[IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age001.gif[/IMG]
- [IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age002.jpg[/IMG][IMG]file:///C:\Users\ARCHIV~1\AppData\Loca l\Temp\msohtmlclip1\01\clip_im age003.gif[/IMG]في هذا الملـــــف:
- ألكين ويهود روسيا والاستيطان
- ج. الحياة / عادل عبد الرحمن
- أجساد للبيع في « الشبكة العنكبوتية»!
- ج.الحياة / موفق مطر
- عن تحذير غانتس و تهديد حركة حماس وغزة
- وكالة معا / مصطفى ابراهيم
- لماذا تخشى قوى الإسلام السياسي العلمانية ؟
- وكالة معا / نافذ غنيم
- العرب وتحديات المشروع النهضوي ...
- وكالة سما / سالم سالمين النعيمي
- ثائر حلاحلة ستنحني لك الأغلال
- وكالة سما / فؤاد الخفش
- الطبقة السياسية الفلسطينية وتعاملها مع الملفات الشائكة
- وكالة معا / سليمان عيسى جرادات
- أن تكون من غزة
- أمد / هنادي صادق
- يا قادتنا ، اتحاد الكتاب والأدباء بغزة يحتضر فأنقذونا
- أمد / حازم عبد الله سلامة
ألكين ويهود روسيا والاستيطان
ج. الحياة / عادل عبد الرحمن
بعد زيارة اوباما ووزير خارجيته للمنطقة، قامت نخبة متميزة ونافذة من يهود الولايات المتحدة، قوامها مئة شخصية بإرسال رسالة في الرابع من ابريل الحالي لرئيس وزراء إسرائيل، طالبوه فيها بالتنازل من اجل السلام، والتخلي عن أراض للانطلاق في عملية السلام، ودعوه فيها للتحلي بالشجاعة.
تكمن اهمية الرسالة، في توقيتها، حيث ارسلت عشية عودة جون كيري للقاء القادة الفلسطينيين والاسرائيليين لتجسير الهوة بين الطرفين، واعادتهما ما الى طاولة المفاوضات؛ وايضا لان الشخصيات الموقعة على الرسالة، يتمتعون بمكانة هامة في الايباك وفي مراكز البحث والدراسات، وكون بعضهم من اباطرة المال العالمي، ولهم نفوذ على صانع القرار الاميركي، فضلا عن ان توجيهها لحكومة قطعان المستوطنين بزعامة نتنياهو، تشير الى مدى إحساس تلك الشخصيات بالمسؤولية تجاه أمن وسلامة دولة إسرائيل، المرتبط بتحقيق السلام مع الفلسطينيين. وهو ما يشير الى قبول معادلة الرئيس الاميركي اوباما، الذي ربط ربطا ديالكتيكا بين امن إسرائيل وتحقيق السلام المستند الى خيار الدولتين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، مما يعطي مصداقية وثقلا للتوجهات الاميركية، ويضعف المنطق الاستيطاني الاستعماري لقادة الحكومة الاسرائيلية.
رسالة المئة شخصية اليهودية الاميركية أثارت حفيظة وغضب نائب وزير خارجية إسرائيل زئيف إلكين، الذي وصف الرسالة، بانها تذكره “بالجحيم السوفييتي في روسيا.” واضاف نائب الوزير، الذي عمليا يقوم بمقام وزير الخارجية، ويرسم سياساتها المعادية للسلام: “مسؤولية حكومة إسرائيل ، هي بالاساس امن مواطنيها، والتأكيد على مستقبل أمن إسرائيل” . وتابع موجها حديثه للشخصيات اليهودية الصهيونية الاميركية، قائلا “ ضغط من الخارج لا ينبغي ان يكون بتعليمات لرئيس الحكومة في إدارة دقيقة للعملية السياسية”.
وتقاطع مع الكين يهود روسيا، الذين ردوا على يهود أميركا برسالة لنتنياهو متقاطعين مع نائب وزير الخارجية، وشدوّا فيها على يد عصابات الاستيطان الاستعماري في الحكومة الاكثر تطرفا، جاء فيها “ القرارات في مواضيع الامن القومي ممنوع اتخاذها تحت ضغط خارجي، وليس بالرأي العام العالمي، وليس لقيادات الولايات المتحدة ولا حتى ليهود أميركا ذوي التأثير الكبير”.
وتضمنت رسالة زعماء اليهود الروس ورؤساء المنظمات وحاخامات الطائفة ذات المحتوى، الذي ركز عليه الكين المستوطن البغيض، فقالوا “ انهم ملتزمون بامن إسرائيل ليس اقل من نظرائهم الاميركيين، وان القرارات المصيرية لنتنياهو ... ينبغي ان ترتكز بشكل حصري على تقديرات إسرائيل للوضع.”
الملاحظ ان رؤساء وحاخامات الطائفة اليهودية الروس ونائب وزير الخارجية الاسرائيلية، يهذرون وينافقون ويزاودون على أقرانهم من ابناء الطائفة اليهودية الاميركية، الذين لعبوا دورا مهما في بقاء إسرائيل قوية، وشكلوا لها سياجا آمناً في وجه اية قوة داخل او خارج اميركا حاولت المس بمكانتها كدولة فوق القانون.
كما انهم ( الكين واليهود الروس) جانبوا الحقيقة، واعماهم الهدف الاستعماري عن رؤية الواقع كما هو، فافترضوا ، ان الاستيطان الاستعماري يشكل “ضمانة لأمن إسرائيل” !! ونسوا ان الاستيطان الاستعماري، كان ومازال احد اهم عوامل التفجير وتهديد السلم في المنطقة، وزعزعة مكانة دولة إسرائيل نفسها. لا سيما ان شعوب المنطقة وخاصة الشعب الفلسطيني، الذي تقدم نحو التسوية السياسية بخطى ثابتة، وبآمال عريضة طيلة العشرين عاما الماضية، وصل الى طريق مسدود، ولم يعد قادرا على تحمل جرائم وانتهاكات دولة الارهاب المنظم الاسرائيلية، ولن يكون بمقدوره، ولا بمقدور الشعوب العربية الصبر أكثر مما صبروا على عملية هدر السلام من قبل حكومات إسرائيل المتعاقبة.
وادراكا من الزعماء اليهود الاميركيين لاهمية التقاط دفع عملية السلام للامام من قبل إدارة اوباما، شعروا ان واجبهم من زوايا وابعاد مختلفة، أملي عليهم لفت نظر القيادة الاسرائيلية الى ضرورة التجاوب مع الرؤية الاميركية، خاصة ان الادارة الاميركية تعهدت لاسرائيل بامنها وسلامها وببقائها قوية وفي منأى عن الاخطار بما في ذلك الخطر النووي الايراني. لهذا ارسلوا رسالتهم حرصا وخشية على مستقبل دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، وليس لاملاء شروط او ارغام نتنياهو وزمرته المعادية للسلام لقبول ما يتعارض وامن إسرائيل. وفي حال بقيت إسرائيل أسيرة النزعات والنهج العدواني الاستيطاني الاستعماري، فمصيرها لن يكون في صالح بقائها وسط المحيط العربي.
أجساد للبيع في « الشبكة العنكبوتية»!
ج.الحياة / موفق مطر
ان تقبل طلب صداقة على صفحتك في موقع التواصل الاجتماعي من شخص لا تعرفه فهذا امر طبيعي لكونك ترغب بتوسيع دائرة التعارف بالناس والاطلاع على مفاهيمهم للحياة عبر ما ينشرونه...لكن ان يصدمك احدهم او تصدمك احداهن بان صفحته او صفحتها ليس اكثر من بيت « دعارة لابتوبي محمول» فهذا بعينه الاستغلال السلبي الخطير للتكنولوجيا، وثورة الاتصالات، تماما كما يحدث من استغلال ولا اخطر للديمقراطية والحريات في مجتمعات ما زالت تعيش في ثنايا عقدتي الجنس والحرية.
لا تتوقف المفاجآت عند بوابة « بيت دعارة» انفتح في وجهك فجأة فيما انت لم تفكر ولا ترغب بالدخول اليه، وإنما قد تصاب بالدوار اذا ما دفعك حب المعرفة للإطلاع على هذا العالم، عندما ترى صور سيدات وفتيات قد تمت سرقة صورهن الشخصية من صفحاتهن أو من ملفاتهن على اجهزتهن وباتت كمادة دعائية في ايدي اصحاب الصفحات المشبوهة، الذين غالبا ما يستخدمون مسميات لصفحاتهم وصفحاتهن لا توحي بشكل أو بآخر بالمضمون!..ولك ان تتصور نفسك وأنت ترى صورة سيدة او فتاة صديقة او قريبة منشورة في هذه الصفحات كنوع من الاغراء لجذب « الزبائن» أو صور مختارة بدقة لممثلات من مواقع او افلام اباحية معروضة على انها لسيدات او فتيات عربيات، الى جانب صور نساء يعرضن اجسادهن بمقابل مادي!.
اذن نحن أمام هجمات « دعارة سرية» لا تخضع لرقابة من أي سلطة، حكومية كانت او اجتماعية، تتسلل الى بيوتنا فيما لا يملك أولياء الأمور سبيلا لمكافحتها إلا تحصين أبنائهم من الجنسين، وتنوير بصيرتهم خشية الوقوع في حقول الغام « الرغبة الجنسية» التي تبدو عبر هذه المواقع سهلة المنال. فيندفع الشاب الذكر ليسقط محروقا كالفراشة في لهب اجهزة استخبارات محلية ودولية ومعادية، أو قد يقع الشاب الغبي أو الفتاة الغبية في ايدي شبكة اخطبوطية لا تنفك عنهما إلا وقد اخذتهما فريسة، تبقى خاضعة أبدا تحت ضغط التشهير والفضائح بصور تكون قد سجلت لهما. رغم الوعود السخية بسرية المحادثات والعلاقات الجنسية المصاحبة لصورة « الأنثى الفخ»!.
ما الحل؟ ما السبيل لمنع شبابنا وفتياتنا من الجنسين وحتى كبارنا وصغارنا من الوقوع كضحايا ؟!فنحن امام شبكة عنكبوتية معقدة تكنولوجيا، لا يمكن السيطرة عليها، ولا يجدي المنع في تقليل حجم الضرر ابدا، كما لا ينفع الحظر، كما يفيد التوجيه المباشر لشباب المجتمع ومتصفحي الانترنت ومستخدمي موقع التواصل الاجتماعي «الفيسبوك» فحجم الفائدة ايجابا من استخدام التكنولوجيا ما زالت اعظم من سلبيات استخدام ثورة الاتصالات، ولا يجوز التفكير مطلقا بغير ثورة تحصين اخلاقية، تنشر ثقافة الحرية، واحترام قدسية الجسد، ومناهضة الاتجار به او الحط من قيمته عبر عروض البيع المباشر او عبر الوسطاء.
قد ينفع أن تتبع الأجهزة الأمنية والمنظمات الاجتماعية والحقوقية مثل هذه الصفحات للوصول الى رؤوس خيوطها، ونشر ما يلزم من معلومات لتوعية الشباب من الجنسين بعملية شراكة مع المؤسسات التربوية والتعليمية وكذلك الاعلامية الموجهة للكبار، ولا بأس من تقديم برامج واقعية عبر وسائل الاعلام المرئية والمسموعة تبين خطورة الولوج لمثل هذه الصفحات والمواقع وتأثيراتها القريبة والبعيدة المدى على شخصية الفرد، وأخطارها المترتبة على المجتمع، لأننا نفترض أن الاسقاط الأمني هو الهدف الرئيس المخفي وراء انتشار «الدعارة الالكترونية» نظرا لسريتها وسهولة ايقاع الضحايا بالمقارنة مع عمليات مركزة كانت تحصل قبل ثورة الاتصال التكنولوجي، فأجهزة الاستخبارات معنية بإسقاط اعداد كبيرة من شرائح متنوعة لجمع معلومات اكبر وأدق، والأهم من كل ذلك هو حرف توجهات غالبية المجتمع عن الاستخدام الايجابي والصحيح لوسائل الاتصال المعاصرة، وتبرير تحريمها من جماعات متشددة ترى في التكنولوجيا وثورة العقل الانساني وإبداعاته العلمية خطرا على كينونتها اصلا.
قد نحتاج لمؤتمر، يلتقي فيه المتخصصون، وقد تجردوا من المفاهيم والمواقف المسبقة، فيقرأون الحالة علميا، ويناقشون الحلول العملية الممكنة، للحد من مخاطر غزو لم يعد يحتاج لأكثر من جهاز محمول متصل بالشبكة العنكبوتية « الانترنت» للإطباق على الفرائس السهلة، الجاهلة، الغبية المندفعة بقوة الرغبة.
عن تحذير غانتس و تهديد حركة حماس وغزة
وكالة معا / مصطفى ابراهيم
تحذير قائد اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال بيني غانتس الذي قال قيه ان استمرار الخروقات لتفاهمات وقف اطلاق النار قد يؤدي الى القيام بعملية عسكرية جديدة في القطاع، قد تكون اوسع من عملية عامود السحاب، تأتي في سياق التهديدات التي اطلقها مسؤولون اسرائيليون قبل عشرة ايام على اثر إطلاق عدد من الصواريخ على البلدات الاسرائيلية وعدم التزام فصائل المقاومة باتفاق تفاهمات اطلاق النار.
فعندما شنت اسرائيل عدوانها الاخير في شهر نوفمبر/ تشرين ثاني الماضي 2012، على قطاع غزة كانت تريد تحقيق عدة اهداف منطلقة من استراتيجيتها الامنية القائمة على الردع وبث الرعب وكي الوعي لدى الفلسطينيين، والحد من اطلاق صواريخ المقاومة، وهي قامت بذلك من خلال استراتيجية موضوعة مسبقاً لا تتعلق بحكومة معينة او رئيس وزراء او وزير امن بعينهما، او رضا وعدم رضا الاجهزة الامنية والجيش، فهي تقوم بذلك بناء على مصالحها الامنية، وتحقيق اهداف سياسية ايضاً، ويتم استغلالها ايضا سياسيا وحزبيا على المستوى الداخلي من الحكومة التي تتخذ قرار العدوان، وهذا ما حصل في العدوان وان جاء بشكل عكسي اثر على نتائج الليكود في الانتخابات البرلمانية الاخيرة، وخروج وزير الامن باراك من الحياة السياسية بتقديمه استقالته.
اسرائيل ارادت من العدوان تحقيق الردع والرعب والحد من اطلاق الصواريخ، واستخدمت قوة نارية جوية كثيفة، وركزت على ما تسميه مخازن وأماكن منصات اطلاق الصواريخ معتمدة على الطيران الحربي والمعلومات المتوفرة لها، وادعت انها حققت اهدافها بتدمير كثير منها والقضاء عليها.
في المقابل اتضح كذب اسرائيل في تحقيقها أهدافها، و فعالية القبة الحديدية، فهي لم تحقق النتائج المرجوة، كما انها لم تتوقع رد المقاومة بإطلاق الصواريخ التي وصلت الى تل ابيب، ما وضع دولة الاحتلال وقيادتها السياسية والأمنية في حرج كبير، ولم تحقق جميع اهدافها والمقاومة خرجت منتصرة، الى ان تم التوصل الى اتفاق تهدئة مع حماس والجهاد الاسلامي بوساطة مصرية ورضا امريكي، نتج عنه تفاهمات امنية ولم تتضح جميع بنوده.
اسرائيل تريد تأكيد القول انها حققت اهدافها، وانها لن تسمح بتكرار ما حدث قبل العدوان، مع انها لم تحقق جميع اهدافها، لكنها ضمنت على الاقل فترة زمنية اخرى من الهدوء، وإدراكها ان حماس لا ترغب في تصعيد جديد ولا معركة جديدة وهي من وجهة نظر اسرائيل تتحمل المسؤولية عن أي خرق لتفاهمات وقف اطلاق النار “التهدئة” وهي تدرك ان من يقوم بإطلاق الصواريخ هي مجموعات سلفية صغيرة.
وبوجود حكومة اكثر تطرفا ووزير الامن المتطرف موشي يعلون “بوجي” تزداد التهديدات التي قد تصل الى الفعل في بعض الاحيان، وتحذير غانتس هي في ذات السياق من ان اسرائيل لن تسمح لفصائل المقاومة بإطلاق الصواريخ حتى بعد ادعاءاتها انها حققت اهدافها في العدوان الاخير.
لماذا تخشى قوى الإسلام السياسي العلمانية ؟
وكالة معا / نافذ غنيم
ليس جديدا أن يحتدم الصراع بين الاتجاهات والتيارات الفكرية في واقعنا العربي المعاصر، فهو امتداد لحالة الجدل الحامي الوطيس تاريخيا، لاسيما بين الاتجاهات الفكرية التي تنطلق من أسس متباينة، لتعبر في نهاية المطاف عن مصالح الفئات الاجتماعية التي تتصارع من اجل مصالحها، وليس غريبا أن تلجأ بعض الاتجاهات إلى استخدام أساليب التشويه وتزوير الحقائق، واستخدام بعض المعتقدات لإرهاب الجمهور، مستفيدة من واقع الجهل والتخلف، وأحيانا سذاجة البعض الذين لا يحسنوا التعامل مع الأشياء بوعي وصولا لحقائقها .
ومن ابرز ما تشهده ساحتنا العربية الصراع المحتدم بين العلمانية والإسلام السياسي، وهنا أقول الإسلام السياسي وليس الدين، ذلك لسبب بسيط، هو أن العلمانية تعني رؤية العالم او الواقع والتعامل معه بشكل موضوعي بعيدا عن الأحكام المسبقة والمطلقة العاطفية او الأخلاقية أو الدينية العامة، وهذا يعني الالتقاء ومفهوم العلم بمعناه الموضوعي، ولا يعني رفض الدين أو القيم او الأخلاق او التراث، او البعد الروحي للإنسان، ولا يعني رفض الهوية الذاتية أو القومية، وهنا يمكن القول ليس بالضرورة أن يكون كل علماني غير مؤمن او غير مسلم، أو ملحد، وبالمقابل ليس كل متدين او مسلم غير علماني .
في هذا الصدد يكثف المفكر المصري التقدمي محمود العالم القول "إن الخلاف ليس بين العلمانية والإيمان، إذ من الممكن أن يتعايشا وان يتفاعلا وان يتعاونا، وإنما الخلاف بين العلمانية من ناحية، والفهم الأصولي للدين، والفكر الديني المتعصب الذي يتسم بالجمود والنصية الحرفية واللاتاريخية والاطلاقية المتزمتة والنزعة الاستعلائية الاقصائية .
ان العلمانية ليست فقدانا للهوية، وتقليصا وطمسا لإنسانية الإنسان، وعمقها الروحي والثقافي وخصوصيته القومية، وليست قمعا لمخيلته ولقدرته المعرفية والإبداعية، وإنما هي رؤية وسلوك ومنهج يحمل الملامح الجوهرية لإنسانية الإنسان، ويعبر عن طموحه الروحي والمادي للسيطرة على كل المعوقات التي تقف في طريق تقدمه وسعادته وازدهاره إلى غير حد، وهي ليست صيغة واحدة نهائية اطلاقية، بل جهد متراكم من الخبرات والتضحيات والنضالات عبر التاريخ الإنساني المشترك رغم ما فيه من خصوصيات واختلافات، أنها طريق فسيح صاعد لكل قوى الخير والعدل والديمقراطية والاستنارة والتقدم والإبداع، سواء كان منطلقات هذه القوى قومية او ماركسية او يسارية او إسلامية، فالعلمانية هي أساس للديمقراطية ومرتكز لها، لأنها تفترض بل تحتم التعدد والتمايز والتغاير والتجدد والتطور والنقد والتجريب والتجاوز، ولا تحتكر الحقيقة بحسب ثوابت مطلقة، ولا تسقط الخلاف والاختلاف في وهدة الإقصاء، والتكفير والإبادة الجسدية ." ويضيف العالم " ينبغي التمييز بين علمانية الحضارة الغربية الراهنة التي هي حضارة إنسانية عامة لعصرنا، وبين نظامها الرأسمالي الامبريالي الذي يسيطر على العلم والنهج العلماني ويفرغهما من مضمونهما المعرفي والإبداعي الإنساني، ويوظفهما خدمة لأهدافه ومصالحه الاستغلالية والتوسعية " .
إن التعامل مع العلمانية فكرا وتطبيقا لا يأتي بمعزل عن خصوصيات كل مجتمع من حيث مسارات تطوره المادي والروحي، وان كان من خطا في تجربة التحديث العلماني لاي بلد، فهذا يعود لخطا في المنهجية العلمانية التي ينبغي أن تراعي التمايزات والاختلافات والخصوصيات، وهنا يجدر القول، على علمانيي بلادنا مراعاة طبيعة الثقافة السائدة في مجمعنا، والتي يشكل الإسلام جوهرها، إضافة إلى الخصائص التي تميز مجتمعنا الفلسطيني عن غيره من المجتمعات العربية والإسلامية الأخرى .
إن الفرق الجوهري بين من يؤمنون بالعلمانية من ناحية نظرية وتطبيقية، وبين الآخرين ممن يعتقدون بأفكار مطلقة الصوابية وامتلاكهم الحصري للحقيقة، يتمثل في أنهم يفتحون الآفاق لكل فئات المجتمع للتفكير والاعتقاد وممارسة قناعاتهم بما لا يضر الآخرين، وبعيدا عن أن يُفرض على المجتمع مسارا محددا للتطور، أو ليرغم أفراده على الالتزام بما لا يريدونه .
هناك فرق بين فكر يساوي بين أفراد المجتمع ويحترم إنسانية الإنسان، ويؤمن بالشراكة ويكفل الحريات العامة والخاصة لأفراده ويلتزم القانون، وبين فكر يفرق بين الناس على أساس المعتقد والانتماء السياسي، ويعتمد الإقصاء والتكفير والتخوين نهجا في التعامل مع كل من يخالفه الرأي، ويتعامل مع الديمقراطية بطريقة انتقائية وبما يخدم مصالح جماعة بعينها، ويحاول فرض أجندته الخاصة على كافة أفراد المجتمع وصولا لنمط اجتماعي محدد .
إن كافة المؤمنين بأهمية علمنة بلادنا أي كانت منطلقاتهم الفكرية بحاجة لان يتوحدوا في الدفاع عن هذا النهج الإنساني الحضاري، وان لا يترددوا في شرح وتوضيح المضمون الحقيقي الحضاري للعلمانية، وكيف أنها تشكل مرتكزا أساسيا لوحدة المجتمع وتطوره، وان يتصدوا بكل جرأة لكل الذين يحاولون تشويه ذلك، من خلال وضع العلمانية في تعارض مع الدين، عليهم أن يوضحوا بان هناك فرق بين الإسلام السياسي وبخاصة فكره المتشدد، وأولئك الذين يوظف الدين خدمة لمصالحهم الدنيوية تحت شعار "الحاكمية الإلهية"، وبين جوهر ومضمون الدين القائم على الحرية والتسامح والوحدة، واحترام الإنسان كقيمة غالية مهما كان انتماؤه السياسي أو الفكري أو الاجتماعي، وما يسمح بالتعددية وتداول السلطة عبر صناديق الاقتراع، ونبذ العنف المجتمعي بكافة أشكاله وأساليبه .
عليهم أن يؤكدوا حقيقة أن العلمانية هي من يحترم الأديان وكافة المعتقدات، وهي من يفتح الآفاق واسعا أمام كل الذين يؤمنون بالأديان ويحرصون على ممارستها بعيدا عن أساليب الفرض أو الإكراه، وعندما تدعو العلمانية لفصل الدين عن السياسة، إنما هي بذلك تحمي جوهر الدين النبيل والإنساني من شوائب وممارسات قوى الإسلام السياسي الدنيوية بكل تجلياتها، وتفتح المجال واسعا أمام علاقة الإنسان بربه بعيدا عن المسارات الفكرية التي تريد استلاب إرادة الفرد وفقا لتوجهات محددة، وأحيانا متعارضة تربك المجتمع، وتضفي طابعا صراعيا تناحريا بين القوى السياسية، حتى تلك التي تنطلق من ذات الدين والمعتقد . كما أن العلمانية تضع هذه القوى أمام حقيقة ممارساتها التي تعبر موضوعيا عن مصالحها الجماعية والفردية المغلفة بطابع ديني، وتفضح حقيقة خوفها من حرية الفرد والمجتمع، لان في ذلك تعارض صارخ مع نهجها القائم على الاستحواذ على إرادة الجماهير او السيطرة على الحكم من خلال إرهاب المجتمع بإسم الدين، والادعاء بان من يخالف نهجها وسياستها إنما يخالف تعاليم الله !!
العرب وتحديات المشروع النهضوي ...
وكالة سما / سالم سالمين النعيمي
الإشكالية الكبرى والمعضلة المتشعبة التي تواجهها الأمة العربية في عصرنا الحالي وستواجهها في المستقبل، تكمن في الوصول لصيغة مشتركة وآليات عمل موحدة متفق عليها لتبني مشروع نهضوي شمولي يجمعهم من الخليج إلى المحيط. النهضة هي ولادة جديدة، وعادة عندما نتحدث عن عصر "النهضة"، فنحن نتحدث عن فترة في التاريخ الأوروبي، حيث كان هناك ولادة جديدة من الاهتمام بالحضارات اليونانية والرومانية الكلاسيكية والفن والموسيقى والكتابة والفلسفة والعلوم المختلفة أنتجت بلا شك جزءاً من أعظم روائع أعمال البشرية ومئات من الكنوز الفنية والأدبية، وفق الذوق الأوروبي الذي سُوّق ليصبح مقياساً ثابتاً للنهضة والتقدم، وهي عنصرية نخبوية.
وفي وطننا العربي ارتبطت عصور النهضة بـمحمد علي باشا، حاكم مصر في القرن الثامن عشر وما استحدثه من إصلاحات إدارية وزراعية وتجارية وتشجيعه للعلوم واستعانته بالفرنسيين لتحديث دولته، ولكنها كانت تحديثاً غربياً طمس الكثير من ملامح الحضارة العربية والإسلامية، وجعلها تابعة وتشعر بالدونية نحو الثقافة التركية والغربية، والنهضة الثانية في تاريخ العرب الحديث، كانت كما يعتقد الكثيرون في ظل حكم عبدالناصر. وفي رأيي كانت نهضة تعبّر عن ظاهرة صوتية وجدانية أكثر من كونها نهضة، إلى أن جاء ما يعتبره البعض "النهضة" الثالثة للأمة العربية من خلال ثورات "الربيع العربي"، وإعلان كل حزب فائز بانتخابات أنّ لديه مشروعاً نهضوياً، وهو في الحقيقة ليس كذلك إنما مشروع لإرجاع دولة الخلافة الإسلامية في طرح بعيد كل البعد عن واقع الأمة العربية والمسلمين، بل حتى عن واقع وممارسات تلك الأحزاب نفسها في العصر الحالي.
النهضة الحقيقة في هذا الزمن والعصور القادمة هي الثورة الرقمية التكنولوجية، فمنذ اخترع بروتوكول الإنترنت عام 1982 وفتح شبكة الإنترنت للجميع للوصول لها في عام 1995. وبالتالي سهولة الوصول إلى التكنولوجيا الجديدة، وإحراز تقدم هائل في صناعة البرامج والأجهزة، ففي عام 1993 تم تنفيذ 1 في المئة فقط من الاتصالات من استخدام الإنترنت إلى أن وصلت النسبة إلى 97 في المئة من نسبة الاتصالات في 2007 من معظم الاتصالات في العالم وستتغير الحكومات التقليدية لتصبح سلطات لإدارة المعرفة وخلق وإنتاج المعرفة، وسيعيش أبناؤنا عصر الديمقراطية الرقمية الذي سيتحول فيه الرؤساء إلى مدراء تنفيذيين، والدول إلى شركات ذكية تضامنية تُدار بحنكة بعيداً عن الشعارات الرنانة والأحزاب السياسية، التي تقوم على فكر سياسي متعجرف باسم الدين أو فكر قومي معين ووفق المعطيات والمؤشرات العالمية والدولة العربية الوحيدة، التي تتفوق على نفسها، وتسابق الزمن لتعمل بكل عقلانية في مشروع نهضوي حقيقي، هي دولة الإمارات العربية المتحدة.
وما يجري في الإمارات من مشاريع حيوية لضمان مستقبل الأجيال، والتقدم العلمي هي ثورة حقيقية في عالم إدارة الدول مع أهمية مضاعفة الجهد في تغيير الموقف العام لتوجهات الشعب وثقافته. فالشعوب العربية لا تزال نسبة كبيرة منها غارقة في الأوهام، وتؤمن بالشعارات أكثر من الأرقام والأفعال، وجزء كبير من هذه الشعوب ضيق الأُفق، تغلب عليه نظرية التفوق العرقي والمذهبي، والنظرة السلبية، لكل ما هو أو من هو مختلف في شتى المجالات.
إن معظم الدول العربية عبارة عن مجتمعات حديثة ظاهرياً تشبه إلى حد بعيد المجتمع الغربي في أنماط الحياة الاستهلاكية، ولكنها شريك غير فاعل في صناعة العالم الحديث، فهناك حاجة لحدوث نقطة تحول في الوعي الشعبي العربي للخروج من الدوامة التقليدية والبيروقراطية، ومواجهة قيود وأخطار الموروث النقلي وإدراك ضرورة حيوية النقد الموضوعي المرتبط بمنظومة حلول ومعالجة شمولية للأزمات الخانقة، التي يعاني منها العالم العربي، والتي تجسدها مجموعة كاملة من المخاوف الاجتماعية الأخلاقية والسياسية والمعرفية والاقتصادية، والخلط بين البيانات الوصفية والمعيارية، بشأن ما نستطيع تغييره بصورة انتقائية للتحديث الذاتي للهوية الثقافية واسترجاع الوعي الإنساني الغائب لنشر ثقافة للنخبة والجماهير معاً في ظل تنامي هيمنة وسائل التواصل الاجتماعي فيشعر معظم الشعوب العربية اليوم بالفجوة بين الأفكار والحقائق في آليات وممارسات حكومات دول "الربيع العربي". وماذا يعني الاستعمار الشعبوي من خلال "شعبنة" أو جعل شعبية لمفاهيم حزب سياسي ديني والتطبيل لها، وزرعها في عقول الناس بالتكييف المبرمج، وبيع الأحلام للطبقات المتوسطة والفقيرة والمسحوقة للوصول لغاية سياسية ما وحلم بعيد الأمد.
فلا يعقل أن نتحدث عن مشروع حداثة وتنوير، والقيادات الإسلامية الحزبية تتحدث عن عالمية العقل والحكم، وفهم ديني مثالي كنموذج أوحد للحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والدعوة إلى إعادة التفكير في أصالة الولاء الديني والمجتمع القومي على أساس رافض للحريات الفردية والحياة المدنية.
وبالمقابل نعم للقيم التي تبث فينا ما يكفي من الأمل الذي يقترن بالعمل، للتغلب على الظروف السلبية الاقتصادية والاجتماعية والسياسية، فالأمل هو شعور امتلاك المستقبل ذلك المستقبل البعيد، ولكن ممكن التحقيق.
فالأغلبية من العرب والمسلمين، فسروا النهضة في إتباع كلي والأخذ بمناهج وأساليب النهضة في الغرب، فلم يكونوا هم مصدراً للنهضة الخاصة بهم، حسب ما تقتضيه طبيعة مجتمعاتهم، فأسهبوا في الأخذ بمُقوّمات النهضة الغربية والانبهار بمنجزاتها، ولم يكن لديهم مشروع واحد يعتد به.
وكان التواصل مع الحضارة الغربية من خلال أشخاص قلة نقلوا رؤيتهم لما يعنيه مشروع نهضوي لأي أمة. وفي الطرف الأخر الانغلاق في النزعة الدفاعية، والتي تبلورت لظواهر عدوانية من قبل باقي أفراد الشعوب العربية، وتكريس مفاهيم المؤامرة والاستهداف الإقصائي، ورفض الهيمنة والتبعية داخلياً وقبولها خارجياً، وعلى أرض الواقع مهما أحدث شرخ في جدران الوعي الجمعي للأمة، ولا يزال يتسرب منه رموز قوى الظلام إلى يومنا هذا، والتي كانت تعيش في ثقوب تلك الشروخ، حين جاء وقت الخروج لما تستطع فهم أو تقبل واقع المجتمعات التي تعيش خلف حيّز تلك الجدران.
وأصبح من يطلق عليه مفكر، أو مثقّف تنويري ليس مثقف مشروع بل هو مثقف تقني، يبني ثقافته للحصول على وظيفة ليصطدم المثقف بمشكلة التراث الموروث الروحي والمعنوي والمادي والأدبي المتوغل في القدم والماضوية، ولا يمجّد غير الماضي المجيد، الذي كتب ونقل على أنه نسخة مثالية للحياة، فأصبح فخوراً بماضٍ مقدس عن النقد والدراسة العلمية الموضوعية.
وبمجرد أن يحاول أي مثقف تنويري التشكيك في بعض جوانب أو أطروحات ذلك الماضي المقدس، يُتهم بالكفر أو أنه مدسوس وعميل جاء ليسمم عقل ووعي الجمهور. والطريقة الرائجة الآن، هو أن المفكر يقوم بنسف المنظومة الدينية ككل، ويتكلم عن التزوير والتدليس الذي لحق بالتراث الديني المكتوب حتى السماوي المحض منه، ليطلق عليه في الغرب وبين المثقفين المهووسين بكل ما هو غربي، بأنه مفكر حقيقي جاء لتخليص الأمة من التخلف الذي تعاني منه، فلماذا نطمس رؤوسنا في تبني كل ما هو غربي بحذافيره، دون إلباسه ثوب محلي يُناسب طبيعتنا ومعطيات مجتمعاتنا وقدراتنا وإمكانياتنا.
المشروع النهضوي العالمي، يجب أن يبدأ برأس المال البشري، وجعله ذا مواصفات عالمية، ليس في التأهيل الوظيفي والتحصيل العلمي النوعي فقط، بل في التفكير والسلوك العام كذلك وإنسانية الرؤية والقيم.
ثائر حلاحلة ستنحني لك الأغلال
وكالة سما / فؤاد الخفش
لم تفلح سجون الاحتلال وقيوده من قتل الروح داخل جسد الثائر ثائر الذي بلي القيد ولم يبلَ معصمه وتحطمت على صخرة صموده قرارات الاعتقال الإداري وخرج محمولاً على الأكتاف بعد أن ضعف الجسد في حمل صاحب الهمة العالية الثائر ثائر .
لم يجلس في بيته يستجمّ أو يستريح بعد رحلة طويلة مع الإضراب استمرت ل77 يوماً بشكل متواصلاً رضخ خلالها السجان لثائر وأمعن لطلبه ووافق بالإفراج عنه بعد أن انحنت له الأغلال التي طوقت يديه وقدميه فهانت وما هان وكسرت ولم تكسر كلمته .
خرج ليبدأ من ساعة خروجه رحلته مع مساندة ومناصرة المظلومين المقيدين الباقين في سجون الاحتلال وأثبت من خلال مشاركاته في كل المظاهرات والمسيرات أنه الوفيّ لرفاق القيد وأنه على العهد باق لم يكلّ أو يمل ولم يخشَ السجن أو إعادة الاعتقال .
بأعلى صوته كان يصرخ في المسيرات مطالباً بحرية الأسرى وهتف للمضربين عن الطعام بأعلى صوته كيف لا وهو الذي يعلم فعلاً لا قولاً ما يعانيه الأسير المضرب عن الطعام من جوع وآثار هذا الإضراب على جسد الإنسان .
لم ينضم ثائر لجيش الأسرى المحررين القاعدين الذين ابتعدوا عن دورهم في قيادة الأمة والعمل على نشر معاناة الأسرى والمعتقلين على اعتبار أن من ذاق مرارة الأسر وعاش ظلم السجان أقدر من غيره على إيصال المعاناة .
ثائر صاحب الصوت المبحوح لهتافه المتكرر في الساحات والاعتصامات والميادين كان يتحدث في كل مرة بحرقة وألم يشعر بها من جرب الأسر وشاهد سوط الجلاد وهو ينهال على ظهور المعتقلين .
ثائر اليوم عاد للسجن مرة أخرى ليعود للتحقيق في أقبية السجون ولتبدأ معركة جديدة تعوّد الفارس على خوض غمارها وتبدأ معركة قضم الأصابع التي لم يهزم فيها مرة الثائر ثائر .
صور عائلات الأسرى ومعاناة ذويهم وآلام زوجاتهم تصاحب ثائر في زنزانته الموحشة ودعوات هذه العائلات التي كانت تجد فيه خير ناصر ومعين في محنتهم وتخلّي القريب والبعيد عنهم تحفّ ثائر وتنزل على قلبه برداً وسلاماً تثبته وتصبره .
وكلماتنا ما هي إلا من باب إعطاء ذوي الفضل والحق جزءاً من حقوقهم علينا ، فمن ناصر الأسرى ناصرناه ومن خذلهم رجمناه بأقلامنا وألسنتنا ونحسب ثائراً صوتاً حراً مدافعاً عن الأسرى وعائلاتهم .
لك ثائر منا الحب والوفاء ولن ننسى بحة صوتك وأنت تهتف للأسرى وأعدك أن لنا موعداً قريباً في ساحات نصرة الأسرى يا صاحب الصولات والجولات.
الطبقة السياسية الفلسطينية وتعاملها مع الملفات الشائكة
وكالة معا / سليمان عيسى جرادات
كل حكومة لها ميزات خاصة بها، ولا بد من الإنصاف بان حكومة د سلام فياض جاءت متواضعة بنتائج انجازاتها بحكم الموارد المتوفرة لديها ، ولكنها عملت جاهدة وفق الإمكانيات المتاحة لها على تعزيز المفهوم المؤسساتي للحكومة وللعاملين بها، وامتازت هذه الحكومة بانها ليست معنيه بإرضاء الشعب كله ومكوناته الحزبية والنقابية والمؤسساتية بقدر العمل على تثبيت مبدأ العمل المؤسساتي وبناء قاعدة أساسية لبناء دولة المؤسسات واليوم ستكثر التصريحات بعد استقالة الحكومة الفلسطينية حول متانة الطبقة السياسية الفلسطينية ومدى تعاملها مع الملفات الشائكة وخاصة بالملف السياسي والاقتصادي والمالي في ظل الزوابع والأزمات السياسية والاقتصادية والمالية التي تضرب المنطقة العربية عامة وتداعياتها المتلاحقة على القضية الفلسطينية باعتبارها المحور الأساسي لأي استقرار في منطقة الشرق الأوسط.
أن إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية لموجوداتها المالية المتواضعة كانت نموذجاً للواقعية، بعدم الاندفاع أمام ما سُمي بالأبواب المفتوحة لبعض الدول الداعمة للميزانية الفلسطينية ولمشاريعها التطويرية والتنموية على حساب المواقف السياسية، والتي على أثر تلك المواقف للدول الداعمة لسياسات الاحتلال الإسرائيلي جرّت معها أزمات متلاحقة انعكست على كل الطبقات الاجتماعية والاقتصادية للمجتمع الفلسطيني، ولم تستثنِ إلا بعض المستفيدين من تلك الأزمة.
والبعض في مجتمعنا المحلي حاولوا التشكيك في سلامة وصلابة أرادة شعبنا ومواقفه في إيجاد آلية لتنظيم أوضاعنا الداخلية وفق الإمكانيات المتاحة في الصمود للتصدي لتلك الانتهازية التي تعاملت بها الكثير من الدول الشقيقة والصديقة ، والمراهنون كانوا يعتقدون أن دولاً ومؤسسات كبرى قد تكون هي المبادرة في حل تلك المشكلات خوفا من حالة السقوط على مكونات السلطة الفلسطينية ، لكن حين جاءت الشهادة الدولية التي انتزعها السيد الرئيس" محمود عباس" في الأمم المتحدة بان صمود الفلسطينيين في وجه تلك الإجراءات الإسرائيلية والدولية والرامية إلى إضعاف موقف السلطة الفلسطينية السياسي من قوى عالمية وإقليمية رسخت سياساتها في دعم سياسات الاحتلال الإسرائيلي وغير موضوعية في طرحها بحل القضية الفلسطينية ، بدأت حالات الاطمئنان تعود للمواطن الفلسطيني وغيره من اشقاءة العرب والمسلمين والمناصرين للشعب الفلسطيني، وهذا يثبت أن الإدارة السياسية للسلطة الفلسطينية تعاملت مع كافة الملفات بالثقة المطلوبة والحذر المنطقي، وقياس حالات الإيجاب وعدم التورط بمغريات إقليمية ودولية كانت تُبنى على احتمالات قد تؤدي إلى الإخفاق والانزلاق في مستنقع تلك الدول الهادفة إلى إتباع سياسة موالية للمؤسسات الإقليمية والدولية.
ثم إذا كانت المشكلة عندما حجز الاحتلال الإسرائيلي للمستحقات الفلسطينية من عائدات الضرائب بالإضافة للقوة الداعمة العربية والإقليمية والدولية لتلك السياسة الإسرائيلية عن الدعم المطلوب للشعب الفلسطيني وحكومته إلى حدود لم تكن متوقعة، فقد جاءت إيجابيات تصدي المؤسسات الفلسطينية بالالتحام بالقيادة والحكومة بالرغم ن التحفظات التي مارستها بعض المؤسسات والنقابات والاتحادات على إدارة الملف الاقتصادي والمالي للحكومة، بمعنى أن ما كنا ندفعه مضاعفاً بسبب سياسة حسن النية واستبدالها بسياسة التعامل بالمثل، وصلت بعض الأحزاب السياسية الفلسطينية في السوق الإقليمي والدولي إلى الأسعار المعقولة والمشجّعة بمواصلة عدم تطبيق اتفاقيات المصالحة الداخلية ، وبدأت تفتح باب الاستثمار الكبير بتنفيذ أجندة خارجية تحت مسميات مختلفة، وتنفتح أمامه فرص الحصول على مشاريع إقليمية معروضة للبيع مما يجعل المساهمة بها أو شراءها مجدياً على المدى القريب والمتوسط والبعيد مخلفتا وراءها عطش الشعب على الوحدة خاصة وأن حالة الاستنفار لبعض القوى العالمية وشركاءها من دول المنطقة لتمزيق الوطن العربي إلى دويلات ونشر ثقافة القتل والرعب في مجتمعاتها ، من اجل إعادة صياغة نظام يفرض ضوابط لا تجعل الأمة تعالج عودة المشكلة تأتي بنفس التداعيات والنتائج المرجوة ، ولتكون الهمّ الأكبر في الانشغال بترتيب البيت الداخلي لكل منها، وبالتالي لا بد من التعافي من حالة التخبط والارتباك نحن الفلسطينيون والاعتماد على المقومات الداخلية المبنية على أساس الوحدة وتوجيه البوصلة نحو الهدف الأسمى للشعب الفلسطيني بتحقيق حلمة بإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، وهو الأمر الذي سيتفاءل أمامه الشعب الفلسطيني ، ومعه بيوت المال والأعمال والمؤسسات الأخرى..
والحقيقة بأننا ليس لدينا كفلسطينيين وهْم بأن القضية معقدة وصعبة، لكن إذا كنا أقل المتضررين بما يجري حولنا بعد أتباع سياسة حكيمة تقودها القيادة الفلسطينية والترويج إليها في المنظمات والمؤسسات الدولية فهذا يؤكد أن لدينا عقولاً تملك الخبرة إذا استغلت بالشكل المطلوب ، والأخذ بالعبر بعدم الاندفاع للمجهول كما حصل خلال السنوات 19 الماضية والنتيجة صفر بالمائة في ملف المفاوضات، خاصة وأن حساسية القضية الفلسطينية ازدادت بعد الربيع العربي وعدم تفاعل تلك الدول بما كان يطمح به الفلسطينيون بل زادت تعقيدا والتفافا في بعض الأحيان على تبني القرار الفلسطيني والتي أدت غالبا إلى كوارث انعكست على مجمل الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية والفكرية، وقد كانت المقدمات للبدء بالانهيار الذي حاول البعض بعد عام 2006 – لغاية العام الحالي تعاملت معه بسلبية معتبرة ما حدث هو مجرد أزمة يمكن تجاوزها من خلال الضغط السياسي، لكن حين سحبت القيادة الفلسطينية القطار الفلسطيني العالم إلى المآزق الحاد باتخاذ موقف ايجابي بإيجاد حل للقضية الفلسطينية من خلال الانضمام إلى المنظمات الدولية بداية، فإنه كشف عن ضعف البنية الأساسية بتطبيق المرجعيات الدولية الخاصة بالقضية الفلسطينية، وإتباع السلطة سياسة الانفتاح اللامحدود على دول العالم بفرض منطق تطبيق المرجعيات والقرارات الدولية ، والتي وجدت دعما في تغيير بعض المواقف في مراكز القرار السياسي الدولي من بعض الأصدقاء وان كان متواضعا في بعض الأحيان.
عموماً نحن كفلسطينيين لا نستطيع الانفصال عن ما يدور حولنا في العالم، لكن بما إننا نملك الإدارة السياسية الحكيمة بمواصلة التمسك بالثوابت الفلسطينية وفق القرارات الدولية التي اعتبرها البعض اتهاما بالمرونة، والإرادة والتعامل بموضوعية مع أحوالنا وفق بما هو متوفر لدينا من إمكانيات بفهم مدلولات القوة والضعف، فهذا بذاته نجاح لنا، وأن اختلاف الرؤية والوسيلة والتقديرات الصحيحة هما وسيلة الإنقاذ والانتقال من مرحلة التفكير وجس النبض إلى مرحلة التنفيذ يد بيد بالمشروع الوطني السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتعليمي ، وهذا يحسب لكل من تعامل مع إستراتيجية القيادة الجديدة بالحفاظ على الأداء المميز والمنطق وفهم اللعبة الدولية والذي يجب الالتفاف حوله.
أن تكون من غزة
أمد / هنادي صادق
غزة هذا الشريط الساحلي الضيق بالمساحة الفائض في السكان ، العزيز بأهله وثقافته ، المتجذر في التاريخ بنضاله وصلابته ، حامي الكينونة النضالية للشعب الفلسطيني ، فيه تشكلت أول حكومة فلسطينية ، ومنه إنطلقت شرارة الانتفاضة الأولى ، وهو أول السلطة وأول حلم للدولة ، خاضت الحروب وما ركعت ، وما ذلت جباه أبنائها لأنها لغير الله ما ركعت ، غزة كانت وما زالت ممراً للغزاة ومقبرة لهم .
لكن غزة تغيرت ، تلونت بلون غير لونها ، بطبيعة غير طبيعتها ، فلم تعد تراها إلا حزينة باكية ، كأن على رؤوس ساكينها الطير ، فلقد غابت البسمة وفُقد الأمل ، بعدما فقدت البوصلة ، وقتل الأخ أخيه وشرد أمه وأبيه ، منذ أكثر من ست سنوات غزة تتوق للعودة إلى مجدها ، إلى نفض الغبار عنها ، إلى تبديل واقعها من الظلام إلى النور ، حيث يعود الأخ يعانق أخيه يقبل يد أمه وأبيه ، يصون عرضهُ وكرامته ، ولا يضام فيها حر و لا يُسكت فيها عن حقٍ لمظلوم ، ولا يترك أحدٌ فيها مقهور .
سامحوني هذا هو حلمي الذي رأيته .. شربته وتربيت عليه ، ولكني عندما أستيقظ من حلمي أرى الأمور على حقيقتها فأن تكون من غزة يعني أن تلاقي بؤس الحياة وصعوبتها وصبر أهلها ورعونة حكامها وظلم ذوي القربى وسوط جلاديها وقذائف أعدائها .
أن تكون من غزة يعني أنك لاجئ تتفنن وكالة الغوث التي أنُشئت من أجلك في كل يوم بالقيام بإجراءات تقشفية بحجة عدم وجود ميزانية مع أن مدرائها يتقاضون الرواتب الخيالية والسفريات السياحية والمزايا التفضيلية وكل ذلك على حسابك .
أن تكون من غزة يعني أن تستقبل في المطارات كاللقيط لا صاحب لك ولا مريد ، في الغالب تخضع للترحيل وفي أحسن الأحوال يسمح لك بالمرور والإقامة لأيام معدودة ربما تتعرض فيها للمهانة ، وكل ذلك لأنك تأبى الخضوع والركوع والجميع يستكثر ذلك عليك ، فهم يريدونك طائعاً مجرداً من هويتك متخلياً عن عروبتك عن شهامتك عن دينك عن فلسطينيتك .... ربما عن آدميتك .
أن تكون من غزة يعني أن عليك أن تستقبل أسراك بعد أن يقضوا زهرات شبابهم في سجون ألذ أعدائك ، وفصائلك لا تمارس إلا الفعل اللفظي ، في ظل الإنقسام الفعلي والقطيعة لا مكان لعمل وحدوي يرجع لمن أفنى عمره حريته وبسمته ولا يحفظ كرامته .
أن تكون من غزة فأنت أول الحجارة وأول الرصاص ، أنت أبو جهاد ، تحلق كالنسر فوق المناطقية البغيضة وتقفز فوق الحزبية وترسو على بر شعب الجبارين ... الشعب الذي لا يلين ولا ينكسر في وجه نكبات الأيام.
أن تكون من غزة فسيكون عليك تلقي الضربات من حكومتك التي تتفنن في عقابك ، فتارة تخصم الكهرباء وتارة أخرى توقف الرواتب بحجة التوكيلات و ياما في الجراب يا حاوي فأنت تتعرض للعنصرية لأنك ولأنك فقط من غزة .
لا أحب الحديث بمناطقية بغيضة ولكن لأنك من غزة ... ممنوع عليك العلاوات والترقيات والدرجات وربما تفرض علينا حكومتنا منع الإنجاب وتحدد سن الزواج وكل ذلك لأنك من غزة .
ولأنك من غزة حلم أعدائك أن يناموا ويصبحوا ويجدوا البحر قد ابتلعك ، فإبتعلتهم الدنيا وبقيت أنت في غزة وبقيت غزة صامدة فلكل المتآمرين والمارين على غزة حذاري حذاري من غضب أهلها .
يا قادتنا ، اتحاد الكتاب والأدباء بغزة يحتضر فأنقذونا
أمد / حازم عبد الله سلامة
كأنه قدر تعيشه غزة ، أن تبقي في الألم والمعاناة إلي مالا نهاية ، فقطع أرزاق الناس ووقف التوظيف مما خلف جيش من البطالة ، ووقف الاستحقاقات لغزة والتعامل معها كأنها بنت البطة السوداء أو ليس قطعة من الوطن ،
واستمرارا بارتكاب الجرائم ضد غزة ، يرتكب الحاقدون جريمة جديدة ضد الثقافة والأدب والإبداع الفلسطيني ، بإغلاق مقر اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين بغزة ، والسبب هو وقف الموازنة والدعم عن الاتحاد ، مما أدي إلي تراكم الإيجار لمدة سنتين دون أن تتحرك مشاعر ونخوة المسئولين في منظمة التحرير التابع لها هذا الاتحاد ، وبقوا صامتين علي هذا العبث والتهميش والإقصاء لشريحة كبيرة من مثقفي وكتاب وأدباء الوطن ،
فما الذي يريده من اتخذ هذا القرار وأوقف موازنة دفع إيجار المقر ؟؟؟ هل يريدون قتل الأدب والثقافة والإبداع في وطننا ؟؟؟ هل يريدوننا شعب مغيب بلا ثقافة ولا إبداع ؟؟؟
وهل يعقل في القرن الواحد والعشرون ، أن كتاب وأدباء وشعراء فلسطين في قطاع غزة في الشارع بلا مقر ولا مأوي ؟؟؟
من المستفيد من قتل الإبداع وتهميش دور الكتاب والأدباء ؟؟؟ فالقلم والكلمة سلاح قوي للانتصار ولدعم المشروع الوطني وإيصال كلمة الحق الفلسطيني إلي العالم ، فاليوم أصبحت الثقافة سلاح وقوة للوطن ، فقصيدة للشاعر العملاق محمود درويش أو كلمات للشاعرة فدوي طوقان اقوي كثيرا من مفاوضاتكم وحواراتكم ولقاءاتكم في عواصم العالم ، فقصيدة واحدة ثورية كفيلة أن تجهز كتيبة مناضلين ومقاتلين ،
فالأسير في زنزانته يتغني بكلمات الشعر الوطني وقصائد الثورة لينير ظلمة زنزانته بالأمل ، والمقهور في وطنه يتلمس بين أبيات الشعر والكلمات أملا ووطن ، واللاجئ في بقاع الأرض يتغذي علي ترانيم وأهازيج الوطن أملا وحلما بالعودة للوطن ، وترانيم عشق الوطن بكلمات الشاعر أبو الصادق تعيد الأمل بالحرية والانتصار ،
نطالب السيد الرئيس أبو مازن ، وقيادة منظمة التحرير الفلسطينية والأخوة مفوضية المنظمات الشعبية ، العمل الفوري والجاد من اجل إنهاء مجزرة ذبح الثقافة والإبداع الوطني ، خمسة ألاف دولار ثمن إيجار سنتين لمقر الاتحاد تقتل وتوأد الإبداع والشعر ، ويصبح الكتاب والأدباء بلا مقر ولا مكان !!!
كما ندعو كتابنا ومثقفينا وشعراؤنا وأدباؤنا في كل مكان إلي الوقفة الجادة والمسئولة مع إخوانهم الكتاب والأدباء والشعراء في قطاع غزة ،
فيا قادتنا ، لا تقتلوا الكلمة ، لا تغتالوا الحرف ، لا تكسروا أقلامنا ، لا تمزقوا أوراق الوطن ، نناشدكم أن تقفوا أمام مسئولياتكم وإنهاء هذه الأزمة وإنقاذ اتحاد الكتاب والأدباء الفلسطينيين من التوهان والتهميش والانتهاء،
" فالمثقف أول من يقاتل وآخر من ينكسر " ، فلا تقتلوا نبض الكلمات ولا تذبحوا وريد القصيدة ، فمن لا يحافظ علي مثقفيه وأدباؤه وشعراؤه كمن يذبح الوطن ويسوقه إلي جهل وظلام ، فارحمونا وأغيثونا ، فالوطن يحتاج الجميع ،
والله الموفق والمستعان


رد مع اقتباس