النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 368

  1. #1

    اقلام واراء محلي 368

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]

    [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا ;الملـــــف:

    • بلى.. لدى "كيري" ما هو جديد!!
    • بقلم: هاني حبيب عن جريدة الأيام
    • حياتنا - مفاوضات ومصالحات
    • بقلم: حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
    • بينت إغزل بغيرها!
    • بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
    • المقاومة الإلكترونية : قطعت أنفاس إسرائيل عن طريق بيت العنكبوت ..
    • بقلم: محمد وحيد عوض عن وكالة معا
    • الفلسطينيون المغضوب عليهم
    • بقلم: مصطفى يوسف اللداوي عن وكالة سما
    • رسالةٌ مفتوحةٌ إلى قيادةِ حركة حماس الجديدة
    • بقلم: مصطفى يوسف اللداوي عن وكالة سما
    • حماس ومشعل..المهمة الصعبة
    • بقلم: حمزة إسماعيل أبوشنب عن وكالة PNN
    • سرطان الاستيطان يستشري بالقدس المحتلة
    • بقلم: حنا عيسى عن وكالة PNN

    بلى.. لدى "كيري" ما هو جديد!!
    بقلم: هاني حبيب عن جريدة الأيام
    دأب ساستنا، وبعض قادتنا، بل والعديد من المحللين السياسيين، إثر زيارة أي رئيس أو مسؤول للمنطقة بهدف استئناف العملية التفاوضية، على الإسراع في الوصول إلى موقف نهائي، بان ليس هناك من جديد، وأن هؤلاء الزوار، يستمعون ولا يحملون أية فكرة أو مبادرة جديدة، ويبدو هذا الموقف مريحاً ويعفي قائله من مسؤولية التفكير ملياً وجدياً، قيل ذلك إثر زيارة الرئيس أوباما للمنطقة، كما تكرر مع زيارات وزير خارجيته، وخلص الجميع تقريباً الى أن لا جديد ولا يمكن التعويل على هذه الزيارات في إنقاذ العملية التفاوضية، خاصة وأن التصريحات الصادرة عن أبو مازن ونتنياهو، تتكرر هذه الأخرى، بما لا يفتح أي مجال لقراءة ما هو خلف هذه الزيارات والاجتماعات والأحداث التي تبدو هامشية، مع أنها إذا ما أمعنا النظر، نعتقد أنها تدور في جوهر السعي إلى إنقاذ العملية التفاوضية من الجمود المستحكم.
    هذه المرة، ليس هناك أي جديد، إذا ما استندنا إلى تصريحات هؤلاء الساسة والقادة، وحتى بالاستثناء إلى وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، الذي أضفى على تصريحاته أبعاداً اقتصادية تخفي من وجهة نظرنا، المسار السياسي الذي يتم العمل عليه بكل سرية وفاعلية، ليس هناك من جديد حقيقي إذا كان الأمر يتعلق بإحراز تقدم على المسار الاقتصادي يتضمن الإفراج التام والنهائي عن الأموال المحتجزة في إسرائيل لصالح دولة فلسطين، وتوسيع مناطق السيطرة الفلسطينية في المنطقة C وحرية البناء فيها، فهذه كلها مجرد استحقاقات لم تشكل شرطاً جوهرياً من قبل الجانب الفلسطيني لاستئناف العملية التفاوضية.
    لكن الجديد ليس فيما يصرح به كيري، بل فيما يحمله من أفكار، تتضمن في جوهرها تعديلاً في "خارطة الطريق" وحل الدولتين، وأطراف العملية التفاوضية. خارطة طريق جديدة كل الجدة، بدأت مؤشراتها تظهر مع مفاجأة تخويل فلسطيني للعاهل الأردني لوصاية أردنية كاملة على المقدسات الإسلامية في القدس المحتلة، وقد يبدو هذا الأمر عادياً ويأتي في إطار اضطلاع الأردن في هذه المسؤولية منذ زمن طويل، خاصة وأن الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة، كانت تحت السيادة الأردنية حتى الاحتلال الإسرائيلي العام 1967، إلاّ أن توقيت هذا التخويل وهذه الوصاية، هو ما يجعل منهما مجالاً للتأويل المستند إلى التحليل المنطقي، ذلك أن ما تم يأتي في أعقاب اعتراف العالم من خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة بدولة فلسطين، وقيام هذه الدولة هو الشرط الذي وضعه الملك حسين في أوائل السبعينيات لإقامة كونفدرالية بين "قطرين، الامر الذي اثار ضجة في حينه، ثم القول انه يتوجب ان يتم الاتحاد الكونفدرالي بين "قطرين مستقلين". زيارة العاهل الأردني لرام الله إثر الاعتراف بفلسطين مباشرة، ثم الزيارات العلنية والسرية لأبي مازن إلى عمان، توحي وكأن الكونفدرالية على نار هادئة بعيدة عن الأضواء والإعلام.
    لكن فلسطين دولة غير مستقلة إلاّ من حيث الشرعية الدولية، قد تكون الكونفدرالية حلاً مؤقتاً إلى حين التوصل إلى تسوية يمكن معها أن تعلن دولة فلسطين كدولة مستقلة، وحينها تتطور الكونفدرالية إلى فدرالية كاملة، وقبل كل ذلك، على الأردن أن يصبح شريكاً كاملاً في العملية التفاوضية وفقاً لخارطة الطريق الجديدة.
    يبقى هذا السيناريو غير مكتمل الأركان، إذ ينتصب السؤال الأهم: وأين موقع قطاع غزة في ظل هذه الخريطة؟ والواقع أن أحداً لا يستطيع أن يجيب على هذا التساؤل المشروع، إلاّ أنه يمكن إحالة الإجابة الى جملة من التطورات، فالجانب التركي قد دخل على خط الوضع الفلسطيني، بعد المصالحة مع إسرائيل، بينما أبو مازن يزور الدوحة أثناء لقاء كيري نتنياهو، بينما الأول يتصل به لإطلاعه على محتوى ونتائج اللقاء مع الثاني، معظمها إشارات تشير إلى قطاع غزة الذي يعقد هدنة مع إسرائيل، رغم الاختراقات المحدودة هنا وهناك. وما يجعل وضع مستقبل القطاع أكثر تعقيداً أن الجانب المصري منشغل تماماً بوضعه الداخلي غير المستقر، لكن "نجاح" مرسي في الإسهام الفاعل بتوقيع الهدنة بين حماس وإسرائيل بشكل غير مباشر إثر الحرب الإسرائيلية الثانية على قطاع غزة، يجعل الجانب المصري أكثر من أي وقت مضى حريصاً على دور ريادي في بحث مستقبل القطاع، خاصة وأن قطاع غزة بات يشكل اختراقاً أمنياً، بصرف النظر عن المسؤول عنه، للأمن القومي المصري. واستقرار الوضع في القطاع، كان ولا يزال هدفاً مصرياً بالنظر إلى هذا الارتباط إضافة على مسؤولية مصرية ذات طبيعة سياسية، كون القطاع كان تحت الرعاية والمسؤولية المصرية عندما تم احتلاله من قبل إسرائيل العام 1967.
    إن جهوداً حقيقية، من قبل أطراف عربية وإقليمية نافذة، لفرض إنهاء الانقسام الفلسطيني، تشكل بداية الحل لمعضلة مستقبل قطاع غزة في إطار خارطة الطريق الجديدة. دخول تركيا وقطر إضافة إلى مصر بطبيعة الحال، يعد أمراً ضرورياً للوصول إلى هذه النتيجة التي نعتقد أنها ما زالت أكثر تعقيداً من ملامحها الظاهرة.
    هذا بعض مما يشير إلى أن كيري يحمل جديداً، كل الجدة. سحب إسرائيل لشرط الاعتراف بيهودية الدولة العبرية لاستئناف المفاوضات، من خلال تسيبي ليفني وزيرة القضاء، والمكلفة ملف العملية التفاوضية، استجابة ضرورية لمساعي كيري، رغم أن هذا السحب، جاء مبكراً كما يرى بعض الساسة الإسرائيليين، الذين ارتأوا أن ذلك كان يجب أن يتم في سياق العملية التفاوضية!!

    حياتنا - مفاوضات ومصالحات
    بقلم: حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
    اعترفت الادارة الاميركية إبان جولة الرئيس اوباما الأخيرة بفشل منهجها السابق في التعاطي مع عملية السلام في المنطقة وقالت انها ستحاول الخروج عن المألوف وتبتدع منهجا ابداعيا جديدا لدفع عملية السلام. ولهذا يقوم الوزير جون كيري بجولته في المنطقة مجددا لاستكمال بحث آفاق إحداث ثغرة اختراقية لاستئناف العملية التفاوضية. وقد جرى ابلاغ الاميركيين ان الشكوك الفلسطينية تجاه سياسة نتنياهو ما زالت قائمة لأن نتنياهو لا يؤمن بحل الدولتين وما زال يعيش اوهام مشروعه الاستيطاني المدمر، ولهذا طلب الجانب الفلسطيني معرفة تصور نتنياهو لحل الدولتين لكن الأخير يتملص فهو لا يريد رسم خارطة الدولتين لأنه يفضل رسم خارطة الاستيطان.
    بمعنى آخر أن كيري سيواصل ما تبقى من مهلة الشهرين التي حددها الاميركيون لاحداث اختراق يفضي الى استئناف المفاوضات في محاولة لاقناع حكومة نتنياهو بالتعقل والمضي قدما نحو استئناف المفاوضات، ولا نعلم حتى الآن ما هي المعادلة السحرية التي سيلجأ اليها الوزير الاميركي لتحقيق ذلك.
    في موازاة ذلك تستأنف في القاهرة مفاوضات المصالحة مع انه لا يوجد ما يمكن التفاوض عليه، فخطوط المصالحة واضحة.. حكومة جديدة وانتخابات وما عدا ذلك يعتبر هرطقة ومضيعة للوقت، حتى ما اقترحه القطريون كقمة مصالحة مصغرة يعتبر مضيعة للوقت ايضا لأن المصالحة أشبعت بحثا ولم يبق سوى التنفيذ الفوري لما تم الاتفاق عليه دون استدراكات واضافات لأن في ذلك عودة الى سياسة الكذب ولحس الكلام التي انتهجتها حماس في السابق وما زالت تماطل وكأن المصالحة «بعبع» يرعب الانقساميين ويبدد امتيازاتهم ومكاسبهم المتراكمة جراء الانقسام.
    في المفاوضات مع اسرائيل هناك راع اميركي ما زال منحازا وفي فمه ماء ولا يقول الحقيقة وغير مستعد للضغط على اسرائيل. وفي مجال المصالحة هناك راعيان مصري وقطري منحازان ايضا للجماعة ولا يرغبان في الضغط على حماس لتنفيذ المصالحة. الا اذا حدثت معجزة. واظن ان زمن المعجزات انتهى. فاقترح تشكيل وفد اسرائيلي حمساوي مشترك لمفاوضة منظمة التحرير طالما ان الموقفين الاسرائيلي والحمساوي معارضان تجاه المصالحة والتفاوض.

    بينت إغزل بغيرها!
    بقلم: عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
    نفتالي بينت، وزير الاقتصاد الاسرائيلي أدلى بتصريح، رفض فيه قيام دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عام 1967. واعتبر ذلك طرحاً "نمطياً" مرفوضاً، والطرح المقبول من قبل رئيس حزب البيت اليهودي، هو توسيع دائرة التسهيلات، والتخفيف من القيود المفروضة عليهم، اي باختصار خيار الحل الاقتصادي المشوه.
    كان نتنياهو اشطر من زعيم حزب قطعان المستوطنين الاستعماريين، سعى، وما زال يسعى لتكريس الحل الاقتصادي. ولكنه فشل، لأن القيادة والشعب الفلسطيني رفضوا كل الحلول، التي تنتقص من الحل السياسي المقبول، والمكرس في برامج المجلس الوطني والمرتكز على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 67، وضمان عودة اللاجئين على اساس القرار الدولي 194. وبالتالي لن يكون نصيب بينت أفضل حالاً من زعيم حكومته الليكودي.
    الفلسطينيون لم يقاتلوا طيلة نصف قرن من الزمن تحت راية الثورة الفلسطينية المعاصرة (منظمة التحرير) ولم يقدموا عشرات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين، حتى يقبلوا بفتات الحلول الاسرائيلية المتهافتة. وأياً كانت التعقيدات، التي نشأت في اعقاب إبرام اتفاقيات اوسلو عام 1993، وأياً كانت حدود الارهاب الاسرائيلي المنظم، وبغض النظر عن حجم الاستيطان الاستعماري في الاراضي الفلسطينية، فلن تتمكن القيادات الصهيونية الراهنة او اللاحقة من ثني إرادة الشعب الفلسطيني عن التمسك بالحد الادنى من حقوقه الوطنية. لأن حقوقه التاريخية معروفة في فلسطين كلها من البحر الى النهر. ولكن الرغبة بالسلام، وبدر اخطار الحروب، واقامة التعايش بين شعوب المنطقة، واستيعاب دولة إسرائيل في المحيط العربي، هو الذي دفع القيادة السياسية الفلسطينية للقبول بخيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67.
    إذاً على المستوطن بينت، ان يغير من نمط تفكيره ورؤيته، ليستقيم مع الرؤية الدولية والعربية والفلسطينية كي يتمكن من حماية الدولة الاسرائيلية من الاخطار المحدقة في حال استمر متمسكا بمنطقه العدمي والمرفوض فلسطينيا ودوليا. وإن كان هذا النمط لا يستقيم مع تفكيره امامه خيار آخر، هو خيار الدولة الواحدة، دولة كل مواطنيها، دولة ديمقراطية مفتوحة للجميع، مع ما يستدعيه ذلك من إعادة نظر في دستور وقوانين وتشريعات الدولة واسمها وعلمها ونشيدها الوطني وطبيعة جيشها وهويتها وبرلمانها ومنهاجها التربوي والثقافي ... إلخ
    خياران على بينت واضرابه ان يختارا احدهما، اما خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران 67 او خيار الدولة الواحدة لكل مواطنيها. غير ذلك يبقى شكلا من اشكال الترف السياسي الاستعماري الاستعلائي الصهيوني، الذي لا يقبل القسمة على الواقع القائم، ولا مع ابسط الحقوق والقيم الانسانية او السياسية.
    كما على بينت ونتنياهو وليبرمان ويعلون واريئيل ومن خلفهم الولايات المتحدة، صاحبة السفينة الحربية الاسرائيلية كما قال جو بايدن، نائب الرئيس الاميركي، ان يعلموا ان حدود المناورة لدى القيادة الفلسطينية محدودة جدا جدا. ولا يمكن للرئيس محمود عباس بعد ان قدم وأقرانه في القيادة ومع التوقيع على اتفاقيات اوسلو في ايلول / سبتمبر 1993 التطمينات المطلوبة سلفا لـ"طمأنة" القيادة الاسرائيلية، ان يقدم الكثير في عملية التبادل للاراضي، لا سيما وانه مقيد بالرؤية الفلسطينية الجامعة، كما انه سيعرض اي اتفاق على الشعب للاستفتاء عليه لاقراره او رفضه.
    انطلاقا مما تقدم، على وزير الاقتصاد الاسرائيلي وتحالفه الحكومي أن يغزلوا بمسلة غير مسلة الخيار الاقتصادي، وان يتنبهوا لوجود إسرائيل ذاتها من عدمه في المستقبل إن لم يعيدوا النظر في سياساتهم الهوجاء والخارجة على القانون. لأن رهانهم على الاخوان المسلمين وعلى تواطؤ دول الاعتدال معهم، هو رهان خاسر. لأن حدود وسقف المخاض العربي بكل ما يحمله من ارباكات داخلية (وطنية) وقومية لن يزيد عن عقد إلى عقدين بحد اقصى، كما ان قوة اميركا في تراجع ملحوظ، وصيغة العلاقات الدولية ليست باقية الى ما شاء الله على ما هي عليه، الامر الذي يفرض على اي قيادة إسرائيلية حكيمة (إن وجدت هكذا قيادة) التفكير الجدي بمستقبل إسرائيل في المنطقة إن لم تقبل احد خياري السلام، خيار الدولتين او خيار الدولة الواحدة.

    المقاومة الإلكترونية : قطعت أنفاس إسرائيل عن طريق بيت العنكبوت ..
    بقلم: محمد وحيد عوض عن وكالة معا
    " الأنونيموس " هو ذلك المسمى الذي أرعب ما تسمي نفسها دولة إسرائيل، وكانت البداية في سواد ليلٍ واحدٍ عبر العالم الافتراضي، أوقعت الهزيمة في إسرائيل وكبدتها خسائر فادحة جداً، حيث استطاعت تلك المجموعة أن تعزل إسرائيل عن العالم، ونجحت في جعل أسرار الدولة العبرية خارجها وفضح وثائقها عبر صفحات التواصل الاجتماعي، وكأن هناك غرفة عمليات مشتركة من بين مجموعة " الهاكرز " وشباب التواصل في العالم العربي، وكان النجاح كبيراً لأن أحداً من رؤساء الدول لم يكُن من قادة المعركة .
    بالبداية كانت الهجمات منظمة جداً على المواقع الحكومية الحساسة لدولة الاحتلال الإسرائيلية بعد إصدار الأنونيموس لرسالة عاجلة مصورة على موقع " يوتيوب " تهدد بإزالة دولة إسرائيل عن وجود العالم الافتراضي وفضح وثائقها وخططها المستقبلية أمام الجميع، حيث تمت الاختراقات " بالجُملة " مما وتر الأمن الإسرائيلي في لحظات وأصبحت في حال الذهول الكبير، وبدا واضحاً عليها عدم قدرتها في الدفاع عن نفسها وكانت في حال الثبوت التام في عملية تهدئة أجواء الداخل في أراضيها .
    ثلاث مليارات هي خسارة إسرائيلية ليوم واحد كان أبطالها من خلف الشاشات يلاعبون إسرائيل على " البيضة والحجر "، ويتحكمون في النقاط الحساسة الاستراتيجية للدولة الإسرائيلية، وكأن إسرائيل أصبحت ألعوبة في يد مجموعة من الشباب الذين لا تتجاوز أعمارهم الثلاثون عاماً، حيث عجزت أقوى أجهزة مخابرات بالعالم في تحديد هوياتهم أو حتى أماكن سكناهم، وأثبتوا للعالم أن الجيش الذي لا يُقهر هو بالأساس جيشاً وهمياً أبطاله من ورق وكرتون، ولا يوجد رادع حقيقي لهم وهو السبب الرئيسي في أن يسيطروا على العالم بحسب " السُمعة " .
    وبالنهاية غيروا مجرى اللعُبة من حروب عسكرية إلى حرب الفضاء، فأنا أنحني لهم احتراماً وتقديراً، لأنهم أثبتوا للجميع أن الشباب هُم الأساس .

    الفلسطينيون المغضوب عليهم
    بقلم: مصطفى يوسف اللداوي عن وكالة سما
    بات الفلسطينيون في كل مكان يشعرون بالنحس، ويفقدون التفاؤل في كل شئ، ولا يأملون خيراً من أحدٍ، فقد ضاقت عليهم الأرض بما رحبت، وانقلب عليهم الأقربون، وابتعد عنهم الخائفون، وتولى عنهم الأخوة والمحبون، وبات أنصارهم يفرون ويتخلون، ويعدون ولا يوفون، بل يضيقون ولا يوسعون، ويضطهدون ولا يتسامحون، ويظلمون ولا يعدلون، ويفرقون ولا يساوون، ويلتزمون ويبالغون، وينفذون ويغالون، فقد مضت ذاتُ السياسات القديمة، وتواصلت المعاملة السابقة، بذات الخشونة والقسوة، وإن بدا منفذوها أكثر رقة، وأقرب رحمى، وألين لهجة، وكأن الأسبابَ تعددت، إلا أن المعاناة بقيت واحدة.
    إن واقع الفلسطينيين خارج أرضهم بقي على حاله لم يتغير ولم يتبدل، فلا حكوماتٍ تقبل بهم، ولا قوانين تتسع لهم، ولا جوازتِ سفرهم تُحترم، ولا كفاءاتهم تُقدر، ولا علومهم تُقدم، ولا شهاداتهم تُوظف، ولا عمالتهم تُفضل، ولا مريضهم يُعالج، ولا فقيرهم يُساعد، فلا شئ فلسطيني يُميز أو يُقدر ويُحترم، فقد قست قلوبُ الحكوماتِ العربية على الفلسطينيين فهي كالحجارة أو أشد قسوةً، فأصبحوا معهم جامدين قساةً عتاةً غلاةً غلاظاً لا يرحمون، وكأنهم جميعاً من بعضهم يتعلمون، ولدى أستاذٍ واحدٍ يتتلمذون، فالفلسطيني أجربٌ مريضٌ، غريبٌ لا يزوج، منافسٌ لا يسمح له بالعمل، غريب الأطوار شاذ الطباع فلا يساكن ولا يجاور، ولا يدفن موتاهم في مقابرهم، ولا يسمح له بالسفر، ولا بالحصول على تأشيرة دخولٍ إلى بلادهم، ولو كان الداعي إليها علاجاً أو دراسة أو مروراً إلى مكانٍ آخر.
    لن أتحدث عن وثيقة السفر المصرية التي تمنحها السلطات المصرية لأبناء غزة، والتي كانت يتيمةً ليئمةً فلا يوجد وثائقٌ أو جوازاتٌ أخرى تنافسها، ما جعلها دامغةً لأنباء غزة، وعلامةً فارقة في حياتهم، وشراً لا غنى عنه، وقد كانت وما زالت عنوان الذل والهوان، ورمز الإهانة والعذاب، وجواز المرور إلى طوابير الانتظار، وحافلات الترحيل، وأقسام الشرطة، فما إن يراها ضباط وعناصر الأمن العام في المطارات والمعابر والحدود، حتى تغيب ابتسامتهم، وتنعقد التكشيرة على شفاههم، وتتعضن جباههم غضباً، وتتمعر وجوههم استعداداً للثورة، فحامل الوثيقة فلسطيني من غزة، وكأنه عدوٌ قد اقترب، وخصمٌ قد بدا، يلتفون حوله، ويتعاونون عليه، وترتفع أصواتهم في وجهه، وتتنوع مسباتهم وشتائمهم، يتبارون في الإساءة إليه، والتطاول عليه، دون مراعاةٍ لسنه إن كان عجوزاً رجلاً أو امرأة، ولا يبالون إن كان من بين المنحوسين أطفالاً صغاراً أو رضعاً، فكلهم عندهم فلسطيني ملعونٌ ومغضوبٌ عليه، يجب البراءة منه والتنكيل به.
    استبشر الفلسطينيون خيراً بالثورات العربية، وظنوا أنها طود النجاة بالنسبة لهم، وأنها ستخفف من معاناتهم، وستقف إلى جانبهم، وستساوي بينهم وبين مواطنيهم، ولن تواصل معهم سرمدية العذاب التي بدأها حكامهم، وطبقتها بدقةٍ وأمانة أجهزتُهم الأمنية، إلا أن أول من دفع ثمن الثورة، واختنق بنسائم الربيع العربي هم الفلسطينيون في مخيماتهم، وهم اللاجئين منذ سنوات، والمقيمين منذ النكبة، الذين شاركوا سكان البلاد حياتهم، وشاطروهم في إعمار بلادهم، وتعليم ناشئتهم، وكانوا معهم في النهوض باقتصاد بلادهم وتطوير حياتهم، وامتزجوا بهم مصاهرةً وسكناً وجيرة، حتى باتوا أسرةً واحدةً، وشعباً واحداً.
    ولكن الثورات العربية أشعلت الأرض ناراً تحت أقدام الفلسطينيين، وألهبت ظهورهم بسياط التهجير والترحيل، وآذنت لهم بوجوب النزوح من جديد، فدمرت مخيماتهم، ونهبت بيوتهم، وخربت محلاتهم ومتاجرهم، وأجبرتهم على المغادرة، صغاراً وكباراً، نساءً ورجالاً، أغنياء وفقراء، مقيمين ووافدين، وأصابتهم بمصيبةٍ تفوق مصيبتهم، وجرحت جرحهم الغائر، ونكأت آلامهم التي ما سكنت، ومزقتهم في شتات الأرض، ينصبون خياماً جديدة، ويدقون في الأرض أوتاداً أخرى، مسافرين يبحثون عن مسكنٍ ومأوى جديد.الفلسطينيون كانوا أول من دفع ثمن استعادة الشعب الكويتي لأرضه، وحملوا تبعاتِ قرارٍ لا شأن لهم به، إذ لم يستشاروا ولم يستأذنوا، ولكنهم إثره طردوا بمئات الآلاف، وتشتتوا في جنبات الدنيا الأريع، فخسروا بيوتهم وممتلكاتهم ووظائفهم ومستقبل أولادهم.وفي العراق دفع الفلسطينيون الثمن غالياً، وأدوا فاتورة النظام العراقي الجديد، إذ اعتدت المليشيات العراقية عليهم، وغزت تجمعاتهم، وشتت شملهم، وقتلت شر قتلةٍ المئاتِ منهم، قتلاً بالسكاكين والفؤوس، وبقراً للبطون واستخلاصاً للأعضاء وهم أحياء، ثم ألقت بمن بقي منهم على الحدود، دون مأوى ولا رعاية، ليلقوا حتفهم في شتاتٍ جديدٍ ومهجرٍ آخر، متسولين بأطفالهم وعجائزهم، منتظرين محسنٍ أوروبي أو كندي أو استرالي، يلتقطهم من الصحراء، وينقلهم إلى عمق بلاده، لاجئين وافدين، علهم ينسون وطنهم، ويتخلون عن حلمهم.
    أما في ليبيا فإن أول المكرهين على المغادرة كان الفلسطينيون، حملوهم بقايا متاعهم، وشطبوهم من سجلاتهم، وسرحوهم من أعمالهم، وجردوهم من كثيرٍ من خصوصياتهم، ولم يلتفتوا إلى طول معاناتهم، وبؤس أحوالهم، وضيق حياتهم، بل قالوا لهم برعونةٍ وقسوةٍ وفجاجةٍ، ارحلوا عن أرضنا، فأنتم لكم دولة وعندكم وطن.وفي سوريا عانى الفلسطينيون أكثر من غيرهم، وتكبدوا معاناةً أشد مما لاقاها غيرهم، إذ أصبحت مخيماتهم قفراً يباباً، لا سكان فيها، ولا حياةَ عامرةً تحييها، وهم كانوا فيها أعزةً كراماً، لهم بيوتهم وعندهم أعمالهم، ولدى كثيرٍ منهم مشاغلهم ومتاجرهم ومهنهم الخاصة، يعولون أسرهم، ويتضامنون مع شعبهم، ولكن بيوتهم في سوريا سرقت وحرقت، ومساكنهم دمرت وخربت، وقد كان بالإمكان تجنيبهم الصراع، وإقصاءهم عن المعركة، فهم ضيوفٌ لاجئون، لا يقاتلون ولا يواجهون، وإنما يحترمون ويقدرون، ولكن الطامةُ كانت عليهم، والمصيبة حلت بديارهم، فشردوا وطردوا إلى حيث لا مكان، ولا موئل ولا مضيف، ولا مساند ولا معيل، ولا راعي ولا كفيل.لا يعتقدن أحدٌ أن الفلسطينيين ليسوا مع تطلعات الشعوب العربية، أو أنهم لا يؤيدون إخوانهم العرب في الثورة من أجل استعادة حقوقهم، وتحقيق العدالة التي غابت، والمساواة التي فقدت، وبسط العدل الضائع، والحق الحائر، بل إن الفلسطينيين أكثر من يؤمن بحق الشعوب في حريتها وكرامتها، وحقها في استقلال قرارها وسيادة نظامها، وعزة مواطنيها، وحقهم في أن يكون لهم عملٌ ومسكن، وكرامةٌ وحقوق، فقد ولى زمن الاستعباد، وانتهت عهود التبعية، فلا مكانٍ لحزبٍ قائدٍ ولا لزعيمٍ خالد، إنما الوطن للجميع، والأرض لأهلها، هم فيها جميعاً شركاء في الحكم والإدارة، وفي النعم والخيرات.هل نصدق فعلاً أننا ملعونين، أو أننا منحوسين، أو أننا مرضى بالجرب، يخاف منا الناس، وتبتعد عنا الدول، أو أننا شعبٌ مغضوبٌ عليه، ومحكومٌ عليه بالعذاب والمعاناة والترحال، تتآمر علينا الدول، وتتحكم في حياتنا الحكومات، فيتساوون عرباً وغرباً، وإلا فما الذي يصيبنا، وما تفسير ما يلحق بنا، فما من أرضٍ نطأها حتى نُرحَّلَ عنها، ونطرد منها، ونحرمَ مما تعودنا عليه، ونجرد مما بتنا نملكه، ألسوءٍ فينا، أم لعيبٍ عندنا، أم أنها لعنةٌ موروثة، يحملها جيلٌ ويورثها آخر.
    لكن الفلسطينيين الذين ابتلاهم الله بشر أهل الأرض، وجعل مصيبتهم مع اليهود أعتى الخلق وأسوأ الأمم، ممن اتسخ ماضيهم، واسودت صحائف حاضرهم، فكانوا أسوأ احتلال، وأشرس قوة، قد صبروا على محنتهم معهم، وثبتوا أمام الابتلاء وواجهوا وقاتلوا، وما أصابهم من المواجهة سقمٌ، ولا لحق بهم من الموت ألمٌ، وما شعروا يوماً أنهم وحدهم، أو أنهم أضعف من خصمهم، أو أقل حيلةً منه، بل كانوا منه أقوى، وعليه أجرأ، وأمامه أثبت، وسيبقون على حالهم معتزين بقلسطينيتهم، ولن يتخلوا عن هويتهم، ولن يتنازلوا عن جنسيتهم، وسيصبرون على المعاناة، وسيتحملون الضيم، ويقينهم بأن عبيد الظلم، وغلمان التعذيب، سيرحلون وسيذهبون مع المحتل عندما يرحل، فهم وإياه الضالون والمغضوبُ عليهم، أما الفلسطينيون والعرب المسلمون، فهم خير الأمم، وشامة الخلق في كل وقتٍ وحين.

    رسالةٌ مفتوحةٌ إلى قيادةِ حركة حماس الجديدة
    بقلم: مصطفى يوسف اللداوي عن وكالة سما
    لا يسعنا وقد انتهت الانتخاباتُ التنظيميةُ لحركةِ المقاومة الإسلامية "حماس" ولو بعد طولِ مخاضٍ، وشديدِ معاناة، وإبطاءٍ وتأجيلٍ متكررٍ، مبررٍ وغير مبررٍ، إلا أن نتقدم بالتهنئة إلى القيادة الجديدة للحركة، على الثقة الكبيرة التي حازوا عليها، فهي تكليفٌ مرهق، وأمانةٌ عظيمة، ومسؤوليةٌ كبيرة، تعبٌ في الحياة، وسؤالٌ بعد الممات، وحسابٌ وجزاءٌ يوم القيامة، فقيادة حركةِ مقاومةٍ في هذه الظروف العصيبة محنةٌ أكثر من كونها منحة، وهي ابتلاءٌ واختبار ليس فيها استعلاءٌ أو استكبار، فبارك الله فيمن حاز على الثقة، وتقدم لحمل الراية، ممن كان قديماً وأُستبقي، أو جاء جديداً وبُويع، وجزى الله على عمله من كان وأُقصي، خيراً لمن أحسن، ورحمةً لمن قصر، آملين أن يكونوا خيرَ جندٍ كما كان الناس لهم خير تبع، وأن يكونوا عوناً لمن جاء، وسنداً لمن بقي، فهذه سنة الله في خلقه، تدافعٌ وتعاقبٌ، وأجيالٌ تسلمُ أجيال.فإلى القيادة الجديدة في حركة حماس، والتي أصبح فيها أسرى محررون، ممن قضوا زهرة عمرهم في السجون والمعتقلات، ممن لم تبطرهم الدنيا، ولم تغرهم المناصب، ولم تفتنهم الأضواء ولم تشغلهم المكاسب، وقد قضوا جل عمرهم ينامون فوق برشٍ خشنٍ، ويأكون من قيروانةٍ بسيطة، ويقضون حاجتهم في زوايا زنازينهم، مكبلين مصفدين، في إكسات العزل أو في زنازين إنفرادية، يُرحَلون ويُقمَعون ويُفَتشون، ويُرَشون بالغاز ويُضرَبون بأعقاب البنادق، ويحرمون من الزيارة، ويعانون من كثيرٍ من الأمراض، ويقاسون آلام الجوع ومعاناة الإضراب، ولكنهم بقوا على مواقفهم ثابتين، يرفضون التنازل رغم المعاناة، ولا يقبلون الإهانة رغم القيد، إليهم نوجه رسالتنا، ونرفع صوتنا، ونقدم نصحنا.
    اليوم تلتئم القيادة الجديدة لحركة حماس، مطعمةً بالقديم، وموشاةً بالأسرى، ومزدانةً بألوان الوطن، ومقدرةً بالحكماء العقلاء، ومحفوظةً برجالٍ يستودعون الله أهلهم كل يوم، ويودعون صحبهم بعد كل لقاء، فالشهادة غايتهم، ولقاء ربهم غاية المنى لديهم، لا يفرون من الموت، ولا يخافون من ملاقاة العدو، فهي قيادةٌ جديدة، بثوبٍ جديد، وعقلٍ رشيد، هدفُها واحدٌ، تحرير الأرض، كل الأرض، فلسطين من البحر إلى النهر، فلا تنازلَ لديها عن شبرٍ منها، ولا قبول بانتقاصٍ لها، ولا بدولةٍ منها مقتطعة لليهود، ولا اعتراف منها بإسرائيل، ولا تفاوض معها، ولا قبول بمخاطبتها، أو الاعتراف بقوتها، والتسليم بتفوقها، فأرضُ فلسطين لديهم عقيدة، وهي جزءٌ من القرآن، وصبغةٌ من الإيمان، كافرٌ من أنكر بعضه، أو اعترف بجزئه، كما هو خائنٌ من تنازل عنها أو قبل بالتفريط ببعضها، أو فاوض عليها. بأملٍ نستقبلُ القيادة الجديدة لحركة حماس، مدركين عظم المسؤولية التي حملت، ومقدرين حجم القلق الذي سيعانون، والهم الذي سيحملون، ولكننا منهم نأمل، أن يستدركوا الأخطاء التي سبقت، وأن يتجنبوا المزالق التي وقعت، فيكون قرارهم دوماً شورياً، فلا يتفرد فيه أحدٌ دون الآخر، ولا يستأثر به فريقٌ على آخر، وألا يكون لحسابٍ طرفٍ ضد غيره، وألا يكون بيد عضوٍ أو رئيس، ولا مسخراً لخدمةِ فريقٍ أو تحقيق مصلحة، ولا يخضع قرارهم لإملاءاتِ أحد، أو وصاية دول، وألا يراعي مكانة زعيم، أو وصية ملكٍ أو رئيسٍ أو أمير، وأن تكون مصلحة شعبهم فوق كل اعتبار، ومستقبل وطنهم قبل أي شئ، فهم للوطن حراس، ولفلسطين جنود، وألا تكون اتفاقياتٌ سرية ولا تفاهماتٌ ليلية، ولا لقاءاتٌ نخشى أن يطلع عليها شعبنا أو يعرف بها أهلنا، وإنما سياسةٌ واضحة، وأهدافٌ محددة، نطلقها في الليل والنهار، أمام العدو وفي حضرة الصديق، نؤمن بها ولا نخاف منها، ونعتز بها ولا نخجل منها. ومنهم نأمل أن يبقوا راية المقاومة عالية، والبندقية دوماً مرفوعة، ودعوة الجهاد قائمة، فلا عزة لنا بغيرها، ولا كرامة لشعبنا بسواها، فلا تفريط بالمقاومة، ولا تخلي عن السلاح، ولا تراجع عن امتلاك القوة، والإعداد للمواجهة، ولا بديل سلمي أو شعبي عنها، ولا انجرار لشعارات غيرنا، ممن يسفهون المقاومة ويحتقرون الشهادة، ولا يروا لغير المفاوضات سبيلاً، إذ لا يجبر العدو غير القوة، ولا يرغم أنفه غير القتال، وقد أثبت شعبنا أنه أهلٌ للقوة، وأنه صادقٌ في الحرب وصابرٌ عند اللقاء.
    كلنا أمل في القيادة الجديدة لحركة حماس أن تقصي كل فاسد، وأن تبعد كل عابث، وأن تحاسب كل محظئ، وألا تسكت عن أي متجاوز، وألا تقبل باستخدامٍ سيئٍ للسلطة، أو استغلالٍ للصفة والموقع، في كسب منافع شخصية، أو تحقيق مآربٍ خاصة، وأن تأخذ الحق من الظالم، وأن تعيد الحقوق إلى أصحابها، وألا تسمح للمزاجية الشخصية لأن تتحكم، ولا للمحسوبية أن تسيطر، ولا لحسابات الأفراد أن تتفوق، فلا محسوبية في صفوفها، ولا مكان للمتزلفين بينها، ولا فرق فيها للتصفيق، وأخرى للهتاف والتأييد، ولا منصب لأصحاب المظاهر وعشاق السلطة، والباحثين عن الصورة والساعين إلى منبر، والمتصدرين كل لقاء والسباقين إلى كل مأدبة، وإنما المكانة للأكفاء المخلصين، العاملين الصادقين، المتفانين المتجردين، الذي يعملون بلا انتظارٍ لأجر أو توقعٍ لمثوبةٍ من غير الله عز وجل.
    كما لا إقصاء لطاقاتٍ، ولا استبعاد لعاملين، ولا حرمان لأحدٍ من أن يكون له دور، ولا إخضاع لمعايير شخصية، قوامها الولاء والتبعية والانقياد، وثمنها الصمت والقبول وإسدال الجفون على العيون، وإنما هي موازين الثبات والصمود، فهذا وطن الجميع، وهي قضية الأمة، كلنا فيه وفيها شركاء، نأخذ بقدر ما نعطي، ونُقَدرُ بقدر ما نضحي، فلا إلغاء لأحد، ولا وصاية على أحد، ولا شطب لدورٍ إلا لفاسدٍ مضل، لا يؤمن بحقنا، لا يعمل وفق أهدافنا، ويتناقض مع ثوابتنا، ويقف ضد مصالحنا، ويسعى للتوافق مع عدونا.ولا مال نستغله في إخضاع النفوس وتركيع القامات، وحني الجباه، وإذلال النفوس، وتجويع البطون، وتضييع الخلق، وإنما هي حقوقٌ نؤديها لأصحابها، وأماناتٌ نقوم عليها، نحسن استغلالها، ونضعها حيث يجب أن تكون، بعفةٍ وطهارة، وصدقٍ ووفاء، فلا نحرم صاحب حق، ولا نغدق على من لا يستحق، ولا نستغلها لجلب طوابير المؤيدين، وصناعة أبواقٍ ومزامير، بل نجعلها في خدمة الوطن، وفي رفعة أهله، ليكون لنفوسنا زكاةً، ولأرواحنا طُهر، ولوطننا طريقٌ وسبيل.وهي أموالٌ نقسم بالله ألا نضيعها، وألا نفرط فيها، وألا ننفقها إلا حيث ينبغي أن تكون، تذخييراً وإعداداً، وتجهيزاً وتحضيراً، نستغلها في الإعداد للمقاومة، وفي توفير أسباب الصمود والثبات، ومن الصمود كرامةُ الأمة، وعفةُ الشعب، فلا نتركه يجوع، ولا ندعه يتضور، ولا نسكنه العراء، ولا نحرمه الرزق، ولا نكسر ظهره بحاجة أطفاله، ولا بعري صغاره، ولنكن له خير حركةٍ، فلا نتركه يجوع أو يعرى، أو يشكو ويمرض، ولا نتخلى عنه عند المصيبة، ولا ننفض عنه عند الحاجة، ولكن نكون له خير سندٍ وأعظم نصير، فالمقاومة قوية ما كان أهلها أقوياء، وهي بهم ضعيفة إن هي أضعفتهم وتخلت عنهم، وإياكم وظلم العباد، وحرمان أصحاب الحق، والاستقواء على الضعفاء، والتقصير في نصرة المظلومين، وإغاثة الملهوفين، وإجابة المضطرين، وتلبية حاجات الفقراء والمساكين، ونصرة المغلوبين والمقهورين، ولا تميز في الحق بين منتسبٍ ومستقل، ولا بين قويٍ وضعيف، وإنما الانتصار هو للحق على الباطل أي كان صاحب الأول ومرتكب الآخر.
    الفلسطينيون اليوم يستبشرون خيراً بالقيادة الجديدة للحركة، إذ فيها الكثير ممن ذاقوا الألم، وعانوا من القيد، وعاشوا مع الشعب، وعرفوا مرارة الإنقسام وسوء الاختلاف، وقاسوا نتائجه وعانوا من ويلاته، فإنهم يأملون أن تجعل القيادة الجديدة المصالحة الوطنية على رأس أولوياتها، توليها الاهتمام الكبير، وتعمل من أجل تحقيقها الكثير، فالشعب الفلسطيني والأمة كلها تتطلع إلى اليوم الذي يلتئم فيه الجرح الفلسطيني، وتنتهي فيه حقبة الإنقسام، ويعود الوطن إلى نفسه، والشعب إلى بعضه، وتصفو النفوس، وتتطهر القلوب، وتعمر المودة البيوت، وتعود المحبة التي كانت، والوحدة التي فقدت، وتغيب كل أسباب الكراهية التي سادت، والعدواة التي سيطرت، فهذا أملٌ قد طال، وحلم قد تأخر، ونهايةٌ نأمل أن نصل إليها.ونوصي الأسرى الذين باتوا جزءاً من القيادة الجديدة بألا ينسوا الأسرى، فإن كان الله قد مَنَ عليهم بالحرية، فإنهم قد تركوا خلفهم رجالاً يتوقون إلى الحرية مثلهم، ويتطلعون إلى العودة إلى بيوتهم والعيش مع أسرهم، فنسألهم ألا ينسوهم، وألا يألوا جهداً في تحريرهم، وأن يتذكروهم كلما رأوا أطفالهم يبتسمون، ومعهم يضحكون، فهذا عهدٌ يجب عليهم أن يقطعوه، فلا تنام لهم عين، ولا يغمض لهم جفنٌ حتى ينعم آخر أسيرٍ بالحرية، ويعود إلى أهله وأطفاله معافىً من كل ضيم، سليماً من كل مرض، فأسرانا هم شامتنا الغراء، وناصيتنا العالية، ونفوسنا الأبية، وهم أسودنا البواسل، فلا نتركهم وقد كانوا عنا خير مدافعين ومقاتلين.ونوصي القيادة الجديدة بأن تستفيد من كل قدرات الأمة، وألا ترفض أي مساعدة، وألا تتخلى عن أي عونٍ، ما لم يكن مشروطاً بمذلة، أو مقروناً بطلب، غير الحفاظ على الأرض، والتمسك بالوطن، وأن تكون على مسافةٍ من الجميع، ممن يرغب في أن يكون مع المقاومة، يساندها بأمواله أو بمواقفه، أو يقف معها في الميدان أو يمنحها المكان، أو يدافع عنها في السياسة ويحميها من كل غائلة، فلا تفرط في أي سند، ولا تبيع أي عضد، ولا تتخلى عن أي صديق، وليكن قرارها حراً، وموقفها مستقلاً، فلا ترتهن لأحد، ولا تخضع لطرف، ولا توالي إلا صديقاً، ولا تعادي إلا عدواً.
    إنه نصحٌ نقدمه، وأملٌ نترقبه، وصرخةٌ نطلقها، ونداءٌ نرفعه، بين يدي القيادة الجديدة للحركة، وهو حقٌ لكل فلسطيني أن يقدمه، وأن يرفع به صوته جريئاً بلا خوف، فحماس قد تجاوزت الحزبية، ومزقت إطار الفئوية، وأصبحت حركة مقاومةٍ فلسطينية، تعمل لفلسطين كلها ومن أجل الوطن كله، بل اخترقت الحدود وتجاوزت الشعب إلى الأمة فلم تعد فقط فلسطينية، فكان حقاً على كل فلسطيني وعربيٍ ومسلم أن يمحضها النصح، وأن يخاف عليها، وأن يقلق من أجلها، وأن يحذرها مخافة المزالق، وأن ينبهها من خطورة تكرار الأخطاء، إذ أن سلامتها سلامةٌ للوطن، فلا خير في شعبٍ لا يسمع حركته ما يريد، ولا ينصحها بما يرى، ولا خير في قيادةٍ تصم آذانها، وتغلق أبوابها، وتمتنع عن قبول أي نصح، وترفض أي نقد، وتخشى من كل صوت، وتغتال كل مصلح، وتخون كل مرشد، وتتهم كل حريصٍ وغيور.
    أيتها القيادة الجديدة، هذا يومٌ من أيام الله الخالدات، تتعاورون فيه القيادة، وتتبادلون فيه المواقع، فكونوا بالسلطة زاهدين، وبالقوة عادلين، وبالحق قائمين، وتلطفوا بأهلكم، وكونوا مع شعبكم صادقين، ولحقوقه حافظين، وأحسنوا التعامل مع إخوانكم، فلا تغامروا بهم، ولا تقامروا عليهم، ولا تفرطوا في حقوقهم، ولا تخونوا أماناتهم، وكونوا لهم خير قادة، وأعظم رواد، واعلموا أن الرائد لا يكذب أهله، والقيادة لا تدوم، والسلطة لا تورث، والرئاسة لا تبقى.واعلموا أن شعوبكم قد باتت قادرة، وأصبحت بالميادين عارفة، وأضحت ترفض الهوان، ولا تسكت على الظلم، ولا تقيم على الضيم، فأحسنوا إليهم، وكونوا إلى جانبهم، ولا تهينوا كرامة الكبير ولا الصغير فيهم، واحفظوا فضل من سبق، وعطاء من تقدم، وجهد من أعطى، وخير من بذل، والله نسأل أن تكونوا لهم خير قادةٍ، وأصدق أولياء، وأن يأخذ الله بأيديكم إلى الحق وجادة الصواب، وأن يجعل الخير على أيديكم يتحقق، والنصر بصدقكم يتنزل.

    حماس ومشعل..المهمة الصعبة
    بقلم: حمزة إسماعيل أبوشنب عن وكالة PNN
    تمر حركة حماس في هذه الفترة بمرحلة جديدة من تاريخها الربع قرني بعد أن سطع نجمها في الفضاء العربي والدولي، بما حققته من نتائج على الأرض وتأثير على الساحة السياسية الفلسطينية منذ الانتفاضة الأولى عام 87، حتى أصبحت الآن اللاعب السياسي الذي لا يمكن تجاوزه، وتجلى ذلك بحجم الاهتمام الدولي والعربي بالانتخابات الداخلية للحركة التي أعادت اختيار خالد مشعل قائداً لحماس.
    أمام هذا الاهتمام الدولي والعربي ستواجه حماس تحديات كبيرة في الحركة الفلسطينية التي تعيش مرحلة الشباب، في ظل شيخوخة باقي الحركات الفلسطينية الكبرى التي غاب عنها الحاضر والمستقبل ولم يبقَ لها سوى الماضي، مما يضع حماس تحت ضغط المسئولية الوطنية، فهي الآن تنتقل من حركة مشاركة في المشروع الوطني إلى حركة رائدة وقائدة للمشروع بعد نجاحها في تقديم نموذجها المقاوم وفشل نموذج التفاوض.
    فعلى الصعيد الخارجي الإقليمي والمحيط العربي فالمنطقة تشهد حالة من عدم الاستقرار وتغير المحاور بعد أن كانت المنطقة منقسمة إلى محورين: الاعتدال والممانعة، أما الآن فالصورة اختلفت فمحور الاعتدال تهاوى أمام الثورات العربية، ومحور الممانعة أظهر عيبه في دعمه للنظام السوري ضد الثورة الشعبية، فحماس كانت محسوبة على هذا المحور ولكنها خرجت منه وأعلنت رفضها لسياسة القمع ودعمت الثورة في سوريا، وأصبحت الآن أقرب للمحور الجديد الذي تشكل بين كل من مصر وتركيا وقطر، وظهور محور أكثر عداءً لحماس بقيادة الإمارات العربية، فحماس اليوم بين المحور الجديد والمحور القديم الذي مازالت تحتفظ بعلاقات جيدة نوعاً ما معه، وهي الآن أمام وضع عربي جديد من المهم أن تنجح في تسويق برنامجها المقاوم على كافة الأصعدة في ظل المحاولات الكثيفة التي تريد أن تقدم لها الجزرة حتى تتخلى عن بعض من قيودها.
    في النهاية حماس تعرضت للكثير من الأزمات على الصعيد الخارجي ونجحت في كل مرة في الخروج منها بشكل أفضل مما سبق، ولكن المهمة الأكثر صعوبة هي لمّ الصف الداخلي وتوحيده خلف مشروع حماس، وهذا يتطلب منها انفتاحاً أكثر على الساحة الفلسطينية حتى تستطيع لمّ الشمل الفلسطيني.

    هذه المهمة ليست بالسهلة ففي الماضي كان هدف حركة حماس إظهار الدور الإيجابي للإسلاميين في المجتمع وفي مشروع التحرير الوطني، فكانت التربية الداخلية ترتكز على هذا الجانب، وبسبب ما تعرضت له الحركة من ملاحقات واغتيالات فقدت أصواتها المنفتحة على الآخرين والتي كانت قادرة على التأثير في الجماهير، وهي التي قادت البناء التنظيمي للحركة.
    لا شك في أن التحول لدى حماس من تنظيم أيدلوجي نخبوي إلى تنظيم جماهيري ليس بالأمر بالسهل، وليس المطلوب أن تتحول حماس إلى غير ذلك ولكن المطلوب جهداً داخلياً على الصعيد الحمساوي فالعديد من كوادر وقيادات حماس يحتاج إلى تغيير نظرته للآخرين، كما يجب ألا يقتصر النشاط الدعوي للحركة على صعيد من حضر للمساجد فقط، فحماس اليوم هي المؤهلة بأن تقود المشروع الوطني على أرضية مشتركة تستطيع من خلالها جمع كافة الأطياف والأفكار والشرائح الفلسطينية، حتى تسير نحو مشروع تحرري متكامل، وهذا يجعلها أمام مهمة صعبة لكنها ليست مستحيلة، كما يتطلب منها فتح آفاق العمل للطاقات الشبابية المتحمسة للعمل، حتى تحافظ على دمائها الشبابية ولا تصاب بالشيخوخة.
    أعتقد بأن المهمة ليست سهلة للقيادة الجديدة في هذه المرحلة ولكن خبرتها تجعلها قادرة على قيادة المشروع الوطني، وعلى حماس أن تتحمل مسئوليتها في هذا الجانب وأن تقدم للآخرين رؤى وطنية فقيادة المشروع في هذه المرحلة هي مسؤولية حماس.

    سرطان الاستيطان يستشري بالقدس المحتلة
    بقلم: حنا عيسى عن وكالة PNN
    منذ قيام دولة "إسرائيل" وحكومات الاحتلال المتعاقبة تسير وفق مخطط ممنهج وشامل لتهويد مدينة القدس المحتلة، يرتكز هذا المخطط على الاستيطان بكافة أشكاله من بؤر وتجمعات استيطانية، ومصادرة الاراضي والمنازل العربية ومنحها للمستوطنين، وزيادة اعداد المستوطنين والمتطرفين في المدينة المقدسة، وذلك كله على حساب الارض العربية الفلسطينية وسكانها المقدسيين، وحضارة القدس وتاريخها وعروبتها، حيث أضحت القدس تختلف عما كانت عليه قبل عقود.
    ومن أجل تحقيق هدفها الأبرز بالسيطرة الكاملة على مدينة القدس المحتلة، عملت على توسيع ما يسمى بحدود القدس شرقاً وشمالاً، وذلك بضم مستوطنة "معاليه أدوميم" كمستوطنة رئيسية من الشرق، إضافة إلى المستوطنات العسكرية الصغيرة مثل "عنتوت، ميشور، أدوميم، كدار، كفعات بنيامين" من الجهة الشرقية، "والنبي يعقوب، كفعات زئييف، والتلة الفرنسية، كفعات حدشا، كفعات هاردار" من الشمال، فالسياسة التي اتبعتها "إسرائيل" أدت إلى مضاعفة عدد المستوطنين، وفي نفس الوقت قللت نسبة السكان الفلسطينيين الذين يشكلون ثلث سكان القدس أي حوالي 220 ألف نسمة بما فيها الجزء المضموم 380 ألف نسمة، مع العلم أن عدد المستوطنين في مدينة القدس يساوي عدد المستوطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة (180 ألف مستوطن).[1]
    ولا تتوقف حدود هذه المستوطنات عند الشكل الذي أقيمت عليه، بل يجري توسيعها باستمرار وتوجيه المستوطنين إليها، حتى أن بلدية الاحتلال في القدس، والتي تهدم كل بيت عربي يتم بناؤه بدعوى البناء بدون ترخيص، تسمح للمستوطنين الصهاينة القيام ببناء عشوائي في إي مكان يستطيعون الاستيلاء عليه، ثم تتولى البلدية تنظيم الأبنية، وتحويلها إلى مستوطنة، وتتولى أيضا الدعوة إلى الاستثمار فيها وتوسيعها. وفي أطار التضييق على توسيع البناء العربي في القدس، كانت سلطات الاحتلال قد أعلنت عن مساحات خضراء داخل وحول الأحياء العربية في المدينة، يمنع البناء بها بأي شكل، وعندما لم تعد تتوفر مساحات واسعة للاستيطان، قفزت سلطات الاحتلال والمستوطنون نحو المساحات الخضراء التي تبين أنها تركت كاحتياط استراتيجي للاستيطان، يحقق عدة أهداف، منها الدمج النهائي بين شطري القدس، وتحويل الأحياء العربية إلى غيتوات مغزولة، ثم تفتيتها إلى وحدات سكنية صغيرة جدا فارغة في بحر من المستوطنات والمستوطنين، يسهل اقتلاعها لاحقا لإنجاز تطويق نهائي للقدس وتهوديها.[2]
    يشار الى أن عدد المستوطنات في القدس حسب إحصائيات مركز أبحاث الأراضي 29 مستوطنة، 14 منها في الجزء المضموم من القدس، أي ما يسمى حدود القدس الشرقية، وتنتشر هذه المستوطنات في محافظة القدس على شكل تجمعات استيطانية مكثفة تتخذ الشكل الدائري حول المدينة وضواحيها ممثلة بمراكز استيطانية كبيرة المساحة.[3]
    ويعتمد الاحتلال الإسرائيلي سياسة مصادرة الأراضي المملوكة للفلسطينيين من أجل توسيع مستوطناته، وبالتالي تضييق الخناق على الوجود العربي في مدينة القدس، وقد تم خلال العقود الماضية مصادرة الآلاف من الدونمات في القدس ومحيطها ومازالت هذه السياسة متبعة من قبل الإحتلال، ففي عام 2004م، جرى الإعلان عن مصادرة 2000 دونم من أراضي قرية الولجة جنوبي القدس المحتلة، لإقامة 5000 وحدة استيطانية جديدة عليها، كما كشف النقاب عن مخطط استيطاني خطير يبتلع جميع أراضي بيت إكسا شمال غربي القدس، وقد أخطرت السلطات الإسرائيلية المواطنون الفلسطينيون بمصادرة 14 ألف دونم من أراضي قريتهم لإقامة مستوطنة جديدة عليها. وفي ذات السياق فإن الإحتلال قام بسلسلة من الخطوات من أجل السيطرة على أكبر مساحة ممكنة من أراضي القدس، فمنذ العام1967م، قام قائد المنطقة الوسطى آنذاك رحبعام زئيفي بالتنسيق مع موشي ديان وزير الحرب الإسرائيلي في ذلك الوقت، بضم أراضي 28 قرية ومدينة فلسطينية، وإخراج جميع التجمعات السكانية الفلسطينية من حدود المدينة. وفي العام 1993م، بدأت مرحلة أخرى من تهويد القدس، وهي عبارة عن رسم حدود جديدة لمدينة القدس الكبرى، (المتروبوليتان)، وتشمل أراضي تبلغ مساحتها 600كم مربع أو ما يعادل 10% من مساحة الضفة الغربية، هدفها التواصل الإقليمي والجغرافي بين تلك المستوطنات لإحكام السيطرة الكاملة على مدينة.[4]
    كما وتعتبر سياسة تهجير الفلسطينيين من مدينة القدس أحد الوسائل المعتمدة لدى دولة الاحتلال الإسرائيلي من أجل خلق واقع جديد يكون فيه اليهود النسبة الغالبة في مدينة القدس، وقد وضعت الحكومات المتعاقبة لدولة الاحتلال مخططات من أجل ذلك، نتبين ذلك من خلال :
    التصريحات التي أعلنها رئيس الوزراء (شارون) بمناسبة الذكرى الثامنة والثلاثين لاحتلال القدس الشرقية، والتي واصل فيها أكاذيبة بالإعلان عن أن القدس ملك لإسرائيل وأنها لن تكون بعد اليوم ملكا للأجانب.
    ما أعلنه شيمون بيرز بضرورة التهجير الجماعي للفلسطينيين من مدينة القدس والذين يقدر عددهم بنحو 240 ألف مواطن.
    بيان صادر عن مجلس وزراء دولة الاحتلال بعنوا " خطة تنمية القدس" تضم تنفيذ مخطط استيطاني جديد يشمل هدم 68 مسكنا فلسطينيا وتشريد 200 عائلة من سكانها بحي البستان في بلدة سلوان.
    كما يشمل تنشيط المنظمات اليهودية المتطرفة لجذب أموال اليهود الأمريكيين من الأثرياء لشراء ممتلكات في القدس في صفقات مشبوهة.
    مشروع قرار مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يشترط الاعتراف بمدينة القدس عاصمة موحدة لإسرائيل مقابل الاعتراف بالدولة الفلسطينية مستقبلا، بهذه الإجراءات تحاول دولة إسرائيل باستماتة فرض الأمر الواقع على الأرض، وإدخال قضية القدس هذه المرحلة الخطيرة، كما تشكل هذه الإجراءات انتهاكا صارخا للقرارات والقوانين الشرعية الدولية، حيث ينص قرار مجلس الأمن 242 على أن القدس الشرقية والضفة الغربية والقطاع، ضمن الأراضي العربية المحتلة عام 1967.
    مما يقتضي عودة إسرائيل إلى حدودها، وهو ما شملته أيضا رؤية بوش وخريطة الطريق والمبادرة العربية.
    كما عملت حكومات الاحتلال الإسرائيلي المتعاقبة على تنفيذ توصية اللجنة الوزارية لشؤون القدس لعام 1973 برئاسة غولدا مائير والتي تقضي بأن لا يتجاوز عدد السكان الفلسطينيون في القدس 22% من المجموع العام للسكان، لذلك فقد لجأت سلطات الاحتلال إلى استخدام الكثير من الأساليب لتنفيذ هذه الوصية والتي كان آخرها سحب الهويات من السكان العرب في القدس.[5]
    E1 أخطر المشاريع الاستيطانية...[6]
    يعتبر مشروع E1 من أخطر المشاريع الاستيطانية التهويدية التي تستهدف مدينة القدس المحتلة وتواصلها مع الضفة الغربية، صادقت عليه حكومة الاحتلال اول مرة عام 1999م، يشمل مساحات للسّكن والسياحة والتجارة والخدمات المنطقية ومقبرة إقليمية، ويقع إلى الشمال من منطقة البناء في (معاليه ادوميم)، ويهدف الى خلق تواصل يهودي بين مستوطنة (معاليه ادوميم) والقدس، وسيشكل عازلا إسرائيليا في عمق الضفة الغربية ليفصل منطقة رام الله في الشمال عن بيت لحم في الجنوب، ويفصل القدس الشرقية عن باقي الأراضي الفلسطينية، وتكمن خطورته في انه سيؤدي في نهاية المطاف إلى حرمان القدس الشرقية من آخر المناطق المتبقية التي تكفل لها النمو والتطور الاقتصادي في المستقبل، اضافة لسيطرة إسرائيل على ملتقى الطرق الرئيس الواصل بين شمال الضفة وجنوبها، اضافة لعزل القدس الشرقية بصورة دائمة عن بقية مناطق الضفة الغربية، وتقسيم الضفة إلى قسمين، ناهيك عن القضاء على أية فرصة لتطبيق حل الدولتين وإقامة عاصمة الدولة الفلسطينية في القدس الشرقية.
    ومشروع E1 يستهدف ما يقارب 12 ألف دونم من اراض القدس والضفة الغربية، تتفرع خارطته الهيكلية رقم 420/4 لتشمل مساحات تقع شمال شارع القدس-أريحا (شارع رقم1) وأراضيَ أخرى تقع جنوب الشارع، بالقرب من تقاطع شارع رقم 1 مع شارع 417 وغربي شارع 417، حيث أنشأت إسرائيل مجموعة من المستوطنات غير القانونية في جميع أرجاء هذه المنطقة من ضمنها معاليه أدوميم، علمون، كفار أدوميم، ألون، كيدار والمستوطنة الصناعية ميشور أدوميم، حيث بلغ إجمالي عدد المستوطنين الإسرائيليين القاطنين في هذا التجمع الاستيطاني41,700 مستوطن، ومستوطنة معاليه أدوميم هي المستوطنة الأكبر من بين المستوطنات المذكورة حيث يصل عدد سكانها إلى 36,000 مستوطن وتبلغ مساحة منطقة نفوذها 50 كيلومترا مربعا، وهو ما يعادل مساحة منطقة نفوذ مدينة تل أبيب.
    الآثار المترتبة على الاستيطان اليهودي في القدس...[7]
    يمكن اجمال الاثار المترتبة على الاستيطان في القدس المحتلة بما يلي:
    1- مصادرة آلاف الدونمات من الأراضي التابعة للقرى التي أقيمت عليها المستوطنات.
    2- تطويق التجمعات السكنية الفلسطينية والحد من توسعها الأفقي والعمودي لاستيعاب التزايد الطبيعي للشعب الفلسطيني.
    3- تهديد بعض التجمعات السكانية الفلسطينية بالإزالة، وخاصة تلك التي تعترض تنفيذ المخطط الإسرائيلي الرامي إلى دمج العديد من المستوطنات المحيطة بالقدس.
    4- إبقاء فلسطيني مدينة القدس وضواحيها في حالة خوف ورعب معزولين عن شعبهم ووطنهم بشكل دائم، من خلال الاعتداءات المتكررة عليهم من قبل المستوطنين المدججين بالسلاح والمحميين من قبل قوات الشرطة الإسرائيلية وحرس الحدود.
    5- عزل مدينة القدس وضواحيها عن محيطها الفلسطيني في الشمال والجنوب والشرق.
    6- فصل شمال الضفة عن جنوبها، والتحكم في حركة الفلسطينيين بين شمال الضفة الغربية وجنوبها.
    7- قطع التواصل الجغرافي بين أنحاء الضفة الغربية وتقسيمها إلى بقع متناثرة، وبالتالي الحيلولة دون إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة ومتواصلة جغرافيا.
    8- تشويه النمط العمراني الرائع للقدس العتيقة والقرى الفلسطينية المحيطة، الضاربة جذورها في أعماق التاريخ، وذلك بإدخال النمط العمراني الحديث.
    الاستيطان والقانون الدولي...[8]
    هناك إدانة منتظمة لسياسات وممارسات إسرائيل الاستيطانية من قبل الأمم المتحدة، واللجنة الدولية للصليب الأحمر والاتحاد الأوروبي باعتبارها عائقاً كبيراً أمام تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في الشرق الأوسط، حيث ان هذه المخططات والمشاريع الاستيطانية تتناقض مع القانون الدولي، وخصوصاً معاهدة جنيف الرابعة حول حماية الأشخاص المدنيين في وقت الحرب، حيث تنتهك السياسات والممارسات الاستيطانية الإسرائيلية المادة 49، الفقرة 6 من معاهدة جنيف الرابعة التي تحظر على القوة المحتلة نقل مجموعات من سكّانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها. ولا يقتصر هذا البند، كما تُجادل إسرائيل، على النقل القسري بل يشمل الوضع الذي تعمل فيه القوة المحتلة بنشاط ومن خلال مجموعة من الحوافز السياسية والاقتصادية لتشجيع سكانها على الاقامة والسكن في الأراضي المحتلة، وبذلك تغيير صفتها الجغرافية والديمغرافية.
    كما تنتهك إسرائيل البنود الأخرى للقانون الإنساني الدولي، وخصوصاً (1) المادة 53 من معاهدة جنيف الرابعة التي تحظر تدمير الممتلكات الخاصّة، إلاّ إذا اعتبرت ضرورية للعمليات العسكرية، (2) والمادة 46 من أنظمة لاهاي التي تحظر مصادرة الممتلكات الخاصّة، (3) والمادة 55 من أنظمة لاهاي التي تُجبر القوة المحتلة على إدارة الأراضي المحتلة وفقاً لقواعد حق الانتفاع (هذا البند مهم حينما يتعلق الأمر بفحص الممارسات الإسرائيلية تجاه الموارد الطبيعية للأراضي المحتلة مثل المياه).
    وفي حالة القدس، فإن الضم الذي تدعيه إسرائيل للقدس الشرقية يعني حرمان سكّانها من الحماية التي توفرها لهم معاهدة جنيف الرابعة، بصورة مناقضة للمادة 47.
    وقد ازدادت المشكلة سوءاً عندما أضيف إلى حدود المدينة الموسّعة مناطق كبيرة من ضواحي المدينة، وبذلك تم حرمان سكّان هذه المناطق من مزايا المعاهدة حيث تم فعلياً دمج المناطق والمستوطنات داخلها في إسرائيل. إضافة إلى كون المستوطنات انتهاكا للقانون الإنساني الدولي، فان السياسات والممارسات الاستيطانية الإسرائيلية تخرق أيضاً عدداً من المبادئ المهمّة للقانون الدولي. فباقامة المستوطنات لغرض تعزيز الادّعاء بامتلاك مناطق في الضفة الغربية وغزة، تعمل إسرائيل بصورة مناقضة لمبدأ عدم جواز الاستيلاء على الأراضي بالقوة.
    وهذا مبدأ مهم في القانون الدولي حيث أوضحت الأمم المتحدة في قرار مجلس الأمن رقم 242 أنه ينطبق على الأراضي التي احتلتها إسرائيل في حرب عام 1967.
    كما أوضحت الأمم المتحدة بصورة منتظمة أن سياسات وممارسات الاستعمار الإسرائيلي تُشكّل عقبات خطيرة في طريق التوصّل إلى حل شامل، وعادل ودائم في الشرق الأوسط. وعلى إسرائيل واجب دولي بالامتناع عن القيام بأعمال تجعل حل النزاع الدولي أكثر صعوبة.
    وتنتهك سياسات وممارسات الاستيطان الإسرائيلي المادة 31 (7) من الاتفاقية الانتقالية التي تطلب من كلا الجانبين عدم بدء أو اتخاذ أية خطوة ستعمل على تغيير وضع الضفة الغربية وقطاع غزة بانتظار نتيجة مفاوضات الوضع الدائم. وهذا يتطلّب وقف كافة النشاطات الاستيطانية، سواء كانت إقامة مستعمرات جديدة، توسيع المستوطنات الموجودة، أو بناء جديد داخل المستوطنات الموجودة.
    ووفقاً للقانون الدولي، يجب على إسرائيل تقديم تعويضات عن الانتهاكات للقانون الدولي التي أحدثتها سياساتها وممارساتها الاستيطانية، وهذا يتطلّب من إسرائيل إزالة المستوطنات وسكّانها وتعويض المالكين عن مصادرة وتدمير ممتلكاتهم.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 354
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 09:24 AM
  2. اقلام واراء محلي 325
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:36 AM
  3. اقلام واراء محلي 324
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-26, 10:35 AM
  4. اقلام واراء محلي 314
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:09 AM
  5. اقلام واراء محلي 313
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:08 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •