شؤون فتح
مقالات معارضة
(33)
|
في هذا الملف :
- محمد رشيد يكتب لـ ان لايت برس : جائزة اسرائيل !
ان لايت برس/ محمد رشيد
- د.سفيان بقرع جدار الخزَّان
الكرامة برس /داليا العفيفي
- من سيعاقب تجنح سيادة الرئيس !
الكرامة برس/ كرم الثلجي
- جواب قديم عن سؤال جديد
صوت فتح /عدلي صادق
- ماذا يريد الفلسطينيون
صوت فتح /د. مصطفى يوسف اللداوي
- الرئيس: خِطاب ثَباتْ أم وَداعْ
صوت فتح /د. سامي محمد الأخرس
- كي لا يصبح “مبدأ أوباما” ثابتا من “الثوابت الفلسطينية”!
فراس برس / حسن عصفور
- اوباما : عباس شخصية "نادرة" ظل ملتزماً باللاعنف وبالجهود الدبلوماسية والتعاون مع الاسرائيليين
أمد/ حمادة فراعنة
- معك يا سيادة الرئيس ..
امد/ سري القدوة
محمد رشيد يكتب لـ ان لايت برس : جائزة اسرائيل !
ان لايت برس/ محمد رشيد
المشكلة ليست في محمود عباس ، ولا في " بلطجية " محمود عباس ، المشكلة في قيادة حركة فتح بلجنتها المركزية ومجلسها الثوري ، تلك الأطر التي كان ابو عمار بكل جبروته يخشى الوقوف أمامها ، وكان يعد نفسه جيدا قبل ان يدخل اي من اجتماعاتها ، رغم ان ابو عمار رحمه الله كان يدرك مكانته في قلوب وعقول اجيال واجيال من قادة فتح ، الا انه رغم ذلك كان يعتبر مثوله امام الرجال ساعة للحساب والنقد والمراجعة لانهم كانوا رجالا .
ان كان ما شاهدناه على شاشة التلفزيون الفلسطيني صحيحا ، فان فتح تكون قد اجتازت عتبة الأزمة ودخلت مرحلة " المحنة " الحقيقية ، فلم يجرؤ احد منذ 1965 على ان يخاطب قادة فتح كما خاطبهم المهرج محمود عباس في ذلك اليوم المشؤوم ، ومع ذلك وقف الحضور مصفقين لصفاقة وأكاذيب المهرج ، تلك الأكاذيب التي سرعان ما انهارت الواحدة تلو الاخرى .
عباس تعمد توريط بعض قيادات فتح في شهادات ووشايات مخجلة وكاذبة ، لكن من فوت على نفسه الفرصة وظل صامتا داخل تلك الجلسة دون ان يتصدى للتهريج ، لن يستطيع تبرير ما حدث في بضع مكالمات هاتفية او دردشات مع اصدقاء هنا وهناك .
لكن عباس أيضاً ورط فتح كلها وعن سبق اصرار وترصد ، وتعمد إلقاء كل تلك الاتهامات قبل زيارته الى واشنطن ، ولم يكن بذلك يخاطب من هاجمهم طبعا ، بقدر ما كان يهدد من هم امامه داخل القاعة ، ليمزق فتح ويشتتها الى شيع وقبائل يسهل قيادها في المرحلة السياسية القادمة كأداة طيعة لا حول لها ولا قوة .
هل هذه هي فتح ؟
هل أولئك هم ورثة الشهداء ؟
هل هؤلاء من يحملون أمانة الأسرى وعائلات الشهداء ؟
البعض يقول ليس من الحكمة الشخصية التعرض لعباس قبل زيارة واشنطن ، ويزيد هذا البعض ان " شعبنا عاطفي " وان اراد عباس ان يصبح بطلا قوميا ، فيكفيه ان يقول لا ليهودية الدولة ، او ان يقول لا لتمديد المفاوضات .
أنا ارى في ذلك ظلما كبيرا للشعب الفلسطيني ، واستخفافا بعقله وروحه ، فكلمة " لا " لوحدها لن تصنع من عباس او من غيره بطلا ، لان طريق البطولة مسار واداء وتضحيات مختلفة ، بل ان لا شيء يمكن ان يصنع من هذا المخلوق العجيب بطلا مهما طبل وزمر هو وبلطجيته ، لانه من طينة غير طينة الأبطال ، ومن طينة غير طينة الرجال !
فهل ان قال عباس لا لتمديد المفاوضات علينا ان ننسى بانه قتل ابو عمار سياسيا ثم مشى في جنازته ، ثم عاد ليقتله مجددا بمنع اجراء الاختبارات والتحقيقات الجدية في اسرار مقتله لخمس سنوات كاملة، ثم عاد ليقتله ثالثة في خطابه المسموم محاولا تبرئة نفسه و تبرئة اسرائيل !
وهل ان قال لا ليهودية دولة اسرائيل فان علينا ان ننسى كيف مزق فتح و جعل من خيرة شبابها حراسا لأمن اسرائيل والمستوطنين ؟
ام ان علينا ان ننسى تحديه الصريح بخروجه عن الثوابت ، ذلك الخروج الذي شرع كل ذلك الاستيطان الاسرائيلي ؟
او ربما علينا ان ننسى إدامته المتعمدة لأطول واخطر انقسام في تاريخ الشعب الفلسطيني وتدميره المتعمد لصمود اهل قطاع غزة و التامر لفرض أطول حصار عرفته البشرية على قرابة مليوني انسان ؟
او ان ننسى بانه اختلس و " على عينك يا تاجر " اكثر من 500 مليون دولار امريكي من قوت الشعب حتى الان ؟
من يريد ان ينسى كل ذلك فعليه ان يجد أسبابا اكثر قبولا ووجاهة وواقعية من كذبة ووهم " الرئيس الصامد " ، لانه سيصدم كثيرا بعد اسبوع او شهر حين يجد ان المهرج قد مدد المفاوضات بطرق واساليب مختلفة ، او انه عاد ليكرس نظرية " الصمود بلا مقاومة " اي تقبل الواقع بصمت وبحراسة حراب فلسطينية ، واسرائيل لا تريد اكثر من هكذا " رئيس صامد " ولم تحلم اسرائيل يوما بجائزة اكبر من مثل هكذا رئيس !
د.سفيان بقرع جدار الخزَّان
الكرامة برس /داليا العفيفي
قدم عضو المجلس الثوري سفيان أبو زايدة استقالته احتجاجا على رفضه لخطاب الرئيس "محمود عباس" / منتهي الصلاحية أمام المجلس الثوري ، رافضا كل الافتراءات والاتهامات التي زج فيها أسماء قيادات فتحاوية ، فإنه موقف يحترم ويقدر عليه ، وأعتقد أن د.أبو زايدة استوعب الأمر جيدا بعد الصدمة الأولى للخطاب الكارثي فهو يرفض تماما أن يتهم مناضلين شرفاء ورجال أوفياء أو رفاق درب كفاح تشهد لهم زنازين الاحتلال بالقوة وصلابة الإنتماء في مواجهة عنجهية العدو وغطرسة المحتل ، ولم يستوعب بكل الأشكال تخوين المقاتلين الذين لازالوا يرفعون سلاح المقاومة بل أن حتى الشهداء طالهم التشويه
والاعتداء على قدسيتهم في سياق الادعاءات المكذوبة التي وردت على لسان الرئيس وجاءت لاعتبارات يعجز العقل عن التعاطي معها عندما تصدر عن شخص يمثل قمة الهرم في الحركة والمنظمة والسلطة ، لأنها أصلا شكلت ضربة قاصمة لمصداقيته ومساسا قاطعا بهيبة المواقع التي يتبوأها ، وأساءت للشعب الفلسطيني فيما أكثر المتضررين من الخطاب هو حركة فتح ورصيدها النضالي وثقة الجماهير فيها .
فيقول د.أبو زايدة : "حركة فتح التي التحقت بها قبل ثلاثة عقود و نصف ، و بالتحديد في صيف العام 1979 حيث كنت في الثامنة عشر من عمري ليس فقط لقناعتي بانها الطريق الأقصر لتحقيق الاهداف الوطنية المشروعة، و لكنها أيضا لما تبديه من حرص في الحفاظ على كرامة و سمعة و تاريخ أبناءها و أبناء الشعب الفلسطيني و ليس الحركة التي تتهم أبناءها بالعمالة و الخيانة و القتل دون دلائل أو محاكمات عادلة اعتمادا على شائعات كاذبه. حركة فتح التي التحقت في صفوفها طوال عقود تستر حتى على أبناءها الذين يخطئون و تأخذ بيدهم و إن عاقبتهم تعاقبهم بالسر.
هكذا تثقفنا على يد من سبقونا و ثقفنا الأجيال اللاحقة على أنه عندما كان يكتشف عميل و يحكم عليه بالإعدام و ينفذ الحكم يتم إبلاغ أهله على أنه استشهد حفاظا على كرامتهم و الأهم من ذلك لا يتم قطع راتبه لكي لا يجوع أولاده . ما سمعته خلال خطاب الرئيس وصفق له الجميع ليس له علاقة بفتح التي عرفتها و ناضلت تحت رايتها ، التي تشرفت بها و حرصت على أن أشرفها في كل المواقع المتقدمة التي شغلتها و حرصت أن تبقى هذه الراية خفاقه عالية، خاصة في مرحلة الإعتقال التي استمرت اثنى عشر عاما و التي تعتبر فترة الإختبار الحقيقية التي تُجسد أسمى معاني الأخوة و المحبة و التضحية و الرجولة و الوطنية إلى أن تم إطلاق سراحي عام 1993."
بناء على ما تقدم و حفاظا على تاريخي في هذه الحركة التي كتبته بالدم و الألم و قول كلمة الحق التي آمنت بها غير باحثا عن منصب أو موقع ، دون تردد و دون خوف من أحد ، أو إرضاء لأحد ، و لأنني أقف اليوم عاجزا أمام هذا الواقع المرير فإنني قررت مع كل الأسف و الحزن و الألم أولا: الاستقالة من المجلس الثوري لحركة فتح وثانيا: تجميد كافة نشاطاتي التنظيمية و السياسية.
هذا ما قاله الدكتور سفيان في تقديم استقالته ، عندما قرأت سطوره أيقنت تماما أن حركة فتح لا زالت بخير وأن هؤلاء الرجال الذين أفنوا حياتهم مطاردين ومعتقلين ومناضلين ومقاتلين في صفوف الحركة هم نفسهم الذين يرفضون المهزلة العباسية التي أصر أعداء حركة فتح من المتنفذين في دائرة القرار على نشرها أمام أعين الجميع ، وكأنهم أولا يقدمون دليل إدانة مفترضة للرئيس أبو مازن وحركة فتح وتشويه صورة النضال الوطني الفلسطيني ، فيما يرون أنه سيف لإرهاب وقمع كل من يفكر في
التصدي لمخططاتهم والوقوف في وجه مصالحهم وطموحاتهم الشخصية المرتبطة بأجندات خارجية غير خافية على أحد ، بالرغم من ذلك فإن حركة فتح وما تمثل لن تظل أسيرة الارهاب المادي والمعنوي الذي تمارسه عصابة الأشقياء من البطانة الفاسدة ففيها جيش من المناضلين والشرفاء وهم الأغلبية الذين تربوا على الوفاء والقسم الشريف والإخلاص للوطن، إن استقالة أبو زايدة صرخة مدوية في سماء فتح وتعبير احتجاجي راقي ، مع أن المخطط اللاحق حسب المعلومات المتوفرة والمعد مسبقا هو فصل عدد كبير من القيادات والكوادر الفتحاوية من الحركة وهى خطوة مؤجلة حتى إشعار آخر ، وإذا كانت عصابة الإقصاء تعتقد بأن اصدار قرارات وإتخاذ إجراءات إنتقامية بحق المناضلين سوف يمنحها الفرصة المناسبة لتحقيق أهدافها وأطماعها الشخصية فهي مخطئة بل تذهب بسرعة أكبر إلى نهاياتها المؤلمة .
أحمد الله أن هناك من لايزال في وطني يحفظ قسم حركة فتح بصدق على الرغم أني تمنيت أن يقف الكثيرون من أعضاء في المجلس الثوري ويرفعوا صوتهم في وجه المهزلة الخبيثة ويقدمون استقالتهم بشكل جماعي ، فلتبقي السلطة لك أيها الرئيس المغرر بك أو الحاقد على جيشك من الأحرار لحساب الفاسدين والانتهازيين ، لأن فتح باقية في العقول والأفئدة بقدسيتها وعزتها لن تأخذها إلى حيث يريد المرتزقة وتجار الدم سنبقي نحافظ عليها كما تعلمنا ممن سبقونا وحركة فتح لن تنكر أو تتنكر لأحد منا حتى أصغر شبل فيها ، فما تفعله من تدمير لحركة فتح العظمي صاحبة التاريخ والطلقة الأولي لأجل بقاءك على السلطة شيء معيب يرقى لمستوى الجريمة التاريخية ، فلتكن هذه المرحلة لك ياعباس ولتأتي لهذا الشعب الصامد بما تريده
من خيبات أمل وتشرذم إضافي ، أهنئك كثيرا على ما فعلته فقد أنجزت في تدمير هذه الحركة العظيمة واستطعت فعل ما لم يستطيع غيرك فعله فعلا شيء يحسب عليك ولكن أنت والجميع يعلم في أي موقع سيحسب لك التاريخ هذه المواقف الكارثية .
لسنا ممن يخون العهد والوفاء لدماء الشهداء وينكرون سنوات نضال الأبطال ويديرون ظهروهم لأي قضية ويتخلون عن أقرب الناس لهم .
من سيعاقب تجنح سيادة الرئيس !
الكرامة برس/ كرم الثلجي
مصطلح جديد يطفو على السطح في حركة فتح وهو لا يقل أهمية وخطورة عن مصطلح الطابور الخامس الذي يشكل خطراً حقيقياً أثناء دخول أي دولة حرباً مع دولة أخرى أو حدوث أزمات سياسية كثورات الربيع العربي، ولكن شتان ما بين هذا وذاك، حيث لم نشهد طابوراً خامساً بعد في مجتمعنا الفلسطيني، ولكن مصطلح المتجنحون كان راكداً وبرز فجأة بعد شدة الخلافات التي نشبت بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وعضو اللجنة المركزية محمد دحلان ، لتمتد آثارها إلى القاعدة الجماهيرية لحركة فتح لتصبح بين متجنح وشرعي في الحركة ، فمن يؤيد الشرعية للرئيس عباس يسلم من تلك التهمة وأما من يتجنح فيتم قطع راتبه ومعاقبته بالفصل التام من الحركة.
إذن هو الخطر القادم لحركة فتح والإنقسام الجديد الذي أراده الرئيس بحكم السلطة والهيمنة والقوة ، بأن يفرض واقعاً جديداً بدأ ينخر في جسم الحركة المترهل، وجعل منابر وسائل الإعلام هي وسيلة لإصدار القرارات المتجنحة التي زادت الوهن وهناً، وعمقت الخلافات خلافاً، وفتحت ملفات جديدة قد لا يحمد عقباها ، استخدم عباس في خطابه الأخير وسائل الإعلام لتكن ساحة مواجهة بديلة عن مؤسسات الحركة ونظامها الداخلي في معاقبة أي فرد في حركة فتح ، فهل نسي ما كان معهودا داخل الحركة سابقاً أم أن شدة الضغط وكبر السن أفقده البوصلة كرئيس وليس كخصم يحتكم فيه للمحاكم الفلسطينية؟!
سيادة الرئيس إن التجنح ليس يختص بأفراد في حركة فتح وحسب، بل هو مصطلح يشمل كل ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انقسام وضياع للحقوق والثوابت بشكل ممنهج، فالتجنح هو من ساهم بإنقسام الشعب الفلسطيني بين حركة فتح وحماس بمساعدة امريكية إسرائيلية ممزوجة ببعض الوجوه العفنة الفلسطينية التي مارست التجنح قبيل امتلاك صلاحياتك كرئيس للوزراء من الشهيد الراحل أبو عمار.
تجنحت سيادة الرئيس وألقيت التجنح على غيرك من أبناء شعبك ، حتى أفقدت هيبتك كرئيس له، تركت غزة وحيدة وحاربتها عن بعد وتأملت لها الخير ، زعزعت بتجنحك كل قيادات حركة فتح والشخصيات الوطنية في الضفة الغربية وشهدت سياستك العرجاء كل ما هو غير مألوف بتسليط السيف على الأعناق بقطع الرواتب، فاوضت الإحتلال ومازالت و فريقك المفاوض تبحث عن أمل للشعب في خطة كيري والشعب خلف شرعيتك وليس خلف تجنحك ، سيادة الرئيس إذا كنت ملكت القرار ومارست التجنح ضد حركة فتح والشعب الفلسطيني وفصلت العديد ممن اتهموا بالتجنح من حركة فتح ، وقطعت رواتب الموظفين المتهمين بالتجنح .... السؤال المهم من سيفصلك سيادة الرئيس بتهمة التجنح ومن سيقطع راتبك ؟! هل أمنت حياتك بقانون الشرعية ضد التجنح أم ستشهد حركة فتح صموداً وستمتلك قراراً أحادي الجانب لتستمر حركة فتح بشعبها الفلسطيني بعنفوانها وشبابها لتحرير ما تم فقده من تجنحاتك؟!!
جواب قديم عن سؤال جديد
صوت فتح /عدلي صادق
تتنوع الشكوى الفتحاوية وتتسع، ويتسرب الى القاعدة، إن لم يكن قد غمرها؛ إحساس بلا جدوى الأطر القيادية، في ذات الوقت الذي ما زالت فيه هذه الحركة الرائدة قوية وكبيرة في المجتمع، وشبيهة الناس وحاملة أمنياتهم وهمومهم، وقيثارتهم!
فلماذا توصف الأطر القيادية باللا فاعلية، بينما الحركة نفسها ما زالت ـ من حيث هي وجهة وفكرة وتراث وطني وكفاحي ـ تحظى بثقة المجتمع الفلسطيني؟ وما الذي يتعين على هذه الأطر أن تفعله، لكي ترقى الى سوية هذه الثقة الغالية من قواعد الحركة ومن الناس؟
الجواب عن هذا السؤال، أن لا شيء تفعله الأطر القيادية أكثر مما فعلت. فقد ناقشت كل شيء وتعرضت لكل مكامن الضعف والخلل في بنية السلطة، وطرح أعضاء هذه الأطر آراءهم في شتى جوانب الشأن العام، من حيث هي تفصيلات. لكن تحول هذه الآراء الى اجراءات نافذة، لم يكن وارداً. هنا، يمكن بمنطق التحليل أن نجزم، أن مداولات "المجلس الثوري" للحركة، ظلت تراوح خارج مربع السياسة بشقيها إدارة حياة المجتمع، وإدارة الصراع الذي نواجه فيه تحديات سياسية وأمنية يومية.
الرئيس عباس، طرح على "المجلس الثوري" سؤالاً طلب المشاركة في الإجابة عنه: ماذا نفعل في حال أصرت "حماس" على التهرب من استحقاقات المصالحة؟
في الحقيقة كنا أجبنا مبكراً عن هذا السؤال، على قاعدة إدراك مبكر أيضاً، أن "حماس" لن تصالح ولن تشارك وأنها سعيدة بالهيمنة على غزة، وكانت ترى في هيمنتها، مشروعاً لقيام الجغرافيا السياسية الأولى على الخارطة لجماعة "الإخوان" الممتدة في الإقليم. قلنا في جوابنا، إن النظام السياسي الفلسطيني، الذي حاول احتواء "حماس" فوجئ بانقلابها عليه. وكان الانقلاب الدامي سهلاً على المستويين النظري والعملي. فعلى المستوى النظري، دخلت "حماس" الى نظام السلطة السياسي، دون أي اشتراط عليها، بأن تلتزم بالمحددات التي قام عليها هذا النظام أصلاً. ولم يخطر ببال أحد، أن يناقشها في شيء. كل ما خَطَر على البال، هو أن تقبل الدخول، وأن تشارك في الانتخابات التي رفضتها سابقاً وأفتت بحُرمتها شرعياً. وغاب الافتراض بأن السباق الانتخابي الذي يمكّن القوى الفائزة من أخذ الدور الأهم في الحكومة؛ تراه "حماس" سباقاً على الاستحواذ على النظام السياسي كله. وشتان بين الفوز بحكومة والاستحواذ على النظام السياسي للمجتمع، أو على الدول مثلما هو الحال في الأقطار المستقلة!
ما كان ينبغي عمله، في اليوم التالي للانقلاب، هو استعادة النظام السياسي الذي تمردت عليه "حماس" في غزة. وكان لدينا رئيس منتخب حديثاً، ويحظى بشرعية دستورية، وبمقدوره إصدار مرسوم بتعديل قانون الانتخابات لكي تُجرى انتخابات أخرى عامة، خلال شهرين، بالطريقة النسبية، فتشارك غزة في قوائم القوى الوطنية بالترشيح ولا تشارك في التصويت بسبب منعها
من قبل ميليشيا "حماس". عندئذٍ تتوافر لنا سلطة الرقابة والتشريع، وتكون "فتح" مؤثرة وحاضرة في قلب السياسة، تستمع الى بيان الحكومة وتجيزه أو ترفضه، وتحسم مسألة التشكيل فتعتمد الوزارة أو تطالب بتغييرات قبل اعتمادها. هنا يصبح للأطر تأثيرها، وتعود "فتح" الى قلب السياستين الداخلية والخارجية. إن ما جرى، شطب الدور الفتحاوي الحاسم على هذا الصعيد، وأعطيت الصلاحيات لحكومة تسيير أعمال لا مرجعية تشريعية لها ولا رقابة عليها. وبهذا الحال غابت السياسة عن المشهد، في الضفة وغزة، وحلّت الإدارة التي أظهرت ارتجالاً وتركيزاً على الشؤون المالية والوظيفية التي جرى تسييرها بارتجال أفدح. وبالمحصلة، تكون "حماس" لم تُجهز على النظام السياسي الوطني في غزة وحسب، وإنما أجهزت عليه في الضفة أيضاً.
وحتى عندما خضنا في مقاربات ما يُسمى بـ "المصالحة" كنا في المضمون كمن يدعو "حماس" الى المشاركة المتكافئة معنافي صياغة النظام السياسي من جديد، وهذا ما أكدت عليه عدة بنود من اتفاقيات معلقة، لإنهاء ما سماه الناطقون انقساماً!
لو أننا بدأنا في اليوم التالي لانقلاب "حماس" بإعادة بناء النظام السياسي، لما وجدنا أنفسنا اليوم، معرضين لمكافئة الانقلاب بإعطائه حقاً في صياغة النظام السياسي. كنا سنصبح نظاماً ناجزاً، له تجربته ومحدداته ومنظومته القضائية وعلاقاته الدولية، ويكون هذا النظام أيضاً قد أعلى من شأن الوثيقة الدستورية وبات جاهزاً لطرح اشتراطاته على الطرف الراغب في تسوية أموره، بعد أن بات معزولاً وعَزَل غزة معه، على أن يدخل اليه وفق الشروط السياسية والأمنية، ووفق العناصر الرئيسة التي لا تقوم الكيانات ولا الدول بدونها!
ماذا يريد الفلسطينيون
صوت فتح /د. مصطفى يوسف اللداوي
سؤالٌ منطقي وطبيعي يطرحه العرب وغير العرب على الشعب الفلسطيني، فقد احتاروا في خضم الأيدولوجيات الفلسطينية، المبعثرة بين القوى والفصائل الفلسطينية المختلفة، وولاءاتها السياسية المتعددة، وتحالفاتها الدولية المتعارضة، وتوالدها المضاعف، وانقساماتها المتعددة، في معرفة ما الذي يريده الفلسطينيون، وما هي أهدافهم المتفق عليها، وما هي الاستراتيجية التي يعتمدونها، وما هي الغاية التي يتطلعون للوصول إليها.
فقد أعيا المحبين للقضية الفلسطينية اختلافُ أهلها، وتنابذُ فصائلها، واحترابُ قواها، وانقسامُ شعبها، وتمزقُ أرضها، وتشتتُ أفكارها، وتعددُ سياساتها، والتعثرُ الذي ساد بين قيادتها، والاضطرابُ الذي عم علاقاتهم، وسيطر على تصرفاتهم.
فلم يعودوا يعرفون أيهم على الحق، وعلى الطريق السوي السليم، ويعملون بصدقٍ وإخلاص، ويحرصون على السرية والنجاح، ولا تهمهم المظاهر والإدعاءات، ويضعون أرواحهم على أكفهم، وعيونهم على الوطن وأهله، يضحون في سبيله، ولا يتأخرون عن الفداء من أجله، ويقدمون مصلحة وطنهم على أي مصلحةٍ أخرى، ولا يوظفونها لخدمة آخرين، لتوظيفها لأغراضهم، واستثمارها لمصالحهم، والاستفادة منها في تحقيق أهدافهم.
إنه سؤال مشروع، لا يطرحه المحبون لفلسطين فقط، إنما يطرحه قطاعٌ كبيرٌ من الشعب الفلسطيني، الذين باتوا لا يعرفون سياسة تنظيماتهم، ولا استراتيجية فصائلهم، ولا يستطيعون تحديد ما الذي يريدون، وماذا يرفضون، ولهم في ذلك كل الحق، إذ إنهم لا يطرحون سؤالاً سفسطائياً، ولا يتساءلون بقصد الجدال البيزنطي، وإنما يهمهم معرفة الاستراتيجية العامة لقيادتهم، ليتمكنوا من العمل وفق السياق، وتوظيف الطاقات ضمن ذات الإستراتيجية، لئلا تتعارض الطاقات، وتبوء الجهود بالفشل.
كما أن الشعوب العربية والإسلامية التي تتطلع لأن تساعد الشعب الفلسطيني، وتخدمه فيما يحب، وإلى ما يتطلع، باتوا حيارى تائهين، لا يعرفون لمن يقدمون الدعم والإسناد، ومن يؤيدون ومن يعارضون، هل يؤيدون الفصائل التي تطلق على نفسها فصائل المقاومة، أو معسكر الممانعة، أم يوجهون الدعم إلى السلطة الفلسطينية والفصائل التي تدور في فلكها، وتؤمن بأهدافها، وتساندها في مواقفها، وتؤيدها في خياراتها السياسية، خاصةً أن بعض الحكومات العربية تسير بهذا الإتجاه، وتشجع مواطنيها للإيمان بخيارات دولهم الرسمية، وتأييد ودعم الجهات التي تسميها لهم، ويسلط الضوء عليها إعلامهم الرسمي.
هل يريد الفلسطينيون استعادة أرضهم كلها، من البحر غرباً إلى النهر شرقاً، ومن رأس الناقورة شمالاً إلى رفح جنوباً، فلا يفرطون في شبرٍ منها، ولا يتنازلون لأحدٍ عن أي جزءٍ منها، على أن يعود اللاجئون إلى ديارهم ومدنهم وقراهم، فلا يقبلون عن وطنهم بديلاً، ولا عنه تعويضاً، ولا يتنازلون عن حقهم في العودة إليه تحت أي سبب، أو استجابةً لأي ضغط.
وأنهم يريدون أن يقيموا دولتهم الفلسطينية ذات السيادة الكاملة، بعلمٍ وجيشٍ وعلاقاتٍ خارجية، على كامل التراب الوطني الفلسطيني، بعاصمتها القدس الموحدة، بشطريها الشرقي والغربي، وبمقدساتها الإسلامية والمسيحية، فلا يشاركهم فيها أحد، ولا يقاسمهم السيادة عليها دولٌ أو منظمات.
أم أن الفلسطينيين يقبلون بحل الدولتين، دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، فقط على حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967، على أن تكون القدس الشرقية عاصمة الدولة الفلسطينية الجديدة، دون تنازلٍ عن قطعة أرضٍ منها، أو قبولٍ بأي عملية لتبادل الأراضي لإبقاء بعض المستوطنات، أو للحفاظ على بعض المناطق الإستراتيجية بيد الجيش الإسرائيلي، أو لإجراء تغيير ديمغرافي يخدم أهدافهم، وينقي كيانهم.
أم أن الفلسطينيين يقبلون بدولةٍ فلسطينية على حدود الرابع من حزيران، مع إمكانية إجراء تبادلٍ محدودٍ في الأراضي، بنفس القيمة والقدر، لتبقى المساحة نفسها، على أن يحتفظوا بالمساحات الأقل والأكثر كثافة سكانية، مع إمكانية القبول بجزءٍ من القدس عاصمة، أو قبولٍ ببلدة "أبو ديس" لتكون هي العاصمة، مع تسهيلاتٍ وضماناتٍ إسرائيلية وأمريكية بحرية العبادة في المسجد الأقصى، والدخول إلى المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدس.
أم أنهم ينادون بدولةٍ ثنائية القومية، يعيش فيها الفلسطينيون والإسرائيليون، ضمن دولةٍ واحدة، على الأرض التاريخية للشعب الفلسطيني، مع تنفيذ محدود في حق العودة إلى فلسطين، بما لا يجعل أكثرية لفريقٍ على حساب آخر.
وهل يريد الفلسطينيون المضي في خيار المقاومة العسكرية وحدها، طريقاً وسبيلاً لتحرير فلسطين، أم أنهم يؤمنون إلى جانبها بكل أشكال المقاومة الشعبية الأخرى، السلمية والمدنية.
أم أنهم يؤمنون فقط بالحوار والمفاوضات سبيلاً للوصول إلى الغايات والأهداف، وأي محاولة للمقاومة المسلحة فإنها مرفوضة، وهي عبثية تضر ولا تنفع، وتسيئ ولا تخدم، ولهذا ينبغي مقاومة كل أشكال المقاومة المسلحة، واعتقال كل من يمارسها أو يعتمدها، كونه يضر بالمصالح الوطنية، ويعرض أمن القضية للخطر.
ربما يقول قائل أن حدة الانقسامات ودرجة التباين السياسي واضحة وكبيرة لدى القوى والفصائل الفلسطينية، التي تؤمن بأهدافٍ متعارضة، وتنادي باستراتيجياتٍ متناقضة، أما الشعب فهو في أغلبه موحد الموقف، ويعرف ماذا يريد، وإلام يقاتل، وإلى أين يتطلع، فلا تناقض عنده، ولا ازدواجية في الرؤية لديه.
لكنني أعتقد أن الشعب الفلسطيني نفسه حائر وتائه، وضائع ومنقسم، ولا يملك رؤية موحدة، ولا برنامجاً واحداً، بل إن التباين قد أصابه، والاختلاف قد لحق به كقيادته، حتى أضحى امتداداً للفصائل، وانعكاساً لمواقفها وآرائها، يحمل المتناقضات، ويؤمن بالاختلافات.
الحيرة كبيرة، وهي حيرةٌ حقيقية، فقد أضاع الفلسطينيون بوصلتهم، وتاهوا في طريقهم، واتبعوا مرشدين غير مخلصين، ينقصهم الصدق، وتعوزهم الصراحة والوضوح، وآخرين متهالكين ضعفاء، قد دب فيهم اليأس، وأصابهم التعب والإرهاق، فلم تعد لديهم القدرة على الصمود، أو الجلد على المقاومة، فأرهقوا شعوبهم، وأضلوا أهلهم، مرةً عندما أخذوا القضية إلى مساراتٍ سيئة، ومرة عندما خدعوا شعبهم وأضلوه، ولم يخبروه بحقيقة مواقفهم، وأصل استراتيجيتهم.
الرئيس: خِطاب ثَباتْ أم وَداعْ
صوت فتح /د. سامي محمد الأخرس
انتظرت عدة أيام قبل أن أستل قلمي وأكتب ما قرأته من خطاب الرئيس محمود عباس أمام المجلس الثوري لحركة فتح، هذا الانتظار لَم يكن لغموض في القراءة، وإنما لاستنباط المزاج العام للجماهير الفلسطينية بكل ألوانها السياسية، والشعبية. إضافة إلى استرجاع لحالتنا الفلسطينية، خاصة الحالة الّتي عاد بها الشهيد ياسر عرفات محمولًا على الأكتاف كجثمان من كامب ديفيد،
عندما قال (لا) في حضرة بيل كلينتون، والتغيير الواضح الذي بدأ ياسر عرفات من خلاله انتزاع وداعه متمسكًا بشعار كان يَصدح به كلّما إلتقى فئة من جماهير شعبنا، وصدى كلماته وهتافه الذي عنونه بـِ " على القدس رايحين شهداء بالملايين"، هذا الهتاف لَم يفهمه في حينه الكثير، رغم أنه كان جلي وواضح بعد الهجمة الأمريكية – الصهيونية على الراحل ياسر عرفات، والّتي كان معظمها يستند إلى أنه لّم يعد الشريك الشرعي أو المهم أو الصالح في عملية السلام المدعاة، أيّ انتهت صلاحيته بالنسبة لهم، لأنه قال: (لا)، وهي الكلمة الّتي جددت صلاحية الرئيس عرفات وجعلته في مكانة خاصة لدى الشعب الفلسطيني بكل تياراته، وأطيافه، وألوانه.
هذه الصورة الماثلة اليوم قرأتها في الجزء الأوّل من خطاب الرئيس محمود عباس الذي شرح فيه الحالة الوطنية الفلسطينية، وما تتعرض له من ضغوط وتهديدات عبر شخصه كرئيس، وهو الذي عبر عنها بالقول:"بلغت من العمر 79 عامًا"، أيّ أنّها أشبه بكلمات أو خطبة وداع، بين ثناياها وعبر كلماتها الكثير ممّا يُقرأ، ويُكتب، فهي دلالة أو إيحاء على أنه لن يتنازل في هذا العمر عن الثوابت الوطنية الّتي يحاول الأمريكيّين ابتزازها منه، تحت ضغط الحالة الفلسطينية المشرذمة داخليًا سواء عبر انقسام وطني عام، وانقسام حزبي خاص، وكلاهما كحدِ السيف في ظهر الحالة الوطنية بل وفي قلبها، وصميم ثوابتها.
الخطاب انقسم إلى جزئين؛ الجزء الأوّل وهو الذي أسلط عليه الضوء أكثر لأنه الأهم بالنسبة لي ولجماهير شعبنا، وبه من القول الكثير، وهو توصيف للحالة الوطنية الحالية، والّتي ختمها الرئيس بالطلب من الاتحادات والنقابات الصبر والتحمل خلال الأشهر القادمة، أيّ بما معناه استدراك وإدراك الرئيس للثمن، وللوسائل والأدوات الّتي سيتعرض لها في واشنطن، وهو الثمن المالي الذي يعتبر رأس الحربة لممارسة الضغط، وكذلك الأداة الوحيدة الكفيلة بانهيار السلطة الوطنية الّتي لا موارد لها سوى أموال وهبات الدول الأوربية المانحة، في ظلّ ارتهان الدعم والموقف العربي النفطي بمواقف الغرب في معظم الحالات، ومصالحها، والّتي أصبحت تُقدم أموالها ومساندتها للقضية الفلسطينية وفق الدور المنوط بها، ووفق مصالحها وأجندتها بعدما تلاشت واندثرت فكرة وشعار " تعزيز الصمود الفلسطيني"، وتحول الشعار لاستثمار القضية الفلسطينية. أما الشق الثّاني من الخطاب فهو وإن ارتأى البعض أنه حزبي ومعزول عن الشق الأوّل، فإنه لَم يستطع قراءة الحالة والخطاب بجوهره المكتمل، بل قرأ قشوره، فالكل هنا متكامل ومكمل لبعضه البعض، ومتتابع، وكل فقرة أو جزء أو كلمة من الخطاب تتبع ما سبقها، وتبنى على ما سبقها، كسلسلة متشابكة ببعضها البعض، لا يمكن فرط حلقاتها كل حلقة لوحدها.
ما يهمني هنا الجزء الأوّل أو الجزء العام من الخطاب وهو اعلان الرئيس صراحة وعلانية، إنه لن يتخلى عن الثوابت الوطنية، وهذه العبارة لا يختلف عليها اثنان من أبناء شعبنا الفلسطيني سواء اتفق أم اختلف مع الرئيس محمود عباس، لأنّها هي جوهر وصميم ومحور مواقفنا العامة من سياسة ايّ حزب أو فصيل أو قائد، فكيف إن كان موقف الرئيس؟ فإنّها تعبر عن استدراك فعلي للمزاج الجماهيري الفلسطيني الذي لَم يَعد لديه أيّ استعدادية بعد 20 عام من المفاوضات والاستجداء التخلي عن ثوابته الوطنية، المحددة سلفًا، ودون داعي لذكرها، وهي الثوابت الّتي لا زال الدم الفلسطيني يروي الأرض من أجلها.
أَدرك الرئيس الفلسطيني عمق الأزمة، ومحيطها العام، وبيئتها الخاصة، الّتي تتشابه مع المحيط والبيئة الخاصة الّتي ذهبت خلالها م. ت. ف والرئيس الراحل ياسر عرفات صوب أوسلو، فكانت النتائج من أسوأ مراحل قضيتنا الوطنية، لذلك فإن الخطاب كان واضح وجلي واصطف خلفه معظم أبناء شعبنا الفلسطيني خاصة الجانب المتعلق بالثوابت، وهو خطاب استوحى مواقفه من عدة أمور، أهمها:
أولًا: ما يتعرض له الرئيس محمود عباس من ضغوطات أمريكية – صهيونية.
ثانيًا: ما يتعرض له الرئيس من ضغوطات داخلية أيّ انقسام وطني بين شطري الوطن.
ثالثًا: ما يتعرض له الرئيس من ضغوطات حزبية والحالة الفتحاوية المنقسمة.
رابعًا: ما يتعرض له الرئيس من ضغوطات عربية وخاصة مصر والإمارات.
خامسًا: الحالة الجماهيرية والشعبية الفلسطينية والمزاج السياسي المأزوم.
سادسًا: الأوضاع العربية عامة، وأوضاع المنطقة غير المستقرة.
سابعًا: التهديدات الّتي زادت حدتها ضد الرئيس من الكيان الصهيوني في الفترة الأخيرة، والتلويح له بأن مصيره مثل مصير الراحل عرفات.
الرئيس إلى أين؟
جاء خطاب الرئيس كوثيقة لا يمكن تحريفها أو نفيها أو التلاعب في تفسيرها، بما إنّها كانت ضمن خطاب تاريخي مباشر وأمام هيئة تشريعية حزبية، ومنقول صوت صورة، وهناك دلالة معينة حملها الرئيس قبل إلقاء خطابه عبّرت عن رسائل عديدة؛ أهمها:
• لشعبنا الفلسطيني، حيث أكد من خلالها بشكل تطمينات مباشرة وحاسمة، إنه لن يختم حياته بالتنازل عن الحق والثوابت الوطنية، ولن يسمح للتاريخ أن يكتب هذه السوءة في صفحته، خاصة وأن خلفه لَم يفعلها.
• للولايات المتحدة الأمريكية وللكيان الصهيوني، بأن أيّ محاولات لابتزازه وطنيًا قد حسمت واصبحت في عداد الخيال، وأنه لن يذهب للتنازل، بل سيذهب للتفاوض ضمن حدود وثوابت معينة.
• استبق الرئيس رسائل التهديد بالمس بحياته الشخصية، بأنه قدم شهادة ميلاده الوطنية قبل كتابة شهادة وفاته التنازلية، وأن المس بحياته لَم يَعُد محل تفكير أو سلاح ضده.
• لحركة حماس، بأنّها جزء من الضغوطات الّتي تمارس ضده، وضد الحالة الوطنية، وعليه حملها مسؤولية كبيرة وخطيرة أمام جماهير شعبنا، ووضعها في خانة الحركة الّتي لا تعنى بالمصالحة الوطنية أو الحالة الوطنية، واستكفائها بغزة كمشروع تصبو له، وجزء من المشروع العام المخطط للقضية الفلسطينية.
• لتيارات داخل حركة فتح، حيث حسم الحالة الجدلية، وحالة الشد والجذب معها، من خلال فتح أبواب المعركة على مصراعيها، وإغلاق منافذ الهجوم للطرف الآخر، وصبغ معركته معها بمعركة وطنية عامة.
• للدول العربية الّتي تحاول الضغط عليه، بأن هذا آخر ما في جعبته، وعليه فلا يمكن الرضوخ للضغوطات المُمارسة عليه بكل الأشكال السياسية والمالية.
ما هو المطلوب؟
المطلوب أمام هذا الخطاب، وهذا الموقف من الرئيس محمود عباس، أولًا: جماهيريًا، لا بد وأن تدعم جماهير شعبنا الفلسطيني موقف الرئيس، وتعزز صموده وثباته، وتمسكه بالثوابت بكل وسائل التعزيز والدعم، وبكل الأدوات، وبكل تياراتها وألوانها. ثانيًا: الفصائل، هذا هو الاختبار الحقيقي للفصائل الفلسطينية الوطنية والإسلامية الّتي تطالب دومًا بالتمسك بالثوابت والثبات عليها، أن تعزز خطوات الرئيس وموقفه، بالفعل والعمل وليس بالقول فقط. ثالثًا: عربيًا، بما أن الشعوب العربية لَم تَعُد قضية فلسطين أولوية على رأس اهتماماتها حاليًا في ظلّ حالة الفوضى الّتي تعيشها الشعوب العربية، يتوجب على الجاليات الفلسطينية في الدول العربية والغربية استنهاض عزيمة هذه الشعوب وإعادة روح المثابرة لها مع القضية الفلسطينية. رابعًا: إعلاميًا، لابد وأن يعزز الإعلام الفلسطيني حالة الثبات، وخطوة الرئيس في مواجهة الضغوطات الأمريكية – الصهيونية، واضطلاع الإعلام الفلسطيني بمهامه الوطنية، في معركة هي معركة المصير الفلسطيني. خامسًا: المثقفين الفلسطينيّين، هنا يقف المثقف الفلسطيني أمام دوره التاريخي والوطني من خلال تنوير وتثوير الروح الوطنية لدى جماهير شعبنا العربي عامة،
والشعب الفلسطيني خاصة حوّل أهمية وحتمية وضرورة تعزيز الموقف الثابت للرئيس محمود عباس من منطلق خطورة أيّ تجليات أخرى.
كي لا يصبح “مبدأ أوباما” ثابتا من “الثوابت الفلسطينية”!
فراس برس / حسن عصفور
مع اقتراب الرئيس محمود عباس الدخول من عتبة "البيت الأبيض" للقاء منتظر مع الرئيس الأميركي، بعد ان سبقه رئيس دولة الكيان الاحتلالي نتنياهو، اخذت التقديرات السياسية منحى خطير بحيث بدأت تشير الى إمكانية قبول الرئيس عباس بتمديد المفاوضات، مقابل "حزمة ترضيات" بعضها قد يكون واضحا وبعضها سيكون غامضا غموض كل مقترح أميركي، قد يشكل حرجا سياسيا لدولة الكيان الاحتلالي، وكي لا نبدأ في لعبة التفسيرات المبكرة لـ"غامض سياسي" يمكن الانتظار والتحلي بالصبر، عله يكون مفتاج الفرج لاسقاط المشروع الأخطر على القضية الفلسطينية، صبر عمره ساعات لا اكثر، وبعدها يصبح كل شيء بيًن ومتاح، حتى لو لجأ فريق التفاوض الخاص على ممارسة "التقية السياسية" على الطريقة "الفارسية"، فاعلام حكومة نتنياهو وبعض الاعلام الأميركي سيتبرع بكشف اي صفقة سرية غير معلنة..لذا الأشرف لهذا الفريق من الآن ان يتم اعلان "الحقيقة" التي سيتم الاتفاق، الحقيقة وليس أكاذيب كتلك التي اوردها خطاب العار والادانة..
ولأن المسألة تتعلق بمصير قضية وطنية، فلا بد من اعادة التوقف أمام ما تقدم به الرئيس الأميركي نهاية العام المنصرم في خطاب امام معهد أميركي بأن "هناك تقدم يسمح بالتوصل الى اتفاقية اطار للسلام بين اسرائيل والفلسطينيين، يقود الى "حل الدولتين"، لكنه قد يبدأ بالضفة الغربية ويتم تأجيله في قطاع غزة، وعندما يرى ابناء القطاع "الإزدهار الناشيء" في "دولة بعض الضفة" سيثورون ليلتحقوا به"..
أي أن "مبدأ اوباما" الجديد يعيد تفسير وصياغة "وعد بوش" لـ"حل الدولتين" بدلا من ان تكون دولة فلسطينية "قابلة للحياة" - كما يحب فريق تفاوض عباس الترداد – في الضفة الغربية وقطاع غزة، تصبح "دولة فلسطينية مزدهرة في بعض الضفة الغربية"..الى أن يثور أهل قطاع غزة بعد أن يروا "الانتعاش العظيم للنهضة الكبرى لـ"دولة أوباما" ..هذا هو ملخص بسيط جدا لـ"مبدأ أوباما" للحل السياسي، ومنذ ذلك الحين وحتى اقتراب ان تطئ اقدام الرئيس عباس وفريقه التفاوضي عتبة البيت الأبيض، لم نسمع أي منهم يعلن رفضه الصريح لـ"مبدأ أوباما" مكتفين بترداد الكلام العام عن دولة فلسطينية بحدود عام 1967، وقد يجد بعضهم أن ذلك القول لا يعني بالضروة أن تقوم الدولة مرة واحدة في الضفة والقطاع..
ولكي لا تأخذ الريبة مكانها السياسي، مطلوب من عباس وفريقه أن يعلنوا موقفا رافضا صريحا لمبدأ اوباما وبالاسم، ليخرج اي من وفد التفاوض الموجود هناك ليعلن بلغة لا تقبل التأويل، ان الرئيس محمود عباس يرفض رفضا قاطعا ما تحدث عنه اوباما بأن الدولة ستقوم في بعض الضفة الغربية، وأن الرئيس يتعهد بانه "لن يسمح" للرئيس الأميركي بالحديث في مثل العرض المعيب..
ولا نعتقد أن مطلبا كهذا المطلب يشكل "تشددا أو تطرفا" او يعتبره الفريق المفاوض أنه "احراج سياسي" للرئيس عباس وهو موجود في واشنطن، ويستبدلوه بعباراتهم الشهيرة جدا، بعد اللقاء قلنا كذا وكذا، لنكتشف بعد زمن أنهم لم يقولوا لا كذا ولا كذا..ومحضر كيري مع وزراء الخارجية العرب في باريس، وكشفه الصفقة المخجلة – المعيبة والرخيصة من أجل العودة التفاوضية..عندما أعلن للعرب أن عباس لم يشترط وقف النشاط الاستيطاني للعودة التفاوضية، بل لم يطلب سوى اطلاق سراح دفعة من الأسرى مقابل تجميد كل الفعاليات الفلسطينية نحو الأمم المتحدة..لذا لا نريد أن نلدغ مرتين، وعليه إن لم يعلن الفريق التفاوضي موقفا قبل اللقاء لرفض "مبدأ أوباما" تكون الريبة السياسية بقبوله حاضرة، خاصة وأن المؤشرات كلها تشير لمنحى "تمديد المفاوضات"..ولو حدث ذلك، ووافق عباس وفريقه الخاص بالتمديد، لن تنفع عندها كل مسيرات "الحشد
المدفوع الثمن"، رغم ضيق اليد اذا ما طلب حشدا للقدس أو ضد المستوطنين، لتغطية الفضيحة وعندها يصبح الكلام المثار أن الهدف الرئيسي مما جاء في خطاب عباس الفضيحة، امام المجلس الثوري، وتركيزه على شخصيات من قطاع غزة دون سواها وسرد من الاتهامات "التي جميعها" كذب صاف 100%، كانت ترمي لبث الفتنة بين قوى وأطراف وعائلات غزية قد تحدث فوضى أو نزاع ينتج أضطرابات تساعد في تمرير الصفقة الأخطر المستندة الى "مبدأ اوباما" الداعي لدولة في بعض الضفة وتأجيل قطاع غزة..
وكي لا يصبح الشك حقيقة ليقطع عباس وفريقه الخاص، ذلك بالقول بالرفض الصريح لـ"مبدأ اوباما"..ولا نظن ان ذلك بكثير على رئيس تعهد وأقسم بأغلظ الإيمان أنه "لن يخون" وانه متمسك بـ"الثوابت"، والتي قد يضاف لها "مبدأ اوباما" اذا لم يتم رفضه صراحة وعلانية وبالإسم..مش هيك يا صائب !
ملاحظة: مهنية الاعلام الصادق أن يقوم بنشر اي رد او توضيح حتى لو اختلف معه..موقف الاعلام الرسمي الفلسطيني أكد انه ليس اعلاما بل وسائل نقل أخبار لشخص وما يقرر ان ينشر..مبروك هيك انتصارات "وهمية"!
تنويه خاص: هل سيتحدث السيد عزام الأحمد عن استخدامه كـ"شاهد اثبات" لتهم عباس "الخرافية"..ام يكتفي بالقول لهذا وذاك لم اقل لم ار..شهاد الزور هي كالزور ذاته..عقوبتها واحدة الشعب يعرفها!
اوباما : عباس شخصية "نادرة" ظل ملتزماً باللاعنف وبالجهود الدبلوماسية والتعاون مع الاسرائيليين
أمد/ حمادة فراعنة
إذا لم تقرأ القيادات الفلسطينية، على مختلف اتجاهاتها، مقابلة الرئيس الأميركي مع الصحافي جيفري غولدبيرغ يوم 27 شباط 2014، قبل عقد القمة الأميركية الإسرائيلية يوم 3/3/2014، إذا لم يقرؤوا ذلك، ويفهموه ويستخلصوا النتائج منه، يكونون غير قادرين على اتخاذ السياسات التي تخدم شعبهم، في مواجهة المشروع الاستعماري التوسعي الإسرائيلي.
يقول أوباما: "إننا نعتقد أنه في صلب مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين، بل ومصلحة الولايات المتحدة والعالم، أن يتم التوصل إلى إطار عمل لمفاوضات، يمكن أن تسفر فعلاً عن حل الدولتين، ما يوفر الأمن للإسرائيليين والدولة للفلسطينيين"، ويصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بقوله: "أعتقد أن لا أحد سيجادل في أنه مهما تكون لديك خلافات معه، فقد أثبت أنه شخص ظل ملتزماً باللاعنف وبالجهود الدبلوماسية لحل هذه القضية، وأعتقد أن هذه نوعية نادرة، في الشرق الأوسط عموماً، حيث تكون قد حصلت على شريك من الجانب الآخر، مستعد للتفاوض بجدية، ولا يشارك في الخطابة الجامحة التي كثيراً ما
تُشاهد في العالم العربي عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، وأظهر نفسه ملتزماً بالحفاظ على النظام داخل الضفة الغربية، وبالتعاون مع الإسرائيليين حول مشاغلهم الأمنية، ولذلك إذا لم نغتنم هذه اللحظة، فأعتقد أن ذلك سيكون خطأً كبيراً"، خاصة وأن الفلسطينيين "ما زالوا يفضلون السلام، أنهم يفضلون دولة خاصة بهم، تمكنهم من العثور على وظيفة، وإرسال أطفالهم إلى المدارس، والسفر إلى الخارج، والذهاب والمجيء من العمل دون الشعور كما لو أنهم محددون أو مقيدون كشعب، وهم يدركون أن إسرائيل لن تذهب إلى أي مكان، لذلك أعتقد فعلاً أن الأصوات من أجل السلام داخل المجتمع الفلسطيني، ستكون أقوى مع وجود اتفاق إطاري، وأن موقف أبو مازن سيتعزز في وجود إطار للمفاوضات".
وحول الأمن الإسرائيلي يقول أوباما: "إن جزءاً مما قام به جون كيري، هو البحث في احتياجات إسرائيل الأمنية، بمساعدة الجنرال جون ألين، القائد السابق في أفغانستان، وقد طورا اعتماداً على محادثات أجرياها مع قوات الدفاع الإسرائيلية، حول احتياجات إسرائيل الدفاعية، وتوصلا إلى خطة للكيفية التي سيتم بها التعامل مع وادي الأردن، وكيف يمكن التعامل مع
التهديدات المحتملة التي يمكن أن تواجه إسرائيل، وذلك عبر طريقة، أو طرق لم يسبق لها مثيل في التفاصيل، ولا سبق لها مثيل في النطاق، وهدفها تلبية الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية".
ويصف الوضع في المنطقة على أنه معقد وصعب للغاية، ومع ذلك يقول الرئيس أوباما: "إن الوضع في العالم العربي لن يتحسن، والمشاكل لن تحل نفسها بنفسها، والمشكلة التي تواجه إسرائيل لن تزول وحدها، سيكون هناك المزيد من الفلسطينيين، وهم لن يقلوا مع مرور الوقت، وسيكون هناك المزيد من العرب الإسرائيليين، وهم لن يقلوا، مع مرور الوقت".
وحول معالجة إسرائيل لهذا الوضع يقول أوباما: "لم أسمع حتى الآن رؤية مقنعة لكيفية نجاة إسرائيل، وكيف ستعيش بسلام مع جيرانها في غياب اتفاق سلام مع الفلسطينيين، والتوصل إلى حل الدولتين، لم يقدم لي أحد سيناريو معتدا به، الشيء الوحيد الذي سمعته من الإسرائيليين هو: سنستمر فقط في القيام بما نقوم به، وسنتعامل مع المشاكل عند ظهورها، وسنقوم ببناء المستوطنات حيث نستطيع، وحيث تكون مشاكل في الضفة الغربية، سنتعامل معها بشدة، سوف نتعاون مع السلطة الفلسطينية، أو نحتويها، مع ذلك، فإنني – يقول أوباما - لا أرى حلاً فعلياً للمشكلة، هل سيبقى الاحتلال دائماً للضفة الغربية؟؟ هل ستطبق سياسات أكثر تقييداً لحركة الفلسطينيين؟؟ هل سيتم وضع قيود أكثر على العرب الإسرائيليين؟؟ يسأل الرئيس أوباما، ويصل إلى نتيجة بقوله: "على رئيس الوزراء نتنياهو أن يجيب حول إذا كان لا يعتقد أن التوصل إلى اتفاق سلام مع الفلسطينيين هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله من قبل إسرائيل، فعليه أن يُفصح عن نهج بديل، والواقع أنه يصعب الخروج ببديل من الممكن أن يكون معقولاً؟!".
ويسأل جيفري غولدبيرغ، الرئيس أوباما: إذا واصلت إسرائيل بناء المستوطنات، دون أي اعتبار للآثار التي يخلفها ذلك على عملية السلام، فهل ستواصل الولايات المتحدة موقفها الخطابي؟ أم سيؤثر ذلك على موقفها في طريقة التصويت لدى الأمم المتحدة؟ أو في المساعدات التي تقدمها لإسرائيل؟ فيجيب أوباما: "إن التزام الولايات المتحدة بأمن إسرائيل لا يخضع للخلافات السياسية، إنه التزام بصلابة الصخور، وأعتقد أن المودة التي يشعر بها الأميركيون نحو إسرائيل، والروابط والدعم الأميركي نحو إسرائيل لن تتأثر، ولذلك، ليس من الواقعي، ولا هي رغبتي، تغيير الالتزامات الأساسية التي لدينا تجاه إسرائيل خلال الفترة المتبقية من إدارتي أو الإدارة المقبلة، ولكن إذا وصل الفلسطينيون إلى الاعتقاد، أن إمكانية قيام دولة فلسطينية ذات سيادة، ومتصلة جغرافياً، لم يعد في تناول اليد، فإن قدرتنا على إدارة (ومعالجة) التداعيات الدولية ستكون محدودة، وهذا يعني أن إدانة المجتمع الدولي، يمكن أن تترجم إلى عدم تعاون عندما يتعلق الأمر بالمصالح الأمنية الرئيسية، وهو يعني انخفاض تأثيرنا، كأميركيين، في القضايا التي تهم إسرائيل".
لا يوجد أوضح مما قاله أوباما حول العلاقة الأميركية الإسرائيلية، وتأكيد التزام واشنطن نحو تل أبيب، وأن الرهان على تغيير أميركي في المدى المنظور، أمر مستبعد، رغم عدم الرضا الأميركي من سياسة إسرائيل، ورؤية الرئيس أوباما، من فشل أكيد لسياسات نتنياهو، بل ولمجمل السياسة الإسرائيلية، التي وصلت أو ستصل إلى الطريق المسدود، وأن هذه السياسة ستؤدي إلى الفشل الدبلوماسي الأميركي أمام المؤسسات الدبلوماسية، وستفقد واشنطن قوة تأثيرها، وعجزها عن توفير الغطاء أو الدعم الأميركي للسياسة الإسرائيلية لدى المؤسسات الدولية.
وحصيلة ذلك يجب أن يكون مفهوماً وهو أن الفعل الفلسطيني يجب تركيزه باتجاه اختراق المجتمع الإسرائيلي، أكثر من تلك الجهود التي تستهدف تغيير المواقف الأميركية والأوروبية على أهميتها.
المشروع الوطني الديمقراطي الفلسطيني، حتى ولو بدا ضعيفاً أمام قوة المشروع الاستعماري العنصري الإسرائيلي، ولكنه يملك عناصر قوة، تؤهله للانتصار، لأن 1- أصحاب المشروع من الفلسطينيين ما زالوا متمسكين بأرضهم ووطنهم وحقوقهم سواء في مناطق 48 أو مناطق 67، و2- لأن قضيتهم عادلة ومجسدة في قرارات الأمم المتحدة وخاصة قرار العودة واستعادة الممتلكات 194، وقرار التقسيم والدولة 181،
و3- يملكون شجاعة اختراق المجتمع الإسرائيلي، ومحاولة كسب انحيازات إسرائيلية لعدالة قضيتهم وشرعية مطالبهم، بينما فشل المشروع الاستعماري الإسرائيلي من كسب ولو شريحة فلسطينية واحدة لصالحه، لأنه بكل بساطة يقوم على الظلم
والعنصرية ورفض الآخر وهذا سبب إخفاقه وإحساسه بعدم الشرعية، رغم مصادر القوة التي تملكها إسرائيل مقارنة مع الإمكانات المتواضعة المتوفرة لفلسطين.
معك يا سيادة الرئيس ..
امد/ سري القدوة
ان مواقف الرئيس محمود عباس تجاه عملية السلام مواقف كانت واضحة وثابتة وتعبر عن شعبه وعن مواقف فصائله فهو الرئيس المنتخب وصاحب أول تجربه انتخابيه حرة نزيه في منطقة الشرق الأوسط بشكل عام وهو ابو الديمقراطية والحوار والسلام , ولكن الحقيقة واضحة هنا بان الاحتلال الإسرائيلي هو الذي يرفض السلام ويقف رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي موقف همجي رافض الاعتراف باستحقاقات السلام متسمرا في بناء المستوطنات ومصادرا للأراضي قامعا ومنتهكا حقوق الإنسان الفلسطيني رافضا إطلاق سراح الأسرى ومستمرا في التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بالعودة الي أراضيهم .
إن القيادة الفتحاوية وكوادر الحركة وأعضاءها وجماهير الفتح تقف اليوم أمام مسؤولياتها التاريخية في وحدة الموقف والقرار وتعزيز الرؤية الشاملة نحو برنامج السلام الفلسطيني والمبادئ الاساسية لخطة ونهج الرئيس محمود عباس وتكريس مبدأ الديمقراطية واحترام الآخرين نهوضاً لهذه الحركة وتأصيلاً لعلاقتها مع الجماهير الفلسطينية.. جماهير الفتح.. فتح الانطلاقة.. فتح العاصفة... فتح الانتفاضة والديمومة والاستمرارية.. فتح الدولة المستقلة والقدس عاصمتها..
إن هذا الموقف الفتحاوي ووحدة الأطر الحركية بداخل الوطن وخارجه وفي أماكن الشتات يعزز اليوم أروع صورعبرت عن إدراك كوادر الفتح لحجم المسؤولية الوطنية في استمرار الحركة وضمان تفعيل مؤسساتها وقيادتها للنضال الوطني الفلسطيني على طريق تعميق النهج الفتحاوي وتأصيل العمل الوطني وتكريس روح الوحدة الفتحاوية وفاءًً لدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين ومن أجل النهوض بمؤسسات الفتح والاستمرار في رسالتها الخالدة على طريق نهج الحرية والوحدة الوطنية ووحدة مؤسساتنا الفلسطينية من أجل قيام دولتنا واستقلالنا الوطني.
فلسطين الدولة تنتصر ويكبر الحلم ويكون الفرح الفلسطيني القادم له مذاق اخر بلون العلم فما اجمل تلك العيون التي انتظرت هذا اليوم وما اروع الطفل الذي حمل العلم وغني لفلسطين .. ما اجمل تلك اللحظة التي امتلأت فيها الوجوه بالفرح وعبرت العيون عن معني الوجود وكبرت الفكرة في حجم دولة طالما حلمنا بها وسجلت في الوجدان الفلسطيني الخلود والبقاء ..
أننا نستغرب قيام البعض بإثارة الفتن والقفز عن الشعب الفلسطيني وقيادته وعن استحقاقات المصالحة وإصدار بيانات الفتنة والعار من قبلهم والتشكيك بالرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية وادعائهم أنهم يمثلون الشباب الفلسطيني .. وادعائهم أنهم يتبنون مواقف الشباب وثورته التي تسهم في إنهاء الانقسام والعدوان فإننا نقول لهم أن مواقفكم خارج نطاق الصف الوطني .. واليوم سقطت عوراتكم وأصبحت مؤامراتكم واضحة , فلا مجال هنا لتشكيك بالوحدة الفلسطينية ولا مجال أيضا للقفز عن القيادة الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا في إطار منظمة التحرير الفلسطينية التي هيا الدولة وليست حزبا بالدولة
أن نضال شعب فلسطين سيثمر علي قيام دولة فلسطين وان صراع شعب فلسطين هو صراع مع عدوه الاول الاحتلال الاسرائيلي الغاصب لأرضنا والسارق لوطننا وستبقي بوصلة فلسطين تجاه الوطن الفلسطيني مستمرة .. ولن ينالوا من دولتنا ولا من صمود شعبنا مهما تكالبت قوي العدوان والظلم والتآمر .. لن تسقط قلاع الثورة وستستمر حتى قيام الدولة الفلسطينية واحده موحدة فوق التراب الوطني الفلسطيني .
المجد لشهداء فلسطين والنصر لشعبها العظيم