النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 12/11/2014

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 12/11/2014

    الأمريكيون ليسوا ضد المستوطنات

    بقلم: دمتري شومسكي،عن هآرتس
    في خريف 1914 نشر دافيد بن غوريون في صحيفة عمال صهيون «الوحدة» مقالة عنوانها «المسألة الشرقية» وفيها أبدى تخوفه من امكانية انتصار دول التحالف في الحرب، التي لم تكن تُعرف بعد باسمها التاريخي، الحرب العالمية الاولى. حيث كتب: «إن ذلك سيكون انتصارا للحرية والتقدم»، ولكن «السياسة الليبرالية لفرنسا وبريطانيا هي بضاعة تنتقل الى التاجر فقط في السوق المحلية. ومن اجل السوق الخارجية ولا سيما من اجل الشرق، فهي خطيرة… في بريطانيا وفي المستعمرات الانجلوسكسونية – سلطة شعبية لا مثيل لها من ناحية الحرية في أي مكان في العالم، وفي الهند سلطة طاغية وخانقة».
    كلمات بن غوريون هذه قبل مائة عام صالحة في الشرق اليوم: ففي حين يسود في الولايات المتحدة نظام شعبي لا مثيل له في أي مكان في العالم، فانه في الشرق الاوسط تعطي الولايات المتحدة غطاءً مستمرا للنظام الطاغي والخانق الذي هو حليفتها اسرائيل. لا يجب أخذ الانطباع من الازمة الاخيرة بين الولايات المتحدة واسرائيل بأن النظام الامريكي وزعماءه قد لفظوا اسرائيل أخيرا التي تستخدم سياسة القمع والاضطهاد في المناطق. والامريكيون الذين ينتقدون سياسة الاستيطان في الضفة الغربية وشرقي القدس يتجادلون مع بنيامين نتنياهو لأنه من وجهة نظرهم فان الاحتلال والمستوطنات عمل غير حكيم، وليس انطلاقا من أنه عمل غير عادل.
    استمرار الاحتلال والمستوطنات، كما يقول الامريكيون لنتنياهو، لا تخدم عملية السلام، وهي تزعزع الأمن الاقليمي وتهدد المستقبل الديمغرافي للاغلبية اليهودية في الدولة اليهودية. ولكن الديمقراطية المدنية في العالم لا تقول للديمقراطية اليهودية إن استمرار الاحتلال والمستوطنات ليسا أمرا شرعيا وأنهما يناقضان الديمقراطية الامريكية التي تلوح بها امريكا في كل زاوية في أنحاء العالم.
    لا يمكن تفسير عدم ضغط الولايات المتحدة على اسرائيل لاسباب براغماتية، مثل الضغوط التي يمارسها اللوبي اليهودي المؤيد لاسرائيل، أو المصالح الأمنية المشتركة. والسبب العميق للصمت الامريكي على الاحتلال هو أن الكولونيالية المسيحانية الدينية الاسرائيلية والمعيار المزدوج حول حق تقرير المصير لليهود والفلسطينيين لا تناقض المباديء والقيم الامريكية.
    آري شبيط تحدث عن التأييد العميق لاسرائيل في اوساط المواطنين الامريكيين خلال زيارته هناك. وحسب قوله فان هذا التأييد هو بسبب القيم المشتركة، قيم الديمقراطية الليبرالية التي تتميز بها الدولتان.
    كثير من الامريكيين هم مسيحيون بروتستانت أو على الأقل تأثروا بشكل مباشر أو غير مباشر بالقيم البروتستانتية – أساس مركزي من الهوية الوطنية الامريكية. الكثير من الامريكيين – سواء من رجال الحكم أو مواطنين عاديين، سواء مسيحيون محافظون أو علمانيون يؤيدون فصل الدين عن الدولة – من الصعب عليهم فهم العلاقة بين الفلسطينيين وبين ارض شعب التوراة، ولماذا تعطى أحقية السيادة لمن لا ينتمون للتاريخ المسيحي اليهودي المقدس في ارض اسرائيل.
    إن مشكلة الامريكيين هي أنه على الغرب المسيحي في القرن الواحد والعشرين الالتزام بالقيم العلمانية، الليبرالية والمساواة في الحقوق، ويشمل ذلك حق تقرير المصير. ليس من المناسب لحكومة في دولة ديمقراطية أن تُظهر أفضلياتها واهتماماتها الدينية. وكلما استُدعي من قبل الحكومة الامريكية ومسؤوليها صياغة مواقف رسمية تجاه الصراع الاسرائيلي الفلسطيني فانهم يدخلون في صراع بين الالتزام بالقيم الليبرالية الديمقراطية وبين الحاجة الداخلية المخفية للقيم الدينية.
    من جهة على الولايات المتحدة أن تكون أمينة لصورتها السياسية كحاملة راية حقوق الانسان في العالم، ومن جهة اخرى عندما ينظر الامريكيون باتجاه اسرائيل فان النظرة تتبدل باتجاه الشعب المختار الذي بُعث في ارضه الموعودة، كما جاء في الكتاب الذي يرافق الامريكيين من الطفولة حتى الممات.
    هذا الصراع بين الوعي الديمقراطي والحساسية الدينية يتسبب بالاحباط الكبير لدى الادارة الامريكية، ولا سيما أن سياسة الاستيطان الفظة للحكومة الاسرائيلية آخذة في الازدياد. وبشكل غير مباشر فان الصراع الناتج عن الاحباط نلمسه بين الحين والآخر على شكل غضب صبياني من قبل الولايات المتحدة تجاه دولة الشعب المحبوب، الذي يعرف كيف يجبي الثمن الديني من امريكا. ومثال على هذا الغضب كان في الآونة الاخيرة في تصريحات نابية لمسؤولين في الادارة مجهولي الهوية، تجاه نتنياهو.
    ولكن حسب سيناريو معروف مسبقا، فان الغضب يترك المكان سريعا للايضاحات، والحساسية الدينية تتغلب مرة اخرى على الديمقراطية. ثم يعود الامريكيون سريعا الى تمويل القبة الحديدية السياسية فوق اسرائيل المحتلة والمستوطِنة، مع التأكيد على التشخيص الدقيق لدافيد بن غوريون قبل مائة عام بأن السياسة الليبرالية الغربية هي بضاعة تنتقل الى التاجر فقط في السوق الداخلية. ومن اجل السوق الخارجية ولا سيما في الشرق فانها فائضة وخطيرة.
    كل هذا بالذات عند الحديث عن ذلك الجزء من الشرق الذي من شأن المساواة فيه بين الشعوب أن تزعزع الأسس الدينية لزعيمة العالم الغربي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ




    الأمن بدأ يتزعزع
    الحكومة لا تتخذ الإجراءات الضرورية لمضاءلة تفاقم الوضع الأمني والوزراء لا يتحدثون عن الحقيقة

    بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
    سلسلة الأحداث العنيفة الاخيرة تشبه ما حدث في الضفة الغربية والقدس وداخل الخط الاخضر قبل عام. موجة من العمليات الفردية – مخربون فلسطينيون يعملون على عاتقهم. إلا أن التوتر قبل عام تلاشى خلال شهرين، ويبدو أن السبب الاساسي لذلك كان غياب أي اسناد جماهيري لعمل المخربين، ولم ترافقه المظاهرات الكبيرة. لكن هذه المرة الامر يختلف الى حد كبير.
    إن حادثي الطعن أمس، في غوش عصيون وتل ابيب، ينضمان الى سلسلة من الاحداث العنيفة في الاسابيع الاخيرة. ففي أقل من ثلاثة اسابيع قتل 6 اسرائيليين في اربع عمليات مختلفة. في موجة المظاهرات لعرب اسرائيل منذ قتل الشاب من كفر كنا من قبل الشرطة في يوم الجمعة الماضي، حيث حصلت مواجهات بين مئات المتظاهرين مع الشرطة وتم القاء الحجارة والزجاجات الحارقة وأصيب أول أمس يهودي في سيارته في الطيبة.
    استمرارا لفترة الحرب في غزة في الصيف، يبدو أن سلسلة العمليات الاخيرة بدأت تزعزع الشعور بالأمن الشخصي لاول مرة لدى اغلبية الاسرائيليين. ولم يكن أمام الحكومة مناص من اتخاذ اجراءات في محاولة لاشعارهم بالأمن: زيادة عدد رجال الشرطة في التجمعات السكانية، زيادة في وحدات الجيش في الضفة، وجهود استخباراتية ضد منظمات الارهاب. والآن تتم دراسة اجراءات اعلانية مثل استئناف هدم منازل المخربين. وقد يكون للعمليات تأثير سياسي. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يقوم بتسويق نفسه منذ سنوات كقائد قوي في وجه الارهاب، والآن كما في زمن «الجرف الصامد» في الصيف فان المخربين يضعونه أمام تحدي، والجناح اليميني في حكومته يلسعه ويتهمه بقلة الحيلة. المثال الأبرز حتى الآن هو «خطاب مكعبات الاسمنت» للوزير نفتالي بينيت في الاسبوع الماضي، وستكون خطابات اخرى مثل هذه.
    الأحداث الاخيرة تشبه الى درجة كبيرة ما حدث في الضفة، في القدس وفي داخل الخط الاخضر قبل سنة بالضبط. موجة «عمليات فردية» – مخربون يخرجون على عاتقهم من اجل اصابة مدنيين اسرائيليين ورجال أمن. إلا أن التوتر قبل عام الذي أطلقت عليه صفة انتفاضة ثالثة، انتهى خلال شهرين. ويبدو أن السبب الحقيقي لذلك كان غياب الدعم الجماهيري القوي في الجانب الفلسطيني حيث لم ترافقه مظاهرات كبيرة. في هذه المرة الامر يختلف: يمكن أن الجمهور العربي الاسرائيلي سيهدأ فيما بعد، لكن القدس الشرقية تغلي منذ فترة طويلة، ومن المتوقع أن تنتقل العمليات ايضا الى داخل الضفة.
    الاختلاف ينبع أولا وقبل كل شيء من ازدياد العامل الديني في الصراع. التوتر حول الحرم والخوف الفلسطيني من إحداث تغيير أحادي الجانب في الوضع الراهن من قبل اسرائيل، رغم نفي الحكومة، يزيدان من اشتعال النار بشكل متواصل. هذا الخوف يرافقه تحريض مستمر من حماس والجهاد الاسلامي (اثنان من المخربين الذين قتلوا اسرائيليين هم اعضاء في هذه المنظمات، والقاتل في غوش عصيون تم اطلاق سراحه من السجن الاسرائيلي قبل عشر سنوات). السلطة الفلسطينية، رغم الهجوم الكبير عليها من قبل وزراء في حكومة نتنياهو أمس، ما زالت خارج هذا الامر. ففي الجيش الاسرائيلي يتحدثون عن استمرار التنسيق الأمني مع اجهزة السلطة وعن التوجيهات القاطعة التي اعطاها الرئيس محمود عباس لرجاله لمنع الاعمال الارهابية.
    المشكلة في العمليات الاخيرة هي أن اسرائيل تحدد استراتيجيتها بناءً على مجموعة من الاحداث التكتيكية. وزير الأمن الداخلي اسحق اهارونوفيتش الذي جاء أمس الى محطة القطار في تل ابيب حيث طُعن الجندي، أحاطه المدنيون وقاموا بالاحتجاج على غياب الأمن الشخصي. وهذا الامر يُذكر بالاوقات الصعبة (موجة السكاكين في الانتفاضة الاولى، العمليات في الانتفاضة الثانية). السياسيون يستمعون جيدا لمطالب الشارع فيما اذا كانت الدولة تتجه الى انتخابات مبكرة. في الايام القريبة سنسمع تصريحات متشددة من قبل وزراء في الحكومة حيث سيتم اتهام جهاز التعليم الفلسطيني بالتحريض، وهناك نقاشات طواريء من اجل مواجهة الوضع الجديد.
    ما لم يتم الاعلان عنه في الجلسات سيتم اتهام اسرائيل به كاهمال للامن الذي يسمح بحدوث العمليات. المخرب الذي قام بطعن الجندي في تل ابيب هو مقيم غير قانوني من نابلس، وعملية كهذه تحدث لأنه بعد 12 عاما من اقامة الجدار الفاصل على يد اريئيل شارون، توقف هذا المشروع من غير أن يكتمل لاعتبارات مالية، فالجهاز الأمني لم يكمل الجدار في المنطقة الواقعة بين جنوب غوش عصيون ولخيش (جنوب جبل الخليل). في هاتين المنطقتين يتحرك العمال الفلسطينيون الخارجين للعمل في اسرائيل بدون تصاريح بحرية، وايضا في قلقيلية هناك ثغرات تُمكن من عبور كبير غير مراقب باتجاه الخط الاخضر.
    كل هذه الامور صمتت عنها اسرائيل خلال فترة الهدوء النسبي، وبعد تراجع الانتفاضة الثانية. وقد نحتاج الآن الى اعادة النظر في هذه السياسة من جديد. المشكلة ليست مرتبطة بالعمال الذين يدخلون الى اسرائيل مع تصاريخ العمل المعطاة لهم بعد الفحص الأمني، ولكن الخطر يرتبط بـ 30 – 40 ألف فلسطيني يعملون داخل الخط الاخضر بدون تصاريح، واغلبية هذا العدد تصل من اجل كسب الرزق. ولكن في غياب الفحص الأمني والرقابة لا يمكن تحديد وافشال العمليات من قبل المقيمين بدون تصاريح، الذين يوجد بينهم عدد لا بأس به ممن يقومون بأعمال جنائية.
    في المرة القادمة التي سيعد فيها الوزراء باستخدام القبضة الحديدية ضد الارهاب، من الافضل أن نسألهم ماذا حدث فيما يتعلق بقوانين استخدام العمال غير المرخصين. فهم يصلون الى اسرائيل ويساعدهم على ذلك مواطنون اسرائيليون. والذي يساعدهم أو يُشغلهم لا يدفع الثمن. المخرب الفردي يستطيع دائما الفعل، وبالذات في هذه الفترة التي تزداد فيها الكراهية، والمسافة بين مجموعة اخرى كهذه الاحداث وبين الاجواء العامة من الفوضى ليست كبيرة، والسؤال هو لماذا لا تتخذ الدولة والاجهزة الأمنية الخطوات التي من شأنها أن تضائل الخطر الى حد كبير.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ

    الأمل يوجد في الوسط
    إسرائيل في حالة طوارىء وبحاجة إلى قيادة جديدة والخلاص سيأتي من اليمين المعتدل


    بقلم: أوري سفير،عن معاريف الأسبوع
    الكثير من الاسرائيليين يسألون أنفسهم اليوم السؤال: «لماذا أنا باق في اسرائيل؟ عندما لم يكن هذا سؤالا على الاطلاق في الماضي. ليست هذه نتيجة احتجاج الميلكي من انتاج برلين. فالضائقة في الشعب هي نتيجة أزمة عميقة تعيشها الدولة. أزمة أمنية في القدس، أزمة اقتصادية بسبب غلاء معيشة لا يطاق، أزمة اجتماعية جراء الفجوة بين الفقراء والاغنياء، أزمة سياسية بسبب سياسة الاستيطان التي دمرت المسيرة السلمية وعلاقاتنا مع العالم وأزمة أخلاقية بسبب الاحتلال. سياسة الحكومة الحالية يوجهها المستوطنون. فقد اختطفوا الليكود، ولن يكونوا مستعدين لتحريره في سبيل اي ثمن. فهم أساس قوة اليمين: هم يسيطرون على صناديق الاقتراع في مراكز أحزاب اليمين وفي زمن الانتخابات. كل رئيس وزراء من اليمين سيسير في طريقهم، مثل بنيامين نتنياهو. فهذا سيسمح له بان يحظى بالشعبية ويفوز في الانتخابات، ولكن ليس لخدمة اسرائيل كلها.
    لقد دمر الاستثمار في المستوطنات الاقتصاد، سواء من ناحية سلم الاولويات الاقتصادي، أم من ناحية مكانة اسرائيل في الاتحاد الاوروبي. اذا ما واصلنا هذا الطريق فستتدهور الدولة الى نزاع عنيف في كل المنطقة، ابتداء من الانتفاضة وانتهاء بالحروب في جولات تكرر نفسها في غزة وفي لبنان. في هذا المنزلق السلس سنجد أنفسنا معزولين عن العالم ومقاطعين من اوروبا. وعلاقاتنا مع الولايات المتحدة هي منذ اليوم في درك أسفل.
    اسرائيل في حالة طوارىء وبحاجة الى قيادة جديدة. غير أن احتمال أن يصعد اليسار في الانتخابات القادمة الى الحكم متدن حتى صفر. فاليسار في معظمه، ولا سيما في قاعدة تأييده، رفع علما أبيض. وينبغي للخلاص أن يأتي من اليمين الواعي الذي يتحرك نحو الوسط، احيانا بالاشتراك مع رجال اليسار. أنا رجل يسار في روحي، ولكني اؤمن بالتعاون مع رجال اليمين الذين يفهمون واقع حياتنا ولا يزوغ بصرهم بالمسيحانية الدينية القومية (في الماضي كنت عضوا في الكنيست الى جانب دان مريدور وروني ميلو). ويوجد لذلك نماذج في الماضي غير البعيد: عيزر وايزمن الذي قاتل بشجاعة في سبيل اتفاق السلام مع مصر، اريك شارون الذي نفذ فك الارتباط عن غزة، ايهود اولمرت وتسيبي لفني اللذين أجريا مفاوضات حقيقية مع الفلسطينيين.
    ان ميزة رجال اليمين الذين يتبنون مذاهب معتدلة هي ميزة التائبين. فلفني تتحدث عن حل الدولتين بحماسة لا تقل عن يوسي بيلين. ولرجال اليمين الواعين توجد قدرة على الربط بين الحاجة الى تسوية سياسية والاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية للدولة، في سياق وقف تبذير المقدرات الكبرى في المستوطنات. فضلا عن ذلك فان لهم أملا في اقناع قسم من اليمين لتأييد طريقهم. وهم يعرفون الحديث عن الحل السياسي بلغة براغماتية من حيث التنازل عن الضفة الغربية، مقابل ذخائر عديدة في المنطقة وفي العالم، ومن أجل منع دولة ثنائية القومية.
    في الانتخابات القريبة القادمة، فان رجال اليمين – اليسار اولئك هم الامل في قيادة الدولة في المستقبل الى طريق سواء العقل السياسي واعادة البناء الاقتصادي- الاجتماعي. ويدور الحديث عن اناس مثل موشيه كحلون، تسيبي لفني، يعقوب بيري، عوفر شيلح ويئير لبيد، بالتعاون مع العمل برئاسة اسحق هرتسوغ. كحلون، الذي يعتبر صقرا، لا بد يفهم بان اعادة البناء الاجتماعي الذي يتبناه غير ممكن في ظروف دولة متنازعة مع الفلسطينيين، مع المنطقة، مع العالم ومع نفسها. من ناحية براغماتية، فان الامل هو في الوسط.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ
    استمعوا لنصر الله
    يحتمل أن تكون الحرب القادمة في جبهتين الشمال والجنوب

    بقلم: موشيه آرنس،عن هآرتس
    إستمعوا لنصر الله. لا يوجد شيء جديد فيما قاله لنا. نحن نعرف أنه يملك أكثر من 100 ألف صاروخ يصل مداها الى أي مكان في اسرائيل، وبعضها قادر على اصابة المطارات وأهداف اخرى بدقة. ومع ذلك أقول إستمعوا له. الكثير منا يميلون الى نسيانه أو خداع النفس بأننا استطعنا ردع حزب الله ومنعه من مواجهتنا مرة اخرى. هذه الفرضية تحتاج الى فحص من جديد.
    من الصعب ردع منظمات ارهابية. فأفق التخطيط لديها بعيد، وهي مستعدة لتقديم الضحايا انطلاقا من القناعة بأنهم سينتصرون في الحرب.
    إن اسرائيل بعد أن عانت من عمليات ارهابية متكررة بدأت تفهم أن الردع لا يتم من خلال منع تهديد الارهاب بل من خلال زيادة السنين بين موجة ارهابية واخرى. بعد كل عملية ضد حماس في غزة – «الرصاص المصبوب» و»عمود السحاب» – آمنا أن حماس في غزة سترتدع عن اطلاق الصواريخ على اسرائيل، وفي كل مرة اتضح أننا اخطأنا. والآن للمرة الثالثة، في عملية الجرف الصامد، فان الهدف هو تحقيق بضع سنوات من الهدوء قبل الهجوم التالي لحماس.
    في هذه الحرب التي استمرت خمسين يوما، أطلقت حماس والجهاد الاسلامي أكثر من 4 آلاف صاروخ على اسرائيل، ملايين الاسرائيليين اضطروا للاختباء، ومطار بن غوريون أغلق ليوم. هجوم حماس والجهاد الاسلامي قد يشكل صورة مصغرة لما قد يحدث اذا قرر حزب الله الهجوم على اسرائيل بالصواريخ.
    الفكرة أن منظمات الارهاب التي حصلت على الصواريخ لن تقوم باستعمالها وستتركها تصدأ، لا يمكن تقبلها، والفكرة أن حرب لبنان الثانية وقصف الضاحية في بيروت من قبل سلاح الجو قد نقل لحزب الله رسالة تردعه عن الهجوم على اسرائيل، من الضروري الغائها. الاستفزاز الذي يقوم به حزب الله على الحدود الشمالية مؤخرا هو نداء للتأهب.
    رغم أن حزب الله غارق في الحرب الاهلية في سوريا إلا أنه لم يستخدم حتى الآن الصواريخ. فهو يحتفظ بها لاهداف في اسرائيل. واذا قرر هذا التنظيم أن يهاجمنا فمن المتوقع انضمام حماس اليه. تركنا وراءنا بعض الامور التي لم تكتمل عندما وافقنا على وقف اطلاق النار مع حماس. فلم يفكك سلاح حماس. ويمكن الافتراض أن حماس تتسلح من جديد في هذه الاثناء. وقد نضطر الى الدخول في حرب في جبهتين.
    القبة الحديدية لا تشكل ردا كاملا لهجوم واسع من الصواريخ. هي تستطيع الدفاع عن عدة أهداف ذات قيمة، لكن ليس الدفاع عن جميع المواطنين.
    تهديد الارهاب من الشمال ومن الجنوب على كل المواطنين في الدولة، هذه مشكلة خاصة لاسرائيل ومحظور أن تبقى بدون حل لفترة من الوقت. للاسف الشديد فان فرصة القضاء على الخطر من قطاع غزة تم تفويتها في العملية الاخيرة. معالجة الصواريخ كان يجب أن تكون أهم من معالجة الانفاق، وقد بقينا الآن مع تحديات في الجبهتين.
    مع كل الاهتمام الذي أعطي في الاشهر الاخيرة لداعش، والخطر الذي يمثله للدول المحيطة، فقد ازداد الميل الى نسيان حزب الله الذي هو المنظمة الارهابية الاقوى في المنطقة وهو يشكل الخطر الفوري لاسرائيل، سوريا ولبنان ما بقي يملك الصواريخ ولم يتم تفكيكها، ولا يمكن استمرار الاستقرار في المنطقة. إستمعوا لنصر الله.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـ



    شرك الانتفاضة
    الانتفاضة جيدة لليمين لكنها سيئة للدولة فبعد كل جولة تنجر إسرائيل لعنف أكبر

    بقلم: يوعاز عندل،عن يديعوت
    الانتفاضات لا تبدأ بل تتكشف في نظرة الى الوراء. فالمؤرخون يعرفون كيف يشخصون العلائم، والخبراء يشرحون الظروف التي تؤدي الى موجات الارهاب، ولكن في الزمن الحقيقي تنطلق صافرات التهدئة، هذا هو سبيل الحكومات في اسرائيل، وربما طبيعة البشر.
    في كانون الاول 1987، عندما اندلعت الانتفاضة الاولى، كنت فتى صغيرا. وقد تغيرت حولي الحياة، ولكني لم أعرف، وهكذا أيضا معظم الاسرائيليين. الجيش الاسرائيلي تجاهل، وزير الدفاع رابين سافر الى الولايات المتحدة لاسبوعين، والمستوطنون انتظروا الى ان يمر هذا. في ايلول 2000، عندما اندلعت انتفاضة الاقصى، كنت صرت شابا في خدمة الاحتياط. بعثوا بي الى منطقة حاجز ايرز كي اسد الثغور. وفي حينه ايضا لم نفهم انه توجد انتفاضة، وفي حينه ايضا تعاطت القيادة السياسية مع ما يجري كأزمة صغيرة سرعان ما ستنقضي. مرة تحدثوا ومرة اطلقوا النار ومرة اصدروا الاوامر المتضاربة كي يهدئوا الخواطر.
    نحن نوجد الان في بداية انتفاضة ثالثة – موجة عنف تقوم على أساس النزاع الوطني الذي لم يحل هنا حاليا. ومنذ بضعة اسابيع ونحن هناك. عمليات أمس تجعل العنف أقل محيطيا.
    الانتفاضة هي سهم مرتد. فهي تمس اساسا بالفلسطينيين – تخرب لهم حياتهم وتدمر اقتصادهم. وبعد ذلك تمس بنا ايضا. يمكن هزيمة الارهاب رغم الاف الحجج والمبررات. لماذا لا. لقد فعلت اسرائيل هذا في انتفاضة الاقصى. يمكن المس ببنى الارهاب، تصفية أو اعتقال معظم النشطاء، كما يمكن ايضا خلق الدرع.
    ان الجدال على الحسم عديم الجدوى وان كان فقط بسبب حقيقة انه عندما تندلع انتفاضة لا يكون لاسرائيل بديل آخر غير انه بعد الحسم وايقاع الهزيمة على الطرف الاخر تأتي الحاجة الى الانتصار الذي معناه اعتبارات الكلفة مقابل المنفعة والانتصار يوجد في رأس الناس، وبالتالي فهو ذو مغزى بهذا القدر.
    استنتاجان واضحان يوجدان من الماضي: الاول هو ان الكفاح ضد الارهاب يدفع الاسرائيليين الى الحراك يمينا ومعارضة الاتفاقات التخمينية مع الفلسطينيين. والاحلام مريحة فقط حين يكون الهدوء. لقد جلبت انتفاضة الاقصى اليسار الى الافلاس الانتخابي. فهو لم يخلق بدائل بل كرر فقط شعارات الاتفاقات. اما السياسيون من اليمين، بالمقابل، فيسبحون في الانتفاضات كالسمك في الماء. فهم تلتقط لهم الصور على خلفية العمليات، يطلقون التصريحات الحادة عن القضاء على الارهاب ويلاحقون الحكومة بمطالبات القيام بالعمل. عندما يكونون في المعارضة ينجح هذا على نحو ممتاز، في حالة السنوات الاخيرة تدبر هذا ايضا في الائتلاف. انتظروا المعركة الانتخابية وستكتشفون انه نسيت حقيقة ان الحكومة الحالية (التي تجلس فيها كل احزاب اليمين) حررت مخربين، ابقت حماس غزة قوية واحتوت الاحداث في القدس.
    الاستنتاج الثاني هو أنه رغم ان الانتفاضة جيدة للانتخابات لليمين، فانها سيئة لايديولوجيته. فبعد كل جولة من العنف تخسر اسرائيل ارضا وتنجر الى ورطة عنف اكبر. الانتفاضة الاولى جلبت اسرائيل الى اتفاقات اوسلو. عرفات عاد، ورجاله تلقوا السلاح. مدينة غزة سلمت للسلطة و 40 في المئة من اراضي يهودا والسامرة سلمت لحكم فلسطيني ذاتي.
    انتفاضة الاقصى دفعت شارون الى فك الارتباط. قطاع غزة وشمال السامرة اخليا من المستوطنين. والشعب اصبح يمينيا اكثر ولكن مع استيطان اقل. هذا هو الشرك لمن لا يريد أن يرى اخلاء آخر للمستوطنات. ليس لدولة اسرائيل اراضٍ اخرى يمكن هجرها. والحسم العسكري لموجة العنف الفلسطيني يستوجب الموقف من الانتصار الذي يلي ذلك.
    وهنا يدخل ابو مازن – المشكلة والحل. ابو مازن هو شخصية معقدة. فهو ليس ارهابيا كعرفات، ولكنه متعاون من الصنف السابع. فهو يكره اسرائيل، يقاتلها بالدبلوماسية والتحريض الفظيع. ولكنه لا يبعث بالارهاب بكلتي يديه. هو يمقتنا ولكنه يتعاون. لا يمكن الثقة به، لا يمكن التوقيع معه على اتفاقات (خلافا لاماني السياسيين الاسرائيليين) ولكن هذا هو الموجود.
    القاعدة الاولى التي يتعلمها مسؤولو الاستخبارات هي انه يجب ايجاد الزر الصحيح من اجل تفعيل الناس. المال، الخوف، المحبة، الاحترام، الردع. ابو مازن لم نعد نُفعله، في هذه الحالة نعلق به الامال الزائدة ونغضب. صحيح حتى اليوم الانتفاضة تندلع واسرائيل تهدىء الخواطر لذاتها اساسا.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 03/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 12:13 PM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 02/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 12:12 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 01/07/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 12:12 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 30/06/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 12:10 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 10/06/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-07-14, 12:02 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •