أقلام وآراء (549 )
حبيبي يا رئيس عباس
بقلم فايز أبو شمالة عن الرأي
|
فرص نجاح اللجنة الخماسية في إنجاز المصالحة الفلسطينية
بقلم حسام الدجني عن الرأي
|
قاضيان ولائحة اتهام واحدة
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
|
عريقات: حماس لم تكن _ولن تكون_ إرهابية
بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين
|
بخمسين
بقلم ديمة طهبوب عن فلسطين الان
|
الفلسطيني المفترى عليه!
بقلم موسى أبو مرزوق عن القدس العربي
|
المقاومة أمل أسرى "الدفعة الرابعة"
بقلم محمد ياسين عن المركز الفلسطيني للاعلام
|
أن يكون ظهرك للجدار !!
بقلم غازي حمد عن الرأي
|
|
أن يكون ظهرك للجدار !!
بقلم غازي حمد عن الرأي
(1) كثيرة هي الاسئلة قليلة هي الاجابات
الى اين تبحر سفينة الفلسطينيين وعلى أي ميناء سترسو ؟ أين يقفون الان ؟ أي مستقبل ينتظرهم وهم يعيشون على صراع معقد مع الاحتلال وانقسام عميق مع الذات ؟ ما الذي أنجزه الفلسطينيون بعد رقم وعمر قياسي في التضحية والبطولة والصمود والعمل السياسي ؟ أين هم من الحقيقة وأين هم من الوهم ؟ وعلى أي مسافة هم من الاهداف التي سعوا اليها ؟؟ وأي سنوات تفصلهم عن ساعات الفرح .. وقبلها ساعة الحقيقة المرة ؟؟.
هؤلاء التائهون بين مفاوضات مرهقة و"عقيمة" وانقسام مهلك ماذا يفعلون ؟ ينتظرون .. يجربون ..يتفرجون ..يتنازعون ..يمنون أنفسهم .. يشتكون !! وأي نتيجة من هذه "البلاغة " البيانية ؟؟.
كثيرة هي الاسئلة وقليلة هي الاجابات!! . ثقيلة هي المواجهة والحقيقة على أنفسنا ونحن نحاول ان نتلمس طريقنا وسط نفق طويل من مفاوضات أضحت عبئا يوميا ومرارة لا تلد سوى "وعود كاذبة " , ونفق طويل من انقسام لا يولد الا احباطا ويأسا وفقدانا للأمل .
الكل ينتظر ويتساءل ويحلل: تمدد المفاوضات ام لا تمدد ( رغم الاعتراف بفشلها ) ..ستزورنا المصالحة يوما ما ام ان الانقسام سيودي بنا الى أودية موحشة ؟؟ هل سيحدث انفراج أم ان الضائقة ستستمر .. هل سيكون عدوان على غزة.. أين ستسير الاوضاع في مصر .. الى اين سينتهي الحصار على غزة ..؟؟ نسأل انفسنا كثيرا لكننا عاجزون عن اعطاء اجابات !!.
حينما نصل الى نتيجة مفادها ان المفاوضات وصلت الى طريق مسدود , والمقاومة أضحت مقيدة بحكم الواقع والظروف السياسية ,والمصالحة معلقة الى أجل غير مسمى , نسأل أنفسنا : ما الذي سنفعله ؟ ما الخيارات والبدائل التي نملكها ؟ وبأي اتجاه سنسير ؟ . نحتاج الى عبقري سياسي كي يخبرنا ما الذي يمكن أن نشغل به وقتنا ؟؟.
هنا تلتبس علينا الخيارات وتتعدد امامنا المفارق, بين ساخط متذمر وبين منتظر متأمل , ومن ثم لا نصل الى نتيجة , اللهم إلا أن نغمض أعيننا ونصر على السير في نفس الطريق ( حتى يكون ظهرنا للجدار) .
هل يمكن ان تظل الحالة الفلسطينية هكذا : رمادية , ضبابية , بلا اشارات مرور ,بلا ربان, بلا أفق.. هل يمكن ان نظل رهينة لموقف اسرائيلي متعنت واخر امريكي مراوغ ..هل يمكن ان يظل الشعب الفلسطيني رهينة لانقسام مدمر جعل حياته جحيما .. هل يمكن ان نظل رهائن للخيارات الاحادية البعيدة عن الاجماع الوطني ؟ ثم نجد أنفسنا على رصيف من لا بواكي لهم.
ان الفلسطينيين ارتكبوا جريمة كبيرة بحق أنفسهم وبحق الوطن والقضية حينما دمروا جسور الثقة بينهم وضيعوا الكثير من السنوات في خلافات عقيمة وفي مسارات غير مضمونة , وحشروا انفسهم في مسارب ضيقة وأضعفوا قدراتهم الذاتية وشتتوا جهودهم وجهود العرب من حولهم ... حتى أصبح السؤال الشائع على كل لسان (وين رايحة الامور ؟؟).
ما الذي يدفع الفلسطينيين دوما ان يصلوا الى ( الخيارات الصفر), او ان يكون ظهرهم دوما للجدار ؟؟ ما الذي يمنعهم ان يفكروا ويخططوا قبل ان يصلوا الجدار بكيلومتر واحد او عشرة او عشرين .. ما الذي يمنعهم ان يتزحزحوا عن الحافة ويتمترسوا في "مربع الامان " ؟؟
هذه تجربة " كيري" ومغامرته السياسية نموذجا :أمضينا تسعة أشهر أفضت الى حمل كاذب .عدنا– مع كل فشل- الى الحديث عن الخيارات .. ثم يُضغط علينا للعودة الى المفاوضات .. نجرب مرة أخرى مع مبعوث جديد لنصل الى فشل جديد ..ثم نعود للحديث عن الخيارات .. مسلسل عمره 22 عاما !! اليست مسرحية مضحكة ؟!!
ان هذه الاسئلة المزعجة تكشف عن ضعف وترهل الحالة الفلسطينية- سياسيا وسلطويا- ان ترسم لها رؤية استراتيجية تتوازي مع تعقيدات الصراع القائم مع الاحتلال والظروف السياسية الخطيرة والمتقلبة في المنطقة .
على ما يبدو – وبعد عمر طويل من التجربة - فاننا نتعامل مع الاحتلال بقلة خبرة – أو ضعف قدرة - في الحسابات والبدائل السياسية بطريقة مدهشة !!.
انظروا كيف "جرجرونا" وغيروا أولوياتنا : المشكلة اصبحت في المفاوضات نفسها وحولها ومرجعيتها على حساب القضايا الجوهرية .. وتحولنا من من انهاء الاستيطان الى تجميده , واصبح (فك الحصار عن غزة ) ملحا , وشبكة الامان المالية للسلطة ضرورية !!
اذا لم نتفق على مشروع وطني يوحدنا ووحدة تحمي بيتنا الصغير فما الذي نصنعه سوى اغراق النفس بالأمنيات الجميلة ؟؟ يقول جون وليامز " ما فائدة الدنيا الواسعة ... إذا كان حذاؤك ضيقا ؟!.
ما أصعب ان تعيش على الانتظار .. وما أقسى ان تعيش على الوهم .. وما اخطر ان تعيش على خطأ وأنت لا تدركه ولا تحس به !!
لقد حذف الفلسطينيون من قاموسهم كلمة (أخطأنا ) و(فشلنا ) و (هنا يجب ان نتوقف ونراجع)..لقد تلاعبوا بالحروف والكلمات حتى غدا القاموس الوطني مبعثرا الكلمات , مشتت الهوية , طريح الازمات .
(2) السياسة بالواقع لا بالأمنيات
هناك من يحب (أو يحلم ) ان يرى كل شيء ورديا مبشرا , وهناك من يرى كل شيء محبطا سوداويا . والصحيح ان كليهما على خطأ , لان القضايا السياسية المعقدة لا تعالج بلواعج نفسية ولا ببشريات غيبية ولا بأمنيات .. انها تُعالج بالسنن والقوانين والوقائع والتجربة التي تحكم حركة الحياة من حيث النصر والهزيمة أو التمكين والخذلان . وهنا مربط الفرس الذي تتفرع عنه قدرة الفلسطينيين على تحديد مساراتهم , اهدافهم , ووسائلهم وحتى تكتيكاتهم اليومية . ومن هنا تفرقت بالفلسطينيين السبل وتشعبت بهم المسارات حتى باتوا لا يرى بعضهم بعضا الا بمنظار (هابل) !!.
ان قضية المفاوضات ( الشغل الشاغل ) – على سبيل المثال- لو وضعت على طاولة (التشريح) الوطني, ولو ان السلطة أصغت أذنيها للرأي العام وقلبت الامور جيدا مع كل الاطراف وتباحثت معها في البدائل لكانت أخرجت نفسها من هذه الشرنقة ووجدت من ينصحها ويسددها, لكنها تصر على ان تبقي المفاوضات حكرا عليها , داخل خزانة حديدية , مغلفة باوراق سوليفان لا يطلع عليها احد ثم تتوقع من القوى السياسية ان تدعمها وتقف الى جانبها !!.( فتح) تريد ان تعالج القضية بتعقيداتها وأزماتها وتحدياتها وحيدة منفردة , وهذا فوق طاقتها ومن سابع المستحيلات, ومحكوم عليه بالفشل سلفا . القوى السياسية الاخرى تكتفي بمجرد التفرج والاعتراض .. النتيجة انه لا (فتح )افلحت في المفاوضات ولا القوى السياسية أفلحت في افشال أو اسقاط المفاوضات ؟؟.
وفي جانب تيار المقاومة , يصر كل فصيل على أن يقاوم ويعد ويجهز أو يواجه معركة مع الاحتلال لوحده ويفخر بانجازاته بعيدا عن الاخرين .. كل فصيل يحب أن يسمى معركته باسمه الخاص .. هل المعارك مع الاحتلال يمكن ان تنجح بهذا الشكل أم اننا مع كل مواجهة نعتقد أننا اقتربنا من السلك الحدودي مترا ؟؟.
لذا فان طريقنا طويل ومرهق وممتد الى درجة الملل , يوصل في نهاية المطاف الى منحنيات وعرة ونتائج مرة وحصاد قليل .
هل مسار المفاوضات (أبدي) لا نهاية له .. وهل مسار المقاومة (انفرادي) لا شراكة فيه ..لا مظلة سياسية تحميه ؟؟
الفلسطينيون يعشقون (ويغرقون في) التكتيكات والتفاصيل الصغيرة مثلما يعشقون العمل الحزبي المنفرد , لكنهم أبعد ما يكونون عن الاستراتيجيات الكبيرة والتخطيط الزمني البعيد.. أبعد ما يكون عن العمل الوطني الموحد.. أبعد ما يكون عن مصارحة الذات والمراجعة وتصويب المواقف.. والغريب انهم بعد ذلك يتفاخرون كثيرا , ويخطبون كثيرا , ويقيمون من الفعاليات والشعارات ما تظن أننا اقرب لأبواب القدس من حبل الوريد !! .
ان مقارنة صغيرة بين برنامجنا – للأسف برامجنا المبعثرة , وبين البرنامج الصهيوني المتخم بالاستيطان والتهويد وسرقة الارض والحصار وتمييع المفاوضات (عبر رؤية استراتيجية وعمل دءوب ) يكشف الكثير عن الفوارق الهائلة التي تصدمنا للعودة الى الواقع والخروج من دائرة الخيال والشعارات .
(3) " الحسبة " الوطنية
سيقولون : هذا جلد للذات !! هذه صورة قاتمة ونظرة متشائمة !! سأقول لهم تعالوا بنا نحسب "حسبتنا الوطنية " لنرى كم أنجزنا على الصعيد الوطني (طوال 65 عاما) , وكم تقدمنا في مقابل المشروع الصهيوني , ولنكن أكثر جرأة " كم خدعنا وأوهمنا أنفسنا بمنجزات صغيرة " . سيعرضون عليك بعض الانجازات ويقولون انظر .. ما لك لا ترى؟ نعم أرى الكثير من الانجازات المهمة والملموسة التي لا ينكرها أحد على صعيد المقاومة والعمل السياسي ..لكني سأقول لهم ان ما أعرفه- ويعرفه كل فلسطيني - ان الوطن كله لا زال محتلا .. والقدس تهود وتنتزع من احضاننا..والمستوطنات تتكاثر-يوميا- وتبتلع أرضنا , واللاجئون لا زالوا مشردين, واسرائيل لا تزال تعربد وتستعلي وتفرض الهمجية والحصار ,وشعبنا ممزق بين سلطتين وحكومتين ,وحالتنا الاقتصادية لا نحسد عليها ..والوضع العربي مهلهل من حولنا .. فعن أي انجازات تتحدثون.. وعن أي "بشريات تنطقون .. ما لكم كيف تحكمون ..؟؟
أي وهم أصابنا ونحن نعتقد أننا حققنا "الاعتراف الدولي " و"توازن الرعب " و" مرحلة الدم " و" نغزوهم ولا يغزونا" وأننا قريبون من لحظة التحرير !! لاشيء بين أيدينا سوى سلطة باهتة نتلهى بها ومفاوضات سرقت من عمرنا نحو ربع قرن , وانقسام نجهد عرقا في حل الغازه !!. نطير فرحا اذا اطلقنا رزمة صواريخ أو أوقفنا المفاوضات أو حصلنا على تأييد هنا أو هناك . كلها افعال – على اهميتها - بسيطة لكنها لا ترقى الى مستوى الحزن والهم الوطني الكبير ..
ان قضيتنا كبيرة وبحاجة الى قادة كبار وقرارات كبيرة ومنجزات كبيرة...
ان الذين يتلبسون بالانجازات " الصغيرة " يحرمون عقولهم من التفكير العميق والاستراتيجي ومن استحضار المخاطر الكبيرة التي تسبح تحت أقدامنا ..لهذا ظلت قضيتنا تدور في حلقة مفرغة , حتى اننا جازفنا – بل وقزمنا - , قدرة العرب على فعل شيء حقيقي , حينما أشعرناهم بالرضا عن سكوتهم وضعفهم وخذلانهم .. حينما " جاملناهم" ومدحنا مواقفهم "الشجاعة " ومناصرتهم التاريخية (الموهومة) وأنهم قدموا لنا ما لم تقدمه جيوش الفاتحين, وثمنا بيانات الجامعة العربية التي تحرص على ادراج فلسطين على أجندتها منذ خمسين عاما !!.. اسألوا انفسكم ان كانت الدول العربية قدمت لفلسطين غير الاموال والهبات والمساعدات واستضافة المؤتمرات والندوات وبعض الزيارات !! , كم هي حصيلة زيارات الرئيس ابو مازن التي ضربت رقما قياسيا فاقت كل رؤساء العالم ..كم ضغطت الدول العربية لتواجه صلف وعنترية اسرائيل ..أي جهد بذلته لتمنع عنا الحروب والحصار والاستيطان !! ومن منهم زحزح حجرا في مستوطنة ؟ ومن منهم انقذ بيتا مقدسيا ؟ ومن منهم أوقف مشروعا اسرائيليا في المحافل الدولية .. ؟ .
يقولون ان هذا من فن المداراة والدهاء والسياسة , صحيح لكنه لا ينبغي ان يصل الى حالة التملق والمدح الممجوج الذي يقنعهم بأن قاموا بواجبهم تجاه " قضيتهم المركزية ".. وأنهم يجب ان يكتفوا بالتفرج ويتركوا ملف القضية للبيت الابيض حتى يريحوا أنفسهم من عناء موقف شجاع يحسب لهم .
هناك من سيقول ان هذه مشكلة العرب وليست مشكلتنا !! لكني اقول اننا نتحمل جزءا من المسئولية لانه لو عرفنا كيف نتعامل (صح ) وبمنطق استراتيجي مع الحالة العربية لكان حالنا قد اختلف كثيرا ولكنا أقدر على تجنيدهم ماليا وسياسيا لصالح قضيتنا.
(4)تناقضات قاتلة
كم هي التناقضات (الافخاخ ) القاتلة التي وضع الفلسطينيون انفسهم فيها .. "شربكوا" السلطة مع المنظمة , وخلطوا مرحلة التحرير بمرحلة الدولة , واحتاروا بين الايدلوجيا والسياسة ..وجعلوا من السياسة والمقاومة نقيضين متصارعين ..وقسموا الشعب بين سلطتين وبرنامجين , وأغرقوه بالمشاكل والمناكفات اليومية, واستبعدوا المصالحة رغم أنها خشبة خلاصهم الوحيدة.. ثم يتوهمون ان الامة كلها تقف من ورائهم وان العالم يقف على قدم واحدة حينما يسمع التحذيرات تخرج من غزة أو رام الله !!.
كيف لعاقل ان يفكر ان مشروع المفاوضات والتسوية يمكن ان ينجح ( سواء بخطة كيري أو بغيرها ) دون ان تكون وحدة حال فلسطينية (سياسيا وسلطويا) , وهذا ثبت بتجربة عمرها 21 عاما, الا اذا كان البعض يعتقد انه يستطيع ان "يضرب ضربته " – في غفلة من الزمن - بعيدا عن التوافق الوطني وجماع الكلمة والموقف...
وأي عاقل يمكن ان يقبل بان المقاومة تستطيع ان تعيش على موجات من (الضغط العالي ) و المواجهات المؤقتة .. بعيدة عن عالم السياسة وحساباتها ؟؟.
من هو القائد الشجاع الذكي القادر على حل هذه "الفزروة" ولملمة الصف – والبرنامج- المبعثر وتخفيف حالة الاحباط ..من هو القائد الفذ القادر على " الخروج على النص الراهن " واستبداله بحالة استثنائية ؟. يقولون ان مشكلتنا في غياب القادة التاريخيين .. أو في غياب الوعي ..او غياب الحسابات الوطنية .. او ربما نحن الشعب مصابون ب" غيبوبة "لا نعرف متى نخرج منها ..
هناك مرض اسمه العنترية !! يقولون (العنترية في السياسة مثل الجبن في ساحات النزال، كلاهما في غير موضعه)
ان مرض "العنترية" المزمن يقنع البعض دوما انه على صواب ولا داعي للتغيير , وان "النصر قادم " واننا فقط بحاجة لشيء من الصبر ..وان الاخر على خطأ وجهل ولا بد من انتظار سقوطه وسقوط برنامجه ..انها افكار مشوشة بائسة تبنى على المكابرة وتلبس الوهم و لا تقود الا الى ضياع وفقدان للذاكرة .
بسبب " العنترية " هذه ظللنا نحوم حول برامجنا عقودا من الزمن دون تقييم أو تغيير .. وبسبب "العنترية " هذه أبقينا على الانقسام ثماني سنوات نخرت في عظامنا .. وبسبب "العنترية " فقدنا القدرة على استحضار البدائل والخيارات وحبسنا أنفسنا في قوارير محكمة ...بسبب العنترية زرعنا "حقولا " من الانتظار اللامتناهي والاحباط واليأس وفقدان الثقة بالمستقبل في قلوب الالاف من ابناء شعبنا الذين هم عدتنا وذخيرتنا .
كل ما نريده أمر بسيط لكنه يحتاج الى شجاعة وكسر للخوف والتردد !! لا نحتاج الى الكثير من التحليلات والدراسات السياسية العبقرية التي نقرأها في الصحف ... نريد قيادة شجاعة صاحبة قرار – تضرب على الطاولة - تمتلك من الجرأة والوعي والحس الوطني ما يدفعها لكسر حالة الصمت والضبابية وتتجاوز كل حساباتها وخوفها وترددها ومصالحها .. ثم تقرر أن تذهب في الاتجاه الوطني الصحيح ..الاتجاه الذي ستسير وراءه كل جموع الشعب . لا نريد أن نكون اسباطا مثل بني اسرائيل كل أناس لهم مشربهم ؟؟!!.
(5) كلمات صغيرة في المصالحة
1- قصة حزينة مؤلمة, مسرحية مملة , مبكية ومثيرة للضحك أيضا !! بنينا عليها الكثير من الاحلام ومستقبل الصغار لكنها تحولت الى مجرد"أخبار في الصحافة " , مجرد محطة انتظار .
2- أي خيارات يملكها الفلسطينيون حينما يكون الانقسام سيد الموقف . "زمان " كنا نسمع الشعار "الملعلع " : جميع الخيارات مفتوحة " , فليعطني أحدهم قائمة بهذه الخيارات حتى نختار ونحن نضع رجلا على رجل ونحتسي القهوة على شاطئ البحر !!
3- المصالحة لا يمكن ان تقوم على مخاوف وهواجس , والا ستبقى ابد الدهر عليلة هزيلة !!
5- حماس بحاجة فورية للتخلص من مخاوفها وترددها والاقبال على المصالحة بجرأة واقدام , لان المصالح المترتبة على المصالحة تفوق اضعاف اضعاف ما لديها من شكوك وهواجس .
6- فتح بحاجة الى ان تقوم بخطوات مطمئنة تخفف من أجواء الاحتقان في الضفة الغربية .
7- لا يوجد مبرر واحد يعيق المصالحة ساعة واحدة !! اذا كانت حماس تقول بان ابو مازن يتعرض للضغوط لعدم المصالحة فلتساعده على التخلص منها وتضعه امام امتحان التطبيق ولتسحبه من مربع التفاوض الى مربع المصالحة .
8- اذا كان الانقسام عارا فلنمسحه بالمصالحة لانه "عيب " ان نحمل العار على ظهورنا ثم ننقله "وراثيا " الى الاجيال التي تأتي بعدنا ....
حبيبي يا رئيس عباس
بقلم فايز أبو شمالة عن الرأي
روحي فداؤك يا رئيس، وخذ عمري سلماً تدوس على درجاته بحذاء المجد، يا أبها البطل الذي زمجر في الغاب فارتعبت منه الصهيونية، وخرّت له جبابرة إسرائيل ساجدين، يا أيها المغوار الذي أبى إلا أن يزلزل كيان الأعداء دون أن يمس التنسيق الأمني بأذى.
حبيبي يا رئيس عباس، يا أيها الرجل الذي تكسرت على صخرة صموده الشروط الإسرائيلية، وتفتتت على مفاصلة المخططات الأمريكية، حتى اختفت من بطشه المقاومة الفلسطينية، يا أيها العفيف الشريف العنيف الذي ازداد عدد المستوطنين في عهد رئاسته حتى صاروا 650 ألف يهودي، بعد أن كانوا 180 ألف يهودي فقط.
لا بأس يا حبيبي يا رئيس عباس، فالجبال الشامخة فيها متسع للطامعين، وفي المطر فسحة من الرحمة حتى للأعداء الغاصبين، لذلك لا ضير أن يقيم اليهود 11 ألف وحدة استيطانية جديدة في الفترة القصيرة الممتدة ثمانية أشهر من عمر المفاوضات، ولا ضير أن يقتلوا أمام عينك ستين فلسطينياً، ولا ضير من تهويد القدس وتذويبها، ولا ضير أن يمسح اليهود كل أثر للمدن وللقرى الفلسطينية المغتصبة سنة 48، فنحن لا نحتاج وطن، ولا نحتاج أرض، ولا نريد كرامة، فنحن يا مهجتنا، ويا هيبتنا، ويا كرامتنا، نحن بحاجة إلى رئيس، نحن شعب نعشق الرئيس، ونحن فداؤك، لأننا ندرك أن اليهود يقصدونك أنت، يريدون تصفيتك أنت، فاليهود لا تهمهم أرض فلسطين، ولا يهمم جبل الهيكل، اليهود لا يخيفهم شيء، ولا يثير الرعب في نفوسهم إلا ذكر اسمك يا أيها الحبيب، الذي يكفينا فخراً أنك رئيسنا.
أنت حبيبنا وسيدنا وتاج رأسنا وعنوان نخوتنا وثورتنا ونصرنا، أنت بصرنا وسمعنا، وأنت صبرنا، ونحن أنت، وأنت نحن، وطالما أنت حي ترزق، فنحن نرزق مما فاض من رزقك، لذلك لا نبالي بضياع فلسطين، ولا نهتم للتوسع الاستيطاني، ولا يخيفنا تهويد المسجد الأقصى، طالما أنت فينا، يا صاعق التفجير الأول لثورة المستحيل، يا من صرت عضو لجنة مركزية وقائد ثورة قبل أن تبلغ العشرين من عمرك، اي إعجازٍ هذا يا أيها المغوار الذي لا نعشق فيك إلا التضحية؟ يا من أثخنته جراح المواجهة مع الصهاينة، يا من تقلب على الجمر خلف القضبان، يا زعيم، ويا أمير، ويا كبير، ويا رئيس، ويا قائد، ويا رمز، ويا باعث الأمل في نفوسنا.
أنت حبيبنا يا رئيس عباس، وفي عهدك لم يبق لنا الصهاينة شيئاً نفتديك فيه، لم يبق لنا الصهاينة إلا رقابنا، نمدها لكي تدوس عليها، دس يا رئيس على عنق الشعب ولا تخف، فبيننا نخبة من الكتاب لا يشغلها شيء إلا الخوف عليك، وفينا نخبة من السياسيين لا يهمهم أمر إلا سلامتك، وبين ظهرانينا قيادة تاريخية تحنو عليك أكثر من حنوها على المسجد الأقصى، ولدينا تنظيمات تتمنى سلامتك أكثر مما تتمنى السلامة للأرض، فاركب يا رئيس ظهر الشعب، فقد ارتضى البعض أن يصير سرجاً، ينتظر أن تهمز بنعليك صدغه، كي يرقص كل الليل على حفيف قلمك، ويصفق لك حين توقع على وثائق الانضمام لمنظمات حقوق الإنسان والمرأة والطفل والفساد والإيدز والزهايمر والسفلس، إنه قلمك الثوري الذي يوقع على كل شيء ما عدا التوقيع على معاهدة روما، التي تتيح الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية في لاهاي!!!!!!.
إنه قلمك الأنفع من صوايخ المقاومة، فاضبط حروف الكتابة يا رئيس، بما لا يغضب الإسرائيليين، فدرب التفاوض ما زال قائماً، يا أيها القوي العزيز الكبير الرحيم الغفور التواب، درب التفاوض ما زال خيارك الوحيد، فإياك أن تؤذي من استجار بك من قادة إسرائيل.
فرص نجاح اللجنة الخماسية في إنجاز المصالحة الفلسطينية
بقلم حسام الدجني عن الرأي
من المقرر أن تشهد مدينة غزة لقاءات بالغة الأهمية بين حركة حماس، واللجنة الخماسية التي تضم كلاً من: عزام الأحمد رئيس كتلة فتح البرلمانية، وعضو لجنتها المركزية، و د.مصطفى البرغوثي أمين عام المبادرة الشعبية، ورجل الأعمال منيب المصري، وبسام الصالحي أمين عام حزب الشعب، والقيادي في جبهة التحرير العربية جميل شحادة.
وعندما نقول: "بالغة الأهمية"، فليس ذلك من باب التضخيم أو الترف الإعلامي، وإنما تأتي الزيارة في ظل قرارات مهمة اتخذتها القيادة الفلسطينية بعد وصول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية لطريق مسدود، مما دفع الرئيس محمود عباس للتوقيع على خمس عشرة معاهدة انضمام للمنظمات الدولية، حيث استفزت الخطوة الفلسطينية (إسرائيل) وحلفاءها بالغرب، وعلى وجه الخصوص الإدارة الأمريكية، وبدأت إرهاصات وقف المساعدات للسلطة الفلسطينية تلوح في الأفق بعد حديث مشرعين بالكونغرس عن وقف منح المساعدات للسلطة الفلسطينية، وتلويح (إسرائيل) برزمة عقوبات من بينها وقف تحويل العوائد الضريبية للسلطة الفلسطينية، وهذا من شأنه زيادة وتيرة الحصار على الضفة الغربية وقطاع غزة، وربما انهيار كامل للسلطة الفلسطينية في حال استمرت السلطة بخطواتها القانونية لتجريم ومقاضاة الاحتلال على جرائمه، وهنا بيت القصيد الذي يحدد مسار العلاقات الوطنية وفرص نجاح اللجنة الخماسية في تحقيق المصالحة الوطنية، ففي حال كانت خطوات عباس خطوات نابعة من رؤية استراتيجية لخدمة الأهداف الوطنية، فإن المصالحة قد تتم في وقت لا يتوقعه أحد، فالكل الوطني يتوافق على أن تندلع انتفاضة دبلوماسية سياسية قانونية شعبية ضد الاحتلال الإسرائيلي، وتبقى القوة المسلحة ورقة ضغط قد تستخدم في حال أمعنت (إسرائيل) في مجازرها، وبما ينسجم ويتوافق مع القانون الدولي.
لذا ألخص فرص نجاح اللجنة الخماسية من وحي رؤية كل من حركتي فتح وحماس:
أولاً: منظور حركة حماس:
1- مدى موافقة السلطة الفلسطينية على وقف التنسيق الأمني والإفراج عن المعتقلين السياسيين.
2- مدى قدرة الوفد على إقناع حركة حماس بأن خطوة عباس استراتيجية لا تراجع عنها، وأنه سوف يلي تلك الخطوة رفع قضايا ضد الاحتلال والاستيطان والحصار والاعتقال.
3- قبول عباس لأن يشمل اتفاق المصالحة منظمة التحرير، بالإضافة لتشكيل الحكومة وإجراء الانتخابات.
ثانيًا: منظور حركة فتح واللجنة الخماسية:
1- قبول حماس بالموافقة الخطية على تشكيل حكومة تكنوقراط، وعقد الانتخابات التشريعية والرئاسية بعد ستة أشهر من تنفيذ الاتفاق.
2- قبول حماس بتهدئة مفتوحة مع الاحتلال الإسرائيلي، كي يتسنى للرئيس عباس المضي قدمًا في خطواته.
3- الإفراج عن معتقلي فتح، ووضع آلية لعودة المستنكفين لأعمالهم، وغيرها من القضايا التفصيلية.
المتوقع والمأمول:
ما يأمله المواطن الفلسطيني أن تقوم النخب السياسية بالتوافق على رؤية وطنية، يلتفّ حولها الكل الوطني، من أجل تحميل (إسرائيل) مسئولية احتلالها للأراضي الفلسطينية، واللعب بكل الأوراق السياسية والقانونية، والانتفاضة الشعبية والمسلحة، حتى تخضع (إسرائيل) لإرادة الشعب الفلسطيني.
أما المتوقع، فهو مرهون بأزمة الثقة بين الطرفين، فأعتقد وأتمنى أن أكون مخطئًا، أن حركة حماس وفصائل المقاومة ترى خطوة عباس بأنها خطوة تكتيكية لتحسين شروط التفاوض، وأن مسألة الذهاب للمنظمات ستبقى دون استخدامها ضد (إسرائيل)، وبذلك أرى أن فرص عدم نجاح الوفد أكبر من فرص نجاحه، رغم أمنياتي بأن أكون مخطئًا، وأن تفاجئنا قيادتا فتح وحماس بتتويج تلك اللقاءات بتنفيذ ما تم الاتفاق عليه، وتتحقق المصالحة الوطنية.
الفلسطيني المفترى عليه!
بقلم موسى أبو مرزوق عن القدس العربي
بالأمس نقل لي أحد الفلسطينيين، ما دار بينه وبين أحد المواطنين المصريين، حين فطن المصري الى أن لهجة الفلسطيني مختلفة، وكعادة المصريين في احتفائهم بالغريب أو الضيف، أحب أن يتعرف عليه، فلما عرف أنه فلسطيني أشاح بوجهه متبرماً!
هوَّنت عليه، ونقلت له طرفة حصلت مع ابن أخي إيهاب، وهو خفيف الظل عاش في مصر طويلاً، وكلامه كأبي عمار باللهجة المصرية، لا يخطئها، أوقفه رجل أمن، وحينما سأله عن جنسيته، تمعر وجه الضابط لفلسطينيته، قال له إيهاب: ‘ شايف قلة الأدب، أنا فلسطيني مش كده’!
هذا حال الفلسطينيين في مصر، مشكلة في العمل؛ مشكلة في تعليم أولادهم، مشكلة في تدبير سبُل عيشهم، وأخيرًا مشكلة في تحركاتهم في الشارع، مشاكل تتكرر مع كل اختلاف أو تغيير في السياسة. حدث مثل ذلك، وإن اختلفت العناوين، في 1948 مع المهاجرين لمصر، عبر البحر. وكما هو معروف، هناك آلاف من الفلسطينيين ركبوا البحر، مهاجرين الى لبنان ومصر، ووضعوا جميعاً في حجْر صحي يسمى ‘المزاريطة’، وكان محافظ بور سعيد، آنذاك فؤاد شيرين بك، وتم إخراجهم من الحجر الصحي، على ثلاثة أقسام، قسم يقدر بـ4 آلاف رُحِّلَ إلى قطاع غزة، وتحديداً إلى مخيم المغازي، وقسم يقدر بـ3 آلاف، تم تسفيرهم إما إلى الأردن أو إلى لبنان، بواسطة جامعة الدول العربية، تحت عنوان ‘جمع شمل العائلات’، والباقي يقدر بسبعة آلاف كانوا ميسوري الحال، أثبتوا امتلاك كل منهم 10 آلاف جنيه فلسطيني (مرادف للاسترليني)، حسب قرار رئيس الوزراء، آنذاك النقراشي باشا، وسارع في نفس الوقت، ومنعهم بقرار وزاري، من العمل حتى بدون أجر! حصل ذلك بعد عدوان 67 المشؤوم وعادت قصة أن الفلسطينيين باعوا أرضهم. حصل ذلك، عند حرب رمضان المجيدة في أكتوبر1973 وبعد ثغرة الدفرسوار، حيث اتُهم الفلسطينيون بأنهم هم من تسبب في إحداث الثغرة، لأن ‘كتيبة عين جالوت’ كانت تقيم معسكرها على القناة، في منطقة فايد، وعلى الرغم من أسلحتهم الخفيفة، وبعدهم عن الثغرة، فإن الإشاعة انتشرت كالنار في الهشيم، وسببت ضررًا للفلسطينيين في مصر، أيما ضرر. وحصل قبل ذلك، مع رفض مبادرة روجرز 1970، حيث تم ترحيل المئات إلى العراق وسوريا، بشخوصهم وبدون أي متاع، أو أغراض أو حتى أوراق ثبوتية ، أو شهادات علمية. وتكرر ذلك عند اتفاقية كامب ديفيد والإعتداء على كل ما هو فلسطيني وإغلاق مكتبي ‘اتحاد الطلبة’ و’اتحاد الكتاب الصحافيين الفلسطينيين’، واعتقال الكثير منهم، الى غير ذلك. وحصل ذلك عند استشهاد الأديب يوسف السباعي (رحمه الله)، حيث تم الهجوم والإيذاء للفلسطينيين، وكان الشعار الأبرز ‘لا فلسطين بعد اليوم’! ونال الفلسطينيون من الضرب والشتم في المدارس والشوارع ووسائل المواصلات الكثير. هذا جندي فلسطيني يُلقى من مترو المطرية، وبنات بالإعدادية والثانوية يضربن أمام زميلاتهن، ومنهن ابنة المسؤول الفلسطيني، صلاح خلف (أبو إياد) حيث كانت عائلته تقيم في القاهرة، وانتقلوا منها إثر ذلك. وتم سحب كل الامتيازات من الفلسطينيين، وما خفي كان أعظم.
قد يكون هذا حال الفلسطيني في أكثر من قطر عربي ولأسباب متنوعة، أغلبها سياسية، لا ذنب للفلسطيني بها، فهم في بلاد اللجوء والبعد عن الوطن، قسرياً، تصرفاتهم تكون في غاية الحساسية، لأن الخيارات التي أمامهم، البقاء أو الهجرة، وهي ليست سهلة، ذلك أن وطنهم تحت الاحتلال، ولذلك يبحثون في كل اتجاه، عن حل لهذه المشكلة، البعض وجدها في أمريكا وكندا، والبعض الآخر في أوروبا واستراليا، لكن يبقى هؤلاء استثناءً من رحلة التعامل مع الواقع المعاش في بلاد العرب العزيزة.
ولا يمكن تبرئة بعض الفلسطينيين من فعل حماقة هنا أو هناك، أو ارتكاب جناية، ولكن أن يتحمل كل الفلسطينيين تبعات هذه الأعمال هو الأمر المستغرب.
يحدث هذا للفلسطينيين، على الرغم من أنهم هم من نقلوا العلم والمعرفة والتعليم لمعظم بلاد الاغتراب، ومعظم رجالات الخليج ولبنان والأردن وسوريا يعترفون بذلك. سأكتفي هنا باقتباس ما كتبه رئيس تحرير جريدة ‘السفير’ البيروتية حول فعل الفلسطينيين في لبنان، في مقدمة مقاله الرائع، ‘الفلسطينيون جوهرة الشرق الاوسط’ حيث قال: ‘لا يتخيل الكثير منكم حجم الدور الذي لعبه ومازال الفلسطينيون يلعبونه حتى اليوم في اقتصاد لبنان، وإن كان ذلك عليه تعتيم شديد، فالفلسطيني في لبنان إن كان مخطئا فهي فضيحة وعليها شهود وإن كان منجزا فتكتم على الأمر ولا تعلنه’. وتحدث في مقاله عن كيفبة مساهمة الفلسطينيون، في بناء وتطوير لبنان، وكيف أنهم أطلقوا فورة اقتصادية شديدة الإيجابية، في العمران وفي تطوير السهول الساحلية اللبنانية، وكيف أن الرأسمال النقدي الفلسطيني أشاع حالة من الانتعاش الاستثماري الواسع في لبنان. (أنظر المقال كاملاً، في ‘السفير’ البيروتية، 7-8-2008).
الفلسطينيون في منتهى الحساسية، في ما يتعلق بحقهم وكرامتهم وتعليم أبنائهم، فمن الممكن أن يختلفوا مع سياسات بعينها، أو يرفضوها، ولكنهم، قطعاً، لم يكونوا، ولو للحظة واحدة، سلبيين اتجاه البلد الذي يعيشون فيه، أو ناكرين لأي جميل أُسدي لهم . لقد عارض أهلنا في قطاع غزة الرئيس جمال عبد الناصر (رحمه الله)، في أكثر من موقف، وخرجت هذه المظاهرات، ولكنه استجاب لهم، وفتح لهم الجامعات، ووظف خريجيهم من أبناء القطاع، وأوقف المشروعات التي يرفضونها، وأنشأ الكتائب الفدائية مبكراً (كتائب مصطفى حافظ)، وفتح لهم الكليات العسكرية، ونظم قواهم، وجمع كلمتهم على م.ت.ف ، وفلسطين لم تغب عن مخيلته، لحظة واحدة، ولذلك حفظ له الفلسطينيون ذلك، فأصبح معشوقهم، بلا منازع، على اختلاف توجهاتهم، أو انتماءاتهم، وأصبح قطاع غزة رمزاً للوطنية، ومنبعاً للجهاد والمقاومة، ورصيداً لكل حركات التحرر، وكان عصياً على الصهاينة، يصعب بلعه، وإن حصل، لم يستطيعوا هضمه.
الحملات اليوم على ‘حماس′، ومن ثم على الفلسطينيين، خاصة أبناء القطاع المحاصر، يصعب علينا تقبلها، ليس لأنها افتراءات، وتأليف محبك لبعضها، وفج لمعظمها فحسب، ولكن لأن ما يقال ليس من مصلحة ‘حماس′، ولا قطاع غزة، ولا يمكن أن يصنع أولئك المحاصرون ذلك في أحب الأقطار إلى أنفسهم، حيث هم الجيران والأنساب والأصهار، واعتمادهم على مصر في كل شيء. ومصر هي من أرسلت المئات من المعلمين والقضاة وضباط الشرطة والخبراء إلى قطاع غزة، ليرفعوا من مستواه، ويسدوا العجز فيه.
نعم مصر قدمت الكثير للعرب وللفلسطينيين، ولا ينكر أحد ذلك، ولكن الفلسطينيين، وإن جثم على صدرهم وفوق أرضهم الصهاينة، وكانوا أداة ترويع، وتهديد، وأداة قتل لآلاف من العرب، لا سيما المصريين، فكيف تنقلب الأوضاع، ليصبح هؤلاء الصهاينة هم الأصدقاء، وأهل غزة هم الأعداء؟ على الرغم من أن أهل غزة لم يتسببوا بأي أذى، وقد كانوا تحت الإدارة المصرية، ولم يكونوا قط الشرارة التي ذهبت بالشهداء وبالجنود المصريين (رحمهم الله) في حربهم مع العدو الصهيوني.
ففي عام 1948 كان رجاء الفلسطينيين وتوسلاتهم، بأن يمدهم العرب بالسلاح والعتاد، وهم قادرون على مواجهة العصابات الصهيونية، ولكن القرار العربي كان غير ذلك، ورُفض طلب الحاج أمين الحسيني رأس الحركة الوطنية الفلسطينية آنذاك (رحمه الله) وذهبت الجيوش، وكانت النكبة. وفي حرب 1956 لم يكن أهل قطاع غزة، وإن تم احتلاله كسيناء، سبباً في ما حل بمصر العزيزة، ولكن تكالب الغرب وحرصه على انتزاع قناة السويس من أصحابها، وكان مخلب القط للعدوان الثلاثي الصهاينة، بالإضافة إلى الإنكليز والفرنسيين. وحرب 1967، شرارتها كانت في تحويل مجرى نهر الأردن وإغلاق مضائق ثيران، وطرد قوات الطوارئ الدولية، التي أخذت مهماتها على الحدود وفي مضائق ثيران وفي قطاع غزة بعد الانسحاب الصهيوني في سنة 1956، وليس المحاصرين في قطاع غزة، وحرب 1973 لتحرير سيناء والجولان، وحتى حينما تم الانسحاب من سيناء بقي قطاع غزة تحت الاحتلال. ما ذنب قطاع غزة، اليوم، حتى تُكال لأهله، ولمن يديرونهم، كل هذه التهم، الأنفاق لم تكن رغماً عن الجيش المصري، ولا بعيداُ عن أعينهم، ولكنها أنفاق غير قانونية، تم غض الطرف عنها، حفاظاً على معيشة أهل القطاع، وعدم تجويعهم ورفع قدرتهم في الدفاع عن أنفسهم، وكل المسؤولين في مصر يعلمون ذلك. صحيح كانت هناك وجهتا نظر حول السياسة مع قطاع غزة، ولكن القرار الذي اتخذه الرئيس الأسبق حسني مبارك، أننا لا يمكن أن نجوِّع قطاع غزة، والسياسة العامة للجيش المصري كانت، كما اتضح أخيراً، في وثيقة المخابرات الحربية التعاون مع ‘حماس′ وليس محاربتها.
الإرهاب في سيناء، تسرَّب لنا منه جزء إلى القطاع، وليس العكس، ودارت بينهم وبين ‘حماس′ معارك لاتزال ذكراها حيةٍ وآثارها بادية. نعم، قد تكون هناك علاقة بين هؤلاء الناس وبعض من شاطرهم الفكر في غزة، ولكن هؤلاء لهم علاقات عابرة للحدود، في كل مكان. تهريب السلاح كان ولا يزال من سيناء إلى قطاع غزة، وليس العكس، فليس هناك من طريق لتزويد القطاع بالسلاح، سوى سيناء، وليس العكس يا سادة. وكثيرًا ما يقال تم الاستيلاء على سلاح شبيه بما تستخدمه ‘حماس′، وكأن الأمر حكر على ‘حماس′، نصف العالم يستخدم الأسلحة عينها!
هذه الافتراءات التي صورت ‘حماس′ قوة عظمى، ليواجهها الجيش المصري العظيم، حين يقال عنها إنها هي من قتل المتظاهرين، في أحداث 25 يناير، وهي من اقتحمت السجون وهي من أحرقت المساجد والكنائس، وهي وراء حماية ‘الاتحادية’ وقادة ‘الإخوان’، أيُعقل هذا؟ وحينما يطلب دليل، يقولون شارة ‘رابعة’ وعرض عسكري، وملابس مكتوب عليها ‘كتائب القسام’، أو أن القذيفة هي شبيهة بما يستخدمه ‘القسام’ أو عندنا الأدلة، ولا نريد البوح بها! لكنهم يومًا لم يقبضوا على أي من أبناء ‘حماس′ أو ‘الكتائب’، ولا حتى من أبناء قطاع غزة، لأن أبناء قطاع غزة، تحديدًا أو الفلسطينيين عموما، لن يفعلوا شيئاً من ذلك، لمعرفتهم مكانة وتأثير وأهمية مصر، بالنسبة لكل واحد منهم.
وقد نجد بعض الأفراد من هنا أو هناك، من لا عقل لهم، وهذا غير مستبعد، لكننا حتى اللحظة، لم نشاهد أيا من هؤلاء يفعل شيئاً ضد مصر العزيزة، وشهادة المشير طنطاوي وعنان تؤيد ذلك في هذا الصدد.
‘حماس′ حركة وطنية فلسطينية، تقدم قادتها قبل جنودها، شهداء، فهذا شيخها أحمد ياسين، وجمال سليم، وجمال منصور، والرنتيسي، والمقادمة، وأبو الهنود، وصلاح شحادة، واسماعيل أبو شنب، ويحيى عياش، وعماد عقل، وغيرهم المئات من الشهداء. وهناك ضحى عشرات آلاف بزهرات شبابهم في المعتقلات سجناء، من أجل وطنهم، ‘حماس′ حركة مجاهدة، ضربت تل أبيب والقدس بصواريخها، ومن قبل باستشهادييها، في كل مدن فلسطين، وقاومت وصمدت أمام الصهاينة في حربين (2009,2008) و 2012، ولم تصمد أمامهم جيوش عربية جرَّارة.
‘حماس′ حركة أصولها إخوانية، و’الإخوان’ في غير فلسطين حركة دعوية إصلاحية سلمية، وفي فلسطين حركة جهادية وطنية، لتحرير أرضها، وعودة شعبها . ‘حماس′ اقتصر جهادها على ثرى وطنها، وعملها بين أبناء شعبها، حيث وجدوا دعماً وحشداً لهم من أجل وطنهم، لم يصفها أحد بالإرهاب سوى عدوها الصهيوني، وداعميه، والخلاف السياسي في الإطار الوطني، أو القومي، يجب لا يتخطى حدوده، بإدانة المقاومة، أو المساس بها أو بقدراتها .
الذين يهاجمون ‘حماس′، لماذا لا يفعلوا ذلك ضد الصهاينة، وضد اتفاقيات كامب ديفيد، ووادي عربة، وأوسلو، والاتفاقيات التي اعترفت للصهاينة باغتصابهم لفلسطين، وحصر أولئك المهاجمين خلافاتهم بالطرق السلمية لإقامة دولة فلسطينية من بقايا الوطن. إن تصريحات الإعلاميين، والخبراء الأمنيين، وبعض السياسين، ضد ‘حماس′، ولدّ كراهية المصريين ضد الفلسطينيين، وليس ضد ‘حماس′ فحسب، خاصة أن الكثير من المصريين لا يعرفون ما هيَّ ‘حماس′، وما هيَّ ‘فتح’، ولا يعرفون الفصائل الفلسطينية، حيث أنه، منذ خريف 1967، فتحت أبواب مصر لفتح وتنظيمها، وحرمت كل الفصائل الأخرى من الوجود على أرض مصر، وحتى اللحظة لا يوجد للفصائل الفلسطينية جميعها سوى تنظيم ‘فتح’، أي وجود يذكر، لإبراز المعلومات، والتعريف بالقضية، ولا مكاتب سياسية، ولا منابر إعلامية، ولا وجود تنظيمي.
والإخوة في ‘فتح’ أغراهم هذا الوضع، واستغلوا الوضع المصري الشائك، وأكلوا اللحم الحرام، بدوافع سياسية، ومالأهم آخرون في الساحة الفلسطينية، انطلاقاً من أيديولوجيات حاقدة، تركها أصحابها، وجرّبها شعبنا طويلاً، ثم لفظوها. مع كل ذلك، ‘حماس′ ستبقى وفية لمبادئها، تعرف مصالحها، تحس بنبض شعبها، فلن تبادل العدوان بمثله، ولا الافتراءات الإعلامية بافتراءات مضادة، ولن تتدخل في شؤون أحد، أيا كان، خاصة مصر.
إن قطعوا الاتصال، سنحرص عليه، وسنبقي القنوات مفتوحة، فمصالحنا مع من يحكم، ويختاره الشعب المصري العزيز، ولا دخل لنا، من قريب أو بعيد، بسياسات مصر الداخلية، وسنوضح للعيان حقيقة الاتهامات بدون الفاظ نابية، ولا كلمات جارحة، ولن نقابل الإساءة بالإساءة، رغم كل الضرر الذي حصل لنا، وللمقاومة، وللشعب الفلسطيني في قطاع غزة.
فالحصارالصهيوني لنا هو الأطول في التاريخ البشري، ثماني سنوات طوال، وبسببه كانت الأنفاق، التي أمدت القطاع بالمال والسلاح والطعام والشراب والدواء ومواد البناء ومستلزمات الحياة، وبإغلاقها يعاني الجميع من فقدان كل ذلك، خاصة أن الدولة المحتلة قانونيا،ً لا تقوم بالتزاماتها اتجاه شعب تحت الاحتلال، وفرضت عليه حصارا،ً هي والراعية الدولية، حتى يقبل شروطاً سياسية تنتقص من حق شعبنا، وثواتبه الوطنية، ومستقبل أبنائه.
نحن ندفع نحو تمسكنا بحقنا في المقاومة، ورفضنا الاعتراف بالصهاينة، أو بالتزامات الآخرين اتجاه (إسرائيل)، والأمر ليس متعلقاً بنا كحماس، بل بمواقفنا السياسية، ولو ملنا عنها، لمالوا لنا. ولو ركنا اليهم، لأعطونا أكثر مما يعطون الآخرين، ولكنه الوطن، لكنه الدين، لكنه المقدّس.
لماذا كل هذا؟ سألني ذلك السفير الروسي، وغيره الكثير، قلت: هناك عدة أسباب، نستطيع أن نوردها، وقد يكون أحدها أو بعضها أو كلها:
1. اختلاق عدو خارجي، لتوحيد الجبهة الداخلية حوله، وجعل الناس يعتقدون أن مشاكلهم تأتي من خارج الحدود، وليس من داخل البلد. وهذا هدف في السياسة يمكن تفهمه، خاصة اذا كان العدو ذا كيان هش، لا يقدر على المواجهة، أولا يستطيع أن يدافع عن نفسه. بعد الحرب الباردة جعلت الولايات المتحدة الامريكية بن لادن عدوها المركزي، وباتت تطارده في كل مكان. وهذه مسألة لا نستطيع حيالها فعل شيء، الا التذكير بأننا لا يمكن أن نكون عدواً محتملاً، فمصالحنا وتاريخنا وعلاقاتنا تأبى ذلك، حتى لو فرضت علينا، فرضًا، فلن نقابل السيئة بمثلها.
2. ارتباط ‘حماس′ بالإخوان: من المعلوم أن الهجوم على ‘الإخوان’ بدأ مبكراً وتأخر الربط بيننا لبعض الوقت وهذا الأمر ليس بالجديد، فلم يقل أحد غير ذلك. وإن غابت العلاقة العضوية التنظيمية، بل إن منهج ‘الإخوان’ إصلاحي، دعوي خيري، أما ‘حماس′ فحركة وطنية فلسطينية مقاومة، تواجه احتلالاً لأرضها، وشعبها لاجئ مشردّ، فأولويات ‘حماس′ الوطنية بعيدة عن أولويات بقية ‘الإخوان’، في أقطارهم المختلفة، وكما يعلم الجميع فإننا أقمنا علاقات ممّيزة مع الحكومة السورية، وهي معادية للإخوان، بل تحكم قوانينها عليهم بالإعدام.
3. التزامات تجاه الصهاينة، أقلها الاتفاقيات الموقعة، وحركتها والضغوط الأمريكية، وكلنا يعلم أن ضغوط الصهاينة والأمريكان لا تتوقف على مصر والعرب، حتى تُنبذ ‘حماس′ ويبقى حصارها.
4. ‘حماس′ والفلسطينيون الطرف الأضعف والهجوم عليهم والاتهامات لهم، بل إيذاؤهم، لا يترتب عليه ضرر داخلي في مصر، تخيل لو حدث هذا مع أي قطر عربي، خاصة إذا كانت فيه عمالة مصرية ظاهرية، خذ مثلا الخلاف مع الجزائر على الكرة، كم كلّف مصر من خسائر في الاستثمار والعمالة المصرية؟ أما نحن، فالمثل المصري يقول (الحيطة الواطية) هؤلاء هم نحن.
5. هروب بعض الأجهزة من تحملها لمسؤوليتها، وأسهل شيء فبركة الاتهامات والإكثار من الإشاعات وفتح بوابة القنوات الفضائية، وأضرب لذلك أمثلة:
ابتدأت حكاية اتهام ‘حماس′ بتفجير كنيسة القديسين، وثبتت براءة الحركة، وكذلك بقتل ثوار 25 يناير، وتسريبات المكالمات المفبركة، وقضية اقتحام السجون، التي حققت فيها لجنة تقصي الحقائق، ولم تذكر كلمة واحدة عن ‘حماس′، سوى هتاف بعض البدو لها أمام سجن وادي النطرون، الذي ليس فيه أي أجنبي، حسب شهادة الدكتور سعيد محمد عبد الغفار، الواردة في تقرير لجنة تقصي الحقائق، التي شكلها المجلس العسكري.
اتُهمت ‘حماس′ بقتل الجنود في رفح والشيخ زويّد، ثم ألقوا القبض على القاتل، حسب بيانات الجيش المصري ووزارة الداخلية.
حادثة الاعتداء على المستشار الزند، واتهام خمسة شباب بأنهم من ‘حماس′، وبعد ذلك تبين كذب الادعاء، وأنهم مصريون، إلا واحدا، كان مصرياً من أصل فلسطيني، وليس له انتماء سياسي.
السبعة المرحّلون من مطار القاهرة، واتهامهم واتهام ‘حماس′ بحمل خرائط وصور لأماكن استراتيجية، ثم تبين غير ذلك، وتم تسفيرهم إلى غزّة.
الادّعاء بإرسال ‘كتائب القسام’ مرة 300 عنصر ومرة أخرى 7000 عنصر، لحماية د. مرسي، وقصر الاتحادية، ثم غاب الخبر لانتفاء الأثر، ولم يوجد عنصر واحد من ‘كتائب القسام’ في مصر، ولم يشاهد أحد هذه الآلاف.
فتنة الخصوص، والكاتدرائية بالعباسية، واتهام ‘حماس′ و’كتائب القسام’، ثم يقدم للمحاكمة غيرهم ممن تسبب فعلاً، في الحادث، ثم سكت الصحافي الذي أطلق الإشاعة.
خطف الجنود السبعة، سرعان ما اتهم الخبراء العسكريون ‘حماس′ باختطافهم، وتبيّن، بعد إطلاق سراحهم، غير ذلك.
ومن النماذج التي تداولتها الصحف ووسائل الإعلام المصرية المسموعة والمرئية، قصة الفلسطينيين الأربعة، من عائلة حجّاج وعيّاد، والادعاء أنهم من ‘حماس′، وتم إلقاء القبض عليهم، وبحوزتهم سلاح ومتفجرات في المقطم، بمقر جماعة ‘الإخوان المسلمين’، وتبيّن كذب ذلك.
ادّعوا كذلك أن حراس المرشد، عند ظهوره في ميدان رابعة، كانوا فلسطينيين، وسمّوا ثلاثة منهم، على أنهم من ‘كتائب القسام’، وتم القبض على المرشد، ولم يكن معه أحد، وتبين بعد ذلك أن بعض الأسماء المذكورة لم يدخل مصر، إطلاقاً، وأحدهم مر عبر مصر متوجهاً للعمرة.
اتهم البعض ‘كتائب القسام’ بحماية ‘رابعة’ واعتلاء العمارات، وزعموا وجود فلسطينيين كُثرُ في الاعتصام، ولم يعتقل، ولم يتهم أي فلسطيني، عوضا عن كونه من ‘كتائب القسام’، وبشهادة وزير الداخلية نفسه، بعد فض ‘رابعة’.
ردّد بعض الخبراء الأمنيين والإستراتيجيين مقولة اختباء قادة ‘الإخوان’، مثل محمود عزت، وأسامة ياسين، وعصام العريان والبلتاجي، في غزة، وتبين عند اعتقال بعضهم، كذب الرواية وسخفها.
ومثال آخر، ما نشرته ‘الأخبار’ الجريدة شبه الرسمية بتاريخ 28 يناير/كانون الثاني 2014، من أن حركة ‘حماس′ قامت بإرسال ‘كتائب القسام’ بقيادة المجاهد أحمد الجعبري، إلى مصر، لتخريب احتفالات الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير المجيدة، مع العلم أن الجعبري استشهد في شهر 11/2012. وما يشاع، أخيراً، من أن الرصاص المستخدم في قتل الثوار هو الرصاص الذي أرسلته مصر للشرطة الفلسطينية، في 2007، وللأسف هذا الرصاص وجّهته الأجهزة الأمنية التابعة لحركة ‘فتح’ إلى صدور إخوانهم أثناء الفتنة الداخلية، ولم يُسلّم لحماس منه شيء، والرصاص بأيدي مقاومينا ليس رصاصًا مصرياً قطعاً، وغيرها الكثير.
6. الخلافات الداخلية الفلسطينية، وكون مصر الراعي للمصالحة، وهم أكثر الأقطار تأثيراً في الساحة الفلسطينية، لا سيما في قطاع غزة، فقد تم تسريب المئات من الأخبار الكاذبة، والروايات المزعومة، وتم نشر مئات من هذه التسريبات. وتم ذلك، سواء بالاطار الحزبي أو الإطار الرسمي، فسفير فلسطين، مثلاً، لا تمر حادثة إلا ويدعو ‘حماس′ لعدم التدخل في الشأن المصري، وهو يعلم ألا علاقة لحماس بالشأن الداخلي، ولكنه لمز من طرف خفي، وكذلك يفعل الرئيس الفلسطيني، فهو لا يكل عن دعوة ‘حماس′ بعدم التدخل في الشؤون العربية، ولعله أيضاً، يعلم من هم الذين يتدخلون في الشأن العربي، ويؤيدون أطرافاً على حساب أطراف اخرى. وهناك فئة أخرى، ألفت النفاق، طلباً في الرضى، على حساب شعبهم ومبادئهم، ووالله إن من يفتحون لهؤلاء القنوات الفضائية والجرائد لا يرضون لهم هذه الوقفات، ويستهجنون تلك المواقف، لأنه في النهاية، المتضرر الوحيد من كل ذلك هو الشعب الفلسطيني.
‘حماس′ أيها الأخوة، ممنوعة من دخول مصر، منذ عقود، ولا ندخلها إلا بالتنسيق الأمني، حتى في فترة رئاسة الدكتور محمد مرسي، ولا وجود لحماس في مصر، لا مكاتب ولا مؤسسات ولا مراكز معلومات، والشعب المصري لا يميّز بين ‘فتح’ و’حماس′، والدليل على ذلك ما حصل مع سائق نبيل شعث، حيث سجن أسابيع بتهمة ‘حماس′ وهو مصري، ولكنه كان يحمل كوفية مكتوبا عليها ‘حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) إقليم مصر’، فضرب ضرباً مبرحاً على أنه جعل مصر إقليماً عند ‘فتح’.
إلى ذلك، هناك من يناشدنا بأن نعلن انتماءنا الوطني، ونبتعد عن تنظيم ‘الإخوان’ الفلسطيني، ذلك التنظيم الذي أُنشئ في فلسطين عام 1936، ولازال ممتدًا، حتى يومنا هذا، وهو تنظيم مستقل، إدارياً وتنظيمياً، وقيادةً وأعضاء، ولم نتعامل مع ‘الإخوان المسلمين’ في مصر، إلا من خلال قنوات الدولة الرسمية، فإن هي سمحت اتصلنا بهم وبغيرهم، وإن منعوا امتنعنا.
7. ما اعترف به أخيرا محمد دحلان بأن له رجالاً وطنيين في مصر، وأنه هو من ساهم في تقويض ‘الإخوان’ في مصر والخليج، وأنه يقدم المساعدة في هذا الصدد، وهذا صحيح لأن مجمل ما عند الإمارات من تقارير يزودهم بها دحلان، وتم تمريرها إلى الإخوة في مصر هنا، وكانت هذه المعلومات لدينا معلومات يقينية، ولكن بعد أن ذكرها محمد دحلان بنفسه، في دفاعه عن ذاته، بعد اتهامات أبو مازن له، باتت دليلاً على من يتدخل في شؤون الآخرين.
8. وجود علاقة بين ما يحدث في سيناء وبعض المتطرفين في قطاع غزة، والعلاقة قد تكون تدريباً أو تسليحا أو معلومات، أو غير ذلك، و’حماس′ مسؤولة عن قطاع غزة. وبحكم الأمر الواقع، هي مسؤولة عن كل ذلك، فهي مطالبة ببذل كل الجهد لسد كل ضرر، يأتي من القطاع، وهذه مسؤولية ‘حماس′ عليها أن تتحملها وتقوم بها، وهي تفعل ذلك. ولكنها لا تستطيع ضمان الأمن 100′، حتى إن بذلت من الجهد أقصاه.
9. غسل اليد من القضية الفلسطينية (مالنا ومالهم)، و(واللي يلزم البيت يحرم على الجامع)، و(عندنا ما يكفينا من المشكلات)، وأرجو أن أكون مخطئاً في كثير مما ذكرت.
في النهاية، أروي طرفة لصعوبة حقيقة ما يشعر به الفلسطيني، ذلك أنه جاء إبليس ينصح ابنه، قائلا: يا بني لا تظن إغواء البشر بالأمر اليسير… إغوه بالنقود، إذا كان فقيراً، وإذا قام للصلاة ذكّره بدفء السرير، وإذا كان مزارعاً اذكر له سرقة الحمير، وإذا كان مهندسا أغوه بالإسمنت والجير. فقال ابن إبليس الصغير، يا أبتي وإن كان فلسطينياً؟
فبكى إبليس الكبير وقال لابنه لا تكن شريراً، دع الفلسطيني فأمره عسير، وفي دنياه يعيش في سعير، دعه يا بني فعمره قصير.
المقاومة أمل أسرى "الدفعة الرابعة"
بقلم محمد ياسين عن المركز الفلسطيني للاعلام
واهم بنيامين نتنياهو إن ظن أن الشعب الفلسطيني سيفرط بحرية أسراه مهما بذل في سبيل ذلك من تضحيات، وواهم أكثر إن ظن أن المقاومة الفلسطينية ستترك الأسرى رهائن مفاوضات التسوية ومبادرات إنعاشها بما يحفظ ماء وجه قيادة السلطة الفلسطينية ويستر عورة مضيها في طريق المفاوضات الذي أفضى لالتهام الأرض بالاستيطان, واستباحة المقدسات بالاقتحامات اليومية, وغير ذلك من صور التغول الإسرائيلي على الفلسطينيين.
كانت وستبقى المقاومة وحدها أمل الأسرى القابعين في سجون وزنازين الاحتلال البغيض نحو الحرية، وصفقات التبادل خير شاهد على ذلك، لا سيما صفقة وفاء الأحرار التي حطمت الأغلال عن معاصم الرجال وكسرت معايير وشروط حكومة الاحتلال التي حاولت عبثًا من خلال إطالة أمد المفاوضات بشأنها أن تنال من عزيمة المقاومة لتفرط بصيدها الثمين وقتذاك, لكنها أبت إلا إخضاع نتنياهو وحكومته لشروطها.
إن المفاوضات التي تجاهلت ملف الأسرى على مدار سنوات طويلة فتحت شهية سلطات الاحتلال الإسرائيلي لممارسة أبشع أشكال التعذيب النفسي والجسدي بحقهم, حتى بات الإضراب المفتوح عن الطعام لفترات طويلة سبيلهم الوحيد للفت أنظار مدعي حقوق الإنسان في العالم لمعاناتهم، ووسيلتهم المتاحة لتحدي جبروت السجان وإجباره على تحسين ظروف اعتقالهم وفق ما تنص عليه المواثيق والمعاهدات الدولية.
مرّت سنوات المفاوضات الطويلة وأربابها يتنقلون من عاصمة لأخرى، ومن فندق فاخر لآخر، بينما أسرى ما قبل اتفاقية أوسلو الموقعة عام 1993 يرزحون في زنازين مظلمة يحرقهم الشوق لشمس الحرية ويكوي قلوبهم الحنين للأهل والأحبة، ولسان حالهم: لئن خابت الآمال بمفاوضي فنادق الخمس نجوم فإن الرهان على فرسان الخنادق وحافري الأنفاق يبعث الأمل في النفوس, فضلاً عن كونه أثبت جدواه في محطات عديدة.
إن الشعب الفلسطيني الذي يحيي عما قريب يوم الأسير الفلسطيني في السابع عشر من إبريل الجاري ليبرق برسالة عز وشموخ لأسراه البواسل، أن فجر الحرية قادم، وأن المقاومة ماضية في طريقها لتحرير الأسرى كل الأسرى، لا سيما أصحاب الأحكام العالية ومن أمضوا سنوات طويلة خلف قضبان الاحتلال، وإن غدًا لناظره قريب.
قاضيان ولائحة اتهام واحدة
بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
القاضي الأول في محكمة إسرائيلية يصدر حكماً باستمرار اعتقال الزميل الإعلامي محمد منى وتجديد الاعتقال الإداري، والقاضي المعني ضابط إسرائيلي أصدر حكمه في محكمة تقع وسط أحد المعسكرات التي تتبع للاحتلال.
الاعتقال ليس جديداً على الزميل محمد بل سبقه بأشهر قليلة أن تم الإفراج عنه من سجون السلطة وقبلها بفترة قصيرة خرج من سجون الاحتلال أيضاً، وأصدر قاض احتلالي قراراً باستمرار اعتقاله بتهمة التحريض على الاحتلال والدعوة للمقاومة وأسباب سرية لم يدلِ بها القاضي الإسرائيلي.
إلى هنا انتهى دور قاضي المحكمة الإسرائيلي لكن هناك من حمل التهمة واللائحة وارتدى ثوباً فلسطينياً ليصدر ايضاً حكماً جديداً على الزميل محمد بالاعتقال لمدة ثلاثة شهور بتهمة "إثارة النعرات الطائفية".
اللائحة واحدة و"المتهم" ذاته أمام قاضيين، الأول مستوطن أصدر الحكم بزي عسكري في مستوطنة إسرائيلية والثاني فلسطيني أصدر حكمه من محكمة الصلح في نابلس دون أدنى حس وطني أو شرف لمهنة القضاء الفلسطيني التي خرجت لنا كوكبة من القضاة الشرفاء والشهداء آخرهم القاضي الفلسطيني رائد زعيتر الذي رفض استفزازات الاحتلال وتصدى لها ليرتقي شهيداً.
القاضي الذي أصدر حكماً في نابلس ضد الزميل محمد فتح الباب من جديد ، الفلسطيني الجديد الذي أصبح يعتلي المناصب ويتقدم نحو منصة القضاء، فهل نجح الاحتلال والمنسقون الأمنيون الأمريكيون في خلق الفلسطيني الجديد وتسليمه المناصب في سلك القضاء، مما فتح الباب أمام التساؤل هل ذاته الفلسطيني الجديد الذي لم نسمع صوته في نقابة الصحفيين في رام الله؟.
الفلسطيني الجديد يخاطبنا بلغة في المساء ويرفع صوتاً آخر صباحاً، فهو يطالب بإطلاق سراح الزميل محمد من سجون الاحتلال ويصدراً بياناً باسم ما تسمى نقابة الصحفيين قبل أيام يدين تجديد اعتقال الزميل محمد من قبل الاحتلال وهو ذاته الذي بلع لسانه أمام قرار المحكمة الفلسطينية في نابلس.
الحال ذاته ينطبق على بعض مؤسسات حقوق الإنسان وبعض الفصائل التي تتقن فن كتابة البيانات الصحفية عندما يتعلق الأمر ببعض السلوكيات الخاطئة هنا وهناك وبعضها يدخل في باب الاجتهاد ويتصدر المواقع الإعلامية والتلهي "الفيسبوكي" على صورة علقت في أحد الشوارع.
الإعلاميون الفلسطينيون بحاجة إلى فتح ملف نقابة الصحفيين وتوحيد الجسد الإعلامي وتحريره من مقر الكلية الأمنية في أريحا لتبني القضايا الإعلامية الوطنية والدفاع عنها في وجه الممارسات القمعية في كل مكان بغض النظر على مرتكبها، وأن ترى بعض الفصائل والمؤسسات الحقوقية بذات النظارة لانتهاكات حقوق الإنسان بغض النظر على مرتكبها.
بخمسين
بقلم ديمة طهبوب عن فلسطين الان
كما لو كان رسول الله صل الله عليه وسلم بين ظهرانينا اليوم يرى ما نرى ويشهد ما نشهد فيصف الأوضاع صادقة مفصلة بكل الأبعاد وأدق التفاصيل بوحي رباني قبل أكثر من 1435 عاما «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب ويكذب فيها الصادق ويؤتمن فيها الخائن ويخون فيها الأمين وينطق فيها الرويبضة قيل وما الرويبضة قال الرجل التافه ينطق في أمر العامة»، نقاط تنطبق على حياتنا واحدة تلو الأخرى حتى اكتملت لدينا وعلينا كل ملامح الخداع والوقوع في الخديعة والأسوأ من ذلك أننا رضينا بها! نراها أمامنا وندور في حلقتها المفرغة ولا نفعل شيئا لاستنقاذ أنفسنا! وماذا تنفع النبوءات في تحذير أمة قد أصبحت كغثاء السيل وأصابها الوهن؟!
ولكن الله لا يحكم على عباده بالهلاك حتى مع ضعفهم واستكانتهم فلا بد في كل زمن أن تكون هناك ثلة من الآخرين كما كانت هناك ثلة من الأولين ولا بد أن تتدافع سنن النصر والهزيمة حتى يغلب إحداهما الآخر بناء على أحوال البشر.
ولكن الرسول كما تنبأ بعلم الله بهذه الأحوال المتردية والمصائب المتتابعة والنفسيات المنهزمة فتح طاقة نور وبصيص أمل وألقى بذرة تنتظر من يزرعها لتثمر فقال «أجر العامل منهم بخمسين منكم»، وفي الحديث أبعاد كثيرة يجب الوقوف عليها، فالرسول استثنى من الوهن والحالة الغثائية فقط العاملين، لم يقل الباكين، لم يقل المحروقة قلوبهم، لم يقل الصالحين المتعبدين، لم يقل أصحاب الدعاء والابتهال، قال العامل والعامل فقط وأي أجر ذلك الذي ينتظر العامل؟ تخيل أنك في زمننا هذا الذي يبذل المرء فيه جهودا جبارة للحافظ على دينه وإيمانه قد تساوي خمسين من الصحابة وأنت الذي تطمح أن تكون خيطا في عباءة أبي بكر أو درة في يد عمر أو بنظرة من عثمان وعلي! من أنت لتُقارن مع خالد بن الوليد بل تفضله؟! ماذا قدمت ليطيش ميزانك على ميزان جعفر وزيد وغيرهم من كبار الصحابة؟
لقد فسر رسول الله سبب الأجر العجيب والقدر النبيل فقال لأننا في زماننا لا نجد على الخير أعوانا! فلو نظرنا حولنا لرأينا أن أكثر الناس مع حرصنا ليسوا بمؤمنين وليسوا بمصلحين وليسوا بمحسنين وليسوا بمهتدين فكان لا بد لأجر العامل أن يكون بهذه الضخامة والعظمة لصعوبة الظروف المحيطة التي تثبط المرء أن يستنكر الباطل حتى بقلبه فهو ينصح بالسكوت لأن الحيطان لها آذان!
كم نردد أن الانسان العربي المسلم رخيص ودمه مهدور وحقوقه مغتصبة ونرى ذلك كله في واقعنا؟! فكيف يكون وزنه وقدره وسعره بخمسين من الصحابة؟!
إن المنزلة ليست مطلقة وما رخصنا ورخص دمنا وحقوقنا إلا عندما تركنا العمل ورضينا بأن نعيش سنوات خداعات يحكمنا فيها الروبيضات، يومها أصبح سعرنا بلا قيمة بعد أن كان الواحد منا بخمسين صحابيا! ولكن المنزلة قد تعود وتمنح لكل من يرفض أن يعيش في دوامة الخداع ولكل من يعمل على إزالته.
عريقات: حماس لم تكن _ولن تكون_ إرهابية
بقلم عصام شاور عن فلسطين اون لاين
قال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" الدكتور صائب عريقات: "إن رئيس السلطة محمود عباس واللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير يرون حركة حماس حركة فلسطينية لم تكن _ولن تكون_ حركة إرهابية"، تلك الكلمات دون سواها مما قاله قادة وخبراء ومتخصصون في مؤتمر "إستراتيجيات المقاومة"، الذي عقده مركز "مسارات" أمس الأول في مدينة رام الله؛ انتشرت كالنار في الهشيم في الصحف المصرية والعربية، ولكن بعض الصحف والمواقع الإلكترونية في الضفة الغربية تجاهلت أقوال عريقات تجاهلًا يبدو متعمدًا.
توجيه تهمة "الإرهاب" إلى حركة حماس لم يصدر إلا عن طرفين اثنين فقط : الكيان العبري والسلطات الانقلابية في مصر، وبذلك تكون تصريحات عريقات التي عبرت عن رأي "الرئاسة الفلسطينية" و"اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية" ردًّا على الاحتلال الذي يضع (فيتو) على المصالحة الداخلية، وعلى سلطات الانقلاب والقضاء الانقلابي في مصر الذين اتهموا الحركة بالتدخل في الشؤون المصرية الداخلية، والضلوع في أعمال عنف بسيناء.
الوثيقة المسربة والصادرة عن إدارة المخابرات الحربية المصرية موقعة باسم اللواء محمود حجازي أثبتت قطعًا براءة حماس من كل الاتهامات التي صدرت عن القضاء المصري الانقلابي والجهات الرسمية، وأكدت براءة حماس من كل الفرى التي بثها إعلام الفساد المصري، أقوال عريقات جاءت مكملة لإنصاف حركة حماس، ولإسكات الأصوات الفلسطينية المتساوقة مع الانقلاب والإعلام الانقلابي في مصر.
بعض المواقع والصحف الفلسطينية تجاهلت تصريحات مهمة لعريقات؛ لأنه يتحدث لمصلحة حركة حماس، ولكنها لا تتوانى عن نقل شائعات مغرضة ومسيئة إلى حماس والمقاومة الفلسطينية تصدر عن نكرات تابعة للانقلاب في مصر، وهذا دليل على افتقادها نهائيًّا النزاهة والشفافية والاستقلالية التي تدعيها.
ختامًا إنه لابد من تأكيد أن ما قاله عريقات يساعد على تحقيق الوحدة الوطنية وإنهاء حالة الانقسام، ويشكر عليه، ونأمل ألا تتعارض أقواله وتصريحات لاحقة من داخل منظمة التحرير، أو التنصل منها بسبب ضغوط قد تصدر عن سلطات الانقلاب المصرية.