النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 519

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 519

    اقلام اسرائيلي 519
    3/1/2014


    في هــــــذا الملف

    الخطة ب’لحل القضية الفلسطينية!
    بقلم: غي بخور،عن يديعوت

    الحفرة الحقيقية
    بقلم: ياعيل باز ميلميد،عن معاريف

    الكابتن جورج يعرف كيف يعامل العرب
    بقلم: جدعون ليفي،عن هارتس

    قل ‘نعم’ يا نتنياهو
    بقلم: آري شبيط،عن هارتس

    وماذا بعد تحرير الأسرى؟
    بقلم: يوعز هندل،عن يديعوت

    اليونسكو تعترض على مشروع منطقة الزائرين في مرتفع سلوان
    بقلم نير حسون،عن هارتس


    الخطة ب’لحل القضية الفلسطينية!

    بقلم: غي بخور،عن يديعوت
    ‘زعم الدبلوماسي والأديب البريطاني المشهور هارولد نكلسون (1886 1968) أنه يوجد نوعان من المفاوضين وهما ‘مقاتلون’ و’حانوتيون’. فالمقاتلون يستعملون التفاوض لتحسين مواقعهم استعدادا لمرحلة الصراع التالية، في حين يحاول الحانوتيون التوصل الى اتفاق يرضي الجميع. فالمقاتلون يأتون ليأخذوا والحانوتيون ليعطوا. والمقاتلون يرون الاتفاق مرحلة مؤقتة، ويأمل الحانوتيون أن ينهوا الصراع به.
    إن السلطة الفلسطينية جاءت الى التفاوض مثل المقاتلين بصورة واضحة. فهي معنية باعادة الزمن واصلاح ماضي 1948، وطرد 700 ألف يهودي من يهودا والسامرة وإدخال مليون الى مليوني فلسطيني من سوريا ولبنان والعالم العربي بدلا منهم. وسيكون هؤلاء أخطر السلفيين في المنطقة. وتريد اسرائيل إنهاء الصراع لكن السلطة تريد أن تقوي نفسها كي تقوي المواجهة، فهدفها هو الاستمرار في خطة المراحل للقضاء على اسرائيل.
    ‘ وتبدأ المشكلة حينما يظن الحانوتيون أنه يواجههم حانوتي آخر ويتبين لهم أنهم يواجهون مقاتلا، لكن حينما يكون ذلك متأخرا جدا احيانا. ويدرك من يفهم أن الحديث عن قوتين ذواتي قصد متضاد ولغة مختلفة أنه لا يوجد أصلا ما يُتحدث فيه مع تلك التي تسمى ‘السلطة الفلسطينية’.
    وتكون النتيجة من هنا أنه سيفشل بعد وقت ما ما يسمى ‘مفاوضة’ تلك السلطة، التي هي كلها سذاجة امريكية في أحسن الحالات. لأن الوسيط الذي لا يفهم أنه يوجد أمامه مقاتلون بازاء حانوتيين يصعب عليه فهم المواجهة، فقد يكون هو نفسه حانوتيا. ولهذا فان هذا هو الوقت لاعداد وصوغ الخطة ب بعد أن أصبحت الخطة أ غير ممكنة. والقصد هو الاردن.
    كما اضطرت مصر الى العودة الى قطاع غزة وقضاياه، يتوقع أن يحدث هذا مع الاردن لأنه جزء من الصراع. كان تشرتشل هو الذي فصله عن ارض اسرائيل الغربية ‘دولة عربية’، لكنه جزء من الحل وهو يعلم ذلك بل إنه معني به. لم تكن الضفة الغربية جزءا خالصا من المملكة الاردنية في 1967.
    ضمها الاردن ضما كاملا ومنح سكانها جنسية كاملة. وفي 31 من تموز 1988 ألغى الملك حسين الجنسية الاردنية الكاملة التي كانت لسكان يهودا والسامرة وشرق القدس العرب في اطار ما سمي ‘فك الارتباط’. لكن من ذا يلغي جنسية سكانه عبثا ولماذا مر ذلك في صمت؟.
    سيستعيد السكان العرب في يهودا والسامرة الجنسية الاردنية ويدير الاردن الحياة المدنية في المنطقة أ، ويبقى الجيش الاسرائيلي هو المسؤول العسكري في جميع اراضي يهودا والسامرة، بتنسيق مع الاردنيين الذين لنا معهم اتفاق سلام، ويبقى الاستيطان كله بالطبع. ويقترع العرب في يهودا والسامرة للبرلمان الاردني وتكون جوازاتهم اردنية. وتُحل قضية القدس ايضا سريعا لأن اسرائيل التزمت في اتفاق السلام مع الاردن أن تمنح المملكة ‘مكانة خاصة’ في الاماكن المقدسة في القدس.
    ستكون اسرائيل معنية بهذه التسوية التي ستكون بين حانوتيين وحانوتيين. ويصبح الفلسطينيون سُعداء لأنهم يُعطون جنسية مُشتهاة هي الثانية في فخامة شأنها بعد الاسرائيلية، ويكون الاردن راضيا ايضا. فالدولة الفلسطينية التي ستصبح في غضون وقت قصير مليئة بالسلفيين ورجال القاعدة هي تهديد استراتيجي لأمنها.
    إن الوحيدة التي لن تكون راضية هي السلطة الفلسطينية التي أوجدت من العدم في اوسلو. لكن ليس من عملنا هنا أن نهتم بهذه السلطة.
    يكرر متحدثون اردنيون الزعم أن الولايات المتحدة واوروبا تخطئان في أن الاردن ليس الحل المطلوب مع تحفظهما وابتعادهما عن ‘السلطة’. وهم يعلمون ايضا أن حلا فلسطينيا يُنذر الجميع بالشر حتى العرب أنفسهم الذين يسكنون في يهودا والسامرة لأن اتفاق سلام مع مقاتلون خطير.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    الحفرة الحقيقية

    بقلم: ياعيل باز ميلميد،عن معاريف
    اسمه يصعد بين الحين والاخر كمرشح محتمل للحلول محل نتنياهو في رئاسة الليكود، وربما ايضا لرئاسة الوزراء. وهو يمسك باحدى الحقائب الحكومية الاهم ولا يكثر من المقابلات الصحفية، او الحديث على الاطلاق. موشيه بوغي يعلون هو اغلب الظن وزير دفاع جدير للغاية، ضرب حظه لان يؤدي هذا المنصب في وقت ولاية بيني غانتس كرئيس للاركان، مما يعني الهدوء المبارك في جبهة العلاقات بين القيادة العسكرية والسياسية. ولكنه ليس مصنوعا من المادة التي ينتج منها الزعماء. ايجابا كان هذا ام سلبا. فليس له كاريزما على الاطلاق، وبقدر ما يبدو الامر ليس له رؤيا او نظرة الى البعيد الى اين يريد أن يأخذ باسرائيل.
    اذا ما حاكمنا الامور حسب ما قاله في لجنة التوقعات في صحيفة ‘كلكليست’ فانه يريد أساسا ان يبقي الامور كما هي. برأيه النزاع بيننا وبين الفلسطينيين ‘لن يحل في المدى المنظور’. ومن أجل تأكيد أقواله المتوقعة وعديمة الاهتمام، يعطي مثالا المعضلة التي تقف امامها اسرائيل: ‘اذا كانت البدائل هي مقاطعة اوروبية أو صواريخ من نابلس ورام الله على مطار بن غوريون، فاني افضل المقاطعة الاوروبية’. مثابة من الافضل للمرء ان يكون شابا، سليما وثريا من أن يكون شيخا، فقيرا ومريضا. فليس هناك من لن يختار تلك المقاطعة الاوروبية على الصواريخ على مطار بن غوريون. ولكن السؤال هو هل هذه هي حقا البدائل؟ هل حقا يعتقد وزير دفاع القوة العظمى العسكرية التي تسمى اسرائيل بان الفلسطينيين سيطلقون الصواريخ نحو مطاب بن غوريون بشكل متواصل ولهذا فان من الافضل جعل اسرائيل دولة منعزلة، منقطعة، منبوذة في اوساط الشعوب وتدفع ثمنا علميا واقتصاديا جراء ذلك.
    لو كانت هذه الجملة قالتها النائب ميري ريغف، لهززنا الرأس مرتين، ثلاثة وانتقلنا الى ما يلي ذلك. لا توجد امكانية للتعقيب على كل هراء تخرجه هذه المرأة من فمها، وبشكل عام بصراخ عالٍ. هذا نوع من الديماغوجيا الذي تحبه جدا إذ يعطيها ربع عنوان آخر في حملة التهريج التي تديرها، في ظل هتاف قسم من اعضاء مركز الليكود. ولكن عندما يقول وزير الدفاع ذلك، بصوت هاديء وفي ظل قناعة داخلية عميقة، يسترق الى القلب الخوف بان شيئا ما في السياسة الامنية لاسرائيل عليل.
    يحتمل أن يكون مجنون ما في الجانب الفلسطيني يقرر اطلاق صاروخ نحو مطار بن غوريون بل وينجح في الاصابة. فالضربة التي سيوقعها الجيش الاسرائيلي على المدينة التي انطلق منها الصاروخ ستكون أليمة بحيث لا يكون ممكنا للصاروخ الثاني ان ينطلق على الدرب. وحتى الاكثر جنونا من بين الفلسطينيين يفهم هذا جيدا. فهل باسم هذا التهديد الغريب ينبغي لاسرائيل أن تستعبد كل مستقبلها، الذي قسمه الاكبر يأتي من التعاون مع اوروبا، لتصبح دولة منعزلة مثل جنوب افريقيا في ثناء نظام الابرتهايد.
    يعرف يعلون نهج العالم الغربي تجاه دول الشرق الاوسط كحفر. يبدو أن هي هو. خير يفعل اذا ما درس بعناية التاريخ القصير لجنون افريقيا اياها فلعله يفهم عندها بانه لا يمكن لاي دولة ان تصمد حقا في وجه مقاطعة اوروبية متواصلة. لا يوجد واقع كهذا. مثلما لا يوجد واقع يطلق فيه الفلسطينيون المرة تلو الاخرى الصواريخ نحو مطار بن غوريون. أؤمن بصدق وزير الدفاع. ولهذا واضح بان التفكير عديم الرافعة وعديم الاساس لديه هو بالفعل السياسة التي يعتقد أنه’ يجب اتخاذها، ولا توجد هنا محاولة لاعجاب الناخبين في الانتخابات التمهيدية القادمة. فرضية عمل من يعتقد انه محظور التغيير في شيء الوضع القائم، هي ان أحدا لا يفهم افضل منا عقلية العرب وزعمائهم، ومن يعتقد، مثل الاوروبيين انه يمكن تغيير الواقع هو غبي غير صغير، يتجاهل الواقع. وعليه، فنحن وحدنا نعرف، وسنعرف ايضا في المستقبل كيف ندير النزاع.’

    كيف؟ لا نديره. ندعه، لا نلمسه. يبدو، ربما بضع عشرات السنين سيحصل شيء ما. في مثل هذا الوضع سيحصل بالفعل. بل وكثيرا. ولكن ليس للنزاع. فلدولة اسرائيل ستحصل امور خطيرة للغاية.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    الكابتن جورج يعرف كيف يعامل العرب

    بقلم: جدعون ليفي،عن هارتس
    ‘توجد ضحية مولودة: وهو دورون زهافي، ألا وهو الكابتن جورج. إن زهافي السابق، يارون زهافي، مات منذ زمن. ففي 1966 عُين يغئال موسينزون ضابطا في الجيش الاسرائيلي ليخدم في مقر قيادة المهمات الخاصة. وخدم زهافي الحديث، دورون وربما كان هو ايضا حسن الناصية ذات يوم في وحدة مشابهة رقمها 504، وهي اليوم تسمى الاسم المُلمع ‘فيلق الاستخبارات البشرية’. وقد كان يحقق في منشأة تحقيقات تحمل رقما آخر هو 1391، قبل نحو من عشرين سنة مع مصطفى ديراني جاهدا أن يعلم ماذا كان مصير رون أراد. وسواء أدخل زهافي – جورج أم لم يُدخل هراوة في مؤخرة ديراني فانه يطلب من الدولة تعويضا عن الضرر للمس بسمعته الطيبة وللتخلي عنه. وقد كُشف في هذا الاسبوع بطلب منه عن هويته.
    لا تنبعث من هذه القضية سوى رائحة العفن والقذارة، التي تلتصق كبراز الكلاب بالحذاء وتأبى أن تزول. وما زالت تُستوضح الى الآن في تواقت شاعري دعوتين قضائيتين، دعوى جورج ودعوى ديراني على الدولة. في برنامج ‘عوفداه’ (حقيقة) في أواخر سنة 2011 كُشف عن أشرطة التحقيق، جورج والعقيد س. ضد مصطفى، ودولة اسرائيل ضد ديراني. والعودة الى هذه الأشرطة تثير ذلك الشعور بالتقزز الذي أثارته في حينه.
    إن الملك جورج الذي يطلب تعويضات عن المس بـ ‘سمعته الطيبة’، يجلس جلسة اسرائيلية مغرورة، قدماه على الطاولة وأمامه ديراني بلباسه الداخلي منحنيا ذليلا خائفا، ويهدد القائد س. باغتصابه، وقد أصبح الجندي المغتصب في الطريق. ‘يا لها من تنورة جميلة (…)، باسم دولة اسرائيل في حين يضطر ‘الابرة المسمومة’، وهو الاسم الشيفري الصبياني لديراني الذي كأنما أُخذ مباشرة من برنامج هزلي، الى الوقوف على كرسي عاريا أمام أنظار المحققين معه وأرجلهم على الطاولة. كان ذلك في القاعدة 1391 وهي غوانتنامو الاسرائيلية عادت التحقيقات وربما ما زالت كذلك؛ وكان ذلك عند الكابتن عمله اليومي.
    أثارت شهادات نشرت على مر السنين صورة تثير القشعريرة عن 1391، فقد كان ثم: وعاء من معجون الحلاقة يُفرغ في داخل الفم، وماء منفضة سجائر اضطر ديراني ومُحقق معهم آخرون الى شربه من المنفضة مع القائمة المعتادة التي تشمل منع النوم وتناول الطعام والضرب والاذلال والتنكيل. هذا هو العمل وهذه حقيقة. وما زال يوجد كثيرون يدعون إليها. بينوا لنا في الماضي أنه ‘توجد أنواع اعمال كثيرة ترمي الى دفع التحقيق الى الأمام’، وأن كل شيء مباح حينما يكون الامر متعلقا بديراني. وفي هذا الاسبوع دعا المغني المفكر عيدان رايخل الى منح زهافي وسام شرف.
    يمكن أن ندع الآن البحث في اختطاف ديراني وتعذيبه: فالخلاصة النهائية هي أنه برغم جميع ‘الافعال’ المُحكمة والبغيضة من المحققين فان أفعالهم لم تُقدم محاولات العثور على أراد بشيء قليل. لكن لا يمكن أن تبقى غير مبالٍ بازاء الحملة الدعائية لتطهير اسم زهافي. وإن المقابلة الكبيرة في برنامج ‘عوفداه’ قد أصبحت قريبة.
    إن زهافي الآن ‘مستشار للشؤون العربية’ لقائد منطقة القدس. ويقول محاميه إن ‘الحديث عن شخص موهوب تمتعت شرطة اسرائيل وتتمتع بقدراته الطيبة وبفهمه للسكان الذين يعمل معهم’. وسواء أكانت تتمتع أم لا فان الخبير بالشؤون العربية قد تحدث من قبل عن ‘الخيال العربي المتطور’ الذي أنتج تُهم ديراني مع الهراوة التي أُدخلت في مؤخرته. وقال مفتخرا ذات مرة: ‘اذا كان عدد الشكاوى كبيرا فتلك علامة على أنني عملت في جد’.
    يقول الضحية زهافي إنه فعل ما فعله بتفويض وموافقة. وتُثبت أشرطة التحقيق أن العقيد س. تلطخ بهذه القذارة. بل إن اللواء احتياط عاموس جلعاد بجلالة شأنه وبنفسه دخل وخرج من غرف التحقيق. وبقينا مع حقيقة خالدة واحدة وهي أن المنكل أصبح ضحية وأن الضحية صار ضابطا كبيرا في شرطة اسرائيل. لا يُنكر أحد أن الكابتن جورج فعل افعالا حقيرة ولا يخجل أحد منها: فقد أصبح زهافي اليوم ‘خبيرا بالشؤون العربية’ ومستشارا لقائد اللواء يُبين كيف ‘يُعامَلون’.
    هل يجب أن نضيف شيئا آخر الى هذا المزاج في جورج تاون، في منطقة العفن والقذارة؟.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    قل ‘نعم’ يا نتنياهو

    بقلم: آري شبيط،عن هارتس
    زيارة جون كيري الحالية تختلف عن كل ما سبقها؛ فهم في هذه المرة لن يشتغلوا بالاجراءات والتدبيرات والسجناء المفرج عنهم. فالوثيقة التي يأتي بها وزير الخارجية الى القدس ورام الله تتعلق بجوهر الصراع وتحاول انهاء الصراع. وهي تشتمل على الدعائم الأساسية التي يفترض أن يُبنى السلام عليها.
    أدولة اسرائيل اليهودية الى جانب دولة فلسطين المنزوعة السلاح؟ أوالقدس عاصمة الدولتين؟ أوالحدود هي حدود 1967 مع تبادل اراض؟ إن اقتراح كيري كبقعة رورشاخ (فحص الحالة النفسية) غامضة، يستطيع كل واحد أن يقرأ فيها ما يريد أن يقرأ. لكن اقتراح كيري ليس بلا مضمون وليس بلا أهمية. فهو يوجب على الاسرائيليين وعلى الفلسطينيين ايضا أن يقولوا نعم أو لا للاتفاق الدائم. وهو يؤدي ببنيامين نتنياهو الى لحظة الحقيقة في مدة ولايته.
    كان نتنياهو يمضي ويجيء خلال سنين طويلة. وقد أدرك أنه لن توجد أكثرية يهودية في البلاد من غير تقسيم البلاد لكنه لم يصنع شيئا حقيقيا لتقسيم البلاد. وقد أدرك أنه لن تكون شرعية لدولة يهودية محتلة، لكنه لم يحاول إنهاء الاحتلال. وقال مرة بعد اخرى إنه اجتاز الروبيكون لكنه لم يضع ولو قدما واحدة في ماء النهر المعروف. ومنذ كانت الخطبة التي خطبها نتنياهو في حزيران 2009 لم يبادر الى خطة سياسية شاملة تحقق بالفعل رؤيا دولتين للشعبين عرّفها هو وأعلنها.
    صحيح أن الفلسطينيين كانوا رافضي السلام الرئيسين، وصحيح أن الامريكيين والاوروبيين ايضا اخطأوا اخطاءا شديدة في معاملتهم للسلام. لكن نتنياهو أسهم بنصيبه بأن تهرب مرة بعد اخرى من أن يفعل فعلا مُلزما لا عودة عنه. فالجمع بين النكوص الايديولوجي والخوف السياسي والصعوبة النفسية جعل رئيس الوزراء لا يقود الدولة الى الغاية التي تبناها قبل اربع سنوات ونصف في بار ايلان.
    وهكذا ستكون الاسابيع القادمة اسابيع صعبة على نتنياهو. لأنه اذا قال ‘نعم’ لكيري فسيقول نعم لحدود 1967 مُعدلة ولقدس غير كاملة. واذا قال ‘لا’ لكيري فسيقول ‘لا’ لشرعية اسرائيل الدولية ولقدرتها على أن تدفع ايران عن نفسها. واذا راهن على حركة السلام فسيؤدي بالمعسكر القومي في اسرائيل الى قبول برنامج عمل ميرتس، واذا بقي مخلصا لنهج الليكود التاريخي فسيتحمل المسؤولية عن عزلة اسرائيل ودفعها الى ازمة سياسية اقتصادية شديدة.
    ليس ذلك سهلا. ليس سهلا حقا. ففي بدء سنة 2014 سيواجه نتنياهو معضلة لا تختلف تماما عن المعضلات التي واجهها مناحيم بيغن في 1977 واسحق رابين في 1993 واريئيل شارون في 2004.
    لا يجوز لنتنياهو أن يقول ‘لا’ لكيري. واسباب ذلك هي اسباب سلبية قبل كل شيء. فالرفض الاسرائيلي سيجعل اسرائيل تسير في مسار جنوب افريقي ويضعها في ركن العقاب والعار لأسرة الشعوب. والرفض الاسرائيلي سيعرض للخطر الحلف الحميم مع الولايات المتحدة الذي أُسس عليه الامن القومي والنماء الاقتصادي. والرفض الاسرائيلي سيكون في مصلحة الايرانيين ويُمكنهم من تجاوز الحافة النووية في حين تكون عدوهم الكبرى غارقة في الوحل معزولة عن المجتمع الدولي.
    لكن لنتنياهو ايضا سببا ايجابيا عظيم الأهمية ليقول ‘نعم’ لوزير الخارجية الامريكي، لأنه اذا اشتغلت وثيقة المباديء على اعتراف بدولة يهودية حدودها هي حدود 1967 مُعدلة فستنطوي على نصر صهيوني. ونتنياهو هو الذي جعل طلب الاعتراف بالدولة القومية للشعب اليهودي في رأس برنامج العمل السياسي.
    اذا جعل جون كيري هذا الاعتراف حقيقة سياسية صلبة ففي ذلك ما يدعو الى السعادة. وثم ما يدعو الى بلع عدد من حبات الدواء المرة. ويكون لرئيس الوزراء نتنياهو سبب جيد جدا ليتجه اتجاها قويا وفي فخر الى السلام.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    وماذا بعد تحرير الأسرى؟

    بقلم: يوعز هندل،عن يديعوت
    احتفالات تحرير المخربين في القدس لا تختلف عن احتفالات التحرير الفلسطينية في اماكن أخرى. فاحساس الظلم الاخلاقي صحيح هناك وهنا بذات القدر. الخطيئة مشابهة. الفارق الوحيد بين شرقي القدس ومناطق السلطة يوجد في الكلمات وفي التعريفات في دولة سليمة هذه يفترض أن تكون نتيجة سياسة.
    القدس موحدة في نظر الناظر. رؤساء وزراء يحبون الحديث عن وحدة المدينة، معظم الاسرائيليين يحتفلون بوحدتها ويؤمنون بها كحاجة وطنية. الاعلانات موجودة بوفرة، الافعال أقل. اسرائيل لا تبني في شرقي القدس: كل بيت جديد يصبح قضية دولية. كما أن اسرائيل لا تستثمر في السكان العرب في شرقي المدينة. وهي تتركهم للاخرين. شركة الكهرباء الفلسطينية توفر لهم الكهرباء. قضايا التحكيم القضائي تجرى في رام الله. جهاز التعليم هو فلسطيني. الطب، المؤسسات الثقافية وحتى قسم من انفاذ القانون.
    أتجول هناك في أحيان قريبة، احاول أن اتعرف ايضا على المناطق البعيدة والبائسة من المدينة. عدم وجود الحكم بارز. في الاحياء’ العربية خلف الجدار الامني، الواقع أكثر عبثا. فالاتصال الوحيد الذي لدولة اسرائيل مع السكان هو من خلال الجيش، وحتى هذا يتم في احيان بعيدة. محظور على الاسرائيليين الدخول الى هذه الاحياء. ورئيس البلدية محظور من الدخول الى احياء داخل مدينته. فقط الكلمات والاعلانات توحد بين جانبي السور.
    لقد ضمت اسرائيل شرقي القدس في 1967، وصادقت على القانون الاساس: القدس عاصمة اسرائيل في 1980. عمليا، في لحظات الازمة يتبين أن ليس العالم فقط يشك في وحدة المدينة بل وحتى حكومة اسرائيل. نحن أنفسنا. في الايام الاخيرة كان يمكن سماع مندوبين من الائتلاف وايلي يشاي من المعارضة يشرحون لماذا سكان شرقي القدس ليسوا مواطنين حقيقيين.
    لقد أخطأ يشاي بالنسبة للون هوياتهم (فقد شرح بالبث الحي والمباشر بانها برتقالية). والاخطر من هذا، اخطأ في فهم السياسة الاسرائيلية. آخرون من الائتلاف تظاهروا بالبراءة أو سكتوا على عادتهم، بشجاعة كبيرة.
    ان تحرير المخربين من شرقي القدس بدعوى أنهم ليسوا ‘اسرائيليين’ يعرض علينا مشهدا لاذعا. فهو يستوجب منا اجوبة حول ماذا يوجد وماذا لا يوجد. فكيف يمكن الاعلان بان القدس غير قابلة للتقسيم والموافقة على تقسيمها عمليا؟ كيف يمكن القول اننا ضممنا شرقي المدينة، ولكن العرب الذين يسكنون هناك ليسوا مواطنين اسرائيليين؟ دولة ديمقراطية تعلن بان هذه لها، لا يمكنها في لحظة من الضغط السياسي، بسبب تحرير مخربين، الندم والاعلان بان هذه ليست بالضبط لها وانهم ليسوا بالضبط مواطنين، ليسوا بالضبط سكان الدولة.
    ان ضم شرقي القدس كان خطوة صحيحة ولازمة، المشكلة هي انعدام التفكير الذي تلاها. فالقدس التاريخية غير قابلة للتقسيم. فلا يمكن الفصل بين مدينة داود والمبكى، بين جبل الزيتون وأملاك الكنيسة اللوثرية. الاحياء خلف الجدار الامني، بالمقابل، هي وهم حكم. الضم في الكنيست لم يخلق ضما بالفعل. دون صلة بالمفاوضات مع الفلسطينيين، دون صلة بالسلطة الفلسطينية. بلدية القدس لا توجد هناك. الدولة ليست هناك. احد لا يريد الانشغال بحبة البطاطا المتلظية هذه.
    ان تحرير السجناء يطرح تساؤلات عن السياسة الاسرائيلية. تحرير القتلة الاسرائيليين من شرقي القدس والتفسيرات التي جاءت بعدها تطرح تساؤلا اذا كانت لدينا على الاطلاق سياسة.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    اليونسكو تعترض على مشروع منطقة الزائرين في مرتفع سلوان

    بقلم نير حسون،عن هارتس

    على مبعدة نحو من عشرين متر فقط عن سور البلدة القديمة في القدس، وعلى مبعدة نحو مئة متر عن باحة الحائط الغربي، عند حدود أحد الأحياء الأكثر اكتظاظا واهمالا في شرقي القدس، وهو سلوان، يُخطط لانشاء مشروع ضخم أصبح يثير معارضة لم يسبق لها مثيل حتى قبل وضع حجر الأساس بكثير. إن مشروع البناء، الذي يفترض أن ينشأ في منطقة موقف جفعاتي في الصعود الى سلوان، قد يصبح مركز زوار كبيرا بمبادرة الجمعية اليمينية إلعاد يكون فيه في جملة ما يكون متحف وحوض مائي كبير ومدخل الى الحديقة الوطنية، مدينة داود.
    ‘اذا لم نكن شجعانا قليلا، واذا لم نقد اجراءات تخطيطية مع الاجراءات التسويقية والاجراءات الاخرى التي نقوم بها، فسنكون حكماء بقروش وأغبياء بشواقل’، بيّن رئيس بلدية القدس نير بركات في ظهور غير عادي أمام اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء في شباط 2012. وبذلك عزز رئيس البلدية الخطة التي تدفع إلعاد بها تعزيزا آخر وإلعاد هي التي تدير الحديقة الوطنية وتعمل على تهويد منطقة سلوان وتحظى ايضا بدعم سلطة حماية الطبيعة والحدائق. وفي ذلك النقاش جهد بركات في أن يذكر أن البناء ضروري للتمكين من زيادة عدد السياح في منطقة البلدة القديمة. ‘لا تخشوا اتخاذ قرارات تعني تطويرا جوهريا للمحيط الذي نعيش فيه’، أعلن، ‘كي نستطيع جميعا أن نعلم أننا خططنا المدينة لغايتها وللدور التاريخي الذي يجب أن تدفع به قدما وتحققه’.
    بحسب التخطيط سيرتفع المبنى الذي سينشأ 7 طوابق في مساحة 16.600 متر مربع في الطبقة الارضية. وفي السطح الأدنى ستكون ‘طبقة أثرية’ تحافظ على العاديات التي وُجدت في اعمال الحفر الجارية في ذلك المكان في السنوات الاخيرة وتُمكن من الوصول اليها. وخُطط فوق طبقة الأثريات لـ ‘موقف اوتوماتيكي’ مخصص لـ 250 سيارة، وفوقه فرع سياحي يشمل غرف دراسة وقاعات عروض وحوضا مائيا كبيرا وحوانيت تذكاريات ومطعما ومكاتب ادارة مدينة داود وغير ذلك. وستكون أسطح المبنى مفتوحة للجمهور ويوصل المبنى بشارع هورودوس تحت الارض الذي يصل بين مدينة داود وباحة الحائط الغربي.
    حصلت الخطة في الاشهر الاخيرة على دعم آخر من الحكومة هذه المرة. ففي تشرين الاول الاخير بعد الدفعة السابقة من الافراج عن السجناء، ذكر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطة منطقة القِدَم باعتبارها واحدة من خطط البناء التي ستقام وراء الخط الاخضر لتكون شبه تعويض لليمين عن الافراج عن السجناء. ومنذ كان الاعلان أصبح يُشعر في الحقيقة بتعجيل الخطة في قنوات جهاز التخطيط.
    لكن الى جانب الدعم المؤسسي ثار بالخطة تحالف واسع متنوع بين معارضين منهم مهندسو عمارة وعلماء آثار وأدباء وشعراء ورجال حياة عامة واكاديميون. فهؤلاء يشيرون الى أن المبنى الضخم يتوقع أن يغير منظر أسوار المدينة القديمة ويكون سابقة لا مثيل لها لبناء خاص كثيف على تل أثري ذي أهمية علمية نادرة. وانضمت الى المعارضين ايضا وكالة اليونسكو التابعة للامم المتحدة وذلك برغم أن رئيس اللجنة الاسرائيلية التابعة لليونسكو، مهندس العمارة آريه رحمينوف، هو نفسه مخطط المنشأة.
    قُدمت في الايام الاخيرة اربعة اعتراضات على خطة منطقة القدم. قدم أحدها مهندس العمارة حاييم يعقوبي باسم سلسلة طويلة من رجال الحياة العامة ومهندسي العمارة والفائزين بجائزة اسرائيل واكاديميين منهم الشاعران حاييم غوري وآغي مشعول، والأديب دافيد غروسمان، ومهندس العمارة دافيد كرويانكر، والفنان لاري أبرامسون، والباحث في القدس ونائب رئيس البلدية السابق ميرون بنفنستي، واساتذة الجامعات يارون ازراحي وروني ألين بلوم واليشع افرات ودافيد دوغنهايم، ويورام بيلو، ويوسي بن آرتسي وكثيرون آخرون. ‘إن القدس كثيرة القدسية منذ آلاف السنين’، قال حاييم غوري، ‘هي ثلاث ديانات وشعبان متعلقان بها، وهي مدينة جد رائعة ولا يمكن أن يتم شيء كهذا ليكون وقاحة طرف واحد، أنا خائف جدا من هذا الشيء’.
    وقُدم اعتراض آخر باسم مجموعة علماء آثار تشمل البروفيسور جدعون بريستر، والبروفيسورة يهوديت غرين، والبروفيسور زئيف هرتسوغ، والدكتور حاييم غولدبوس والبروفيسور رافي غرينبرغ وآخرين. وقُدم اعتراض ثالث باسم 43 من سكان سلوان الفلسطينيين والرابع باسم جمعية ‘عير عاميم’ (مدينة الشعوب).
    إن المعارضين العامين يؤكدون في معارضتهم الاضرار بالمنظر الطبيعي والاخلال بمباديء الحفاظ على المنطقة حول أسوار المدينة القديمة. وهم يزعمون أن اسرائيل حرصت منذ 1967 على الاستمرار في سياسة التخطيط التي بدأت في عهد الانتداب البريطاني وفحواها ألا تُبنى مبان ولا سيما مبان كبيرة على مبعدة أقل من 75 مترا عن أسوار المدينة القديمة. وأُجيز هذا المبدأ في خطة الحديقة الوطنية في نهاية ستينيات القرن الماضي، وأُجيز من جديد منذ ذلك الحين في عدد من الخطط منها الخطة الهيكلية الجديدة للقدس التي هي في مراحل الموافقة عليها الاخيرة. لكن منطقة القِدَم ستُبنى على مبعدة 20 مترا فقط عن الأسوار.
    ‘كان العاملون في التخطيط وقادة الحياة العامة متحدي الآراء في أن مسؤوليتهم هي الحفاظ على صورة القدس كما حلم بها كثيرون (من كلام مهندس العمارة آريه دبير الذي أعد خطة الحديقة الوطنية حول أسوار المدينة القديمة)، وحماية هذه الصورة من أخطار تطوير البنى التحتية للنقل العام والسياحة. وكانت النظرة الى هذه المنطقة على أنها كمال تخطيطي واحد’، ورد في وثيقة الاعتراض. والخطة في زعم المعارضين ‘اخلال سافر بهذه المباديء. إن انشاء مبنى ذي سبع طبقات في مساحة تزيد على 16.600 متر مربع وعلى ارتفاع يكاد يمس أسوار البلدة القديمة، هو بالضبط عكس ‘الحفاظ على صورة القدس كما حلم بها كثيرون’. وخلافا لهذا الالتزام سيغطي المبنى الضخم أسوار المدينة القديمة ويخفيها عن عيون الناظرين الى البلدة القديمة من الجنوب’.
    ‘أنا أعرف تخطيط القدس عن قرب منذ 45 سنة’، يضيف مهندس العمارة والخبير بتاريخ العمارة في القدس، دافيد كرويانكر، ‘ولم ألق قط خطة بمثل هذه الوقاحة ومع قدرة فتاكة محتملة كهذه الخطة. يوجد قراران تاريخيان في القرن العشرين في القدس، الاول لرونالد ستورز، الحاكم العسكري البريطاني الاول في المدينة، الذي أمر بأن يكون البناء بالحجارة. والمرسوم التاريخي الثاني الذي أصدره تيدي كوليك في 1967 وكان بناء الحديقة الوطنية للحفاظ على رئة خضراء بين المدينة التاريخية والمدينة الجديدة حولها. يوجد غير قليل من المدن التاريخية يختلط فيها البناء القديم بالبناء الجديد ويفقد تميزه. وأنا أرى أن لذلك أهمية وقد يكون ذلك هو أهم قرار اتُخذ في التخطيط في القدس. ليست المشكلة هندسة المبنى، فأنا لا أتناول ذلك ألبتة. بل توجد هنا مسألة مبدئية هي السابقة. ويوجد هنا مس بمبدأ الحديقة الوطنية ولذلك فهذه وقاحة’.
    والى ذلك يذكر المعترضون العامون أن المبنى خُطط له على مبعدة ‘أمتار معدودة من جبل الهيكل، وهو منطقة تقع في قلب الصراع وكل تغيير فيها يمكن أن يثير توترا كبيرا’، وأن ‘المنطقة التي خُطط للخطة فيها هي حي سكني فلسطيني (سلوان) مكتظ ومُهمل يعيش فيه أكثر من 30 ألف ساكن. وسكان الحي محتاجون احتياجا هائلا الى رياض اطفال والى حدائق وملاعب وغير ذلك. وفي التوازن المطلوب بين الطموح الى الحفاظ على التراث وبين المحيط الذي خُططت الخطة فيه، يُحتاج الى استجابة حاجات السكان لا الى مبنى ضخم’.
    يلقى هذا الكلام تعزيزا من الاعتراض الذي قدمه 43 من سكان سلوان بواسطة المحامي سامي ارشيد، يزعمون أن القسيمة التي خُطط للخطة فيها هي آخر مساحة مفتوحة في الحي وبدل أن تُخصص لمصلحة السكان صودرت لصالح ‘مدينة داود’. وتنشيء الخطة شعورا آخر بالظلم والاضطهاد تعبر عنه مصادرة اخرى لاراضي الحي وهي في هذه المرة الارض الوحيدة الخالية للسكن ولتطور الحي، وكل ذلك دون استجابة لحاجات السكان’، يقول ارشيد. والاعتراض الذي قدمه يتناول ايضا الضرر السياسي والهدف السياسي لاقامة المبنى في ظاهر الامر. ‘تريد الخطة بناء متحف ومركز زوار وسياحة اسرائيلية في قلب القدس الشرقية’، يكتب ارشيد الذي يذكر أن معنى ذلك هو زيادة وجود اسرائيلي في المنطقة التي تخضع لتفاوض سياسي وهي رهن لتسويات في المستقبل. ‘تحظر السياسة التخطيطية في هذه المنطقة كل بناء فلسطيني في المكان ولا تُمكن من الدفع قدما بخطة بناء سكني منذ 1967 بسبب اعلان أن المنطقة منطقة حديقة وطنية’، أضاف.
    ورد في اعتراض جمعية ‘عير عاميم’ (مدينة الشعوب) الذي أعده المحامي يشاي شندور أن ‘البناء المقترح في مثل هذا القرب من أسوار المدينة القديمة تخريب حضاري وعماري وجمالي. والحديث عن عدم احترام لتراث المدينة، وعدم احتشام وصلف فظ… جوهره كله رفع علم اسرائيلي باسلوب هيرودي في داخل منطقة فلسطينية في شرقي القدس وذلك على يد جسم ايديولوجي نشاطه المعلن هو محاولة تعميق السيطرة اليهودية في داخل القرية’. ويزعم شندور أن المبنى خُطط لأن يغطي على ما حوله، ‘لا توجد هنا حالة عدم اندماج بل يوجد مبنى يريد بتعمد متعمد أن يطمس ما حوله ويصبح أيقونة’. وزُعم في الاعتراض ايضا أن المبنى سيُخل بالتوازن المواصلاتي في المنطقة لأنه سيجذب النقل الخاص الى منطقة مزدحمة أصلا، وأضافت يهوديت اوبنهايمر المديرة العامة لـ ‘عير عاميم’ أن هذه هي ‘الصيغة التاناخية لقضية هولي لاند. إن رئيس الوزراء وبلدية القدس وسلطة الطبيعة والحدائق يتعاونون معا ويبيعون جهة خاصة متطرفة أملاك القدس. يصعب أن نتجاهل وقت دفع الخطة قدما وبين يديه المحاولات التي لا تنتهي لافساد المسيرة السياسية’.
    ويزعم مهندسو العمارة المعارضون للخطة أنها عدوان لم يسبق له مثيل على مباديء الحفاظ على مواقع أثرية في البلاد. ففي منطقة موقف جفعاتي يُجرى في السنوات الاخيرة واحد من أكبر اعمال الحفر الأثري في اسرائيل. وقد كشف الحفر الذي يتولى رئاسته الدكتور دورون بن عامي من سلطة الآثار، الى اليوم عن قصر روماني فخم، وبقايا مبنى من العهد الحشمونائي، وعن مبنى كبير من العصر الهيليني. ووجد بين العاديات الصغيرة التي كشف عنها في ذلك المكان كنز قطع ذهبية وأداة نحاسية كانت تستعمل رُقية في الفترة الرومانية. وقد غير الحفر كثيرا تصور الباحثين للقدس القديمة ولا سيما في العصر الروماني المتأخر، عصر إيليا كابيتولينا.
    قدم علماء الآثار اعتراضهم بواسطة منظمة ‘عيمق شفيه’، التي تجمع علماء آثار يعارضون الاستعمال السياسي، في زعمهم، لعلم الآثار في البلاد. ويؤكد علماء الآثار أنه لا سابقة لمبنى كبير جدا يقام فوق تل أثري. ‘إن المبنى المخطط له سابقة خطيرة لانشاء مبنى فوق موقع أثري متعدد الطبقات ومركزي’، ورد في اعتراض علماء الآثار، ‘لا يوجد أي امكان للدفع قدما ببناء منشأة بالكبر المقترح والامتناع عن الاضرار بآثار المدينة القديمة في القدس′، يكتب علماء الآثار. وهم يزعمون أن سلطة الآثار لم تُعد أي خطة للحفاظ على الآثار ولم تُبين أين ستقام الاعمدة الاسمنتية التي ستسند الطبقة الأثرية. ‘إن الخطة الى جانب مسها الذي لم يسبق له مثيل بالآثار التاريخية لا تقترح شيئا لصالح سكان سلوان’.
    تذكر كرويانكر أنه أعد قبل عشرين سنة معرضا تحت اسم ‘حلم يقظة’ شمل جميع المباني التي خُططت ولم تنشأ قط في القدس. ‘آمل أن يعرض من يُعد معرضا مشابها بعد عشرين سنة هذا المشروع ايضا، وآمل أن يجد نفسه في مزبلة التاريخ’. يجب أن تُحدث القدس نفسها وتاريخها ومركباتها المختلفة، وهي لا تستطيع أن تُجن في كل مرة بهذه الصورة التي تقع مرة واحدة’، يضيف غوري، ‘ذلك برغم أننا الأسياد وربما لأننا الأسياد خصوصا. لم أقتنع بعد بأن انشاء هذا المبنى على مثل هذا البعد عن الأقصى سيفضي الى أخوة بين الشعوب والأديان’.
    وجاء عن سلطة الطبيعة والحدائق ردا على ذلك أنه ‘لا يوجد أي إضرار بالآثار تحت المبنى، بل عكس ذلك بالضبط. إن سلطة الآثار تحفر في تلك المنطقة منذ أكثر من ثماني سنوات لأجل البناء والبحث الأثري للتمكين من إدماج المبنى في العاديات. وتمت في هذا المكان عمليات حفظ في نطاق واسع، وخُطط المبنى مع اهتمام كامل للآثار التي تم الكشف عنها. والى ذلك يتناول تخطيط المبنى بصورة مميزة ومتشددة أسوار المدينة القديمة كي لا يمس بالمنظر الطبيعي وبجلال أسوار المدينة القديمة. فالمبنى لا يرتفع أكثر من طبقة واحدة فوق الشارع الذي يفصل المبنى عن السور’. وجاء ايضا أن ‘المبنى لا يتجاهل حاجات السكان المحليين لحقيقة كونه مبنى عاما في حديقة وطنية مفتوحة للجميع. إن أسطح المبنى جميعا معابر عامة للجمهور الواسع وهي تُمكن من تنقل حر وانشاء صلات مدنية مهمة في اتجاهات مختلفة. والمبنى منظومة دخول ومركز زوار منظم الى الحديقة الوطنية’.
    وجاء ردا على ذلك من بلدية القدس أنه ‘حينما يؤتى بالخطة لتناقش في اللجنة المحلية للتخطيط والبناء ككل خطة يُبحث فيها سيُستدعى المعارضون للادلاء بكلامهم أمام اللجنة وبعد سماع الاعتراضات ستتخذ اللجنة قرارا في الشأن’.
    وجاء عن جمعية إلعاد ردا على ذلك أن ‘الاعتراض على خطة منطقة القِدَم قُدم اليوم، ويُسعد جمعية إلعاد أن ترد عليه بعد أن تنظر فيه وتدرسه دراسة عميقة’.
    وجاء عن سلطة الآثار: ‘إن سلطة الآثار ستُسلم الى اللجنة اللوائية للتخطيط والبناء نظرها المختص في ذلك الامر’.
    وطلب مهندس عمارة الخطة آريه رحمينوف هو ايضا ألا يرد بالتفصيل الى أن يقرأ وثائق الاعتراض بدقة. ‘أُجيزت الخطة في اللجنة المحلية واللوائية وفي لجنة الحفظ وسمعنا الى اليوم فقط كلمات حارة عن الخطة. فهي تتناول جملة جوانب المنطقة وجرت عليها جميع الفحوص وتشمل فحوصا بصرية. والخطة ستسهم اسهاما كبيرا في المنطقة’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 414
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:13 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 299
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:57 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 298
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:57 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 297
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:56 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 296
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-31, 08:55 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •