اقلام واراء اسرائيلي 389
11/7/2013
في هــــــذا الملف
ايقاع الاحداث يقوى لكن الرد الاسرائيلي محدود
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
نصر الله وحزبه سيشعران قريبا بعزلة أكبر
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
عين الى مصر ناظرة
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
الاطاحة بمرسي والصراع لاعادة الثورة المصرية الى مسارها
بقلم: يورام ميتال،عن نظرة عليا
الاسد يبتسم
بقلم: البروفيسور ايتمار رابينوبيتش،عن معاريف
ميليشيات مسلحة للاخوان المسلمين ضد الجيش
بقلم: جدعون كوتس ،عن معاريف
الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
ايقاع الاحداث يقوى لكن الرد الاسرائيلي محدود
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
في ظل الاشتغال العالمي المكثف بالازمة في مصر، يتجدد الهجوم على نظام حكم بشار الاسد في سورية وأنصاره في لبنان. أمس في الوقت الذي كانوا فيه في القاهرة يخشون مواجهة اخرى بين الجيش والاخوان المسلمين، حدثت تفجيرات في مركز دمشق وتفجرت سيارة ملغومة في قلب الضاحية الشيعية في بيروت. وذكّر مسلسل الاحداث بحقيقة ان سورية ما زالت تنزف وأن تأثيرات الحرب الاهلية الفظيعة في الدولة ما زال يُشعر بها في الدول المجاورة ايضا، حتى حينما يحصر الاعلام الدولي عنايته في ما يجري في مصر فقط الآن.
ليس لاسرائيل كما يبدو صلة حقيقية بأحداث أمس في الجبهة الشمالية. تحدثت شبكة ‘العربية’ أولا عن سلسلة تفجيرات في دمشق في الليلة بين الاثنين والثلاثاء. وبعد ذلك في ساعات الصباح جُرح عشرات المواطنين اللبنانيين بتفجير سيارة مفخخة في الضاحية الجنوبية، بالقرب من مركز مدني موالٍ لحزب الله في قلب الحي الشيعي في جنوب بيروت، وليست صورة التفجيرات في دمشق واضحة. أما في ما يتعلق بلبنان فان طريقة عمل التفجير الجماعي الذي يرمي على نحو عام الى بث الرعب لا تميز العمل الاسرائيلي. ويعبر التفجير في مركز الضاحية عن تطور مهم، فهو تحدٍ معلن لحزب الله ومتابعة مباشرة لاطلاق القذائف الصاروخية على الضاحية قبل أكثر من شهر وعدة حوادث اخرى أُطلقت فيها قذائف صاروخية على قرى شيعية في البقاع اللبناني.
من المنطق ان نفترض انه تقف وراء سلسلة الهجمات على حزب الله منظمات سنية من لبنان نفسه، وربما بمساعدة من المعارضة السنية للاسد ايضا.
وليس صدفة ان زعم رئيس هيئة الاركان بني غانتس في الاسبوع الماضي ان ‘النار تشتعل في أطراف عباءة حسن نصر الله’ الامين العام لحزب الله بسبب الحرب الاهلية السورية. وكلما أخذت المنظمة الشيعية تغرق في الصراع الداخلي في سورية عرضت نفسها لهجمات من أعدائها في لبنان نفسه.
في هذه الاثناء نشر موقع عربي على الانترنت هو ‘الحقيقة’ موال للمعارضة السورية تفصيلات تتعلق بحادثة مهمة اخرى، وهي الهجوم الذي وقع في المدينة الساحلية السورية الشمالية اللاذقية في ليل الخميس الاخير. وينسب الموقع الهجوم الى اسرائيل ويفيد بانه أُصيبت به صواريخ يحونط، وهي صواريخ ساحل بحر متقدمة من انتاج روسيا. ويزعم ان الاهداف أصيبت بنيران من البحر من غواصة ‘دولفين’ اسرائيلية كما يبدو. وهذه أول مرة تنسب فيها وسيلة اعلام عربية الهجوم الى اسرائيل بوضوح.
قال وزير الدفاع موشيه يعلون أمس وقت زيارته لقاعدة التدريبات تسالم في النقب: ‘توجد تفجيرات كثيرة في المنطقة. إن حدودنا هادئة وليس هذا مفهوما من تلقاء نفسه. إننا نتابع ما يحدث في بيروت. وهو صراع بين الشيعة والسنيين ونحن لا نتدخل’.
وقال يعلون في جواب عن سؤال عن التفجير في اللاذقية: ‘إننا لا نتدخل منذ فترة طويلة في الحرب الدامية في سورية. عرضنا خطوطا حمراء في سورية. اذا حدث تفجير هناك أو طلعة جوية هنا في الشرق الاوسط فانهم يتهموننا في الأكثر’.
وفي الوقت نفسه عاد وذكر الخطوط الحمراء التي ستتدخل اسرائيل جراءها في سورية وهي: اعتراض نقل سلاح كيميائي من نظام الاسد الى أيدٍ اخرى، واعتراض نقل سلاح متقدم آخر (صواريخ مضادة للطائرات، أو اليحونط البحري أو صواريخ ارض ارض دقيقة) الى حزب الله أو رد على محاولات اجراء عمليات سورية موجهة على اسرائيل على حدود هضبة الجولان.
إن مسلسل الوقائع الاخير في سورية الى جانب التوتر الشديد في مصر، يُصور الصعوبة التي تواجه القيادة الاسرائيلية. فليس فقط ايقاع الاحداث متزايد واتجاه التطورات غير متوقع، بل إن الرد الاسرائيلي محدود بطبيعته. إن اسرائيل، كما نبه يعلون، تجهد في ان تكون لاعبة هامشية قدر المستطاع في الدراما العربية. والتردد هو بين تدخل محدود عن نية اعتراض خطر محدد وبين الخوف من الانجرار الى قلب الأحداث.
إن الجهد الاسرائيلي الرئيس على الحدود المصرية هو منع عمليات منظمات اسلامية من سيناء، الى جانب محاولة الحفاظ على الصلة الامنية الفعالة بالقاهرة رغم الهياج الفظيع الذي يحدث هناك الآن. وتستطيع اسرائيل في واقع الامر في الأساس ان تستعمل ضغطا سياسيا على مصر، إما مباشرة وإما بواسطة الولايات المتحدة لاعادة النظام الى سيناء. لكنها تعلم جيدا ان شبه الجزيرة ليس من أولويات النظام الانتقالي الذي يحاول ان يحتوي غضب الاخوان المسلمين بسبب إقصائهم العنيف عن الحكم. ويستطيع الجيش الاسرائيلي ان يعالج تهديد الارهاب من سيناء اذا وقفت خلايا مسلحة فقط بالقرب من جدار الحدود نفسه.
يبدو ان اسرائيل ستكون مستعدة لضبط النفس في مواجهة غير قليل من الأخطار بغرض الحفاظ على الكنز الأفضل بالنسبة اليها، وهو اتفاق السلام مع مصر رغم ان ذلك لا يُقال بصوت عالٍ. وهي تُمكن مصر للاسباب نفسها من نقض الملحق الامني بالاتفاق وان تُدخل مصر قوات مسلحة اخرى مدعومة فترات قصيرة بدبابات ومروحيات ايضا بحجة أنها ستواجه بصورة أفضل الخلايا الاسلامية من القبائل البدوية.
لكن يبدو انه يوجد فرق بين الهدوء الامني غير العادي السائد الآن من وجهة نظر أكثر المواطنين الاسرائيليين وبين الاحتمال المتزايد لسخونة على الحدود في الجولان وسيناء وعلى حدود لبنان ايضا بقدر ما. إن الهدوء يستمر الآن لأن أكبر اهتمام القوات المسلحة في مصر وسورية موجه للصراعات الداخلية. لكن هناك احتمالا معقولا لأن يؤثر العنف الداخلي على مر الوقت في التوتر مع اسرائيل ايضا.
إن احتشاد عدد أكبر من ناشطي الارهاب المسلحين ممن يؤيدون أفكار اسامة بن لادن، سيفضي بالضرورة تقريبا الى توجيه بعض محاولات التفجير الى داخل اسرائيل. فقد أخذ هذا المسار يحدث بصورة ضعيفة الى الآن على حدود سيناء. وهو متوقع في المستقبل ايضا في هضبة الجولان. وهو أقل إقلاقا من خطر مواجهة عسكرية تقليدية للجيش السوري الذي اختفى كليا تماما تقريبا مع ازدياد شدة الحرب الاهلية هناك وما زال ذا احتمال خطير في ذاته.
في جنوب الهضبة، بالقرب من تلاقي الحدود بين الاردن واسرائيل وسورية، يوجد موقع لقوة المراقبين من الامم المتحدة هُجر قبل بضعة أشهر حينما اشتدت المعارك بين الجيش السوري والمتمردين السنيين المتطرفين من رجال ‘جبهة النصرة’. فقد هرب المراقبون وتشغل الموقع في المكان مجموعة صغيرة من متطرفين سنيين مسلحين. ويمكن ان نراهم من موقع المراقبة في الجانب الاسرائيلي بلا صعوبة. وفي هذه الاثناء حينما لا يشارك المتمردون في المعارك الدورية مع رجال الاسد يقضون وقتهم يستحمون في البركة الصغيرة التي خلفها المراقبون وراءهم. وقد يبحثون لهم عن متعة اخرى في الجانب الغربي من الجدار إن عاجلا أو آجلا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نصر الله وحزبه سيشعران قريبا بعزلة أكبر
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
نجح زعيم منظمة حزب الله، حسن نصر الله، منذ بدأت الانتفاضة في سورية في منتصف شهر آذار/مارس 2011 في ان يضيق حلقة اصدقائه كثيرا. فهذا الرجل الذي كان يرمز وحده تقريبا في صيف 2006 في اثناء حرب لبنان الثانية الى قلعة المقاومة والفخر العربيين، تحول اليوم الى عدو الأمة السنية. والملجأ الحصين الذي يقضي فيه أكثر ساعاته يحفظه اليوم من السنيين أكثر مما يحفظه من ‘اليهود’.
وجه مؤيدو حسن نصر الله الشيعة مع وزير الداخلية اللبناني أمس اصبع اتهام الى اسرائيل بعد تفجير السيارة المفخخة في منطقة بير العبد في جنوب بيروت، لكنهم يعلمون جيدا ان من المحتمل أكثر ان تكون الـ35 كغم من المواد المتفجرة التي تفجرت أمس في حي الضاحية من انتاج سني كما يبدو. فيدا نصر الله ملطختان بدم سني. ويوجد عدد كاف من السلفيين المتطرفين اليوم يريدون الانتقام بسبب افعال نصر الله والجانب الذي اختاره في سورية في الأساس.
بين السنيين والشيعة عداوة عمرها طويل. والانقسام الاسلامي الداخلي بين السنيين والشيعة يرجع الى سنين طويلة مع بدء الحرب على الوراثة بعد موت النبي محمد. وقد سُفك دم كثير آنذاك. وقد أنهى علي، صهر النبي، والحسين حفيده، حياتهما بصورة مأساوية ودمهما يمنح الشيعة اليوم الالهام. نجح الصراع مع اسرائيل احيانا في حرف العداوة الدامية في العراق وسورية ولبنان والبحرين، لكن يبدو ان الانقسام الاسلامي الداخلي هذا سيصاحب أتباع محمد سنين طويلة بعد.
كان حسن نصر الله يفكر في راعيه في طهران بالطبع حينما انضم الى الحرب الاهلية في سورية. وقد سجل لنفسه في الآونة الاخيرة فقط انجازات في ميدان القتال – كما في القصير لكنه نسي ان سورية ولبنان شقيقتان في الخير والشر، أو في الشر في الأساس في العقود الاخيرة.
أراد نصر الله ان يعيد مقاتليه الى البيت بعد ان دفعت منظمته ثمنا باهظا في المعارك في سورية، ولم يحبوا عنده في البيت ايضا النتائج حتى لو كانوا قد اعتادوا الشهادة.
بيد ان الحرب الآن في سورية تنتقل الى لبنان وتصل الى نصر الله في حيه. إن الجرحى الـ53 أمس اشارة الى ما ينتظر المنظمة الشيعية بعد ذلك. إن ايران مشغولة الآن بالعلاقات العامة مع الرئيس روحاني ‘الليبرالي’، والاسد بالصراع من اجل البقاء، وقد يشعر نصر الله قريبا بأنه وحيد جدا. وحيد وقابل للمس به. ولن يضره اليوم ان يقوي ملجأه الحصين بازاء الاحوال عنده في لبنان. يوجد من يرون ان جيش سورية الحر مسؤول عن العملية أمس في حي الضاحية. وقد اختارت المنظمة أمس ان تتناول ما حدث في الليلة بين يوم الخميس والجمعة في اللاذقية، حينما ‘دمر جيش اجنبي صواريخ مضادة للسفن من طراز يحونط من انتاج روسي’. وحينما يقولون في الشرق الاوسط ‘جيش اجنبي’ يقصدون اسرائيل. يجب على السنيين والشيعة ان يهتموا ببقاء اسرائيل وأمنها لأنه من غيرها من يعلم الى أين يصل الانقسام التاريخي بينهما.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عين الى مصر ناظرة
بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
اعتيد في الجيش الاسرائيلي مدة سنوات، وربما اليوم ايضا، أن تُرسم على الخرائط ‘قوات العدو’ بألوان حمراء و’قواتنا’ بألوان زرقاء. وفي مطلع ثمانينيات القرن الماضي مع نشوء السلام مع مصر، توجه رئيس هيئة الاركان آنذاك موتي غور الى وزير الدفاع عيزرا وايزمن وقال له: الآن وقد أصبح يوجد سلام مع مصر بأي لون نلون الجيش المصري في الخرائط؟
وحكّ وايزمن رأسه وفكر لحظة وأمر فورا تقريبا قائلا: الوردي يا حبيبي. اللون الوردي.
اذا تركنا الفكاهة والالوان فانه يكمن سؤال أكثر أساسية وعمقا وصعوبة وهو كيف ننظر الى جيش ضخم يهدد دولة اسرائيل، لكن قادة دولته وقعوا على اتفاق سلام ويحرصون (تقريبا) على كل حرف من مواده؟ ماذا نفعل بالخرائط والخطط التنفيذية والملاحظات السرية والتصريحات العلنية؟ إنها مشكلة.
نقول بالمناسبة انهم في الجيش المصري حلوا المشكلة بسهولة، فدولة اسرائيل والجيش الاسرائيلي يُعرفان بأنهما ‘عدو’ بلا اسم خاص واسم عائلة. ووجهت كل الأسهم في الخرائط وكل المخططات الميدانية على اسرائيل، بيد أنهم لا يذكرون اسمها. فهي ‘دولة العدو’. وقد نشأ لمصر في هذه الاثناء في الحقيقة أعداء آخرون، لكن اسرائيل والجيش الاسرائيلي بقيا العدو بأل التعريف.
كان الجيش وما زال العامل المهيمن في مصر، فالامور تسير بحسب ارادته. ونحن ‘الذين مزقنا صورتهم’ في الايام الستة وعضضنا الشفاه كي لا نخسر في حرب يوم الغفران، نميل الى الاستهانة به لأننا كما تعلمون أسياد العالم ونحن الأذكى والأكثر حكمة والله الرحيم الى جانبنا في وقت الشدة.
لكن الجيش المصري اليوم ليس هو الجيش المصري الذي عرفناه في الماضي، فقد درس كل قادته تقريبا في مدارس عسكرية امريكية. وهم ينتجون دبابتهم الحربية ‘أبرامز′ في مصر وطائراتهم امريكية والتوجه كله امريكي، وقلوبهم وعقولهم في الغرب. إن لهذا الجيش مشكلات صعبة خاصة به، ومع كل ذلك ربما يجدر أن نُجدد الخرائط مع الأسهم الوردية. فان المفاجأة (والاذلال) في المرة السابقة كانا كافيين لنا.
سنقول الحقيقة هنا والآن وهي ان السلام مع مصر الى الآن هو سلام معادٍ. فالمصريون بعامة يكرهوننا ويريدون محونا. ومع كل ذلك استمر هذا السلام 33 سنة. وفي هذه المدة الطويلة قُتل 27 اسرائيليا أكثرهم مدنيون بعمليات ارهابية في مصر أو بنار أُطلقت من الحدود المصرية، وحتى لو كانت كل نفس عالما كاملا فان الحديث عن أقل من قتيل واحد لكل سنة سلام. ويبدو أن هذا أقل من عدد الضحايا اليومي في حوادث الطرق في اسرائيل.
لا إحصاء لمزايا السلام مع مصر مثل امكانية عدم اقامة فرق عسكرية نظامية واحتياطية في مواجهة شبه جزيرة سيناء ومواجهة أقوى جيش عربي (الى الآن على الأقل). ومثل القدرة على العمل سنين طويلة في جبهة اخرى (لبنان مثلا) من دون اهتمام زائد بجبهات اخرى، مع ألف ميزة اقتصادية وأمنية وغيرها.
كان الجيش وما زال في جميع التقلبات الاخيرة في مصر مرساة استقرار، واليه تتطلع العيون كلها هناك، من بور سعيد الى أسوان. ويتحمل الجيش المصري الآن ادارة الدولة وتدل تجربتنا على أن ناسه يعرفون جيدا قيمة وأهمية السلام وآثاره على الحياة في بلدهم النازف. ومن الجيد بالنسبة الينا وهذه بالطبع أنانية خالصة، أن الجيش يسيطر على الحياة هناك. قد لا تكون تلك هي الديمقراطية الخالصة الحسنة، لكن هذا ما نريده ونحتاجه نحن هنا في اسرائيل.
وفي الاثناء ننتقل الى الصمت وننشد نشيدنا مع تصحيح طفيف قائلين: ”، لأنه لم يغب عن عيوننا الناظرة ان الاخوان المسلمين غير مستعدين للتخلي عن السلطة التي وقعت في أيديهم وأن ارهابيي القاعدة في سيناء يستعدون لعمليات توجه الى اسرائيل. إن ال مفتوحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاطاحة بمرسي والصراع لاعادة الثورة المصرية الى مسارها
بقلم: يورام ميتال،عن نظرة عليا
في السنة الاخيرة انتشر الادعاء بان الربيع العربي اصبح شتاء اسلاميا في مصر. وتعزيز هذا الادعاء وجده من يتبناه في فوز مرشحي الاحزاب الدينية في انتخابات حرة ونزيهة لمؤسسات الحكم، وفي عملية الاسلمة التي دفعها الى الامام الرئيس محمد مرسي. المؤيدون لزاوية النظر هذه ركزوا على جانب واحد من الساحة السياسية ومالوا لالغاء وجود معسكر ذي مغزى في الطرف الاخر من الساحة، ضم القطاعات التي قادت الانتفاضة المدنية التي اسقطت مبارك، اضافة الى النفوذ العميق والمتواصل لاجهزة الامن والجهاز القضائي. والاحداث الدراماتيكية الجارية الان في بلاد النيل جديرة بالمراجعة في السياق السياسي والاجتماعي الذي يميز مرحلة الانتقال الثوري التي تمر بها مصر منذ اسقاط نظام مبارك.
لقد شكل نظام مبارك حلقة اخرى في نظام الحكم المطلق الذي ترسخ في مصر منذ ثورة تموز/يوليو 1952. فالانقلاب العسكري الذي قام به جمال عبدالناصر وزملاؤه تطلع الى تغيير النظام الملكي بمنظومة سلطوية تقوم على اساس الديمقراطية والعدالة الاجتماعية. الى جانب الانجازات البارزة في المجال الاجتماعي والسياسي وضع نظام الضباط الاسس لقيادة نظام حكم مطلق استمر عشرات السنين. فقد الغي الدستور وحلت الاحزاب والبرلمان، وشهر العسل القصير بين نظام الضباط والاخوان المسلمين انتهى باخراج الحركة عن القانون وحبس الالاف من ناشطيها. وفرضت أجهزة الامن الرعب على الجمهور الغفير الذي فضل الابتعاد عن كل فعل سياسي.
تحت قيادة الرئيسين انور السادات وحسني مبارك سمح بالتدريج وتحت الرقابة بنشاط حزبي وعادت المعارضة الى العمل في المجال العام. ووضعت السلطات المصاعب في وجه النشاط المعارض، وفي هذا الاطار منعت حركة الاخوان المسلمين من العمل كحزب. ورغم ذلك برز الانتقاد المتصاعد ضد النظام بوضوح في المجال العام. ووجدت السلطات اساسا صعوبة في احباط النشاط الجماهيري الواسع لحركة الاخوان المسلمين. وسمح الدستور بمنافسة مرشحين مستقلين وانجازات ممثليهم في الانتخابات للبرلمان والاتحادات المهنية، مما ثبت مكانة الحركة كجسم معارض رائد في مصر.
واختطفت الانتفاضة المدنية التي وقعت في مصر في بداية 2011 الاوراق في الساحة السياسية ومثلت قوة المجتمع المدني. وأجبر تدخل الجيش الرئيس على التخلي عن كرسيه، ولكن هذا لم يحصل الا بعد أن كافح ملايين المصريين بتصميم في سبيل اسقاط النظام. وأخذ لجام ادارة شؤون الدولة لنفسه المجلس الاعلى للقوات المسلحة، ولكن الاهداف التي اراد تحقيقها هذا كانت تختلف بشكل جوهري عن الاهداف التي اتخذتها القوى التي قادت الانتفاضة المدنية. والاجراءات التي اتخذها الجنرال حسين طنطاوي وزملاؤه اثارت مخاوف العديدين في المعسكر الذي قاد الانتفاضة المدنية، وقد اتضح الخلاف عندما نشر المجلس العسكري خريطة الطريق للمرحلة الانتقالية، التي دعا فيها الى اجراء انتخابات للبرلمان وللرئاسة قبل استكمال صياغة دستور جديد. وحظيت خطة الضباط بدعم حرج من جانب الاخوان المسلمين الذين رأوا فيها فرصة للوصول الى السلطة في الانتخابات وتصميم النظام السلطوي الجديد. وتمتعت قيادة الحركة بجهاز تنظيمي ناجع وبمقدرات مالية كبيرة بلا قياس بالنسبة لباقي الاحزاب. وطالبت معظم الاحزاب غير الدينية والمجموعات المتماثلة مع معسكر الشباب الا تجرى الانتخابات الا بعد اقرار الدستور الذي يثبت صلاحيات السلطات. وتعاظمت المقاومة لحكم الضباط، ولكن هؤلاء كانوا مصممين على فرض الصيغة التي وضعوها.
في الانتخابات الحرة والنزيهة لمجلس النواب فاز مرشحو الاخوان المسلمين والسلفيين بانجازات غير مسبوقة. وسرعان ما تبين لهم بان الاستيلاء على الحكم مهمة سهلة مقارنة بالتحديات التي يتعين عليهم مواجهتها. ووضعت الاغلبية الهائلة التي تمتعوا بها في السلطتين التشريعية والتنفيذية، وكذا في لجنة صياغة الدستور قيد الامتحان التزامهم بخدمة عموم الجمهور المصري وليس فقط القطاع الديني. وفي حملة الانتخابات للرئاسة تعهد زعماء الاخوان المسلمين بتحقيق أهداف ثورة يناير 2011 واشراك الجماعات المختلفة في ادارة شؤون الدولة وحماية مصالح عموم المواطنين. باختصار، التصرف كحركة حكم لا تستبعد احدا.
اما سلوك الرئيس مرسي في السنة التي تولى فيها الرئاسة فتشهد على الفجوة بين هذه الالتزامات والاجراءات التي اتخذها والسياسة التي اتبعها. وسرعان ما تبين ان مرسي يتبنى اسلوبا سلطويا، ذكر اكثر من اي شيء آخر بمبارك. وخططه لانقاذ الاقتصاد من الازمة الحادة واستعادة الامن الداخلي لم تعط ثمارها وأخذت الازمة الاقتصادية بالتفاقم. ونشرت الاحزاب والحركات المعارضة المختلفة الادعاء بان مرسي فشل في معالجة المشاكل الداخلية لان سياسته تسعى الى خدمة مصالح حركة الاخوان المسلمين التي كان حتى وقت اخير مضى من قادتها. وأصبحت مسألة الاسلمة لمؤسسات الحكم والمجتمع لب الخلاف بين مؤيدي الرئيس ومعارضيه. واشار منتقدو الرئيس الى مئات التعيينات للاشخاص المتماثلين مع تيار الاسلام السياسي في الوظائف العليا في أجهزة الحكم. ووجه انتقاد لاذع ايضا الى الشكل الذي تدخل فيه الرئيس في عمل لجنة الدستور وبالاساس في قراره المتسرع بطرحه على الاستفتاء الشعبي، رغم المعارضة الجماهيرية الواسعة التي وصفت بانها عملية اختطاف. وبرز الانتقاد لخطوات الرئيس بوضوح ايضا في أوساط المؤسسة الامنية وفي قيادة الجهاز القضائي.
غير أن الخطوة التي ادت الى الاطاحة بالرئيس مرسي بدأتها مجموعة من الشباب التي أطلقت في نهاية نيسان/ابريل الماضي حملة تدعى ‘تمرد’. وحظيت هذه المبادرة بدعم جماهيري غير مسبوق وفي غضون بضعة أسابيع جندت تواقيع أكثر من 20 مليون مواطن دعوا الى تقديم موعد الانتخابات للرئاسة. كما بادر منظمو الحملة الى مظاهرات كبرى ضد مرسي في 30 حزيران/يونيو واعلنوا عن نيتهم الشروع في عصيان مدني في حالة عدم استقالة الرئيس على الفور. ورفض مرسي رفضا باتا هذه المطالب وخرجت حركة الاخوان المسلمين في حملة تضامن مع الرئيس. ودعوة الجيش الاطراف المتصارعة للوصول الى تفاهم في غضون بضعة ايام لم تعط ثمارها. فأكثر من 20 مليون مواطن تظاهروا في أرجاء الدولة وتعاظمت المخاوف بالشلل وباندلاع اعمال العنف. وعبر الانذار الذي نشره الجيش عن ميل واضح الى جانب معارضي الرئيس وهذا بالفعل عزل بعد نحو 48 ساعة.
أذهل عزل الرئيس قيادة الاخوان المسلمين، ولكنهم انتعشوا بسرعة وقرروا رد الحرب. ودعت قيادتهم ملايين مؤيديهم الى التظاهر حتى عودة مرسي الى قصر الرئاسة، وأعلنوا باستفزاز بانهم سيكافحون من دون هوادة ضد محدثي الانقلاب العسكري الذي وقع بزعمهم في مصر. ووصفوا خصومهم السياسيين بانهم يخدمون مصالح نظام مبارك واعتبروا قادة الجيش خونة للثقة التي منحهم اياها الرئيس مرسي. وفي هذه الاثناء يمتنع قادة الحكم والجيش عن اتخاذ وسائل ضد مؤيدي الرئيس المعزول. وتعلن القيادة المدنية والعسكرية التي تمسك الان بلجام السلطة عن نيتها اعادة ثورة يناير الى مسارها الاصلي، ضمان الحريات المدنية والقانون والنظام. ولكن هذه الاهداف الجديرة لن يكون ممكنا تحقيقها الا اذا عملت القيادة الحالية بصدق على رأب الصدع غير المسبوق الذي يعيشه المجتمع المصري.
ان العملية التي ميزت عزل الرئيس مرسي تشهد على ألا أساس للادعاء السائد في أن مصر ما بعد مبارك علقت في شتاء اسلامي. ومع ذلك، من الخطأ الافتراض بان قيام نظام سلطوي استنادا الى قيم الحرية والعدالة الاجتماعية سيتاح دون دمج الاسلاميين في بلاد الاهرام.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاسد يبتسم
بقلم: البروفيسور ايتمار رابينوبيتش،عن معاريف
في ميزان الكاسبين من سقوط مرسي في مصر بشار الاسد ونظامه. فمرسي والاخوان المسلمون في مصر وفي المنطقة بأسرها هم من ألد خصوم الاسد ومنتقديه. وبالنسبة لهم، لا يعتبر العلويون مسلمين، ونظام الاسد هو نظام غير شرعي يستعبد ويذبح أغلبية اسلامية سنية.
ويحاول الاسد ان يصور نفسه في المنطقة وفي العالم كزعيم علماني يدافع عن سورية وعن العالم العربي ضد الموجة الاصولية التي تهدد باجتياحهما. وفور سقوط مرسي سارع الى الحديث الى وسائل الاعلام السورية في مقابلة طويلة رحب فيها بخطوات الجيش المصري وحاول الاشارة الى وجه الشبه بينه وبين وزير الدفاع المصري. وحتى اذا كان الاسد يبالغ في عرض الانجاز، لا ريب أن الاحداث في مصر تمنحه ريح اسناد. فضلا عن ذلك فان هذه الريح تهب في فترة يتمتع فيها نظام الاسد بزخم وانجازات في صراعه ضد المعارضة. وكان انجاز الاسد الابرز هو احتلال مدينة القصير، التي تقع على مسارات استراتيجية في الطريق من دمشق الى منطقة الشاطئ ومنها الى المنطقة الشيعية في لبنان. وبعد هذا الانجاز شرع الاسد والقوات المقاتلة الى جانبه (سواء القوات السورية أم مقاتلي حزب الله) في هجوم لا يزال تدور رحاه في منطقة مدينة حمص. وتأثير آخر للاحداث في مصر هو ازاحة الانتباه الدولي عن سورية. وفي هذا الوضع يمكن للاسد أن يحدث دمارا ويوقع ضحايا بين مواطنيه في حمص، بينما يكاد العالم الدبلوماسي ووسائل الاعلام لا يردان.
سلسلة من العوامل تشرح تغيير الميل الذي طرأ على الازمة السورية في الاسابيع الاخيرة. قبل كل شيء، الاعتراف في أن الرئيس اوباما والولايات المتحدة مصممان على عدم الانجرار الى تدخل عميق في سورية. فمع ان الرئيس اوباما اعلن ان الاسد استخدم بالفعل سلاحا كيميائيا ضد سكان سورية، وتجاوز بذلك خطا أحمر، ولكنه واصل اطلاق صوت خفيض وامتنع عن الاعلان عن دعم كثيف للمعارضة. وليس حلفاء واشنطن الاوروبيون مستعدين للعمل بدونها. وشددت ايران وسورية من تجرؤهما وتدخلهما، والقت ايران الى المعركة بحزب الله الذي يقاتل الان علنا وبكل قوته الى جانب الاسد. وبقيت المعارضة السورية منقسمة، واضطرت مرة اخرى الى تغيير رئيسها. كما أن الصراع بين قطر التي تدعم الاخوان المسلمين في سورية والسعودية التي تمقتهم شدد الانقسام في صفوف الثوار.
لا يعني الامر ان المعركة في سورية حسمت. فهذا صراع طويل ومعقد يشهد صعودا وهبوطا، ولكن في المدى القصير انتقل الزخم الى النظام. اسرائيل لا ترحب بهذا الميل للامور. فعلى مدى فترة طويلة حرصت اسرائيل على الا تتخذ موقفا والا تنجر الى الصراع السوري. ومؤخرا ازداد فيها الاعتراف بان انتصار تحالف روسيا، ايران، حزب الله والاسد، المتعلق بهم اكثر من أي وقت مضى، سيضع أمام اسرائيل تحديا خطيرا على حدودها الشمالية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ميليشيات مسلحة للاخوان المسلمين ضد الجيش
بقلم: جدعون كوتس ،عن معاريف
تتحفز مصر بأسرها قبيل الجنازات الجماعية التي يخطط لها الاخوان المسلمون لعشرات من رجالهم ممن قتلو امام مبنى الحرس الجمهوري، حيث يحتجز الرئيس المعزول محمد مرسي، في صدامات مع الجيش.
أمس، في ساعة متأخرة من الليل، تجمع عشرات الالاف من رجال الحركة في تجمع شعبي غاضب في ميدان رابعة العدوية في حي مدينة النصر، قرب المسجد الذي يجتمعون فيه كل يوم. في الطرف الاخر من النهر، في ميدان التحرير تظاهر القليل جدا في صالح الانقلاب.
ليس لدى أحد أوهام: الاحداث امام مبنى الحرس الجمهوري هي مرحلة جديدة في الصراع بين الجيش والاخوان، وجنازات 51 قتيلا ليوم أمس قد تكون بداية الانتفاضة، التي تحدث عنها قادة الاخوان المسلمين. ويأمل رجال المنظمة أن يمنحهم شهر رمضان، الذي يبدأ اليوم القوة للكفاح. وبالفعل، هذا هو تخوف قوات الامن. الجيش دفع بقوات غفيرة للمرابطة حول معاقل الاخوان القريبة من القصر الجمهوري والقواعد العسكرية أيضا. وتستعد القاهرة ليوم قد يبدأ مرحلة جديدة في الانقلاب.
مشاهد أمس امام مبنى الحرس الجمهوري بدت كمشاهد أصبحت شبه عادة في دولة عربية اخرى سورية. والان يظهر أن مصر هي الاخرى انجرفت الى حرب اهلية. وحسب المصادر الرسمية، ففضلا عن 51 قتيلا احصي ايضا 435 جريحا.
في الصور الباعثة على الصدمة التي ملأت اليو تيوب والشبكات الاجتماعية، ظهرت الجثث المغطاة ملقاة الواحدة الى جانب الاخرى، وآثار بقع الدم كانت تقود الى ساحة مسجد رابعة العدوية، حيث استلقى العديد من الجرحى ممن تلقوا العلاج في المكان.
وقد بدأت الصدامات بعد أن وصل عشرات الالاف من رجال الاخوان المسلمين الى المبنى كي يحرروا من داخله الرئيس المعزول محمد مرسي. وأعلن رجال الحركة في الشبكات الاجتماعية ان لديهم صورا وافلاما لاعتداءات قوات الامن عليهم. وتسمع في الافلام اصوات اطلاق نيران، وفي الصور يظهر المصورون حشوات العيارات النارية. وفي افلام اخرى يدعي الاخوان المسلمون ان الجنود استخدموا بنادق القنص.
رغم المشاهد الاليمة وردود الفعل القاسية التي جاءت في اعقابها، أوضح قادة الجيش انهم سيقتلون بذات الحزم وسيردون بسلاح ناري اذا حاول الاخوان المسلمون مرة اخرى اقتحام المبنى والاعتداء على الجنود. وبالمقابل، أعلنت جماعات المتظاهرين من الحركة بانهم سيشكلون ميليشيات مسلحة للرد على هجوم آخر من الجيش. واتهم محمد بديع، زعيم الاخوان المسلمين، قائد الجيش بقتل المواطنين وبقيادة مصر الى طريق سورية. ونشر رجال الحركة بيانا اشاروا فيه الى أنه حتى اليهود لم يفعلوا ما فعله الجيش المصري بالاخوان المسلمين. وبالتوازي شدد الجيش الضغط على الاخوان المسلمين، وبأمر من المحكمة اغلق المقر الرئيس لحزب الحرية والعدالة التابع للحركة. واشار الناطق بلسان الجيش المصري، احمد محمد علي، بان رجال الاخوان المسلمين حاولوا المس بالجيش المصري، واشار الى أنه في الهجوم على مقر الحرس الجمهوري قتل ضابط وأربعة جنود.
‘حاول الارهابيون اقتحام مبنى الامن القومي فجرا’، قال، ‘في ظل محاولة الهجوم على قوات الامن بالسلاح الناري، بالزجاجات الحارقة وبالحجارة’. وأعلن علي ان متظاهرين آخرين صعدوا الى المباني وهاجموا رجال الشرطة والجيش. واعتقل 200 منهم. ونفى الادعاء ان الجيش قتل اطفالا: ‘الصورة التي نشرها المتظاهرون وظهرت فيها جثث أطفال اخذت من سورية’. وقال الناطق بلسان وزارة الداخلية المصرية هاني عبد اللطيف في مؤتمر صحافي ان قوات الشرطة والجيش عملت حيال مخترقين بالقانون بكل التصميم والقوة، من دون صلة بهوية المتظاهرين وانتماءاتهم. واشار الى أن 440 الف ضابط وجندي يشاركون في الدفاع امام المتظاهرين.
في أعقاب احداث أمس أمر الرئيس المؤقت عدلي منصور بتشكيل لجنة تحقيق. وجاء في البيان ان ‘على الطرفين التصرف بضبط للنفس، وتفضيل المصلحة الوطنية على كل شيء’.
وأطلق المسؤول الكبير في جبهة الانقاذ الوطني المصرية عمرو موسى دعوة في وسائل الاعلام لحوار داخلي، وحذر من حرب اهلية قائلا، ان ‘على الرئيس المؤقت عدلي منصور ان يعقد جلسة طوارئ مع عموم القوى السياسية. في هذه اللحظات الحرجة لا يوجد احد يمكنه أن يتحدث باسم الجميع. توجد جهات تريد الحرب الاهلية، التصعيد والفوضى. مصر تحتاج الى الاستقرار’. ودعا موسى الى اجراء تحقيق دولي في الاحداث امام مبنى الحرس الجمهوري ونشر نتائج التحقيق علنا. وشدد على الحاجة الى تشكيل حكومة انتقالية بالسرعة الممكنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط
بقلم: تسفي برئيل،عن هآرتس
لم يوجد قط في اسرائيل تباحث عميق جدا في مسألة الديمقراطية، لا الديمقراطية الاسرائيلية معاذ الله، بل الثورة التي وقعت في مصر. هل هو مقبول أم غير مقبول ان يُقصي الجيش محمد مرسي؟ وأي نوع ديمقراطية هو الذي يتظاهر فيه الجمهور على رئيس منتخب؟ ولماذا لم يستطيعوا انتظار ثلاث سنوات وانتخاب رئيس جديد؟ أوليس للجمهور حق في ان يقصي سلطة اذا أظهرت في بداية ولايتها علامات استبداد وهي تطمح الى فرض الدين على الدولة؟ إن التعليلات المدروسة والاخلاقية ترد الروح حقا. أي خطاب جدي جليل مغموس بخيبة أمل عميقة من السلوك القبيح للمصريين والجيش الذي هو حليف اسرائيل.
كنا قبل لحظة فقط نخشى حكم الاخوان المسلمين، وكنا نعد في خيالنا عدد صواريخ القسام التي ستسقط علينا. وسكن روعنا عندما وعد مرسي بالابقاء على اتفاق كامب ديفيد، وهجنا مرة اخرى حينما أسقطوا الرئيس الذي كدنا نعتاد عليه. كما وترنا بالضبط عضلاتنا حينما بدأ الاسد يذبح المواطنين السوريين، فقد أردنا في البداية ان يخسر. وقلنا انه اذا سقط الاسد فستنفصم الحلقة التي تربط ايران بحزب الله. وبعد ذلك أثر فينا العدد الضخم المخيف للقتلى السوريين وتغلغل شيء من الشفقة الى الخطاب الاسرائيلي لحظة قصيرة، لكنه زال دفعة واحدة، فقد تبين ان المتمردين ‘عصابات مسلحة’ وأخطر من ذلك أنهم اسلاميون متطرفون سينشئون قاعدة لـ’القاعدة’ قريبة من اسرائيل. فيجدر ان يظلوا يُقتلون بشرط ألا تنشأ ديمقراطية مهدِّدة في سورية.
وكنا على حق، فالعرب غير قادرين على انشاء ديمقراطية. ولم يعد تاج في خطر. فليتعلم العرب من اسرائيل، فهنا حينما تكذب السلطة على مواطنيها وتُنكر كل وعودها وتُعرض حياة المواطنين ومكانة الدولة في العالم للخطر، يتم الحفاظ على التهذيب الديمقراطية بحرص. فالاجراء فوق كل شيء حتى حينما يفضي المسار الى هاوية ممهدة، كما يحسن بالمحافظين على القانون.
تستطيع الكنيست باسم الديمقراطية ان تجيز قوانين عنصرية قبيحة أو تقترح اقتراحات سيئة السمعة كالغاء اللغة العربية باعتبارها لغة رسمية وسلب من لا يخدم في الجيش حقوقه. ولا ترى الديمقراطية الاسرائيلية ان الاحتلال عمل غير ديمقراطي كما تتفهم إقصاء العرب. انها ديمقراطية تفضل ان تكون يهودية أولا وبعد ذلك فقط وعلى بعد، ليبرالية. ومواطنوها لطيفون ومهذبون وراضون عن الفاشية بشرط ان تكون ديمقراطية أو بالعكس. لكن الجدل لا يدور حول الديمقراطية الاسرائيلية لأن صورتها وطبيعتها لا تحتاجان الى نظر البتة. إن ملاءمة الديمقراطية المصرية أو عدم ملاءمتها للخطة العامة هي التي تقلقنا فجأة.
إن مصر هي دولة في ثورة. وأصبحت القوى المدنية، الدينية والعلمانية، التي تخلصت قبل سنتين ونصف السنة فقط من الاستبداد شبه العسكري للرئيس حسني مبارك في صراع الآن على صورة الدولة. ولم يُفض المسار الديمقراطي الذي أخرج الجيش من السياسة وانشأ نظام حكم حركة دينية الى التوازن الذي طمحت اليه القوى الليبرالية التي رأت الاخوان المسلمين شركاء في التمرد. إن الخوف من امكانية ان يصبح ما يُكتب في الدستور واقعا خالدا يقمع مبدأ الشراكة المتعددة الحركات، ويسلب من أحدث الثورة المكافأة السياسية والايديولوجية، قد أثمر المعركة الجديدة على صورة مصر. إن جموع المتظاهرين في المعسكرين لم تُثبط الديمقراطية بل تطمح الى تعريف ما هي ديمقراطيتها: أهي اجراء أم ماهية. وفي دولة اسرائيل حيث لم تعد الماهية تخضع للجدل منذ زمن، وتغلبت اليهودية فيها على الليبرالية، أصبح الاجراء هو المشهد العام، أما مصر فلا تعدو ان تبدأ هذا الاستيضاح. وهو قبيح وعنيف ومأساوي لكنه لب الثورة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ


رد مع اقتباس