النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: شؤون فتح مقالات معارضة 31

  1. #1

    شؤون فتح مقالات معارضة 31

    الاثنين : 10-03-2014
    شؤون فتح
    مقالات معارضة
    (31)


    في هذا الملف :


    1. مشاريع قوانين الحريات والاعلام تضع فلسطين في ذيل القائمة عالميا !؟

    الكرامة برس /حنان أبو ندى


    1. أوهام القوة وحتمية التغيير

    الكرامة برس /د. محمد غريب


    1. الحقيقة ... رغم مرارة واقعيتها

    الكرامة برس /مروان صباح


    1. أبو مازن واللقاء المرتقب

    الكرامة برس /أحمد يونس شاهين


    1. السيد الرئيس تًفًضل دًبٍرْها

    الكرامة برس /احمد دغلس


    1. سيادة الرئيس... قاطع...قاطع...قاطع

    صوت فتح /احسان الجمل


    1. لو لم أكن من غزة..

    صوت فتح /سامية الزبيدي


    1. لا تصدقوا الأحمد

    فراس برس / محمد نجيب الشرافي







    1. واقع الاحتباس على المناخ الاقتصادي الفلسطيني في ظل الاستيطان ؟

    فراس برس / د.م. حسام الوحيدي


    1. الثائر الفلسطيني جيفارا غزة

    فراس برس /عبد الناصر فروانة


    1. زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قيادة (الربيع العربي) إلى (جماعة إرهابية)

    امد/ د/ إبراهيم أبراش


    1. سيدي الرئيس و التحدي الأسطوري نحو قدس الأقداس

    امد/ سامي ابو طير


    1. المقاومة الشعبية تجمعنا

    امد/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل


    1. لا كرامة لمن لا سفيه له

    امد/ د. مصطفى يوسف اللداوي



    مشاريع قوانين الحريات والاعلام تضع فلسطين في ذيل القائمة عالميا !؟

    الكرامة برس /حنان أبو ندى

    طالعتنا النشرة الشهرية لمركز البحوث والدراسات والسياسات والمصادر الاعلامية الفلسطيني في رام الله ببعض من القضايا القانونية التي تهم قطاع الاعلام الفلسطيني والحريات في فلسطين، منها ترتيب فلسطين في تقرير منظمة "مراسلون بلا حدود" حيث جاء ترتيب فلسطين متأخرا جدا ، بما يثير الغيرة ويعتبر طعنة لا تغتفر في خاصرة هذا الوطن الذي نعمل جميعا لجعله فخرا يستحق ان يكون عضوا فعليا في هيئة الامم المتحدة وليس عضوا مراقبا فقط، .

    جاء ترتيب فلسطين في "التصنيف العالمي لحرية الصحافة" لعام 2014 الصادر عن منظمة "مراسلون بلا حدود" صفعة جديدة للأداء الفلسطيني في مجال الاعلام ، حينما حصلت فلسطين على المرتبة 138 من بين دول العالم المئة والسبعين التي تطرق لها التقرير، ورغم التقدم الطفيف خلال السنتين الاخيرتين حيث كان الترتيب 153 وبعيدا عن اليات ومعايير التقييم التي تعتمدها المنظمة التي تحظى على احترام دولي كبير، الاّ ان ذلك يطرح تساؤلا هاما حول سبب هذا التأخر في الترتيب الدولي لدولة حصلت على اعتراف دولي لتكون دولة مراقب في هيئة الامم المتحدة ، واذا ما كانت هذه الدولة تبحث على سبل الاقناع الجدية والكفيلة بان تكون في مقدمة الدول الداعمة للحريات حتى يقتنع بها المجتمع الدولي لتكون عضوا كاملا في المؤسسات الدولية جمعاء لا سيما انها عانت و شعبها كل اساليب انتهاك الحريات من قبل الاحتلالات المتعاقبة؟ كما ان ذلك يقود الى تساؤلا اخر يجب توجيهه ليس فقط الى الحكومة بل الى مؤسسات المجتمع المدني العاملة على رصد الاداءات المختلفة للحكومات الفلسطينية المتعاقبة بما فيها المجال الاعلامي وبالتالي يصبح التساؤل مشروعا اذا ما اتضح ان هذه المؤسسات قد قدمت مشروعا لقانون حق الحصول على المعلومات يضعها في المرتبة ال 36 بدلا من ان يضعها بين العشرة الاوائل على اقل تقدير، في حين ان اليمن تتبوأ المركز الثامن عشر دوليا، الشيء الذي يثير تساؤلا هاما الا وهو: هل اصبحت مسودات مشاريع الاعلام الجاري الحديث حول اقرارها بشكل محموم هذه الايام مثل مشروع قانون "المجلس الأعلى للأعلام" ومشروع "القانون المرئي والمسموع " هدفا بحد ذاتها؟!! وهل هي بالمستوى المطلوب من المهنية واعطاء الحريات للصحفيين بما يضمن تقدم فلسطين في الترتيب الدولي في الأعوام القادمة ؟ أم أن الموضوع سيبقى في الغرف المغلقة لورشات العمل والتنازع حول تقديم مشاريع قوانين لا تسمن ولا تغني من جوع اضافة إلى انها قد لا ترى النور ابداً ؟






    عند استقراء اداء بعض مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني وغالبية المؤسسات الاكاديمية الفلسطينية نستشف أن هناك بعضاً من الغنائم المادية والمنح التي تبحث هذه المؤسسات للفوز بها تحت شعار العمل في مشاريع قوانين تغري المانحين بما يضمن سيلان وتسرب هذه المنح واموالها إلى جيوب مجموعات بعينها في هذه المؤسسات خاصة اذا ما علمنا أن الأسماء تتكرر ومشاريع القوانين يعاد تنقيحها في ورش عمل جديدة لنفس المؤسسات التي وضعتها وهي تحتوي نقاط الضعف المقصودة وكأنها وضعت وصيغت بطريقة تضمن منحة جديدة وتكليفاً جديداً لنفس المؤسسات التي تدعي حرصها الاصلاح القانوني في مجال الحريات ، وعطفاً على بدء ، لو سمحنا لأنفسنا بتمحيص ما سمّاه البعض مشروع قانون المجلس الاعلى للإعلام ، فإنه سيتضح مدى التراجع الذي ستشهده البيئة القانونية للإعلام الفلسطيني وبما يضمن أن تكون فلسطين في الترتيب الأخير لذيل القوائم الدولية في موضوع الحريات لما في هذا القانون من تضارب سافر بين مواده المختلفة اضافة إلى تضارب مكوناته الادارية فيما تمت تسميته أمين عام المجلس الاعلى للإعلام "سبحان الله امين عام تنظيم سياسي !! وكأننا لم نملّ كثرة الامناء العامين" ورئيس مجلس الادارة ، أضف إلى ذلك الصلاحيات التي يخولها لهما مشروع القانون في مواضيع التراخيص وغيرها والاكثر اساءة في أغلب هذه المشاريع للقوانين المقدمة بما فيها قانون حق الحصول على المعلومات والذي يرأسه "المفوض" أن جميع هذه المشاريع تنص على استقلالية هذه المجالس بينما يتم تعيين القائمين عليها من قبل مجلس الوزراء و الرئيس اضافة إلى حق الفيتو الممنوح لهما بالاعتراض ، بينما الواجب أن تعتمد الاستقلالية على المصادقة على التعيين من جهة قضائية بما يضمن عدم تدخل السلطة التنفيذية في اداء هذه المؤسسات وبما يعطيها الحرية في اتخاذ القرار والاستقلالية .

    هذا قليل من غيث يمكننا قوله في هذا السياق وبما يجعلنا نضع علامات استفهام كبيرة حول مصداقية هذه المشاريع لهذه القوانين التي يحاول الكثيرون تمريرها وما يثير القلق اكثر هو اقحام المؤسسات الاكاديمية لنفسها في كثير مما لا يعنيها ، و يكفينا أن نرى فيها كليات اعلام تنتهك حقوقها من قبل مراكز تدريب اعلامية كل همها هو الصراع مع هذه الكليات بدل ان تكون مكملة لنتاجات هذه الكليات ، و الاغرب ان هذه المراكز تتسابق للحصول على رخص بث اذاعي و تلفزيوني محلي وعبر الاقمار الاصطناعية لكي تتنافس مع وسائل الاعلام المحلي و الرسمي بدلا من ان تكون ادوات لتدريب طلاب كليات الاعلام في هذه الجامعات !؟ كان الله في عون هذا الوطن وشعبه

    أوهام القوة وحتمية التغيير

    الكرامة برس /د. محمد غريب

    الى أين يريد أن يذهب بنيامين نتنياهو رئيس حكومة إسرائيل متسلحا بكل هذا التعنت والصلف , وبالتأكيد متسلحا بتأييد أعضاء حكومته اليمينية العنصرية المتطرفة وفي مقدمتها ليبرمان و وزير إسكانه أوري أرئيل ؟!

    ألم يتعلم نتنياهو بعد أن القوة إن كانت هي الفاعل في بعض الأوقات فليست هي الفاعل في كل الأوقات ؟ ألم يقرأ عن حركة التاريخ وحتمية التغيير ؟

    ما يفعله نتنياهو اليوم من طرحه ليهودية الدولة كشرط للتفاوض مع الإسراع في وتيرة الإستيطان هو هادم ومدمرٌ تماما لكل ما وضع من أساس لبناء سلام شامل وعادل في المنطقة , خاصة وأنه يعلم أن هذين التوجهين لا يحظى أيّ منهما بقبول أو تأييد غربي حقيقي . وقد تحدثت باستفاضة في مقال سابق عن يهودية الدولة وأبعادها وخطورة هذا الطرح ليس فقط على السلام في الشرق الأوسط ولكن على السلام العالمي .

    لا يريد هذا الرجل وحكومته أن يعم السلام العادل في منطقتنا العربية رغم أن الفلسطينيين بقيادة الرئيس أبو مازن يمدّون أيديهم صادقين و متطلعين لسلام حقيقي عادل يحقق الحد الأدنى لتطلعات شعب فلسطين .

    هل أعاد الاسرائيليون حساباتهم , وبالتالي يدفعوننا نحن أيضا لإعادة حساباتنا ؟ !

    السلام العادل هو استراتيجية فلسطينية اليوم ومنذ ربع قرن , وهذا ما يدّعيه الاسرائيليون اليوم من تطلعهم نحو السلام !!






    في علم الاستراتيجية هناك ما يعرف بالاستراتيجية العامة Generic Strategy و هناك أيضا ما يعرف بالستراتيجية العليا أو العظمى Grand Strategy وهي تلك الستراتيجية التي تهدف الى تحقيق أبعد الأهداف وآخرها , فهل عادت اسرائيل بحكومتها اليمينية الى استراتيجيتها العظمى التي لا تخفى على أحد وتعني تحقيق حلم دولة اسرائيل الكبرى من الفرات الى النيل ؟

    لا يخفى على أحد أن واحداً من أهم أهداف ما طرحته الإدارة الأمريكية المتخبطة و المنحازة حول ما يسمى بالشرق الاوسط الجديد هو تمهيد وتعبيد الطريق لاسرائيل نحو السيطرة والهيمنة على منطقة الشرق الأوسط توطئة لتحقيق حلمها ليس فقط في الاستقرار و تكريس الوجود في المنطقة – كما تحاول أمريكا إقناع شعبها وإقناع الغرب – ولكن يبدو أيضا لتحقيق حلم اسرائيل بالدولة الكبرى.

    ما زال نتنياهو و معه الادارة الأمريكية عاجزين عن فهم دلالات ما يجري على أرض هذا الشرق وإرهاصات الزمن القادم . وأن حسابات الشرق أكثر تعقيدا و اختلافاعن كل الحسابات الأخرى.

    لا يريدون أن يعترفوا بفشلهم وسوء تقديرهم للمتغيرات في المنطقة و لتداعيات هذه المتغيرات , وبقرب فشل تحالفاتهم مع دول وأنظمة في المنطقة بدأ ينخر فيها الضعف مع مقدمات سقوط أو انكماش . وان الفوضى الخلاقة التي يحاولون زرعها في أرض الشرق قد لا تؤتي ثمارها كما يشتهون و قد ينقلب السحر على الساحر.

    لا يريدون الاعتراف بأن للشعوب وقياداتها الوطنية حدود للصبر والسكوت . لم يستوعبوا بعد دلالات ثورتي مصر و صحوة المارد المصري الذي سيعود حتماً فتيا قويا يمارس دوره الطليعي في قيادة هذا الشرق نحو الأفضل , وما تفعله المملكة العربية السعودية وأشقائها من دول الخليج ودول عربية أخرى في محاولة لإعادة الامور الى نصابها واحقاق الحق ورفض الباطل وجبروت القوة , وتللك التحولات الايجابية التي تأتي , ولو على استحياء , في مواقف دول أوروبية و منظمات دولية.

    هل يريدون من الشعب الفلسطيني و قيادته أن يتبنّى هو ايضا استراتيجية عظمى في مقابل ما يطرحه الاسرائيليون ؟

    الاستراتيجيات العظمى غالبا ما تستند الى التاريخ , والتاريخ يقول الكثير في المسألة الفلسطينية .

    لم ينس العرب بعد ما تشكله اسرائيل بأحلام القوة و التوسع من خطر ليس فقط على أمنهم و استقرارهم , بل وعلى وحدتهم وتقدمهم و تطلعهم لمستقبل أكثر إشراقا وحرية .

    على شعب اسرائيل , قبل حكومته المتطرفة التي تقوده الى مجهول لا يبشر بأي خير , أن يتذكر سنوات العداء و الكراهية التي عاشها وقضّت مضجعه , و حاصرته طويلا وتسللت اليه مع الماء والهواء .

    الفلسطينيون شعب عاش الاف السنين على ارض السلام , و قدم عبر عشرات السنين تضحيات يعجز عن تقديمها كثير من الشعوب و الأمم ليحقق حلمه في السلام و الحرية .. و مازال يحمل في يده غصن الزيتون الأخضر , فلا تسقطوا الغصن الأخضر من يده.

    الحقيقة ... رغم مرارة واقعيتها

    الكرامة برس /مروان صباح

    شهيق يُضلّ طريقه المعتاد فيصبح متعثر الزفير ، لأن كما يبدو علِقًّ عند امرأة ذات حدث تجاوز الأعراف والقوانين البشرية إلا أن ، إعلان زواجها من كلّب ، من وراء محيط الأطلسي ، كان واقعة سقطت على اذهاننا ، احتاجت بصراحة إلى فسحة كي نفكك ما يجري بين عتمات مظلمة ، دلائلها حية ، لكنها مصابة بتجاهل متعمد ممن قادر على وضع بعض الشموع التى تضيء تلك






    الأرصفة المفروشة ، بعينات ، قد حُذفت تفاصيلها رغم واقعها القائم ، وليس مستغرباً ، أن يُعبر الفرد عن استيائه ، بل بالأحرى عن تقيئه لمجرد أن يغوص من خلال استحضار الفكرة في دماغه ويتخيل ، عيّش ، يجمع كلاهما في مربع الزوجية الكاملة ، وبالرغم من حالة الصمت التى تخيم على المشهد ، إن ما حذفنا النباح من طرف الزوج ، حيث ، من المؤكد ، دون أدنى شك ، ولأن المعجزات اُغلقت أبوابها ، ف ، النابح سيجرّ في نهاية المطاف الناطق إلى مربعه دون المعقول بأن المتكلم سيؤثر بالنابح كي يعّدل عن نباحه ، مقابل ، النُطق المستحيل ، ولا بد من الإشارة أولاً ، نوعاً من الإنصاف الضروري ، بأن المجتمعات الغربية ، خاصةً ، تختص بعلاقة دافئة مع الحيوانات وعلى وجه الخصوص الكلاب منها ، فعلاً ، تتواجد في أغلب البيوت التى تتيح مع مرور الوقت بناء علاقة مميزة وتآلف غني يحمل الكثير من التجاذبات التى يمكن تصنيفها أو بالمؤكد قد تكون غريبة الطور عن البعض وأطواراً عن الأغلبية ، وقد لا يكفي فحص هذه الحالة الغرائبية بثقب أو بالبحث عن عرق نابض بقدر ما يحتاج إلى تنقيب بين حبات الرمل التى تحولت إلى طين ، اجتمعت فيها عدة سوائل من المعادن وأصبحت سيكولوجيا داخل النفس البشرية ، أدت إلى دوافع نابعة من مرارات نتيجة خذلان من الطرف الآخر ، الذي سارع بالمخذول الوقوف عند حافة الهاوية ، وعن سبق اصرار دفع المرء بحتف نفسه إلى اللامعقول ، هروباً من حقيقة اختلفت سيناريوهاتها لكن المصير واحدة .

    اشتباك يحتاج هو الآخر إلى تفكيك كي لا يختلط التعميم مع المخصص ، وهنا نلجأ إلى ذات المرأة الغربية التى عبرت بفعلتها عن حرية مطلقة من جميع القيود ، كي تتيح لنا فهم ما يجرى داخل مجتمعات تتحكم بها التقاليد ويحاصرها الخوف بالإضافة للإرهاب الفكري من أي مجازفة متطرفة ، لكنها ، تبتكر من خصوصيتها طرق تلوذ إلى ما ترغب إليه عندما تعجز فعله بالعلن حتى لو كان ذلك يتطلب إلى تدجين ذُكور وتحويلهم إلى كلاب ، بقالب بشري ، فالمسألة في واقعها التاريخي تحمل عنوانين تربوي لا يمكن اقحامه بهذه الجدلية العقيمة وغرائزي ينقسم إلى قسمين ، الأول جنسي ، والثاني أُمومي ، حيث يقيم في جذوع التقاليد والأعراف ، ولكي تستقيم السيرة والمسيرة لا بد من بعض الترميم وإعادة التأهيل بما يناسب الوضع الكلي الذي يوفر الحظ الأنسب واللائق كي تحظى الأنثى على مولود أو مولودة ، وهذا يتطلب أيضاً استكمال اجرائي يتضمن بعض الشكليات ابتداءً ممن يُكمل صورة الحائط التى تُعلّق مدى الحياة ، مروراً بحفلة تنكرية ، زفافية ، الجميع يتواروا خلف أقنعة متخمة وأخيراً ، ينتهى الأمر داخل جدار اشبه بالسجن ، إلا أن الحقيقة هو انتحار بطيء يُقّدم المرء نحوه رغم معرفته المسبقة بنتائجه الوخيمة ويتدرج شعور خانق حتى يتحول إلى نقمة حياتية ، لا الموت منجزّ الخلاص ولا المبتلى قادر من الإنفكاك ، بل ، تنقلب الحياة إلى جحيم دنيوي ، يغادر منها الطرف الآخر إلى عدمية الشعور بما يجري في واقع الآلام ، لكن ، تبقى صاحبة آلام تحتفظ بسرية أنينها كون الإفصاح لا يُغير من الواقع قيد انملة ، بل ، العكس تماماً ، يتنامى الاعتقاد ، مع عبور الوقت بأن الاحتفاظ يؤدي إلى نوع من الأنانية المركبة الذي يُولد شعور لدى مرتكبتها أنها تمتلك الجزء الأخير من الحكاية حيث يتحول باختصار إلى مصدر اساسي لتغذية العيش لا الحياة .

    هذا الفعل المتطرف ، رغم ، صفة الوفاء المعهودة بالكلاب ، إلا انها مناسبة ملائمة بحقيقة حاسمة ، لعل ، البعض يتجاهلها أو يتقصد التعتيم عليها ، تفيد بأن هناك سلسلة خطوات سبقت الحدث الأخير ، والقصة لم تأتي من فراغ كما أنها ليست من محاصيل فقط الآخرين بقدر ما تؤشر إفرازاتها الوضعية عن اصول طِباعها بالإضافة إلى ممارسة انهاكية للمرصودة عبر الترقب والانتظار مما ولد لديها ارهاق عاطفي فباتت جاهزة لأي عرض يُقدم على طبق مملؤ بعلف ، تماماً ، كم يحصل للبوة عندما تُنقل من محيطها الطبيعي وتقتلع انيابها ومخالبها ، بالتأكيد سيجرؤ من هم دُونّ إلى الاقتراب منها .

    لما نجاري اصحاب الأقنعة ، المنافقين الذين يزيفون الحقيقة ويقلِبون العيش إلى حياة كاذبة بكلاماتهم المنمقة ، فالمجاراة أسلوب فاضح رغم احياناً يضربه إلى حين سكون غامض ، يتضح المغزى الكامل من خلال مفاعيل في أقصى الجغرافيا ، لكن ما يقلق من العميلة برمتها ، ليس تماماً ، لجوء بعض النساء خلف الاطلنطي إلى الزواج من كلاب أليفة ، بل ، هو فعل يندرج كتعبير صريح عن وفاء مفقود لدى الرجال ، فالمسألة في نهاية الأمر تبقى في دوائر الجنون والتطرف الفكري ، وأما الكارثة الحقيقة عندما تلجأ بعضهن إلى قوالب فاقدة الوصفين ، يتيح الواقع انتاج عينات مجهولة التكوين ، كون الهجين سيقع في حقها ويفقدها أصول التجانس ، هنا تكمن المهانة ويعيد الاضطرار الأول الذي جعل من البغل ، بعد ما فتش عن أب ينتسب إليه أن يُعلن الحصان خاله ، فهل يكفي البغل شرفاً .








    أبو مازن واللقاء المرتقب

    الكرامة برس /أحمد يونس شاهين

    أيام قليلة ويكون اللقاء التاريخي بين الرئيس محمود عباس والرئيس باراك أوباما في واشنطن بتاريخ 17/3، وهذا اللقاء الذي سبقه بيان من وزارة الخارجية الأمريكية مفاده أن الاعتراف بيهودية الدولة ليس شرطاً مسبقاً في عملية التفاوض وأن هذا الأمر متروكاً لكلا الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي خلال المفاوضات، بمعنى أن أوباما لم يتدخل لإسقاط هذا الشرط الإسرائيلي من عملية التفاوض خلال لقاؤه نتنياهو في البيت الأبيض وأعطى الإذن للإسرائيليين بأن يستخدموا هذا الشرط كأداة ضغط بل كحجر عثرة في سير المفاوضات، ومن هنا بات واضحاً أن الإدارة الأمريكية لم تستخدم نفوذها الحيادي في عملية السلام لاسيما أنها أضفت بشرعية يهودية الدولة باعترافها بها في عهد أوباما، ومن خلال تصريحات نتياهو بعد اجتماعه مع أوباما والتي جاء فيها بأنه لم يتعرض لأي ضغوط من قبل الرئيس الأمريكي أوباما والتي كان يخشاها بعكس ما كان يتوقع، اعتقد أن الأمور زادت تعقيداً بعدما كرر نتنياهو تصميمه بمطلب الاعتراف بيهودية الدولة والقدس عاصمة أبدية للدولة الإسرائيلية وهي خارج دائرة المفاوضات . إن عملية التفاوض بالنسبة لنتنياهو هي فقط كسب المزيد من الوقت لإكمال مشاريعه الاستيطانية والتهويدية في الأراضي الفلسطينية. نتنياهو الذي بدا كحمل وديع في البيت الأبيض وبكلماته التي صاغها بإتقان وألقاها أمام الكونجرس لكسب التعاطف الأمريكي وكأنه رجل سلام يطمح لتحقيق السلام مع الفلسطينيين المتشددين بمواقفهم أبدى استعداده

    لتقديم تنازلات كبيرة كالانسحاب من بعض المستوطنات المهمة في الضفة وألقى اللوم على الرئيس أبو مازن مواصلاً حربه الدبلوماسية التي يشنها ضده . إن لقاء الرئيس الأمريكي أوباما بالرئيس محمود عباس سيكون لحظة تاريخية حاسمة يتم خلالها كشف ما آلت إليه جولات كيري وجلسات المفاوضات السابقة بين الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي ولن يُتوقع منها مخرجات من شأنها انبعاث الأمل في إمكانية حل الصراع في المنطقة بعدما لاحظنا عدم جدوى اللقاء السابق بين أوباما ونتنياهو وغياب آلية الضغط الأمريكي خلاله. فلم يتبق سوى شهر لانتهاء عمر عملية التفاوض وهذا غير كاف لانجاز أي اتفاق ما لم تنجزه طيلة الأشهر الماضية وكل جلساتها ومباحثاتها العميقة بين الطرفين وجولات كيري المكوكية، فالمرحلة ما بعد لقاء أوباما وأبو مازن باتت ملامحها أكثر خطورة في ظل التعنت والرفض والتنكر الإسرائيلي لأبسط الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، باعتقادي إن عدم تمديد مدة المفاوضات وأيضاً احتمالية تمديدها دون وضع أسس تضمن حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة سيكون أمراً أكثر تعقيداً، ويجب أن لا يكون على حساب الطرف الفلسطيني وإلا فإن المرحلة ستدخل دائرة المجهول والخيارات كثيرة وأبسطها لن يكون سهلاً، لذا يتوجب علينا كفلسطينيين أن نعيد حساباتنا وندرك خطورة المرحلة المقبلة من خلال توحيد موقفنا بعد إتمام المصالحة الحقيقية وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني الفلسطيني ونأخذ في حساباتنا حجم التهديدات الإسرائيلية والتغول الإسرائيلي والتهويد لمقدساتنا والتهديدات التي طالت شخص الرئيس أبو مازن وأن لا يتكرر نفس السيناريو الذي أدى إلى إقدام إسرائيل على اغتيال الرئيس الراحل الشهيد أبو عمار وأن نقف خلف الرئيس أبو مازن لأنه خطر على الإسرائيليين بسياسته الناعمة والتي استطاع من خلالها أن يلف الحبل الحريري على عنق الكيان الغاصب ، بعدما جرده من إنسانيته وكشفه أمام الرأي العالمي كدولة احتلال وإرهاب منظم .

    السيد الرئيس تًفًضل دًبٍرْها

    الكرامة برس /احمد دغلس

    كان ما كان ... فيه ،، كان زمان نختلف ، نجتهد ... نتهادن ، لنتصالح مع من داس ودنس طاولة ... صور ، والأدوات الشخصية للرمز الراحل ياسر عرفات في مقره الرسمي بالمنتدى في غزة ، ليس فحسب بل في بيع حاجياته الشخصية الصغيرة العزيزة في سوق فراس في غزة.؟! ليس فقط بل الإستيلاء والعبث على وفي بيوت وسكن الكثير من القادة الفلسطينيين التي لم يسلم منها لا بيت الرمز الراحل ابو عمار ولا بيت الرئيس الفلسطيني ابو مازن .

    بالأمس قذفت حماس وسلطتها القمعية الكوادر الفتحاوية المؤبنة للشهيد ( ابو حميد ) في خان يونس رموهم من داخل السيارات ...ركلتهم ، إعتقلتهم ... بشعت بهم ..؟؟ لتعيد ببشاعة عملتها بالأمس ، ما قامت به ابان انقلابها من رمي المناضلين





    من اعلى السطوح وجر الجثث من وراء سيارات الدفع الرباعي التي ابتاعتها من تبرعات المؤمنين لمحاربة اسرائيل ’’’ لنتذكر إن نفعة الذكرى سيادة الرئيس ..؟!

    موقفنا كان دائما ثابت ... نحن نعرفهم ونعرف انهم كاذبين ، منافقين ...دجالين ، ليسوا بوطنيين .. لا تساوي يافا ، غزة او نابلس او القدس عندهم اكثر من تساوي قهندار ، إسطنبول او كراتشي ..!! قلنا باعلى صوتنا امام الجميع وبحضور الأخ عزام الأحمد وعلى مسامعه بالقرب منه ...بأن المصالحة بمثابة زواج ( مٍثْلي ) لن يتحقق لها ابدا لا خلفا ولا إنجاب وطني .

    اعلنا لمن اراد بأن يقفز الى مركب حماس من ايام مضت ... تبت اياديكم ، حتى انت يا بروتوس ..؟؟ هل نسيتم ابناء ودماء أمنكم الوقائي الذي دافع عن غزة وانتم في حلم منام السلطان ..؟؟ الذي لا يمنعنا ألأخ الرئيس ان نقول مجددا وفق الظروف التي حًطَت من حولنا من ( قرار ) السعودية ودول الخليج وقبلها مصر وما سيتبعها من زلزال كبير فيما يخص الإخوان المسلمين وطبعا لما سيلحق بأبنائها ... وبناتها من المنظمات الإسلامية والأخص منها حركة حماس الذراع العسكري لحركة الإخوان المسلمين الذي تبين انها (القنبلة ) الموقوتة وإن كانت تسكن فلسطين ، لكنها حقا ابعد من فلسطين .

    حماس تفتخر ( تتشرف ) تُعلن انها من تنظيم الإخوان المسلمين ..؟! اي ان حماس تعلن انها جزء لا يتجزء من الإخوان المسلمين ..!! وبنفس الوقت تعلن السعودية ، مصر ، الإمارات ...موريتانيا والبحرين ، دعاكم من (سوريا ) ان الإخوان المسلمين حركة ارهابية زادت عليه مصر بالقانون بالمحكمة حركة حماس ، ماذا تنتظر سيادة الرئيس هل بإستطاعتنا نحن

    الفلسطينيين ان ننقذ حماس والإخوان المسلمين من هذا التسونامي الجديد الجارف ..؟؟ الذي سوف تنصاع له الدول الأوروبية وامريكا ومعظم دول العالم ونحن الفلسطينيين ( ننآى ) بأنفسنا مع من سفك الدماء ومع من حكم عليهم بالإرهاب ..؟؟.

    لذا سيدي ألأخ الرئيس اصبح الآن المشكل الحمساوي ضرورة ملحة بان ( نَعْدَل ) لدم شهداء الإنقلاب والمقتولين في سجون حماس وشوارع غزة ... ان نعدل بالعدل الذي عدلت به المملكة السعودية ومصر بان نتخذ القرار بان حماس حركة ارهابية إن لم تعلن إنسحابها الفوري من جماعة الإخوان المسلمين وأن تعتذر للشعب الفلسطيني على كل اعمالها مع تقديم القتلة للعدالة الفلسطينية ليصح الصحيح .

    سيادة الرئيس... قاطع...قاطع...قاطع

    صوت فتح /احسان الجمل

    من المقرر ان يلتقي الرئيس ابو مازن مع اوباما في 17 الشهر الجاري، لبحث مسار دفع جهود السلام الى الامام. هذا هو العنوان، ولكن في باطن الامور هناك ما هو مختلف. سيتعرض الرئيس الى مجموعة جديدة من الضغوطات، التي تلتقي مع الطلبات الاسرائيلية الجديدة. وتبتعد عن الحقوق الوطنية والثوابت الفلسطينية.

    اصبح من البديهي القول ان الولايات المتحدة، فقدت صفة الراعي، وصفة الشريك في المفاوضات، الذي كلف برفع البطاقة الحمراء للطرف المعرقل للمفاوضات، والغير ملتزم بجدولتها ولا بسقفها الزمني. بل ذهب الى ابعد من ذلك، حتى اصبح خط الدفاع الاول عن الاحتلال الاسرائيلي، وبشكل واضح ووقح، بعيدا عن الالتواءات الدبلوماسية، او اللغة الناعمة المخادعة.

    راهن الكثيرون، على ان اوباما سوف يمارس الضغط على نتنياهو، خلال زيارته لواشنطن، وهذا سيمهد لنجاح زيارة الرئيس ابو مازن، لكن لم يكن هناك وضوحا اكثر مما قاله نتنياهو من واشنطن بمباركة ودعم امريكي، رسالة لا لبس ولا غموض فيها، رسالة تحمل اللاءات الاسرائيلية، وتحدد المطالب الجديدة لدولة الاحتلال. لم يعد هناك ما يناقش في البيت الابيض، سوى التوقيع على الورق الابيض.

    للاسف ما زال بعض من يجيد الهمس في آذان الرئيس، يهمس له عن اهمية الزيارة، ولم نجد موقفا فلسطينيا يعترض ولو لفظا، هناك بعضان، بعض مرتبط بالسياسة الامريكية يريد ذهاب الرئيس ليورطه اكثر، من خلال تصوير المشهد له بالايجابي





    رغم كل هذا الوضوح الجلي. وله حساباته في ذلك، والبعض الاخر العاجز يريد ان يذهب الرئيس حتى يتعرض للضغوط والاملاءات، ويتخذ من ذلك شماعة لتبرير عجزه واطلاق سهامه التخوينية باتجاه الرئيس.

    ان الحل الافضل، في ظل انقشاع الموقف الضبابي، وهذه الوقاحة في الموقفين الاحتلالي الاسرائيلي، والتأمري الامريكي، وبعض المرتبطين معهم من جلدتنا او امتنا، ما على الرئيس إلا ان يعلن الغاء الزيارة الى واشنطن، ما لم تكن الزيارة محددة المعالم لجهة الاعتراف بالحقوق الفلسطينية مسبقا. لذلك ايها الرئيس قاطع... قاطع... قاطع.... البيت الابيض، ما دام لن يخرج منه الدخان الابيض.

    فالامريكيون هم اساس المشكلة من خلال تأمرهم، ولنقارن ما يفعلونه لغيرنا بدعم باطلهم، وما يفعلونه معنا لنسف حقنا، لن تجد في البيت الابيض سوى دعما مفتوحا للاحتلال، وتبنى لشروطهم الجديدة التي هي خارج النص في العملية التفاوضية. وفي مقدمتها يهودية الدولة، التي تشطب حق العودة، وتهجر ما تبقىفي اراضي العام198، واغوار الاردن التي لا تمثل بعدا امنيا للاحتلال، بقدر ما تمثل سرقة لارضنا واقتصادنا. وقدس جديدة لا تحمل هويتنا، ولا رمزيتها، ولا تحتوي مقدساتنا المسيحية والاسلامية.

    وان لم توافق، هنا سيظهر الكاوبوي الامريكي بمظهر الحكم، ويشهر في وجهكم البطاقة الحمراء، واتهامكم من تعرقلون المسيرة السلمية، ولنا في رمزنا الراحل الشهيد ياسر عرفات الامثولة الحية. ان كل الخطاب السياسي الصهيوني، من يمينه الى يساره، متفق على قتلنا، ولا فرق عندهم اذا كان هذا القتل سياسيا ام جسديا.

    اليوم سيادتكم تقفون امام اللجنة المركزية والمجلس الثوري، في نقاش لطبيعة المرحلة والعمل، للخروج في موقف او رؤية، ولا يمكن لاي رؤية تبعد عن رؤية الشعب، ان يكتب لها النجاح، كل الرؤية الشعبية اليوم تقول لتتوقف المفاوضات ليس عدم اقتناع بها، بل لان الاحتلال وامريكا خرجا عن النص المتفق عليه. وبما انكم في مؤتمركم الاخير، اكدتم على كل الخيارات،فأعيدوا الاعتبار للخيارات الاخرى حسب الممكن والمتوفر.

    لكن الاهم، ان يعرف المجتمعون تحت قيادتكم، ان القيادة ليست ترفا، ولا تشريفا، بل هي امانة ومسؤولية تاريخية، سيحاسب عليها الله والتاريخ، وان اي خيار مهما كان شأنه، لا يمكن ان ينجح، ان لم تكن حركة فتح هي طليعته وقائدته، وهذا لا يتم، اذا لم تخرج الخلية الاولى والمجلس الثوري من عملية الاكسدة، الى عملية الحركة والفعل، تلهب فيها الشوارع، وترعب المستوطنين، وتزلزل الارض تحت الغزاة المحتلين.

    ان الانقسام الحاد، الذي نعانيه، في اكثر من جزئية فلسطينية، لا يمكن جسره بحوارات، اقل ما يقال فيها، انها مخادعة ومضيعة للوقت، وتكريس ادارة الازمة حتى يحافظ كل مستفيد من الطرفين على مكتسباته. ان صوت الشعب في الميدان، ووحدة العرق والدم، والصوت الوطني الهادر،في مواجهة الاحتلال، هو من يقود الى الوحدة وانهاء الانقسام.

    من موقعنا، كأبناء للشعب، نناشدكم من خلال موقعكم الرئاسي والمسؤول، ونقول لكم، قاطع...قاطع...قاطع، كل من لا يريد الخير لشعبنا، وفي مقدمتها امريكا، التي لم تعد قدرا، ولا الامبراطور الذي يحكم العالم، هناك متغيرات، وموازين قوى جديدة ممكن ان نستند اليها، وليفهم الامريكيون ايضا، ان اي علاقة معهم، مبنية على الاعتراف بحقوقنا الشرعية، وفق القرارات الدولية الشرعية. وإلا فلشعبنا الحق في المقاومة، سواء كانت سلمية ام شعبية، او انتفاضة في وجهة الاحتلال والاستيطان، والذهاب الى منظمات ومؤسسات المجتمع الدولي، ولنا العبرة ببعض المواقف المشرفة التي مارسها ابناؤنا في الضفة ضد المستوطنين.










    لو لم أكن من غزة..

    صوت فتح /سامية الزبيدي

    لو كنت في مكان آخر من فلسطين، لو كنت في مكان آخر غير هذه البقعة التي لطالما أرقت العدو والصديق، لو لم أكن من سكان مخيم جباليا، القطعة الأحب الى قلبي من العالم، لو ولم أكن من قطاع غزة، الشوكة التي تؤلم خاصرة كثيرين داخله وخارجه.

    ولو لم أكن كل ذلك، لربما كنت سأكون الآن، أو اليوم، في أقصى القارة الأفريقية، في جمهورية جنوب أفريقيا، رأس حربة معركة المقاطعة الفعالة لدولة الاحتلال وكيانها العنصري، التي تتصاعد في أكثر من 250 مدينة في العالم، وتخيف الكيان الصهيوني على المديين الآني والمستقبلي.

    وربما كنت سأنقل لكم بقلمي وكاميرتي الصغيرة بعضاً من إحساس العالم بقضيةٍ ظن أصحابها لردح طويل من الزمن أنهم كف وحيد في مواجهة أشرس مخرز، ربما كنت سأثلج قلبي وقلوبكم بمشاهد سأخطها عن خطابات صادقة لم يلوثها الانقسام حول قضية فلسطين وعدالة قضيتها.

    ربما سأبدو أكثر اطمئناناً وأنا أشهد أكثر من 75 جهة رسمية وأهلية جنوب أفريقيا تجتهد في 35 مدينة وضاحية من مقاطعاتها السبع؛ من أجل محاصرة نظام الفصل العنصري الصهيوني. وأطمئنكم أن البوصلة لا زالت تشير نحو الحرية والاستقلال والعودة، وضد العنصرية والتطرف والإحلال والاستيطان، وأنها ليست بوصلة فلسطينية فحسب، بل إنسانية واضحة المعالم لكل أحرار العالم.

    ورغم أن الدعوة التي شرفني بها سفير فلسطين في جمهورية جنوب أفريقيا السيد عبد الحفيظ نوفل لا زالت قائمة بحسب تأكيداته للاطلاع على الجهد العالمي المؤثر الذي يبذل هناك، وممارسة دوري الصحفي بتغطيتها وسبر غورها، خصوصا أن

    فعاليات أسبوع الآبارتيد الإسرائيلي مستمرة بكثافة، ليس فقط خلال هذا الأسبوع الذي يبدأ اليوم، بل وخلال شهري آذار ونيسان في الدولة الاكثر "تعصباً" لحقوقنا التحررية والإنسانية، إلا أن مرارة شديدة تكتنف نفسي لتعذر وصولي إلى هناك بسبب الحصار والإغلاق الذي عاد ليكون سيد مشهد فلسطينيي قطاع غزة.

    ولمن لا يعرف، فجنوب أفريقيا، التي تطل على محيطين، وتحضر في الذهن كممر تجارة العرب القديم عن طريق رأس الرجاء الصالح، ربما تكون الدولة الوحيدة غير العربية في العالم، والتي تقاطع على المستوى السياسي دولة الاحتلال الإسرائيلي احتجاجاً على استمرار احتلالها لفلسطين، علاوة على أنها تحتضن أكبر المظلات التضامنية مع الشعب الفلسطيني على مستوى العالم، وهو ائتلاف لجان التضامن مع الشعب الفلسطيني.

    ومنذ العام 2005 تتصاعد وتيرة نشاطات دعم الشعب الفلسطيني ومقاطعة الاحتلال الصهيوني في جنوب أفريقيا، حيث ينظم سنوياً أسبوعاً لمكافحة العنصرية ودعم القضية الفلسطينية، علاوة على أن اسم فلسطين وقضيتها حاضرة في كل محطات توقف شعبها فرحاً أو حزناً.

    لو لم أكن من غزة، لكنت بعد أسبوع من الآن أرفرف بعلمنا الموشح بالألوان الأربع في ضواحي مدينة جوهانسبرغ، في المنطقة التي غير اسمها الزعيم الأممي الكبير، الراحل نيلسون مانديلا من (أورانج فارم) أي حقل البرتقال إلى "فلسطين المركزية"، لا لأن الاسم الجديد أجمل، بل لأنه يمثل قضية، آمن بها الرجل الذي دفع عمره وشبابه من أجل حرية شعبه.

    ولاستمعت من هناك لخطبة جمعة من نوع آخر، نوع إنساني، أممي، سياسي، وطني افتقدناه طويلا... وأترنم على وقع ضربات أجراس الكنائس وأنا أعلم أنها تقرع من أجل فلسطين، من أجل حريتها.








    ربما تكون فعاليات رمزية، لكنها ذات دلالة عميقة ومهمة، فحاجتنا نحن الفلسطينيين ليست للمال السياسي الذي تركنا ضحية ابتزازه، بل لدعم صادق مؤمن بعدالة قضيتنا وحقوقنا الإنسانية، وهو دعم تقدمه جنوب أفريقيا بلا حدود، وبلا شروط. لذا تمنيت للحظة لو أنني لم أكن من غزة كي أكون فلسطينية هناك، فقط لمدة أسبوع.

    إنها أمنية لمرة واحدة، تضاف بحسرة الى أمنيات الحياة السبع: وطن وعلم، ولعبة وكعبة، وسرير وأسرة، وطفل ينام على حضن أمه، لتصبح حينها الأمنيات ثمانية.

    أو ربما تكون تلك الأمنية معرضة للشطب لو وجدتُ طريقاً آمنةً تأخذني إلى مضارب السمر، الذين تغاضوا عن لون بشرتهم، وتعدد لكناتهم، واختلاف دياناتهم، فأحبونا بالمجان، وانحازوا لقضيتنا أكثر من انحياز بعضنا إليها.

    لا تصدقوا الأحمد

    فراس برس / محمد نجيب الشرافي

    كدت أصدق القيادي في حركة حماس الدكتور صلاح البردويل إزاء شكوكه وخشيته أن يكون الغرض من تواتر تصريحات مسؤول ملف المصالحة في حركة فتح عزام الأحمد ورغبته في زيارة غزة لإتمام المصالحة تضليل الرأي العام. وأكتشف البردويل أن للأحمد أهدافا أخرى تحتاج إلى توضيح، وأن على "فتح" مغادرة الغموض الذي يكتنفها، ليس بشأن المصالحة أو ما بعدها، بل لأهداف أخرى "يضمرها" الأحمد وحركته! ثم يتحدث عن أن "حماس" تمارس الشراكة السياسية. ربما يقصد في الخيال وليس على الأرض.

    ومع ذلك لا نعرف كيف أن البردويل وافق الأحمد بشأن أهداف "فتح" من المصالحة وقال، إنها ذات أهداف "حماس".

    إذاً، ما الذي يعطل المصالحة؟ أو مَنْ الذي يعطلها؟ وإذا كان الأحمد على هذه الدرجة من الغموض، لماذا لا ُيسمح له بالحضور إلى غزة، استجابةً لدعوة السيد إسماعيل هنية، والاستماع إليه مباشرة، وليس بتوجيه أسئلة إلى وفد مركزية "فتح" الذي جاء غزة لأسباب تنظيمية؟

    قبل البردويل، اختصر د. الزهار شكه في عزم "فتح" تزوير الانتخابات (حتى قبل إجرائها) لإخراج "حماس" من المشهد السياسي!. لكن عماد العلمي كان أكثر وضوحا واقترابا من نوايا "حماس" إذ اعتبر أن المخرج الوحيد للمصالحة يكمن في إطلاق حوار وطني شامل تشارك فيه كل الفصائل في الداخل والخارج. فيما ذهب غيره إلى القول إن المصالحة لا تتحقق إلا ببرنامج وطني عماده المقاومة!

    تصريحات كلها تعيدنا إلى المربع الأول من البحث عن خطوات المصالحة، وكأنهم لا يعترفون بما وقّع عليه هنية ومشعل مع الرئيس في الرياض والدوحة والقاهرة! ورغم ذلك لا يملّون الحديث عن جاهزيتهم للمصالحة حتى صرنا كمثلِ مَنْ قيل فيهم: "أقول له عمرو، فيفهم خالدا، ويكتبها زيدا، وينطقها سعدا".

    كم مرة قال الرئيس، إن المفاوضات يمكن أن تكون سرية أو علنية، لكن نتائجها لا يمكن إلا أن تكون علنية، لأنها تحتاج إجماعا شعبيا للموافقة عليها وتطبيقها. ولن يقبل الرئيس ولا "فتح" اتفاقا ينتقص من حقوق شعبنا.

    إذا كانت "حماس" تخشى أن يتحقق الإجماع الشعبي رغماً عنها، معنى ذلك أنها بدأت تدرك أنها لم تعد تمثل الأغلبية كما يتراءى لها وأن شعبيتها في تآكل، وأن الشعار الشمولي "لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة" المجمدة بفعل اتفاق مع العدو بات شعارا لفظيا، فالأولى أن تكف عن الحديث باسم الشعب أو الإنابة عنه.

    ربما كان الأحمد على درجة من الوضوح حتى أسمعتْ كلماته مَنْ به صممُ. وربما كان بحاجة إلى توضيح أكثر لإقناع الدكتور البردويل، وربما يحتاج إلى درجة ثانية وثالثة من الوضوح لإقناع ما بعد البردويل وما بعد بعد البردويل (حسب مقولة السيد






    حسن نصر الله) وأظن أنّ الأحمد لا يملك بعد كل هذه الصراحة ما يقول، ولن تسعفه اللغة العربية على اتساع مفرداتها ومعانيها ودلالاتها المتعددة أن تصل إلى ما يريد البردويل.

    لا يختلف اثنان على أن الوحدة الوطنية ضرورية لإخراج "فتح" من مشاكلها الداخلية، وإنقاذ "حماس" من العزلة والحصار الذي جلبه برنامجها الانتخابي على غزة.

    في ظني، أن الرئيس بحاجةٍ إلى المصالحة في حال فشل المفاوضات - أكثر من حاجته إليها في حال نجاحها - لكي يتوجه إلى الأمم المتحدة لطلب الانضمام للمنظمات الدولية، وممارسة المقاومة الشعبية، وتعزيز المقاطعة الدولية للمنتجات الاستيطانية. كلما اقتربنا من المصارحة والمكاشفة والاقتناع - ولو ظاهريا - طلع علينا من يجرنا إلى المربع الأول، وكأننا نشاهد شريطا سينمائيا أصابه التلف، فأخذ يدور في مكانه بلا توقف، محدثا ضجيجا لا يطاق.

    ضاعت كل فرص المصالحة السابقة، وتم إهدارها، ظناً أنّ المصالحة تخدم فريقاً دون آخر. أو هو الثبات على الموقف الذي يتحدثون عنه، وهذه طريقتهم فيه.. ربما ينبغي أن يمر وقت طويل قبل أن يدركوا مدى مصداقية عزام الأحمد، وقبل أن ينتهي المكتب السياسي من مشاوراته. عندها يكون الأوان قد فات، ويصبح بعض قادتنا كبعض الحكام الذين لا يأخذون القرارات المناسبة في الوقت المناسب.

    ترى، متى يعتقد قادتنا أنهم لا يحكمون شعباً غبياً، وأنه ينبغي الكف عن توهم امتلاك الذكاء المفرط والحقيقة المطلقة؟
    الحق هو ما يراه الناس وليس ما ُيقدم لهم. لكم أن تقولوا الآن ما شئتم. ولا تصدقوا عزام الأحمد.

    *رئيس سابق لوكالة الأنباء "وفا".


    واقع الاحتباس على المناخ الاقتصادي الفلسطيني في ظل الاستيطان ؟

    فراس برس / د.م. حسام الوحيدي

    يشهد محيطنا العربي عامة ومنطقتنا الفلسطينية خاصة وضعا مناخيا مضطربا جراء الاحتباس الحراري المرتبط بالتلوث البيئي الناجم عن الاستخدام المفرط للطاقة الملوثة الغير النظيفة والغير متجانسة ، والذي بدأت آثاره تبدوا جلية بصورة اكبر في مختلف أرجاء العالم .

    أن استمرار احتباس الأمطار سيؤدي إلى نتائج كارثية تهدد الموسم الزراعي في فلسطين، خصوصًا المحاصيل الحقلية المكشوفة، والمحاصيل الشتوية، والصيفية، ، والثروة الحيوانية .

    إن لموضوع المياه أهمية خاصة في الوطن العربي عامة وفي فلسطين خاصة بالنظر لمحدودية المتاح منها كمياه للشرب وطبقاً للمواصفات التي تفضي إلى ان أي بلد يقل فيه متوسط نصيب الفرد من المياه سنوياً عن 1000- 2000 متر مكعب يعتبر بلداً يعاني من ندرة مائية، وبناءً على ذلك فان 13 بلداً عربياً تقع ضمن فئة البلدان ذات الندرة المائية. وهذه الندرة في المياه تتفاقم باستمرار بسبب زيادة معدلات النمو السكاني العالية . ويوضح تقرير البنك الدولي ان متوسط نصيب الفرد السنوي من الموارد المائية المتجددة والقابلة للتجدد في الوطن العربي (مع استبعاد مخزون المياه الكامنة في باطن الأرض) سيصل إلى 667 مترا مكعبا في سنة 2025 بعدما كان 3430 مترا مكعبا في سنة 1960، أي بانخفاض بنسبة 80%. أما معدل موارد المياه المتجددة سنوياً في المنطقة العربية فيبلغ حوالي 350 مليار متر مكعب، وتغطي نسبة 35% منها عن طريق تدفقات الأنهار القادمة من خارج المنطقة، إذ يأتي عن طريق نهر النيل 56 مليار متر مكعب.








    أن احتباس الأمطار سيؤثر على محصول الزيتون الفلسطيني ، كونه بحاجة إلى تربة رطبة غنية بالمياه، وقد يلجأ المزارع الفلسطيني إلى الري الغير طبيعي .

    حيث يشكل احتباس الأمطار خطراً على البيئة الطبيعية وتحديداً على بيئة القمح والشعير الذي يعتمد بشكل مباشر على الأمطار مما يزيد من ارتفاع اسعار الأعلاف في حال استمر احتباس الامطار مما يدخل الاقتصاد الفلسطيني في حالة من اللاتوازن وهو اصلاً يعاني من بيئة غير مستقرة .

    ان خلخلة الوضع المناخي العالمي اثر كثيرا على المناخ الفلسطيني ، ويظهر ذلك جليا من خلال حالة عدم الاستقرار الجوي واحتباس الامطار الذي مرت به فلسطين لأكثر من شهران ، وقد كان لمكوث المرتفع الجوي على بيئة واسعة من حوض البحر المتوسط وشمال شبه الجزيرة العربية الاثر الواضح على حالة الاحتباس الحراري ، حيث ان الاحتباس الحراري الذي دخلت به فلسطين ليس ضمن الحسابات الفلكية وهو يقع ضمن الخلل البيئي الغير طبيعي واثر كثيرا على مخزون النهر الجوفي الفلسطيني مما أثر سلباً على المناخ الاقتصادي الفلسطيني التي تشكل الزراعة عصبه الرئيسي ، حيث ان أكثر من 80% من الأراضي الزراعية الفلسطينية تعتمد على مياه الأمطار كمصدر رئيسي للري .

    على ضوء ما تقدم سيؤدي ذلك الى ارتفاع اسعار المياه وكلفة المحاصيل الزراعية والأعلاف مما يجبر الاقتصاد الفلسطيني الى استيراد ما نسبته 65% من الأعلاف والحبوب وبالتالي احتباس الأمطار يعني زيادة الاستيراد ،حيث أن ميزان دولة فلسطين التجاري يعاني من عجز يقدر بنحو 3.50 مليار دولار؛ نظرا لزيادة الواردات على حساب الصادرات .

    ويؤكد الخبراء أن كمية الأمطار التي هطلت على الأراضي الفلسطينية خلال الأشهر الخمسة الماضية لم تتجاوز ثلث الكمية اللازمة أو الاعتيادية التي تسقط عادة ، الأمر الذي يهدد بحصول كارثة على القطاع الزراعي الفلسطيني الذي يساهم بما يزيد عن 30% من الاقتصاد الوطني الفلسطيني .

    وتقدر الخسائر المتوقعة نتيجة موجة الجفاف هذه بمعدل 40 إلى 60% في الثروة الحيوانية والنباتية، إلى جانب الخلل الإنتاجي الذي سيصيب المياه الجوفية التي لم تتجاوز استفادتها هذه السنة من مياه الأمطار 50 ألف متر مكعب .

    جبال فلسطين بجميع مكوناتها تشكل سمفونية بيئية يشكل كل مقطع من مقاطعها أوبرا حقيقية ولكنها تئن حزينة من واقع مرير وحياة كدرة ، انه واقع الاستيطان ، تحتفل كل اشجار العالم بيوم الشجرة الا اشجار فلسطين ، تتعرض لهجمات قطعان المستوطنين ليلاً ونهاراً ، جهاراً وصبحاً ، تبقى اشجارنا الفلسطينية يقظة نبهة علها تقاوم هجمة استيطانية مفاجئة ، نحاول ان نقنع اشجارنا ان يوم عيد الشجرة هو يومكم ولكن دون جدوى ، لا عيد مع احتلال ، ولا فرحة مع استيطان .

    وفي هذا العام يزداد الطين بلة ، فلا يكفي ان اشجارنا الفلسطينية لا تشارك اشجار العالم بيوم الشجرة ، تزداد حياتها كدراَ بهذا الاحتباس الحراري وانحباس المطر مما يجعلها حزينة كدرة ، ويلها الاستيطان وهجماته فوق الارض مما يمنعها ان تتراقص مع الهواء الفلسطيني العليل ، وهمها الآخر تحت الارض بانحباس السحاب عن المطر ، والمزارع الفلسطيني ينظر بحسرة فلا يستطيع ان يمنع توسع الاستيطان من بلع ما تبقى من ارضه ولا يستطيع ان يزود اشجاره بشربة ماء تسعفه من حر الصيف وجفاف المخزون .

    الثائر الفلسطيني جيفارا غزة

    فراس برس /عبد الناصر فروانة

    التاسع من آذار هو يوم عادي لملايين البشر في هذا الكون ، لكنه ليس عادياً للشعب الفلسطيني وقواه المناضلة والمقاومة عامةً، ولمن ناضل وقاتل وانتمى يوماً لصفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين خاصة.






    ففي هذا اليوم وقبل واحد وأربعين عاماً استشهد الثائر الفلسطيني والأسير المحرر والقائد العسكري الفذ " محمد محمود مصلح الأسود " الذي اشتهر باسم " جيفارا غزة " .

    وليس مهماً أن تكون جبهاوياً أو ان تكون قد انتميت يوماًً للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وأطرها المختلفة كي تحترم هذا الثائر وتعشق تجربته المميزة، فكفيك فخراً أنه فلسطيني وقاد مع رفاقه تجربة فدائية نفخر ونتغنى بها جميعاً، وهي علامة بارزة ومتميزة في التاريخ الفلسطيني والعربي المقاوم.

    جيفارا غزة " اسم لقائد فذ وشهيد حي في قلوبنا حفر في سجلات الثورة الفلسطينية، وارتبط بمرحلة نضالية مميزة ، هكذا عرفه شعبه وهكذا يتغنى باسمه رفاقه ، كيف لا وهو من أقسم بأن يحول كل حبة رمل من رمال غزة إلى لغم يتفجر تحت أقدام الغزاة، وأوفى بوعده وبشهادة العدو قبل الصديق ."جيفارا غزة" إسم دب الرعب في قلوب جنود الاحتلال وقياداته العسكرية والسياسية، فلاحقهم ولاحق عملائهم، في شوارع المدن وأزقة مخيمات قطاع غزة، وألحق بهم الهزائم تلو الهزائم، مما دفع "موشيه ديان" وزير دفاع دولة الاحتلال آنذاك للقول "بأن قواتنا تحكم قطاع غزة نهاراً، والفدائيين تحكمه ليلاً "

    ولد الشهيد محمد محمود مصلح الأسود ( جيفارا غزة ) بتاريخ 6-1-1946 في مدينة حيفا وبعد النكبة 1948 نزح إلى مخيمات قطاع غزة ، وفي بدايات العام 1963 انضم لحركة القوميين العرب ليصبح عضواً ناشطاً فيها، ومن ثم انضم للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بعد انطلاقتها في الحادي عشر من كانون أول/ديسمبر وأصبح أحد أبرز مقاتليها وقياداتها.

    وبتاريخ 25-1-1968 اعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي وزجت به في زنازين سجن غزة المركزي ، وتعرض لأبشع صنوف التعذيب، لأن المخابرات كانت تدرك جيداً خطورته والمعلومات والأسرار التي يمتلكها، إلا أنه لم يبح بأسرار رفاقه ولم يخن من منحوه الثقة وأثبت أن المناضل يستحيل فك عقدة لسانه إذا ما صمم مهما كانت حجم الضغوط النفسية والجسدية التي تستخدمها قوات الاحتلال ضده، ومن ثم زج به في غرف السجن ليمكث فيها قرابة العامين ونصف .

    وخلال وجوده في السجن لم يهدأ أو يستكين، ولم تحيده السلاسل والقضبان أو قساوة السجان عن نهج الثورة قيد أنملة، فبقيّ على علاقة تواصل مع رفاقه خارج الأسر وواصل نضاله وإصدار توجيهاته وتعليماته بشن المزيد من العمليات ضد قوات الاحتلال وإلحاق أفدح الخسائر البشرية بهم.

    وبعد إطلاق سراحه منتصف العام 1970، حمل مسؤولية قيادة الجهاز العسكري والعمل الفدائي للجبهة الشعبية في قطاع غزة، وحمل اسماً حركياً جديداً هو "جيفارا غزة" تيمماً وتقديراً وإعجاباً بتجربة وشخصية الثائر الأممي "أرنستو تشي جيفارا" ،وأجاد فنون المطاردة والتخفي وسرعة الحركة والتنقل والإختفاء في الملاجئ .. إلخ من أساليب المقاومة الشعبية وحرب الشوارع، فذاع صيته وتردد اسمه بكل فخر على كل ألسنة الناس وافتخر به رفاقه وشعبه وأمته العربية جمعاء، ويخشاه العدو وعملائه في كل زمان ومكان.

    وفي التاسع من آذار عام 1973 تمكنت قوات الاحتلال من معرفة مكان وجوده فحاصرت البيت الذي كان متواجداً به خلف مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة، مستعينة بآلاف الجنود والدبابات وبغطاء جوي، ورغم هذا المشهد لم يستسلم "جيفارا" ورفيقيه عبد الهادي الحايك وكامل العمصي، واشتبكوا مع قوات الاحتلال إلى أن استشهد ثلاثتهم، مما دفع وزير الدفاع آنذاك "موشيه ديان" إلى الحضور الى غزة للتأكد من استشهاد "جيفارا غزة" الذي أقضَّ مضاجعهم .

    "محمد الأسود" أو "جيفارا غزة" شخصية فلسطينية ثائرة، وهي عنوان لتجربة فلسطينية فدائية جماعية رائعة في العمل الفدائي وفي حرب التحرير الشعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي امتدت لبضع سنوات، تستحق الإعتزاز والإفتخار وتقودنا إلى المناشدة لتوثيقها والاستفادة منها ومن دروسها وعبرها.

    وفي مشهد آخر اثبت "جيفارا" والآلاف من أمثاله من الأسرى المحررين أن السجن لم ولن يستطع قتل المناضل، بل يساهم ايجابياً في إعادة إنتاجه بشكل يغدو فيه أكثر صلابة وإصراراً على المضي قدماً صوب تحقيق أهداف شعبه وأمته.






    "جيفارا غزة" .. أنت في القلوب دوماً وفي مراحل الثورة حاضراً، وتجربتك في التاريخ الفلسطيني المعاصر محفورة، فهي مفخرة ليس للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين فحسب، وإنما للشعب الفلسطيني عامة، و من حقك علينا كفلسطينيين عشقنا ونعشق المقاومة أن نبذل قصاري جهدنا على طريق توثيقها بالشكل الذي تستحقه، فالتاريخ الفلسطيني سيبقى مزيفاً ما لم ينصف التجربة الجيفارية في قطاع غزة ويمنح الشهيد حقه.

    جيفارا غزة .. عنوان لتجربة فدائية جماعية يفخر بها كل فلسطيني وعربي ، واسم حي في قلوب الملايين وتاريخ تتناقله الأجيال و تتوارثه الأزمنة.

    زمن انقلاب المواقف والتحالفات العربية :جماعة الإخوان من قيادة (الربيع العربي) إلى (جماعة إرهابية)

    امد/ د/ إبراهيم أبراش

    بسرعة تنقلب وتتداعى المواقف والأحداث في العالم العربي من حولنا . قبل ثلاث سنوات كان العالم العربي منقسما ما بين معسكر اعتدال ومعسكر ممانعة وكان موضوع الانقسام يدور حول الموقف من المقاومة والتسوية،وكانت سوريا والجزائر وليبيا وحزب الله وحركة حماس و(قطر) ! تمثل معسكر ممانعة ،والبقية معسكر اعتدال و بعض الدول وقفت موقفا محايدا ، مع بداية ما يسمى الربيع العربي تفككت التحالفات السابقة وتأسست تحالفات جديدة غير واضحة المعالم حتى الآن . لم تكتمل السنوات الثلاث حتى تبددت وتزعزعت كل المراهنات على ما كان يُعتقد أنه ربيع عربي ليتجاوز ذلك لإدخال العالم العربي في دوامة سياسية تُحيلنا إلى (الفوضى البناءة) التي بشرت ودعت لها الإدارة الأمريكية منذ عقد من الزمن .

    لم تقتصر هذه التداعيات على تبديد الحلم بالتغيير من خلال الثورة بل وصل الأمر لأن تنقلب المواقف تجاه القوى التي كان يُعتقد أنها قوى التغيير والثورة وينقسم العالم العربي ما بين أغلبية تعارض ما جرى ويجري تحت عنوان الربيع العربي الذي تقوده واشنطن وتعارض كل من ما زال متمسكا بوهمه، وأقلية تقودها دولة قطر وجماعة الإخوان أو تقتصر عليهما ما زالت تصر

    على مناهضة تيار الثورة على الثورة . كما انقلبت توجهات الجماهير العربية من مناهضة الاستبداد والمطالبة بالديمقراطية إلى البحث عن الزعيم أو (المستبد العادل) من خلال معادلة عربية جديدة تقوم على صناعة الزعيم الجديد ثم تمريره من خلال الانتخابات .

    كانت البداية في مصر حيث خرجت الجماهير يوم 30 يونيو 2013 في أكبر حراك شعبي مطالب بإسقاط حكم مرسي ألإخواني المنتخب من الشعب قبل سنة من ذاك التاريخ ،وهذا ما تم يوم 3 يوليو حيث تولى العسكر حكم البلاد ، وتلا ذلك حزمة من القرارات والإجراءات حولت الإخوان من حزب حاكم ومن جماعة تقود ما يسمى الربيع العربي إلى جماعة إرهابية بقرار رسمي وأمتد الأمر ليصيب حركة حماس الفلسطينية حيث حكمت محكمة مصرية قبل أيام حكما أوليا باعتبارها جماعة محظورة في مصر ، ومن مصر إلى السعودية والإمارات والكويت حيث سحبت هذه الدول سفراءهم من قطر بعد أن نفذ صبر الحليم على تمادي حكام قطر الذين حولوا أنفسهم وبلدهم لأداة في خدمة السياسة الأمريكية الهادفة لزعزعة استقرار بقية الدول العربية التي نجت من مؤامرة (الربيع العربي) موظفين جماعة الإخوان المسلمين وكل جماعات التطرف الديني كأداة بمباركة ودعم من واشنطن والغرب وتركيا، وتلا ذلك اعتبار السعودية أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة إرهابية ، وقد سبق أن أعلنت دولة الإمارات أن جماعة الإخوان تتآمر للقيام بانقلاب في دولتهم .

    قد يتساءل البعض وهل الدول الخليجية التي ناصبت قطر وجماعة الإخوان المسلمين العداء تحكمها أنظمة ثورية وقومية وديمقراطية وأنها معادية للسياسة الأمريكية الخ ؟ لا شك في وحدة حال دول الخليج من حيث طبيعة أنظمة الحكم وحتى من حيث علاقتها مع واشنطن والغرب بل ونزيد على ذلك في موقفها المتخوف من ربيع عربي حقيقي قد يمتد لبلدانها، ولكن . مؤسسة القيادة تختلف من بلد لبلد من حيث عقلانيتها وعمقها العروبي ومن حيث قدرتها ورغبتها في بقاء هامش من استقلالية القرار عن واشنطن عندما تصبح مصالح البلد القومية مهددة ، كما أن درجة الارتباط والتبعية مع الغرب تختلف من بلد لبلد ، يُضاف لذلك أن حجم ووزن البلد إقليما وتركيبته السكانية يلعب دورا في تباين السياسات . فصغر مساحة قطر وقلة عدد سكانها وتفكك الأسرة الحاكمة وغياب قيادات حكيمة فيها الخ ، حوَّل قطر إلى أداة تابعة بالمطلق لواشنطن حيث توجد أكبر






    قاعدة أمريكية في الشرق الأوسط وجعل قطر عرابة كثير من القضايا التي تريد واشنطن التدخل وتوجيه الأمور فيها لخدمة مصالحها ولم تكن قناة الجزيرة بعيدة عن هذا الدور من خلال إثارتها للفتنة .

    وبالتالي فإذا كانت دولة قطر حصنت نفسها من أية حالة عدم استقرار ومن تدخل جماعات الإسلام السياسي وخصوصا المتطرفة منها من خلال دورها في صناعة وتمويل كثير من هذه الجماعات ، ومن خلال تسليم أمورها الأمنية للقوات الأمريكية المرابطة فيها ،ولأن مساحتها وعدد سكانها القليل يجعل من السهل التحكم فيما قد يجري فيها من محاولات فوضى أو فتنة ،فإن العربية السعودية تتخوف على استقرارها ومن فتنة تصيبها على يد جماعة الإخوان والجماعات الإسلامية المتطرفة ، لكبر مساحتها وكثرة عدد سكانها مقارنة بدولة قطر ، ولطبيعة تركيبتها السكانية، بالرغم من أن دول الخليج و العربية السعودية تحديدا كانت وراء وجود وتمويل هذه الجماعات بداية الثمانينيات قبل أن تنقلب عليها. أيضا قطر لا يمكن أن تكون عنوانا لحالة وحدوية عربية أو إسلامية وحتى خليجية ،وقد فشلت كل محاولات حمد بن خليفة آل ثاني منذ انقلابه الأبيض على أبيه عام 1995 أن يفرض حضوره كزعيم عربي أو إسلامي أو خليجي بل كانت قطر سببا في ضعف مجلس التعاون الخليجي ، ولكن العربية السعودية يمكنها أن تكون عنوانا أو قطبا يُحسب له حساب أو قوة تؤثر في تحالفات وتوازنات المنطقة من خلال وقوفها إلى جانب محور على حساب محاور أخرى كما جرى في عهد الملك فيصل منتصف السبعينيات وكما يجري اليوم بوقوفها إلى جانب مصر والفريق السيسي .

    لأن القضية الفلسطينية ارتبطت تاريخيا بمحيطها العربي والإسلامي فهناك عرب ومسلمون يريدون توظيف القضية بما تمثله في العقل والضمير الجمعي العربي والإسلامي من تقدير واحترام وقدسية لخدمة مصالحها وأجندتهم ، وهناك أطراف فلسطينية ربطت مصيرها ومصير القضية الفلسطينية بهذا الطرف العربي أو الإسلامي أو ذاك إلى درجة إدارة الظهر للمشروع الوطني والمصالحة الوطنية .إن كان انقلاب المواقف والتحالفات يُضعف الحالة العربية ويُربك المشهد السياسي العربي في المدى القريب فإنه بالتبعية الجغرافية والأيديولوجية والسياسية يُضعف ويربك المشهد السياسي الفلسطيني وبالتحديد حركة حماس.

    كان من الممكن أن يكون تأثير ما جرى مع جماعة الإخوان المسلمين من تصنيف كجماعة إرهابية من أكثر من دولة عربية أقل وطأة على الفلسطينيين لو أن حركة حماس المصرة حتى الآن على أنها جزء من الإخوان المسلمين لم تكن حزبا حاكما في قطاع غزة وشاركت في مقاومة الاحتلال، لكن لكونها كذلك فالمشهد السياسي الفلسطيني سيكون أكثر تعقيدا كما ستترتب تبعات ثقيلة وخطيرة على الشعب الفلسطيني وخصوصا في قطاع غزة . فهل يمكن لمصر والسعودية والإمارات أن تتواصل مع قطاع غزة وتقدم الدعم والتمويل للسكان من خلال حكومة تقودها (جماعة إرهابية )؟ وكيف يمكن لهذه الدول وخصوصا مصر أن ترعى مصالحة وطنية أحد طرفيها حركة مصنفة عندها كحركة إرهابية ؟. هذا بالإضافة إلى تأثير القرار على نظرة الشعوب للفلسطينيين وتعاملها مع الفلسطينيين الذين يعيشون في بلدانهم وخصوصا ممن ينتمون لحركة حماس .

    أخشى من أيام صعبة قادمة على قطاع غزة وعلى الفلسطينيين بشكل عام ،وفي الوقت الذي أتمنى فيه من حركة حماس ، من أجل المصلحة الوطنية ومن أجل مصلحتها لأنها جزء من الشعب ورأفة بأهل قطاع غزة الذين لا يستحقون ما يعانوه من ويلات، أن تعيد النظر ببعض مواقفها وسياساتها وأن تنهج على الأقل نهج إخوان تونس وإخوان الأردن وحزب العدالة والتنمية في المغرب ،وفي نفس الوقت أتمنى من الدول العربية وخصوصا مصر والسعودية أن لا يأخذوا حركة حماس بجريرة أعمال جماعة الإخوان المسلمين في بلدانهم لان كل تضييق على حركة حماس يدفع ثمنه أمنيا واقتصاديا ونفسيا الشعب الفلسطيني في قطاع غزة .

    سيدي الرئيس و التحدي الأسطوري نحو قدس الأقداس

    امد/ سامي ابو طير

    الجميع يعلم الهجمة الشرسة الوحشية والمسعورة التي يتعرض لها الرئيس محمود عباس ابو مازن "حفضه الله" من العدو الإسرائيلي و أعوانه دولياً و إقليمياً ، وبلغت تلك الهجمة ذروتها بالتهديد بالتصفية الجسدية لحياة السيد الرئيس وتهديدات أخرى لا حصر لها ،هذا بالإضافة إلى الهجمة والضغوطات الأخرى التي تصدر عن أشخاص أخرين أقل ما يتصفوا به أنهم غير





    وطنيين وخونة يعملوا بالتوافق مع العدو وأمثال هذه القلة مثواها مزابل التاريخ ، والشعب الفلسطيني سيقول فيهم كلمته بعد الإنتهاء من مقارعة إسرائيل لإنتزاع الحق الفلسطيني الراسخ وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف .

    الرئيس "عباس" حدد اتجاه بوصلة فلسطين نحو الهدف المنشود وهو القدس ،و لن يحيد عنها أبدا مهما كلف الثمن متحدياً جميع المؤامرات التي تـُحاك ضد شخصه الكريم ، وأعلنها بوضوح تام بأن القدس هي البداية و النهاية مهما تكالب الأعداء ومهما كلف الأمر من تضحيات، ومهما تاّمر الحاقدون المارقون والخوارج الجاحدون الذين يلعـقون اقدام إسرائيل لتصنع منهم أسيادا على ضهر الدبابة الإسرائيلية الملعونة ...

    الرئيس "عباس" أثبت لنا الأيام بأنه الأجدر و الأقدر على قيادة السفينة الفلسطينية في هذا البحر اللـُجي المتلاطم الأمواج لأنه يملك الحكمة و الحنكة والكرامة والشموخ و الكبرياء الوطني و القدرة الفائقة على مواجهة الأعداء لإنتزاع الحق الفلسطيني الثابت من العدو الاسرائيلي مُمَثلاً بإقامة الدولة الفلسطينية و عاصمتها قدس الأقداس .

    السيد الرئيس أكد مرارا وتكرارا بأنه لا و لن يتنازل أبدا عن الثوابت الفلسطينية نهائيا مهما كلف الثمن من تضحيات وأعلنها في كل مكان ، وزاد التأكيد أكثر في الجلسات الأخيرة للقيادة الفلسطينية و خصوصا قبل التوجه إلى أمريكا للقاء اوباما يوم 17 / مارس من الشهر الجاري وأخبر الرئيس إخوانه في القيادة الفلسطينية بأنه ربما يلقى نفس مصير ياسر عرفات، ولهذا أكد و يؤكد على عدم التنازل عن الثوابت الفلسطينية .

    الله أكبر ما أعظم هذا التحدي ! كونه يرقى ويعتبر أكثر وأكبر من التحدي الأسطوري و الخرافي إن جاز التعبير لأن الرئيس يعرف بحتمية مصيره قبل ذهابه لأمريكا عندما يرفض إتفاق الإطار إذا لم يكن في صالح الشروط الفلسطينية وقدس الأقداس.

    وهنا تكمن عظمة السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن "حفضه الله" وقوته لأنه كتب ورسم أسمه في سجل الخالدين بأحرف نورانية سيُخلدها التاريخ أبد الدهر وتتغنى بإسمه الأجيال جيلا بعد جيل كقديس لجميع الشعوب التي تبحث عن الحرية وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني.

    السيد الرئيس محمود عباس ابو مازن " حفضه الله" واجه تهديدات حقيقية بالمساس بشخصه الكريم من طرف إسرائيل و أمريكا ، وحتى بعض أذناب العرب يواصلون ضغطهم على الرئيس للتوقيع على إتفاق إطار وفقا للعرض الأمريكي أياً كان .

    إسرائيل هددت الرئيس بأنه بصق في وجه إسرائيل ،وسيدفع الثمن وهذا قبل توجهنا للأمم المتحدة لنيل دولة غير عضو ، كما وصفته بأنه الأخطر على دولة إسرائيل ، وهددته ليفني بأنه سيدفع الثمن ، وهدده يعالون ، وهدده شتاينتس وزير الشئون الاستراتيجية الاسرائيلي بأنه عدو السامية لأن الرئيس لم يعترف بيهودية الدولة و يحرض على اسرائيل حسب زعمه .

    التهديدات الأعنف للسيد الرئيس هي من طرف نتنياهو و ليبرمان بالتصفية الجسدية ، كما هدده كيري الأمريكي المنحاز لإسرائيل بمواجهة نفس مصير ياسر عرفات في حال فشل المفاوضات .

    هنا سؤال يطرح نفسه : لماذا تهدد إسرائيل الرئيس ؟ طالما أنه كما يزعم الخونة المتآمرين أعداء فلسطين الخوارج الجدد، الذين حلت عليهم لعنة السماء و الأرض، بأن الرئيس كذا وكذا ، ولهذا فإن تهديدات إسرائيل هي أكبر دليل على زور بُهتانكم وأنكم خونة وأبواقاً لإسرائيل و أنتم أعداء فلسطين و الخنجر المسموم في خاصرتها الذي زرعه الاحتلال ... فسـُحقا لكم أيها الأوغاد ، ومؤامرتكم ساقطة ثم ساقطة ، ومزابل التاريخ بانتظاركم وتفتح أبوابها لاحتضانكم أيها الملاعين.

    ولهذا فإن الرئيس "عباس" يتسلح بإلتفاف شعبه الفلسطيني من حوله معضداً بالإيمان والعقيدة القوية الراسخة بقوة حق شعبنا العربي الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وأيضاً يتسلح بروح وعزيمة الأبطال الميامين والارادة الصلدة الحديدية والفولاذية التي لا تلين وإن لان الحديد فإن إرادة "العباس" لأجل عيون القدس لا و لن تلين ،لأنه وهب حياته كلها لفلسطين ثم لفلسطين كما عاهد أخيه الأسطورة ياسر عرفات رحمه الله ولن يتزحزح عنها قيد أنملة مهما بلغت التضحيات.





    السيد الرئيس لأنه فلسطيني خالص و بإمتياز و يتمتع بجميع الصفات الوطنية النبيلة رفض التنازل عن الثوابت الوطنية، ولهذا يتهددهُ الأعداء بالأمس واليوم لتثبيط وثني عزيمته القوية الصلدة ، وجربوا جميع وسائل الضغط المـُتاحة كي يتنازل لهم ويوقع على اتفاق إطار بعد وصول المفاوضات لطريق مسدودة بسبب التعنت الاسرائيلي و الانحياز الأمريكي الواضح ، ولكن هيهات لهم ذلك فلن يتنازل ولن يرضخ لمطالبهم أبداً.

    الرئيس "عباس" أعلنها صرخةً مدوية إلى عنان السماء في وجوههم، وصرخته البطولية ضد الظلم أينما كان وقال لهم لا ثم ألف لا ليهودية الدولة ،ثم لن يكون لفلسطين عاصمة سوى القدس ولن يكون لها بديلا أبداً ، لا بيت حنينا و لا ابو ديس و لا غيرة ، قدس الأقداس هي عاصمتنا فقط ثم فقط ، وكما أكد على العودة والحرية وتلك الثوابت لن نتراجع عنها.

    مرارا و تكرارا وفي جميع المناسبات و في كل مكان كان السيد الرئيس يؤكد و يؤكد على تلك الثوابت .

    إسرائيل فشلت فشلا ذريعا في كسر روح التحدي و الصمود الأسطوري للسيد الرئيس بالرغم من جميع التهديدات التي تسمعون بها أو التي لا تسمعون وتـُحاك في الخفاء ، وأيقنت تماما بفشلها الذريع وإفلاسها السياسي خصوصا أنها جربت التحدي و الشموخ للرئيس "عباس" من قبل عندما حاولت اسرائيل بمساعدة أمريكا مستخدمة كل وسائل الضغط لثنية عن التوجه للأمم المتحدة ،ولكن لأن العباس عاشقٌ لفلسطين فقد تحداهم وذهب و انتزع منهم نصرا أقل ما يُقال عنه بأنه نصرٌ تاريخي لأنه أعاد فلسطين للجغرافيا العالمية من جديد.

    إسرائيل اليوم عندما رأت الصمود الأسطوري للعباس حفضه الله وهو يقف أمام الجبروت والتعنت الاسرائيلي الظالم كالمارد العملاق الذي لا يـُقهر .... بدأت منذ فترة ليست بالقصيرة و لجأت إلى أساليب الخسة و النذالة مستخدمةً ذيول الفتنة و الخيانة لتفتيت و تمزيق أواصر البيت الفلسطيني من الداخل لتفصل القيادة عن القاعدة.

    أولئك الأوغاد الأغبياء انطلت عليهم الخدع وأصبحوا يُـطـبّـلوا و يُزمِـروا على تلك النغمة الهدّامة تحت حجج واهية صنعتها إسرائيل فقط لإضعاف القيادة الفلسطينية و إجبارها على التنازل عن حقوقها الوطنية التي نصت عليها العهود و المواثيق الدولية .

    وهذا لن يحدث أبدا ولن يتنازل لهم السيد الرئيس لأننا سنموت و لن نركع مادام فينا طفل يرضع وسنحمي رئيسنا بصدورنا العارية مهما كلف الثمن ، فكلنا فداء لفلسطين.

    العمياء بصيرتهم والمثقوبة اّذانهم و المنبطحون تحت نِعال العدو لا يثقون ولا يسمعون إلا بما تروجه إسرائيل وتسربه هنا و هناك لزرع الفـتـنة لخدمة أهداف إسرائيلية كبرى لزعزعة البيت الفلسطيني من الداخل ،وستعود لاحقاً لاستخدامها عند فشل المفاوضات ضد القيادة الفلسطينية للإطاحة بها لا قدَر الله.

    ولهذا تحاول اسرائيل بمساعدة أطراف داخلية و خارجية ملعـونة تلتقي مصلحتها مع مصلحة إسرائيل بإحداث شرخ بين القيادة و شعبها تحت حجج واهية وادعاءات باطلة تماما مثل التنازل و الخيانة و غير ذلك مما يروجه العملاء و الخونة ، وأولئك الخونة تلعـنهم الأرض و السماء ومزابل التاريخ تفتح أبوابها على مصراعيها لهم.

    الشعب الفلسطيني أوعى و أكبر من كل المؤامرات ولن ينخدع بتلك التلفيقات الكاذبة و الباطلة وسيقف خلف و بجانب قيادته الباسلة صفا واحدا ولن تتحقق أماني العدو الإسرائيلي و أعوانه ، "وإنا غداً لناظرة قريب" وسنموت جميعا من أجل فلسطين للدفاع عن كرامتها ممثلةً بالدفاع عن السيد الرئيس.

    ما أشبه اليوم بالأمس ! وكأن الزمن يعود للوراء عندما حاك العدو مؤامرته ضد الرئيس الشهيد ياسر عرفات رحمه الله بمساعدة أولئك الخونة الملاعين وهم أنفسهم من شكك وخون الشهيد الخالد ياسر عرفات من قبل عندما كان يخوض المعركة ضد المحتل الغاصب وهو محاصراً من العدو الاسرائيلي في المقاطعة أنذاك ...







    واليوم نفس المؤامرة تـُعاد حياكة خيوطها التاّمرية من جديد ضد الرئيس ابو مازن "حفضه الله" وكأن التاريخ يعيد نفسه وعقارب الساعة تعود للوراء ... وهذا لن يحدث أبدا أبدا أبدا وكل المؤامرات ستتحطم على الصخرة الصلدة الفلسطينية ،وفلسطين الأمس تختلف عن اليوم وسنذهب إلى أخر الأرض لمقارعة إسرائيل لانتزاع الحق الفلسطيني الراسخ ومحاسبتهم على جرائمهم منذ نشوء كيانهم المسخ في جميع الهيئات الدولية ولهذا فلسطين اليوم خلاف الأمس ، و الكلمة الفصل أعلنها الشعب الفلسطيني بالوقوف والالتفاف مع قيادته الصامدة برئاسة محمود عباس ابو مازن.

    الخوارج الجدد الجاحدون و المارقون على فلسطين كان يجب عليهم تلبيةً نداء فلسطين - إن كانت دماؤهم فلسطينية وطنية عربية حرة – بالوقوف خلف و بجانب السيد الرئيس في هذا الوقت بالذات مهما كان الخلاف كبيرا لأن السيد الرئيس يحارب الأعداء بإسم الكل الفلسطيني والنصر الذي سيحققه الرئيس سيتحقق لفلسطين بجميع أبنائها و حركاتها وأطيافها المختلفة .

    ولكن لأنهم الخوارج فقد اتهموا وهاجموا قيادتنا الفلسطينية الصامدة أمام التعنت و التعسف الإسرائيلي ، وشنوا هجومهم تزامنا وتناغما مع إسرائيل متجاهلين نداء فلسطين الوطن و الأم و العروبة و الدين ،وأمثال هؤلاء يعرفون مصيرهم جيدا عاجلاً أو اّجلا والمؤكد أن شعبنا لن يغفر لهم ومزابل التاريخ مثواهم الأخير وبئس المثوى و العار سيلاحقهم أبد الدهر .

    ولهذا من يملك الإحساس الوطني و حب الوطن فلـيُـنكر ذاته اليوم من أجل الوطن فلسطين ويقف مدافعا عن فلسطين في شخص السيد الرئيس ضد الغطرسة والتهديد الجنوني الهستيري الإسرائيلي الغير مسبوق ،لأن إسرائيل عندما تهدد الرئيس فإنها تهدد الكل الفلسطيني ممثلا بالسيد الرئيس ، وكان يجب عليهم أولا و أخيرا تلبية نداء الوطن فلسطين خصوصا عندما تقرع إسرائيل طبول الحرب و الوعيد على أبناء فلسطين المدافعين عنها وعن كرامتها.

    "سنذهب للقدس أبطالا و شهداءا بالملايين " هذه المقولة الشهيرة التي قالها و تمسك بها الرئيس محمود عباس للتأكيد الجازم و القاطع على عدم التنازل عن أي حق من حقوقنا الراسخة ، ومن يـُجيد المعرفة لمفردات اللغة و مضمونها سيجد في هذه العبارة الرد الكافي و الشافي لكل شيء وبطلان التهم التي تُـشاع هنا و هناك ، والغريب في الأمر بأن اسرائيل فهمت هذا المضمون لهذه الجملة، ولهذا أطلقت العنان للتهديدات المتواصلة لإحباط وزرع الخوف و الرعب في السيد الرئيس لعـل و عسى أن يتنازل لهم أو يخاف من مصير الشهيد ابو عمار أسطورتنا الكبرى، ولكن ....

    ولكن الرئيس محمود عباس ابو مازن هو الأذكى منهم جميعا (اليهود و الأمريكان و الخونة) لأنه حدد الهدف بدقة تامة و بعناية فائقة قبل الدخول في المفاوضات الأخيرة وهو القدس أولا و أخيراً والثوابت الثابتة ولن يتنازل عنها مهما بلغ الثمن ،علما بأنه لم يدخل المفاوضات جزافا أو من باب العبث كما يدعي الأغبياء و الحاقدين المارقين و غيرهم ممن يملأ الحقد و الكره قلوبهم لأنهم خارج دائرة الحدث.

    ولأنه الرئيس الفلسطيني العروبي بإمتياز فقد انتزع لنا حرية أسرانا الأبطال الذين رفض العدو إطلاق سراحهم نهائيا بحجة أيديهم ملوثة بدماء الاسرائيليين وهذا يُحسب لحنكة القيادة التي تفكر بأبنائها عمليا على أرض الواقع ولم تهرب من تحمل مسؤولياتها مثل الاخرين ، وإذا حصل تمديد للمفاوضات فسيخرج أفواجا أخرى من أسرانا البواسل ، ويتم تجميد غول الاستيطان كشرط للتمديد إن حدث من أصله لأن قيادتنا ترفض التمديد ،وسنتوجه مباشرة للأمم المتحدة و هيئاتها المختلفة لمعاقبة المحتل و انتزاع الحقوق انتزاعا بالمقاومة الفلسطينية الشعبية الباسلة.

    الرئيس عباس استطاع بقدرته الفذة على كشف و تعرية الغاصب الاسرائيلي أمام العالم ، كما حشد دعما دبلوماسيا غير مسبوق للقضية الفلسطينية ، ولأجل هذا و ذاك يهدده اليهود بالتصفية الجسدية لأنه لم ولن يركع لهم و لن يتنازل لهم أبداً.

    ولهذا الفرصة لازالت سانحة على كل من اخطأ بحق فلسطين أن يعود الاّن قبل فوات الاوان للوقوف مع الحق الفلسطيني ضد الأعداء تلبيةً لنداء فلسطين الوطن الأغلى من كل الأوطان.








    التحدي الأكبر و الأعظم للسيد الرئيس ابو مازن هو التحدي الأسطوري للأعداء جميعا بأنه سيذهب للقدس حتما و بغيرها لن يقبل بديلا ، وتحداهم أجمعين إما القدس وهي البطولة و النصر ، و إما المقاومة والبطولة والشهداء و الشهادة حتى نصل إليها أيضاً ...

    ذاك هو التحدي الأسطوري للأمريكان و الإسرائيليين وهو التأكيد الكامل الذي لا يقبل التأويل إما أن نحصل على حقوقنا و على رأسها القدس العاصمة ويكون السلام ، وإما المقاومة والبطولة والشهادة و الشهداء ... ونحن لا نخافكم فافعلوا ما شئتم فشعبي أكبر من كل المؤامرات ومهما كانت التضحيات سنذهب للقدس وهذا لسان حال السيد الرئيس.

    الله أكبر ما أعظمك سيدي الرئيس! ... الله أكبر ما أعظم شموخك وما أعظم قوتك !

    الله أكبر ما أعظم تحديك للأعداء ! ... الله أكبر ما أعظم كبرياؤك و حبك لفلسطين !

    لهذا يحق للهامات أن تنحني لك سيدي الرئيس إجلالا و احتراما وتعظيما ... وأقول باسمي و بإسم كل أحرار الشعب العربي الفلسطيني إذهب حيث كتب الله لك لانتزاع الحق الفلسطيني وهامتك مرفوعةً عاليا لأن شعب الجبارين هو شعبك و لن يخذلك ابداً و سيقف سدا منيعا في وجه الأعداء.

    وفقك الله و سدد خُطاك لترفع راية فلسطين خفاقة عالية وستحصد لنا مجداً فلسطينيا خالداً لأبد الدهر، وإنا معك و بجانبك و أمامك و من خلفك سندافع وندافع ولن نركع للأعداء مادام فينا طفل يرضع .

    أخيرا حفضك الله و أطال الله عمرك .

    "تنويه هام" : الشكر و التقدير للإعلام الفلسطيني والوطني الجاد الذي يدافع عن أبناء فلسطين ضد الأعداء ،وأما الإعلام الفلسطيني الذي يعمل وفقا لأجندات شخصيه وأهواء خاصة فهذا النوع من الإعلام يحتاج لمراجعة وطنيته وعروبته اليوم قبل فوات الاوان ليعرف أين يقف ليصوب خطأه ، وقد سئمت من هذا النوع المشبوه من الإعلام لأنه ينشر لكل من يهاجم قيادتنا الفلسطينية التي تدافع عن كل أبناء فلسطين وبكافة ألوانهم وأطيافهم المختلفة في المحافل الدولية ، علما بأن النصر الذي تحققه يكون للكل الفلسطيني و لا يكون لشخص ما، لأن التاريخ سيذكر فلسطين أولا و أخيرا وسيذكر من وقف بجانب أبنائها ومن يقف بجانب أعدائها.

    ولهذا أتمنى على من تلامس هذه الكلمات أوتار قلبه و عقله و إحساسه الوطني أن ينشر هذا المقال لأنني جربت سابقا عندما أدافع عن الحق الفلسطيني ممثلا بالدفاع عن السيد الرئيس وردا على المأجورين الذين يصفون القيادة و المفاوض الفلسطيني بصفات لم تقلها حتى إسرائيل ، فإنهم لا ينشروا ذاك المقال الذي يعزز من قيمة القيادة الفلسطينية وهو بالأساس ردا على المأجورين الذين تنشر لهم تلك الوكالات بعينها.

    لأولئك أقول يجب أن تراجعوا وطنيتكم و إحساسكم الوطني قبل فوات الاوان لأن فلسطين تناديكم ونداء فلسطين هو الأغلى والأعلى والأحلى فلبوا ندائها إن كنتم لها عاشقين و لأبنائها محبين.

    المقاومة الشعبية تجمعنا

    امد/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل

    المقاومة الشعبية طالما خاض غمارها الشعوب المقهورة والمظلومة، وكانت سبيلهم ولسان حالهم للدفاع عن أوطانهم؛ وعندنا في فلسطين الُمحتلة أخدت المقاومة الشعبية زخمًا كبيرًا ومباركةً من الرئيس محمود عباس أبو مازن وفي الاجتماع الأخير قبل يومين بمقر المقاطعة برام الله اجتمع الرئيس مع مجموعة من طلاب فلسطين وتكلم إليهم عن الوضع الفلسطيني، وعن أهمية المقاومة الشعبية السلمية في إحقاق الحق الفلسطيني وأهميتها أمام الرأي العام العالمي؛ حيث تلعب المقاومة الشعبية دورًا





    بارزًا ومهمًا في قضية الصراع العربي الصهيوني؛ حيث أن تلك الطريقة من الكفاح أو الجهاد، لمقاومة هذا العدو المحتل الغاصب والمستوطن لأرض فلسطين التاريخية، لا تقل عن الكفاح المسلم، بل لربما في زماننا اليوم كان لها مؤثرات أكبروالمقاومة الشعبية تعتمد على عدة تكتيكات، ومنها ، المسيرات السلمية، والاعتصامات، العصيان المدني والإضرابات ومنها الإضراب عن الطعام- كالذي يخوض غمارهُ الأسري أبطال في سجون هذا المحتل الغاصب؛ ومن صور تلك المقاومة أيضًا:

    الاحتجاجات ومن صورها إلقاء الحجارة على جنود الاحتلال وقطعان المستوطنين وغيرها، وإحياء الذكريات الشعبية والمناسبات الوطنية والدينية، والاحتشاد في الساحات والميادين ومن أمثلة من خاض غمار المقاومة الشعبية عالميًا عربيًا ومحليًا ما يأتي:-الهند: مثل الحملة التي قام بها غاندي حملة "العدالة والحرية"، والسود: في أمريكا في حملة "التحرر من العبودية" وعندنا في فلسطين المحتلة : بدأت منذ عام 1963م والعصيان المدني ضد المحتل البريطاني لفلسطين، وكذلك بدأت حديثَا منذ الانتفاضة الفلسطينية الأولي عام 1987م انتفاضة أطفال الحجارة، وعاودت للبروز على السطح عام 2008موابتدأت مسيرات شعبية في معظم أرجاء الضفة الغربية في حملة "لمقاومة الجدار والاستيطان" وقد شجع الرئيس أبو مازن على الانتفاضة الشعبية وباركها في وجه الاستيطان والاحتلال، ودعا أبناء شعبهُ إلى دعمها والمشاركة فيها- وكانت المقاومة الشعبية في مصر: ثورة 1919م تمثلت في العصيان المدني؛ وكانت المقاومة الشعبية في إفريقيا: حملة "المطر البنفسجي"وفي أوروبا: مثل "الثورة الملونة" التي قامت في الدول الشيوعية والاشتراكية، وفي لبنان: في عام 2005 اندلعت "ثورة الارز"، وفي تونس: عام 2011 اندلعت "الثورة التونسية" ضد نظام زين العابدين وفي مصر: ثورة التي قامت في 25 يناير 2011 ضد نظام مبارك وكانت مطالب الثورة الأساسية (عيش حريه عدالة اجتماعية) وكانت تشتهر بكلمة سلمية ومن وسائلها وأساليبها، إذا تعرض المقاوم السلمي إلى قمع من قبل العساكر يكون الرد سلمي مثل "السب، الشتم، اللعن، إلقاء الحجارة، الضرب باللافتات"الخ.... وإن المقاوم السلمي لا يخشي من القمع أو الاعتقال أو القتل، لأنه صاحب حق ويدافع عن حقهِ بطرق سلمية ومشروعة دوليًا وعالميًا، والمقاومة الشعبية لا يعتمد المقاوم السلمي استخدام أسلحة عنيفة مثل "الاسلحة

    النارية , أو الاسلحة البيضاء"، ولا تفرق المسيرة بسهولة وعندما تفرق يقوم المتظاهرين الكرة مرات عديدة وذلك عبر تنظيم الصفوف والتجمع مرة أخرى؛ ولا يقوم المقاوم السلمي بأعمال إضرار في الممتلكات إذا كان في اعتصام أو مسيرة داخل مدينة، وإذا اعتقل أحد المقاومين السلميين يعمل المتظاهرين على تحريره؛ وإذا تم الاعتداء على المقاوم السلمي وفرضت عليهِ المواجهة فيجب أن يتصدى للاعتداء ويقاومه، ويتوجب على المقاوم السلمي إيصال هدفه مهما كانت العواقب وخيمة؛ ولا يجب أن تتوقف المقاومة السلمية إلا بتحقيق الهدف التي انطلقت من أجلهِ لتحرير الأرض والإنسان، والشجر والحجر والمقدسات... والمقاومة الشعبية" ليست شيئًا جديدًا على العالم، فلقد كانت منذ قديم الزمن وكان لها قادة ومن أهم قادتها في العالم مارتن لوثر كنج والمهاتما غاندي... وحديثًا لها أبطال يخوضون غمارها في فلسطين وأصبح لها كُتاب يكتبون عنها ومنهم الكاتب مازن قمصيه يتحدّث في كتابه “المقاومة الشعبية في فلسطين: تاريخ من الأمل والتمكين”، الصادر في 2011 عن دار النشر البريطانية “بلوتو بوكس”، عن جميع المراحل التاريخية للمقاومة الفلسطينية المناهضة للأفكار والجرائم الصهيونية خلال 130 عاماً منذ الحكم العثماني، وحتى الوقت الحاضر، بالوسائل كافّة، السلمية منها والعنيفة التي جاءت كردّات فعل على وحشية الكيان الصهيوني في التعامل مع أبناء فلسطين، ويتناول الثورات المتلاحقة التي قام بها الأحرار من أطياف الشعب الفلسطيني كافة، كما يبين الاتفاقيات التي حثت على إقامة دولة يهودية ملغية كل تنوع عرقي وثقافي مترسخ في أرض فلسطين منذ بدايات التاريخ، ويبين الكاتب (قميصه) فشل الدولة القائمة على إلغاء الآخر، كما نراه يدوّن الدروس التي لابدّ من الاستفادة منها، ويكتب توقعاته وتحديات المرحلة المقبلة، والفرص التي لابدّ من استغلالها -والكتاب المقسّم إلى ثلاثة عشر فصلاً بعد المقدمة، هو موجه إلى الغرب بالدرجة الأولى، وذلك في محاولة من الكاتب توضيح بعض الأفكار الخطأ عن المقاومة الفلسطينية المشروعة، وضرورة تفهم الواقع المرير الذي يعيشه أبناء فلسطين، والظلم الواقع عليهم بصيغة دقيقة وشاملة، وفي مقدمة كتابه يتحدث قمصية عن سوء فهم الغرب للمقاومة الفلسطينية، حيث يرى بعضهم أنها مقاومة عنيفة، ولا بدّ من التحول إلى اتباع الأساليب السلمية في المطالبة بحقوقهم، حتى إنّ بعضهم يميل إلى إطلاق صفة الإرهاب على بعض الفصائل الفلسطينية، وقد نصح جيسي جاكسون الناشط في حقوق الإنسان والتمييز العنصري ضد السود، الذي كان مرشحاً رئاسياً من قبل الحزب الديمقراطي، بعث رسالة مفتوحة إلى الرئيس الراحل ياسر عرفات، حثه فيها على اتباع استراتيجية اللا عنف للحصول على “دولة”، والثاني هو الرئيس الأمريكي باراك أوباما في خطابه الذي توجه به إلى العالم الإسلامي من القاهرةوحينها طالب الفلسطينيين بالنضال للحصول على دولة بالوسائل السلمية، ويقول: “ كلاهما يتجاهل بدقة التاريخ الحافل للنضال السلمي، في حين يفشلون في تقدير ما يريده الفلسطينيون من الحرية وحق العودة، وليس علماً على إقليم يسمّى







    “دولة” إن تجاهل الغرب أيضًا الكُلي تجاه حقيقة أن عدد السكان اليهود كان أقل من 6% قبل عام ،1917 في وقت كانوا يطالبون فيه بإقامة دولة لليهود في فلسطين،،،،، إن المقاومة الشعبية والرسمية والمفاوض الفلسطيني والرئيس أبو مازن كذلك كُلهم يؤكدون مرارًا وتكرارًا وكل وقت وحين؛ بأن المقاومة الشعبية الفلسطينية بكل أصنافها وأطيافها ما زالت ضد الهدف الصهيوني بتحويل جزء رئيسي من العالم العربي من مجتمع متعدد الأعراق والأديان إلى دولة يهودية” وإنّ هدفهم هذا تطلب دعماً من القوى العظمى في العالم، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإقناع اليهود بالفكر الصهيوني، وقمع أيّ مقاومة من السكان الأصليين، الذين أظهروا صلابة ومقاومة لم يتوقعها زعماء الصهاينة في الغرب.إن المقاومة الشعبية التي شكلت المستقبل من دون اللجوء إلى العنف، قد نجحت في كثير من البلدان في العالم، ومن الأمثلة حول أشكال الحصول على التحرر، كما في حالة الجزائر، وجنوب إفريقيا بقيادة نيلسون مانديلا ضد حركة الفصل العنصري، بالإضافة إلى أشكال متنوعة من المقاومة الشعبية السلمية، وجميع حركات التحرر في العالم حتى الآن لجأت في كفاحها إلى الأساليب المقاومة الشعبية مرةً والكفاح المسلح مرةً أخري...“إنّ المقاومة الفلسطينية للصهيونية منذ بدايتها في ،1880 م لأن الفلسطينيين يرزحون تحت الاحتلال، ويمارس الصهاينة بحقهم أبشع الانتهاكات، وأن خريطة الطريق الحقيقية إلى السلام، لابدّ أن تكون مستندة إلى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وليس بناء على تغليب مصلحة ضد أخرى أو بالأحرى الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين وتوسيع المستوطنات، كما يرى أن جهود المقاومة الشعبية طيلة 130 سنة كانت ومازالت تدعو إلى تحقيق العدالة، والسلام، والديمقراطية الكاملة لجميع الناس بغض النظر عن دينهم أو عرقهم -إن السياق المحلي للمقاومة الشعبية، تهدف مثل أيّ حركة أخرى إلى التخلص من خصومها ممن يرتكبون الظلم بحقها، وإضعاف قبضتهم على السلطة، بالإضافة إلى العمل على تقوية المجتمع بكافة أشكال التمكين والصمود، وتحسين معايير الكفاية الذاتية والأوضاع المعيشية، وتحقيق العدالة وحفظ حق الرجوع وتقرير المصير . بالإضافة إلى ذلك، توضيح بعض المغالطات وسوء الفهم عند الغرب حول الإسلام، حينما يتحدث عن زيارة الرسول الكريم لبلاد الشام وتآلفه مع الأديان التي سبقته،.إن العنف الذي تمارسه "إسرائيل"، ترافقه أجندة صهيونية إعلامية منذ ظهور الإنترنت، حيث يتم تصوير الفلسطينيين كبرابرة غير متحضرين، والمقاومة هي شكل من إرهاب بربري يتعذر تفسيره . ويذكر أنه على النقيض من ذلك يظهرون مرتكبي التطهير العرقي كضحايا أبرياء يتعرضون للظلم من

    الفلسطينيين مثل: تعرض الأمريكيين الأصليين لاستعمار الأوروبيين، والمقاومة الفرنسية للاحتلال الألماني، والمقاومة الجزائرية للاحتلال الفرنسي، وكذلك مقاومة (الأبارتهايد) نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. إن الصهيونية أوجدت شكلاً محلياً من الاستعمار الاستيطاني بتمويل عالٍ وتحصين كبير، والتي تفرض مصلحتها الحصول على أعلى حد من الجغرافية للدولة اليهودية مع أقل حدّ للسكان الأصليين، .وإن المقاومة الشعبية تعجّل المصرع الحتمي لمشروع الاستعمار الاستيطاني، من خلال القيادة الجماعية وليس على القادة المتمتعين بكاريزما خاصة .- إن المقاومة المُسيسة قاطعة طريق على صاحبها كما قال القائد الشهيد أبو عمار رحمهُ الله، لذلك علينا أن نتوحد جميعًا في فلسطين نحو بناء استراتيجية مقاومة مشتركة يتفق عليها الجميع حتى نحمي ثوبتنا الفلسطينية ومقدراتنا الوطنية.

    بقلم الكاتب الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد أبو نحل – مدير عام المركز القومي للبحوث

    لا كرامة لمن لا سفيه له

    امد/ د. مصطفى يوسف اللداوي

    أثبتت الوقائع والأيام، وما وقع فيها من أحداثٍ جسام، وفتنٍ سودٍ كقطع الليل المظلم، زلزلت الأرض، وأضرمت النار في البلاد، وشتت الشعب، ومزقت المجتمعات، وقضت على كل روحٍ للتعايش كانت قائمة أو ممكنة بين الناس، وهي أحداثٌ أليمةٌ وموجعةٌ، وفي أكثرها محزنة، عمت الوطن العربي كله، ولم تستثنِ بلداً، ولم تترك دولة، إلا وقلبت أحوالهم، وغيرت شؤونهم، وسممت حياتهم، وضيقت عيشهم، وجعلتهم فرقاً وأحزاباً، وجماعاتٍ وتنظيمات، وثواراً وفلولاً.

    أحداثٌ مريرة جعلت الحليم حيراناً، أشابت الصغير وأفنت الكبير، وأخرجت العاقل عن طوره، والحكيم عن عقله، وقلبت الموازين، وغيرت المعايير، ووضعت مقاييس جديدة، لا علاقة لها بالعقل، ولا صلة لها بالمنطق، ولا قيمة عندها للحق والعدل





    وقواعد الإنصاف والحكمة، بل تتناقض مع معاني السلام، وجوامع الخير، وكليات المحبة والتآخي والمودة والتسامح والعيش المشترك.

    أثبتت الأحداث أن الجعجعة هي سيدة المقام، وأن الكلام أشد من الحسام، وأن البعبعة سلاح الأهوج، وأن الكذب وسيلة الفاسد وأن التدجيل سبيل المبطلين، وأن من ملك الأبواق يفوز، ومن اشترى الضمائر يكسب، ومن استأجر صناع الكلام يتقدم، ويصبح صاحب حجة ومالك موقف، يملأ الفضاء ضجيجاً، والكون صراخاً، بقعقعةٍ لا يسمع الناس سواها، ولا يصغون لغيرها، رغم أنهم يعلمون أن المتحدث وسيده طبلٌ، لهم صوت، ولكن داخلهم أجوف، فلا عقل ولا ضمير.

    في ظل هذه الخطوب الأليمة، غاب الصدق، وغار العدل، وفقدت المصداقية، وعلا صوت الدهماء، وأحضر السفهاء، وأُقصيَ العقلاء، وأبعد الحكماء، ولم يبق مكانٌ للطيبين البسطاء، ولا للمخلصين الأمناء، ولا للصادقين الأصلاء، عندما تسيد المبطلونوتحكم المتنفذون، فاستدعوا الجوقات، ونادوا النائحات، وشدوا الأوتار، وحموا دفة الطبول، ثم أمسكوا بمكبرات الصوت، وأصبحوا ضيوف الندوات، وأرباب الجلسات، معلقين ومستشارين، ومقدمين ومحاورين، يتشدقون بالكذب، ويزينون الكلام بالافتراء، يؤيدون من شاؤوا، ويصبون جام غضبهم على من عادوا، وغيرهم من الخصوم والأنداد، يصفونهم بما يشاؤون، وكيف يريدون، يلصقون بهم التهم، ويلحقون بهم ما يشين، ويحملونهم ما لم يقولوا، ويحاسبونهم على ما لم يرتكبوا.

    في حمأة الأحداث التي لم تهدأ، وفي ظل الظروف التي تعقدت، ارتفع سعر المتحدثين، وراج سوق باعة الكلام، وتميز المتشدقون، وسما نجم من ملك صوتاً عالياً، وقدرة على التعبير مميزة، ممن يعجب الناس قولهم، ويشهد الله على ما في قلبه من الزيف والفساد، ومن الكذب والضلال، وهو ألذ الخصام.

    إنهم أناسٌ جدفوا مع التيار، وسبحوا حيث يريد الأشرار، وغيروا مواقفهم وفق الحال، وبدلوا كلامهم ليناسب الظرف، ويخدم أرباب المال، وأصحاب الجاه، وقادة العسكر، وضباط الأمن، وغيرهم ممن كان لهم شأن وضاع، ولكنهم يحلمون باستعادة ما فقدوا، وتعويض ما خسروا، وانتهاز الفرصة ليستدركوا بعضاً مما فاتهم، خاصة أن عندهم من الإمكانيات ما يغري، ومن القدرات ما يشتري، فبحثوا عن أصحاب الضمائر الميتة، والقلوب المتحجرة، والنفوس المريضة، ممن يملكون ألسنةً حداداً ذات

    شفرات، وأقلاماً مبريةً تكتب بكل الألوان، تتقلب حسب السوق، وتمشي مع من يدفع أكثر، ولا يهمها الجهة التي تلزم، أو السيد الذي يتعهد، أو الشخص المشمول بالرعاية، والمستفيد من الحملة.

    لا يهم هؤلاء أن تتناقض مواقفهم، أو تتبدل كلماتهم، أو أن تتغير مواقعهم، فأن يكونوا مع ثم ضد أو العكس، فلا بأس عندهم، ولا يوجد ما يعيبهم، إذ هم ليسوا أكثر من آلة، تعمل وتشتغل ما كان فيها وقوداً، وتتعطل وتقف ما فرغ وقودها وانتهى، ووقودهم المال، وقطرانهم هدايا من السيارات ومختلف الأجهزة الإليكترونية والمجوهرات، وزيتهم يتأثر ارتفاعاً وانخفاضاً بتغير أرصدتهم، وارتفاع حصصهم، وأرقام حساباتهم التي يعرفها المشغلون، ويسأل عنها المحتاجون، ويحفظها المتعهدون.

    أما التسعيرة فهي بورصة، تكون أحياناً عادية عندما يتداول أسهمها المستفيدون داخل البلد الواحد، ولكن قيمة أسهمهم ترتفع وتزداد، عندما يدخل البورصة مضاربون دوليون، يملكون قدراتٍ أكثر، ويطمحون في إحداث تغييراتٍ أخرى، ويتطلعون لأن يكون لهم دور وفعل في المراحل القادمة.

    إنهم دجالون وكذابون ومنافقون، يفترون ويتهمون ويشوهون، ويختلقون القصص، ويفبركون الحكايات، ويتهمون الأحياء والأموات، ويفترضون الوقائع والأحداث، ويرسمون السيناريوهات، ويوزعون الأدوار، ويضعون التصورات، التي تخالف الواقع، وتتنافى مع الحقيقة، ثم يدينون الخصوم، ويعقدون لهم المحاكم، ويصدرون في حقهم الأحكام التي يرون، قبل أن ينظر القضاء في قضاياهم، أو يقبل الإتهامات الموجهة إليهم، ثم يطالبون الأمة أن تلتزم بحكمهم، وأن تقبل بتفسيرهم، وأن تردد خلفهم كالجوقة، ذات الإتهامات وكأنها حقائق، ولا يهمهم إن كانت هذه الإتهامات تضر شعباً، وتلحق الأذى بمصالح قطاعٍ كبيرٍ من الأمة.







    وفي المقابل يعجز أصحاب الحق عن بيان حقهم، وتوضيح موقفهم، ورد التهمة عن أنفسهم، فهم لا يحسنون استخدام ذات الأدوات، وتلويث أنفسهم بنفس الطريقة، ولا يقبلون أن يكذبوا ويفتروا، وأن يزوروا ويدعوا، وأن يشوهوا ويظلموا، ولا أن يستعينوا بالخصوم، ولا أن يتعاونوا مع عصاباتٍ متخصصة، ومجموعاتٍ مدربة، فأخلاقهم لا تسمح، ودينهم لا يجيز، وقيم أمتهم لا تقبل، فضلاً عن أن هذه المعركة في الإتجاه الخاطئ، ومع غير العدو المفترض.

    فهل يخطئ أصحاب الحقوق إذا سكتوا على الظلم، وتجرعوا الإهانة، وصبروا على أذى أهلهم وأبناء شعبهم، وتحملوا الإساءات، وصبروا على الإفتراءات، ولم يردوا عليهم بالمثل، حرصاً على وحدة الأمة، وسلامة صفها، وخوفاً من الاختلاف والانقسام، وارتفاع الأصوات المتطرفة، وظهور الدعوات المتشددة، أم لا بد لهم من سفيهٍ يأخذ بحقهم، ويرفع صوته في وجههم، ويعاملهم بنفس أدواتهم، فيرد الصاع بمثله، إذ لا يرد الرطل إلا الرطلين، ولا يفل الحديد إلا حديدٌ مثله، ولا يفحم السفيه إلا سفيهٌ يبزه.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. شؤون فتح مقالات معارضة 30
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:28 AM
  2. شؤون فتح مقالات معارضة 15
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:20 AM
  3. شؤون فتح مقالات معارضة 14
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:19 AM
  4. شؤون فتح مقالات معارضة 13
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:19 AM
  5. شؤون فتح مقالات معارضة 12
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:18 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •