والأمراء جميعها تصب في مصلحة هذه الأمة، ولا تستهين بأرض احتلت أو بخيرات تنهب أو بحرية في قراراتها وقوة في اقتصادها، حينما يدرك هؤلاء القادة أننا لسنا بحاجة لأمريكا ولا لغيرها؛ فنحن عصبة أولو بأس شديد إذا ما اجتمعنا على حق.
    نحن بحاجة إلى قمة يعلو بها صوت الحق، تسحب المبادرة العربية فيها، وتكون المطالبة للإدارة الأمريكية والكيان المحتل بإنهاء هذا الاحتلال بشكل فوري، والإفراج عن الأسرى والمعتقلين كافة, وإنهاء التدخل الروسي بدعمه جيش بشار الأسد في قتل أبناء الشعب السوري، ورفع الأيدي عن خيارات الدول العربية والإسلامية، وأن يكون سلاح النفط هو الأمضى في فرض حريتنا واستقلالنا؛ أن العالم اليوم يقوم على النفط والاقتصاد، وبيدنا بيد العرب والمسلمين مفاتيح هذا الاقتصاد.
    فقط اتفاقنا واتحادنا والخروج من قفص التبعية الأمريكية هو الحل السحري الذي نمتلكه، وله تأثير أساسي في حل قضايا الأمة، بدل التنديد والاستنكار والنداءات التي نتلوها منذ عقود دون مبالٍ بها ولا بنا.
    لهجة الضعف التي تنتابنا هي سر ضعفنا والاستهانة بنا في عالم لا مكان به لسوى الأقوياء، الذين يقفون صفًّا كالبنيان المرصوص ضد كل دخيل على أرضهم ومصالحهم وخيراتهم، مهما كانت قوة هذا الدخيل.
    نتمنى أن تكون القمة بما تناولته من قضايا أولى الخطوات التي تحرك قضايانا إلى الأمام، وتخرجها من عنق الزجاجة؛ لتبدأ بمعالجة حقيقية لها.
    قمة عربية إسلامية هي مطامع لنا ولكل مواطن؛ من أجل غد أفضل يرفع عن كاهلنا عقودًا من الذل، عقودًا من القهر وسلب أراضينا واحتلالها والنيل من خيراتنا وكرامتنا.
    سننتظر تطبيق قرارات ما جاء بهذه القمة مع أنها لم تحمل إلينا سوى الحد الأدنى من تطلعاتنا، وسنبقى دومًا تعلو هاماتنا منتظرين ربيعًا عربيًّا يزهر فينا وفي القدس ودمشق والقاهرة وكل العواصم، قبل أن يزهر على الأوراق بقرارات تتخذ بقمم نخشى أن تبقى حبيسة أوراق تكتب عليها.
    سننتظر نهاية للانقسام الفلسطيني في القمة المصغرة بالقاهرة التي نتجت عن قمة الدوحة؛ عسى أن تكون نهاية للحالة الفلسطينية وما يشوبها من أزمات، ورفع الحصار الكامل عن قطاع غزة، والعودة الحقيقية إلى برنامج إعادة الإعمار فيه.

    الزميل ممدوح حمامرة.. لا يخفت صوت الحقيقة

    بقلم حسن أبو حشيش عن فلسطين اون لاين
    الزميل ممدوح حمامرة أحد مُراسلي فضائية القدس الفلسطينية في الضفة الغربية, يتواجد في ميدان التغطية لقضايا جدار الفصل العنصري الذي صنعته العقلية الصهيونية, ويعبر عن نبض الشارع المنتفض تضامنًا ودعمًا للأسرى, وكأي إعلامي حر من حقه أن يُعبر عن رأيه في نظامه السياسي ومواقف حكامه ونهج تياراته وأحزابه... وكغيره كان يتعرض للأذى المعنوي والمادي خلال عمله الميداني من قبل الاحتلال وقنابل الغاز والهراوات والمضايقات والرصاص الحي, الأمر الذي يتوجب في عقلية كل صحفي التكريم والاحترام والإشادة، وهذا مطلب إنساني عادل, وحاجة بشرية لا يدعي العزوف عنها والزهد بها إلا غير منصف ومكابر.
    الذي حدث مع الزميل ممدوح عكس ذلك، حيث حكم عليه القضاء التابع للسلطة بحكم عام لإهانته للرئيس... كانت فاجعة وصعبة وقاسية. لا أحد مع الإهانات الشخصية, أو التجريح أو السب والشتم, لكن من يتولى أمرًا وشأنًا عامًا يصبح ملكًا عاما, وتصرفاته وسلوكياته لا تخصه وحده. ومن حق الجميع إبداء الملاحظات والآراء فيها. والغريب إن الرئيس عباس نفسه وإعلام تيارات من حركته يطلقون العنان لنشر الكثير من الأخبار التي تنتهك أعراض الناس والقادة والزعماء المُخالفين له, فلم نسمع لمحكمة, ولا لتحقيق, ولا لاعتذار... بل إصرار وتكرار, والكلام هنا للاستدلال وللتذكير لا لاستعراض هذه الأمثلة.
    ومن المحزن أننا كإعلاميين لم نسمع صوتا للأجسام الإعلامية التي تدعي تمثيل الصحفيين, والتي تقيم الدنيا ولا تقعدها تجاه أي حدث أو موقف مس أحد من ينتمون إليهم في غزة، أو حتى لو بالضفة... إنه ميزان مختل, ومنهج أعور, وتشدق نظري لا يرتقي إلى الواقع.
    ومن الأمور التي أضحكتني أن أحد المسؤولين يصرِّح أن الرئاسة لا تتدخل في شأن القضاء لكن ستتدبر كيف تعالج الأمر حسب توجيهات الرئيس, هنا من حقنا أن نُطالب باحترام العقول, ومراعاة وعي الناس.. ونتساءل أين هو القضاء المستقل!!!
    فإذا كان عباس لا يعلم فهذه مصيبة, وهنا نسأل من الذي رفع دعوى على الزميل, ومن هي الجهة التي تبرعت بالانتصار لكرامة الرئيس؟؟؟ وإذا كان يعلم فالمصيبة أعظم. أقول بوضوح: إنه على الحالتين فالرئيس يتحمل المسئولية عن هذا الحكم التاريخي, ونقطة سوداء تُضاف للسجل. كان اختباراً سهلًا لمن يدعي الموضوعية والحياد من الإعلاميين في غزة والضفة, ورغم ذلك كان الرسوب, فكما أن الضفة صمتت طربا للحكم, فإن غزة تخاذلت عادة وسلوكا, وكأن المعركة لا تعنيهم.. إلا من مبادرة سريعة لمكتب القدس في غزة غاب عنها كعادتهم أدعياء حرية الإعلام, ومنظري حقوق الصحفيين, ومنفذي برامج تطوير الإعلام. أقول للزميل ممدوح حمامرة. الذي أفرج عنه ليلة أمس لأن القضاء منزه وليس سياسياً ولا أمنياً: لن يخفت صوت الحقيقة مهما ارتفعت نسبة الراسبين, ويكفيك صوت الأحرار وإن قل.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 285
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:41 AM
  2. اقلام واراء حماس 284
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:41 AM
  3. اقلام واراء حماس 283
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:40 AM
  4. اقلام واراء حماس 262
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:16 AM
  5. اقلام واراء حماس 248
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-23, 12:54 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •