اقلام اسرائيلي 543
31/1/2014
في هــــــذا الملف
حتى لا تتمادى طهران!
بقلم: ايلي (تشيني) مروم،عن يديعوت
حكومة نتنياهو تحتفي بمعطيات الفقر
بقلم: ميراف ارلوزوروف،عن هارتس
الحرية الاكاديمية
بقلم: أسرة التحرير،عن هأرتس
عواقب سورية وخيمة على اسرائيل!
بقلم: غيلي كوهين،عن هأرتس
حل من نوع آخر
بقلم: اريئيلا رنغل هوفمان،عن يديعوت
الاستيطان ـ الصهيونية 1: 0
بقلم: آري شبيط،عن هأرتس
انهيار قيم نتنياهو
بقلم: اسرائيل هرئيل،عن هأرتس
‘الحلم وتحطمه’
بقلم: ياعيل باز ميلميد،عن معاريف
حتى لا تتمادى طهران!
بقلم: ايلي (تشيني) مروم،عن يديعوت
إن الاتفاق الاولي بين ايران والقوى الكبرى الذي دخل حيز التنفيذ في 20 كانون الثاني هو اجراء ذو شأن ومقلق. فالايرانيون يستطيعون الاستمرار على برنامج ذري مقلص في نصف السنة القريب الى تموز 2014. ويسقط الغرب مقابل ذلك بصورة تدريجية عددا من العقوبات المفروضة عليهم. وفي هذه المدة تستمر الاتصالات بين القوى العظمى وايران للتوصل الى اتفاق نهائي وتسقط عوض ذلك العقوبات الاقتصادية كليا.
إن الاتفاق الذي وقع مع ايران يبقيها مع قدرات تخصيب اليورانيوم وإن كان يطلب اليها أن تقللها. فقد يتقلص البرنامج الذري لكن ايران تستطيع أن تخدع المراقبين بأن تصل بسهولة نسبية الى وضع دولة على الحافة بل بعد ذلك. والى ذلك يطلب الايرانيون التوصل الى درجات تخصيب اعلى لحاجات مختلفة كغواصات ذرية (كما يقولون). ومن المؤكد أن يطرح هذا الموضوع في المحادثات في التسوية الدائمة وليس من الممتنع أن يوافق عليه.
إن التهديد الايراني كان يصاحب اسرائيل منذ سنوات كثيرة. فقد تم البحث فيه على مر السنين في الغرف المغلقة واستعملت اسرائيل سياسة الدبلوماسية السرية، والتنسيق الوثيق مع الولايات المتحدة ونشاطا عملياتيا صامتا. وفي السنوات الخمس الاخيرة غيرت اسرائيل تحت قيادة بنيامين نتنياهو رئيسا للحكومة، غيرت سياستها وخرجت في معركة دبلوماسية ظاهرة على ايران ومناكفة للولايات المتحدة برئاسة اوباما مع تهديد صريح بعمل عسكري. هناك من يزعمون أن سياسة اسرائيل أفضت الى تشديد العقوبات وقد يكون في هذا شيئا من الحقيقة، لكن النتيجة النهائية هي اتفاق أخذ يصاغ بين ايران والغرب قد يفضي بايران الى امتلاك سلاح ذري وكل ذلك وبين يديه علاقات اشكالية جدا بين الولايات المتحدة واسرائيل يتم التعبير عنها بعدم الثقة بين ادارة اوباما وحكومة نتنياهو، وهي لا تُمكن اسرائيل من التأثير في الاتفاقات التي أخذت تصاغ بين ايران والقوى العظمى. إن المسار السياسي مع الفلسطينيين هو الآن الجسر الوحيد الذي يُمكن من الحوار بين اسرائيل والغرب وبينها وبين الولايات المتحدة على الخصوص.
ليس هذا هو الوقت لنفحص ونحقق أي سياسة كانت أصح. ومن الواضح أن اسرائيل دفعت الى وضع مركب قد تصبح فيه معزولة عديمة التأثير وبلا قدرة على التنسيق مع أكبر صديقة لها. فيجب على اسرائيل أن تلزم سريعا مسارا استراتيجيا يفضي الى تحسين العلاقات بالولايات المتحدة والدول الغربية، كي تستطيع التأثير في الاتصالات وفي الاتفاق الذي يصاغ مع الايرانيين وأن تحسن مكانتها الدولية. ويمكن فعل ذلك باجراء سياسي مفاجيء مع الفلسطينيين يحسن مكانة اسرائيل في العالم ويسلب الايرانيين المبادرة ويقوي التنسيق الاستراتيجي والعلاقات الحميمة بالولايات المتحدة.
ما زالت اسرائيل دولة قوية ورداعة وعليها أن تعمل للحفاظ على هذا الوضع.وهذا هو الوقت للمبادرة والمخاطرة. فاذا انتظرنا الى ما بعد التوقيع على الاتفاق مع ايران فسيكون ذلك متأخرا جدا وستبقى اسرائيل معزولة وضعيفة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حكومة نتنياهو تحتفي بمعطيات الفقر
بقلم: ميراف ارلوزوروف،عن هارتس
19.4 في المئة من العائلات في اسرائيل صنفت ‘فقيرة’ في نهاية 2021. ويجعل معدل الفقر هذا اسرائيل الدولة الثالثة الافقر بين الدول المتطورة. تشيلي والمكسيك وحدهما افقر منا. عن هذا التصنيف غير المستطاب لا بد انكم سمعتم الكثير. وعن التصنيف الاخر للفوارق الاجتماعية حيث تأتي اسرائيل خامسة في الاعلى بين الدول المتطورة، حيث يسبقها فقط تشيلي، المكسيك، تركيا والولايات المتحدة من حيث انها اقل مساواة منها.
‘حتى هنا المعطيات الباعثة على الاكتئاب والمعروفة عن الفقر والفوارق في اسرائيل. وهاكم معطيات اخرى عرضتها الاسبوع الماضي وزارة المالية على مؤتمر الفقر برئاسة ايلي الالوف، يعيها الجمهور بقدر اقل على ما يبدو. مثلا، معدل فقر 19.4 في المئة هو الادنى الذي شهدته اسرائيل منذ 2003 بمعنى ان الفقر في اسرائيل لم ينمو منذ عشر سنوات. في مجال الفوارق الاجتماعية ايضا اسرائيل تتحسن جداول عدم المساواة في اسرائيل وصلت الذروة في 2002 ‘ 2006، وهي منذئذ توجد في ميل انخفاض. ومعاذ الله ان نخطيء فنعتقد ان الوضع جيد اليوم ايضا عدم المساواة في اسرائيل اعلى مما كانت قبل 25 سنة، في 1988، ولا يزال ميل التحسن في الفقر وفي عدم المساواة بارزا للعيان.
وهاكم معطيات اخرى اختارت وزارة المالية أن تعرضها على مؤتمر الفقر وان كانت ظاهرا لا صلة لها على الاطلاق بالموضوع وهذا هو جدول مستوى المعيشة النسبي لاسرائيل، مثلما يقاس بتعابير الناتج للفرد. فقد اختارت المالية ان تقارن الناتج للفرد في اسرائيل معه في الدول المتطورة كتلة اليورو والولايات المتحد في بداية العقد الماضي (2000 2002) وفي بداية العقد الحالي (2011 2013). هذه المقارنة هي الاخرى ستفاجيء الكثير من الناس إذ يتبين أنه رغم غلاء اسعار الشقق، اسعار الغذاء والتوقف الوطني للعيش في برلين فقد تحسنت المعيشة في اسرائيل في العقد الاخير بشكل واضح.
فاذا كان في بداية العقد الماضي مستوى المعيشة النسبي في اسرائيل 60 في المئة، مقابل 67 في المئة في دول كتلة اليورو و 100 في المئة في الولايات المتحدة، ففي بداية العقد الحالي أدركت اسرائيل تماما تقريبا تخلفها حيال دول كتلة اليورو مستوى المعيش النسبي 66 في المئة في اسرائيل مقابل 67 في المئة في دول كتلة اليورو. حيال الولايات المتحدة مستوى معيشتنا يواصل التخلف بشكل واضح، 66 في المئة مقابل 100 في المئة، ولكن لا يزال الحديث يدور عن سد جزء من الفجوة.
معظم الاسرائيليين، اذا ما قيل لهم ان مستوى معيشتهم يشبه مستوى المعيشة المتوسط في كتلة اليورو، فانهم اغلب الظن لن يعرفوا اذا كانوا سيضحكون ام سيبكون. فالفوارق في القوة الشرائية بسبب غلاء المعيشة اعلى في اسرائيل ولان قسما غير قليل من الناتج الاسرائيلي يوجه الى استخدامات لا تساهم في جودة الحياة (الامن) فان هذا يؤدي الى ان يكون مستوى معيشة مشابه لا يترجم الى جودة حياة مشابهة. ولا يزال، من الصعب الجدال مع الموقع الاساس النمو الزائد الذي تتمتع به اسرائيل في العقد الاخير، ولا سيما في ضوء الازمة العسيرة التي ألمت بالدول المتطورة وابطأت جدا وتيرة النمو لديها، قلص بشكل كبير فارق مستوى المعيشة بيننا وبين العالم.
كيف يرتبط هذا بالفقر؟ يبدو أنه يرتبط ارتباطا وثيقا. فالمعجزة الاقتصادية التي شهدتها اسرائيل في العقد السابق، مع معدل نمو اعلى بكثير مما هو في باقي الدول المتطورة، تفسر قبل كل شيء بالارتفاع الحاد في معدل المشاركة في قوة العمل في اسرائيل.
فمعدل المشاركة ارتفع من العام 2002 بنحو 8 في المئة وحول اسرائيل من دولة معدل المشاركة فيها منخفض جدا عنه في الدول المتطورة الى دولة معدل مشاركة مواطنيها في سوق العمل اعلى من المتوسط في دول الـتOECD. اساس الارتفاع في معدل المشاركة في سوق العمل نبع، على ما يبدو، من انضمام متزايد للنساء الى السوق وكذا انضمام متزايد للفئتين السكانيتين الاكثر فقرا ذ الرجال الاصوليين والنساء العربيات.
‘ حذار ان نعتقد ان لا سمح الله بان الوضع جيد ـ معدل مشاركة النساء العربيات ادنى من 30 في المئة، مقابل نحو 80 في المئة في اوساط النساء اليهوديات غير الاصوليات، ومعدل مشاركة الرجال الاصوليين هو اقل من 50 في المئة، مقابل 86 في المئة في اوساط الرجال اليهود غير الاصوليين. ولا يزال، حتى بالنسبة للخروج الى العمل بين السكان الفقراء في اسرائيل، فان ميل التحسن بادٍ للعيان.
‘حسنا، فهل جاءت وزارة المالية الى مؤتمر الفقر كي تحتفل بانتصارها على الفقر في اسرائيل؟ نعم ولا. نعم، لانه بالضبط بعد عشر سنوات من انتهاج وزارة المالية لسياسة اقتصادية متشددة، كانت ذروتها في تقليصات حادة في مخصصات التأمين الوطني وبسببها اتهمت بالوزارة بـ ‘الليبرالية الجديدة’ وبالوحشية تجاه الطبقات الضعيفة بين السكان ـ تعرض وزارة المالية بفخار النتائج الايجابية للسياسة اياها. ومع أنه توجد تفسيرات مختلفة للارتفاع الحاد في معدلات مشاركة الاصوليين والعرب في سوق العمل، ومع أنه واضح ان سياسة 2003 كانت وحشية بحيث انها لم تعرف الا التقليص فقط ـ في الوقت الذي جاءت الادوات التي تستهدف مساعدة السكان الضعفاء للانخراط في سوق العمل بتأخير سنتين على الاقل لا يمكن ان نأخذ من وزارة المالية هذا الانجاز ايضا. لا ريب ان التغيير في سياسة المخصصات كان بين العوامل، ان لم يكن الوحيد، التي ادت الى دفع الاصوليين والعرب الى سوق العمل بوتيرة مضاعفة.
‘ولكن الجواب هو ايضا لا لانهم في المالية يخشون من أن ما تم في 2003 لم يكن كافيا. فالعرض الذي تقدمت به امام مؤتمر الفقر جاء لنقل الرسالة في أنه اذا لم تتخذ السياسة السليمة من الان فصاعدا فان معدلات الفقر ومعدلات عدم المساواة سترتفع فقط.
وحسب تحليل المالية، الذي يستند الى معدلات الفقر الحالية لدى الاصوليين والعرب (58 في المئة منهم فقراء) والى معدل النمو الديمغرافي لهاتين الفئتين السكانيتين ـ فان معدلات الفقر في اسرائيل مآلها الارتفاع.
عمليا، اذا لم يتم عمل شيء فاننا سنتوق لمعدل عدم المساواة الحالي في اسرائيل ـ الخامس في ارتفاعه في العالم.
‘وبالمقابل، اذا ما نجحت الدولة في تقدم الاصوليين والعرب، ومع الزمن رفعهم ايضا الى معدلات مشاركة في سوق العمل مشابهة لتلك السكان اليهود العلمانيين وكذا الى مستوى انتاجية مشابهة فعندها ايضا من المتوقع لعدم المساواة ان يزداد في كل حال. هذا محتم. ولكن على الاقل معدل الارتفاع سيكون اكثر اعتدالا بكثير.
‘بتعبير آخر، فان وزارة المالية أقل مما تأتي لتحتفل جاءت لتعرض امام مؤتمر الفقر صورة متكدرة لدولة من شأن الفقر وعدم المساواة فيها أن يزدادا في كل حال، وانه اذا كانت هذه الدولة تريد أن تبقى على قيد الحياة، فانها ملزمة بان تلطف حدة الفقر في اوساط الفئتين السكانيتين الفقيرتين المتصدرتين. والسبيل الوحيد لعمل ذلك هو من خلال ذات السياسة التي انتهجت (بنجاح كبير) في العقد الماضي: عمل كل شيء، ولكن كل شيء حقا، لادراج الاصوليين والعرب في سوق العمل، مع انتاجية عمل عالية.
‘باختصار، العمل والتعليم، التعليم والعمل، ومرة اخرى العمل والتعليم. في العقد السابق نجح هذا بفضل عنصر العمل وحده.
في العقود التالية سيتطلب الامر دمج العمل مع انتاجية عالية، الامر الذي يستوجب التحسن الكبير في اجهزة التعليم في اوساط الاصوليين ايضا (تعليم المواضيع الاساس، أتذكرون؟) وكذا في اوساط العرب.
لا توجد صيغ سحرية، ولا توجد اختصارات للطريق. فقط الاستثمار الهائل في هاتين الفئتين السكانيتين، من اجل دمجهما جيدا في سوق العمل، سيؤدي الى ان نتمكن من أن نشرع في التصدي للفقر.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الحرية الاكاديمية
بقلم: أسرة التحرير،عن هأرتس
مبادرة رؤساء الجامعات لابعاد السياسة عن الاكاديمية هي خطوة لازمة على خلفية التردي في في اسرائيل في السنوات الاخيرة. فالمبادرة هي رد فعل مضاد للخطوات التي اتخذها وزير التعليم السابق، جدعون ساعر، واثبتت بانه لا تكفي القوانين القائمة والتفاهمات التي تبلورت على مدى سني جيل من أجل منع التدخل السياسي في الاكاديمية.
وقد رفع مشروع لجنة رؤساء الجامعات التي تجمع سبع جامعات بحثية، الى لجنة حكومية جديدة، يفترض أن تدرس الرقابة على جهاز التعليم العالي. وتسعى المبادرة، التي نشرت هآرتس اهم ما فيها امس الى الالغاء بالقانون ولاية وزير التعليم كرئيس لمجلس التعليم العالي، وتشريع قانون اساس يضمن والترتيب بالتشريع لمكانة مجلس التعليم العالي ولجنة التخطيط والميزانية كهيئتين حرتين من الـتأثيرات السياسية. كما يقترح المشروع الغاء مجلس التعليم العالي في المناطق، وهو الاطار الموازي لمجلس التعليم العالي، والذي وقف خلف تحويل المركز الجامعي في اريئيل الى جامعة رغم معارضة رؤساء جهاز التعليم العالي الذي في نطاق الخط الاخضر.
في الوثيقة التي أعدها رؤساء الجامعات جاء ان التدخل اليقظ من جانب الوزراء في شؤون مجلس التعليم العالي من شأنه أن يؤدي الى اعتبارات سياسية بل ووضع الوزير في وضع من تضارب المصالح. هذه صيغة لطيفة للتدخل الفظ الذي ميز ساعر في الشؤون المتعلقة بالجوانب الاكاديمية والمالية لجهاز التعليم العالي.
ولم يتضمن هذا التدخل فقط رفع مستوى المكانة الاكاديمية لكلية اريئيل بل وايضا التهديد باغلاق دائرة السياسة والحكم في جامعة بئر السبع، التأييد للادعاءات عديمة الاساس لمنظمة ان شئتم ضد الاكاديمية، والاعتراف بـ مركز شليم كمؤسسة اكاديمية يحق لها اصدار شهادات البكالوريوس. ان القاسم المشترك لهذه القرارات وغيرها والتي اتخذها ساعر هو الصراع متعدد السنين ضد الاكاديمية الاسرائيلية الذي يديره اليمين السياسي.
ان مبادرة رؤساء الجامعات تسعى الى تنصيص في سلسلة من القوانين ومنع المس بها. وبالفعل، من اجل ضمان الرقابة المهنية النزيهة على الاكاديمية ينبغي نقلها الى هيئة مهنية وليس سياسية. عندما دخل شاي بيرون الى منصبه كوزير للتعليم تحدث في صالح استقلال جهاز التعليم العالي. عليه أن يثبت ذلك الان بالافعال ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
عواقب سورية وخيمة على اسرائيل!
بقلم: غيلي كوهين،عن هأرتس
‘اذا نظرت الى سوريا نظرة مستقبلية مصورا شجرة استراتيجية فان النتيجة سلبية على كل حال’، هذا ما قاله يوم الاربعاء رئيس هيئة الاركان بني غانتس حينما تطرق الى التحديات العسكرية التي تواجه اسرائيل في المؤتمر الذي عقد في المركز المتعدد المجالات في هرتسليا لذكرى رئيس هيئة الاركان السابق امنون لبكين شاحك.
استعرض غانتس التطورات الممكنة في سوريا، وذكر أنه لا شيء منها ايجابي في نظر جهاز الامن الاسرائيلي. ‘اذا بقي الاسد فانه ملتزم بحسب نهجه للمحور الراديكالي لايران ولحزب الله اللذين يبقيان عليه، وهو يؤيده الروس، واذا فشل فان الذي سيقوى هناك هو الجهاد العالمي ومنظمات متطرفة اخرى’، زعم رئيس هيئة الاركان.
‘وحتى لو بقي الاسد فانه لا يسيطر في الحقيقة على سوريا كلها، وهكذا حينما أنظر الى الجبهة السورية صحيح أن الفرقة الخامسة أو التاسعة أو السابعة (المستعدة بالقرب من حدود اسرائيل) لا توشك أن تتحرك غدا صباحا الى جبهة هضبة الجولان، لكن سوريا التي عرفناها فقدت استقرارها’.
وتطرق رئيس الاركان ايضا الى حرب السايبر وقال إن اسرائيل لا تفعل ما يكفي في هذا الشأن. وقال غانتس إن فضاء السايبر هو ‘فضاء عمل يجب استنفاده، واعتقد أن دولة اسرائيل تستطيع ويجب عليها أن تفعل أكثر مما فعلت الى الآن’. وقال رئيس الاركان إن اسرائيل يجب ‘أن تكون في مستوى قوة من القوى العظمى وهي تستطيع أن تكون في مستوى قوة من القوى العظمى’. وقال إن ذلك متعلق بالقوة البشرية التي تنفذ المهمات المختلفة في السايبر. ‘وكل ما بقي أن يُفعل هو أن نرى انه يوجد ما يكفي من الموارد الوطنية’. وعرف غانتس هذا الامر بأنه ‘أساسي’ وقال انه ‘ينبغي عدم الانتظار في هذا الشأن’.
انتقد غانتس انتقادا شديدا تأخير خطة الجيش الاسرائيلي المتعددة السنوات. ‘يجب أن ننظر الى الأمام وأن نتقدم ببناء القوة برؤية الى المستقبل. ويحتاج الى أن ندفع قدما بالخطة المتعددة السنوات برؤية الى المستقبل’، قال. ‘يجب علينا أن يكون الجيش دائما معدا لمهامته حقا بالتدريب وبالمعدات فنحن في السنة الاخيرة في منطقة خطر أخذ يكبر’. واستعرض رئيس الاركان اسباب تأخير الخطة السابقة: ‘حلميش’ التي الغيت بسبب الاحتجاج الاجتماعي في صيف 2011، و’عوز′ التي لم تنفذ بسبب تبديل الحكومة، وقد خططنا الآن ‘تعوزاه’ وننتظر الموافقة عليها’. وقال غانتس ‘هذا سلوك غير صحيح. ففي آخر الامر يدفع الجميع عن ذلك اكثر ويحصلون منه على اقل. ولا نستطيع أن نبيح لانفسنا عدم الاستعداد أو وجود جيش يكون أجوف أو جيشا مسكينا. فالجيش الذي لا يوحي بالقوة يستدعي التحرش به. ليس فخما ولا مبالغا فيه لكن يجب أن يكون بعيدا عن المسكنة، فهذا أمر مهم جدا’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حل من نوع آخر
بقلم: اريئيلا رنغل هوفمان،عن يديعوت
إن عضو الكنيست زبولون كلفي من البيت اليهودي على حق حينما يعبر عن تأييد شديد للوزير نفتالي بينيت رئيس حركته بقوله إن خطة الانفصال عن غزة ايضا بدأت قبل عشر سنوات بمقولة لرئيس الوزراء آنذاك اريئيل شارون. ويقول إن الخطة آنذاك كانت تبدو ‘هاذية وداحضة’، لكنها فضلا عن أنها لم تُطو مثل خطط هاذية وداحضة اخرى أصبحت تامة مكتملة.
وهو صادق ايضا في قوله إن ذلك هو ما يخيف الوزير بينيت ويخيفه أن تنفذ لا سمح الله (في نظرهم) الخطة الهاذية ايضا والداحضة لرئيس الوزراء الحالي نتنياهو وتبقى المستوطنات أو جزء من المستوطنات اذا شئنا الدقة وراء خط الحدود الذي سيحدد في اطار اتفاق مع الفلسطينيين، وكل ذلك في اطار دولتين للشعبين.
ليس عضو الكنيست كلفي الذي يزعم ان هذا هو الوقت للنضال عن مواقفهم لأنه ‘لا يجوز لنا أن نسكت حينما توضع قيمنا الاكثر أساسية في كفة الميزان’، ليس على حق.
إن ابقاء عدد من المستوطنات بعد عدد من التعديلات الحدودية التي ستتم بالاتفاق، خارج مساحة دولة اسرائيل التي ستنطوي على إثر التسوية الى الحدود القريبة مما كان الخط الاخضر ليس تخليا عن قيمنا الاكثر أساسية ولا هربا منها ايضا. إن دولة اسرائيل لا تتخلى عن مواطنيها حيثما كانوا من نيوزلندة الى الارجنتين وانتهاءا الى اولئك الذين يسكنون على مبعدة خمس دقائق سفر عن كفار سابا، فهي مدينة لهم ومسؤولة عن سلامتهم، بيد أنها تفعل ذلك باقساط معقولة يقبلها العقل. وهذا ما سيكون ايضا حينما يختار عدد من المستوطنات بارادتها المطلقة عدم الانفصال عن المكان الذي انشأوا وبنوا حياتهم فيه.
قد لا يثمر جهد التوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين أي نتيجة آخر الامر. وقد تُطرح جميع الاوراق وآلاف محاضر الجلسات ومحاضر المحادثات وتغطية اللقاءات واوراق العمل مع الخرائط السرية في مزبلة التاريخ فتتعفن هناك أو تحترق بنار الحرب القادمة.
لكن قد تحدث، أو ليتها تحدث هذه المرة، حركة صغيرة غير تكتونية، لا تحرك الجبال ولا تزلزل التلال لكنها تلزم الطرفين. حركة تنشيء تنازلات ما وتفضي الى توقيع على اتفاق يضمن وجود الدولتين الجارتين بروح الاتفاق الذي اعلنه نتنياهو بالضبط وهو دولتان للشعبين.
في هذه الحال فان ابقاء مستوطنات معزولة من تلك التي تصر على التمسك بالارض في داخل الدولة الفلسطينية الجديدة لن يكون هو النبأ الصارخ. فالاتفاق هو الذي سيكون الشيء العاصف، وفي اطاره سيتذكر الجميع أنه حدثت امور على وجه البسيطة هذه منها امور في دولة اسرائيل. من الواضح أن ليس هذا هو الهدف، ومن الواضح أنه كان يفضل عدم التوصل الى هذا الوضع، وأنه كان يفضل لجميع الاطراف لو تم التوقيع قبل اربعين سنة قبل أن يبدأ كل هذا وقبل أن تغرس هذه المستوطنة أو تلك على كل تل وتحت كل شجرة ناضرة. لكن يجب في الظروف الموجودة ضمان أمنها وبذل اقصى المستطاع لتنظيم حقوقها، وينبغي أن نتذكر دائما أن ليس هذا هو السبب للذعر الشديد ولا هو الاشارة والعلامة على كارثة أو تحلل هذه الدولة من مسؤوليتها عن مواطنيها، بيقين.
لأن مسؤوليتها الاولى هي ضمان أن نبذل كل جهد ممكن لانهاء هذا الصراع الدامي ولوقف سفك الدماء من الطرفين.
ومن أراد استطاع أن يجد ايضا عدة مزايا في هذا المسار كله، ولا أريد في الحقيقة أن أكون هازلة في هذه اللحظة، كالتعاون الاقتصادي والامني بل الاجتماعي والثقافي. ومن يعلم ربما نجني من الشوك العنب.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الاستيطان ـ الصهيونية 1: 0
بقلم: آري شبيط،عن هأرتس
خرج الثعبان من الكيس آخر الامر. فقد كانت توجد على مر السنين علامات شهدت بأن بنيامين نتنياهو لا ينوي اخلاء المستوطنين عن يهودا والسامرة.
وقال رئيس الوزراء نفسه في 2011 في مجلس النواب الامريكي إنه ستبقى مستوطنات اسرائيلية وقت السلام وراء حدود اسرائيل. وفي 2013 قال امين سر الحكومة السابق تسفي هاوزر في مقابلة صحفية مع صحيفة هآرتس إن فكرة اخلاء مستوطنين هي فكرة أكل عليها الدهر وشرب. وأشار مستشارون ومساعدون على اختلافهم الى أنه يُحتاج الى افكار خلاقة في شأن الاستيطان. لكن في هذا الاسبوع فقط بعد نهاية السنة الخامسة لولاية نتنياهو الثانية لرئاسة الوزراء تجرأ على أن يقول كلاما صريحا. فهو لن يهدم مستوطنات ولن يخلي مستوطنين يهودا. فالسلام كما يرى نتنياهو هو سلام بلا اقتلاع وبلا مقتلعين وبلا جرافات. وهو سلام يبقي في داخل فلسطين مئات آلاف الاسرائيليين.
يستطيع ناس غوش ايمونيم أن يكونوا فخورين بأنفسهم لأنه لا حد لانتصارهم التدريجي. إن نتنياهو في أساسه ليس مناصرا كبيرا لسكان يتسهار وايتمار. ولم يتأثروا قط في البيت الحجري المقدسي الذي ترعرع فيه بمسيحانية المستوطنين وصبيانيتهم السياسية.
ولا يُجل أبناء عائلة نتنياهو الحقائق على الارض ولا يسجدون للتراب. ومع ذلك كله أفضى الحجم العظيم لمشروع الاستيطان الى أن يستسلم له تلميذ جابوتنسكي. فقد خلص بنيامين بن تسيون الى استنتاج أنه لا سبيل لمواجهة طلاب الحاخام تسفي يهودا هكوهين كوك، ولا سبيل لازالة البنية الاستيطانية المدمرة التي بنوها. كانوا يطمحون الى بني كتسوبر ويهودا عصيون، وكانوا يطمحون الى حنان بورات. وكانوا يطمحون الى زئيف حفير وبنحاس فالرشتاين ودانييلا فايس. إن ذوي القبعات المنسوجة المؤمنين تغلبوا ايضا على حركة العمل وعلى الحركة الجابوتنسكية وعلى دولة اسرائيل ايضا. فاذا لم يحدث تغيير في آخر لحظة فان مستوطناتهم ستنتصر على صهيونية هرتسل وتفضي بنا جميعا الى شفا الهاوية.
إن طلب نتنياهو الجديد ابقاء كل المستوطنين في بيوتهم سيفضي الى أمر من اثنين: إما أن تنهار محادثات السلام وتلقى التبعة على اسرائيل، وإما أن تكون اسرائيل مرغمة على قبول فكرة يوسي بيلين الخلاقة في شأن اللاجئين مقابل المستوطنين. ومهما يكن الامر فستكون النتيجة ضدا للصهيونية. فستكون من جهة عزلة سياسية خطيرة لاسرائيل ومن جهة اخرى اضعافها الشديد باغراقها بمئات آلاف الفلسطينيين. واذا كانت الحقائق التي أقرها المستوطنون على الارض لا رجعة عنها حقا فقد تجعل الصهيونية مرجوعا عنها. واذا كان مشروع الاستيطان مشروعا قويا لا رجعة عنه فان السيادة الاسرائيلية سيادة واهنة زمانها محدود.
ليست القومية العربية هي التي تهدد اليوم الصهيونية ولا النضال الفلسطيني بل النتائج الكارثية للمسيحانية اليهودية. إن بذور الشغب التي زرعت في يهودا والسامرة أصبحت عاصفة تعرض الحلم الصهيوني للخطر أكثر من كل العواصف العربية. وإن خطر العزلة السياسية معروف ويتجاهله اليمين بعناد مستمر لكن الخطر الكامن في اقتراح بيلين اللامع الصعب هو خطر جديد يفترض أن يفتح العيون آخر الامر في اليمين الحكيم.
إن معنى ذلك بسيط وهو أن الاستيطان سيضطر اسرائيل الى قبول حق العودة. وسنضطر للابقاء على ايتمار ويتسهار الى قبول لاجئين فلسطينيين في حيفا ويافا واللد.
‘ فهل كان هذا هو الحلم الصهيوني لغوش ايمونيم؟ لا. لكن سيكون هذا هو الثمن الذي سندفعه جميعا عن خطئها التاريخي لأنك اذا قبضت على كثير فكأنما لم تقبض على شيء، وقد حاولت أن ترث الارض كلها فخسرتها كلها. حينما يجري نفتالي بينيت الآن شجار شارع مع رئيس الوزراء المنتخب يجب عليه أن يتذكر أن ما لم تنجح م.ت.ف في احداثه لدولة اسرائيل يوشك أن يحدثه لها الصهاينة المخلصون المتطرفون الذين يمثلهم. وإن الذي صعد على الجبل هو الذي يضعضع اليوم أسس البيت اليهودي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
انهيار قيم نتنياهو
بقلم: اسرائيل هرئيل،عن هأرتس
يقود رئيس الليكود وهو الحزب الذي أقسم على الولاء بسلامة البلاد مواطني دولة اسرائيل الى الانفصال عن قلب ارض اسرائيل. وقد صاغ بنيامين نتنياهو سبب هذا الاجراء بصورة واضحة على مسامع حضور مؤتمر معهد بحوث الامن القومي بقوله: ‘لا أريد دولة ذات شعبين، ولا يريد أكثر الجمهور دولة ذات شعبين’.
كان نتنياهو كما تذكرون أول من زعموا أن تنبؤات الخبراء بـ ‘الكارثة السكانية’ التي تنتظرنا اذا انشأنا دولة وبعد 1967، اذا تمسكنا بيهودا والسامرة كانت كأنها لم تكن. وقد أثبت نتنياهو أنه منذ كان تأسيس الحركة الصهيونية في نهاية القرن التاسع عشر الى ايامنا، زادت نسبة اليهود الذين يعيشون غربي نهر الاردن من 10 بالمئة الى 70 بالمئة. وحتى لو كانت المعطيات أقل صلاحا فقد ارتفع صوت الايديولوجي فيه قائلا أين سُمع مثل هذا؛ أن ينسحب شعب من قلب وطنه ومن الاراضي التي أصبح فيها شعبا بسبب صعوبات سكانية؟ إن عكس ذلك هو الذي يجب أن يُفعل بأن يتم التمسك بها بقوة وأن نُحدث وضعا في الوقت نفسه كما حدث منذ كان بدء العودة الى صهيون في ايامنا، يصبح فيه اليهود أكثرية مستقرة ثابتة في ارضهم.
اجل، بسبب هذا الخوف (ايضا)، الخوف من العامل السكاني، لم يتجرأ أكثر يهود اوروبا بل أكثر الصهاينة على الهجرة الى ارض اسرائيل وحينها انقض عليهم مُفنيهم. وأصبحت قلة القلة فقط التي آمنت وتجرأت وهاجرت وبنت وواجهت وحاربت أصبحت كثرة. فهل الآن خاصة وقد أصبحنا كثيرين واقوياء من جهة اقتصادية وامنية ونحكم مصيرنا نكف عن الايمان بالهجرة الى اسرائيل، زعم نتنياهو في الماضي. ونكف عن الايمان بارادة الشعب بالحياة؟ وبالقناعة العميقة بأنه لا يوجد بديل عن الجذور التي تربط انسانا وأمة بأصولهما؟ ماذا عدا مما بدا؟ ما الذي جد منذ ايام خطابة نتنياهو هذه. أفلم يكن الكلام الذي قاله في الماضي صدقا؟ ألم ينشأ فيها في كل جيل وجيل أنبياء كذابون حاولوا أن يضعفونا وأن يقولوا إننا سنصبح بعد قليل قلة في ارضنا؟ ألم تلطمهم الحقائق المتفائلة مرة بعد مرة بعد مرة؟ إن الجمهور غير المتدين في دولة اسرائيل على الخصوص ذو رقم قياسي في الولادة ثلاثة اولاد للعائلة الواحدة وهو معدل لا شبيه له في العالم الغربي. إن غريزة التكاثر اليهودية تثبت بالدليل الواضح أن الشعب ما زال حيا موجودا خلافا لما في اوروبا حيث تحكم الشعوب هناك على نفسها بالفناء السكاني.
صفق كثيرون من حضور المؤتمر لنتنياهو لأنه أيدهم على ضعفهم وعلى ما يسمونه براغماتية سياسية، وأنه أهمل الايمان بمستقبل الصهيونية الفعالة التي تتحدى وتسعى الى التقدم دائما. وقد أطراهم أن رئيس المعسكر القومي ينساق نحو التشاؤم الذي يميز المعسكر الذي فقد الهيمنة لتنكره لقيمه الاولى وللنهج الصحيح العظيم الانجازات الذي قاد الشعب فيه. وها هي ذي الصهيونية القومية قد أصابها الوهن ايضا بعد سنوات غير كثيرة اخذت فيها الزمام من الصهيونية اليسارية التي ذهبت قوتها.
إن نتنياهو بدل أن يتغلب بجرأة وابداع على التراث الصعب الذي أورثه إياه معسكر اوسلو يتبنى المذهب السياسي الذي قاد دولة اسرائيل الى شفا الهاوية تقريبا.
إنه ‘انهيار منظومات قيمية’، كما سمى نفتالي بينيت صورة تبني نتنياهو لنهج اريئيل شارون واهود اولمرت وتسيبي لفني، ويصفق الاعلام لهذه الانعطافة وأحب أكثر حضور المؤتمر نتنياهو لذلك.
لكن اذا لم يقف أو اذا لم يوقفه حزبه فان نهاية الليكود يتوقع أن تكون كنهاية الحزب الخائن ‘كديما’، وكمصير حزب العمل الذي انهار قبل ذلك لنفس الاسباب وهي اضاعة الطريق والتخلي عن الرؤيا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘الحلم وتحطمه’
بقلم: ياعيل باز ميلميد،عن معاريف
هيا نبقي على الامل. فلعلنا نستخدمه في يوم ما. وصحيح حتى الان فان هذا يعتبر تبذيرا لمقدر هو الاهم بالنسبة لاولئك الذين يحبون هذه البلاد ويريدون مواصلة العيش فيها، ولكنهم يعرفون ايضا بانه كلما دارت الامور كما تدور، فان هذا سيصبح أكثر فأكثر صعوبة.
في بداية الاسبوع، لبضع ساعات من الرحمة، كان يخيل أن ثمة مكانا لذاك الامل. وان الرجل الذي يقودنا منذ سنوات عديدة جدا في طيران الى اللامكان، قد صمم في قلبه على أن يتخذ قرارات قاسية وأليمة كي يدفع الى الامام بالمفاوضات بيننا وبين الفلسطينيين. لدرجة أنه قرر السير بكل القوة نحو الدولتين للشعبين، حتى لو اضطر قسم من المستوطنين، الذين يديرونه ويديرون سياسته بيد عليا، في أعقاب ذلك الى مواصلة السكن في الدولة الفلسطينية التي ستقوم. الى أن جاء نفتالي بينيت ومزق خيوط الحلم هذه. ففي الصباح كان ممكنا الاعتقاد بان نتنياهو سيتخذ قرارا زعاميا. وفي الظهيرة صدر بيانا من مكتب رئيس الوزراء يقول ان هذه احبولة عرقل بينيت تدحرجها.
خسارة على الجهود للحلم وللامل. نتنياهو هنا، وهو لن يذهب الى اي مكان، بل انه لا يعتزم محاولة الوصول الى اي تسوية مع الفلسطينيين. ليس لانه لا يستطيع، بل لانه حقا لا يريد. فهو يستطيع إذ لديه اغلبية في الجمهور في صالح اتفاق الدولتين، اتفاقا يبقي في ايدينا الكتل الاستيطانية الكبرى ويتطلب اخلاء لمستوطنات منعزلة. وهو يستطيع لان الطرف الاخر تخلى تماما عن طلب حق العودة. أحد الانجازات الكبرى لكيري. وهو يستطيع لانه في كل وضعية مهما كانت له أغلبية في الكنيست في صالح مثل هذا الاتفاق. بل انه لن يضطر للتنازل عن ولاية رابعة كرئيس للوزراء. فحسب استطلاع نشرته قناة الكنيست، حتى لو كان تخلى عن متطرفين الليكود، وقام بما فعله شارون واقام حزبا جديدا، يبقى له 70 نائبا يؤيدونه ويؤيدون التسوية. صحيح، عشرة منهم على الاقل كانوا سيأتون من الوسط العربي.
فضلا عن ذلك، نتنياهو كان سيبقى رئيسا للوزراء وسارة كانت ستبقى السيدة الاولى، باستثناء انه كان سيقيم حكومة اخرى. حكومة وسط يسار، بدلا من وسط يمين. هذا لن يحصل. نتنياهو هو جبان ومحافظ في نفس الوقت. الميزتان الاقل حاجة للدولة التي بحاجة ماسة كالهواء للنفس لزعيم شجاع ينفض الغبار والطين الذي علق بها.
فقط لو أنه كان له بعض الرؤيا. لو عمل فقط وفقا لما يعرف بانه سيحصل. وهو يعرف جيدا اننا في مشكلة رهيبة. يعرف بان المقاطعات ستنهينا، وانه خلافا لما يثرثر لنا به بينيت ورجاله، فان هذه لا تنبع فقط من دوافع لاسامية. وهو يفهم جيدا الى أين نحن ندفع عربتنا، ورغم كل شيء فانه لا يفعل شيئا كي يوقفها. وعلى هذا لا يمكن ابدا المغفرة له. فهو سيكون المذنب المركزي في قطع دولة اسرائيلي، الدولة ذات التوجه الغربي والقدرات الهائلة، عن باقي العالم الغربي. وهو يجرنا جميعا الى اماكن تعرض مجرد وجودنا للخطر. وهو يفعل ذلك بعيون مفتوحة على مصراعيها. هو الاول الذي يفهم الى أين يمكن للامور أن تصل.
ولكن حيال كل هذا يقف الخوف الرهيب لدي من المستوطنين ومن اليمين المتطرف. هذا الرجل، الذي كان يمكنه أن يحدث هنا تحولا هائلا، يخاف خوفا مميتا من ميري ريغف وتسيبي حوتوبيلي وداني دنون. خوفا شالا. مهينا. وحسب ذاك الاستطلاع الذي ذكر أعلاه، لو أنه انسحب اليوم من الليكود، لكانوا حصلوا على 17 مقعدا صحيح حتى الان، وعدد من منزلة واحدة لو كانت حقا الانتخابات على مسألة التسوية السياسية، وكان نتنياهو يقف على رأس حزب جديد.
يجدر بنا أن نستوعب نتنياهو لا يريد أن يغير شيئا. لا يريد أن يتخذ اي قرار. يريد فقط احابيل، وهو نفسه بالاجمال احبولة نجحت.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


رد مع اقتباس