النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 11/05/2014

  1. #1

    اقلام واراء محلي 11/05/2014

    في هذا الملـــــف:
    أميركا تتحمل المسؤولية الأولى عن انهيار عملية السلام
    بقلم: حديث القدس – القدس
    تحولات مفزعة في عالم الإرهاب!
    بقلم: يوسف الديني – القدس
    لماذا تفتح إسرائيل النيران على "مارتن إنديك" ؟!
    بقلم: هاني حبيب – الايام
    ماذا بعد فشل المفاوضات؟
    بقلم: حمادة فراعنة – الايام
    لماذا التباطؤ في إجراءات المصالحة؟
    بقلم: أكرم عطا الله – الايام
    تغريدة الصباح - التغريدة المرعبة
    بقلم: حنان باكير – الحياة
    قراءة في انتخابات بيرزيت
    بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
    الاعلام الالكتروني لا يمكن السيطرة عليه.. يمكن المشاركه فيه
    بقلم: د.ناصر اللحام – معا




    أميركا تتحمل المسؤولية الأولى عن انهيار عملية السلام
    بقلم: حديث القدس – القدس
    قدم المبعوث الاميركي الخاص مارتن انديك أول رواية علنية حول الجهد الأميركي الفاشل للتوصل الى اتفاق سلام في موعد أقصاه 29 نيسان الماضي كما طلبت واشنطن لدى استئناف المفاوضات بعد توقف طويل. وقد حاول انديك ممارسة السياسة الضبابية حين ادعى ان الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي يتحملان مسؤولية فشل المفاوضات: اسرائيل بسبب سياسة الاستيطان والسلطة الوطنية بسبب طلبها الانضمام الى 15 اتفاقية دولية بالاضافة الى نقاط أخرى أقل أهمية.
    ينسى انديك ان الانضمام الفلسطيني الى عدد محدود من المعاهدات الدولية إنما جاء في مرحلة متأخرة للغاية وبعد ان وصلت المفاوضات الى طريق مسدود بل ان الانضمام أساسا جاء ردا على فشل عملية التفاوض بسبب الاستيطان وغيره من الممارسات الاسرائيلية وخاصة عمليات التهويد بالقدس ورفض اسرائيل الاعتراف او القبول بمرجعية حدود حزيران 1967، فكيف يقول او يدعي ان هذا الانضمام كان أحد أسباب انهيار المفاوضات.
    والأسوأ من هذا كله في تصريحات انديك هذه أن مسؤولين اسرائيليين يدّعون انه والادارة الاميركية على علم مسبق بأن الاستيطان مستمر ولن يتوقف بل وأن انديك نفسه كان يعرف سلفا بتفاصيل عمليات الاستيطان وإعداد المباني ومواقعها ولا يمكنه الادعاء ان الاستيطان كان أحد أسباب انهيار المفاوضات.
    من الواضح ان تصريحات انديك حول تحميل فلسطين واسرائيل مسؤولية الفشل غير دقيقة لانه يخلط بين الجلاد والضحية ويساوي بين المحتل والذي احتلت أرضه ويحاول عدم توريط نفسه او إدارته في قول الحقيقة وهي ان اسرائيل هي السبب الرئيس كما كانت سابقا وحاليا، في انهيار عملية الحل السلمي، وكان الجانب الفلسطيني الذي أوقف عملية التفاوض بسبب هذه السياسات الاسرائيلية قد استجاب للطلب الاميركي والوعود الاميركية باستئناف التفاوض والتوصل الى حل خلال الأشهر التي انتهت في 29 نيسان الماضي.
    واذا كان انديك عاجزا عن قول الحقيقة فان الكل يعرف ان واشنطن هي المسؤولة بالدرجة الأولى عن الفشل لانها لا تقول الحقيقة أولا، ولانها لا تقوم بدورها ومسؤولياتها في الضغط على الطرف المعطل فعلاً وتجبره على الحل العادل الذي ينسجم مع الشرعية الدولية ثانيا . لماذا تواصل واشنطن هذا الانحياز الأعمى لدعم اسرائيل ومواقفها وهي التي تعرقل عملية السلام وتضع المنطقة على فوهة انفجار قد يتهدد المنطقة والمصالح الأميركية ؟ اننا ندرك مدى النفوذ الذي يتمتع به اللوبي الصهيوني وأنصار اسرائيل داخل الولايات المتحدة، لكن هذا يجب الا يمنع واشنطن من الدفاع عن مصالحها وسياساتها في الشرق الأوسط وإنما يفرض عليها ان تقول الحقيقة على الأقل، وهي أن اسرائيل تتحمل المسؤولية . وفي المقابل فإن هذه المواقف الأميركية والاسرائيلية المتكررة تفرض علينا كفلسطينيين بالدرجة الأولى تقييم الوضع واستخلاص العبر حتى لا نظل ندور في الدوامة التي لا مخرج منها.

    تحولات مفزعة في عالم الإرهاب!
    بقلم: يوسف الديني – القدس
    هل ثمة صحوة أوروبية متأخرة فيما يخص موضوع الإرهاب؟! المؤشرات تقول: نعم، إنها بداية صحوة متأخرة سببها الخوف على الذات أكثر من كونها تصورا واعيا لحجم وخطورة وارتداد العنف المسلح من قبل المجموعات المسكوت عنها أوروبيا لزمن طويل، بسبب محاذير فيما يتصل بحقوق الإنسان.
    قبل فترة وجيزة ثارت ضجة في النرويج بسبب اعتقال شاب نرويجي من أصل باكستاني، بعد إصابته في معارك بسوريا، وقبلها صرح شاب نرويجي من أصول عربية بنفي الإرهاب عن مشاركته في القتال قائلا: «نحن نقاتل نظاما يذبح الأطفال والنساء.. لا وجود للإرهاب هناك»!
    وإذا كانت المصادر تتحدث عن عدد لا يزيد على الـ20 مقاتلا يحملون الجنسية النرويجية، فإن رد الفعل كان سريعا، حيث تستند السلطات النرويجية إلى القانون رقم «147 - د» الخاص بمكافحة الإرهاب، الذي ينص على «السجن ست سنوات لكل من يقوم بتأسيس أو تكوين أو المشاركة أو تجنيد أعضاء أو تقديم الدعم المالي أو الدعم اللوجستي، لمنظمة إرهابية تقوم بأعمال غير قانونية».
    هذا التشريع النرويجي مثير للإعجاب رغم ضآلة حجم المشاركة، إلا أنه يعد خطوة أولى في حرب وصفها منذ سنوات العاهل السعودي الملك عبد الله بأنها حرب طويلة جدا.
    «داعش» التنظيم الإرهابي، الذي جمع بين عنف «القاعدة» وسلوك العصابات واستقطاب كوادر عالمية، بل الإعلان عبر «تويتر» وشبكات التواصل الاجتماعي على الإنترنت طلب وظائف للالتحاق به، أصبح نقطة جذب للمقاتلين الأجانب أكثر من العرب، بسبب اختلاف نمط التجنيد بين الإرهابيين القادمين من الغرب، والشباب العربي، فالمقاتلون العرب يجري تجنيدهم عبر تكنيك التنظيم الشبكي القائم على اصطياد الكادر من ضمن قائمة المعارف، بخلاف الكوادر الغربية التي ترتبط عادة بخلايا نائمة سابقا، والآن بعد عولمة الإرهاب وتحول «القاعدة» وأخواتها إلى شبكة عابرة للحدود، يجري التجنيد بشكل شخصي عبر الإنترنت وبأعداد محدودة قائمة على جاذبية الفكرة واصطياد لحظة «سقوط نفسي» ما (هناك العديد من الفتيات والشبّان الغارقين في أسلوب الحياة الغربية، انضموا إلى (داعش) خلال الأشهر الماضية).
    الأزمة السورية كما أفرزت أنماطا جديدة من التحالفات السياسية، والتبريرات الثقافية للدفاع عن النظام الأسدي، أفرزت نوعيات جديدة من المقاتلين غير التقليديين، لذلك تغيرت جغرافيا العنف بشكل يستدعي قراءات جديدة لهذه التحولات الكبيرة في العقل الإرهابي خلال ثلاث سنوات من الأزمة السورية، وهو للأسف ما لم يحدث بشكل جاد للآن.
    هناك أكثر من 78 جنسية تقاتل في سوريا. وعلى مستوى المقاتلين العرب، هناك مفارقة جديدة بحاجة إلى تأمل طويل، حيث تراجع سلم الترتيب الذي كان عادة ما يملؤه المقاتلون من الخليج واليمن والدول الحدودية لمنطقة التوتر، لترتفع نسب مشاركة مقاتلين قادمين من دول «الربيع العربي»، وهو ما يعني عودتهم لاحقا إلى دولهم الأصلية، تخيل أن دولة بحجم تونس فقدت ما يقارب 2000 مقاتل، وليبيا 1500، ثم العراق، فالأردن وفلسطين ولبنان، بينما الأرقام تتحدث عن 700 سعودي وخليجي؛ أكثر بقليل من عدد المقاتلين من دولة كالشيشان!
    وهذه الأرقام رغم أنها أولية وتقريبية، فإنها تؤكد ما تحدثت عنه سابقا من تحولات كبيرة على الساحة الإرهابية في سوريا تعبّر عن «موجات جديدة» لا تشبه سابقاتها، ويمكن قراءة انخفاض الأعداد من الخليج والسعودية من زاوية تحول في إدراك عمق الأزمة، والتشريعات الجديدة، والوعي المجتمعي المتحسّن، لكنه يجب ألا يلهينا عن أن ثمة تغيرا على الأرض بسبب الصراع على الشرعية بين نماذج الإرهاب الجديدة من «داعش» و«النصرة» و«القاعدة»، إضافة إلى مسألة مهمة لدى المجموعات المتطرفة التي تحركها رموز شرعية، حيث تهتم بما يسمى «الراية البيضاء»، وهو مصطلح جهادي يعني شرعية القتال بعيدا عن أخطاء كالتي ترتكبها «داعش».
    الاتحاد الأوروبي يعتزم عقد اجتماعات ومؤتمرات مطولة عن ظاهرة الإرهاب الجديد، لا سيما بعد بروز مقاتلين أجانب (هناك الآن كتائب جهاد فرنسية، وكتيبة ألمانية باسم «ملة إبراهيم»!)، إضافة إلى ارتفاع العدد لمواطني الاتحاد الأوروبي ليصل إلى 1200 مقاتل، أغلبهم مع «داعش» التي تتميز بحدود جغرافية خاصة بها في هلال يمتد من شرق سوريا، ويشمل دير الزور فالرقة وإدلب، وصولا إلى اللاذقية، بينما تختص منطقة الغوطة بالمقاتلين العرب الذين لا يرحبون بالأجانب باعتبارهم كوادر عشوائية لا تمثل ثقافة وإرث «القاعدة» الذي يمتد لأربعة عقود.
    هذه التحولات في عالم الإرهاب تدعو لمخاوف كبيرة، وإذا كان الربيع العربي قد خلف فوضى وتشرذما مفاهيميا وقيميّا وسياسيا ما زلنا نصطلي بأواره حتى الآن، فهل يمكن لنا أن نتخيل عواقب «ربيع القاعدة» المقبل بقوة؟!
    لماذا تفتح إسرائيل النيران على "مارتن إنديك" ؟!
    بقلم: هاني حبيب – الايام
    مسكين السيد مارتن انديك، المبعوث الأميركي للسلام، فقد حاول مجدداً أن ينافق إسرائيل، بادعائه أن الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، يتحملان مسؤولية فشل العملية التفاوضية، مسكين انديك، فقد نافق مجدداً، غير انه اتهم بالنفاق ليس لنفاقه من خلال التوازن المفتعل في مسؤولية فشل المفاوضات، بل لأنه اعتمد على مصادر إسرائيلية موثوقة في ادعاء هذا التوازن المفتعل.
    من أهم مراكز صناعة القرار في إسرائيل، يعتبر معهد بحوث الأمن القومي الإسرائيلي على رأس المراكز الأكثر أهمية، وبحوثه ودراساته تعتبر مؤشراً للسياسة الإسرائيلية، ومرجعية أساسية لصناعة القرار السياسي الجوهري في الحرب والسلام، كما أن اللواء احتياط عاموس يادلين يعتبر من أهم الخبراء في الأمن القومي في إسرائيل.. هذا المعهد تقدم مؤخراً بمقترح للخروج من حالة الفشل التفاوضي، لكن ما يعنينا في سياق هذا المقال، المقدمة التي كتبها يادلين نفسه حول أسباب فشل العملية التفاوضية، معتبراً أن الجانبين، الفلسطيني والإسرائيلي، كل منهما يتحمل 40 بالمئة من المسؤولية، بينما تتحمل الولايات المتحدة 20 بالمئة من هذه المسؤولية. والأهم أن يادلين اعتبر استمرار العملية الاستيطانية، هي العنصر الأهم في تحميل إسرائيل تلك المسؤولية في فشل العملية التفاوضية.
    ويبدو أن السيد انديك، التقط ما جاء على لسان ومقترح يادلين، لكي لا يبدو وكأنه لا يدرك مخاطر تحميل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات، يبدو أنه اعتمد على ما جاء به يادلين، للتأكيد على تحمل إسرائيل مسؤولية فشل المفاوضات بسبب استمرار العملية الاستيطانية.
    لكن إسرائيل، لم تصف انديك بالنفاق فقط لأنه حاول أن يفتعل توازناً في المسؤولية، هو لصالح إسرائيل قطعاً، بل لأنه كان يعلم أن العملية الاستيطانية ستتواصل في ظل العملية التفاوضية ـ حسب ادعاء المسؤول الإسرائيلي لوكالة رويترز ـ بل ان إسرائيل أبلغت انديك في كل مرة تقرر بناء المزيد من الوحدات الاستيطانية بالتفصيل، عددها ومكانها، فلماذا هذا "الهراء" بتحميل انديك مسؤولية فشل المفاوضات بسبب هو يعلم انه تم الاتفاق عليه، وكان على علم ودراية كاملة بشأنه.
    المسؤول الإسرائيلي، فضح نفسه وهو يهاجم السيد انديك، مشيراً إلى أن المبعوث الأميركي أصرّ أكثر من مرة على ضرورة مشاركة الاجتماعات التفاوضية بين الجانبين، مع أنه يعلم أن هذه الاجتماعات "ثنائية" والغالب أن إصرار انديك على المشاركة في الاجتماعات، كان سبب الهجوم المستمر عليه، خاصة وأن المسؤول الإسرائيلي واصل فضح نفسه عندما قال ان الاجتماعات التي تمت بين الجانبين بدون انديك، كانت مثمرة وناجحة!!
    أكثر من ذلك، فإن المسؤول الإسرائيلي السبب الحقيقي وراء استقصاد انديك بهذا الهجوم النادر على مسؤول اميركي، عندما قال هذا المسؤول ان انديك لم يتمكن من إقناع عباس بأن يبدي المرونة المطلوبة لنجاح العملية التفاوضية!! وتفسير هذا القول، أن المطلوب من انديك مهمة واحدة وحيدة، إقناع الجانب الفلسطيني بالاستجابة للاشتراطات الإسرائيلية، وحيث أنه فشل في ذلك، نتيجة للموقف الفلسطيني الصلب، فإنه يستحق مثل هذا الهجوم الذي لا يأخذ بالاعتبار العلاقات الحميمية المشتركة بين تل أبيب وواشنطن، وهو الأمر الذي عبرت عنه مؤخراً مستشارة الرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي "سوزان رايس" لدى زيارتها قبل أيام لإسرائيل من أن واشنطن تستثمر بكل دولار تصرفه على أمن إسرائيل.. مع ذلك فإن الهجوم على انديك لا يشير إلاّ لحقيقة أن الأمر يتعدى المصالح المشتركة بين إسرائيل والولايات المتحدة إلى مصالح مطلقة لإسرائيل على حساب الدم والمال الأميركي، ويهودية مارتن انديك وخدماته لإسرائيل عندما كان سفيراً للولايات المتحدة لديها لم تشفع له عندما يتعلق الأمر برؤية الدولة العبرية لمصالحها!!
    ولن يرى انديك في الهجوم الإسرائيلي عليه أمراً غير معتاد، ذلك أن هذا الهجوم كان من نصيب الرئيس الأميركي ووزير خارجيته في أكثر من مرة وأكثر من مناسبة، ويشار بهذا الصدد، الى ان هذا الهجوم المكثف لم يكن مجرد رد فعل إسرائيلي على تصريحات ومواقف أميركية، بل انه ممنهج، ومتعمد، ويهدف إلى أخذ الموقف الإسرائيلي بالحسبان لدى مراجعة البيت الأبيض لسياسته إزاء العملية التفاوضية واستئنافها، ذلك أن هناك جهوداً أميركية لاستعادة المفاوضات من جديد بعد دراسة معمقة مستفيدة من التجربة السابقة، وعليه فإن إسرائيل كاستباق لمخرجات هذه المراجعة، تريد أن تضغط على واشنطن للتأشير على مراجعتها لتجربة العملية التفاوضية وبحيث يتم تجاهل الدور الإسرائيلي المؤثر في فشل هذه العملية عند الانطلاق لاستئنافها من جديد.
    الردود الأميركية الباهتة، والتراجعات المستمرة عن تصريحات كبار ساستها، شجع الإدارة الإسرائيلية، على المزيد من استهداف ساسة أميركا بالهجوم المستمر، وهذه إحدى علامات تراجع الدور الأميركي، وسقوط الرهان على أميركا، فهي إن رغبت فإنها لا تستطيع، وهذا كان لكي نقف بدورنا كفلسطينيين، ونقيّم مسيرة العملية التفاوضية بالرعاية الأميركية واستخلاص العبر، والعبرة الأساسية هنا سقوط الرهان على دور أميركي نشط ومتوازن!!

    ماذا بعد فشل المفاوضات؟
    بقلم: حمادة فراعنة – الايام
    هل فشلت المفاوضات؟ هل ماتت؟ هل يجب نعيها ودفن وقائعها وتمزيق أوراقها؟ هل يجب إزالة وقائعها من الذاكرة باعتبارها وصماً وعاراً في الجلوس مع رموز العدو وقياداته، ومناغشتهم حيناً، ومناكفتهم حيناً آخر والتصادم معهم إذا تطلب الأمر؟؟.
    المفاوضات وسيلة كفاحية تحتاج لقدرات؟ وفهم الحقوق؟ واستحضار الوثائق، ورصدها، والاعتماد عليها من أجل إقرارها على طريق تحصيلها، وهي لا تقل أهمية عن الوسائل المستعملة، بدءاً من الكفاح المسلح مروراً بخطف الطائرات، والانتفاضة الشعبية وانتهاء بالعمليات الاستشهادية، وهي وسائل متعددة استعملها الشعب العربي الفلسطيني طوال مسيرة كفاحه، وكل وسيلة لها إيجابياتها وعليها سلبياتها، ولكنها، مهما راكمت من نتائج ومهما أخفقت في تحقيق الهدف ولكنها تبقى وسائل وأدوات لتحقيق الهدف، والهدف الثنائي المزدوج الذي يناضل من أجله الشعب العربي الفلسطيني هو :
    1- حق العودة تنفيذاً لقرار الأمم المتحدة 194 واستعادة الممتلكات الفلسطينية المنهوبة المصادرة من قبل الدولة العبرية، في مناطق الاحتلال الأولى عام 1948، أي إلى اللد والرملة وحيفا ويافا وصفد وبئر السبع وفيها وعلى أرضها.
    2- إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفق قرار التقسيم 181، على حدود الرابع من حزيران، وعاصمتها القدس.
    المفاوضات فشلت بعد عشرين عاما، والكفاح المسلح أيضاً، بعد خمسين عاماً، والحركة الوطنية الفلسطينية والنضال الفلسطيني أيضاً فشل في هزيمة العدو، واجتثاثه، وهذا يعني أن شعبنا فشل في استعادة حقوقه ؟؟ ولذلك السؤال هو: هل نتوقف ونستكين؟ هل نتراجع؟ هل نسلم لعدونا بمشروعه الاستعماري التوسعي العنصري على أرضنا؟ الجواب بالقطع لا بل سيواصل شعبنا بمكوناته الثلاثة في مناطق 48، ومناطق 67 ومناطق اللجوء والشتات نضاله، كل حسب ظروفه، في إطار العمل المحدد بالعوامل الثلاثة :
    1- وحدة المؤسسة التمثيلية وهي منظمة التحرير باعتبارها الجبهة الوطنية الموحدة، التي تضم الجميع والكل الفلسطيني فتح مع حماس، والجهاد مع الشعبية والديمقراطية، والمستقلين مع باقي الفصائل اليسارية والقومية.
    2- البرنامج الوطني السياسي على قاعدة القواسم المشتركة، حصيلة لرؤية هذا التحالف وهذه الوحدة في إطار منظمة التحرير.
    3- الاتفاق على اختيار الأدوات الكفاحية المناسبة التي تخدم النضال الفلسطيني، وتوسع قاعدة مؤيديه دولياً، وتجعل مشروع الاحتلال والاستيطان والتوسع مكلفاً، وتعزله وتفقده شرعيته لأنه يتعارض مع قرارات الأمم المتحدة ومع حقوق الإنسان.
    لقد فشلت المفاوضات، لأن قادة المشروع الاستعماري الإسرائيلي، لم يسلموا بعد بحقوق الشعب الفلسطيني ويرفضوا تقديم تنازلات تستجيب لهذه الحقوق، ولكنها فشلت أيضاً بنفس القيمة والاعتبار لأن قادة المشروع الوطني الفلسطيني متمسكون بحقوقهم ويرفضون التنازل عنها وهي ثلاثة :
    1- حق العودة ولو بالحد الأدنى.
    2- القدس الشرقية عاصمة فلسطين.
    3- أي شكل من أشكال الوجود الإسرائيلي سراً أو علانية على أرض الدولة الفلسطينية، ولو تساهل المفاوض الفلسطيني في أي من العناوين الثلاثة لحققت المفاوضات نجاحات، ولكنها ستكون على حساب الشعب الفلسطيني ومساً بحقوقه الوطنية الثابتة غير القابلة لتبديد أو التلاشي.
    الأميركيون والإسرائيليون والفلسطينيون لم يغلقوا أبواب المفاوضات، وما زالت مفتوحة، ومن يرى غير ذلك يتوهم، ويتخيل رغباته، ولا يجيد قراءة الوقائع.
    حكومة العدو، حكومة نتنياهو، حكومة الاستيطان والمستوطنين، علقت المفاوضات ولم تلغها، ولم ترفضها، بل رفضتها بسبب الشروط الفلسطينية الثلاثة:
    1- إطلاق سراح الدفعة الرابعة، وقد وافقت اسرائيل عليها.
    2- تحديد حدود الدولة، ويبدو أن الجانب الفلسطيني قبل بالعودة مرة أخرى إلى صيغة كيري تموز 2013، أي أن الأميركيين هم الذين يؤكدون للفلسطينيين على حدود 4 حزيران وليس الجانب الإسرائيلي.
    3- وتبقى النقطة الأصعب على الجانبين وهي وقف الاستيطان بشكل معلن أو غير معلن.
    شروط الرباعية، جدد أبو مازن موافقته عليها أمام المجلس المركزي الفلسطيني، وستكون هي برنامج حكومته بدون احتجاج من قبل "حماس" وهي : 1- الاعتراف بإسرائيل، 2- نبذ العنف والإرهاب، 3- الالتزام بالاتفاقات الموقعة، 4- استمرار الرعاية الأميركية للمفاوضات، وبذلك قطع الطريق على نتنياهو، وقدم ما لا تستطع تقديمه "حماس" علناً، ولكنها تقبل ذلك، بالمواربة، مقابل 1- فك الحصار المالي والسياسي عنها، 2- دخولها المؤسسة الفلسطينية، بمن في ذلك كوادرها الأمنية والإدارية أسوة بما وافق عليه أبو مازن مع القوة التنفيذية 3500 في عهد وزير الداخلية السابق الشهيد سعيد صيام، بعد نجاح حركة حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006.
    موازين القوى هي التي تحدد سير المفاوضات وهي التي تفرض نتائجها وليس الرغبات، ولذلك الخطوة الأولى لتحقيق النتائج هي العمل على تغيير موازين القوى، وأول هذه الموازين هو الصمود على الأرض، والتمسك بقرارات الأمم المتحدة وتوسيع شبكة العلاقات، وكسب الأصدقاء الجدد، بمن فيهم من داخل المجتمع الإسرائيلي لعدالة الحقوق والتطلعات الفلسطينية.
    لماذا التباطؤ في إجراءات المصالحة؟
    بقلم: أكرم عطا الله – الايام
    عادت الأسئلة القلقة والحائرة مع إضاعة أكثر من أسبوعين بعد توقيع اتفاق المصالحة الأخير في غزة دون أن تسفر عن أية خطوة عملية حتى اللحظة سوى إدخال الصحف إلى غزة، وهي خطوة لا تعكس دلالات كبيرة قياسا بما ينتظره المواطن من آمال وأحلام توقف عنها لكثرة ما تكرر السيناريو الذي أصبح مملا من حوارات وتوقيع اتفاق كأن المخرج يعيد تصوير نفس المشهد ولكن باختلاف الزمان والمكان.
    في كل الندوات والورش التي عقدت خلال فترة ما بعد التوقيع كانت التساؤلات عن مدى جدية الأطراف هذه المرة وعن الضمانات التي يمكن الوثوق بها بعد أن فقدت فصائل الانقسام مصداقيتها لدى المواطن، فقد تحدثت كثيرا وأعطت وعودات ما أنزل الله بها من سلطان وزفت أكثر من بشرى ثم أصابتنا بانتكاسات كبيرة، أصبح هذا السيناريو جزءا من التراث السياسي الفلسطيني في السنوات الأخيرة وسط حالة العجز الكبيرة التي سقط فيها الجميع، فشعبنا الذي تحدى أقوى قوة عسكرية في المنطقة فقد كل إمكانياته فجأة وتحول إلى حمل وديع أمام جبروت الانقسام واكتفى بدور المتفرج الذي لا حول له ولا قوة، والقوى الوسيطة التي لم تكن جزءا من الصراع على السلطة اكتفت بدور من يطفئ اللهيب المتقد بين حركتي فتح وحماس للحفاظ على انقسام هادئ، وسلطة الصحافة استسلمت عاجزة دون تبرير لهذا العجز من بطش السلطتين ولم تكن بمستوى السلطة الرابعة ولا العاشرة.
    ليس هناك ضمانات محلية قادرة على إلزام أطراف الانقسام، هذه هي الحقيقة دون أن نصدق ما يصدر عن الفصائل بأن شعبنا وقواه ومؤسساته وصحافته هي الضامن لهذا الاتفاق، فبينما كان السيد عزام الأحمد أثناء التوقيع يرد على صحافية تسأله عن الضمان قائلا: أنتم الصحافيون من سيضمن الاتفاق، في اليوم الثاني كانت الشرطة في غزة تعتدي على صحافي آخر كبير يفترض أنه "الضامن" كما قيل.
    المصالحة هذه المرة مختلفة هذا صحيح، ودوافعها مختلفة هذا أيضا صحيح وضماناتها غير المرات السابقة حيث أصبحت مطلبا لقوى دولية وإقليمية كبرى دفعت باتجاهها، هذا كان منسجما مع ترويض للقوى الفلسطينية وكسر آخر شوكة لمعارضة المصالحة وبالتحديد داخل حركة حماس قطاع غزة، فما جرى خلال الأشهر الماضية بعد التغيير في مصر ساهم إلى حد كبير في إنزال حركة حماس عن شجرة الرفض حيث الأزمة المالية الطاحنة وحسم وزير الدفاع المصري خياره بالترشح للانتخابات ما يؤشر على قادم حكم الحركة بعد فوزه المرجح.
    مباركة القاهرة لاتفاق المصالحة الأخير ودعمها له لم يأت لرغبة مصر بأن ترى حركة حماس جزءا من النظام السياسي الفلسطيني بقدر ما أن العلاقة الإشكالية بين الجانبين تضع مصر أمام خيارات لا تريدها، فهي من جهة تريد الإطاحة بحكم حماس في القطاع الذي تعتبره جزءا من الأمن القومي المصري لاستقرار سيناء، وعلى الجانب الآخر ليس لدى مصر من الأدوات ما يمكنها من إسقاط حماس سوى تضييق حركة المعبر والأنفاق، تريد إسقاطها ولكنها عاجزة، فيأتي خيار المصالحة ليكون الأنسب للقاهرة وينهي سيطرة حماس على القطاع.
    أما على المستوى الدولي الذي تعكس ردود فعله على اتفاق المصالحة رغبة كبيرة بتنفيذ الاتفاق وخصوصا الموقف الأوروبي الذي عبرت عنه وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين اّشتون فور التوقيع لأن أوروبا تسعى جاهدة للضغط باتجاه عملية تسوية تنتهي بحل الدولتين.
    ومنذ أن تقدمت أوروبا بمبادرتها وهي المبادرة الفرنسية أصلا التي طرحت قبل عام ونصف العام وكانت تنتظر إعادة تشكيل الإدارة الأميركية لتنقلها للخارجية الأميركية الأقدر على التحرك بها وإلزام إسرائيل، من حينها كان لدى أوروبا رغبة بإتمام المصالحة وإدماج حماس في النظام السياسي الفلسطيني لتكون جزءا من التسوية، وهذا ما فهمته من حوار عمره حوالي عام ونصف العام بيني وبين مسؤول في الاتحاد الأوروبي حين سألني عن عقبات المصالحة سردتها له ومن بينها رواتب موظفي حكومة حماس قال: "نحن مستعدون لدفعها".
    أما الموقف الأميركي الذي تعتبره إسرائيل غير حاسم تجاه رفض المصالحة ومختلفا عن موقف تل أبيب فبات من الواضح أنه سيستأنف جهوده للتسوية لأن انسحابه بهذا الشكل يضع هيبة القوة العظمى على المحك.
    وقد أعلنت الإدارة أن توقف جهودها مجرد وقت مستقطع ومن الطبيعي أنها تحلم بأن ترى حركة حماس جزءا من منظومة التسوية وجزءا من حكومة تلتزم بالاتفاقيات، فهل يمكن أن تتقدم بخطة للتسوية في حال أن نصف النظام السياسي الفلسطيني وجزء من الوطن الفلسطيني خارج هذه التسوية ؟ منطلق الأشياء يقول إن وجود حماس في النظام السياسي يوفر ضمانة أكبر للمفاوضات وللاتفاق في حال تم.
    لهذا ليس هناك ما يبرر كل هذا التلكؤ في تشكيل الحكومة سوى مزيد من الشك والإحباط وعودة بذاكرة المواطن إلى دائرة القلق والخوف من أن ينضم هذا الاتفاق إلى جملة الاتفاقيات التي سبقته، يعززه بعض التراشق الإعلامي الذي بدأ يتسلل من تمديد المدة وبدء الاختلاف على دور الحكومة، والخوف أكثر إذا ما استمر هذا الفراغ أن يترك لمعارضي الاتفاق فرصة للنفاذ من خلاله، هذا إذا ما وضعنا إسرائيل جانبا التي اعتبرت الانقسام أحد ثوابت السياسة الإسرائيلية ويكفي حادث واحد ليفجر كل شيء لإدراكنا أن إنهاء الانقسام هو وليد ظروف خارجية وليس لقناعة داخلية، ولخوفنا من حالة العجز التي تلف الجميع من أن يشكل الشعب ومؤسساته ضمانة لإلزام الأطراف في حال حدوث أي خلل.
    أغلب الظن أن بنك أسماء الوزراء جرى تداوله منذ اتفاق الدوحة منذ عامين ولا تجتهد الفصائل بالتنقيب من جديد عن أسماء جديدة، ومعروف أن حكومة الكفاءات التي يجري تشكيلها ستكون من مقربي حركتي فتح وحماس وكل منهما لديه من الأسماء المقربة التي يقدمها كمستقلين ما يكفي لأكثر من حكومة، فلماذا هذا التعطيل الذي يعكس ترف النظام السياسي وانفصاله عن المواطن الذي قطعه مرارا سيف الوقت وترك ندوبا غائرة على تاريخه الذي يئن تحت وطأة الزمن؟
    وعلى هامش إعادة بناء النظام السياسي جرى الحديث عن إجراء الانتخابات بعد ستة أشهر من تشكيل الحكومة وبهذا تجري الانتخابات في شهر كانون الثاني، لا أعرف هل هي مصادفة أم أن هناك من يخطط لتكون كل انتخاباتنا في هذا الشهر بالذات والذي يمنع مناخه القاسي من ممارسة عملية انتخابية ودعاية انتخابية جدية، ففي هذا الشهر يكون النهار أقصر أيام السنة والبرد قاسيا لا يشجع الناس على الخروج لحضور ندوات المرشحين، والمطر والرياح تمزق كل اللافتات الانتخابية فالانتخابات هي ثقافة يراد لها غرس قيم التعددية والتنافس ويفترض أن تتم في فترة يكون النهار فيها طويلا ليعطي ساعات أكثر للمواطن والمرشح لعرض برنامجه، والصيف أفضل فترة مناسبة تكون الناس خارج المنازل ترى الدعايات واللافتات تعزز ثقافتها الديمقراطية، وفي الصيف إجازة المدارس والجامعات ووجود زوار الصيف من العائلات الفلسطينية وكثير من المميزات التي لا يمكن سردها، ولكن هذا نموذج العفوية الفلسطينية في ممارسة السياسة دون حسابات دقيقة آمل ألا تكون سياستنا تجاه إسرائيل بنفس المستوى، أرجو أن تفكر الفصائل بهذا لأن الأمر أكبر من ورقة توضع في الصندوق ..!

    تغريدة الصباح - التغريدة المرعبة
    بقلم: حنان باكير – الحياة
    قالت لي صديقة شاكية: يااه كم أعاني من الوحدة والعزلة، أكاد أختنق. نادرا ما أخرج من البيت. ندرت زياراتي للأهل والأصدقاء، الوقت يضيق بنا.. من زمان.. كان لدينا الوقت الكافي لإنجاز أمور كثيرة خلال النهار، ماذا حدث لنا؟ كم تغيّرت الدنيا، الدنيا دنيا يا صديقتي.. نحن من تغيّر أجبتها، وأتبعت كلامي بسؤالها عن عدد أصدقائها على الفيسبوك؟ ثمانمئة صديق. أجابتني. مممم لذلك انت تشكين الوحدة، أجبتها، فقد آثرت العالم الافتراضي، أو عالم الأشباح، على التواصل مع محيطك الحقيقي. لا نتنكر للصداقات الجميلة التي تنشأ بين الأصدقاء الفيسبوكيين، لكنه يبقى عالماً غير حقيقي أو محسوس، يسمّونه عالما افتراضيا وأسمّيه عالم الأشباح، الذي يأخذنا بعيدا عن محيطنا الملموس، وأصدق تعبير عنه سمعته منذ أيام، حين تحادثت عبر السكايب مع حفيدي ابن السنتين والنصف. قال لأمه: أنا بدي تيتا.. أجابته: ها هي أمامك تكلم معها.. ردّ: لا بدي تيتا أمسكها بيدي، فقد أدرك بحس طفوليّ، أن الصوت والصورة، لا تعنيان له شيئا حقيقيا.
    بعض الصداقات، قد تخرج من الحيّز الافتراضي، وتتحوّل الى صداقات شخصية بعد اللقاءات. وهذا ما حدث مع الصديقة نادية شويري وزوجها ايلي، حيث تقابلنا في بيروت وفي الجبل، وتحوّلنا الى أصدقاء حقيقيين.. وخرجنا بذلك من عالم الأشباح، تكررت اللقاءات في كل مرة أعود فيها الى بيروت، وصنعنا لأنفسنا تاريخا مشتركا وحقيقيا.
    في أول لقاء لنا، ومن أمام مدخل الجامعة الأميركية، حيث كان إيلي يعمل، أشرت لهما الى حيث أسكن.. في مبنى مقابل للجامعة.. قلت الطابق الخامس. وكيف تصعدين للطابق الخامس؟ سأل إيلي. عرفت أنه يريد الاطمئنان إلى وجود مصعد. أجبته: عندي حبل طرزان و"منعربش".. ضحك وقال: لكن أنا كبرت على الطرزنة.
    تواترت الزيارات.. وتوطدت الصداقة. وصار بيننا عيش وملح. وجلسات حميمة مع مأكولات نباتية. كانت نادية على قدر من المرح وخفة الظل، دائمة الابتسام والضحك، إلى الحد الذي كنا نشكو همومنا ومشاكلنا حتى الأليمة منها، بطريقة فكاهية ونضحك، وكأننا نروي طرائف مضحكة، فقد تطابقنا في الأمزجة.
    وإيلي لا يقلّ فكاهة عنها. من خلال حديث دار بيننا، رويت له حادثة أغضبتني، قلت له: هذه تصلح تغريدة ليوم الأحد. ببرودة أجابني: هيدي مش تغريدة، هيدا زئير، فقد كانا من المتابعين لتغريدات صحيفة الحياة.
    في إحدى الزيارات لاحظت فتورا في ضحكات الصديقة، تتحدث بأدب، لكنها لم تكن على سجيتها كما عرفتها. استفسرت منها عن الأمر، نفت وجود أيّ تغيير وأنها سعيدة برؤيتي.. إلحاحي، لم يجد نفعا، وزاد إصرارها، على عدم وجود أي مكدّر، وتحاول إقناعي بذلك عبر الابتسامة الدائمة على وجهها، وبعض الضحكات تطلقها من حين لآخر.. أعرف أن حدسي نادرا ما يخطئ. هددتها بالقطيعة إن لم تفصح عمّا بنفسها. ضحك إيلي وقال لها: إحكي الحقيقة! ما في خجل أبدا، إبتسمت بخجل وأطرقت نحو الأرض وقالت: صرت حذرة وخايفة إعمل شي بيضحّك أو شي غلط، وتقومي تفقعيني شي تغريدة، وتضحكي عليّ رام الله وكل العالم"، إنفجرنا بضحكة طويلة وقلت: أنت من كتب التغريدة إذن.

    قراءة في انتخابات بيرزيت
    بقلم: عمر حلمي الغول – الحياة
    تقريبا كل عام اقوم بقراءة لنتائج انتخابات جامعة بيرزيت، لاني اعتبرها ميزانا لمزاج الرأي العام الوطني، وبالتالي لدلالاتها الشعبية والسياسية. وايضا لمتابعة الكيفية، التي تدار بها الانتخابات، وما مدى مصداقيتها، ومن ثم استخلاص العبر والدروس منها في قراءة مستقبل الحراك السياسي في المدى المنظور.
    جاءت نتائج الانتخابات هذا العام، التي جرت الاسبوع الماضي منسجمة مع المزاج الشعبي الوطني العام الداعم للقيادة الشرعية برئاسة محمود عباس وحركة فتح، حيث حصلت حركة الشبيبة الفتحاوية على 23 مقعدا؛ وحصلت كتلة حركة حماس الطلابية على 20 مقعدا، في حين حصلت الجبهة الشعبية على 7 مقاعد والجبهة الديمقراطية على مقعد واحد، في حين لم تحصل القوى الاخرى على أي شيء.
    ومن المجموع الكلي "51 مقعدا" لمجلس طلبة الجامعة، حصلت فصائل منظمة التحرير ما مجموعه 31 مقعدا، وهو ما يؤكد ان الشارع الفلسطيني يقف بقوة مع الخيار الوطني العام. وتشير النتائج إلى ان حركة فتح مازالت تملك القوة رقم واحد في الساحة الوطنية، ليس فقط في اوساط "م. ت. ف" بل في اوساط الشعب كله. الأمر الذي يفرض على القوى السياسية على امتداد الساحة الاقرار بمكانتها القيادية، مع ان حركة فتح تعاني من كم كبير من الازمات والارباكات، غير انها تؤكد حتى اللحظة، انها ممسكة بدفة القرار والمزاج الشعبي العام. وهي الاقدر على التعبير عن مصالح المواطنين.
    غير ان هذا الفوز المهم لها (فتح) ليس كبيرا، ولا يسمح لها بالتحكم بالقرار السياسي والنقابي والجماهيري كما ترغب، لأن الفارق بين ما حصلت عليه من اصوات عن كتلة حماس الطلابية، فارق بسيط، وهو رقم غير كبير. كما ان عدد المقاعد في مجلس الطلبة لا يسمح لها بقيادة المجلس إلا إن تحالفت مع كتلة الجبهة الشعبية دون غيرها، ولهذا التحالف ثمن كبير، مع ان الفصيلين يحتلان الموقع الاول والثاني في المنظمة مع الفارق الواضح في الحجم بينهما، لأن حدود التباين في المسألة السياسية كبير بين القوتين، رغم الاتفاق على البرنامج السياسي العام.
    كما ان الانتخابات أدت فقدان عدد من قوى منظمة التحرير الحضور النقابي وبالتالي الجماهيري في اوساط الحركة الطلابية. الأمر الذي يفرض على تلك القوى من موقع الحرص عليها وعلى تجربتها، إعادة نظر في آليات عملها لتكريس حضورها في الساحة الوطنية.
    والخلل الابرز في الانتخابات، الذي يتكرر كل مرة تقريبا، هو غياب التنسيق بين فصائل المنظمة، او بالحد الادنى بين فصائل اليسار الفلسطيني، الذي افقد العديد من القوى الحضور حتى الرمزي في الساحة الطلابية. ولعل هذه من الدروس المهمة، التي تحتاج الى دراسة معمقة من قبل تلك القوى، لاستخلاص الدرس منها في الانتخابات المقبلة. والامر ذاته ينطبق على القوى القومية، التي تحتاج الى استنهاض الذات، من خلال مراجعة مسؤولة لأدائها ودورها ومكانتها في الساحة. لأن تمثيلها يحتاج الى تكريس وجودها في اوساط الحركة الطلابية. لا يكفي القول، انها موجودة هنا او هناك، الفصائل الوطنية كي تكون صاحبة تأثير في القرار السياسي، عليها تثبيت نفسها في اوساط كل القطاعات، وليس مطلوبا ان تكون بحجم فتح او حماس او الشعبية، ولكن على الاقل كالديمقراطية.
    نتائج الانتخابات، تؤكد على انها انتخابات ديمقراطية نزيهة وشفافة، ولا يوجد فيها تزوير. قد يكون فيها استقطاب من خلال الحوافز، لكن النتيجة المنطقية للانتخابات تؤكد انها بعيدة كل البعد عن اي عملية تزوير. وهي انعكاس لمزاج الشارع الوطني. الداعم للقيادة الشرعية. لكنها تفرض على الجميع البحث عن الشراكة السياسية، لأن المجتمع الفلسطيني لا يقبل القسمة على فصيل وحده مهما كانت قوته.
    مبروك للقوى الفائزة في الانتخابات وخاصة كنلة الشبيبة الفتحاوية، التي تبوأت المركز الاول مجددا في مجلس الطلبة الاهم في فلسطين. والنجاح الاهم في تمكن فتح من الامساك بدفة القرار في المجلس. هل تتمكن؟ الامر متروك للابداع في نسج التحالف، الذي يسمح لها بذلك.

    الاعلام الالكتروني لا يمكن السيطرة عليه.. يمكن المشاركه فيه
    بقلم: د.ناصر اللحام – معا
    في العاصمه الاردنية عمان ينعقد ملتقى المدافعين عن حرية الاعلام في العالم العربي بقيادة الزميل نضال منصور، وبعنوان الاعلام الالكتروني، شارك نحو 170صحافيا واعلاميا وفنانا عربيا و38 صحافيا دوليا. ولم يكن النقاش سهلا ولا ممتعا؛ وانما ازدادت المخاطر واتسعت الظنون.
    شباب في عمر الورد قتلوا في الساحات وصحافيين قتلوا لانهم حاولوا تحدي الدولة الفاشلة أو العصابات والميليشيات المسلحة التي حاولت ان تغتال الكاميرا أو ان تخنق تويتر وتسحل الفيسبوك وتصلب الواتس أب !!!!!!
    صباح الجمعة بدأ المؤتمر؛ وشاركنا بما اعتقدنا انه الممكن، وقد كان حضور الصحفيين الفلسطينيين مميزا ونوعيا سواء على المنصة او في اللجان.
    ولكن الاسئلة كانت صعبة والاجابات شحيحة. فالازمة السورية وباقي التجارب صارت شبحا يحوم فوق رأس الصحافيين. ووجدنا انفسنا دون ان ندري نفاضل بين الحكومات المتخلفة وبين المجموعات الارهابية المتخلفة. فازدادت حيرتنا وشقينا بحسن ظن صاحبة الجلالة.
    وبعد اربع سنوات من الربيع العربي يتضح ان الثورات الشعبية قد سرقت. وان القوى العظمى والاحزاب والشركات الكبرى والكارتيلات وعصابات السلاح والراديكاليين والدول الغنية ووسائل الاعلام الغنية التي تملك مئات ملايين الدولارات تمكنت من عنق الثورات وتحاول تجييرها لصالحها. وحتى الدول الاستعمارية صارت ترفع عقيرتها وتدعي تأييد الثورات!!!!
    ومع كل هذه الفوضى يبقى العامل الاهم والاخطر هو الاعلام الالكتروني. حيث يمكن لاي عابر سبيل أو معلم مدرسة أو محام أو ربة منزل أو طفل أن يسجل وينشر ويفضح أخطر الجرائم واهم الاحداث. وكذلك مجموعات الفيس بوك ونشطاء تويتر والانستجرام والواتس أب والفايبر علما ان الاحتلال الاسرائيلي يمنع حتى الآن نظام "3 جي" عن الارض المحتلة. واسرائيل هي المكان الوحيد في العالم من بين جميع الدكتاتوريات والتي لا تزال تحارب التكنولوجيا والهواتف الذكية.
    ومثل حال جميع الدكتاتوريات والطغاه حاولت اسرائيل محاربة التكنولوجيا وتمنع البث المباشر من المسجد الاقصى والبلدة القديمة في القدس ولكن هذا لم يمنع شبان فلسطين من فضح جرائم التهويد والاستيطان والظلم والقهر.
    بعد اربع سنوات من احداث العالم العربي يبدو ان جميع الاطراف تريد سرقة الربيع العربي لصالحها؛ ولكن الحرية دائما تنتصر. وتكنولوجيا المعرفة دائما تنتصر على الجهل، وربما تلاحظون دائما ان الطغاة والجهلة هم الاكثر تسلحا وان ابطال الحرية غالبا لا يحملون السلاح؛ وينتصرون بابسط الاسلحة مثل الابتسامة والصورة والاغنية والرسمة والبيانو والوتر. والاغنية تنتصر على الطائرة والوتر ينتصر على الصاروخ.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:19 AM
  2. اقلام واراء محلي 07/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:18 AM
  3. اقلام واراء محلي 06/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:17 AM
  4. اقلام واراء محلي 05/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:16 AM
  5. اقلام واراء محلي 04/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-06-04, 09:15 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •