حسابات الحل النهائي وخبايا مقترحات كيري
شاكر الجوهري / فلسطين الان
|
رسائل "ساويرس"؟!
محمد جمال عرفة / فلسطين اون لاين
|
كبرياء غزة وكهرباء "إسرائيل"
فايز أبو شمالة / فلسطين الان
|
حق العودة بين التفريط والعجز
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
|
تخبط سياسي فلسطيني
فايز أبو شمالة / فلسطين الان
|
|
حسابات الحل النهائي وخبايا مقترحات كيري
شاكر الجوهري / فلسطين الان
تقدم مهم حدث على مسار المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية، برعاية جون كيري، وزير الخارجية الأميركي، يؤكد ذلك أمران:
الأول: تلويح قادة الأحزاب الأكثر يمينية في اسرائيل بالإنسحاب من الإئتلاف الحكومي في حالة التوصل إلى إتفاق سلام مع الفلسطينيين، كما هو حال حزب "البيت اليهودي".
الثاني: تركيز تسريبات ووسائل إعلام اسرائيلية أن الخلاف بين الجانبين أصبح يتركز على مسائل الحدود..
حين تكون المفاوضات متمركزة الآن حول الحدود، يكون قد م الإتفاق على كل، أو معظم، ما هو داخل هذه الحدود.
الثالث: رفض الأردن التورط بوضع قواته إلى جانب القوات الإسرائيلية على الحدود الأردنية ـ الفلسطينية.
أسباب الموقف الأردني تتلخص في:
أولا: رفض التورط في الحل النهائي الفلسطيني، حتى لا يتهم الأردن باتهامات مماثلة للتي أعقبت هزيمتي 1948، و1967..
ثانيا: سد أي باب يمكن أن يأتي للأردن منه ريح صرصرا..
أن تتمركز القوات الأردنية على الحدود الفلسطينية ـ الأردنية، إلى جانب القوات الإسرائيلية، وفقا لمقترح كيري، يعني امكانية اشتباك هذه القوات مع أي جهة فلسطينية مستقبلا.. خاصة الجهات الموجودة التي تصر على مواصلة الكفاح المسلح حتى تحرير كامل التراب الوطني الفلسطيني، مع يا يستدعيه ذلك من تهريب أسلحة عبر الأردن إلى الداخل الفلسطيني.. وذلك فضلا عن امكانية توظيف هذا التمركز من قبل المعارضة الأردنية ضد النظام.
ثالثا: احتمال أن يؤدي هذا التمركز إلى خلافات مستقبلية، وربما اشتباكات بين القوة الأردنية، والقوة الإسرائيلية.. على نحو من شأنه تهديد معاهدة السلام مع اسرائيل، التي يحتاجها الأردن، بأكثر مما تحتاجها اسرائيل.. ذلك أن هذه المعاهدة حصل الأردن بموجبها على اعتراف اسرائيل بوجوده، ولذلك رفضها المتشددون الإسرائيليون في حينه، ومن بينهم بنيامين نتنياهو، الذين ينشدون كل صباح "الأردن (النهر) ضفتان.. هذه لنا.. وتلك أيضا لنا"..!!!
لقد سبق لنتنياهو أن فاز بانتخابات الكنيست، وشكل أول حكوماته سنة 1996، على قاعدة برنامج انتخابي ضمنه في كتابه "مكان تحت الشمس" الذي يؤكد فيه أن الأردن جزء من "أرض اسرائيل الكبرى".
رابعا: إلى ذلك، فإن تمركز قوات اردنية إلى جانب قوات اسرائيلية على الحدود الأردنية ـ الفلسطينية، وأخذا بعين الإعتبار ما ورد في (ثالثا) يدفع الفلسطينيين إلى رفض أي صيغة مستقبلية تربط بين الأردن وفلسطين، سواء أكانت فدرالية أو كونفدرالية.
رغم كل ذلك، فإن بلوغ مرحلة بحث الحدود، يعني تحقيق تقدم مهم في مفاوضات الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
وهذا يستدعي تساؤلات من طراز:
• ماذا عن حدود الدولة الفلسطينية..؟
• ماذا عن تسليح جيش هذه الدولة..؟ الجيش الفلسطيني قائم فعلا تحت مسمى الأمن الوطني..!
• ماذا عن القدس الشرقية في إطار الحل، ونتنياهو أصر على استمرار الإستيطان، خاصة في القدس الشرقية طوال فترة المفاوضات.. بالضد من استحقاقات "خارطة الطريق"، والموقف الأميركي، والموافقة الفلسطينية على استئناف المفاوضات.
• ماذا عن وضع قطاع غزة في الدولة الفلسطينية..؟ وهل سيأذن توقيع الإتفاق بشن حرب جديدة شاملة على قطاع غزة من أجل اخضاعه لسلطة الدولة العتيدة..؟
• ومن هي الجهات التي ستشارك في هذه الحرب إلى جانب مصر..؟!
أحد أهم أسباب الإنقلاب العسكري في مصر على الرئيس محمد مرسي، هو تيسير الحل النهائي للقضية الفلسطينية.
• ماذا عن مستقبل العلاقات الأردنية ـ الفلسطينية..؟ فدرالية أم كونفدرالية..؟ أم كونفدرالية ثلاثية قد تضم أيضا اسرائيل..؟ أم "الأردن هو الأردن.. وفلسطين هي فلسطين.. الشعار الذي رفعه ياسر عرفات في ثمانينيات القرن الماضي، وتبناه الملك عبد الله الثاني في العقد الأول من القرن الثالث للميلاد.
على كل، ليس فقط الأردن الذي يرفض عرض كيري تمركز قوات اردنية واسرائيلية على الحدود الأردنية ـ الفلسطينية، فالقيادة الفلسطينية ترفض أيضا ذلك لأسباب مختلفة اضافية منها:
أولا: أن هذا التمركز المؤقت نظريا (بين 10 ـ 15 سنة) قد يصبح دائما، جاعلا من الكيان الفلسطيني جزيرة معزولة وسط بحر ترسانات السلاح الإسرائيلي..!
ثانيا: أن هذا العزل هو خطوة اسرائيلية مرحلية هدفها النهائي هضم "يهودا والسامرة" في المعدة الإسرائيلية بالتدريج..!
"يهودا والسامرة" هو الإسم العبري للضفة الغربية..
ثالثا: أن مقترح كيري لا ينص فقط على تمركز قوات اردنية واسرائيلية، وإنما هو يتضمن ما يلي، وفقا لتقرير نشره موقع "ديبكا" الإستخباري الإسرائيلي بتاريخ 9 الجاري:
1. "نشر قوة دولية إقليمية، بما فيها القوات الأميركية، على طول وادي نهر الأردن (غور الأردن) والضفة الغربية في الدولة الفلسطينية المستقبلية".
2. هذه القوة تشكل "ضمن مخطط اميركي اقليمي أوسع، لا تزال إدارة أوباما تعمل على تطويره لتشكيل قوة إقليمية في الشرق الأوسط لمكافحة تنظيم القاعدة (العدو الجديد)".
3. "تؤمن هذه القوة اجزاء من سوريا وكذلك الأردن والسعودية والدولة الفلسطينية المستقبلية وإسرائيل ضد أي هجوم من تنظيم القاعدة من مواقع في سوريا والعراق وسيناء".
4. "دمج وحدات القوات الخاصة الإسرائيلية والفلسطينية في مخطط القوة الإقليمية لمكافحة الإرهاب، جنبا إلى جنب مع نشر وحدات اميركية وبريطانية وفرنسية وسعودية واردنية ومصرية وقطرية".
5. "مع اتساع نطاق عملياتها، بدءا من جنوب سوريا إلى سيناء، بما في ذلك إسرائيل والدولة الفلسطينية المحتملة، فإن الجيش الإسرائيلي يكون قادرا على الاستمرار في أداء المهام الأمنية في يهودا والسامرة وغور الأردن، كجزء من قوة جديدة".
لذلك، فإن الدكتور عبد الله النسور رئيس الوزراء الأردني، أكد في جلسة مغلقة مؤخرا "إن الأردن لا يريد عازلا بينه وبين دولة فلسطين المستقلة"، مشيرا إلى أن الدولة الفلسطينية الوليدة ستكون بحاجة لحدود ومعابر وميناء ومطار.. نافيا ما تردد عن سعي الأردن لبقاء قوات أجنبية في منطقة الأغوار.
ووصف مسؤولون فلسطينيون الإقتراح الأميركي بأنه اقتراح اسرائيلي بالفعل، وقالوا إنه إذا أصر عليه كيري فإن المفاوضات ستفشل.
ودعا المسؤولون الوزير الأميركي إلى طرح اقتراح أكثر اتزانا على حد تعبيرهم.
وذكرت صحيفة "هاآرتس" الإسرائيلية في وقت سابق، أن هدف زيارة كيري هو عرض اتفاق الإطار لحل المسائل الجوهرية للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي في غضون أسابيع معدودة.
وقالت الصحيفة إن كيري يرمي من خلال ذلك إلى حمل نتنياهو وعباس إلى الوصول إلى نقطة حسم يجبران فيها على حسم امرهما إما الموافقة على خطة السلام الأميركية أو رفضها.
وأضافت أن نتنياهو وعباس سيلزمان باتخاذ قرارات مبدئية صعبة ودراماتيكية بالنسبة لجميع المسائل الجوهرية للنزاع، مشيرة إلى أن هذه القرارات ستحدد الخطوط العريضة لاتفاق دائم بين الطرفين، وتشكل قاعدة لمفاوضات مفصلة في أي موضوع كان.
مما سبق نخلص ثانية إلى أن:
أولا: الأجواء عشية جولة كيري بين عباس ونتنياهو توحي بأن إتفاقا على النار بين الطرفين يتم انضاجه خصوصا وأن الملك عبدلله الثاني والرئيس عباس إتفقا على دعم وإسناد خطة كيري للسلام مما يوحي ضمنيا بأن الطرف المعارض لهذه الخطة هو اسرائيل.
ثانيا: أن ملف الأمن في منطقة الأغوار بصفة حصرية هو الذي يؤخر إنضاج تصورات الإتفاق أو التوافق على خطة كيري، كما تؤكد أيضا صحيفة "معاريف" الإسرائيلية.
تخبط سياسي فلسطيني
فايز أبو شمالة / فلسطين الان
كشفت عنه تصريحات كبير المفاوضين الدكتور صائب عريقات عن تخبط سياسي، فقد اعترف الرجل بالحقائق التالية، وقال: منذ استئناف المفاوضات في تموز 2013 قتلت إسرائيل 31 فلسطينيا بدم بارد، وأعلنت عن أكثر من عطاء لبناء 5992 وحدة استيطانية، (ثلاثة أضعاف النمو الطبيعي لنيويورك)، وهدمت 209 بيوت ومنشأة، وزاد إرهاب المستوطنين بنسبة 41%، وتقدمت بقوانين لتقسيم المسجد الأقصى، فصار مستحيلاً أن تستمر المفاوضات.
هذا الاعتراف خطير، ويتوجب على شباب حركة فتح أن يدققوا في مضمونة قبل غيرهم، ليكتشفوا حجم المأساة التي تعيشها القضية الفلسطينية، وليكتشفوا أن استئناف المفاوضات هي الطريق السلس لقتل الفلسطينيين، ومصادرة أراضهم، وهدم المسجد الأقصى.
ولكن ما يزيد الطين بللاً في هذا الشتاء الفلسطينيي، هو قناعة كبير المفاوضين في حديث له بتاريخ 19/12 بإمكانية تحقيق اتفاق في نهاية فترة المفاوضات في نيسان/ابريل 2014، واشترط ذلك بالتزام إسرائيل بوقف الاستيطان، ووقف الإجراءات أحادية الجانب، وما عدا ذلك فإنه يحمل إسرائيل مسئولية فشل مفاوضات السلام.
وماذا يضير إسرائيل من فشل المفاوضات؟ إنها مستعدة لتحمل المسئولية، طالما قد مكنتها المفاوضات من قهر الإنسان والسيطرة على الأرض المسماه منطقة ج، فالذي يسيطر على الأرض بعد قهر سكانها بالقتل؛ يمتلك الفضاء الخارجي والسياسي والإعلامي، ويضع العالم أمام الحقائق، ومثلما اعترف العالم بدولة إسرائيل واقعاً مقاماً على حدود 48، ثم اعترف بعد ذلك بالمستوطنات واقعاً مقاماً على أرض الضفة الغربية والقدس، سيعترف العالم بعد ذلك بنفوذ اليهود المطلق على ما نسبته 60% من أراضي الضفة الغربية.
لقد ضاق أفق القيادة السياسية الفلسطينية حين حشرت نفسها في قفص المفاوضات أولاً، وحين قصرت القضية الفلسطينية على سكان قطاع غزة والضفة الغربية ثانياً، وهذا ما تجلي في حديث كبير المفاوضين لصحيفة القدس العربي يوم الاثنين 23/12 حين قال: في حال فشل المفاوضات، فإنه يجب ان نحقق مصالحتنا الوطنية بشكل سريع جدا بالعودة لإرادة الشعب، والعودة الى صندوق الاقتراع، وتعزيز جبهتنا الداخلية في الضفة والقطاع والقدس والمناطق المحتلة، وعلينا الاستمرار ببناء مؤسسات دولتنا.
نستشف من حديث كبير المفاوضات أن تحقيق المصالحة الفلسطينية بشكل سريع هو الرد الأول على فشل المفاوضات، والصحيح هو ان تكون للمصالحة الفلسطينية الأولوية على المفاوضات، لا أن يصير التلويح بالمصالحة كورقة ضاغطة على طاولة المفاوضات.
ونستشف من حديث كبير المفاوضين أن صندوق الاقتراع في غزة والضفة الغربية هو الطريق للمصالحة، وهنا مكمن الخطر على القضية الفلسطينية، لأن أبسط قواعد الوعي السياسي ترى باللاجئين الفلسطينيين في الشتات أصل الصراع مع العدو.
ونستشف من حديث كبير المفاوضين أن المقتول لا يفكر في إبعاد عنقه عن سكين القاتل، ولاسيما حين يصر السيد محمود عباس على حمل مقترحات كيري التي تكرس الاحتلال إلى جامعة الدول العربية، ليأخذ منهم المباركة عليها أو التعديل لبعض بنودها، وهذا يتعارض مع أبسط الحقوق الوطنية تملي على صاحب الحق ألا ينتظر رأي إخوانه في ممارسات قاتله، وإنما تستحثه لأن يبدأ القتيل في الدفاع عن نفسه، قبل أن يطلب النجدة من إخوانه
رسائل "ساويرس"؟!
محمد جمال عرفة / فلسطين اون لاين
الملياردير نجيب ساويرس الذي لعب دورًا في الانقلاب على الرئيس مرسي، هدد بأنه سوف ينزل –يقصد بميليشياته- لمواجهة الحراك الثوري في الشارع إذا عجزت قوات الجيش والشرطة عن قمعها، واستخدم كلمة "العنف" لمواجهة المظاهرات المستمرة في الشارع.
السؤال الأول هو: أليس تهديد ساويرس بالعنف يعد تحريضًا على الاقتتال الداخلي والحرب الأهلية ويبعث برسالة طائفية تعمق الفتنة والفوضى؟ لماذا إذا لا يحقق معه النائب العام بتهمة التحريض على العنف؟! أم أن عنف ساويرس والداخلية والجيش مسموح به ورد المظلومين على العنف الموجه لهم هو فقط ما يسمونه عنفا؟!
السؤال الثاني: لماذا هذا التصريح الآن؟ وتوقيته الذي يواكب قرب احتفالات المسيحيين بعيد الميلاد وشهر يناير وذكرى تفجير كنيسة القديسين، وتزامن هذا مع إعلان الشرطة حملة أمنية لحماية الكنائس رغم أنها آمنة لم يتعرض لها أحد والاستفتاء على دستور الانقلاب؟! وهل نتوقع فيلمًا هابطًا جديدًا عن استهداف الكنائس بعد تصريحات ساويرس؟ أم أن الهدف استجداء التصويت بنعم على دستورهم خشية العنف القادم؟!
السؤال الثالث: ما معنى خروج ساويرس ليقول هذا الكلام بهذه الحدة ويهدد بالعنف والنزول للشارع لمواجهة مظاهرات الإسلاميين؟ ألا يظهر هذا حجم الارتباك والانزعاج واليأس والإحباط الشديد الذي وصل له رءوس الانقلاب من النتائج التي تحققها الثورة على اﻷرض كل يوم؟
السؤال الرابع: هل تصريحات ساويرس -الذي يتميز بالأسلوب الهادئ– عن استخدام العنف مقصودة وليست عفوية؟ بمعنى أنه يقصد استفزاز الثوار السلميين كي تتحول الثورة إلى (اللاسلمية) وتفقد جزءا كبيرا من قوتها السلمية ضد الانقلاب والذي يكسبها كل يوم أرضًا جديدة؟ هل الهدف هو إشعال حرب أهلية بحيث يكون استخدام مزيد من العنف والعنف المضاد في الشارع، مبررا أمام العالم لمزيد من قهر الثورة بالسلاح كما فعل بشار الأسد في سوريا؟
السؤال الخامس: هل لجوء بعض شباب الثوار مؤخرا لأسلوب الرد على العنف الشرطي والبلطجي بحرق بعض سيارات الشرطة (سبع سيارات حتى الآن في جمعتين) أزعج سلطة الانقلاب وبات يشكل خطرا كبيرا على صمود قوات الانقلاب في الشارع لأنه يقربنا أكثر من أساليب ثورة 25 يناير وانكسار الشرطة، لذلك بدا الانفعال واضحًا في أداء ساويرس؟!
السؤال السادس: هل استهدف ساويرس من وراء استخدامه هذه اللغة العنيفة بالتهديد بالنزول إلى الشارع لمواجهة الثوار وتحويل الشوارع إلى عنف ودماء، إخافة المصريين وتقديم سيناريوهات مقلقة للرأي العام بهدف جعل المصريين يعارضون هذه المظاهرات ويمتنعون عن التعاطف معها بعدما زاد مؤخرا، خشية أن يصل الأمر لعنف مجتمعي وصراع في الشارع؟ أي أن سيناريو التصعيد من ساويرس مقصود للتسبب في حالة رعب بين المصريين للضغط على المتظاهرين لوقف التظاهر، وتبرير العنف ضد المتظاهرين من قبل البلطجية الذين يسميهم الإعلام الحكومي "الأهالي الشرفاء"، وتبرير تنفيذ خطة التفويض لمواجهة الإرهاب المزعوم؟!.
السؤال السابع: هل قصد ساويرس بمن سينزلون لمواجهة المظاهرات، والذين قال إنهم (القوى الليبرالية) ميليشيات (بلاك بلوك) التي أثيرت حولها شبهات أن تكون تابعة لجهات كنسية أو استخباراتية؟ وهل ظهور بلاك بلوك –بعد غياب ولأول مرة منذ انقلاب 3 يوليو– في البحيرة أول أمس الجمعة وضربهم المتظاهرين هو مقدمة لهذا العنف الذي يقصده ساويرس؟ وأليس هذا تصعيدًا من الانقلاب يدفع مصر لاقتتال أهلي وهم الذين كانوا يزعمون أنهم انقلبوا على مرسي لأن مصر كانت على وشك أن تتحول إلى الاقتتال الأهلي؟!.
السؤال الثامن: هل جاء تصريح ساويرس ليستبق تنازلات يجري الحديث عنها منذ فترة من جانب قيادة الانقلاب بعدما ظهر أن الجيش والشرطة أنهكوا تماما وأصبحوا عاجزين عن وقف الحراك الثوري وهو بهذا يحاول طمأنتهم بأننا سننزل للشارع لدعمكم فلا تتراجعوا.. والكلام طبعا للجيش وللشرطة؟!
السؤال التاسع: هل تنجح استراتيجية ساويرس الانقلاب بالتهديد بمزيد من العنف؟ والجواب الوحيد الذي أقدمه هنا مؤكد وهو: لا.. لن تنجح مخططاتهم.. فلو استخدموا العنف سيكون في صالح الثورة الشعبية المتصاعدة لأنه يثبت نواياهم وعدم شعبيتهم، ولو كانت مجرد "هلفطات إعلامية" من ساويرس، ضمن سلسلة التهديدات التي يطلقها مؤيدو الانقلاب فهي لن تمنع أيضا الزخم الثوري من التمدد.
حق العودة بين التفريط والعجز
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
من مخيمات اللجوء الفلسطيني، داخل فلسطين وخارجها، نشأت المقاومة الفلسطينية. ارتبطت النشأة بالمخيمات، وارتبطت بحق العودة. من أجل العودة حمل الفلسطينيون السلاح ، وقاوموا العدو الصهيوني. في المنظمة الدولية قرارات صريحة ومحددة تطالب بإعادة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وممتلكاتهم.
لم تُعِد القرارات الأممية اللاجئين، ولم تتمكن المقاومة الفلسطينية من إعادة اللاجئين إلى وطنهم وممتلكاتهم. الأمر الواقع فرض نفسه على اللاجئين، ولكن اللاجئين متمسكون بحقهم في العودة، ويرفضون التنازل عنه، وفي الوقت نفسه يمارسون حياتهم في المخيمات، والمنافي، وينتظرون الظرف المناسب الذي يساعد في إعادتهم إلى وطنهم.
يقولون في القانون : إن حق العودة حق فردي، غير قابل للتصرف، ولا يجوز فيه التفويض،ولا يملك رئيس السلطة ولا غيره من الملوك والرؤساء العرب الحق في التصرف بهذا الحق ، أو التفاوض مع العدو على إسقاطه ، أو انتقاله. ومن ثمة يرفض الفلسطينيون مقولة عباس ، ومقولة المبادرة العربية: (حل متفق عليه؟!). لأنها مقولة دبلوماسية مخادعة تستهدف التمهيد للتنازل عن حق العودة ، ومن ثم وجدنا فيما تسرب عن خطة جون كيري في الشق السياسي، ما يفيد البحث في حق العودة من خلال ( التوطين، والتعويض، والعودة إلى غزة والضفة). ولا يوجد حديث عن العودة إلى فلسطين المحتلة في عام ١٩٤٨ م. ووجدنا في المقابل طلبا إسرائيليا للاعتراف بيهودية الدولة، والأغرب من ذلك وجدنا تفهما أمريكيا لمطلب يهودية الدولة، بينما يقول المفاوض الفلسطيني هذا شأن إسرائيلي داخلي، ولا يعنينا كفلسطينيين، بينما هو في الجوهر يعنينا بشكل مباشر لأنه يقضي على حق العودة، ويهدد حقوق الفلسطينين داخل حدود ١٩٤٨م.
إن ما حدث للاجئين في الأردن، والعراق، ولبنان، وما يحدث لهم الآن في سوريا، جدير بأن يعيد حق العودة الى منزلته، ومكانته التي كانت له عند بدايات انطلاقة الثورة الفلسطينية في الستينيات. حيث كان حق العودة جوهر العمل الفلسطيني، وكان اللاجئون هم وقود الثورة ، وهم ضحاياها.
بالأمس نال الفلسطيني حقوق المواطن السوري، واليوم فقد الفلسطيني كل حقوقه، وبات رجلا غريبا، ومتهما، ولا مانع من قصف مخيمه بالبراميل المتفجرة، ولا مانع من حصاره لأشهر ، فهو لا يملك شهادة الولاء اللازمة للحياة وللمواطنة. ولأن هذه الحياة المتقلبة ضربت الفلسطيني، في كل مخيمات اللاجئين في الأردن ولبنان والعراق، وسوريا، وجب على القيادة الفلسطينية إعادة الاعتبار الى حق العودة، لا التمادي بالتنازل عنه، تحت سيف الأمر الواقع، أو رفض اسرائيل للتعامل مع هذا الحق.
إنه في ضوء التصرف الخاطئ ، والمبتسر للسلطة، والذي يهدددنا بتنازلات مؤلمة في باب حق العودة، لا نجد بديلا فلسطينيا تقوم عليه المعارضة الفلسطينية الرافضة للتفاوض لمنع التنازلات، الأمر الذي قد يعني ضياع حق العودة بين تفريط المفاوض، وعجز الفصائل المعارضة والرافضة للتنازلات.
كهرباء غزة ماذا بعد؟!
حسن أبو حشيش / الرأي
تدخلت قطر وقدمت فارق الضريبة للسلطة لتوريد سولار لمحطة توليد كهرباء غزة، وشيئًا فشيئًا عاد جدول الكهرباء بنظام 8-8 بمعنى ثمانية قطع التيار وأخرى سريانه، المعلومات التي تناقلتها جهات الاختصاص أن كمية الوقود والمنحة القطرية ستستمر لمدة أربعة شهور.
السؤال المصيري بعد خمسين يوماً من تفاقم الأزمة ماذا بعد انتهاء مفعول المنحة القطرية، وكيف سيكون الحال، وما هو مصير الضريبة، وما هو مصير السولار، وما هو مصير شركة التوليد، وخطوط شركة التوزيع..؟!
أسئلة مقلقة ومهمة تسيطر على مخيلة وعقول المواطن، فمشهد الأزمة قاسٍ وصعب، وصبر الناس عليها مقدر وقوي وخارق، الأمر الذي يتوجب التفكير من الآن للإجابة عن هذه الأسئلة والسؤال ماذا بعد؟!
الإجابة ليست من الحكومة وحدها وإن كانت هي من يتحمل مسئولية تحريك الملفات وتجميع الطاقات، والتواصل مع الجهات لوضع الحلول المطروحة موضع التنفيذ، لكن أيضًا كل الجهات المعنية سواء كانت أحزاباً وقوىً، أو مؤسسات دولة عاملة في فلسطين، أو مؤسسات أهلية ومجتمع مدني، أو جمعيات ونقابات، التحرك يجب أن يكون من الآن، لأن التشخيص معلوم، وطرق العلاج معلومة، والمنحة القطرية ليست علاجًا بقدر ما هي علاج مسكن سيزول يومًا من الأيام، لذا مطلوب في فترة التسكين أن نضع العلاج الجذري.
وهنا يجب أن نؤكد على وجوب تحمل الجميع مسئولياته باتخاذ قرار تاريخي وجريء ووطني ومسئول بإلغاء مفعول شركة التوليد التي يؤكد كل الخبراء أنها كارثة، وهي من سبب أزمة الكهرباء، وصاحبة ملف أسود موجود في صندوق أسود.. والبحث بجدية في البدائل كالربط الإقليمي، والطاقة الشمسية، أو تزويد الخطوط من قبل الاحتلال.. المهم ألا نبقى صامتين لحين عودة تفاقم الأزمة، والمسئولية تقع على عاتق الجميع.