النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 569

  1. #1

    اقلام واراء محلي 569

    اقلام محلي 569
    9/12/2013

    في هذا الملـــــف:

    1. مانديلا السياسي...

    بقلم: عبدالله اسكندر – القدس

    1. على السلطة ظالمة أو مظلومة!

    بقلم: حسن البطل – الايام

    1. إلـــى متـــــى؟

    بقلم: طلال عوكل – الايام

    1. فـــــي زيــــارة يافـــــا

    بقلم: د. عاطف أبو سيف – الايام

    1. تغريدة الصباح - كلمة عنه وكلمة إِليه

    بقلم: محمد علي طه – الحياة

    1. استقطاعات ومسؤولية مستقطعة

    بقلم: عدلي صادق – الحياة

    1. تكنولوجيا التجسس بدل الاحتلال.. اعظم شعب واطول ثورة واغرب استقلال

    بقلم: د.ناصر اللحام – معا

    1. معين: فتحاوي ورث مقعد احمد ياسين

    بقلم: محمد اللحام – معا

    1. حماس وإسرائيل إلى الصدام

    بقلم: دكتور ناجى صادق شراب – معا
    مانديلا السياسي...
    بقلم: عبدالله اسكندر – القدس
    يبقى نيلسون مانديلا زعيماً سياسياً، على رغم توقه منذ تخليه عن الرئاسة في جنوب أفريقيا في 1999 إلى معالجة آفتين أصابتا الإنسانية، هما الفقر ومرض «الأيدز». لا بل فشل في تحقيق حلمه تشكيل جبهة للحد من انتشار الآفتين اللتين ما تزالان تفتكان بالبشر، على رغم تمتعه برصيد دولي لا سابق له وسمعة استثنائية في شفافيتها وعلاقات على أرفع المستويات في كل أنحاء العالم. لقد نظر إلى الفقر و «الأيدز» على أنهما من صنع الإنسان، واعتبر أنه يمكن للإنسان أن يقضي عليهما. كما كان الحال بالنسبة إلى التمييز العنصري في جنوب أفريقيا، والذي شرعه الإنسان وتمكن الإنسان من القضاء عليه.
    على أي حال كان الرجل عظيماً في نضاله الإنساني كما كان في نضاله السياسي الذي يعطيه مكانته الخاصة بين العظماء في التاريخ.
    تمتع مانديلا بصفات شخصية أتاحت له أن يقرأ بدقة معنى التطورات في بلاده والعالم. سواء في مرحلة النضال المسلح أو مرحلة السجن أو مرحلة الحوار والمصالحة. لقد خبر بنفسه معنى القهر البشري الذي يولده التمييز العنصري، والاستغلال المادي الذي وفره هذا النظام للأقلية البيضاء منذ وصول الحزب الوطني العنصري إلى الحكم في 1947 في جنوب أفريقيا. وأدرك أنه لا يمكن تحريك النضال ضد هذا النظام المتكامل، قانونياً وسياسياً واقتصادياً، من دون اكتساب الأصدقاء والحلفاء في الداخل والخارج. ليجعل من قضية السود في جنوب أفريقيا جزءاً من قضية التحرر في العالم، خصوصاً القارة الأفريقية، في خمسينات وستينات القرن الماضي.
    فاشترك مانديلا مع رفاقه في أوسع حركة تحريض وتعبئة على النظام، وصلت بهم جميعاً إلى السجن. لكن قضية التمييز العنصري باتت قضية دولية وجزءاً من جبهة المواجهة في الحرب الباردة. أي أنها باتت على جدول أعمال القوتين العظميين في العالم.
    وعندما فاقت جرائم النظام العنصري كل احتمال وتصور، لم تعد بريطانيا القوة المستعمرة السابقة لجنوب أفريقيا والولايات المتحدة القوة الحامية لنظام التمييز العنصري قادرتين على تحمل الأعباء السياسية لهذا النظام وممارساته غير القابلة لأي تبرير، بدأ نظام العقوبات الدولية على نظام بريتوريا، وراح هذا النظام يتصاعد ليشمل الجوانب السياسية. ليستخلص أركان النظام أن ما يوفره لهم نظام التمييز العنصري يخسرونه أضعافاً مضاعفة بفعل العقوبات الدولية والمقاطعة السياسية.
    وهذا ما التقطه مانديلا منذ أن قابله في 1989 رئيس النظام آنذاك بيتر بوتا. فأطلق موقفه الشهير المتعلق بالحوار والمصالحة والتسامح في الداخل، والاقتراب من المفاهيم الليبرالية في السياسة والاقتصاد، بما يخرجه من محور الكتلة الاشتراكية التي بدأت تظهر عليها معالم الانهيار وبما يجعله حليف القوى المنتصرة في الحرب الباردة.
    وباتت المصالحة وحدها خشبة الخلاص للأقلية البيضاء، وللحزب الوطني الحاكم الذي أوكل قيادته إلى فريديرك دوكليرك، أكثر الشخصيات اعتدالاً وبراغماتية، والذي كان صنو مانديلا خلال المفاوضات وصولاً إلى إنهاء سلمي لنظام التمييز العنصري وإقامة الديموقراطية التعددية. ليصبح مانديلا أول رئيس أسود للبلاد منتخب ديموقراطياً، في 1994.
    وطيلة فترة رئاسته، كثف مانديلا مبادرات الصفح والمصالحة، وذلك بهدف تشجيع الغالبية السوداء وطمأنة الأقلية البيضاء التي لا تزال ممسكة بالمفاصل المالية والعسكرية في البلاد. وكان المحور المركزي للمصالحة لجنة الحقيقة والمصالحة التي أنشئت في نهاية 1995 وترأسها الأسقف ديزموند توتو الضمير الحي للنضال ضد الفصل العنصري. واستمعت هذه اللجنة إلى أكثر من ثلاثين ألف ضحية وجلاد واقترحت العفو والصفح مقابل اعترافات علنية.
    وهنا تكمن عظمة مانديلا الذي صفح عن جلاديه، استناداً إلى حسابات سياسية. وجعل من نفسه قدوة في مشروع المصالحة والصفح. فزار جلاديه وشرب الشاي في منازل بعضهم، خصوصاً بيتسي فرفويد (94 سنة) أرملة مهندس نظام الفصل العنصري هندريك فرفويد الذي حظر حزب المؤتمر الوطني الأفريقي في 1960، وأقام حفلات استقبال لآخرين.
    لقد أدرك مانديلا أن هذا الخيار وحده يجنب الاقتتال في بلده. ورد أكثر من مرة على منتقديه الذين كانوا يأخذون عليه تقديم الكثير من المبادرات حيال البيض: «لو لم تكن (المصالحة) سياستنا الأساسية، لكنا شهدنا حمام دم».

    على السلطة ظالمة أو مظلومة!
    بقلم: حسن البطل – الايام
    مطلع رئاسة سليمان فرنجية للبنان اطلق له شعاراً: وطني دائماً على حق، وفي السنة الثانية لرئاسته اندلعت الحرب الأهلية، فأعطت فرصة لغير افرقاء النزاع للسخرية حتى من النشيد الوطني "كلنا للوطن / للعلا والعلم" .. الى "كلنا ع الوطن".
    هذا ما لا يتذكره معظم الفلسطينيين (وما لا ينساه معظم اللبنانيين) لكن، معظم الفلسطينيين لا ينسون عبارة الرئيس الجزائري هواري بو مدين: "مع فلسطين ظالمة او مظلومة".
    لفلسطين القضية والبلاد والأسماء الحسنى، لكن ليس لفلسطين المنظمة ثم (السلطة - المنظمة منذ صارت إطاراً - سياسياً للثورة؛ او السلطة منذ صارت إطاراً سياسياً للدولة المنشودة على جزء من ارض البلاد.
    من الأسماء الحسنى للقضية والبلاد، الى اسم اللعنة الاوسلوية؛ ومن الانتفاضة إلى المفاوضات. معظم الفلسطينيين كانوا مع أوسلو في سنواتها الأولى ولم يعودوا كذلك، ومعظم الفلسطينيين كانوا مع المفاوضات ولم يعودوا كذلك، ومعظم الفلسطينيين كانوا مع السلطة الوطنية الفلسطينية ولم يعودوا كذلك.
    هناك مقياس درّجت به "المنظمة الدولية للشفافية" نزاهة الدول ومفادها، وآخر للشعوب القانعة أو السعيدة بحياتها. فلسطين تحتل المركز الـ ٦٥ دولياً في النزاهة (إسرائيل المركز ١٩ وروسيا المركز ١٢٧).
    لو كان هناك مقياس لرضا الشعوب عن حكوماتها لربما انحدر رضا الفلسطينيين عن سلطتهم اكثر من ترتيب درجة نزاهتها. مفهوم ان يكون الشعب غير راض عن السياسة الوطنية للسلطة من المفاوضات الى الانتفاضة، وكذا عن السياسة الداخلية للسلطة من الفساد المالي الى الفساد الإداري، في الحالة السياسية فالسلطة ظالمة للقضية، وفي الحالة الداخلية فالسلطة ظالمة للشعب.
    هل معنى ذلك ان نقلب شعار "وطني دائماً على حق" الى "شعبي دائماً على صواب"؟ الشعب الفلسطيني حديث العهد بمفهوم "سلطة وطنية" اي حكومة ينتخبها هو، ويمارسها ويغيرها بالانتخابات.
    الانتخابات تعطّلت بالانقلاب الغزي وبالانقسام، الأمر الذي افسح مجالا اوسع لنقد حاد للسلطة، دون حساب لظروفها السياسية او إمكانيتها الحالية والإدارية او تدبيرها للتعاطي مع الإمكانيات والظروف.
    مثلاً: ترى النقابات عامة، ونقابات المعلمين والموظفين العموميين إنها على حق والسلطة جائرة بحقوقها، نظرية، هذا صحيح، فالأسعار والتضخم يركضان، والرواتب تزحف.
    قد يتطلب الترشيد تقصير ثوب علاوة المواصلات والإشراف، وتطويل أكمام الإعانات الاجتماعية، او سداد ديون السلطة الداخلية، او التعامل مع اقتطاعات إسرائيل من أموال الضرائب المستحقة للسلطة.
    الواقع الحالي العنيد ان أسعار السلع في فلسطين مربوطة بأسعارها في إسرائيل، رغم التفاوت الفاحش في الدخل القومي .. والبون الشاسع في الميزان التجاري.
    السلطة مسؤولة عن فسادها (تزويد ضرائب السيارات)، والسلطة مسؤولة عن فساد شعبها (السلع الفاسدة) والسلطة مسؤولة ايضاً عن هذه القصة الطريفة: على صفحات "الفيسبوك" عرائض وفيرة للتضامن مع موظفة بسيطة في وكالة انباء رسمية تطلب، ساخرة الزواج من رئيس السلطة عساها تنال شيئاً من بركات المحسوبية والترقية؟!
    دعم الموظفة خمسة اعضاء في اللجنة المركزية لحزب يساري صغير، او نواب وسياسيون ومثقفون يحتجون على مساءلتها من مرؤوسيها.
    لا مؤهلاتها ولا مدة خدمتها ولا وظيفتها تؤهلها للشكوى الطريفة لولا التضامن غير الطريف والواسع معها، علما ان تعيينها تم بالواسطة، وشهاداتها عبارة عن دورات تدريبية غير اكاديمية!
    يمكن التضامن، مثلاً، مع بائع بسطة خضراوات في غزة، قال انه يربح ١٠٠ شيكل في الشهر، بينما تصل علاوة مواصلات موظف الى مئات الشواكل، وراتبه الى آلاف الشواكل شهرياً.
    وطني "بلادي دائماً على حق، واما السلطة فهي على خطأ، سواء أكانت ظالمة او مظلومة.

    إلـــى متـــــى؟
    بقلم: طلال عوكل – الايام
    بعيون متسائلة، وعقول متشائمة، وقلوب متعبة، يمضي المواطن في قطاع غزة، في حياته اليومية، منتظراً بلا أمل، من يجيبه، ولا يجيب عن سؤال الأسئلة، الى متى؟
    إلى متى، سيستمر هذا الانقسام، الذي يصفه الجميع بالبغيض والخطير، الى متى سيستمر هذا الحصار، الذي تزداد وطأته يوما بعد آخر، الى متى سيظل معبر رفح مغلقاً، يطفئ كل رغبة في السفر، الى متى تستمر أزمة انقطاع التيار الكهربي، ومعه وبسببه يستمر انقطاع المياه، الى متى يستمر هذا التجاهل والتعذيب من الأهل والخلان..؟ طويلة الأسئلة التي تتردد على ألسنة الجميع، بلا جواب من احد، فيرتد السؤال على صاحبه، فتجد الإنسان يتحدث مع نفسه، حتى لتخاله مخبولاً.
    قد لا ينتبه المسؤول، الى الرواج غير الاعتيادي، الذي تحظى به مهنة اطباء القلب، وتخصصات الضغط والسكر والسرطانات بانواعها، جزء كبير من الواجبات الاجتماعية يتركز حول زيارة مريض، او مراجعة الاطباء، او اداء واجب العزاء في شاب او مسن، اصيب بنوبة قلبية دون سابق انذاز، الموت لم يعد متلازما مع القتل، او مع تقدم السن، الى ان تراجعت رهبة الموت، اذ لم يعد يترك ذلك الالم على فراق حبيب او شاب في مقتبل العمر.
    ضمن الاسباب الستة التي يتحدث بها الاطباء كما تعلمونها في الجامعات، هناك سبب واحد، هو الذي يقرر حالة المريض، فلا التدخين ولا السمنة، ولا الملح، ولا السكر، ولا الجنس، ولا اي من هذه الاسباب هو الذي يتحمل المسؤولية عن دفعك الى طبيب القلب، انه الضغط النفسي والعصبي، وما دام الامر كذلك، فلعل الشباب هم اكثر الفئات تعرضا للاصابة. فجأة وبدون سابق انذار، تأتيكم الازمات من حيث لا تحتسبون، ولا مجال هنا للعمليات الحسابية، او للمرافعات القانونية، ولا مجال لقبول المبررات، مهما كانت وجاهتها.
    موظفو القطاع العام، في غزة ليسوا مسؤولين عن الانقسام وهم ليسوا مسؤولين عن قرار الاستنكاف عن العمل، بل انهم يعانون اجتماعيا، ونفسيا بسبب جلوسهم في البيوت منذ ما يقرب من السنوات السبع، وهم ليسوا قادرين ولا مسؤولين عن انهاء الانقسام، وكل ما لديهم هو التزامهم بقرارات الشرعية، والسلطة التي منحتهم فرصة العمل.
    فجأة، يذهب الموظف الى الصراف الآلي، او الى البنك، فيجد الراتب ناقصاً مئات الشواكل، مع تفاوت له علاقة بالدرجة الوظيفية، وبدل المواصلات وهذه ليست متساوية، لعلاقتها بمكان السكن، فجأة تختل الموازنة، التي يذهب قسط وافر منها لسداد قرض، او لسداد دين، او لتأدية فريضة اجتماعية، وفجأة تتسع دائرة السؤال عما سيأتي لاحقا من اجراءات اخرى، بعد ان توقفت العلاوات، وتوقفت عمليات التوظيف، منذ وقوع الانقلاب، ما هي الإجراءات القادمة، هل سيتم فرض نظام التقاعد الإجباري، ام ان هناك تقليصات أخرى؟ كل شيء متوقع، طالما يستمر تجاهل حقوق الموظفين، ومعاناة المواطنين في القطاع، الذين لا ذنب لهم، سوى انهم تحولوا الى ضحايا، لاختلاف الرؤى والبرامج والمصالح والحسابات.
    بعيدا عن جدل بيزنطي حول قانونية او عدم قانونية الإجراء، أو حول مدى وجاهة الأسباب التي تجعل الموظف العمومي هو من يتحمل المسؤولية عن تقصير القيادة تجاه المئات من عائلات الشهداء الذين لا يحصلون على مستحقاتهم، بعيدا عن كل ذلك فإن للإجراء أبعادا اجتماعية ونفسيه واقتصادية قد لا يدركها من اتخذ القرار.
    اذا كان آلاف العمال، والمستفيدون من الحركة عبر الأنفاق التي يتم تدميرها، قد انتهوا بلا مورد رزق، وإذا كان عشرات آلاف أصحاب المهن المرتبطة بالإنشاءات قد فقدوا مورد رزقهم بسبب عدم ادخال مواد البناء، واذا كان الصيادون لا يحصلون على ما يغطي تكاليف وعذابات مغامراتهم البحرية، إذا كان كل هؤلاء يضافون الى عشرات آلاف الخريجين فكيف للناس ان تعيش؟
    كيف للناس ان تعيش، اذا كانت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين تقلص خدماتها عاما بعد آخر، وإذا كانت المؤسسات الدولية المانحة تقلص تمويلها لمنظمات العمل الأهلي، حتى بات على معظم هذه المنظمات تقليص موظفيها وخدماتها؟
    لا بد من ملاحظة ان المصدر الأساسي للدخل في قطاع غزة، هو من الوظيفة، سواء من الاونروا، او من السلطة، او من الحكومة المقالة، الكل يعرف ان التحويلات من الخارج، تراجعت الى حد كبير لأسباب كثيرة منها وفي الأساس، ان الكثير من الدول العربية باتت تفضل تشغيل العمالة الآسيوية، وان الفلسطيني ما يزال مشبوها بالإصابة بفيروس التمرد او الثورة، في هذه الحال كان على المسؤول ان يأخذ بعين الاعتبار بأن الراتب الذي يحصل عليه الموظف، سيخضع لمبدأ التكافل الاجتماعي، فإذا كان هذا الراتب أصلا لا يلبي الارتفاع المتزايد لتكاليف المعيشة فكيف له ان يلبي الاحتياجات والأبعاد الاجتماعية المرتبطة به وبصاحبه؟
    لا مجال هنا لرسم المشهد المأساوي بكل تفاصيله، وقد كتب عنه الكثيرون، ولكن اذا كان تعميق هذا الطابع المأساوي مرتبطا باستراتيجيات سياسية او حسابات او مراهنات لا افق لها، فإن المأساة وحدها هي الباقية حتى لم يعد للمواطن الغزي من حلم، وهو سيفرح حين يتحسن ولو قليلا وضع التيار الكهربي، او حين يفتح معبر رفح لأسبوع متواصل .. أو ...
    ومن المناسب القول، أن الظلم الإعلامي، والدعاوى والتثقيفي الفصائلي لتعزيز الصمود، ولمطالبة المواطن بالصبر، وبالتضحية، كل ذلك لم يعد مفيدا على الإطلاق، فمع استمرار هذه المأساة واتساع نطاقها ومفرداتها، تتسع أزمة الثقة بين المواطن والمسؤول والفصيل، وإذا كان المواطن يدرك تماما أن الاحتلال هو المسؤول الأول والأساسي عن هذه المآسي الوطنية والاجتماعية، فإن لسان حاله يقول ان "ظلم الأقربين أشد مضاضة"، ويعود ليسأل الى متى؟ واخيرا يخطئ من يعتقد ان هذا كل ما ينطوي عليه المشهد المأساوي.

    فـــــي زيــــارة يافـــــا
    بقلم: د. عاطف أبو سيف – الايام
    حظيت الأسبوع الماضي بزيارة مدينتي يافا، تلك المدينة التي حملتها لي حكايات الجدة وقصص الجيران وأحلام الناس التائهة في مخيمات اللجوء. المدينة التي شكلت قلب الحلم الفلسطيني وقبلة العين حين تفكر بالعودة وتتهادى على رموشها أمنيات الحرية. يمكن للمرء منا أن يقول في يافا الكثير بما شكلته وتشكله في الوجدان الفلسطيني من قيمة كمدينة فلسطين المدنية الأولى وحاضرتها الثقافية والاقتصادية وبوابتها الواسعة على بحر لا ينتهي.
    فليافا عالمها الخاص وأحلامها الخاصة وذكرياتها الخاصة في نفس كل فلسطيني، لأنها مدينة الفلسطينيين بالمعنى المجازي والمادي للكلمة. كانت تلك من اللحظات القليلة التي يمكن للزمن أن يكون اكثر كرماً من قسوة الواقع. وكذلك شعرت حين وطئت قدماي ارض المدينة التي انطبعت على طرقاتها خطوات أجدادي وأهلي لسنين لا يمكن للتاريخ أن يتذكر تعدادها.
    لست في وارد الحديث عن تلك الزيارة بما اشتملته من مشاعر وأطياف واستحضارات وتنهدات وحسرات وزيارات عائلية و(قصدرات) في الطرقات وجلوس في أماكن وإعادة بعث للأموات من رقاد الماضي، وهمهمة وثرثرة مع النفس ونظرات سارحة وشفاه عاجزة عن النطق، لأن في يافا ما يمكن أن يربك الفلسطيني من حيث هول الكارثة وقوة الفقد وقسوة الخسارة- الأندلس الفلسطيني الذي تدوسه عربات الزمن وبلدوزرات التهويد، لكن ثمة شيئاً فيه يظل عصياً على كل هذا. ليس هذا باب القصيد ولا مبتغاه، حيث إن لهذا موضعه الخاص في ذاكرة تتراكم وتندفع بالكتابة بين الفينة والأخرى، لكن ما أردته في هذا المقام هو أنني وجدت نفسي حقاً أبحث عن يافا التي أعرفها من ذاكرة جدتي ومن حكايات الجيران. مصطفي الدباغ في رائعته "بلادنا فلسطين" يصف يافا بالقول ... كأنها قطعة سقطت من الجنة. وهي ربما كانت كذلك وأكثر. ربما لم تتعرض مدينة فلسطينية لمثل عمليات التهويد القصري مثلما تعرضت لها يافا. إنهما السبب والأهمية ذاتمها اللذان يعنيان لكل فلسطيني، وهما ما جعل منها هدفاً لعمليات التهويد والتغيير. إنه السبب ذاته الذي جعل المستعمرين الأوائل يبنون مستعمراتهم الكبرى بجوار مدينة الفلسطينيين الكبرى. لم يكن هذا توجها لصراع معماري او مصادفة تاريخية أو تنافس على الحيز بقدر ما كان من البداية اشتباكا حول الرواية، فمدينة الفلسطينيين الأولى يجب أن تتحول إلى مدينة المستعمر الأولى. كأن ثمة نقيضاً لكل رواية فلسطينية. بيد أنه امام عراقة ميناء يافا وقدم طرقات أسواقها وعتق مبانيها ومقاهيها تقف تل أبيب تطل برؤوس بناياتها لتقول إنها تجسيد لحضارة معاصرة غريبة عن روح المكان.
    ففيما تسير في طرقات المدينة تطل عليك بنايات تل أبيب العالية الشاهقة وأبراجها كأنها تتلصص على يافا تلتهم هدوءها.
    ثمة صراع يبدو اننا تناسيناه في ظل زحمة بحثنا عن المتاح والممكن على قلته وصعوبة الحصول عليه رغم ذلك؛ إنه صراع على هوية هذه الأماكن التي جسدت في لحظة معينة قلب وطننا والفرن الكبير الذي يخبز أحلامنا. خلال تجوالي في طرقات المدينة التي شهدت ميلاد الوطنية الفلسطينية والصراع الأشرس مع الاحتلال البريطاني وعصابات المستوطنين الوافدة ، كان ثمة شيء من هويتها العربية يتآكل، وثمة من يسرق منها روحها الحقيقة. فالأماكن يتم إكسابها أسماء جديدة، والطرقات يتم إطلاق أسماء غريبة على تاريخها، لم تطأها يوماً. والأسواق كذلك. عملية ممنهجة ومحسوبة لأن هناك من يريد لهذه المدينة كما لغيرها من المدن والأماكن ان تنسلخ عن ماضيها.
    تخيلت ان تواصل مثل تلك العملية يمكن لها مع الزمن ان تنجح فعلاً في طمس هوية المكان، فالطرقات مع الزمن تأخذ حقيقة أسمائها الجديدة في ظل غياب تذكير دائم بأسمائها الحقيقة. مثلاً كيف يمكن لشاب مثلي في منتصف عمره ان يتعرف على الأسماء الحقيقية للشوارع والأماكن؟ هذا وأنا ما زلت أعيش ذاكرة جدتي وأهلي عن المدينة التي عاشت فيها العائلة قروناً، فكيف سيكون حال مثلاً شاب مثلي وربما من نسلي سيزور المدينة بعد مائة سنة؟ هل سيوجد شيء يخبره عن حقيقة الرواية الفلسطينية عن المكان. مثلاً هذا الشارع، ما هو اسمه الحقيقي؟ وهذه السوق، ماذا كانت قبل ذلك؟ وماذا كان اسمها؟ وأين حدود الأحياء القديمة من النزهة والعجمي والجبلية وإرشيد والمنشية وسكنة أبو كبير وغيرها؟ وكيف يمكن له ان يستدل على ذلك في ظل التحولات البطيئة والممنهجة التي تجرى على وجه المدينة. ثمة جهود لا بد انها تجرى وهي جهود مهمة على تواضعها، مثلما تقوم مؤسسة "ذكريات" التي هي بالمناسبة إسرائيلية عربية للتذكير بالأصول العربية للأماكن في كل فلسطين، لكن هل يوجد مشروع قومي كبير لذلك يشتمل على أدلة وكتيبات وخرائط تفصيلية تحفظ للمكان عروبته وتعطي الاسم الحقيقي للاسم الذي جرت عليه عملية التهويد.
    صحيح أن صراعنا مع إسرائيل على الضفة الغربية وقطاع غزة اكثر إلحاحاً، وصحيح أن لا شيء يمكن له أن ينسينا أن يافا مدينة عربية كما الناصرة وصفد وحيفا، وان جامع الساعة وكنيسة القديس بطرس تقولان حقيقة واحدة هي أن العرب هم أصحاب المكان الحقيقيين، لكن رغم ذلك نحن بحاجة لأن نطور أدوات اشتباك حضاري ومعرفي لنحافظ على ذاكراتنا هناك بحيث تستطيع الأجيال القادمة أن تعيد بناء هذه الذاكرة وتجسدها حين تحين اللحظة.
    هل هناك من صدم مثلي أن إشارات الطرقات في الضفة الغربية تطغى عليها تلك الإشارات التي تحمل أسماء المستوطنات اكثر من تلك الإشارات التي تحمل أسماء القرى العربية، ومن يستمع جيداً للناس يعرف كيف تصبح الإشارات للمستوطنات تدريجياً جزءاً من وعي الناس عن المكان. هل من مصدوم من ذلك!! ألم أقل لكم اننا في اللحظة التي نخسر فيها صراعنا في يافا نخسر كل فلسطين.

    تغريدة الصباح - كلمة عنه وكلمة إِليه
    بقلم: محمد علي طه – الحياة
    جمعتنا قصيدتكَ، وفرّقتنا قصيدتكَ
    منذ سقط ريش الحرام عن عصافيرك ونمت لها أجنحةٌ وحطّت على أوراق زيتون الجليل الخضراء، تغرّد للعاشق الفلسطينيّ الذي صمّم أن يدحرَ آخر الليل ونحن نرافقك. نشرب القهوة مع سرحان في الكافيتيريا، ونغنّي للحبيبة كي تنهض من نومها. هي أغنية. هي أغنية في مديح الظلّ العالي. ظلّ العملاق الأخير المعلّق على الجداريّة، الذي قُتل في الحصار الأخير.
    جمعتنا قصيدتكَ. رحلتَ وغادرتنا وتركتها ترى ما تريد. نلتقي بها يوميّاً حينما نتناول فطورنا من خبز أمهاتنا ونتذكّر وصايا حوريّة وعزيزة وجميلة وفاطمة وزينب. نشرب قهوتهنّ المهيّلة وننتشي برائحتها وبطعمها.
    سألني طفل أسمر في تلّ السّبع كما سألتني طفلة خضراء العينين في عيلوط إن كنت أعرفكّ أو جلستُ معك وتمتما غابطين. وهمست في أذني تلميذة مثل الزّنبقة في ترشيحا: هل صحيح أنّ صاحبكَ كان يحبّ الزّيت والزّعتر؟ فقلتُ: والملوخيّة أيضا.
    جمعتنا قصيدتك. جمعتنا على هذه الأرض، سيّدة الأرض، ما يستحقّ الحياة. جمعتنا في حبّ الكلمة النّقيّة الطّاهرة، في حبّ الكمنجات واللازورد والتّراب والطّيور والنّحل والفراشات والغزالات. في حبّ النساء الطّويلات والقصيرات، الشّقراوات والسّمراوات والقمحيات. ونحوم ولا نرد بعد أن غزانا المرض والهرم. جمعتنا في حبّ المهرة والحصان والبئر الأولى وقنطرة البيت وطريق السّاحل وشجرة الخرّوب وشجرة الصّبّار التي تقول هنا كانت البروة وهنا كانت ميعار.
    جمعتنا قصيدتكَ في ساحة العين في كفر ياسيف التي تحمل مؤسّستها للإبداع اسمك، إلى ساحة المنارة في رام الله حيث ضريحكّ ومتحفكّ ومؤسّستكَ وأنفاسكَ، إلى عمّان ودمشق وبيروت والقاهرة وتونس وباريس، هناك تقول البيوت كان الفتى هنا، وتشهد الشوارع بأنّ الفتى مرّ من هنا.
    وفرّقتنا قصيدتكَ واختلفنا في مقدار حُبّنا لها وحُبّنا لك. أسطروكَ ليأخذوكَ منّا، من الصداقة والمحبّة. وصار أبطال روايات نجيب محفوظ وماركيز وكازانتيزاكس يزعمون بأنهم شربوا القهوة والنبيذ والشّاي معك. وأكلوا وإيّاكَ الطعمية والفول. وتزعم سناء، أنت الخجول، أنّكَ غمزتها على شاطئ النّيل، ويدّعي سنتياغو أنّكَ سكنت معه على سطح بيت في الحيّ القديم، ويقسم زيد أنكَ كنت توقظه في آخر الليل لتقرأ له قصيدتكَ التي لم تقرأها لسليم وحوريّة.
    أسطروكَ أسطروكَ يا خيّا.
    دخلت قصيدتكَ بيوت الأهل والأصدقاء والأحباب وولجت بيوت الأعداء. تذكر، في الستينيات، قرأ ليفي أشكول مقاطع من قصائدكَ في الكنيست ليبرّر ظلمه لشعبنا واستمرار الحكم العسكريّ البغيض علينا. وفي أواخر الثّمانينيات قرأ يتسحاك شمير قصيدتكَ "عابرون في كلام عابر" في الكنيست أيضاً ليبرر الاحتلال وتكسير العظام. كانوا وما زالوا يخافون قصيدتكَ.
    هل يقرأ أيتام شارون ما تقوله قصيدتكَ اليوم وهل يفهم بيبي أبياتها ويتذوّق موسيقاها وتفعيلاتها وهل يتطهر بحروفها أم أنّها تملؤهم رعباً؟
    "أمشي كأنّي واحدٌ غيري. وجرحي وردةٌ
    بيضاء إنجيليّةٌ. ويداي مثل حمامتينِ
    على الصّليب تحلّقان وتحملان الأرضَ.
    لا أمشي. أطير، أصير غيري في
    التّجلّي. لا مكان ولا زمان. فمن أنا؟
    أنا لا أنا في حضرة المعراج. لكنّي
    أفكّرُ. وحده، كان النّبيّ محمّدٌ
    يتكلّم العربيّة الفُصحى. وماذا بعد؟
    ماذا بعد؟ صاحت فجأةً جنديّةٌ:
    هو أنت ثانية؟ ألم أقتلكَ؟
    قلتُ: قتلتني. ونسيتُ مثلك أن أموت."
    جمعتنا قصيدتكَ،
    وفرّقتنا قصيدتكَ،
    فشكراً لمن جمعنا في هذه الأمسيّة وسلاماً لمن جمعنا ويجمعنا.


    استقطاعات ومسؤولية مستقطعة
    بقلم: عدلي صادق – الحياة
    كلما تعرضنا لوضع موظفي قطاع غزة، كنا نركز على مظلمة وقف نموهم الوظيفي، الذي أوقع اختلالاً في الهيكل العام للجهاز الحكومي، اذ تدرج الموظفون الآخرون، على سلالم الكادر، وبقي الأولون على ذات درجاتهم ورتبهم العسكرية، بذريعة أنهم ليسوا على رأس عملهم. فالاستنكاف عن العمل، حين يكون قرار الموظف، ينبغي فصله وليس وقف نموه وصولاً الى شطب بدلات وظيفته. لكنه عندما يكون بقرار صادر عن رئاسة الجهاز الحكومي التي أوقفت الحقوق التي يقررها نظام الخدمتين المدنية والعسكرية، للموظفين عن سنوات الخدمة، ثم نراها اليوم تستقطع؛ فان المسألة هنا تصبح ظلماً بيّناً واستقطاعاً للمسؤولية المفترضة عند الحكومة، أقل ما توصف دوافعه أنها رؤية حسابية تتوخى تخفيض فاتورة الرواتب، بالضرب على الفئات التي يراها القائمون على الأمر بعيدة وغير حاضرة!
    مع مرور السنوات، ترتفع أكلاف المعيشة. وربما كان الحصول على الحقوق الوظيفية، المترتبة على امتداد سنوات الخدمة، سيغطي كلفة الارتفاع. غير أن الذي حصل، هو استمرار الرواتب على حالها وازدياد مصاعب العيش. وقد تحلى الموظفون في غزة بالصبر وحافظوا على انتمائهم، ولم يتبرموا من تنامي الوضع الوظيفي لاخوتهم في الضفة، فيما هم ثابتون على انتمائهم كثباتهم في وجه القوة الانقلابية التي اختطفت غزة تنفيذاً لسيناريو مشبوه، لا هو بالرباني ولا هو بالمقاوم.
    عناصر عدة، ساعدت على المجاهرة بخطة الاستقطاعات، من بينها ـ فضلاً عن غياب الموظفين عن مركز اتخاذ القرار في الجهاز الحكومي ـ عدم وجود ممثلي المجتمع في مجلسهم التشريعي لكي يناقشوا مثل هذه القضايا ويقرروا فيها ويراقبوا بعدها. فنحن، منذ الانقلاب الدموي في قطاع غزة، نعاني من فراغ دستوري ومؤسسي على صعيدي التشريع والرقابة، وليس ثمة من يناقش تفصيلات عمل الجهاز الحكومي ويلزم الحكومة بقرارات وضوابط. بل لا يُتلى على أحد بيان حكومي برسم المصادقة أو التعديل. وقد طالبنا مراراً بعد الانقلاب، أن يُصار الى اعادة صياغة المؤسسة التشريعية والعودة الى الشعب في الأماكن التي يتاح لنا فيها العودة اليه، لكي يختار المجتمع ممثليه، بنظام قوائم العناوين السياسية لفصائل منظمة التحرير والمجتمع المدني. لكننا ارتهنّا لوهم المصالحة، التي أراد الطرف الآخر من خلالها مد نفوذه الذي ينحسر أدبياً وسياسياً في غزة نفسها؛ الى الضفة الفلسطينية. بل ان خطط المصالحة التي أعطت لـ "حماس" معظم ما طلبت، قوبلت بالرفض الحمساوي عملياً، لأن المصالحة نفسها تشطب الهدف الأبعد الذي حدده معلّموها الكبار في الخارج. بات الحل يكمن الآن في انفجار شعبي عارم. وما الخطط التي تتسرب عن اطار اميركي للحل، بمحدداته ومواقيته، وباستثناء غزة؛ الا نتيجة للانقلاب الذي يخصم من الورقة السياسية الفلسطينية ثقل غزة وحرارتها والزخم الذي ترفده الى الحال الوطنية العامة. ومع مرور سنوات السيطرة الحمساوية على القطاع، وعلى الرغم من كل ما زعمته "حماس" لنفسها من انتصارات ليس في مقدورها ولا في مقدور الغزيين هضمها، ثم أبطلت المقاومة؛ فان هذه الحركة المرتهنة للأجندة "الاخوانية" التي لم تكن في أي يوم وفي أي بلد تتحلى بالوطنية، أخفقت في التأسيس لقاعدة اجتماعية موالية لها، واكتفت بالمستفيدين والأتباع. وبانتفاء ميزة الهيمنة العاطفية على سكان قطاع غزة، وباتباع سياسات ذات تداعيات من شأنها الاكثار من الخصوم والأعداء، وبلجوئها الى أقصى درجات الحذر الأمني، وبغبائها الذي صوّر لها أنها باسكات الناس والاطباق على رقبة المجتمع يمكن أن تعمّر طويلاً؛ باتت هذه الحركة تنام على كابوس الانفجار الشعبي في أي وقت!
    استقطاعات الحكومة ليس لها سوى معنى واحد بمفردات السياسة، وهو أن المستقطعين يستقطعون مسؤوليتهم، ويرون غزة بعيدة الى الأبد، وبالتالي يمكن التدرج في تخفيض الالتزامات الحكومية حيال الوطنيين فيها. ان هذا عمل يدق نواقيس الخطر، ويضرب فكرة الوحدة الوجدانية ووحدة المسار والمصير. فالمسألة ليست حسبة مالية، والكيانية الوطنية ليست مؤسسة لصناعة السيارات لكي تخفض كلفة الانتاج بتخفيض المفردات المالية لموظفيها أو الاستغناء عن جزء منهم. ان هذا مشروع وطني دفعت غزة مع سائر أرجاء الوطن ثمنه دماً وعذاباً وحصاراً. والمال، الذي هو في الدين، مال الله، والذي هو في السياسة مال المانحين، أعطي للمجموع الوطني الفلسطيني، فلا يحق حتى لحكومة ناقشها البرلمان وصادق عليها، أن تتبع فيه الهوى، فما بالنا بحكومة تسيير أعمال بالتوصيف الدستوري، لم يناقشها أحد ولا هي مسؤولة عن أخطائها أمام ممثلي الشعب!
    كنا نأمل ألا ينفتح باب نقاش كهذا، في ظروف تفاوضية عسيرة تتخللها مشروعات تصفية لمنجزاتنا السياسية ولثوابت القضية. كنا نأمل أيضاً، بدل اللجوء الى هذه الحسبة المالية للتخفيض، الافادة من دبلوماسيتنا الدولية لرفع مستوى الدعم المتاح لفلسطين!





    تكنولوجيا التجسس بدل الاحتلال.. اعظم شعب واطول ثورة واغرب استقلال
    بقلم: د.ناصر اللحام – معا
    تقضي خطة الحل الامريكية للخروج من عنق زجاجة المفاوضات باستخدام أحدث انواع التكنولوجيا الامنية والعسكرية لمراقبة الحدود ونهر الاردن بين الضفة الغربية والشرقية؛ وبالتالي سيقول الفلسطينيون ان الاحتلال انسحب حتى آخر جندي في الضفة الغربية وسيقول الاسرائيليون انهم حققوا تواجدا امنيا دائما على الحدود
    وقد شارك في صياغة هذه الخطة التي لم نعرف عنها سوى النزر اليسير. اكثر من 160 خبيرا امريكيا واوروبيا وصلوا الى قناعة انه لا يمكن التوصل لاي حل كلاسيكي. فاسرائيل ترفض وقف الاحتلال وتريد تحويله الى احلال وجودي، والفلسطينيون يرفضون التراجع عن دولة مستقلة وقرروا ان لا يعطوا اسرائيل اكثر من 80% التي سرقوها منهم خلال 60 عاما خلت.
    وعن طريق تكنولوجيا عسكرية وامنية سيرضى الاسرائيليون ويرضى الفلسطينيون ويرضى الاميريكيون.
    ومن الملاحظات على هذا الاتفاق انه سيشمل الضفة فقط وليس غزة فيما سيحمل سكان القدس الشرقية بطاقات دولية بيضاء وتكون العاصمة منزوعة السلاح.
    الخطة يردفها مشروع اقتصادي يشبه مشروع مارشال، ويبدأ بستة مليارات دولار ويسير باتجاه مشاريع مشتركة اردنية فلسطينية اسرائيلية تحت اشراف ياباني، ولا استغرب ابدا اذا يصنع اليابانيون روبوت ورجل ليحل محل الجندي الاسرائيلي حتى انني لا اعرف وانا اكتب هذه المقالة اذا كنت فعلا اكتب عن اطول ثورة واعظم شعب واغرب احتلال ام انني اكتب عن فلم خيالي.
    ويمكن ان يصبح الروبوت الامني القادم يتحدث عدة لغات ويقرأ القران، وربما سيقول الرجل الآلي لنا انا تجاوزنا الحدود: صلوا على النبي يا جماعة !!!!
    من جانب هذا ليس استقلال كلاسيكي. ولكن من جانب آخر ان امريكا تجسست على الرئيس الفرنسي وبابا الفاتيكان والمستشار الالماني ومعظم رؤساء الدول العربية يتلقون الاوامر من واشنطن وينفذونها بحذافيرها.
    فلا يعتبنَّ احد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا.

    معين: فتحاوي ورث مقعد احمد ياسين
    بقلم: محمد اللحام – معا
    ملحمة الوحدة الوطنية تتجسد في جسد وروح المناضل معين الأطرش الذي خرج من مخيم الدهيشة للجنوب من بيت لحم هو ومجموعة من الشبان للتظاهر ضد الاحتلال الذي اغتال زعيم حركة حماس الشهيد احمد ياسين بتاريخ 22/3/2004 .
    وفي تلك المظاهرة أطلق جندي إسرائيلي النار على معين الفتحاوي الغاضب لجريمة الاحتلال بحق رمز وطني .
    استقرت الرصاصة بالعامود الفقري للبطل معين المعروف بفتحاويته العالية والتي لم تمنعه من الغضب على الدم الفلسطيني بغض النظر عن أللون السياسي والحزبي لان الدم الفلسطيني بالنسبة له اكبر من أي فصيل او تفصيل.
    النتيجة ان أصبح معين جليس الكرسي المتحرك مع إعاقة دائمة .الإعاقة لم تقعده عن مواصلة مشواره الوطني والاجتماعي وكان ناشطا في لجنة الجرحى.وساعده الأهل والأصدقاء في فتح مشغل صغير لخشب الزيتون لكي يعتاش منه. وقبل حوالي العامين تزوج معين في عرس وطني كبير وبفرحة غامرة له ولأسرته وللأصدقاء وأهل المخيم ومدينة الدوحة التي رحل والده إليها منذ سنوات .هو فتحاوي ووالده أبو فريد الأطرش تاريخيا معروف كيساري وطني مشهود له.. وبقيت الأسرة تتوزع على ألوان الطيف الفلسطيني وهي من العائلات المناضلة .
    قبل شهر تقريبا زرته في مستشفى الجمعية العربية بمدينة بيت جالا حيث كان يتألم ويستصرخ الأطباء وقف ألمه دون الم الحقن ..شعرة بشيء غير مطمئن لحالته واستغربت مدى قدرته على تحمل حجم الجراح والتقرحات في جسده . نقل معين لمستشفى المقاصد بالقدس بعد عذاب التصاريح والتحويلات الطبية .عصر أمس دخل معين في غيبوبة وهو ويرقد في غرفة العناية المكثفة، والخبر السيئ ان كليتيه توقفتا عن العمل، مما أدى إلى تسمم في الدم والتهابات حادة في الجسم..الأطباء يؤكدون ان الحالة خطرة وحرجة وغير مستقرة ..
    نتمنى السلامة للفارس معين ولا نمتلك إلا الدعوات والصلوات لله ان ينجيه ويلطف به ..وستبقى يا معين بجرحك وسيرتك الوطنية رمزا للمحبة والتلاحم والإخوة والوحدة .

    حماس وإسرائيل إلى الصدام
    بقلم: دكتور ناجى صادق شراب – معا
    العلاقة بين إسرائيل وحماس خاصة وغزة عموما تسير نحو الصدام والخيار العسكرى ، وهذا ما تؤكدة الشواهد والتحولات الأخيرة على صعيد العلاقة في كل مستوياتها الداخلية والإقليمية وما تواجهه غزة من متوالية من الآزمات المخرج الوحيد منها في ظل إستبعاد خيار المصالحة الفلسطينية الشاملة هو الذهاب إلى المخرج أو البديل العسكرى الذي قد يصل إلى حد الحرب الشاملة ، وهذه المرة لن تكون حربا سهلة ، ولن تكون أهدافها محدودة ، وستكون آثارها بعيدة المدى .
    والسؤال هنا ما ذنب أهل غزة إن يدفعوا هذا الثمن ؟ وأن تعيش غزة في حالة من الحرب المستمرة التي لا تقوى عليها دولا قائمة بكل إمكاناتها. ومنذ البداية لا بد من التفرقة بين المقاومة الحقيقية وبين الحرب ، المقاومة لا تعنى الحرب، ولا تستحضر الحرب، المقاومة هدفها شئ واحد وهو اإنهاء الإحتلال وإجلائه عن ألأرض ، وهذا فعلا قد تحقق على ارض فلسطين في غزة ، إذن ما هو الهدف من المقاومة ألأن؟ سؤال مشروع ، والإجابة عليه ضرورية لترشيد أهداف المقاومة ، وهنا أسجل هدف آخر إن المقاومة قد تكون دفاعية في حال وقوع الحرب والعدون.لا مصلحة في الحرب ولا العدوان على غزة المحاصرة ، والقليلة في مواردها ، والمكتظة بسكانها وآطفالها والذين يدفعون ثمن آى حرب قادمه.
    الإستعراضات العسكرية ، والأنفاق التي قد أكتشفت ، والتصريحات الإعلامية التهديدات والوعيد مؤشرات على هذا التصعيد والإقتراب من المواجهة العسكرية ، وإستمرار الحصار من قبل إسرائيل ، وغاراتها المستمرة ، وتوغلاتها في الأراضى الفلسطين ، والتصريحات الإسرائيلية بتهويل قدرات المقاومة ، وإمتلاكها صواريخ واسلحة متطورة حتى الذهاب إلى مجلس ألأمن وإتهام حماس بحفر أنفاق وتهديدها لأمن إسرائيل، كل هذا قد يصب في تهيئة الرأى العام في داخل إسرائيل والرأى العام دوليا لحرب قادمة لن تكون مثيلاتها لأنها ستقع في ظل فراغ وإنكشاف إقليمى عربى ، وتحولات سياسية ليست إيجابية ، بل في ظل عداء شعبى معبء ضد غزة ، وضد حركة حماس لما يحدث في مصر وفى سيناء المنشغلة بحرب ضروس ضد كل اشكال الإرهاب والعنف، وفى ظل تراجع دولى وإهتمامات إقليمية لدول مثل إيران بتسوية لملفها النووى بما يحقق مصالحها العليا، وإهتمام أمريكى وأوربى بملفات ليس من بينها الملف الفلسطينى في غزة او غيرها ،وفى ظل بيئة فلسطينية تتعمق فيها جذور الإنقسام وبل الكراهية الشعبية ، في ظل هذه البيئة الغير مواتية قد تقع الحرب على غزة والتي بلا شك تتعارض مع المصلحة الفلسطسطينية العليا ، بل ومع أهداف المقاومة الرشيدة.
    قد يقول قائل إن هذا وقت مناسب للحرب، ولكن هناك ما قد يكبح جماح الحرب، لأنها قد تكون مخرجا للمأزق الذي تواجهه حركة الأخوان ، لأن اى حرب قد تستعيد شعبية هذه الحركة وتحشد كل القوى الإسلامية ورائها ، وقد تكون مخرجا للحصار، لا يمكن أن نستبعد هذه الفرضية ، اولكن لا يمكن أن يكون لغزة دورا بالوكالة ،اى مقاومة ينبغى أن تكون لأهداف فلسطينية ، وحماس وكل حركات المقاومة وأيا كانت توجهاتها هى فلسطينية ألأصل ، والأولوية الفلسطينية تجب اى أولوية أخرى.والسؤال ماذا تريد إسرائيل؟ وماذا تريد حماس ؟ وماذا تريد حركات المقاومة ألأخرى ؟وماذا تريد غزة ؟ وماذا يريد الكل من غزة قوى إقليمية أو دولية ؟ ويبقى السؤال الأهم ما هو مستقبل غزة؟وقد يكون السؤال الأخير هو ألأهم ، وهو ما يحتاج إلى أجابة واضحة وصريح وشجاعة ، ولكن قبل ذلك دعنا نعرج سريعا على ماذ تريد إسرائيل من غزة .
    ببساطة شديدة وبحكم أن غزة تقع في قلب دائرة ألأمن ألأولى لإسرائيل تريد غزة بلا مقاومة او بمقاومة تحافظ على الحدود ، ولا تطلق صواريخ، او بإختصار لا تشكل تهديدا أمنيا لها ، إسرائيل من مصلحتها الإنقسام ، ومن مصلحتها دويلة أو نظام آخر في غزة تحت حكم حماس لذلك ليس من أهدافها عودة الإختلال إليها ، والحصار هدفه أهداف سياسية ، إسرائيل تدرك أنه لا يمكن توقيع سلام مع حماس، يبقى الإحتمال ألأدنى هدنة مطولة تحقق الهدف منها ، وتريد إسرائيل إضعاف البنية التحتية للمقاومة ، لذلك أى حرب هدفها تدمير بنية المقاومة ثانية ، وألأكثر تدمير بنية الشعب الفلسطينية المحدودة في غزة ، وخلق مزيد من الفجوة بين المقاومة وقاعدتها الجماهيرية ، وهذا ما ينبغى إدراكه، والسؤال ثانية دون أن نخدع أنفسنا ونضللها هل تقدر إسرائيل على تحقيق أهدافها ، والإجابة نعم.
    وبالمقابل نجد حالة فلسطينية معقده، عدم وضوح في الرؤية السياسية ، لا نعرف ماذا نريد، تداخل وتصادم أحيانا في الخيارات الفلسطينية . وينبغى إدراك أن اولوية الخيارات يحددها الكل وليس الجزء،وخصوصية الحالة في غزة تفرض علي الجميع خياراتها ، وهنا ليس من مصلحة غزة العودة لخيارات الحرب، والمواجهة العسكرية والتي دائما الذي يدفع ثمنها المواطن العادى ، ولا يعقل أن تعيش غزة في حالة حرب دائمه، وهذا ما سأتناوله في مقالة قادمة . ولندرك إن غزة وما تعانيه من حصار ، وتراجع في بنيتها التحتية ، وفى ظل كثافة سكانية كبيرة ومساحة صغيره ستكون أى حرب هذه المره تداعياتها وخسائرها كبيرة علي المستوى المدني ، وعليه لا بد من إنتزاع اى مبرر أمام إسرائيل لحرب في وقت كل عناصر القوة فيه غير متكافئة، وأن نبتعد عن اللغة الإعلامية التي تضخم وتبالغ من عنصر القوة ، ففى أحيان كثيرة خيار الضعف يكون قوة ، وليس معنى ذلك الدعوة للإستسلام ، وإسقاط حق المقاومة ، فهذه مسائل غير قابلة للجدل، لكن خصوصية الحالة في غزة تفرض مراجعة لكل الخيارات والأولويات ، وأن نحدد ماذا نريد في ضؤ ما تريد غزة أولا وفلسطين ثانية . وأن ندرك خطورة القيام بدور الوكالة ، وأخيرا لتدرك إسرائيل أن أى حرب لن تستأصل حركة حماس ولا المقاومة ، ولندرك أيضا أن المقاومة لن تحرر فلسطين من غزة .

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 453
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-07-22, 09:40 AM
  2. اقلام واراء محلي 452
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-07-22, 09:39 AM
  3. اقلام واراء محلي 322
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-18, 12:07 PM
  4. اقلام واراء محلي 321
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-18, 12:06 PM
  5. اقلام واراء محلي 314
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:09 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •