النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 458

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 458

    اقلام اسرائيلي 458
    11/10/2013

    في هــــــذا الملف

    مسألة الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية اصبحت ورقة مساومة
    بقلم: أمنون لورد،عن معاريف

    الليكود ضد المؤذن والاذات في يافا
    بقلم: ياعيل فريدمان،عن معاريف

    الشعب اليهودي أخذ يختفي أصلا
    بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس

    اسرائيل للنواب في مجلس النواب: لا تخففوا العقوبات عن ايران
    بقلم: عاموس هرئيل، هآرتس

    ايران: التسويف وخداع الغرب للحصول على قدرات ذرية مدنية وعسكرية
    بقلم: د. رونين أ. كوهين، اسرائيل اليوم








    مسألة الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية اصبحت ورقة مساومة

    بقلم: أمنون لورد،عن معاريف

    توجد ثلاث امكانيات يمكنها أن تشرح تصريح يئير لبيد في المقابلة مع “بلومبرغ” بان الفلسطينيين لا يتعين عليهم ان يعترفوا باسرائيل كدولة يهودية. الاولى هي أن لبيد لا يفهم المادة؛ الثانية هي ان هذا موقفه المبدئي، مثل موقف ايهود اولمرت وكثيرين آخرين في الجمهور الاسرائيلي؛ والثالث هي أنه ينسق مع رئيس الوزراء نتنياهو.
    لقد عاد نتنياهو وصاغ موقف اسرائيل المبدئي في خطابه في بار ايلان يوم الاحد: “عندما يطلب منهم أن يقولوا: هل أنتم تعترفون؟ … انتم مستعدون لان تعترفوا بدولة يهودية أخيرا؟، يقولون، نحن مستعدون لان نعترف بالشعب الاسرائيلي. مستعدون لان نعترف باسرائيل… (لكن) هل انتم مستعدون لان تعترفوا بالدولة اليهودية، الدولة القومية للشعب اليهودي؟ والجواب حتى هذه اللحظة هو لا. لماذا لا؟”.
    “اعترفوا بدولة يهودية”، قال تنياهو. “طالما لم يفعلوا ذلك، لن يحل السلام. فقط حين يعترفوا بحقنا في أن نعيش هنا في دولتنا ذات السيادة، دولتنا القومية – فقط عندها سيتاح السلام”.
    السبب في أن نتنياهو يشدد جدا على هذه النقطة هو سبب مزدوج: تاريخيا – استراتيجيا، وكورقة مساومة على حد سواء. السبب التاريخي الاستراتيجي، الذي يعطي الانطباع بان اغلبية زعمائنا لا يفهمون، يرتبط بالمعركة الثابتة للطرف الاخر، بقيادة م.ت.ف وحماس. من صاغ الموقف الذي على اسرائيل ان تتخذه بالنسبة للاعتراف باسرائيل كدولة يهودية كان اللواء يهوشفاط اركابي الراحل قبل أكثر من 40 سنة. الفلسطينيون يرون حقهم في تقرير المصير كحق ينطبق على كل بلاد اسرائيل/فلسطين. العالم يعترف بـ “حقهم في تقرير المصير”. وبالتالي، مطلوب اعترافهم بالحق القومي لليهود في دولة يهودية كي يكون واضحا بان لحقهم في تقرير المصير حدودا وهو لا ينطبق خلف هذه الحدود – حتى لو كان لديهم استعداد لحل وسط مؤقت كاضطرار تفترضه الظروف التاريخية. لا ينبغي استبعاد امكانية أن يكون لبيد لم يكلف نفسه عناء دراسة الموضوع ولهذا فانه ببساطة مخطيء في نهجه. ولما كانت للبيد قوة دعائية كبيرة فقد كان من الافضل لو أنه تعلم قليلا ومنح اسنادا لنتنياهو في هذا الموضوع، ولا سيما لان نتنياهو يبني الان حملة لتحطيم نزع الشرعية ضد اسرائيل.
    يدعي كثيرون بان يهودية اسرائيل هي شأن داخلي. لماذا نحتاج نحن لان نطلب ذلك منهم؟ ولكن هذا الطلب حجر اختبار لمدى استقلال الفلسطينيين. حقيقة أنهم لن يعطوا مثل هذا الاعتراف، تدل ضمن امور اخرى على أنهم متعلقون باسناد باقي العالم العربي.
    وعليه، فان مسألة الاعتراف هذه تصبح ورقة مساومة. اذا كنتم غير قادرين على أن تمنحوه، فلا يمكن أن تقوم تسوية دائمة، ونحن نتوجه الى تسوية انتقالية – خلافا لرغبة الفلسطينيين. وتبرز امكانية أن يكون لبيد يكمل نتنياهو في هذا الموضوع. رئيس الوزراء يضع البنية التحتية للتسوية الانتقالية التي تسمح لاسرائيل بسيطرة امنية وتواجد طويل المدى في بعض المناطق الاساسية – مثل غور الاردن. ستحصلون على قدر ما تعطون. ولبيد في هذه الحالة يفتح الامكانية للحل الوسط حول موضوع الاعتراف باسرائيل كدولة يهودية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الليكود ضد المؤذن والاذات في يافا

    بقلم: ياعيل فريدمان،عن معاريف

    دعوات المؤذن يستخدمها السياسيون بشكل دائم كي يحققوا مكاسب سياسية. فقد نشر آريه كينغ اعلانات في القدس كتب عليها “كوكوريكو مؤذن”، وفي اللد اتهم مرشح الليكود يئير رفيفو بانه هدد بتخفيض شدة صوت المسجد بواسطة قوات “يسم” الخاصة والان جاء دور يافا.
    أمس نشر حزب الليكود بيتنا مناشير وبيانات تعد “باعادة يافا الى اسرائيل وباسكات المؤذن”. “في السنوات الاخيرة احتلت يافا حركات اسلامية تحاول، تحت غطاء النشاط الديني والتعليمي، فصل يافا عن اسرائيل وقطعها عن تل أبيب”، اتهم امس امنون غلعادي، نائب رئيس بلدية تل ابيب – يافا ورئيس كتلة الليكود بيتنا في المدينة. “نحن سنعمل من اجل اصلاح الوضع وسنبلور خطة وطنية تضمن أن تبقى يافا جزءا من دولة اسرائيل وفيها يكون ايضا طابع يهودي. لا يحتمل ان على مسافة بضع كيلو مترات من مركز المدينة يكون حكم ذاتي قومي فلسطيني يتنكر لقيم دولة اسرائيل”.
    “في السنوات الاخيرة الحياة في يافا بين اليهود والعرب تسير على نحو ممتاز، نحن نعيش بتعايش لا مثيل له في البلاد”، يقول وائل محاميد رئيس الجناح الجنوبي من الحركة الاسلامية في يافا. “نحن نحترم الكنس والاعياد اليهودية، ولكن اذا حاولوا استغلال موضوع المؤذن لاثارة الاهتياج في اوساط الناس، فان بانتظارهم حربا شعواء”. وعلى حد قوله، “انا لا اسمي هذا ضجيجا، فهذا مهين، أنا اسميه آذانا للصلاة. هذا جزء من صوت يافا: اصوات الاجراس وآذان المؤذن. أنا اسكن قرب بات يام وجماعة بارسليف يـأتون الى المكان ويدعون الناس الى الصلاة – ويسعدني أن احدا ما يذكر الناس بالعادات الدينية”.
    ويضيف محاميد فيقول: “مثلما احترم عادات الاخرين، عليهم ان يحترموا عاداتي. لا اريد أن استغل هذه المشكلة لخلق التوتر لاننا لن نستطيع عندها اطفاء النار التي قد تشتعل لا سمح الله”. وهو يعترف بان شدة الضجيج كانت في الماضي اشكالية ولكنه يروي بان الخلاف حل في اثناء لقاء عقد مع ممثلي البلدية، وزارة جودة البيئة والسكان وفي نهايته تحقق حل وسط في موضوع شدة صوت المؤذن: “كقادة للجمهور أردنا ان نتواصل مع السكان الذين يزعجهم صوت المؤذن”. وعلى حد قوله، هناك عدد من الخطوات التي تمت من أجل تقليص المشكلة: نصب مكبرات صوت لا تصدر الا من مسجد واحد، فحص ثابت لشدة الصوت، الغاء الاذان في ساعات الصباح المبكر في بعض من المساجد بل وحتى اختيار مؤذنين ذوي صوت جميل. “هذا ليس موضوع المؤذن، انه موضوع عيش، فهم لا يريدون أن يروا عربا هنا. وكان يسعدهم ان يروا يافا يهودية”، يقول. “يوجد عنصريون مسلمون او مسيحيون لا يريدون ان يروا يهودا في يافا. هذا لن يساعد احدا. اما ان نتعلم كيف نعيش معا أو تكون حرب”.
    في محل حلاقة في شارع يافا يجلس عدد من الشباب، ولم يروا يافطات الليكود بيتنا، ولكنهم يغضبون حين يسمعون عن الدعوة لاسكات المؤذن. “هذا محرج، مقزز، مثل الذهاب الى الكنيس والقول للحاخام أن يسكت والا يصلي”، يقول مصطفى شقرا يعمل في المكان. رفيقه وسام يضيف: “السياسيون يريدون احداث حرب دينية. الدين هو كرامة الانسان، اذا كنت تمس بهم بالدين فانك تمس بكرامتهم ايضا”. “الكل يعد بالوعود وينساها بعد أن يحصل على ما يريد”، يقول شقرا.
    “في يافا يوجد يهود يعيشون هنا منذ ستين سنة فأكثر، يهود تربوا في دول عربية ويعرفون المؤذن. لا نسمع منهم شكاوى. نسمع الشكاوى اساسا من الناس الاغنياء الجدد الذين جاءوا الى الحي وفجأة يزعجهم المؤذن”، تتهم أسمى زحالقة اغبارية التي تترأس قائمة “مدينة بلا حدود”. “لهذه المدينة يوجد نسيج جد مميز. يوجد فيها كنس، كنائس ومساجد، وهذا الخليط بين كل الصلوات والثقافات هو أمر جد خاص. يؤسفني أن تأتي قيادة الدولة والليكود لتحريض اليهود على العرب وتشديد النزاع وصرف الانتباه للناس عن مشاكلهم الحقيقية. ليس لدى الليكود جواب على مشاكل السكن، مشاكل العمل والتعليم وكل ما تبقى لهم هو ان يبيعوا الكراهية. هذا خطير. هم يحرضون ضد اللاجئين، يحرضون ضد العرب. فالى اي درك يمكن للمرء ان يسقط؟”.
    حاييم غورن، هو الاخر، رئيس كتلة جنوب المدينة ومن سكان حي شبيرا، يغضب مما يسميه استفزازا: “صباح الخير يا ارنون غلعادي. أين كنت قبل خمس سنوات؟ خسارة أن المؤذن لم يوقظك منذ زمن بعيد. منذ خمس سنوات وأنت نائب رئيس البلدية وسكان جنوب المدينة يعانون من المتسللين، من الجور والاهمال، ولماذا لم تستيقظ الا قبل الانتخابات؟”.
    من فرع الليكود بيتنا في تل ابيب جاء التعقيب التالي: “على مدى الولاية الماضية عمل ارنون غلعادي في اطار منصبه كنائب لرئيس البلدية من أجل تقييد النشاط غير القانوني للحركة الاسلامية في يافا وضمان أن يحرص المؤذن ايضا على مستويات الضجيج البلدية. منذ حزيران 2009 حذر غلعادي رئيس البلدية من نية الحركة الاسلامية اعادة السيطرة على مسجد سكسك، ولكن عدم استعداد البلدية للصدام مع خارقي القانون أدى الى أن بدأ مسجد آخر يستخف بانظمة الضجيج”.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    الشعب اليهودي أخذ يختفي أصلا

    بقلم: آفي شيلون،عن هآرتس

    يصعب أن نبحث في ذوبان اليهود في غيرهم من وجهة نظر ليبرالية. في فترة النهضة حينما كان ذوبان يهود اوروبا قد ازداد كانت مكافحة هذه الظاهرة من تعليلات الصهيونية. وفي القرن الواحد والعشرين عميقا في داخل عصر العولمة، وقد أصبحت الهويات سيالة أصلا، يتواصل البشر من أنحاء العالم باسم التفضيلات الثقافية والتقنية والرياضية وغير ذلك كثير. أي انسان مستنير عدلٍ يطلب الى زوجين عاشقين أن يتخليا عن مشاعرهما باسم الانتماء الى فئة دينية قديمة أو اسوأ من ذلك – عرقية؟.
    لكن ذوبان اليهود في غيرهم سؤال كبير لا يُسأل فيما يتعلق بالأهمية التاريخية لاسرائيل بخاصة ومستقبل الشعب اليهودي بعامة. هناك من يُسمونها بالانجليزية “المحرقة الصامتة” أو “الحلوة”؛ إن الفحص الجدي عن وجود الشعب يصعب عليه أن يتجاهل الخوف منها برغم أنه يوجد مبالغة في ذلك. على حسب استطلاع للرأي قام به معهد البحث “بيو”، أصبح 58 في المئة من يهود الولايات المتحدة في ذوبان في غيرهم، وترتفع النسبة الى 71 في المئة بين اليهود غير الارثوذكس. وليس الحديث فقط عن ضياع سكاني لأن يهود الولايات المتحدة هم نخبة الشعب من جهة ثقافية وعلمية وأعمالية، وبغيرهم سيتم الاضرار ايضا بالدعم الذي تثيره الجماعة لصالح اسرائيل.
    إن سؤال لماذا حدث ارتفاع كبير جدا لذوبان اليهود في غيرهم (في سنة 1970 كانت النسبة 17 في المئة فقط) يثير اسئلة أكثر من إجابات. ويمكن أن نراه بمعانٍ ما برهانا على كون دولة اسرائيل ضرورية تاريخيا للشعب اليهودي لأن اليهود هنا فقط يُحفظون. لكن هذه وجهة نظر سطحية. اعتقد الآباء المؤسسون لاسرائيل أن انشاء الدولة سيقوي الهوية اليهودية في اماكن الشتات ايضا وأصبحت النتيجة عكس ذلك. أهذا لأن بقاء الدولة ضاءل الخوف الجماعي عند يهود الولايات المتحدة على مستقبل الشعب وتضاءل بسبب ذلك التزامهم؟ أوربما يكون يهود الولايات المتحدة ينظرون الى الاسرائيليين كما ينظر كثيرون من العلمانيين الى الحريديين أنهم حُماة الشعلة المتقدة؟ أوقد يكون ذلك نابعا من أنه تبين على مر السنين أن دولة اليهود هي كيان سياسي آخر ليست له قيم مميزة؟.
    وهناك سؤال آخر وهو: ما هو ذوبان اليهود في غيرهم في الحقيقة؟ فهل اليهودي الذي يتزوج بامرأة من غير اليهود ويُربي أبناءه على اليهودية بموافقة المرأة التي لا تتهود، يستحق أن يعتبر ذائبا؟ وهل التصنيف الشرعي وحده هو الذي يحدد؟ أليس من الواجب على الارثوذكسية أن تلائم الشريعة اليهودية لوضع أزواج مختلطين؟ أوقد يكون المتدينون على حق في قولهم إن الشعب يتحلل من قيمه وتكتله بغير التزام بالدين اليهودي؟ لكن أيكون الالتزام بالدين هو التزاما بالفكرة أم بالانتماء العرقي؟.
    إن ذوبان اليهود في غيرهم هو ايضا فصل في شأن أوسع، لعالم علماني أخذت تُطمس فيه الحدود القومية والثقافية. فحينما لا يرى المسيحي الامريكي أن دينه يفصله عن الآخر، لماذا تحرص على ذلك يهودية علمانية في فصله الدراسي؟ إن الذوبان هو بمعانٍ كثيرة مقطوعة عن المسألة اليهودية، هو في ظاهر الامر علامة ايجابية على عصر مستنير يختلط فيه البشر بغيرهم دون فرق دين وعرق. لكن إليكم سؤالا لم يظهر في استطلاع الرأي: كم من اليهود يتزوجون بمسلمين/ مسلمات (لا في الولايات المتحدة فقط بل في العالم)؟ هل يوجد مع كل ذلك خط خفي لم يتم اجتيازه؟.
    إن قضية ذوبان اليهود في غيرهم مركبة بلا جواب قاطع وهي تحدث وراء البحر، ولهذا فانها لا تتجاوز عندنا خبرا آخر في صحيفة، لكن من المهم أن توضع في مركز برنامج العمل الاسرائيلي وإلا نشأ وضع بائس نقبل فيه بصورة طبيعية قيادة تُحذر من خطر على وجود الشعب في حين يختفي جزء منه أصلا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    اسرائيل للنواب في مجلس النواب: لا تخففوا العقوبات عن ايران

    بقلم: عاموس هرئيل، هآرتس

    تقوم اسرائيل الآن بمعركة دبلوماسية ترمي الى الطمس على نجاح “هجوم سحر” رئيس ايران حسن روحاني في زيارته للامم المتحدة في الشهر الماضي، فبعد خطب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الحازمة، يحصر وزير الدفاع موشيه يعلون عنايته الآن في محاولة اقناع الامريكيين بعدم التمكين من تخفيف العقوبات عن ايران قبل أن تُكبل طهران باتفاق مُلزم يوقف بصورة قاطعة برنامجها الذري. وفي الخلفية تتحسس اسرائيل في مجلس النواب نحو هدف أكثر طموحا وهو تشديد العقوبات، وهذه خطوة قد تفضي الى مواجهة مع ادارة اوباما التي تعارض ذلك في هذه المرحلة.
    قال يعلون بعد انتهاء لقاء ليلي أول أمس (الثلاثاء) مع مضيفه وزير الدفاع تشاك هيغل إن “كل تخفيف للعقوبات سيفضي الى انهيارنا. يوجد غير قليل من الانتهازيين الذين سيُفرحهم الدخول في نشاط أعمالي مع الايرانيين بصورة تخفف جدا الضغط الاقتصادي من جهة، وتُمكّنهم من جهة اخرى من الاستمرار في التخصيب. ويجب منع ذلك. ولا يجوز السقوط في هذا الشرك، أعني تخفيف العقوبات لأجل خطوات تبني الثقة، قبل أن تُحرز الشروط التي عُرضت على الايرانيين”.
    واجتمع يعلون أول أمس ايضا مع روبرت مننديز، رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الامريكي. إن مننديز وهو ديمقراطي من نيو جيرسي، من أبرز اصدقاء اسرائيل في تل الكابيتول وهو ايضا أحد اللاعبين المركزيين في قضية العقوبات. فقانون كيرك – مننديز الذي رتب جزءا من العقوبات والذي كان هذا الشيخ واحدا من المسؤولين عن إجازته قبل سنتين (كان شريكه في القانون هو مارك كيرك، وهو جمهوري من إلينوي) يعتبر في نظر كثيرين الوسيلة الأشد فاعلية التي استعملتها الولايات المتحدة على برنامج طهران الذري.
    تفضل اسرائيل أن يكون تجديد المحادثات الذرية بين القوى الكبرى الست والايرانيين في يوم الثلاثاء القادم في جنيف مصحوبا بتشديد آخر للعقوبات، بواسطة توسيع مبادرة كيرك – مننديز الأصلية. ويبحثون في مجلس الشيوخ في جملة ما يبحثون تشديد الخطوات على النظام المصرفي الايراني والقيود على التجارة بالمعادن (الذي يستعمله الايرانيون بديلا عن التجارة بالدولارات المقيد بسبب الخطوات التي استعملها عليهم المجتمع الدولي).
    ويعتقد الاسرائيليون الذين يزعمون رسميا أنهم يمتنعون عن التدخل في نشاط مجلس النواب الامريكي أنه يجب تشديد العقوبات اذا تبين أن ايران مستمرة في تخصيب اليورانيوم في حين تُجري التفاوض. وفي مقابل ذلك قالت فندي شيرمان، وهي مسؤولة كبيرة في وزارة الخارجية الامريكية، مسؤولة عن الاتصالات بايران والعناية بالعقوبات، قالت قبل اسبوع للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ إن الادارة الامريكية تعتقد أن عدم تشديد العقوبات قبل جولة المحادثات المخطط لها أفضل.
    بل أشارت شيرمان اشارة خفية الى أنه سيوجد مكان ليوزن فيه اسقاط بعض العقوبات بعد ذلك اذا عرض الايرانيون تنازلات في الاتصالات. وبازاء الجو الايجابي الجديد في العلاقات بين الولايات المتحدة وايران والذي كانت ذروته المكالمة الهاتفية بين الرئيس براك اوباما ونظيره روحاني، يصعب أن نرى كيف ستؤيد الادارة جولة عقوبات اخرى في مجلس النواب بعد المحادثات في جنيف ايضا.
    تدخل اسرائيل هنا حلبة حساسة في وقت أصبح اشكاليا بصورة مميزة مع الازمة بين الرئيس وخصومه الجمهوريين التي أفضت الى شلل عمل الادارة في واشنطن. من المؤكد أنه يمكن أن نرى منطقا في التوجه الاسرائيلي المتشدد نحو ايران بسبب المرات الكثيرة التي ضللت فيها ايران الغرب في الماضي. لكن سلسلة تصريحات نتنياهو الصارمة من الجمعية العمومية الى خطبته في مؤتمر مركز بيغن – السادات في جامعة بار ايلان هذا الاسبوع – تُحدث انطباع أن القدس غير مستعدة تقريبا لتزن مصالحة ما مع ايران.
    تصرف رئيس الوزراء في الماضي في واشنطن مثل فيل في دكان خزف، وعظ اوباما أمام عدسات التصوير (في لقاء سُمي “درس التاريخ” قبل بضع سنوات)، وبعد ذلك في التدخل السافر الذي نُسب الى ناسه لمصلحة الجمهوريين في الانتخابات الاخيرة لرئاسة الولايات المتحدة قبل سنة. وقد تحسنت علاقات نتنياهو باوباما تحسنا ما في زيارة الرئيس للبلاد في آذار الاخير، لكن سيكون من السهل جدا أن تتدهور من جديد اذا أصبحت اسرائيل تُرى الآن متجاوزة لقواعد اللعب في تل الكابيتول. فما تزال المذكرة في البيت الابيض مفتوحة.
    برغم أن اسرائيل الرسمية تبذل في هذه الايام كل جهد للحفاظ على الخيار العسكري امكانا واقعيا بازاء طهران، يبدو أن أحداث الاشهر الاخيرة غيرت تماما ترتيب الأولويات الدولية. لا يهم كم مرة يذكر رئيس الوزراء في خطبه امكانية أن تعمل اسرائيل وحدها لأن التباحث يجري الآن في المجال بين العقوبات والمصالحة. أو بعبارة اخرى: إن السؤال أية تنازلات يمكن أن تُستخلص من ايران بمساعدة العقوبات التي جعلت اقتصادها يركع تقريبا.
    إنهم في القدس يدركون الآن، ربما أكثر من مرات سابقة، كامل معنى عملية عسكرية مستقلة في ايران اذا تمت خلافا لرأي الولايات المتحدة. قال مسؤول كبير سابق في جهاز الأمن أدى في السنوات الاخيرة دورا مركزيا في العلاقات بين الدولتين، قال في هذا الاسبوع لصحيفة “هآرتس″ إن هجوما اسرائيليا بعد تسوية بين القوى الكبرى وايران وبخلاف رأيها بحجة أن المصالحة غير كافية يشبه “عملية انتحار استراتيجية”.
    ما زالت الفروق بين الولايات المتحدة وايران كبيرة، ولا يمكن عقد جسر فوقها في جولة المحادثات القريبة، لكن الجو العالمي الحالي سيجعل عملا عسكريا مستقلا لاسرائيل صعبا. بل إن الشخص الذي سيضطر الى تنفيذ هذا الهجوم اذا تلقى توجيها – رئيس الاركان بني غانتس – قد ذكر في هذا الاسبوع في خطبة في المؤتمر في بار ايلان تجديد الجهد الدبلوماسي في ايران الى جانب الجهد لنزع السلاح الكيميائي في سوريا، بأنهما توجهان اقليميان ايجابيان قد يُفضيان في سيناريو متفائل: الى ما سماه من هم أعظم مني في ظروف اخرى “شرقا أوسط جديدا”.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    ايران: التسويف وخداع الغرب للحصول على قدرات ذرية مدنية وعسكرية

    بقلم: د. رونين أ. كوهين، اسرائيل اليوم

    يصعب أن نتجاهل تقرير الـ “وول ستريت جورنال” عن أن ايران مستعدة لوقف تخصيب اليورانيوم لأهداف عسكرية وذلك في الأساس على خلفية المكالمة الهاتفية التاريخية بين اوباما وروحاني قبل اسبوعين. أجل، بعد 34 سنة ايديولوجية خمينية قطع فيها النظام الايراني كل صلة بالولايات المتحدة، كانت المكالمة مهمة جدا. وشعر رئيس الوزراء نتنياهو بعدها بأن السياسة نحو ايران التي عمل عليها عدة سنوات أخذت تتفلت وتنهار تحت قدمي دولة اسرائيل.

    من المهم أن نفحص أولا عن المصلحة الامريكية في الحديث مع روحاني. أدركت الولايات المتحدة أن السياسة التي أدارتها وتريد أن تديرها في الشرق الاوسط ليست مُحدثة بل هي غير مُحكمة. وإن ركوب روسيا لظهرها المفقور بسبب الازمة في سوريا (وبعد ازمات اخرى للولايات المتحدة في العراق وافغانستان) جعل الامريكيين يدركون أنه اذا كانت روسيا (والصين) تدعم الأنشطة السورية وتكون لسوريا بمنزلة راعية اقتصادية وعسكرية وسياسية، فماذا سيحدث اذا وحينما تضطر الولايات المتحدة الى تهديد ايران بهجوم عسكري كما فعلت مع سوريا؟.

    وفي مقابل ذلك لاحظت ايران الضعف الامريكي وأصبح مجرد اجراء المكالمة يُرى عندها عملا شجاعا من موقع قوة وفخامة منزلة. ولا مكان لزعم أن الحرس الثوري ندد بتجديد الصلة خشية فقدان حصص من السوق واحتكارات يسيطر عليها بسبب العقوبات. فالحرس الثوري يملك ما يكفي من القوة مع العقوبات أو بغيرها. ويرى اشخاص آخرون في ايران كوزير الخارجية محمد جواد ظريف تلك المكالمة بأنها لا حاجة إليها وبأنها غير مناسبة. ومهما يكن الامر فانه لا مخالف في ايران في تأييد الزعيم الروحي علي خامنئي الجارف لهذه المكالمة.

    لكن هل تحرك هذه المكالمة مسيرة تجلس بها ايران الى طاولة التفاوض في الشأن الذري ويخفف الغرب العقوبات مقابل ذلك؟ إن لهذا السؤال عدة جوانب. أولا إن العقوبات تنجح وتؤثر حقا ولا سيما في الشأن الذري. فالشعب الايراني لا تعوزه الأدوية أو المنتوجات الأساسية – والنوعية وإن تكن صينية وكورية فانه لا أحد يموت جوعا آخر الامر. وثانيا يمكن أن نفرض أن لايران قدرا كافيا من اليورانيوم المخصب لبناء قنبلة ذرية، وسيكون اسقاط العقوبات غلاف هدية العالم للايرانيين في حين تكون القنبلة الذرية هي الهدية. وثالثا يخدع روحاني وسائر قادة النظام الايراني الادارة الامريكية ويريدون التسويف كما فعلوا في الماضي وسيفعلون في المستقبل. وينسى الغرب شيئا واحدا وهو أن روحاني بقدر أكبر من كل سياسي آخر في ايران يُرى الشخص الأكثر اصرارا على احراز قدرات ذرية، ويكفي أن نتصفح عشرات كتبه ومقالاته والمواقع الرسمية للنظام الايراني في الشبكة العنكبوتية.

    ان محادثات جنيف بين ايران والقوى الكبرى الست توشك أن تكون عقيمة من المضمون لأن ايران الحالية لن تتخلى أبدا عن حقها في الحصول على القدرة الذرية، وإن لايران أكثر من 20 موقعا ذريا مع قدرات وانتاج مختلف. ويرمي كل هذا المسار الى التسويف والى الايهام بالسير نحو الغرب في حين ستستمر ايران – في مقابل ذلك وفي اثناء المحادثات واسقاط العقوبات والرقابة في ظاهر الامر على المنشآت الذرية – ستستمر بموافقة دولية من القوى الست الكبرى على فعل ما كانت تفعله سنوات كثيرة وهو السعي الى قدرات ذرية مدنية وعسكرية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 342
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:42 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 341
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:40 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 332
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:26 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:21 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 233
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:20 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •