النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 355

  1. #1

    اقلام واراء حماس 355

    اقلام واراء حماس 355
    9/6/2013

    مختارات من اعلام حماس

    مخالفات مرورية وقحة في غزة

    بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين الان

    الاعتراف بإسرائيل خطأٌ أم جريمة

    بقلم مصطفى اللداوي عن فلسطين الان

    الإعلام الإسلامي المقاوم.. الفلسفة والمنهج
    بقلم نهاد الشيخ خليل عن فلسطين اون لاين

    نريدها حكومة وفاق لا حكومة نفاق
    بقلم أيمن أبو ناهية عن فلسطين اون لاين

    مَرَضُ تَسَوُّل المناصِب
    بقلم أيمن أبو ناهية عن فلسطين اون لاين


    مخالفات مرورية وقحة في غزة

    بقلم فايز أبو شمالة عن فلسطين الان
    عدم ربط حزام الأمان من المخالفات المرورية المعروفة على مستوى العالم، وكذلك الاتجاه يميناً أو شمالاً دون إشعال الغماز، إنها مخالفات مرورية معروفة، تعالجها الدول بالغرامة وما شابه ذلك، ولكن الذي يجري على أرض غزة مخالفات مرورية لا تجدها في أي مكان آخر من العالم، وقد صارت جزءاً من حياة الناس، ومنها:
    أن تجد في شوارع قطاع غزة من يقود السيارة بلا رخصة قيادة، وبلا دراية بقواعد المرور، وأن تجد من يقود سيارة مجهولة الهوية، وبلا لوحات، وبلا رخصة، وأن تجد من يقود السيارة بلا تأمين، أو من يقود سيارة عمرها يزيد عن أربعين عاماً، تنفث الزيت المحروق في رئتي كل الناس، وبات مألوفاً أن تجد سائقاً يقف بشكل مفاجئ، ويغلق الشارع عدة دقائق، ينتظر الراكب الذي لاح له من بعيد.
    كل ما سبق من مخالفات مؤدبة ومحترمة ومألوفة ومستوعبة إذا قورنت بالمخالفات الوقحة التي تجري في شوارع قطاع غزة، ولاسيما في شوارع مدينة خان يونس، ومنها:
    1ـ أن تسير عربة يجرها حمار أو حصان في الاتجاه المعاكس، دون أدنى إحساس بالآخرين، وإن اعترض أي سائق سيارة على الحمار الذي يمشي عكس السير؛ يعرض للسب والشتم.
    2ـ أن يقف سائق سيارة على مفرق الطرق، ويغلق كل الاتجاهات، ويمارس تحميل وتنزيل الركاب ببرود أعصاب، وإن تجرأ سائق، واحتج على اغتصاب طريق الناس وزمانهم؛ يصرخ المعتدي بكل صفاقة: "لماذا أنت مستعجل؟!، انتظر".
    3ـ أن يجتاز سائق (التكتك) جميع السيارات من الجهة المعاكسة، ويستعرض حديده الذي لا يتأثر بالضربات، ويرعب كل أصحاب السيارات بالأذى والضرر الذي يسببه لهم.
    4ـ أن تزاحم عربة "الكارة" سيارات طراز 2013م، وتأخذ حق الأولوية في الشارع.
    في قطاع غزة يتساءل المواطن: أين الحكومة من هذه المخالفات المرورية الوقحة؟!، وهل صار الشارع ملكاً لمجموعة من الطغاة العاصين، وصارت لهم الغلبة؟!
    في قطاع غزة يتساءل المواطن: هل تخاف الحكومة تطبيق القانون؟!، ولماذا لا يصير تطبيق القانون على الكبير والصغير، وعلى الأمير والغفير، ودون تعسف أو تجبر؟!
    لماذا لا تطبق الحكومة القانون الذي يجيز قطع رأس القاتل، وإعدام الخائن؟!، ولماذا لا تطبق الحكومة القانون الذي يجيز قطع يد السارق، وقص لسان الفاجر؟!، ولماذا لا تطبق الحكومة القانون الذي يجيز مصادرة السيارة المعتدية على حياة الناس، وسحب رخصة السائق المستهتر، والزج بمن يستحق في غياهب السجن؟!، ولماذا تتردد الحكومة، وتفكر مرتين قبل تطبيق القانون الذي سيحترم آدمية الإنسان، ويأخذ بيد العباد على طريق العدل والمساواة والكرامة؟!
    قد تخرج على الحكومة بعض منظمات الرأفة بالحيوان وتغضب لمنظر حمار صودر؛ لأنه يسير في الاتجاه المعاكس، وقد تغضب منظمات حقوق الإنسان لمعاقبة مراهق يقود سيارة بلا هوية، ويستخف بحياة الناس، وقد يغضب بعض سائقي السيارات لمنعهم من القيادة المؤذية للبشر كافة، وقد يغضب كل من عشق الفوضى، ويغضب كل من يرفض أن يرى فلسطين تسير باتجاه بسط سيادة القانون، قد يغضب كل هؤلاء الذين لن تتعدى نسبتهم 10% فقط من سكان قطاع غزة.
    ليغضب 10% من سكان غزة، وليحترق بنار القانون عشاق الفوضى، وليشتموا الحكومة ليل نهار كما يطيب لهم، في المقابل سيرضى 90% من سكان قطاع غزة عن تطبيق القانون، وسيهتف من خلف الحكومة كل شرفاء قطاع غزة: نعم للضبط والربط والنظام والاحترام.


    الاعتراف بإسرائيل خطأٌ أم جريمة

    بقلم مصطفى اللداوي عن فلسطين الان
    سؤالٌ مستنكرٌ وغريب، وتساؤلٌ باطلٌ عن أصلٍ فاسد، لم يكن في مناهجنا القديمة، ولم نتعلمه من أجيالنا السابقة، ولم يدر في خلدنا يوماً أنه سيوجه إلينا، أو أننا سنكون مضطرين للإجابة عليه، وتحديد موقفنا منه، إذ لم يكن هناك لدى العرب والفلسطينيين اختلافٌ في الإجابة، أو تباينٌ في الرد، في حال وجه إليهم هذا السؤال، أو تعرضوا لهذا الامتحان، إذ ما كان لأحدٍ أن يجرؤ على طرحه، أو يحلم في نقاشه، ومن كان يغامر بالسؤال كان عليه أن يتحمل رد الفعل، وأن يقبل بالإجابة وما رافقها.
    فالسؤال عن الموقف من إسرائيل كان جريمةً تستوجب العقاب، وخيانةً يستحق فاعلها القتل، وكلمةَ كفرٍ تخرج قائلها من الملة، ذلك أن الاعتراف بإسرائيل يعني التشكيك بحقنا في فلسطين، وحقنا في فلسطين عقيدةٌ وقرآنٌ، ودينٌ وعبادة، لا نشك فيها، ولا نتخلى عنها، ولا نتنازل عن شبرٍ منها، فهي كما القرآن الكريم، كلٌ واحدٌ لا يتجزأ، إذ هي جزءٌ من القرآنِ وآيةٌ فيه، الإيمان بها واجبٌ، والتمسك فيها فرض، وتحريرها واستعادتها تكليفٌ ربانيٌ، لا يسقط عن فردٍ ولو قام به الكل، والتفريط فيها والتخاذل عن نصرتها واستنقاذها عارٌ يلحق بالأمة كلها، وغضبٌ من الله يحيق بمن قصر وأهمل، وبمن فرط وضيع، وبمن خان وتآمر.
    إنكارُ إسرائيلَ واجبٌ، ورفضُ الاعترافِ بها فرضٌ، ولو كانت كياناً ماثلاً، ودولةً حاضرة، وقوةً طاغيةً، وعلاقاتٍ متشعبة، ننكرها ولو كنا نراها بالعين، نرفضها ولو كانت تحيط بنا كما المعصم، لا نعترف بها ولو لم يبق منا إلا طفلٌ واحد، فوجودها مهما طال فهو زائل، وبقاؤها مهما تأخر فهو إلى رحيل، وملكها مهما عظم فهو إلى زوال، وسلطانها مهما اتسع فسيتفكك، وهم يدركون أنهم سيتفككون وسيتمزقون وسيتشتتون وسيرحلون، وأن كيانهم اغتصابٌ لا يدوم، وأن دولتهم لقيطٌ لا تبقى.
    إنكارُ الكيانِ سلاحٌ، ورفضُ الاعترافِ به موقفٌ، وعدمُ التسليم له قوة، وقد أعيا أهلُنا الاحتلالَ طويلاً وهو يسعى لنيل الاعتراف منهم، والحصول على موافقتهم على كيانه، وقد كان أطفالنا الصغار يجيبون الجنود الإسرائيليين عن بلداتهم المدمرة، وعن قراهم المشطوبة، ويذكرونهم بأن أرضهم هناك في حيفا ويافا، وفي اللد والرملة، وفي صفد وبيسان والجليل، فكان الإسرائيليون يصابون بمسٍ من الجنون، فيضطربون ويوسعون الأطفال ضرباً وركلاً، وكلهم غيظٌ وحنق، كيف لا يعترف بهم الأطفال الصغار، وهم جيشٌ مدجج بالسلاح، يملك القوة الجبارة، والأسلحة الفتاكة، بينما الأطفال الفلسطينيون حفاة يلبسون ثياباً مهلهلة، وقد لوحت الشمس وجوههم، وغيرت سحناتهم، ولكنهم يعلنون وفوهة البندقية مصوبة إلى صدورهم، دونَ خوفٍ أو تردد، وبصراحةٍ وبدون تلعثم، وبيقينٍ دون شك، أن فلسطين أرضنا، وهذه البلاد لنا، ولا نعرف شيئاً اسمه إسرائيل، ولا نعترف بكيانٍ شيد في أرضنا وفوق ترابنا، وأننا إلى أرضنا سنعود، وإلى بيوتنا سنرجع، وأنتم عن أرضنا سترحلون، ومن بلادنا ستهاجرون.
    عجيبٌ هو أمر الكبار، كيف لا يتعلمون الموقف من الصغار، الذين وقفوا أمام الإسرائيليين وقفاتٍ عزَّ أن يقفها الرجال، كيف يقبلون التنازل عن الحق، والتخلي عن الموقف، والتفريط في الثوابت، ألا يشعرون أنهم يقدمون إلى الإسرائيليين خدمة العمر، وأنهم باعترافهم بكيانه فإنهم يمنحونه شرعية الاغتصاب، ويجيزون له ما سرق، إنهم بمواقفهم المخزية يقفون عراةً أمام الإسرائيليين، فلا شئ يستر عوراتهم، أو يغطي سوءاتهم، ولن يكافئهم العدو على صنيعهم خيراً، ولن يحفظ فضلهم، ولن يجبر كسرهم، ولن يفيهم طلبهم، ولن يبيض وجوههم، ولن يعوضهم شيئاً مما فقدوا، ولن يحميهم من شعبهم، ولن يقيهم غضبته، بل سيأخذ منهم الاعتراف بكيانه، وينكر حقهم في الأرض والوطن، وسيتركهم وحدهم نهباً للعقاب، وجسداً للجلد والعذاب، وسيخاطب العالم بعالي صوته، هاكم اعتراف الفلسطينيين بكياننا، فلا حق لهم عندنا، ولا أرض لهم يطالبون بها، ولا يجوز قتالهم لنا، أو حربهم علينا.
    ألا يتساءل هؤلاء الذين اعترفوا بالكيان الإسرائيلي ما الذي اقترفوه بحق أهلهم وشعبهم، وما الذي جنوه على أجيالهم، فقد حرموا شعبهم من وطنهم، ومنعوا الأجيال القادمة من المطالبة بحقوقهم، فالاعتراف بكيان العدو جريمةٌ ولو بين حدود كيانه، ورسم خارطة بلاده، وتنازل عن جزءٍ من الأرض أو بادلها أو أزاحها، فالاعتراف في حد ذاته جريمة لا تغتفر، وفعلٌ كان حكم مرتكبه قديماً القتل، وقد قتل الكثير ممن غامر واعترف، أو خان وتنازل، وافتراضُ الاعترافِ دون مقابلٍ افتراضٌ فاضحٌ وباطل، إذ أياً كان ثمن الاعتراف فهو خيانة، وأياً كان ثمن الإقرار فهو جريمة، فهل من عاقلٍ يعترف لمن دخل بيته خلسةً، وسرق متاعه في غفلةٍ منه، أن ما أخذه بالقوة فهو له، وما سرقه وسلبه فهو حقٌ له، أليس هذا في حق الأفراد جنونٌ وسفه، ولكنه في حق الأوطان والبلاد خيانةٌ وتفريطٌ وعمالة.
    الاعترافُ كان خطأً وجريمة، فقد أعطينا الإسرائيليين سلاحاً جديداً، ومنحناه قوةً قانونية كان يحلم بها، فهل نمضي في خطئنا حتى النهاية، ونوغل في الخيانة والتفريط أكثر، ونمنح الإسرائيليين طمأنينةً واستقراراً، أم ننكفئ ونتراجع، ونعود إلى عقلنا ورشدنا ونسحب اعترافنا، ونتراجع عما أقدم عليه بعضنا، لا لأن الكيان الإسرائيلي لم يبين حدود كيانه، أو لم يوضح حدود دولتنا، ولكن لأن الأرض كلها لنا، وفلسطين كلها لنا وطن، ولا مكان في بلادنا لعدوٍ غاصب، ولا لمحتلٍ جاثم، فهذا هو ردنا على من اكتشف متأخراً خطأ الإعتراف، فهل يسحب هو وسلطته اعترافه، ويسلم هو ومن معه القضية طاهرةً نقية للأجيال القادمة.

    الإعلام الإسلامي المقاوم.. الفلسفة والمنهج

    بقلم نهاد الشيخ خليل عن فلسطين اون لاين
    يتصور بعضٌ أننا إذا أنشأنا مؤسسة إعلامية، وفصلنا فيها بين الجنسين، وخصصنا مسجدًا للصلاة، وقرأنا القرآن في الصباح، وأفردنا مساحات معقولة للشيوخ والوعاظ، وامتلكنا الروح الفدائية، وأكثرنا الحديث عن الشهداء والمقاومين الأبطال؛ يعتقد هؤلاء أننا إذا فعلنا ذلك فإننا قد قطعنا شوطًا كبيرًا على طريق تحقيق المنهج الإسلامي المقاوم في العمل الإعلامي، لكن الحقيقة غير ذلك.
    يتضمن هذا المقال مجموعة من الأسس الفكرية والمنهجية، التي يجب توافرها في أي عمل إعلامي؛ حتى يكون جديرًا بحمل صفة "إعلام إسلامي مقاوم"، أسوقها هنا راجيًا أن تكون موضوعًا للنقاش، لعلنا نستطيع أن نساهم معًا في بلورة فلسفة ومنهج للإعلام الإسلامي المقاوم.
    أولًا: يمكن تعريف الإعلام الإسلامي المقاوم بأنه إخبار عن واقع، وتبليغ دعوة، وتبشير بأمل ومستقبل، ودعوة للجهاد والتحرير، ونقل معلومات مدعمة بالدليل والبرهان، يساهم في تثقيف الناس وتنويرهم وتثويرهم، يُحرِّم الانتقائية في نقل المعلومات، ولا يبتر الحقائق، ويتجنب الدعاية التي تسوِّق الأوهام، ويركز على القول السديد والطيب والحسن، ويرمي إلى الإصلاح، وينهى عن الكذب.
    ثانيًا: لما كان القرآن هو المصدر الرئيس للهداية والبيان والتبليغ؛ فإن أي مصدر تبليغي إعلامي يجب أن يتبع نهج القرآن، ونسوق هنا مثالًا من هدي القرآن في التعامل مع الآخر، فنجد أن الآخر محل اعتراف، ويأخذ حقه كاملًا في التعبير عن ذاته ورؤاه، ونرى أن النص القرآني ليس متعاليًا بحيث يغيب فيه الآخر ويُقصى، أو يُعرض بشكل مشوَّه.
    القرآن الكريم فيه استحضار كبير للآخر، والمدقق يلاحظ أن الحوارات الواردة في القرآن الكريم تشتمل على 50% من مضمونها حججًا للإيمان، والـ50% الأخرى هي حجج الكفر، وتجد في القرآن الكريم صوت الكافر والمسيحي واليهودي والبخيل والفاسد.
    يستحضر القرآن الكريم كل تلك الآراء بقوة، وبأخلاقية عالية، ودون بتر، ويعطي الفرصة الكاملة لعرض الفكرة بوضوح وقوة وجمال، ومن طريف ما قرأت أن سيرة ابن هشام تشتمل على ألف بيت من الشعر، نصفها في مديح الإسلام، ونصفها الآخر في هجائه.
    ثالثًا: الإعلام الإسلامي المقاوم يجب أن يتعامل مع الإنسان انطلاقًا من كونه صاحب إرادة وعقل، يضع أمامه الحقائق كاملة، ويقدم الشروحات المتنوعة والمتباينة للأخبار والأحداث، ويمنح الإنسان الفرصة الكاملة للاختيار الحر، ويتجنب منطق الوصاية على عقول الناس، ويرى أن حجب المعلومات، أو تقديمها بشكل منقوص، أو اتخاذ قرار بعدم تعريض الناس لشيء من المعلومات؛ هو منهج غير إسلامي، يعيبه القرآن وينتقده.
    رابعًا: يجب أن يحرص الإعلام الإسلامي المقاوم وهو يقدم الحقائق للناس على ألا يستنزف أحاسيس الناس ومشاعرهم، وألا يرتفع بها إلى مستوى كبير من التوتر والقلق؛ لأن هذا من شأنه أن ينقل الناس إلى حالة من الإحباط واليأس وعدم المبالاة والعجز.
    وهنا يجب التركيز على تقديم الأخبار والأحداث بطريقة تُحصِّن العقل والنفس، وتُبصِّر الناس بما يمكن عمله من أجل تحقيق أهدافهم، والوصول إلى مبتغاهم.
    خامسًا: يجب أن يركز الإعلام الإسلام المقاوم على الابتعاد عن التضخيم والمبالغة، وهو يعرض الصور الإيجابية عن الواقع، أو من التاريخ، بل يجب أن يعمد بمنهجية إلى تأسيس حالة من التواضع. وعندما يتعرض للسلبيات والانتقادات عليه أن يبتعد عن التحقير أوالتهويل أو التهوين والتبرير، بل عليه أن يعرض الأخطاء والأخطار بعلمية وبوضوح وقوة، مترافقة مع توضيح الطرق التي يجب أن يتبعها الناس لتخليص أنفسهم من الضعف والأخطار والأضرار.
    سادسًا: يجب على الإعلام الإسلامي المقاوم وهو يتصدى لمحاولات التخذيل والتشويه أن يتمتع بالتفوق الأخلاقي، وأن يبتعد عن الإسفاف، أو مقابلة السيئة بمثلها، بل عليه الاعتصام بتقديم المعلومة والصورة في الوقت المناسب وبشكل متواصل، وأن يكون تقديم المعلومات للناس من باب الإيمان بحقهم في المعرفة، وليس في سياق الدفاع عن الذات، ويجب على الإعلام الإسلامي المقاوم أن يعمل على الحفاظ على السلم الأهلي، وتحقيق الوحدة بين مختلف شرائح المجتمع، رغم محاولات الخصوم جر الناس إلى الخصام والفتنة والبلبلة.
    سابعًا: يجب أن يساير الإعلام الإسلامي المقاوم العصر، وأن يعبر عما يجيش في خواطر الناس، وأن يناقش جميع مشاكلهم مهما بلغت درجة حساسيتها، فالقرآن الكريم ناقش مشكلة التحرش الجنسي في قصة سيدنا يوسف بعيدًا عن الإسفاف أو إثارة الغرائز، وناقش الموضوع نفسه في قصة الإفك وانعكاساته الاجتماعية، والإرباك الذي حل بالمجتمع، وسجّل القرآن نقدًا وعتبًا بحق الرسول (صلى الله عليه وسلم).
    وفي الختام: هل نراعي هذه الأسس؟، أم أننا ننوي فعل ذلك؟!


    نريدها حكومة وفاق لا حكومة نفاق

    بقلم أيمن أبو ناهية عن فلسطين اون لاين
    نحن اليوم في مرحلة جديدة نعلق عليها الآمال والأمنيات بطي صفحة الماضي وحمل التفاؤل لصنع الغد الأفضل، والعمل بروح الفريق الواحد الذي يضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار وهذا يعني أن نجعل الوحدة الوطنية في اعتباراتنا الأولى والمصالح الوطنية في المرتبة العليا وليس العكس.
    نعلم أن المرحلة القادمة صعبة جداً لما تحمله من مشاكل ومعضلات ومعوقات في كل مناحي الحياة وكافة المجالات والتي أفرزها الانقسام على مدى أكثر من خمسة أعوام عاشها شعبنا ولا يزال يعيشها ويعاني منها، ويريد بأي شكل من الاشكال أن يزيلها من حياته ويشطبها من تاريخه الأليم حتى يعود من جديد العيش سويا دون انقسام سياسي أو تقسيم جغرافي أو تفكك اجتماعي أو انهيار اقتصادي لذا يعول الشعب الفلسطيني كثيراً على نجاح المصالحة وتشكيل حكومة الوفاق الوطني، ولا يعول على حكومات نفاق تطيل من عمر الانقسام.
    إن تأدية حكومة حمد الله اليمين الدستورية أمام رئيس السلطة محمود عباس هو مخاض جديد لولاية جديدة، قد يطول أمدها ويمتد عمرها إلى ما شاء الله، هكذا كانت حكومة سلام فياض طويلة العمر، مع أن الفارق هنا كبير ولا يمكن مقارنة الأول بالثاني، فقد استغرق الامر وقتا طويلا حتى تمكن فياض من جلب الدعم المالي للسلطة، على الرغم من أنه كان معروفا بصاحب قنوات الدعم المالي من الجهات الغربية، وهو مخدرم في الجوانب المالية، أما حمد الله فهو رجل اكاديمي ووجه جديد على الساحة الدولية، بما يتعلق الامر بالدعم المالي، لذا سيستغرق هذا الامر وقتا مضاعفا عن سابقه، وستكون حكومته ايضا من طراز طويلة المدى.
    إن الأرضية المناسبة للعمل المشترك من أجل فلسطين التي تعيش الآن في أصعب أوقات مرت عليها هي النكبة والنكسة ويضاف لها الاستيطان والتهويد والتهجير والاعتقالات والمداهمات، هو الرجوع الى الوحدة الوطنية بإتمام المصالحة وإنهاء الانقسام، فحركة حماس كانت ولازالت متمسكة بالثوابت الوطنية، ولم تتهرب من المصالحة ولم تتلكأ في إتمامها وليس صحيحا كما وصف نبيل عمرو في مقاله الاخير في جريدة القدس، كما انها لم تركن ولم تستسلم للاحتلال ولم تعترف بوجوده، ولا تخشى الانتخابات، فكل المؤشرات تشير الى فوزها مثلما فازت في انتخابات عام 2006، لذا لم تسقط عنها الشرعية.
    لا يختلف اثنان ان شرعية عباس ومن يكلفه برئاسة الحكومة قد انتهت منذ عام 2009، وقد جدد لنفسه مرات عديدة وفي كل مرة يسبقها بالاستقالة حتى اصبح لا طعم للتجديد ولا للاستقالة، وأصبح المواطن تائهاً في نفق مظلم من تعاقب الحكومات وأدواتها الفاسدة، ولا يعرف من يرأسه، أما الحديث عن الفراغ الحكومي، فهو من اجل التجديد للحكومة كما كان يفعل مع فياض لتستمر الى اكثر وقت ممكن، أو قبوله استقالته ليكلف شخصا آخر بتشكيل حكومة جديدة مثل حكومة حمد الله الجديدة، بهدف التجديد لنفسه فترة رئاسية جديدة على نمط "جدد وأنا أجدد".
    أقول: الشارع الفلسطيني لن يرضى بمزيد من التسويف والشعارات البراقة والمبررات الخداعة، الشارع لن يتقبل أي خداع بعد اليوم، وكما قالها الطيراوي لا لسياسة السكوت بعد اليوم. الشارع لا يريد حكومات صورية باطلة عن العمل ومشجعة للانقسام وعقبة في طريق المصالحة والوحدة الوطنية. الشارع لا يريد تكليف حكومات من طرف واحد، بل يريد الشارع حكومة متفقا عليها، حكومة بناء لا نفاق، قادمة من انتخابات نزيهة.


    مَرَضُ تَسَوُّل المناصِب

    بقلم خالد الخالدي عن فلسطين اون لاين
    ينتشر في أوساط بعض المثقفين وأصحاب الشهادات العليا مرضٌ خطيرٌ مُعْدٍ وفتاك، هو مرض تسوُّل المناصب، وتبدأ أعراض هذا المرض بأن يظلَّ المريض دائم التفكير في كيفية الوصول إلى المنصب الأكبر، ويسيطر عليه شعور مستمر بالظلم، مهما علا منصبه، وتتملكه دومًا رغبة عارمة بالحصول على منصب أعلى.
    ويلاحَظ أن المريض يكثر من الشكوى والتذمر والغيبة والاتهام والتجريح لمن هم أعلى منه منصبًا، ولا يَمَلُّ من الحديث عن ذاته وصفاته ومميزاته وفضائله ومناقبه وتاريخه، وتجده يكرر ما يقوله مراتٍ ومرات، ويتلذذ بقصصه ورواياته عن نفسه، دون أن يشعر أنه يكرر حديثه، أو يُمِلّ السامعين، ثم يصبح دائم الغضب والنقد لأصحاب السلطة الذين لم يكتشفوا مواهبه، ولم ينزلوه منزلته، فيهاجمهم في مجالسه الخاصة، لكنه يمدحهم ويتقرب إليهم وينافقهم كلما لقيهم أو لقي المقربين منهم، وقد يمدحهم بخطب بليغة، وكلمات رنانة، وقصائد طويلة، لعلهم يشفقون عليه بالمنصب الذي يحلم به، وهو في سبيل المنصب يتبلد، ويرضى بإهانة نفسه أمام الناس، ولا يهتم بازدراء الآخرين له، وسخريتهم منه، وتصنيفهم له بأنه من شعراء البلاط المتملقين المداحين، ثم في سبيل المنصب يصير مستعدًا للكذب والكيد والتآمر والتزوير وحلف الأيمان الكاذبة، ثم يبدأ في تسويق نفسه، وإرسال من يطالبون له بالمنصب المنشود، ثم يتطور المرض، فيدلق المريض ماء وجهه، ويفقد الحياء، ويطلب المنصب بنفسه، ويرجو ويتوسل ويلح ويحرد، ولا يمنع المريض من هذه الممارسات المهينة سِنٌّ أو علمٌ أو شهادةٌ رفيعة أو مكانة اجتماعية، ولا تثنيه سخريات وإهانات من يتوسل إليهم، وتجده يطير فرحًا إذا حصل على ما يريد، ويحزن ويكتئب ويمرض وربما يُنقل إلى المستشفى إن وُزِّعت المناصب دون أن ينال منها شيئًا.
    ومخاطر هذا المرض تكمن في أنه يصيب الفئة المثقفة المتعلمة في المجتمع، فيشلّها، ويُقعدها ويُعطِّل دورها الدعوي والتربوي والتعبوي والعلمي والتعليمي والجهادي؛ لأن القيام بهذه المهمات العظيمة يتطلب ذهنًا صافيًا، ونفسًا راضية، وهمة عالية، وقدوة صالحة، ولهجة صادقة، وحماسًا شديدًا، وجرأة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي صفات قتلها مرض تسول المناصب، ولم تعد متوافرة لدى كثير من المثقفين المتعلمين المصابين.
    ومن مخاطره أيضًا أنه يوصل كثيرًا من المرضى وغير الأكفاء إلى مناصب مهمة، فيضرون الدولة أو المؤسسة، ويفشلونها، ولا يخدمون إلا مصالحهم الشخصية، إذ من المستحيل أن ينجح مَنْ ضحوا بكرامتهم وأخلاقهم ودينهم من أجل منصب دنيوي رخيص، ومن المؤكد أنهم لن يُسَخِّروا تلك المناصب إلا في تحقيق مصالحهم، وقد بين النبي (صلى الله عليه وسلم) أن الله (تعالى) قد تعهد بالتخلي عن إعانة من وصل إلى المنصب من خلال التسول فقال: "لَا تَسْأَلْ الْإِمَارَةَ فَإِنَّكَ إن أُوتِيتَهَا عن مَسْأَلَةٍ وُكِلْتَ إِلَيْهَا، وَإِنْ أُوتِيتَهَا من غَيْرِ مَسْأَلَةٍ أُعِنْتَ عليها".
    ومن مخاطره أيضًا أنه مرضٌ مُعدٍ؛ لأنه يبدأ بالكبار الذين يُفترض أن يُقتدى بهم، ثم ينتقل إلى من هم دونهم سنًّا وعلمًا وشهادة، ويظل المرض _إذا لم يُعالج بسرعة_ يسري في المجتمع إلى أن يحوله إلى مجتمع متصارع لاهثٍ وراء الدنيا وشهواتها الرخيصة، ولا يُرجى منه بعد ذلك خير أو نصر.
    وللقضاء على هذا المرض، وتخليص المجتمع من شره؛ لابد لأولي الأمر أن يتخذوا قرارًا صارمًا حازمًا بألا يعطوا منصبًا لمن سأله أو حرص عليه، متبعين أمر النبي (صلى الله عليه وسلم) القائل: "إنّا _والله_ لا نولي هذا العمل أحدًا يسأله أو أحدًا حرص عليه"، والقائل: "إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة"، عاملين برأي أهل العلم، الذين أفتوا بعدم جواز تولية من سأل الإمارة أو حرص عليها، ونصحوا بذلك، فقال سفيان الثوري: "إذا رأيت الرجل حريصًا على الإمامة فأخره".
    وليقتدِ الجميع بالصحابة الكرام ومَنْ تبعهم من الصالحين، فقد قال أبو بكر في أول خطبة له بعد توليه الخلافة: "والله ما كنت حريصًا على الإمارة يومًا ولا ليلة قط، ولا كنت فيها راغبًا، ولا سألتها الله (عز وجل) في سرِّ وعلانية، ولكني أشفقت من الفتنة، ومالي في الإمارة من راحة، ولكن قُلِّدْتُ أمرًا عظيمًا مالي به من طاقة ولا يد إلا بتقوية الله (عز وجل)، ولوددت أنَّ أقوى الناس عليها مكاني اليوم"، وقال: "فإني وليتُ هذا الأمر وأنا له كاره، والله لوددتُ أن بعضكم كفانيه"، وروي أنه قال لعمر قبل أن يُسْتَخلف: "ابسط يدك نبايع لك"، فقال له عمر: "أنت أفضل مني"، فقال له أبو بكر: "أنت أقوى مني"، فقال له عمر: "فإن قوتي لك مع فضلك"، فبايعه.
    وروي أن عمر بن الخطاب عزل عمير بن سعد عن حمص، وضمها إلى معاوية، وعندما وصل عمير إلى المدينة ماشيًا يحمل متاعه في كيس صغير على ظهره سأله عمر: "لماذا جئتَ ماشيًا؟"، فقال: "ما عندي دابة، وما أعطوني، وما سألتهم"، فبكى عمر، واعتذر إليه، وأكد له أنه ما عزله لسوء رآه عليه، أو سمعه عنه، فردّ عمير ردًّا يصلح دواءً للمصابين بداء تسول المناصب، إذ قال: "والله _يا أمير المؤمنين_ ما سرَّني توليتك، ولا أحزنني عزلك"، وعرض عليه عمر ولاية جديدة يتولاها فرفض.
    لقد وعي هؤلاء الكبار الكرام نصح النبي (صلى الله عليه وسلم) لأبي ذر: "إِنَّهَا أَمَانَةٌ وَخِزْيٌ وَنَدَامَةٌ يوم الْقِيَامَةِ إِلاَّ من أَخَذَهَا بِحَقِّهَا وَأَدَّى الذي عليه فيها"، فأدركوا أن المناصب أمانة ثقيلة، وحساب عسير، فخافوا منها، وزهدوا فيها، وعندما أُكرهوا عليها أحسنوا وأبدعوا ونجحوا، فأحبهم الناس، وسعدت بهم الأمة.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 333
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:55 AM
  2. اقلام واراء حماس 332
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:54 AM
  3. اقلام واراء حماس 331
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:51 AM
  4. اقلام واراء حماس 330
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-14, 09:50 AM
  5. اقلام واراء حماس 228
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 12:56 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •