النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 539

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 539

    اقلام اسرائيلي 539
    27/1/2014


    في هــــــذا الملف

    ‘علاج جذري’ للصراع
    بقلم:شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم

    مصر: الاستقرار أولا!
    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

    انتصار الجنسية الاسرائيلية
    بقلم:الكسندر يعقوبسون،عن هآرتس

    ‘الشاباك’ خطير
    بقلم:أمير أورن،عن هآرتس

    ردا على جدعون ليفي وانقاذ مخيم اليرموك
    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    شولاميت وشولا
    بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

    سوريا مقابل سوريا
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    بين الشلل وانعدام الوسيلة: ‘مؤتمر جنيف 2′… حلول واهية
    بقلم:بنديتا بارتي،عن نظرة عليا












    ‘علاج جذري’ للصراع

    بقلم:شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم

    يحاول كثيرون أن يفهموا ما الذي يرمي اليه اصرار رئيس الوزراء نتنياهو على أن يجعل وجود اتفاق مع الفلسطينيين قائما على اعترافهم بأن اسرائيل دولة يهودية. وجواب رئيس الوزراء في هذا الشأن يتلخص بتفسير بكلمتين: ‘علاج جذري’.
    بين نتنياهو في هذا الاسبوع للضيفين اللذين زاراه وهما رئيس رومانيا تريان بساسكو ورئيس وزراء كندا ستيفن هاربر أنه استطاع ان يسأل أبو مازن هل سيعترفون بالدولة اليهودية؟ ‘ويبدأ حينها التلعثم’، قال نتنياهو عن رد أبو مازن وفسر ذلك بعد ذلك: ‘هذا هو جذر الصراع وهناك ايضا يوجد مفتاح حله. ليس جذر الصراع المستوطنات وليس جذر الصراع ولم يكن عدم وجود دولة فلسطينية، إن جذر الصراع هو الرفض الدائم للتسليم بوجود دولة مستقلة للشعب اليهودي. إن السلام الحقيقي يوجب اعتراف الفلسطينيين آخر الامر بدولة قومية للشعب اليهودي’.
    ويبين نتنياهو من جهته أنه يقصد اتفاقا دائما حقيقيا ينهي الصراع. والعوض عنه كما أعلن أنه مستعد للتوجه الى تنازلات مؤلمة. إن نتنياهو لا يؤمن في هذه المرحلة بأن أبو مازن قادر على التوصل الى اتفاق ويقول ‘ليس هو شجاعا بقدر كاف’.
    إن وجود مسار التفاوض مهم لأنه يُمكن من التحادث ويخفف عن اسرائيل في الساحة الدولية ومع الدول العربية، لكن هل يوجد في الحقيقة احتمال للتوصل الى اتفاقات ما؟ اذا اردنا الاعتماد على كلام رئيس الولايات المتحدة براك اوباما فالجواب هو 50: 50.
    لماذا يريد رئيس وزراء اسرائيل اعترافا من الفلسطينيين؟ لماذا تحتاج الى اعتراف كهذا منه؟ يسأل كثيرون رئيس الوزراء. ‘هذا الاعلان ليس مطلوبا لنا بل هو ضروري لتبين نيتهم الحقيقية’، يجيب. ‘هل يريدون سلاما حقيقيا أم يريدون الاستمرار في خطة المراحل’؟.
    ظهر الاعتراف الفلسطيني بالدولة اليهودية عند نتنياهو منذ اليوم الاول الذي ذكر فيه حل الدولتين في خطبة بار ايلان. واذا اردنا المقارنة بين التفاوض السياسي واجراء قضائي فان الامر يشبه ‘رفع ستار’. انه اعلان نوايا حقيقي يبين هل ينوي الفلسطينيون المصالحة على موضوعين جوهريين وهما عودة اللاجئين الى داخل اسرائيل وامكانية ان يطلب عرب اسرائيل أو البدو في المستقبل حكما ذاتيا بزعم أن لهم حقا في تقرير المصير.

    ‘زمن حاسم للقرار’

    بين نتنياهو في هذا الاسبوع أنه اذا كان الصراع موجودا منذ نصف قرن، منذ أكثر من 46 سنة، فيجب أن يكون مقرونا بشيء آخر لا بمبدأ الارض مقابل السلام. إن عندنا فهما غير سيء لذلك الشيء لأننا في كل مرة أخلينا فيها ارضا نفذنا بصورة دقيقة مطالب كثيرين في المجتمع الدولي كانت اقتلاع المستوطنات والعودة الى خطوط 1967 مقابل السلام. وقد سلمنا اراضي مقابل السلام لكننا لم نحصل على سلام’، قال.
    ‘إن هذا الموقف هو الاهم عند نتنياهو’، قال مسؤول سياسي رفيع هذا الاسبوع. ولهذا حينما تبين أن موقف نتنياهو يعارضه رئيس الدولة شمعون بيرس كان الغضب في ديوان رئيس الوزراء على بيرس حقيقيا.
    إن الرئيس يقول ذلك الكلام في احاديث يجريها من حين لآخر مع وزراء واعضاء كنيست من عدة كتل حزبية. وبين بيرس أن اصرار نتنياهو هذا ‘من الفضول’ كما عرفه، وقد يفشل التفاوض. وقال أحد المسؤولين الكبار التقى بيرس إنه حتى عرفه بأنه ‘طلب هاذي’.
    يبين بيرس في تلك الاحاديث أن ‘دولة اسرائيل عرفت نفسها بأنها دولة يهودية في وثيقة الاستقلال’، ويبين أن ‘الشيء الوحيد الذي يقرر هل تبقى دولة يهودية هو ضمان الاكثرية اليهودية فيها’. ويضاف موقف بيرس في هذا الشأن الى موقف رئيس يوجد مستقبل الوزير يئير لبيد. فقد عرف لبيد في مقابلة صحفية قبل شهر الاصرار على طلب الاعتراف بالدولة اليهودية بأنه ‘سخافة’.
    في حين أن لبيد شخص سياسي يعبر عن مواقفه أولا في المجلس الوزاري السياسي الامني وقوته هناك محدودة، فهو واحد بين مجموعة اصحاب قرار، يعتبر الرئيس فوق الشعب وهو ذو تقدير وتأثير في العالم. واسوأ من ذلك أنه سيبقى دائما ‘متآمرا لا يكل’ كما عرفه رئيس الوزراء السابق اسحق رابين تعريفه المشهور. فبدل أن يؤيد موقف رئيس الوزراء في الساحة السياسية بلا تحفظ يرعى سياسة مستقلة ويحاول أن يؤثر باحاديث خاصة من وراء الستار. إن بيرس الذي عُقد على شرفه في هذا الاسبوع في المؤتمر الاقتصادي في دافوس اجتماع خاص لمنحه وسام شرف لعمله من اجل السلام، اصبحت له علاقات باردة برئيس الوزراء.
    ‘نحن في وقت حرج لاتخاذ القرارات. والبديل عن السلام خطير’، قال بيرس هذا الاسبوع ورأى من هم حول رئيس الوزراء ذلك الكلام جزءا من المحاولة الامريكية للضغط من الداخل تهيئة لاتفاق الاطار. ليس واضحا في هذه المرحلة ما الذي سيشتمل عليه اتفاق الاطار لكن الشيء الواضح أنه يوجد اجماع اسرائيلي على أن الفلسطينيين سيضطرون الى التنازل لاسرائيل في شأن عودة اللاجئين.
    اذا تخلى الفلسطينيون عن عودة اللاجئين الفلسطينيين أو اعترفوا بأن اسرائيل دولة يهودية فسيكون نتنياهو مستعدا لأن يقول في اتفاق الاطار أن التفاوض سيقوم على خطوط 1967 مع تبادل اراض تشمل الكتل الاستيطانية. وبحسب ما قاله مصدر سياسي رفيع المستوى، فانه في حديث كان لنتنياهو مع رئيس البيت اليهودي نفتالي بينيت، قال الوزير لرئيس الوزراء إنه ما بقي نتنياهو يعلن ذلك دون أن يؤتى به لتقرر الحكومة فانه لن يترك بسبب ذلك.

    داود وجوليات النسخة الكندية

    تبين في هذا الاسبوع لعضو الكنيست احمد الطيبي من مصادره في السلطة الفلسطينية أن جون كيري عالم بوجود اشكالية في توقعه أن تتخلى اسرائيل عن وجود اسرائيلي في غور الاردن. ويقترح الامريكيون الآن أن يكون وجود اسرائيلي في الغور فترة يتم تحديدها وأن تقرر اسرائيل بعد انتهائها هل يوجد ما يدعو الى استمرار وجودها هناك.
    يمكن أن نفهم من ذلك أنه برغم المواجهة بين وزير الدفاع يعلون وكيري فان الاحتجاج قد تغلغل. فيعلون ومن ورائه جهاز الامن كله غير مستعدين للتخلي عن الغور.
    ونقول بالمناسبة إن العاملين مع يعلون استغلوا هجومه السافر على كيري في محاولة لكسب مكاسب سياسية. ففي اليوم الذي نشر فيه تصريحه اهتموا حوله بأن يعرفوا في المعسكر القومي كيف يقدرون وأن يأتوا لتعزيزه.
    وفي شأن المستوطنات يبدو ان رئيس الوزراء غير مستعد لاخلاء مستوطنات في المرحلة الاولى، وأن الانطواء في الكتل الاستيطانية المعروفة سيكون مصحوبا ايضا بالحفاظ على ‘اصابع′ في مناطق مهمة تاريخيا لاسرائيل مثل بيت ايل وشيلا والخليل.
    يتبين من احاديث مع كل رؤساء الائتلاف الحكومي موقف مفاجيء بقدر ما بالنسبة للقدس. يبدو أن لبيد ولفني وبينيت ونتنياهو بالطبع مجمعون على الحل في القدس، فالجميع يتفقون على أن القدس رمز وأنها مهد الثقافة والتاريخ وأنها عاصمة الشعب اليهودي في الماضي والحاضر. ويبدو أن هذا هو الائتلاف الذي فيه اجماع على وحدة القدس، فبعد أن اقترح رئيسا وزراء اهود اولمرت واهود باراك تقسيمها، يبدو أن هذه الحكومة نجحت في أن تغير قواعد اللعب.
    فاجأ رئيس وزراء كندا هاربر في هذا الاسبوع وزراء الحكومة والضيوف حينما حضروا المؤتمر الصحفي الذي عقده مع نتنياهو في القدس. فقد سئل هاربر مرة بعد اخرى عن سياسة اسرائيل الاستيطانية فأجاب: ‘لست هنا لانتقد اسرائيل’. وإن ايضاح هاربر بأن اسرائيل ما زالت داود وأن العالم العربي هو جوليات، قد علم الاسرائيليين درسا في الصهيونية.
    ‘أرى أنهم أمس في السلطة لم يطلبوا إلي أن أعلم السلطة وأنتقدها في شأن حقوق الانسان أو كل شيء آخر’، بين هاربر، ‘وحينما أكون في اسرائيل يُطلب إلي أن أُعلم اسرائيل بعلامة. وحينما أكون في السلطة يُطلب إلي أن أنتقد اسرائيل، وفي اسرائيل ايضا… اعتقد أنه يجب أن نتعلم من تجربتنا في كندا، وعندنا تجربة صالحة بقدر كاف، لتقبل أناس ذوي خلفية مختلفة وثقافات مختلفة فهذا هو الـ دي.ان.إي لدولتنا.
    ‘إن الدرس الذي تعلمناه هو أنه حينما تعتبر جهة ما اقلية صغيرة في العالم فيجب ان تخرج من طورك كي تحتضنها كي لا تكون معرضة للانتقاد، وهذه هي الاخلاق الكندية. وهذا هو السبب الذي يجعل كنديين كثيرين يتفهمون التوجه الذي نأخذ به والذي لا يمنعني من محادثة حكومة اسرائيل وحكومة السلطة في امور نتفق عليها واخرى لا نتفق عليها، وأن نعبر عن الفروق في التوجهات بيننا. إن الحديث عن هذه الامور بصورة خاصة أكثر مردودا’. قال هاربر.
    إن هاربر الذي طار في هذا الاسبوع في مروحية من القدس الى الشمال حيث زار اماكن مقدسة للمسيحية اضاف انه فاجأه أن يرى خصر اسرائيل الضيق، وقال إن ذلك علمه أن ‘كل مطالبكم الامنية واضحة. فالمسافة هنا من الطرف الى الطرف المقابل ضربة لكم’، قال ملخصا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    مصر: الاستقرار أولا!

    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

    ليس هذا ما تمناه المصريون في احتفالهم بمرور ثلاث سنوات على ثورة التحرير. فقد فكروا في اشياء جميلة كثيرة وفكروا في الاساس في مستقبل وردي ونماء جديد ورفاه وديمقراطية. وفكروا في الاساس في الديمقراطية. احتفل العالم كله مع مصر في 2011. وتأثر العالم كله بالنموذج المصري. ودهشت وسائل الاعلام العالمية من التغيير السريع في دولة عربية فيها 85 مليون من السكان. وكانت هناك اسباب كثيرة للقلق لكن العالم يفضل الاحتفال لا القلق.
    بعد أن مضى مبارك تحطم المستقبل الوردي وسيطرت الفوضى على بلاد النيل، ومنذ ذلك الحين تبحث مصر عن وجهة، عن كل وجهة ممكنة. فقد حل محل الديمقراطية الموعودة حكم ذوي اللحى الذي لم يثبت أكثر من سنة (محمد مرسي).
    وأدرك المصريون الحيرانين أن الخلاص لن يأتي من الليبراليين الضعفاء الذين لا ناصر ولا قاعدة لهم من ابطال الثورة ولا من الاخوانالشديدي الوطأة، بيقين، ولهذا عادوا الى الخطة القديمة الصالحة التي كانت ذات مرة، أعني الجيش. من كان يصدق أن ميدان التحرير الذي سمعته أكثر من مرة يطلب رحيل المشير الطنطاوي، أصبح يطلب فريقا آخر (السيسي) لمنصب رئيس مصر القادم؟.
    لم تتخيل مصر في اكثر السيناريوهات سوادا أن تشهد في يوم الاحتفال بالذكرى الثالثة لثورة التحرير سلسلة عمليات لحركات سلفية، واعمال شغب دامية في أنحاء الدولة. لا شك في أن السلفيين من جهة والاخوان المسلمين من جهة اخرى وهم ابطال أول انتخابات حرة في مصر (لمجلس الشعب وللرئاسة) يطلبون ما يستحقونه، أي الحكم. طلب الشعب الديمقراطية فحصل على الانتخابات، بيد أن صناديق الاقتراع أعادت مصر الى القرن السابع لا الى عصر التنوير. لم يعد المصريون اليوم يحلمون بالديمقراطية بل بالاستقرار. وهم يأملون أن ينجح السيسي في وضع حد للوضع السيء الذي دُفعت اليه مصر، مع اقتصاد منهار واستثمارات لا تأتي وصفر من السياح تقريبا.
    سُلب الشعب المصري ثورة التحرير مرتين، فليس من العجب أن تكون كلمة الديمقراطية مسلية اليوم لأن الذي يطلبونه هو الاستقرار. ولا أفضل من الجيش المصري ليمنح الشعب الاستقرار.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    انتصار الجنسية الاسرائيلية

    بقلم:الكسندر يعقوبسون،عن هآرتس

    من المفهوم من تلقاء ذاته أن من حق الجمهور العربي في اسرائيل أن يرفض فكرة ‘تبادل الاراضي’ بصيغة افيغدور ليبرمان (التي هي فكرة باطلة بوضوح)؛ لكن ما الذي تشهد عليه حقيقة أن الجمهور العربي يريد أن يرفض هذه الفكرة؟ كان للالبانيين في كوسوفو ايضا حق كامل في التمسك بجنسيتهم الصربية، وما كان يحق لأحد أن يسلبهم إياها؛ بل هم الذين طرحوها في القمامة للتحرر من السلطة الصربية. أما العرب في اسرائيل فيتمسكون بجنسيتهم الاسرائيلية ويفضلون حكما اسرائيليا على حكم فلسطيني ـ حتى حينما يكون الحديث عن دولة فلسطينية مستقلة بعد اتفاق سلام لا يفترض أن ينتقلوا هم اليها بل يفترض أن تأتي هي اليهم.
    ليس من المؤكد أن دولة قومية ما حظيت في يوم من الايام بمثل هذا التعبير عن الثقة بجنسيتها وبنظامها (لا بسياستها على الخصوص) من قبل أقلية قومية في زمن صراع قومي شديد. إن السياسة الاسرائيلية لا يحسن وجهها في هذه القضية لكن الجنسية الاسرائيلية يحسن وجهها. فالقوميون اليهود والعرب ينافس بعضهم بعضا بلغة خطابية حماسية وتثبت الجنسية الاسرائيلية المشتركة بين اليهود والعرب أنها أهم كثيرا وأنها أعظم قيمة وأقوى مما اعتيد أن يُظن. فالاقلية والاكثرية معا أسلم عقلا مما يتوقع في وضع مجنون.
    إن موقف الجمهور العربي هذا لا يناقض ألبتة التصور الذي تقبله اكثريته الكبيرة وهو أنه جزء من الشعب الفلسطيني. ومن كاليهود يعلم أن الشخص يمكن أن يؤيد أبناء شعبه في دول اخرى وأن يرى دولة اخرى أنها الوطن القومي لشعبه وأن يبقى مع ذلك يعيش خارج حدودها. ولا يناقض هذا الموقف ايضا الانتقاد ـ مهما يكن لاذعا ـ للواقع الاسرائيلي وللسياسة الاسرائيلية. لكنه يناقض عددا من التصريحات الحماسية المعروفة التي تصاحب هذا الانتقاد احيانا. فمن حق انسان أن يأتي فيقول: ‘أنا فلسطيني بطاقة هويتي الاسرائيلية فرضت علي وأنا أفضل أن أكون خاضعا لنظام فصل عنصري ولسلطة قمع فاشية عنصرية استعمارية ـ أفضل كل ذلك بشرط ألا اضطر الى العيش تحت سلطة فلسطينية’.
    ولا يستطيع من يحقق حقه الديمقراطي في التعبير عن هذا الموقف أن يمنع الآخرين من تحقيق حقهم الديمقراطي الذي هو الاستهزاء حين سماع هذا الكلام.
    سيقول يهود كثيرون إن ‘كل ذلك بسبب التأمين الوطني’، لكنه أكثر من التأمين الوطني. من الواضح أن انجازات الدولة الاقتصادية والاجتماعية جزء من عظمة الجنسية الاسرائيلية وجاذبيتها.
    لكن استطلاعات كثيرة للرأي تُبين منذ سنين أن بضع عشرات في المئة من المواطنين العرب (بين 40 الى أكثر من 50 بالمئة) يقولون ـ حتى في الظروف القاسية اليوم ـ إنهم يفخرون بأنهم اسرائيليون وإنهم وطنيون اسرائيليون. وهم يقولون مع ذلك ايضا كلاما قاسيا على الأذن اليهودية، وهو ما يثبت أن أجوبتهم صادقة وأن الوضع مركب وأن علاقتهم بالدولة مركبة ايضا.
    ‘أفخر بأني اسرائيلي’، هذه مقالة قوية أكثر كثيرا من مقالة ‘مهما يكن اليهود سيئين فان النظام العربي يتوقع أن يكون اسوأ، ومن الجيد أن يوجد تأمين وطني’. إن حقيقة أن صورة العلاقات بين اليهود والعرب في الدولة مركبة وليست سيئة ببساطة هي انجاز كبير ـ للطرفين ـ في الظروف القائمة. فلو كانت هذه العلاقات سلبية فقط لأصبحت حياتنا جميعا يهودا وعربا، جحيما بسهولة. إن لمواطني اسرائيل من اليهود والعرب ما يكفي من العقل لعدم الوصول الى هناك. يفترض أن يطمح وزير الخارجية الاسرائيلي الى أن يشعر سكان المثلث شعورا أكبر بأنهم اسرائيليون لا أن يقترح أن يكفوا عن كونهم اسرائيليين.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ‘الشاباك’ خطير

    بقلم:أمير أورن،عن هآرتس

    قامت شولاميت الوني قبل اربعين سنة في مركز لحظة مصيرية في تاريخ اسرائيل الاتجاه الى السلام أو الى تعزيز الصراع. لاشى اسحق رابين الفرقة آنذاك فتخلى عن راتس برئاسة الوني واستسلم للضغط القومي الديني من المفدال وغوش ايمونيم. وخسر بذلك احتمال تسوية اردنية فلسطينية مع الملك حسين قبل أن تمتليء المناطق بالمستوطنات.
    قرأ الجيش الاسرائيلي بقيادة موتي غور ورفائيل ايتان بعد ذلك، الخريطة وساعد المستوطنين. وكان ذلك احيانا كما وثق في السيرة الذاتية لأحد مهندسي المستوطنات وهو ماتي غوبلز، بتقديم مروحيات لنقل مبان الى اماكن بديلة. وحينما أراد الجيش أن يُفشل انسحابات من اجل التسويات جُند ضباط استخبارات كانوا يُبينون لماذا لا يجوز التخلي عن قمم جبال ما لأنه يمكن عليها فقط استعمال محطات انذار. وكانت تلك ذريعة شفافة، ومصطلحات فنية لخدمة تصورات سياسية. وقد نقض ضابط استخبارات رئيس آنذاك، هو العميد دوف تماري، نقض ذلك وبرهن على أنه يمكن أن يوجد بديل عن ذلك اذا أرادوا فقط. فالسياسة هي التي يجب أن تملي البحث عن الوسائل لا العكس.
    اليوم، يتجنب رئيس ‘أمان’، اللواء افيف كوخافي، ورئيس قسم البحث، العميد ايتي بارون، تهيئة التقديرات الاستخبارية بحسب ما يرضي بنيامين نتنياهو المتحمس للهجوم على ايران (التي تبعد سنتين على الاقل عن القنبلة الذرية كما تقدر ‘أمان’) والتهرب من تسوية مع الفلسطينيين بحسب خطة اوباما وكيري. فاجراءات العمل وما ينتج عنه في ‘أمان’ أساسية غير منحازة. والاختلافات الفنية بين ضباط البحث يتم توضيحها وابرازها الى السطح ويؤتى بها ليطلع المستوى المسؤول عليها.
    إن ‘أمان’ تخضع لثلاثة أسياد رئيس هيئة الاركان ووزير الدفاع ورئيس الوزراء وليس ترفيع رتبة العاملين فيها خاضع لموافقة نتنياهو. وليس الامر كذلك في مجلس الامن القومي الذي يفترض أن يعطي نظرة من اعلى، لكن رئيسه الحالي يوسي كوهين يطمح علنا الى أن يحظى من نتنياهو في غضون سنة ونصف برئاسة الموساد.
    إن الوضع في ‘الشباك’ هو الاسوأ، ‘الشباك’ الذي أصبح في السنوات الاخيرة ‘جهاز ذوي القبعات الدينية’. لأن ثلاثة من اصحاب المناصب الارفع الاربعة جاءوا من خلفية دينية ويظهرون تأييدا للتصور الذي يعارض مصالحة سياسية مقرونة باخلاء مستوطنات. إن موتي ورفول العلمانيين من الجيش الاسرائيلي في سبعينيات القرن الماضي، بعثا حيين في ‘الشباك’ في شخصي يورام كوهين السلبي الانطوائي، ونائبه النشيط المُجد ر. وارث التاج أو القبعة الدينية ورئيس القسم العربي الايراني، م.
    برغم غليان داخلي صامت، اصبحت قيادة المنظمة العليا تصوغ على صورتها اجراءات البحث والتجنيد والترفيع. وهذا نموذج يحتذي عليه المديرون في المستويات الوسطى. وأضيف الى التقدير السنوي لمن يعمل في ‘الشباك’ سؤال تعسفي يثير عدم وضوحه الغضب وهو: ‘هل يعمل بحسب منظومة قيم صهيونية’. امتلأ ‘الشباك’ بعاملين متدينين تفوق نسبتهم فيه نسبتهم من السكان. وتفضل بنات متدينات في الخدمة الوطنية على جنديات علمانيات في التعيين لمناصب استخبارية مثيرة للاهتمام، وتبقى كثيرات منهن في ‘الشباك’ بعد انتهاء مدة التطوع.
    يستطيع ‘الشباك’ أن يتملق نتنياهو المسؤول الوحيد عنه الذي يعين بالفعل العاملين فيه، في قناتين الاجراء والمضمون. فهو يستطيع أن يحكم على التفاوض باحتضار بطيء اذا فُصل موقفه من مادة الامن على الارض وقت التسوية ليصبح مئات التحفظات التفصيلية التي يمتد البحث فيها سنين؛ وهو يستطيع أن يُسمع، جهرا ايضا تحذيرا عاما شديدا مما قد يحدث على إثر الانسحاب (وأن يخفي الكلفة الامنية للامتناع عن التسوية). فمن الذي يتجرأ على أن يواجه تحذيرات ‘الشباك’ ما بقي نتنياهو يتبناها. وحينما يريحه الامر كما كان الحال في قضية جلعاد شليط فانه يتجاهلها مستعينا باستطلاعات الرأي العام.
    إن ‘الشاباك’ هو ورقة اللعب السرية الاشد خطرا التي يحفظها نتنياهو في جيبه لنضاله النهائي في مواجهة اوباما وكيري. إن هذه المنظمة التي تُحسن مكافحة الارهاب قد تسبب ضررا سياسيا اذا تجاوزت مجالها واذا وجهت التقديرات السياسية والشخصية اجراءات كبار قادتها. إن ‘الشباك’ قد يصبح الاستخبارات التي تُحبط السلام.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    ردا على جدعون ليفي وانقاذ مخيم اليرموك

    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    مفاجأة: ‘جدعون ليفي طرح في مقاله يوم الخميس الماضي في ‘هآرتس′ موضوعا اخلاقيا ذا صلة: مصير الفلسطينيين المتبقين في مخيم اللاجئين اليرموك في دمشق. قبل البدء بتحليل وتشريح مبررات ليفي يجب القول: نعم، العرب الفلسطينيون هناك في اليرموك ليسوا غرباء على اسرائيل. من كل المجموعات السكانية في الدوائر البائسة في سوريا، في الشرق الاوسط وفي افريقيا. مع الفلسطينيين في دمشق يوجد رابط. رابط ضميري. ليس على أساس 1948، ولكن هذا ليس مهما.
    وفي ضوء المذبحة التي تجري تحديدا في مخيم اليرموك، وليس من الاسابيع الاخيرة، بل منذ سنتين على الاقل، فان اسرائيل ملزمة بان تبذل مساعي الانقاذ التي تعرف كيف تفعلها. هذه المساعي يمكنها أن تكون موجهة لانقاذهم الى الاردن، او عند الحاجة ايضا لاستيعاب الاف الفلسطينيين اياهم من غربي الاردن، في بلادنا بلادهم. لا ينبغي الخوف من هذا. فحسب تقارير مختلفة، يدور الحديث عن نحو 20 الف شخص يعيشون أزمة جوع فظيعة وخطر مذبحة. هذا ليس كبيرا على دولة اسرائيل. فبدلا من الحديث عن تقليص المساحة وتقليص تواجد اليهود في مناطق معينة في بلاد اسرائيل، فان فعلا انسانيا كبيرا مثل انقاذ 20 الف لاجيء سيساهم في علاقات الشعبين أكثر من كل القنوات المعروفة باسم ‘السلام’ الشهير. هذا افضل من السياسة والاستراتيجية.
    ولماذا لا نقول صراحة: يهم الاسرائيليين الفلسطينيون أكثر من أي فئة سكانية اخرى سنتناول أمرهم على التو. أنا، مثلا، لا أرى نفسي في صورة الام تريزا. ليس كل انسان ومواطن على وجه الارض يتعلق الامر به بذات القدر. مع كل الاتهامات القاسية التي لدى اسرائيل تجاه أفعال الفلسطينيين، ثمة قرب يمكن الاعتراف به وقبوله. كنا معهم وفي محيطهم منذ الصبا، رغم كل الاتهامات عن كوننا ‘نطلق النار ونبكي’ و ‘نبني ونسلب’.
    والان، بعد ان وضع الموضوع على الطاولة ـ أنه يتعين على اسرائيل أن تساعد الاف الفلسطينيين اولئك بكل سبيل ـ ينبغي استغلال الفرصة لبعض الحوار او المفاوضات بين اليمين واليسار في مواضيع الاخلاق والضمير.
    هذه فرصة طيبة لان نطرح مرة اخرى مسألة المتسللين من السودان وأرتيريا. فلو لم تكن منظمات يسارية متطرفة معينة تعنى كل الوقت بادخال الضجيج الاخلاقي والضميري في الساحة الاسرائيلية، لكان أسهل بالفعل التركيز على ظواهر لا تطاق من ناحية اخلاقية وقابلة للعناية من المجتمع الاسرائيلي على حد سواء. فعشرات الاف المتسللين لا يوجدون في هذا التصنيف. ما يمكن لاسرائيل ان تفعله حيال سكان يهود في مناطق الازمة وما تستطيع عمله حيال عرب لهم صلة بالبلاد، فان هذا ما يمكنها أن تفعله مع مجموعة المتسللين. فسلم الاولويات على قائمة قلبنا هي اضطرار لا بد منه أيضا.
    ‘ان اليسار المتطرف ومنظماته مذنبة في أنها تخلق عبئا زائدا على منظومة العناية المحلية وعلى المجتمع الاسرائيلي وفي نفس الوقت ينشأ الانطباع بان ليس مصلحة المجتمع والمجموعات المأزومة المختلفة في رأس اهتمامهم بل ربما شيء آخر يوجد هناك. مثل استغلال هذه المجموعات المأزومة لغرض الدعاية المناهضة لاسرائيل. مثل خلق اوضاع من عدم الاستقرار.
    ولهذا يجب ان نذكر جدعون ليفي في هذه المناسبة بانه هو ايضا ساهم غير قليل في ادخال ‘الضجيج الاخلاقي’ في الساحة وهكذا سدها. وهو يفعل ذلك ايضا في مقاله اياه. المذنب رقم واحد في العفن الاخلاقي الذي يحيط بالحرب في سوريا هو رئيس الولايات المتحدة براك اوباما. هذه حالة خاصة يظهر فيها ارتباط مباشر بين الانهزامية العسكرية والانهزامية الاخلاقية. لهذه الدرجة بحيث انه عندما نشرت صور الموت في التعذيب في ‘الجارديان’، العالم صمت حقا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    شولاميت وشولا

    بقلم:ايتان هابر،عن يديعوت

    تتوفيت شولاميت في يوم الاربعاء الماضي. وتوفيت شولا في ليل يوم الخميس. ودفنت شولاميت في يوم الجمعة في جبال القدس وستدفن شولا اليوم في مقبرة كفار شمرياهو .
    لم تعرف بعضهما بعضا وهما طرفان في حياتي الاولى في طفولتي والثانية في كبري. كانتا عالمين مختلفين منفردين، فمن شبه المؤكد أنهما لو عرفتا منفصلتين ومجتمعتين أنني أجمع بينهما في مقالة صحفية واحدة لهبتا لحظة من نعشيهما عائدتين الى الحياة غاضبتين جدا الواحدة على الاخرى، وعلي في الاساس.
    كانت في نظري، وإن كانتا عاشتا في طرفي الشعب اليهودي، والاسرائيلي بيقين، الصورتين الاشد صدقا للاشخاص الذين يؤلفون هذه الفسيفساء البشرية التي تسمى دولة اسرائيل.’
    إن شولاميت بن نريا كانت معلمتي في الصف الاول 3 في المدرسة الرسمية الدينية بيلو في تل ابيب. وقد نسيت لتباعد الزمان صورتها ودروسها وطريقتها في التربية. وأتذكر فقط اسمها والحقيقة الوحيدة التي لاجلها اتصل اسمها بتاريخ حياتي: فقد كانت في كل صباح في طريقها من بيتها في شارع ميخال الى المدرسة في جادة روتشيلد تمر دائما بالقرب من بيتي في شارع بوروخوف وكنت اختلس النظر دائما لأرى هل القاها في الطريق. لا يعني أنني كنت اخشاها بل ربما كان الامر عكس ذلك. كنت اعاملها باعظم احترام كما يعامل، كما آمل، كل طالب في الصف الاول معلمته اليوم ايضا. كنت أظن مدة سنين ان معلمتي الاولى توفيت مثل المعلمين الآخرين جميعا ومثل المدير حاييم ميشوري الذي سماه الجميع ‘موزيه’. الى أن نظم رفيقان من الصف قبل بضع سنين وهما يعقوب رزنبيرغ واسرائيل سلونيم، لقاء مرة واحدة في الحياة لطلاب الصف الاول 3 في بيلو. ووقعت المفاجأة اذ كانت المعلمة شولاميت حية ترزق معنا.
    زرناها مرة واحدة في بيتها في مبسيرت في القدس. كانت المعلومة شولاميت دائما متدينة. وكانت تحافظ في ورع شديد جدا على الدقيق والجليل من الفرائض. كانت هادئة ومتواضعة وآمنت حتى النهاية برب السماء ومعجزاته. كان شيء من خيبة الامل في صوتها كما ظننا حينما اشارت اشارة خفية الى بعض ابنائها الذي لم يسر في طريقها الايمانية. وعلى حسب ايمانها ونهج حياتها كان يمكن ان يعدها معسكر اليمين المتدين بين مؤيديه.
    ‘وكانت شولا الوني ايضا معلمة لكنها تختلف غاية الاختلاف في شخصيتها وطبيعتها عن شولاميت بن نريا. فقد كانت عاصفة وشديدة الاطلاع ومناضلة بصوت جهير وكانت تقول كل ما تعتقد دون خوف ودون نفاق. وقد سمعتها مثل اسرائيليين كثيرين اول مرة اذ كانت صاحبة زاوية خاصة في الراديو تتعلق بحقوق الانسان.
    وتابعت حياتها واعمالها الى ان هيأ القدر لقاءا بيننا في ديوان رئيس الوزراء اسحق رابين. كانت الوني آنذاك وزيرة وكانت تحارب الاحزاب المتدينة حربا لا هوادة فيها. ‘أنا لا احارب الدين لكن المتدينين ومقاولي الاحزاب والاحزاب’، اوضحت ذات مرة. وتبين انها خبيرة بالتوراة ومفسريها وتراث اسرائيل وتاريخ الشعب اليهودي على اختلاف اجياله بقدر لا يقل عن عدد من رجال الدين حتى من الكبار.
    في احيان متباعدة جدا فقط اذا امكن ذلك اصلا، كان يمكن ان تجر الوني الى ‘تجارة خيول’ سياسية وهي ما اصبح اليوم جزءا لا ينفصل عن السياسة الاسرائيلية فقد كانت عندها مباديء حديدية وكانت امرأة مباديء. وكانت احاديث كثيرة معها تنتهي بزفرة ‘أوف ف ف’ طويلة.
    ودفعت الوني عن ذلك ثمنا سياسيا شخصيا باهظا جدا ولم تتخل. وزرت بيتها مرة واحدة وحيدة في كفار شمرياهو. وقد كانت تصفي الحساب مع الاخرين حتى في شيخوختها ولم تكن ‘تحسب حسابا’ لاحد. وكنت اظن فيها دائما انها تحب الشجار. أوف.
    ولم تعد الاثنتان موجودتين الآن. لم تلتقيا قط على وجه البسيطة فقد تلتقيان في السماء. وانا استطيع الان ان اسمع صراخ شولا الوني وتوبيخها وان ارى عيني شولاميت بن نريا الحزينتين. انهما وكلاهما بالنسبة الي ارض اسرائيل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    سوريا مقابل سوريا

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    في نهاية المطاف وبعد جهود الاقناع الكبيرة التي بذلها الاخضر الابراهيمي، الوسيط الجزائري العظيم الخبرة والعلاقات، وافق الوفدان السوريان على الاجتماع في الغرفة نفسها في جنيف. لو طُلب إلي أن أحزر كيف نجح لراهنت أنه استعمل السابقة الاسرائيلية حيث نزل وفد سوري ووفد اسرائيلي في الفندق نفسه في اسطنبول. وقد أصروا آنذاك لا على غرف متباعدة فقط بل على طوابق منفصل بعضها عن بعض كي لا يوجد ‘احتكاك بالعدو’ وكي لا ‘يُحرق’ الوفد السوري في طريقه الى الوطن. جئتم، قال الوسيط موبخا، من المكان نفسه والشعب نفسه، ففكروا كيف سيبدو الامر اذا اضطررتموني الى أن أدير دبلوماسية تنقل بين الوفدين.
    يجب الاحتراس في هذا الاسبوع من ألا تتطاير الاطباق. وستكون معجزة كبيرة اذا لم يشتموا واذا ضبطوا نفوسهم كي لا تُسرب الاخبار. ولا توجد أوهام عند أحد وهنا لا يصنعون سلاما ولن يوقفوا المجزرة الفظيعة في سوريا.
    ففيم سيتحادثون؟ يتجه الابراهيمي الى ‘خطوات بناء ثقة’: الافراج عن أسرى في المرحلة الاولى آلاف طُرحوا في السجون ومئات اختطفهم المتمردون في داخل سوريا. وحتى هذا الاجراء ليس سهلا فلا أحد يستطيع أن يقول بصدق كم بقوا أحياء حقا بعد التعذيب. وماذا ايضا؟ فتح ممرات لمساعدة انسانية لسكان حلب وحمص. لا يأتي أحد ولا يخرج أحد من المدينتين المحاصرتين اللتين ترجوان قوافل الغذاء والدواء والتدفئة وفتح المؤسسات الدراسية.
    سيغطي الغرفة ظل قاتم، فأي وفدين سيقوم أولا لتفجير المحادثات. لقد جرب الطرفان التهديد، وتوسط الوسيط وهم لا يهربون الى الآن الى أي مكان. من المهم أن ننتبه الى أن الوفد الروسي كان أول طائر من جنيف. فماذا يعني هذا؟ يعني أن الوسيط لن يستطيع أن يُجند ضغوطا يستعملها المدافعون عن الرئيس على الوفد الرسمي. وماذا ايضا؟ إن المعسكرين يعرفان البرنامج الزمني: ففي حزيران يتجهون الى انتخاب رئيس سوريا القادم. ومن الصعب حتى في أكثر الخيالات هوجا أن يتم التفكير في منافسين لبشار. فاذا بقي فسيفوز.
    وهكذا سيجلس خبيرا قانون من سوريا في بدلتين أنيقتين، يفصل بينهما 140 ألف قتيل و6 ملايين لاجيء وأحياء مدمرة حتى الأساس. إن القوتين غير المتكافئتين: فهناك وليد المعلم من دمشق ابن الثالثة والسبعين ووزير خارجية بشار وهو ابن عائلة ثرية حظي بالوظائف الأكثر اشتهاءا لها في العالم؛ وفي مقابله أحمد الجربا من القامشلي ابن الرابعة والاربعين وهو الرئيس (الخامس) لمنظمات المعارضة التي تحظى بعطف دولي لكن وزنها في ميدان المعارك أخذ يضعف.
    مكث الجربا ثلاث مرات في سجون سوريا وتم اختطافه وعُذب ونجح في الفرار الى تركيا. يجوز له أن يطلب انشاء حكومة ائتلافية لكنه لن يتجرأ هو ورفاقه على دخول سوريا. من يمثلون؟ ليست المؤسسة وحدها هي التي فقدت الشرعية، فقد تخلت منظمات المعارضة عن صلتها بالمتمردين على الارض وهم غير قادرين وربما فقدوا الرغبة في القيام من المقاعد الوثيرة وادارة الحرب. إن الجربا يبدو مثل مقاول اعمال تعلم أن يسافر جوا في العالم في قسم الاعمال.
    إن الوسيط سيُدبر أمر الوفدين مسلحا بأعصاب من الحديد في الغرفة المغلقة ويُداور بين خرائط طرق ستهبط من بعيد. فهناك الأسرة المالكة السعودية في مواجهة ايران، وموسكو في مواجهة واشنطن التي لم تقرر الى الآن ما الذي تريده حقا في سوريا. وقد قتل 150 انسانا منذ بدأت المحادثات. وفي نهاية الاسبوع صفوا الحساب مع مقدم برنامج قناة ‘الجزيرة’ فيصل القاسم الذي عرف كيف يختفي من سوريا في الوقت المناسب. فقد اقتحم شبيحة النظام بيتيه وأفرغوهما من الممتلكات وعلقوا العلم الوطني وبثوا ذلك في التلفاز الرسمي كي يعلموا ما الذي ينتظر كل من يصر على دعم الطرف غير الصحيح.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    بين الشلل وانعدام الوسيلة: ‘مؤتمر جنيف 2′… حلول واهية

    بقلم:بنديتا بارتي،عن نظرة عليا

    ‘في 22 كانون الثاني 2014 عاد والتقى ممثلو الاسرة الدولية في سويسرا، في محاولة للوصول الى اتفاق يؤدي الى انهاء الحرب الاهلية المضرجة بالدماء المعربدة في سوريا. منذ جولة المحادثات الاخيرة في حزيران 2012 (جنيف 1)، تدهور الوضع في سوريا بشكل خطير. وتشير المعطيات الاحصائية الاخيرة الى أن هذه الحرب، التي اندلعت قبل نحو ثلاث سنوات جبت حتى الان نحو 130 الف قتيل واكثر من نصف مليون جريح. واحدث النزاع حتى الان أزمة انسانية هائلة، عندما اضطر اكثر من 6 مليون ونصف شخص في سوريا الى ترك منازلهم واصبح مليونان لاجئين، بل وادى بنصف سكان سوريا الى وضع يكون فيه يحتاجون بشكل يائس لمساعدة انسانية.
    وبينما يتدهور الوضع الانساني على الارض فان ايا من الطرفين المقاتلين قريب اليوم من تحقيق نصر عسكري اكثر مما في ايام مؤتمر جنيف 1: العكس هو الصحيح، فالمأزق الاليم بقي على حاله والنزاع بات منقسما أكثر فأكثر، مع مواجهات تجري في نفس الوقت، سواء بين النظام السائد وبين المعارضة، ام داخل الفصائل المختلفة في المعسكر المعارض للاسد.
    في محاولة للتصدي للثمن الانساني الباهظ الذي يجبيه النزاع، وكذا للاثار الخطيرة للحرب الاهلية في كل ما يتعلق بالاستقرار الاقليمي وميول التطرف، اجتمعت اخيرا الاسرة الدولية. هدف الاجتماع تعديل خطة جنيف 1 في حزيران 2012، بهدف تطبيق وقف اطلاق نار بين قوات النظام وبين قوات المعارضة، والتقدم نحو اقامة ‘كيان حكومي مؤقت’ يتمتع بـ ‘صلاحيات تنفيذية كاملة’ وينتخب ‘بالتوافق المشترك’ بين الاطراف. ومع ذلك، فان الاحتمال في أن تتحقق هذه الاهداف الطموحة في اثناء الايام القريبة القادمة يقترب من الصفر، أولا لان الطرفين لا يثقان الواحد بالاخر على الاطلاق، وثانيا لان مطالبهما تعكس مواقف متناقضة تماما.
    ‘يصل مندوبو نظام بشار الاسد الى جنيف في احساس بان النظام يقف في موقف قوة نسبية: فهو مقتنع بانه حظي بقدر من الاعتراف بل وبقبول دولي في اعقاب صفقة السلاح الكيميائي. ووجدت هذه النظرة الذاتية لها تعزيزا في القلق الدولي المتعاظم في ضوء صعود الجماعات المتفرعة عن حركة القاعدة في سوريا، وكذا في المنشورات الاخيرة عن اللقاءات السرية التي عقدت بين رجال النظام السوري وبين وكالات الاستخبارات الغربية للبحث في دور مقاتلي الجهاد الاجانب في سوريا. وبالفعل، فان مكانة نظام الاسد الدولية تحسنت في اثناء الاشهر الستة الاخيرة بفضل صفقة السلاح الكيميائي وكذا بفضل ادعاءات المحللين ومقرري السياسة، ممن يعتقدون بانه قد يسود في هذه المنطقة وضع تضطر فيه الاسرة الدولية الى الاختيار بين الاسد وبين حركة القاعدة. واضافة الى ذلك، فلا يزال بوسع الرئيس الاسد الاعتماد على حلفائه الروس الذين واصلوا استخدام حق النقض الفيتو في اثناء الشهرين الاخيرين على كل مشروع قرار في مجلس الامن للامم المتحدة يسعى الى شجب الرئيس السوري. وذلك عندما أعلن الروس، في نفس الوقت عن زيادة المساعدات العسكرية وعن صفقة ربحية للتنقيب عن النفط والغاز في قلب البحر لفترة 25 سنة، اتفق عليها بين روسيا وسوريا.
    في الساحة المحلية كشفت خطوات الاسد في الفترة التي ادت الى انعقاد مؤتمر جنيف 2 عن استراتيجية مشابهة، تقوم على اساس فكرة القوة والاعفاء من العقاب: يشهد على ذلك ايضا الهجوم العسكري المكثف الذي نفذ احيانا من خلال قصف البراميل الوحشية التي لا تميز الهدف ضد معاقل الثوار في مدينة حلب، وكذا تطبيق سياسة التجويع على معاقل معينة لقوات الثوار ومنع كل مساعدة انسانية، مثلا، في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في دمشق.
    الامور بسيطة وواضحة: بشار الاسد غير مستعد للدخول في مفاوضات على فترة انتقالية سياسية تقوم على اساس تركه كرسي الحكم، مثلما كان يخيل ان اطار جنيف 1 يحاول التلميح به. فالنظام السوري يرى نفسه الطرف المنتصر في هذه الحرب، وتصريحات الاسد الاخيرة عن الحاجة لان تركز محادثات مؤتمر جنيف على ‘الارهاب’ اضافة الى اعلان وفده الى المحادثات بان عزل الرئيس يشكل ‘خطا أحمر’، تعزز هذا الانطباع.
    من الجهة الاخرى لطاولة المفاوضات، المعارضة لا توجد في وضع افضل يتيح لها البحث في انهاء متفق عليه للاعمال العدائية. أولا، المعارضة شكاكة، وعن حق، في النوايا الحقيقية للنظام، ولا سيما عندما يتضح بان الاحتمال بان يقبل طلبها الحد الادنى (رحيل الاسد) هو احتمال صفر، وكذا في ضوء ماضي الاسد الذي اعتمد على وقف النار كي يعيد تنظيم نفسه ويضرب معارضيه.
    ثانيا، حركة ‘ممثلي الشعب السوري’ الائتلاف الوطني للقوى السورية المعارضة والتي تتمتع باعتراف دولي، واصلت فقدان التأييد داخل سوريا نفسها في اثناء الاشهر الاخيرة. وعندما لا يكون الجيش السوري الحر قادرا على ان يدير اساس القتال ضد الاسد وفي ضوء تعزيز قوة الجهاديين مثل ‘الدولة الاسلامية في العراق والشام’، وكذا التعزيز التدريجي للتحالف السلفي الجبهة الاسلامية، فقد بقي المعسكر المعارض للاسد منقسما بشكل جوهري. والنتيجة هي ان القيادة السياسية في ‘الائتلاف الوطني’ تقف امام تحديات في جبهات عديدة، والامر يؤثر سلبا على قدرة الوفد الى جنيف في ادارة مفاوضات مع النظام وكذا على قدرة ‘الائتلاف الوطني’ الضمان بان يتم بالفعل تطبيق وفرض الاتفاق النهائي على الارض. اضافة الى ذلك، فان المفاوضات السياسية مع النظام تنطوي على مخاطر عديدة من ناحية الائتلاف الوطني الضعيف ايضا وذلك لان تحقيق ‘صفقة سيئة’ ستضعف فقط مكانته بين مؤيديه لدرجة نشوء خطر محتمل على تماسكه الداخلي.
    في هذا السياق من انعدام الثقة، الخلاف والشك، من الصعب التوقع ان يتحقق في جنيف 2 بالفعل اختراق هام كهذا او ذاك. هذه الفرضية تقوم’ ايضا على اساس الخلاف الشديد السائد في الاسرة الدولية وفي ظل غياب استراتيجية منسقة لممارسة الضغط على الطرفين لتحقيق اتفاق. فاستراتيجية من هذا القبيل يفترض على الاقل ان تطبق نهجا منسقا امريكيا فرنسيا روسيا تركيا سعوديا ايرانيا بالنسبة للطريقة التي ستحل فيها الازمة البديل الذي يبدو غير واقعي تماما، رغم كونه مرغوب فيه بل وضروري في ظروف ازمة اقليمية حقيقية كالازمة السورية.
    واضافة الى ذلك، فان ايران ترفض الاعتراف بـ ‘الشروط المسبقة’ لمؤتمر جنيف 1، ومعسكر معارضي الاسد يعارض بشدة مشاركتها في مؤتمر جنيف 2. وبعد أن الغيت الدعوة لايران الى المؤتمر بشكل عديم الكياسة وفي تواصل معقد على نحو خاص من الاحداث التي سبقت افتتاحه الرسمي فان الاحتمال لتنسيق دولي يبدو بالفعل غير واقعي على الاطلاق.
    وبالتالي، فماذا ستكون عليه النتيجة الافضل لمؤتمر جنيف 2 في ضوء التوقع غير المشجع هذا؟ على المؤتمر ان يركز على منح قدر معين من التخفيف والمساعدة للسكان في سوريا، الذين هم الضحية الاساس للنزاع الحالي. ولغرض تحقيق هذا الهدف، فان الاولوية الاولى للمؤتمر ينبغي ان تكون ادارة المفاوضات وتطبيق وقف النار، الى جانب ضمان الوصول الكامل للمساعدات الانسانية الى مناطق القتال. كما أن من المهم بنفس القدر الا تترجم هذه الخطوات الانسانية الى انجازات للنظام.
    فمثلا طلب نظام الاسد كشرط مسبق لتطبيق وقف اطلاق في نيسان 2012 ان يتراجع الثوار ويضعوا سلاحهم اولا؛ شرط آخر طلبه هو انسحاب الثوار مقابل منح المساعدة الانسانية. وهذه المطالب مست بشكل واضح بحيادية هذه الخطوات. من الحيوي الا يتحول جنيف 2 هو ايضا الى منصة لاقرار مطالب من هذا القبيل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 480
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:49 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 462
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 12:17 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 284
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:44 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 283
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:43 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 282
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:42 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •