النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 481

  1. #1

    اقلام واراء حماس 481

    اقلام وآراء
    (481)

    الاثنين
    09/12/2013

    ظلمات
    بقلم أسامة العيسوي عن الرأي
    نيلسون مانديلا ...فعلا لا شعارا
    بقلم حسن أبو حشيش عن الرأي
    انتفاضة على الفِطرة؟!
    بقلم صلاح حميدة عن المركز الفلسطيني للاعلام
    انتفاضة الحجارة وفرامل أوسلو
    بقلم إبراهيم المدهون عن الرسالة نت
    بين أزمة الكهرباء والمفاوضات.. أين المواطن الفلسطيني؟
    بقلم عمر قاروط عن فلسطين اون لاين
    وفي كلاهما خير... إما نصر أو شهادة
    بقلم مصطفى الصواف عن الرسالة نت
    ماذا خسرت حماس في استنزافها في الضفة؟
    بقلم إسراء لافي عن المركز الفلسطيني للاعلام
    الظالمون على موعد مع أهل غزة
    بقلم عصام شاور عن المركز الفلسطيني للاعلام
    كلمتان في ظلال الذكرى
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي



    ظلمات
    بقلم أسامة العيسوي عن الرأي
    (الظلم ظلمات يوم القيامة)، (انصر أخاك ظالماً أو مظلوما)، (إياكم ودعوة المظلوم، فليس يينها وبين الله حجاب). أحاديث عديدة لرسولنا محمد صلى الله عليه وسلم، جالت في خاطري وأنا أتابع صفحات مواقع التواصل الاجتماعي الأيام السابقة، وعدد كبير من الفيسبوكيين يدلون بدلوهم حول حادثة، أقل ما يقال عنها أنها غير مكتملة الأطراف، أو من ذوات أنصاف الحقائق، هذا إن كان فيها حقيقة، وخصوصاً أنها جاءت من طرف واحد، بالتالي فهي منقوصة ومنقوضة على جميع الأحوال.
    وكما يقال إذا وقعت الشاة كثرت سكاكينها، فما بالك أنها لم تقع، بل تم زجها في طريق وعرة، فاختل توازنها، وهذا أمر طبيعي والكل معرض له، ولو حافظت على توازنها لكان أسلم لها، ولكن الكمال لله وحده.
    ولست بصدد الدفاع عن طرف دون آخر، بل لن أتطرق إلى الحادثة بأي نوع من التفصيل، وإن كان الحدث يتطلب فتح تحقيق شامل، وخصوصاً أن القضية أصبحت قضية رأي عام، وأصبح فيها تشهير على نطاق واسع، فلا بد من نشر الحقيقة كاملة دون محاباة أو مجاملة لأي جهة كانت، حتى يحاسب المخطئ، ويظهر حجم المشاكل بصورة تفصيلية، وحجم الجهود المبذولة لتفادي أي مشكلة أو كارثة لا سمح الله. وهنا وليس من باب الدفاع أقول أن دول كبيرة تعاني أكثر مما نعاني من مشكلتي الكهرباء والمياه، وحتى حالة غرق الشوارع بمياه الأمطار فقد رأينا عواصم خليجية تغرق بمياه الأمطار رغم كل قدراتها وإمكاناتها.
    وهذا الكلام ليس من باب التهرب من المسؤولية، ولكن من باب التوضيح وعدم التهويل. إن الإنجازات التي حققتها البلديات رغم قلة الإمكانات وكثرة العوائق لهي واضحة وملموسة، وإن كنا وما زلنا ننتظر المزيد منها خدمةً للمواطنين وتوفيراً لمتطلباتهم المعيشية والحياتية بصورة أفضل مما عليه الآن.
    ولكن هل سألنا أنفسنا كمواطنين، هل قمنا بواجبنا بتسديد فواتير ما استهلكناه من كهرباء ومياه، وهذا أعتقد أنه واجب شرعي قبل أن يكون ضرورة لتمكين هذه الجهات من الاستمرار في تقديم خدماتها، حتى وإن كانت ليست على المستوى المطلوب، وهل قمنا بتقديم النصيحة لهذه الجهات والتعاون معها من أجل إيجاد حلول للمشكلات، وحسب علمي أن اللقاء الذي تفجرت خلاله المشكلة الأخيرة كان بهدف توضيح الواقع والتشاور في كيفية الخروج من هذه الأزمة، ولكن للأسف تم استغلاله بصورة خاطئة.
    ومن الضروري التأكيد على مبدأ حرية الانتقاد البناء والحوار الهادف، وحسن استغلال المساحات المخصصة لذلك، بالإضافة لمبدأ المساءلة، فهذا حق مشروع للجميع، وكذلك تحمل المسؤول مهامه بأمانة وشفافية، وكل ذلك دون التشهير أو التجريح أو الاتهامات الباطلة، وقد تطرقت لذلك في مقالات: (انتقد ولكن، وتواصل، ومسؤول، وغيرها)، بالتالي نحن بحاجة إلى أن تتحمل كل جهة مسؤوليتها بصورة كاملة، وأن يؤدي الجميع دوره في المنظومة المجتمعية على أحسن وجه، وأن تتكاتف الجهود وأن تكون بتنسيق كامل حتى تؤتي أُكُلَها على أحسن وجه، ولذلك فنحن بحاجة إلى تكريس مفاهيم الاحترام المتبادل والثقة والأمانة والشفافية والنقد البناء والتشاور والمصداقية والبعد عن الإشاعة والأهم البعد عن الظلم حتى لا يتقلب علينا يوم القيامة إلى... ظلمات.





    كلمتان في ظلال الذكرى
    بقلم يوسف رزقة عن الرأي
    ثمة كلمتان في الذكرى (٢٦) لانتفاضة الحجارة التي تفجرت في 8/7/1987 . الأولى- يجدر بي وبكل فلسطيني ان يترحم فيها على شهدائها، وعلى من تبعهم في الأعوام التالية دفاعا عن الدين، ثم الوطن. فالله أسأل أن يسكنهم فسيح جناته.
    إن أجمل ما في انتفاضة الحجارة أنها حررت الفلسطيني من عقدة الخوف من المحتل، فقاوم ( الكف المخرز)، وانتصر عليه من خلال هدم قناعات المحتل بالسيادة والاستقرار، وامتلاك الأرض والإنسان الفلسطيني. لقد مثلت انتفاضة الحجارة بداية عودة الوعي الشعبي الجماعي للكل الفلسطيني، وربما العربي أيضاً. لقد عمل المنتفضون ( قادة وأفرادا) خارج الإطار الذي رسمت حدودة هزيمة 1967 م. فلم يعد الفلسطيني ينتظر (الجيش العربي) لكي يحرره، بل أخذ على عاتقه ان يحرر الجيش العربي من نفسه، ومن هزيمته التي جعلته أضحوكة لديان وغيره من الجنرالات.
    بعد عشرين عاما من الهزيمة قرر قادة وشباب ١٩٨٧ م استعادة انفسهم، وتحرير وعيهم، ووعي أمتهم العربية بالحجر، وبالشهادة، والمعتقل والجراح. لم تعد هذه آلاما، بل غدت عناوين المرحلة والكرامة، ويومها أدرك جيش الاحتلال أنه لم ينتصر النصر النهائي، وأن طريق المعارك طويل، وان الشعب لم يستسلم، والمستقبل مجهول.
    والثانية- تقول إن تطورات عديدة جرت على الواقع الفلسطيني في دائرة الصراع مع المحتل ، وفي دائرة الوعي أيضاً.
    لقد احتوى اتفاق أوسلو الانتفاضة وهمش فعلها لفترة، بعد ان فشل المحتل في قمعها بالقوة، ثم اندلعت انتفاضة الأقصى المباركة من رحم أوسلو العقيم، ومن صرخات الأقصى واستغاثاته من عدوان شارون وصلفه. واستجابت المقاومة الشعبية، والمقاومة المسلحة للأقصى فأوجعت الاحتلال بالعمليات الاستشهادية، وأجبرته على تفكيك مستوطناته ، والرحيل من غزة. ولعل ما تحقق في غزة كان علامة فارقة بين مرحلتين : مرحلة ( نتسار يم كتل أبيب) . ومرحلة ( نتسار يم وغزة ليس لهما ذكر في التوراة ؟).
    ما حققته المقاومة لم تحققه المفاوضات على مدى عشرين عاما؟! ومع ذلك فثمة أمران ينغصان على الفلسطيني وعيه : الاول- ان قادة ( م ت ف) لم يستثمروا أداء المقاومة، كما لم يستثمروا الانتفاضتين. والثاني - أنهم استراحوا في مقعد تسول الاحتلال، وتسول الراتب، وأخذوا يهاجمون المقاومة، ويجمعون رجالها، ويسلمونهم الى المحتل بأشكال مختلفة.
    مياه كثيرة جرت تحت جسر انتفاضة الحجارة،ثم انتفاضة الأقصى، واليوم يعود جون كيري للمنطقة مبشرا مريديه ومحبيه والغاصبين ان السلطة وإسرائيل باتتا اليوم اقرب من أي وقت مضى نحو توقيع اتفاق تاريخي، وإن حدود الأغوار ستكون أكثر حدود بين دول العالم آمنا؟! وعلى الطرفين مواصلة التفاوض.
    كيري يبشر نيتنياهو بقرب نجاح مفاوضات الإذعان، ويزعم قرب توقيع اتفاق بدون غزة ، وان ما جرى في الملف الإيراني والسوري كان لصالح اسرائيل وأمنها. كيري (يكر ويفر، ويقبل ويدبر)، وكأن رقبة عباس، والمنطقة بيده، يفعل فيهما ما يشاء، رغم الجراح التي تنكأها ذكرى الانتفاضة الأولى والثانية. رحم الله الماضي، ونجانا من شرور حاضر كيري وعباس.




    نيلسون مانديلا ...فعلا لا شعارا
    بقلم حسن أبو حشيش عن الرأي
    الحق لا يعرف له هوية، والفكر لا يعترف بالجغرافيا، والثورة لا تتقيد بلون وبلا جنس وبلا ملة ولادين . فالإنسانية هي الوعاء الكبير والحضن الواسع الذي يستوعب الجميع، ويرعى كل المطالب، ويدافع عن كل الحقوق .
    الرئيس نيلسون مانديلا وصل الى اول رئيس أسود لجمهورية جنوب أفريقيا، بعد مشوار طويل من العقود الصعبة والمعقدة، تنوع بين المقاومة السلمية وبين المقاومة العسكرية، والمقاومة الفكرية والاقتصادية والاجتماعية، ضد النظام العنصري الذي قام على التمييز بين البيض والسود وقهر السكان الأصليين .
    غيبوه في السجن ما يُقارب من ثلاثة عقود، ما صمت لسانه، وما تعطل تفكيره، وما تراجعت مواقفه، وما انفصل عن نفسه وعن شعبه وأنصاره، والنتيجة ما بُني السجن عليه، وكانت حريته، وانتقل من السجن لقصر الرئاسة، ومات وهو يحمل أفكاره الثورية والتغيرية والإصلاحية .
    الشعب الفلسطيني من أكثر شعوب الأرض تأثرا بمسيرة الرجل، لتشابه الظلم والنظام الظالم، وطبيعة الاحتلال الاستيطانية والاحلالية، ولتشابه حركة النضال بل وتكرار النتائج . فهناك عشرات القادة الذين مكثوا عقودا طويلة في سجون الاحتلال، وخرجوا بفعل النضال بكافة أشكاله وعلى رأسها النضال العسكري، وباتوا رموزا للشعب بل وللأمة .
    إن سيرة الرئيس مانديلا كلها مواقف عملية، وأفعال ميدانية، وليس شعارات زائفة وكاذبة، وهي نموذج لما يجب أن تكون عليه عدالة الشعوب ومكوناتها الثورية ضد الظلم وضد الاحتلال وضد الفساد والتسلط الاستبداد، وأعتقد ان تقدير الرجل في بعده الثوري والانساني يتطلب استلهام التجربة وتكرارها في بلداننا التي تعج الآن بالظلم والقهر والانقضاض على خيارات الشعوب بأشكال مختلفة .













    ماذا خسرت حماس في استنزافها في الضفة؟
    بقلم إسراء لافي عن المركز الفلسطيني للاعلام
    حين بدأت الصحوة كان الحديث عن الدعوة أشبه بقطرة ماء على أرض قاحلة، ومع تراكم الغيث بدأ المجتمع يُزهر ويخضَرّ، ونشأ مجتمع الدعوة الخاص داخل المجتمع الأكبر، كان خاصًا في نسيجه وصبغته وتفاصيله، في علاقات أفراده وشعورهم بغُربة تجمعهم؛ وشعور بالمسؤولية يوحدهم ويوحد جهودهم للتأثير في المجتمع والنهوض به ليشتد عوده على الفهم الصحيح للإسلام وعيًا وتطبيقًا.
    لخصوصية فلسطين تحديدًا فإن العاطفة الصادقة والتأثر بالشهداء وثبات الأسرى وتضحياتهم، وتضحيات أبناء الدعوة عمومًا فما منهم أحد إلا ابتُلي بماله أو أهله أو ولده أو بالسجن أو في جسده أو دراسته أو الإبعاد أو الاغتيال والشهادة؛ فإن طبيعة ما كان يشد أواصر أبناء الحركة أسمى من مجرد فوز في معركة انتخابية في جامعة أو بلدية أو تشريعي.
    وإن أضفنا لهذه الأرواح التي بدأت صناعة وجه المجتمع تأثرها بما تتعرض له الحركة الأم في مصر عبر تاريخها، وما صنعته النماذج المختلفة في الجهاد ضد اليهود؛ يمكن أن ندرك أي زهد في الحياة رافق مسيرتهم.
    ومع تنامي العمل الجهادي ونشاط الحركة الطلابية في الجامعات وغيرها وتنبه الاحتلال والسلطة له ارتفعت وتيرة الاعتقال وضرب الهياكل التنظيمية مما أضعف البناء التربوي وهو الركيزة الأساسية في النسيج الدعوي، والذي تسبب أيضًا في ظهور أجيال لم تأخذ حقها من التدرب والاحتكاك بالقدوات والفهم والنقاش وتبادل الخبرات لمواجهة ظروف الحياة وتقلبات المراحل؛ وهذا ضاعف المسؤولية الملقاة على عاتق كوادر الحركة المدركين لخطر غياب التربية.
    إلا أن ما تعرضت له الحركة من حظر واستنزاف منذ صيف 2007 إلى اليوم لم يأتِ فقط على البنى التحتية العسكرية والسياسية والمالية كما قد يتوهم أي منا، فليست المشكلة غياب الظهور الحركي والميداني للحركة، وليست المشكلة غياب التربية والمربين وهي مشكلة متصلة، وليست المشكلة أيضًا انشغال معظم مناصري الحركة وأبنائها في همومهم الشخصية؛ بل المشكلة الأخطر من وجهة نظري:
    تفسُّخ عُرى الأخوَّة في العلاقات بين أبنائها.
    فالعلاقة بين أي اثنين من أبناء الحركة لم تقم لأجل النشاط الذي يخدم أهداف الحركة وحضورها الجماهيري، وما قامت به أجهزة فتح هو تمزيق هذا النسيج، مما يجعل نظرة الشك والريبة هي العين التي يرى بها الأخُ أخاه!
    ولأن الواحد منهم يُسأل عمَن سلَّم عليه، ومَن هاتفه، وعن علاقته بفلان أو فلان وقد يتعرض للاعتقال ليكون محور الأسئلة علاقاته؛ فإن المعظم بات يتجنب حتى سؤال مَن يعرفه عن الحال والأحوال! بل بات ينكر علاقاته اتقاء!
    غابت روح الأخوّة وحلت المادة والمصلحة، لك عندي شيء تسألني وإن لم يكن فلا أراك ولا تراني!
    ليست مشكلتنا إلا الخوف والجبن الذي دفنَّا معه أواصر التواصل الصادق، لماذا لا نعترف بعلاقاتنا كجزء من حياتنا، ماضينا وحاضرنا ومستقبلنا؟ لماذا لا نضع حدًا لتدخلات المتدخلين في علاقاتنا الاجتماعية؟ لماذا نحكم على الرابطة التي جمعتنا بالزوال لمجرد رغبة مستبِد جبان؟
    لماذا كلهم يفخرون بعلاقاتهم علنية، وانتماءاتهم علنية إلا نحن؛ أنا وأنت وهي؟!
    أنا لستُ شُبهة، ولا أنتِ، وأنتَ لستَ شُبهة، ومَن يتعامل معنا كذلك نواجهه؛ إن كنتَ تريد أن تدفن علاقتك معي فهذا شأنك أما أنا فإن نور الحق الذي أحيا به أزال رطوبة وعفونة الخوف من البشر!
    في القديم كانت الحاجة تدعو لبناء مجتمع خاص داخل مجتمع أكبر؛ أما اليوم فإن المطلوب أن نقوي أواصر محبتنا لنواجه تردي مجتمعاتنا، وإلا كيف سنحقق التأثير والتغيير في المجتمع الكبير ما دُمنا نخاف توطيد علاقاتنا في المجتمع الدعوي الأصغر وهو نواة الجذب والطاقة؟!
    مطلوب من كل واحد منا أن يصير صِبغة تذوب في المجتمع عطاءً فإنِ امتزجت صبغته في لبِنات محيطه أو مجتمعه فلا يمكن إزالة أثره، والله تعالى يقول: "صِبغة الله ومَن أحسنُ من الله صِبغة"، ولا يمكن لنا أن ننجح إن لم نكن متحدين يسعى كل منا في خدمة أخيه دون طلب أو أجر أو مصلحة، كما لا يمكن أن نتقدم إن لم نهمس في وُد ومحبة بالنصيحة لإخواننا سواء قبلوها أو ردوها، فالثبات يحتاج من يعين عليه.
    الواجب الذي علينا القيام به أن نتحلى بالإيجابية لنرتفع، لتسمو الأرواح بعد أن عرَّتها مادية الحياة والخوف على النفس والرزق والأجل.













    الظالمون على موعد مع أهل غزة
    بقلم عصام شاور عن المركز الفلسطيني للاعلام
    كلما قرأنا قصة قابيل وهابيل وكيف طوعت نفس قابيل له قتل أخيه واستباحة دمه شعرنا بالقشعريرة والاشمئزاز لأنها جريمة منكرة وسنة سيئة مضت في نسل النبي آدم عليه السلام، ويبقى السؤال: كيف طوعت له نفسه قتل أخيه؟ والعرب كيف طوعت لهم أنفسهم حصار الفلسطينيين المسلمين في غزة ليصارعوا الموت والقهر والظلام؟
    يقول الرسول صلى الله عليه وسلم :" المسلم أخو المسلم، لا يسلمه ولا يخذله، من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة.. " ، وهنا لا بد أن نقف جميعا على بعض الأسئلة: إلى من يوجه الرسول صلى الله عليه وسلم حديثه هذا؟ ومن الذي من المفترض أن يهتدي بهديه؟ هل هم فقط عامة الناس، الجار يعين جاره والقريب يساعد قريبه، أم أنها لكل مسلم، والمسئولون الأقربون أولهم، والأولى بالاقتداء والاهتداء لأنهم أصحاب قرار والأقدر على مساعدة الناس.
    المسلم أخو المسلم، من مصر أو فلسطين من أندونيسيا أو أمريكا، ولا يحق للمصري إذا كان مسلما أن يحاصر قطاع غزة ويسلم أهلها لليهود أو الظلام والبرد والجوع والحرمان، ولا يجوز أن يتعامل مسلم مع قطاع غزة ويستغل حاجة أهلها لتحقيق أغراض سياسية أو دنيوية مهما كانت، فلا مبرر على الإطلاق يجيز المشاركة في حصار غزة والتضييق على أهلها مما قد يتسبب بإزهاق الأرواح وضياع المصالح والحقوق سيما حقهم في حياة كريمة وطبيعية مثلهم مثل باقي أهل الأرض.
    يقولون إن غزة على موعد مع الظلام والانقطاع الدائم في التيار الكهربائي،ونسوا أن الظالمين على موعد يوم القيامة مع أهل غزة المظلومين والمحرومين بسبب رفضهم الاعتراف بشرعية الاحتلال وشرعية المنقلبين في مصر، ورفضهم للتخلي عن المقاومة، ولذلك فإننا ندعو المتباكين على غزة وأهلها أن يعملوا جاهدين وصادقين من أجل تفريج كربتها ورفع الحصار عنها، مع إدراكنا بأن معضلة غزة ومشاكلها مع الكهرباء وغيرها يمكن أن تنتهي بقرار سياسي؛ داخلي أو خارجي،وإن انعدمت العقلانية والحكمة في الوطن العربي فإن الله ناصر غزة ومفرج كربها لا محالة.


















    انتفاضة على الفِطرة؟!
    بقلم صلاح حميدة عن المركز الفلسطيني للاعلام
    في مثل هذه الأيام من عام 1987م بدأت مُسَنَّنة الانتفاضة الشعبية الفلسطينية بالدوران، كانت ثورة من نوع خاص لا مثيل له على الاطلاق في العالم، حجزت في قواميس اللغات والثورات اسماً لا يزال يتردد حتى اليوم، إنّها " الانتفاضة" حيث خطها الشعب الفلسطيني بدماء وتضحيات الآلاف من أبنائه وبناته.
    ثورة على الفطرة، يخرجون بلا توجيه.. يقاتلون بالحجارة.. يغلقون الشوارع بالحجارة والاطارات المشتعلة.. يقاتلون بالممكن.. ويتحصنون بالاشجار والبنايات من الطلقات وقنابل الغاز.. يخيط رجالهم و نساؤهم الأعلام من الملابس، يتقاسمون خبزاً وزيتوناً وحبّة طماطم في لحظة جوع، وتصيح ختيارة إيتوني بالجريح لأضع له "يوداً" مطهراً، تحسبه كجرح بسيط!! ... ألم أقل ثورة على الفطرة.
    والد أحدهم يقول:- " ما يهمني أن يكون ولدي معكم مقاوماً للاحتلال، وحتى لو بات خارج المنزل أو تأخّر، فأنا على يقين أنّ ولدي لا يسير في طريق خاطىء"... وتلك الأم التي تحضُّ أبناءها على المشاركة في الانتفاضة، وتقول لهم:- " لقد نذرتكم لله، أُخرجنا من قريتنا، وبمقاومتكم للاحتلال سنعود"... وذلك الأب الذي يذهب بأولاده جميعاً لأحد قيادات الانتفاضة ويقول له:- "خذوهم معكم"!!... نوع جديد من الآباء والأمّهات بدأ يتشكّل في المجتمع الفلسطيني، لا يخاف التضحية ويعتبرها عربوناً للعودة إلى الديار.. طلَّق الخوف وأطلق العنان لمرحلة جديدة من حياة شعب.
    ثورة تكتسب خبرتها بالتجربة والممارسة على الأرض، رشق سيارات المستوطنين وسيارات الجيش والعملاء وشرطة الاحتلال بالحجارة، ويتفرّد أبطالها بتسميات لسيارات جيش الاحتلال، فهذه "سحليّة" وهذا "حردون" ... أسماء للتحقير والاستخفاف بمركبات القمع، بعد أن كان ذكر أنّ جيب " الشمارجفول" يثير فزعاً في المنطقة بأسرها.
    للمرة الأولى يكتشف جيل " الانتفاضة" أنّه أقوى من جيش قهر جيوشاً عربية فرّت من أمامه ولم تحارب، فشاهده يفر من أمام حجارته؟!... يقاتل بحجر وهو أضعف الإيمان.. " يستهلم هذا الفعل من رشق الحجاج لإبليس خلال الحج"... قاوم الظالم حتى ولو بحجر.
    انتفاضة الإقدام والتضحية !!... هل رأيتموه يمسك بزميله في المظاهرة ويتقدمه قائلاً: " الآن دوري لرشق الحجارة" فيتلقى طلقتين في صدره!!... من يفعلها؟... هل رأيتم كيف كان يقول العريس لوالدته:- " انظري للقرية التي بجوارنا خرجوا في مظاهرة، وفي قريتنا لا يوجد شيء" فيذهب للقرية المجاورة ويعود محمولاً شهيداً.
    انتفاضة جعلت من الفتيان شباباً وقادة... كبروا فجأة وأصبحوا مقاتلين بالفطرة... يستميت الطفل ليلحق بالفتيان، ويستميت الفتيان ليلحقوا بالشباب، ويدرك كبار السن أنّ شوائب الهزيمة تغسل اليوم بتضحيات أبنائهم وأحفادهم.
    هل رأى أحدٌ ذلك " المدفعجي"؟... نعم إنّه "مدفعي الانتفاضة" .. إنّه رجل كبير من نوع فريد... ينسج "مقلاعاً" من صوف الخراف، حيث لا مثيل له بين " المقاليع" المستحدثة من قِبَل الفتيان.. يقول:- " اختاروا لي الحجارة المستديرة وسأريكم كيف أفعل بهؤلاء الجبناء" ويطلق " حِمَمَه " عليهم، فيتركون مظاهرةً من المئات ويلاحقونه بهدف القتل، مطلقين عليه النّار.
    شاب وسيم في مقتبل العمر يقارع الاحتلال ليل نهار، وحتى لا يضيع وقته بلا مقاومة، يعود من المدينة إلى بيته في البلدة مشياً ليرشق بالحجارة أي سيارة للمستوطنين يصادفها، وعندما يصل إلى حيث يسكن ينضم لأقرانه في مقاومة الاحتلال، فيلفت حضوره المقاوم نظر الاحتلال، فتغتاله قواتهم وسط المدينة، ويستعرضون بوضعه على " السحلية" في شوارعها، أي ساديّة وعار وجُبن هذا.. ولكنّهما الاحتلال والإجرام توأمان.
    "انتفاضة" علَّمَت الجيل الوطنيّة بالممارسة، لم تكن الوطنية مشروعاً استثمارياً، ولا كانت حالة شعاراتية، كان الانتماء للوطن وللانتفاضة له ثمن.. وثمن مؤلم.. كان رفع العلم الفلسطيني يكلّف رافعه حياته، وكانت المشاركة بالمسيرة مجازفةً بحياة، وكانت الحاجة للمال تُقتسم من جيوب المنتفضين، وكان النّاس يتسابقون لرعايتهم وحمايتهم وتحمّل أعباء مقاومتهم.
    في ذكرى تلك " الانتفاضة" تحضر ذكرياتها الجميلة والمؤلمة في آن، انتفاضة صاغت حياة جيل كامل كان على وشك الضياع في ثقافة التعايش مع الاحتلال، انتفاضة على الفطرة... انتفاضة من زمن آخر... رحم الله شهداءها، وتحيّة لمن أشعلوا ضياءها ونارها.























    انتفاضة الحجارة وفرامل أوسلو
    بقلم إبراهيم المدهون عن الرسالة نت
    نعيش اليوم ذكرى انتفاضة الحجارة المشتعلة في 8-12-1987. وسميت لحظتها بثورة المساجد؛ لدور المسجد في هذه الهبة الجماهيرية العفوية المفاجئة، فأذهلت العالم وحركت القضية بعد سنوات من التيه والهزائم، وأسست مدرسة في الثورات الحديثة ونشرت الوعي الثوري وشكلت الوجدان العربي الرافض للاحتلال. قبل الانتفاضة تركز العمل الفلسطيني المقاوم خارج أرض فلسطين التاريخية، ففي لحظة اشتعال ساحات الأردن ولبنان ومن ثم تشتت القوى الفلسطينية بعد حرب بيروت كانت الساحة الداخلية تشهد هدوءا وتعايشا، وإن كان الحس الثوري لم يتوقف من غير فعل، وبدأت تتململ بالبروز القوي للتيار الإسلامي بعد تأسيس المجمع والمؤسسات المختلفة وظهور نشاطات الشيخ أحمد ياسين. بدأت الانتفاضة في مخيم جباليا وامتدت لتشمل قطاع غزة ومن ثم انتقلت للضفة الغربية بما فيها القدس عبر مراحل متلاحقة، وتركزت سبل المواجهة على رجم الجنود ومعسكرات الجيش بالحجارة والزجاجات الحارقة. أبدعت الانتفاضة في أشكال المقاومة منها الاضرابات، والمتاريس، والكتابة على جدران المنازل، وتعليق الأعلام الفلسطينية، والمسيرات الحاشدة التي تحتك بالجيش وتعلي الصوت الفلسطيني، بالإضافة لانتشار الفن الوطني الملتزم الذي ألهب الجماهير. انتقلت وسائل المقاومة والمواجهة نقلة نوعية من الحجارة للسكاكين التي فجرها البطل عامر ابو سرحان بقتله ثلاثة (إسرائيليين) في القدس انتقاما لمجزرتي الاقصى وعيون قارة، فأبو سرحان الهب الخيال الفلسطيني وشجع عشرات الشباب المتحمس من استخدام السكين للإثخان في العدو. بدأ العمل المسلح يبرز رويدا رويدا وتم تأسيس كتائب القسام ومجموعات النسر الاحمر وصقور فتح والفهد الأسود، وأصبح عشرات من الشباب في الضفة وغزة يحملون السلاح ويشكلون مجموعات مسلحة، يتوارون عن الانظار نهارا ويخرجون فجأة فينفذون العمليات المباغتة، وقد شكل تطور الانتفاضة قلقا حقيقيا للاحتلال وبدأ يتكبد خسائر كبيرة في الأرواح والمعدات، وقد تميز الشهيد عماد عقل الذي تنقل بين غزة والخليل ونفذ عمليات نوعية بارزة قتل خلالها وأصاب عشرات من جنود ومستوطني الاحتلال، وأدت عملياته المكثفة مع إخوانه لشن الاحتلال حملة ابعاد لأكثر من 400 قيادي في حركتي حماس والجهاد الاسلامي. بعد ازدياد العمل العسكري المسلح وتطور الأداء المقاوم لجأ الاحتلال للحيل السياسية، فما فشل بأخذه بالقوة أخذه بالسياسة، فرفع شعار مؤتمر السلام وخدع القيادة الفلسطينية باتفاقية اوسلو التي قَسمَت الفلسطينيين ما بين مؤيد ومعارض، لتدخل السلطة بقيادة المرحوم ياسر عرفات وتنهي الانتفاضة الفلسطينية التي تميزت بالتالف والتآخي والوحدة والهدف المشترك. ولولا عملية السلام واتفاقية أوسلو لحققت هذه الانتفاضة أهداف وتطلعات الشعب الفلسطيني، إلا أن استفراد المرحوم عرفات بالقرار والتوقيع على اتفاقية أوسلو أثر سلبيا على أنبل ظاهرة فلسطينية عرفها التاريخ، وأربك الحسابات الداخلية وقيد الشعب بسلطة والتزامات أمنية، تقوم على اساس اغراق القيادة بالامتيازات مقابل التخلي عن الدور الوطني. ما زال العمل السياسي يحبط تطلعات شعبنا، ويكبح تقدمه ويخدعه ويقلل من إنجازاته ويهدر ويبدد طاقته، لهذا إن حالة الاشتباك مع العدو هي الضمان لاستعادة الحقوق، ولوقف التغول (الإسرائيلي) على أرضنا ومقدساتنا، فلقد أثبتت التجارب التاريخية أن الاحتلال ينكمش في لحظة المقاومة، وينبسط وينشط ويتغول ويكتسح لحظة الهدوء والمبادرات التسووية والسلمية. والواقع اليوم في الضفة آيل للضياع، وقد ابتلعت الأرض وهودت وحُصرت في ضوء سلطة تآثر السلامة والمهادنة وتتبنى سياسة التنسيق الامني والإذعان للاحتلال على حساب وحدة شعبنا وقضاياه العادلة، والحل الوحيد للخروج من المأزق الفلسطيني وإنهاء الانقسام وإنقاذ الضفة هو استئناف الانتفاضة وإعادة حالة الاشتباك مع الاحتلال.




    وفي كلاهما خير... إما نصر أو شهادة
    بقلم مصطفى الصواف عن الرسالة نت
    في الثامن من كانون أول/ديسمبر لعام سبعة وثمانين من القرن الماضي شهدت الأراضي الفلسطينية الانتفاضة الأولى في أعقاب حادثة باص العمال المتعمد من صهيوني حاقد قتل فيه أربعة من العمال وجرح العشرات، هذه الحادثة كانت فتيل الصاعق الذي فجر انتفاضة شعب أراد الكرامة والحرية والانعتاق.
    لم تكن حادثة الباص السبب الحقيقي لهذه الانتفاضة التي دخلت التاريخ من أوسع أبوابه بل سجلت لأول مرة كلمة لم يعرفها قاموس اللغة لها رديف في المصطلح السياسي وباتت تكتب بلغات العالم بالانتفاضة لتفردها في حجمها وشكلها وأثرها، هذه الحادثة هي الصاعق ولكن كانت هناك قضايا وأمور بلغت حدودا لا تطاق من قوات الاحتلال وخاصة في قطاع غزة تراكمت بشكل متسارع حتى بلغت مبلغا لم يعد يحتمل في انتظار حدث ما يفجر برميل البارود في وجه المحتل.
    لقد عايشنا تلك الأيام التي سبقت الانتفاضة من إهدار لكرامة المواطن في شوارع غزة من عصابات الاحتلال كان فيها اعتداء على الكبار وإرهاب للصغار واهانة للشباب والتحرش بالنساء والاعتداء عليهن، كان الجندي يوقف مواطنين ويطلب من كل واحد منهما صفع الآخر على وجه، أو أن يبصق عليه ومن يرفض يتعرض للضرب المبرح، وتحمل الناس الضرب لرفضهم الاستجابة لهذه الطلبات الشاذة ، بل بلغ بجنود الاحتلال الحد أن يطلبوا من الرجل كبير السن أن يرقص في الشارع وأمام المارة ويأبى الكبار الاستجابة وعندها يتعرضون للركل بالأرجل أو الصفع على الوجه أو الاهانة بألفاظ نابية، والباعة في الشوارع كانوا يتعرضون للأذى فتكب عرباتهم بما فيها من خُضرة أو بضائع وتداس بأقدام الجنود ويعتدى على أصحابها.
    كل ذلك اوجد حالة من الغليان في الشارع الغزي وما أن جاء حادث المقطورة حتى خرج الناس بلا وعي إلى الشوارع للتعبير عن جام غضبهم وواجهوا قوات الاحتلال بصدور عارية وبأيد لا تحمل إلا الحجر فترميه عليها أو تشعل إطار سيارة كاوتشوك وبات الناس من ليلتهم في حالة غليان لم يشهدها القطاع واستمر المشهد في اليوم التالي وازداد ضراوة وعنفوانا عندما ارتقى الشهداء وأصيب الجرحى واعتقل الشباب فكان أول الشهداء حاتم أبو سيسي من مخيم جباليا والذي استشهد في التاسع من الشهر أي في اليوم الثاني من اندلاع الانتفاضة وتوالى بعده سقوط الشهداء ومع كل يوم تزداد المواجهات عنفوانا وينضم إليها الشباب أفواجا حتى خرج القطاع عن بكرة أبيه في مواجهة المحتل، منهم من كسر الحجارة لتكون في قبضة الشباب ومنهم من أخذ يراقب الشوارع ومنهم من أشعل الإطارات ومنهم من صنع مسامير( رجل الغراب ) الثلاثية لتصيب سيارات الاحتلال في إطاراتها وتصبح هدفا للشبان، ومنهم من صنع المتاريس لعرقلة قوات الاحتلال، وسائل متعددة وبأيد فلسطينية.
    الحديث عن الانتفاضة الأولى يجعلنا نتأمل الواقع المعاش الذي بات اقرب إلى ما كانت عليه الأجواء في الانتفاضة الأولى وإن كان بوجه مختلف، ولعل ابرز ما يجري اليوم هو مخططات الاحتلال التهويدية في القدس وفي النقب ( برافر ) ومنطقة الجليل، وما يجري في الضفة الغربية وقطاع غزة والحصار وفشل مشاريع التصفية للقضية وثبات الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه رغم ما يجري على أيدي بعض أفراده من تنازلات وتعاون امني مع المحتل، إلا أن إرهاصات الانتفاضة الثالثة على الأبواب، فكما كانت الانتفاضة الأولى ستكون الثالثة بحاجة إلى الصاعق الذي يفجرها.
    القدس قد تكون المفجر للانتفاضة الثالثة تساندها مخططات العدو في النقب وتهجير سكانه ومصادرة أراضيهم واقتلاع بيوتهم وكذلك مخطط تهويد منطقة الجليل ومصادرة الأراضي لتفريق المواطنين أو شق الطرق وإقامة المشاريع الهادفة للاستيلاء على اراضي المواطنين أو تكثيف الاستيطان اليهودي فيها.
    على الفلسطينيين أن يجهزوا أنفسهم لهذه الانتفاضة والتي لن تقتصر على غزة أو الضفة بل ستشمل كل فلسطين لأن العدو يضرب بعرض الحائط بكل القيم ويسرع في تنفيذ مخططه الهادف إلى الاستيلاء على كل الأرض وتهويدها من اجل إقامة دولته اليهودية، هي أيام تطول أو تقصر وسنفجر برميل البارود، فلنعد أنفسنا للمرحلة القادمة ويكون يقيننا إما نصر أو شهادة وفي كلاهما خير والنصر حليفنا إن شاء الله تعالى.

























    غزة تحتفي بذكرى انتفاضة الحجارة
    بقلم عدنان أبو عامر عن فلسطين الان
    لن يكتمل إحياء الذكرى السنوية الـ26 لانتفاضة الحجارة هذه الأيام إلا بالحديث عن قطاع غزة، المهد الأول لها، والمفجر الحقيقي لمعظم الحراك الثوري والكفاحي والجهادي الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي.
    وهنا يجدر الحديث سريعاً أن أهمية قطاع غزة بالنسبة لـ(إسرائيل) لم يكن موضوعا مجمعا عليه داخل المجتمع السياسي والعسكري فيها، بل موضع خلاف، وخلاف شديد داخلها، وتبين ذلك من خلال البرامج الانتخابية والتصريحات العلنية، وتجسد بشكل واضح بعد انطلاق انتفاضة الحجارة، فقد برزت آراء إسرائيلية عديدة ترى أنه لا يوجد في القطاع أراض ذات قيمة تذكر، فلا يوجد فيه جبل مسيطر على محيطه من الناحية الإستراتيجية، أو نقطة رقابة لمتابعة تحركات جيوش معادية، وليس لليهود فيه أي صلات تاريخية.
    بل إن أحد الصحفيين الإسرائيليين تساءل: "من من اليهود بحاجة لهذه الرمال في غزة، بكل ما فيها من كراهية؟ وما الذي يساوي فيها حياة يهودي واحد؟ ولعل ذلك ما يفسر رد "شمعون بيريس" وزير الخارجية إبان اندلاع الانتفاضة على رئيس الوزراء الراحل "إسحاق شامير" الذي طالب بضرورة الاحتفاظ بغزة، كونها جزءا لا يتجزأ من (إسرائيل)، بقوله: يوجد الآن في غزة 600 ألف يعيش نصفهم في مخيمات اللاجئين، تضاعف عددهم منذ عام 1956، وخلال 12 عاما سيصبحون مليوناً، فهل قصد "شامير" أن هذا المليون في القطاع لا يمكن فصله عن (إسرائيل)؟
    فيما قال المحلل العسكري "زئيف شيف": إن إحدى المشاكل المعقدة للغاية تكمن في أن غزة، قنبلة بشرية موقوتة، حتى لو لم تكن هناك أسباب فلسطينية وطنية، ورغبة شديدة من السكان في التحرر من الاحتلال، ستأتي لحظة تنفجر فيها هذه القنبلة، لأسباب ديمغرافية واقتصادية، وبسبب البنية التحتية المتداعية، مما أوصلني لنتيجة أنه سيأتي علينا يوم نتوسل فيه كي يأخذ منا أحد ما، هذا القطاع بمشاكله!
    وهناك في الرأي العام الإسرائيلي من يميز وضع غزة عن الضفة الغربية ومكانتها، ففوائد الأولى لا تضاهي بأي قدر فوائد الثانية، وكذا أضرارها، وفي الغالب، فإن الواقع والحلم الصهيونيين على حد سواء، لا يقبلان بغزة إلا على سبيل"القط الذي يعرض مع الجمل"،فلم يكن بوسع (إسرائيل) إلا أن تأخذ غزة عندما أخذت سيناء، وما كان بوسعها أن تلقمها لمصر عندما استرجعت سيناءها، بحيث ربط مصير غزة بمصير الضفة، وإن كان على مضض من واقع الصهيونية وحلمها.
    وعند اندلاع انتفاضة الحجارة في غزة، التي عاشها كاتب هذه السطور يوماً بيوم، وساعة بساعة، طرحت أسئلة عدة،أهمها:لماذا كانت البداية في غزة؟ ولم بلغ فيها هذا الحجم من "العنف" الذي ميزها عن بقية المناطق المحتلة، ونتج عنه عدد كبير من الضحايا؟
    لقد كمنت الإجابة في التعرف على الظروف السياسية والاجتماعية والاقتصادية والديمغرافية الخاصة التي ميزت القطاع، وتطورت على امتداد سنوات عمر الاحتلال، وهي في بعض جوانبها معطيات عامة، يمكن احتسابها في عداد الأسباب الكامنة وغير المباشرة للأحداث التي شهدتها عموم المناطق المحتلة.
    لكن غزة شكلت حالة استثنائية على كل المستويات: بما صنعه فيها التاريخ والجغرافيا، وما صنعه فيها الاحتلال، وبما أنتجته عقود من تفاعل الاحتلال والمقاومة مع كثافة سكانية، وشح خطير في الموارد، وكيفما نظر المرء لأوضاع غزة: سياسيا، اقتصاديا، بشريا، واجتماعيا، يقف مذهولا أمام واقع لا تكفي لوصفه كلمة مأساوي أو كارثي، ومستغربا كيف تستمر الحياة فيه، فمن الاحتلال الكامل إلى التطويق والحصار الخانق، تزداد الظروف سوءا وتعقيدا.
    وظلت غزة بانتفاضتها قنبلة موقوتة معرضة للانفجار في أي وقت، فمع اكتظاظها بالسكان، ومخيمات اللاجئين وسوء الأحوال الاقتصادية، كانت أنشطة المقاومة تسبب للاحتلال مشاكل مستمرة فيها، وعندما وقع حادث يوم 8/ديسمبر، لم يتوقع أحد أن هذا اليوم سيسجل في التاريخ بداية مرحلة حاسمة في مسيرة القضية الفلسطينية.
    كل ذلك يعني أن انتفاضة الحجارة لم تأت من فراغ، بل سبقتها مقدمات سياسية واجتماعية واقتصادية، وهي بهذا المعنى ليست فعلا خارجيا، أي حركة إلقاء حجارة وإشعال إطارات وامتناع عن دفع الضرائب، وعصيان مدني فحسب، بل هي نسيج داخلي وبنية متكاملة، تضافر فيها الوعي مع التطور، وعبرت عن المخاض والولادة الشعبية للمرحلة الجديدة، وجاءت تعبيرا عن هدف الاستقلال..كل عام وغزة والانتفاضة بألف خير.
























    بين أزمة الكهرباء والمفاوضات.. أين المواطن الفلسطيني؟
    بقلم عمر قاروط عن فلسطين اون لاين
    من يراقب المشهد الفلسطيني يلاحظ العجب، في لحظات يصعدون بالتوقعات والتقديرات إلى القمة، وفي اليوم التالي يهبطون بها إلى الحضيض، وبين ذاك وذاك الكثير من التفاصيل التي لا يعرفها المراقب. في الأسبوع الماضي قيل لنا إن عصى موسى أمسكت بأزمة الكهرباء، وما عليكم إلا أن تنتظروا الأسابيع آسف الأيام آسف الساعات القادمة لتشهدوا مستقبلا جديدا لا انقطاع للكهرباء، واليوم يخرج علينا جمال الدردساوي الناطق باسم شركة الكهرباء لينبئنا بأن الشركة تعاني من عجز شديد في نسبة الكهرباء وصلت إلى 75% . وأضاف: " ننتظر حلا سريعا يسعف القطاع من كارثة حقيقية ". وحذر الناطق باسم الشركة من تراجع ساعات الإمداد للمنازل ، مؤكدا أن شركته فقدت السيطرة على برنامج الست ساعات.
    وعلى صعيد المفاوضات تخرج علينا السلطة بتقييمات تقول بأن ملف المفاوضات عالق، ولا تقدم نحو الملفات، بينما تتحدث الإدارة الأمريكية عن تقدم وأفكار ومقترحات تمهد لإمكانية التوصل لاتفاق، وتعود من جديد لغة التسريبات للمداولات حول الأفكار المطروحة، والتهديدات الأمريكية للقيادة الفلسطينية، وسط شكوك وتوقعات متضاربة إزاء ما يجري فيما يتواصل الزحف الاستيطاني، واضطراب القيادة الفلسطينية في تأمين تمويل موازنة المرتبات.
    هذا الخطاب الإعلامي والسياسي الفلسطيني المضطرب على المستوى السياسي والخدماتي بين غزة والضفة الغربية يلقي بظلاله على ذهنية ونفسية المواطن الفلسطيني، ويزيدها قلقا، وخلخلة نحو مصداقية وجدية الخطاب الفلسطيني الرسمي إزاء الشئون العامة سواء كان منها السياسي أم الخدماتي، وهو ما يعمق من إحباط المواطن الفلسطيني، وإرباك حياته اليومية، ويعمق من الفجوة بينه وبين قيادته ومسئوليه. إنه خطاب غير مفهوم، وغير مبرر، يزيد من الحيرة لدى المراقب للشأن الفلسطيني لدرجة يجعله عصيا على الفهم والاستيعاب.
    تابع وسائل الإعلام الفلسطينية منذ نحو أسبوعين ستجد أن ملف أزمة الكهرباء، وملف المفاوضات، يسيطران على تغطياتها بصورة مطلقة، بينما جاءت باقي الشئون الفلسطينية في سلم ثانوي في الاهتمام، وبتفحص ما يقال في هذين الملفين يتبين لك أنك لم تقرأ أو تشاهد أو تسمع جديدا، وأن كل ما تسمعه هو اجترار لمواقف أو توصيفات أو تحركات مكررة مل من سماعها المواطن. والشيء الملفت هو أن المسئولين الفلسطينيين لا يملون من ترديد وتكرار نفس المواقف والتصريحات والتبريرات رغم إدراكهم أن ما يقولونه لم يعد يصغى له.
    وهنا أود أن أثير بعضا من الأسئلة على كل قيادي ومسئول يتحدث لوسائل الإعلام أو الجمهور الفلسطيني، ألم يئن لكم أن تترفقوا بمواطنيكم وترحموهم من الإسهال الإعلامي؟ أليس من الخطأ أن تطلوا علينا كل يوم بتصريحات ومواقف متضاربة ومتعارضة؟ ألا يستحق المواطن الفلسطيني الصامد في وجه الحصار والإغلاق والبطالة والأزمات أن يحصل على استراحة يطمئن فيها إزاء ما يقدم له من خدمات أو يتابعه من تحركات؟ ألا يستحق هذا المواطن أن يشعر أن قيادته ومسئوليه يقدرون مشاعره ويحترمون عقله وتفكيره؟ أليس من الواجب عليهم ان يفكروا ويتريثوا قبل أن يطلقوا لأنفسهم العنان في التصريحات والمواقف التي تزيدنا اغترابا وحنقا إزاء الوضع القائم؟ أليس .. أليس..؟ إنها أسئلة كثيرة تتزاحم وإن بدت تكرر بعضها البعض، لكنها تعبر عن مزاجية وردود فعل هذا المواطن المقهور بظروفه وواقعه.
    إن هذه الصورة الضبابية والمضطربة في المواقف الفلسطينية لا تلحق الضرر بالمواطن الفلسطيني فحسب، بل إنها تزيد من عزلته في محيطه العربي والإسلامي والدولي، فأية قيادة تلك التي تمده بتلك المواقف والتصريحات وردود الأفعال المتقلبة والمتذبذبة تستحق أن تكون محل ثقة، وتستحق أن تدعم. فعلى مدى السنوات القليلة الماضية أفقدتنا هذه القيادة وذلك المسئول صورتنا الوطنية والنضالية أمام الآخرين، وغيرت صورتنا من شعب كبير بكرامته وعزته وصموده وثباته إلى شعب مقهور مكسور متسول. ألم يئن لتلك القيادة وذلك المسئول أن "يرحمنا، ويعف عنا"، ويترك لنا فرصة لأن ننظر في بدائل أخرى جديدة، ونفتح مساحات جديدة نتحرك فيها ونعمل من خلالها، أم أن قدرنا مكتوب على ذلك القيادي، وذلك المسئول؟!. إنها حقيقة في غير موضعها، وحقائق معكوسة.
    صحيح أننا شعب ما زال تحت الاحتلال، ومازال فاقدا لكل مظاهر السيادة والاستقلال، ومازال يقاتل في معركة غير متكافئة، لكن ذلك لا يلغي الإرادة الوطنية، والخيارات الوطنية، ولا يحد من قدرتنا على إعمال التفكير المبدع الخلاق في التكيف مع ظروف الصراع ومتغيراته، خصوصا وأننا ندرك أننا ندير صراعا طويل الأمد، وعسير على الحسم، لذا من الضرورة أن نعطي شعبنا كل فرص وإمكانات الصمود والثبات والتماسك حتى يظل قويا وممسكا بزمام المبادرة في إدارته للصراع.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 470
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 11:00 AM
  2. اقلام واراء حماس 458
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:46 AM
  3. اقلام واراء حماس 457
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:45 AM
  4. اقلام واراء حماس 456
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:43 AM
  5. اقلام واراء حماس 455
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-08, 10:42 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •