أقلام وآراء (522 )
عقدة الإسلام السياسي ومبادرة "حكيم" الفلول
عصام شاور / الراي
|
درس محرج من أسيرة
خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
|
لتتوقف الوكالة عن العبث
مصطفى الصواف / الراي
|
نقطة البدء..من الواقع أم التراث؟
أحمد أبورتيمة / فلسطين الان
|
نماذج عربية في الهدم
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
|
|
عقدة الإسلام السياسي ومبادرة "حكيم" الفلول
عصام شاور / الراي
"عقدة الإسلام السياسي تنتظر حلا"؛ عنوان مقال كتبه الكاتب الإسلامي الأستاذ فهمي هويدي، ملخصه ضرورة إيجاد حل سياسي من أجل إنقاذ مصر بدلا من الاكتفاء بالحلول الأمنية التي تهدد أمن مصر ولن تفلح في اقتلاع الإخوان ، المقال يلتقي مع مبادرة طرحها الدكتور حسن نافعة الذي وصفه هويدي بـ"المستقل" والمعارض للرئيس الشرعي محمد مرسي ورغم ذلك _حسب هويدي_فإن نافعة لم يسلم من التجريح والتطاول والاتهام بسبب مبادرته من قبل الذين أصابتهم اللوثة والهستيريا(ويقصد الانقلابيين).
بداية يجب التفريق بين هويدي الكاتب الإسلامي المعتدل " أكثر من اللازم" وبين أستاذ العلوم السياسية د. حسن نافعة الذي يمكن وصفه بـ" حكيم الفلول" رغم التقائهم على هدف واحد، لأن دوافعهم ورؤاهم وكذلك المبادئ التي تحكمهم مختلفة كليا.
أعداء الدين بغض النظر إن كانوا " انقلابيين" أو " علمانيين" أو من بلاطجة السياسة أو شبيحتها فإن هدفهم واحد وهو إقصاء الإسلام عن الحياة العامة وعن الحكم من خلال ضرب الحركات الإسلامية وتشويه الإسلام واختراع ما يسمى بـ" الإسلام السياسي". في مصر يعتقد الانقلابيون بأن الفرصة مواتية لاجتثاث جماعة الإخوان المسلمين لما تمثله من وسطية واعتدال يمنحها القدرة الفائقة على توحيد الشعب المصري والشعوب العربية تحت راية واحدة، ولذلك فهم في لحظة غرورهم يرفضون أي دعوة للتصالح مع الإسلاميين ويكفي للاستدلال على ذلك رفض طرطور مصر التصالح مع الجماعة وكأن جماعة الإخوان _رغم المحنة التي تمر بها _يمكن أن تصالح الانقلابيين القتلة الذين سينتهون حيث انتهى أمية بن خلف وأبو جهل وغيرهم ممن عذبوا المسلمين وحاولوا عبثا القضاء على الإسلام في مهده.
اتحاد الدول الإفريقية يصر على رفض الانقلاب أو التعامل مع الانقلابيين، وهناك مشاورات أوروبية لاتخاذ قرار مشابه وإن كان متأخرا_، وتقارير ساخنة في أمريكا تؤكد فشل الانقلابيين واحتمال سقوطهم في أية لحظة،والجميع _باستثناء من أصابتهم اللوثة والهستيريا في مصر أو في بعض الدول الخليجية _متأكدون من سقوط الانقلاب وعودة جماعة الإخوان المسلمين الى سدة الحكم في مصر، ولهذا جاءت مبادرة د.حسن نافعة " حكيم الفلول" من اجل إنقاذ الدولة العميقة وإضفاء شرعية على الانقلاب وخاصة أنه يعترف في مبادرته بأن السلطة الانقلابية تفتقد إلى الشرعية.
د.نافعة يدعي أن الرئيس الشرعي محمد مرسي تصرف على أنه ممثل للجماعة وليس للشعب، وان الدستور جاء على مقاس التيار الإسلامي وأن مجلس الشورى لم يكن مؤهلا للقيام بالمهمات التشريعية(كبديل عن المجلس التشريعي المنحل)، في المقابل هو ينظر إلى الانقلاب العسكري على انه خطوة قام بها العسكر خشية من اندلاع حرب أهلية وافقت عليها قوى سياسية ورموز دينية وشخصيات عامة، ولكنه يعتقد أن الطريق الذي رسمت خارطة السيسي معالمه لا يبدو معبدا بما يكفي لضمان سلامة القافلة ووصولها بأمان إلى محطتها النهائية.
اللغة التي تحدث بها د. حسن نافعة هي لغة انقلابية مئة بالمائة، ولكن ذكاءه قاده إلى عرض المصالحة والتصالح مع الإخوان بدلا من المضي في وهم الاجتثاث والإقصاء ولكن هويدي تحدث بلغة الحريص على الوطن وبالنوايا الحسنة التي لا تصلح للسياسة وخاصة في التعامل مع أعداء الدين والشعوب، الذين لا يمكن مصالحتهم وانما مواجهتهم بما يستحقون وتقديمهم لقضاء عادل لا سلطة للأعداء عليه.
نماذج عربية في الهدم
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
كانت حرب العراق مع إيران لسنوات طويلة دون نصر أو هزيمة نموذجا استعماريا فذا لتفكيك الدولتين وهدمهما من أجل إعادة رسم خريطة المنطقة، وبنائها من جديد بما يتفق مع المشروع الاميركي الإسرائيلي للشرق الأوسط الجديد. انتهت حرب الخليج بهدم العراق بعد احتلاله للكويت، ومن ثمة إعادة بنائه على أسس جديدة قابلة للقسمة بين مكوناته الطائفية والإثنية على نحو يمنع عودته كبلد واحد متماسك يمتلك عناصر قوة تهدد مصالح اسرائيل.
انتهت العراق الى الحالة التي انتهت إليها، وخرجت من معادلة ما كان يعرف بالجبهة الشرقية، والدول الراديكالية، ودخلت سوريا ساحة التفكيك والهدم، بعد أن تحولت الثورة على النظام لأسباب داخلية، إلى حرب بالوكالة بين الدول الكبرى، والدول الإقليمية، لتقدم نموذجا استعماريا أوضح في خدمة مصالح اسرائيل، وإعادة تشكيل المنطقة العربية، بحسب مفهوم اسرائيل وأميركا للشرق الأوسط الجديد.
إن قوة اميركا وإسرائيل لا تكمن في قدرتهما على حبك خيوط المؤامرة، وإنما تكمن في قدرتهما على استثمار ما يحدث في البلاد الاستبدادية الهشة، والمحتقنة، وتوجيه التطورات نحو الهدم والتركيع قبل إعادة التركيب.
سوريا هي اليوم نموذج للهدم والتركيع، بحكم الاستبداد، وضعف الوعي، واحتراق البلد والشعب والمستقبل من أجل بقاء الفرد أو العائلة، أو النظام. وهنا أقتبس بعض المعلومات الإحصائية عن الهدم الذي لحق بسوريا، من تقارير إسرائيلية، لندرك حجم البلاء الذي تعيش فيه سوريا ، وحجم العجز العربي، ونوع المستقبل الذي يرسمه لنا الاستبداد والاستعمار معا.
لقد قدرت التقارير حجم الضرر الاقتصادي للدولة والذي يحكي انهيار الصناعة، والقدرة على الإنتاج،وإغلاق المكاتب التجارية، واختفاء رؤوس الأموال، والسلب والنهب،والخراب المادي،ب( ١٠٣ ) مليار دولار ، وهو ما يعادل الناتج القومي في عامين. وارتفعت ديون سوريا الخارجية الى (٧٠٪) من ناتجها القومي، وهبط سعر اليرة السورية لتصير ( ١٥٩) ليرة لكل دولار. وتحول نصف سكان سوريا الى فقراء، واختفت (2.3) مليون وظيفة، وتقدر البطالة ب (٥٠٪) ، وتساقط من التعليم (٤٩٪) من التلاميذ، وهدمت ( ٣٠٠٠) مدرسة، وتحولت (٤٨٣) مدرسة الى أماكن إيواء، وصار لكل (٤٠٤١) شخص طبيب واحد، بعد أن كان لكل (٦٦١) طبيب. وبحسب تقرير للأمم المتحدة ستكون سوريا في حاجة الى (٣٠) سنة لإعادة بناء اقتصادها بعد انتهاء الحرب ؟!!
هذا غيض من فيض من حديث الأرقام، وأطراف الصراع تواصل الهدم، والدول الكبرى وإسرائيل تتفرج، بعد نزع الكيمياوي، حتى يهلك الطرفان، ويستنزف الوضع السوري الأطراف الأخرى المتورطة، وبعدها ندخل إلى اعادة التركيب بحسب مشروع الشرق الأوسط الجديد. ( ما ذكر هنا عن الهدم ليس كل شيء)
عملية الهدم، وإعادة التركيب، لا تقف عند العراق ، وسوريا، بل هي فعالة الآن في مصر، وفي ليبيا، وفي اليمن، ومن لم نذكر من الدول لا تلبس ثياب العافية، بل هي على الطريق إن لم تبادر بالعلاج الداخلي، وتقطع الطريق على التدخلات الخارجية.
درس محرج من أسيرة
خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
دروس وعبر كثيرة يمكن للمرء أن يستقيها من معاناة الأسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال. الأسيرة لينا أحمد صالح جربوني من قرية عرابة، بجوعها الشديد لحريتها، وللزعتر والزيتون، وبصبرها، وإيمانها بعدالة قضيتها، صارت مدرسة في التضحية والعطاء؛ برغم تغييبها قهرا وقسرا لأكثر من 12 عاما خلف قضبان السجون الظالمة.
تتربع الأسيرة الجربوني على عرش البطلات والقدوة الايجابية والصالحة في قهر عذابات الأسر الطويلة؛ فالأشد معاناة باتت هي لطول فترة أسرها الظالمة، وتنوب عن الأمة في اضعف أوقاتها، حيث لا نصير ولا حليف لها، ولا لأخواتها الأسيرات.
هزأت الأسيرة البطلة جربوني بسجانيها؛ برغم شراسة ووحشية الهجمة المسعورة من قبل إدارة السجون عليها وعلى بقية الأسيرات؛ فصارت من داخل أسرها شعلة في العلم والصبر والصمود، لا تبخل به على أخواتها الأسيرات اللواتي يتعجبن من قوة صبرها وحبها لوطنها، وقدرتها على زرع معاني الصبر والوحدة بين الأسيرات.
عميدة الأسيرات الفلسطينيات؛ هي الأسيرة لينا الجربوني، وهي الوحيدة التي تبقت في السجن بعد صفقة وفاء الأحرار، وهي معتقلة منذ 18/4/2002، وتقضي حكماً بالسجن لمدة 17 عاماً، بتهمة تقديم مساعدات لفصائل المقاومة في تنفيذ عمليات ضد أهداف للاحتلال، فهي لم تقف مكتوفة الأيدي وهي ترى شعبها يظلم.
الأسيرة جربوني تتلمذن العشرات من النساء والفتيات الأسيرات على يديها، ونهلن من صبرها وصمودها، فكل أسيرة تدخل السجن ترحب بها جربوني، وتصبرها على مصابها،وترفع من عزيمتها ومعنوياتها في مواجهة السجان؛ برغم أن الأسيرة الجربوني تعاني من عدة أمراض؛ الا ان ذلك لا يقعدها عن خدمة أخواتها الأسيرات ومن مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية المختلفة.
الأسيرة جربوني؛ تعاني من صلف السجان؛ حيث يرفض بشكل متكرر الإفراج عنها بعد قضاء ثلثي المدة، التي يطلق عليها الاسرى "شليش".
وتشكو الاسيرة جربوني ومعها قرابة 19 اسيرة، من ظروف الاسر القاسية؛ فسياسة التضييق عليهن وإذلالهن وخاصة باستمرار سياسة التفتيش العاري، والعزل بجانب الجنائيات ومنع عدد منهن من زيارة ذويهم ووضع كاميرات لمراقبة تحركاتهن، واقتحام الغرف في ساعات متأخرة من الليل، بالاضافة إلى عدم السماح لهن باقتناء مكتبة داخل السجن، وحرمانهن من التعليم، كل ذلك لم يفت في عضدهن في مقارعة السجان.
نعتذر؛ فالكل مقصر في حق الأسيرات؛ فما دمت أنت أيتها الأسيرة جربوني وبقية الأسيرات والأسرى خلف القضبان، فلا عذر لمن اعتذر، ولا يقبل تبرير أي شخص او فرد في تقاعسه عن نصرة الأسرى والأسيرات.
درس قاس وحرج؛ ترسله لنا الأسيرة جربوني من داخل أسرها، تقول فيه: انا الفلسطينية المسجونة والأسيرة خلف القضبان لأجل عيون فلسطين، أتحدى كل يوم بطش السجان وأقهره بصمودي، وانتم في الخارج هناك رجال يأبون إلا أن يكونوا أشباه رجال؛ يستكثرون علينا وقوف ساعة تضامن معنا على دوار المنارة في نابلس أو رام الله أو الخليل...؟!
نقطة البدء..من الواقع أم التراث؟
أحمد أبورتيمة / فلسطين الان
المدخل الصحيح لرؤية حضارية لأمتنا ليس العودة إلى التراث بل قراءة الواقع قراءةً دقيقةً وتحليل كل مكوناته الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والحضارية، لكن هذا لا يكفي فنحن لا نفهم الواقع المعاصر لننصهر فيه إذاً ماذا أضفنا إلى الحياة؟؟ بل نقرأ الواقع لنستوعبه ونفهمه ثم نتجاوزه نحو الأفضل دون أن نصير جزءاً من العلاقات المختلة القائمة فيه..
هناك كليات ومبادئ عامة في الدين مثل العدل والرحمة والشورى وإصلاح الأرض وعمارتها، هذه مبادئ عامة وليست صيغاً تطبيقيةً، فنحن نفهم طبيعة العلاقات الدولية ثم ننزل مبدأ العدل القرآني ونفهم كيف يمكن أن نطبقه بأكبر كمية ممكنة في ظل العلاقات الدولية والمعادلة الاجتماعية والسياسية المعاصرة ونبني صيغةً عمليةً، أما التطبيقات السياسية زمن النبي عليه الصلاة والسلام فهي لا تزال مصدر تشريع لنا، لكن قبل أن نطبقها في واقعنا فإن علينا أن نحررها من خصوصية ظروف الزمان الذي كانت فيه ونستنبط منها المعاني المجردة التي لا ينال منها اختلاف الظروف التاريخية والثقافية، ونستلهم الروح الكامنة فيها، فمثلاً حين نقرأ في سيرة النبي رسالته إلى هرقل عظيم الروم، فهذا لا يعني أن نرسل ذات الرسالة بحرفيتها إلى أوباما عظيم أمريكا! فمن يحكم أمريكا اليوم ليس شخص أوباما بل منظومة معقدة من الشركات والمؤسسات، و المعنى المستفاد هو أن نفهم الظروف السياسية والأعراف الدبلوماسية في العلاقات بين الدول وأن نتواصل مع الشعوب من العناوين الصحيحة.
وهذا المعيار ينطبق حتى على تعاملنا مع القرآن الكريم، فمثلاً هناك عشرات الآيات التي تتناول القتال في القرآن لكن هذا لا يعني-حسب فهمي- أن ننزل هذه الآيات على واقعنا ونحن مغمضو الأعين دون أن نفهم اختلاف المتغيرات، والنظرة إلى القتال في هذا الزمان والشروط السياسية المستقرة في الأعراف الدولية لممارسته، بل نقرأ الواقع فإن كانت الظروف السياسية ألغت مركزية القتال في العلاقات الدولية، فهذا لا يعني أن آيات القتال فقدت صلاحيتها التاريخية إنما تبقى الروح والمعنى المجرد فيها، فالقتال ترميز للاشتباك بين الناس والذهاب إلى الحد الأقصى من المواجهة في سبيل ما تؤمن به، والتحرر من عقدة الخوف من الموت، ولم تكن غاية القتال يوماً سفك الدماء أو الإفناء المادي لأشخاص المحاربين، والمعنى الحرفي للقتال هو الحالة القصوى التي تبلغها هذه المعاني، لكن إذا كانت الظروف السياسية وتطور الفكر الاجتماعي للبشر قد غيب الشكل التقليدي للقتال، فإن معنى آيات القتال في مجتمع سلمي تتحقق بألا نداهن في سبيل مبادئنا وأن نواصل النضال السلمي في سبيلها وأن نتحلى بالشجاعة في سبيل الحق، وهي معان روحية مجردة تصلح في أي زمان وأي ظروف.
لقد غير العالم اليوم أدواته لكن الحقائق النفسية للبشر لم تتغير، فنزعة العلو والهيمنة التي كان الأقدمون يعبرون عنها بالغزو العسكري لا تزال حاضرةً تعبر عنها أمريكا بأدوات اقتصادية وسياسية و استخبارية مع بقاء روح الهيمنة والعلو في الأرض، في ضوء هذا الواقع فالمسلمون وهم أصحاب رسالة حضارية مطالبون بأن يغيروا وسائلهم أيضاً مع بقاء الأهداف العليا للدين المتمثلة في أن يقوم الناس بالقسط وألا يتخذ البشر بعضهم بعضاً أرباباً من دون الله، وهذا هو الفرق بين المشروع القرآني والمشروع الامبراطوري فنحن نغير وسائلنا في سبيل تحقيق الأهداف الإنسانية العليا للقرآن وهي الرحمة للعالمين والعدل والقسط، وحين نمتلك كياناً سياسياً قوياً فهذا لا يعني أن نستبدل هيمنةً بهيمنة، وأن نطرد أمريكا من مجلس الأمن لتحل دولة المسلمين محلها وأن نمتلك حق الفيتو مثلهم لنعاكس إرادة الشعوب بهذا الحق الباطل! بل إن مهمتنا الحضارية هي تغيير هذه المعادلة، والتأسيس لمبدأ جديد في الأمم المتحدة يحقق الأهداف الكلية للقرآن بإقامة العدل في الأرض ومحاربة الإفساد فنطالب بألا تتدخل الدول القوية في شئون الدول الضعيفة، وأن تكون هناك صيغة إلزامية تجبر المجتمع الدولي على التدخل العسكري في الدول التي يحدث فيها انتهاك لحقوق الإنسان كما هو الحال في سوريا اليوم التي عجزت المعادلة الدولية الراهنة عن وقف الفظائع المرتكبة فيها بسبب خضوع السياسة الدولية لمنطق المصالح لا لمنطق العدل، وهنا تكون إضافتنا بأن نطالب بإلغاء امتيازات الدول الكبرى في مجلس الأمن وتعزيز دور الأمم المتحدة التي يكون فيها حق التصويت متساوياً لكل الدول دون استحواذ من الدول الكبرى..
المدخل الصحيح لمشروعنا الحضاري هو فهم العالم المعاصر وتحليل مكوناته ثم بعد ذلك تقديم إضافتنا الأخلاقية الروحية وتطبيق كليات الدين على هذا الواقع، لا أن تكون إضافتنا استنساخ تطبيقات تاريخية دون وعي بالزمان ولا بالمكان..
لتتوقف الوكالة عن العبث
مصطفى الصواف / الراي
لتتوقف وكالة الغوث عن العبث في ثقافات الشعب الفلسطيني وقيمه التي تربى عليها، الوكالة تفرض مادة حقوق الانسان على طلاب مدارس الوكالة ، وهذا الأمر يشكل تهديدا لحالة الوعي الفلسطيني التي يجب أن يكون عليها الجيل القادم والذي يشكل حلقة الصراع مع العدو الصهيوني، وفرض هذه المادة هو مساعدة العدو الصهيوني على تشويه الصورة الحقيقية له ويعمل على قبوله لدى الطالب الفلسطيني كضحية وليس لكوننا نحن ضحية هذا الاغتصاب الصهيوني في فلسطين، وهناك امور أخطر من الهولوكوست تتعلق بالعقيدة والدين والقييم والاخلاق، فعندما يدرس للطالب المسلم الزواج المثلي المثلي زواج الرجل بالرجل أو المراة بالمرأة واعتبار ذلك امر طبيعيا وهو حرية شخصية لكل انسان ، فهذا بحد ذاته دعوة لارتكاب الفاحشة واشاعة الرذيلة ويمس بالدين والمحرمات، وغير ذلك من القضايا التي تعتمدها المادة من خلال المفهوم الغربي الاباحي دون مراعاة لدين واهلاق وقيم الشعب الفلسطيني المسلم.
وأول ما ادعو للتحرك للتصدي لهذا القرار أولياء الأمور كونهم الحلقى الأقوى وعليهم ان يتحركوا ويرفضوا ان يتلقى ابنائهم تعليمات يشوه ثقافتنا ويشوه الحقيقة ويزين العدو الصهيوني.
كما أناشد الاخوة في قطاع التعليم في الوكالة ان يكون لهم دور وكبير في هذا الموضوع وخاصة المدرسين الذين يجب أن يرفضوا تدريس هذه المادة للطلاب وان يعلنوا ذلك بشكل صريح ويقولوها لمدير عمليات الوكالة ذلك وليكم ما يكن فالحياة موقف ، ثم على كافة المؤسسات التي تعمل على حماية ثقافة شعبنا وذاكرته التحرك في الضغط على الوكالة من أجل وقف الاستهتار بالمشاعر الفلسطينية والعبث في قيم الشعب الفلسطيني .
والقوى والفصائل الفلسطينية عليها دور كبير من الواجبات أن تتحرك بكل الوسائل لثني الوكالة عن قرارها وأن يطلبوا منها مراعاة الحالة الفلسطينية.
والحكومة ووزارة التربية والتعليم عليها أن لا تصمت ويكون لها دورها وموقفها.
قد يسأل البعض وما المشكلة، فمادة حقوق الانسان مادة ثقافية توعوية، نعم ولكن المنهج الذي تريد الوكالة اقراره فيه قضايا تمس بثقافات شعبنا وتمس في قضيته وحقوقه خاصة عندما تتحدث عن الهلوكوست والظلم الذي وقع على اليهود ، وكاننا من تسبب بهذا الظلم أو علينا ان نعطف على يهود ، والحقيقة أن الظلم الذي وقع علينا كشعب شرد وطرد من ارضة ولا زال يقتل ليل نهار على ايدي العصابات الصهيونية لا يقاس ولا ترى فيه الوكالة سببا يمنع ما تريد ان تستعطف به قلوب ابناء شعبنا، كذلك تحتوي المادة على ما يمس بديننا وعقيدتنا.
لا احد مستثنى من هذا التحرك في اي مؤسسة لأو جهة فلسطينية فهذا واجب وطني على الجميع القيام به.