صراع القوى بعد موت الملك عبد الله قد يؤثر على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة
بقلم:تسفي برئيل،عن هآرتس
"مات الرجل المسؤول الكبير عن العرب". في أحد العناوين في صحيفة “الاهرام” المصرية ورد العنوان “سلام عليك يا كبير العرب”، وقد سارع الرئيس عبد الفتاح السيسي الى المشاركة في جنازة الملك عبد الله وتقديم العزاء للعائلة المالكة، لكن كل هذه المراسيم لم تسمح بكبح جماح الخلافات الظاهرة في اوساط العائلة المالكية حول الوراثة.
الملك الجديد، سلمان، لم ينتظر الى أن تبرد جثة أخيه المتوفى، وسارع بالاعلان عن تعيين محمد بن نايف كولي للعهد لولي العهد. وسيضطر محمد الى الانتظار قليلا. سلمان (79 سنة) وهو مريض كما يبدو بـ “الزهايمر”، لكنه كان وليا للعهد وهو أصغر من الأمير مقرن، ومع ذلك فان مقرن سيفقد اللقب اذا نجحت مخططات سلمان في اقناع مجلس الأمناء استبداله بمحمد المحسوب على الجناح السُديري في العائلة وهو خصم للجناح الذي ينتمي اليه الملك عبد الله المتوفى.
بالنسبة لمحمد مقارنة مع مقرن هناك علاقات جيدة له في جميع أرجاء المملكة، وخصوصا مع القبائل الكبيرة. وهو مقرب ايضا من الادارة الامريكية ويعتبر مقاتلا عنيدا ضد الارهاب. ومن ناحية اخرى يعتبر محافظا في كل ما يتعلق بحقوق الانسان.
وتدور معركة الوراثة وتصارع القوى في المملكة وتؤثر ليس فقط على مصير أبناء العائلة والمواطنين السعوديين، بل إنها تحمل في ثناياها تهديدا جديا لمكانة المملكة في الشرق الاوسط، وتأثير جدي ايضا على سياسة الولايات المتحدة في المنطقة. وهذا ما يفهمه الرئيس براك اوباما الذي اختصر زيارته للهند من اجل الوصول الى السعودية لتقديم التعازي ولضمان أن لا يخرج الملك سلمان عن التقليد الطويل الذي بُنيت عليه العلاقات مع الولايات المتحدة.
هذا هو ايضا السبب الرئيس لزيارة السيسي للمملكة، الذي يعكس أن وضع مصر يتعلق من الناحية الاقتصادية بشكل مطلق بالدعم السعودي. فالملك عبد الله منح مصر في السنة الاخيرة مليارات الدولارات، وتمكن قبل موته من صياغة المصالحة بين مصر وقطر. على السيسي أن يتأكد الآن من أن التدفق المالي السعودي لن يتوقف في أعقاب موت الملك، وما زال في ذهن السيسي في زيارته للسعودية الطوابير الطويلة من المواطنين المصريين الذين يعانون من نقص الغاز المنزلي وكذلك الامر بالنسبة للديون التي تثقل على الخزينة المصرية. هذا اضافة الى العمليات التخريبية في شوارع القاهرة وفي السكك الحديدية في سيناء.
عندما تُدار الحرب ضد الارهاب وعندما تكون حاجة لتمويل هذه الحرب فلا بد من وجود جهة تقوم بالدفع. قبل اسبوع صرح السيسي أمام المدافعين عن حقوق الانسان في مصر أنه يهتم بحقوق الانسان أكثر من أي شخص آخر، ولكن هناك 90 مليون انسان يجب أن يأكلوا ويشربوا ويعيشوا. وعندما تطالبون بحقوقهم لا تنسوا أنه يجب أن يعيشوا أولا.
هذا لم يكن بشرى جيدة للمعارضة التي عرفت من خلال وجود السيسي في الحكم في مصر أن أملهم في إحداث تغيير حقيقي لن يتحقق. أمس كان يوم الذكرى السنوية الرابعة لبداية الثورة، وبعد المظاهرات والمواجهات مع قوات الشرطة وسقوط القتلى والجرحى والاعتقالات في اوساط المتظاهرين فهم رواد الديمقراطية ما هي حدود حرية التعبير.
إن مصر ليست السعودية التي استثمر ملكها مليارات الدولارات في تحسين أجور العمل وبناء الوحدات السكنية. إن إسكان مليون شقة التي وعد بها السيسي مواطنيه سيتم تمويلها بشكل جزئي من اتحاد الامارات العربية، وسينتظر سنوات اخرى للحصول على تمويل لاكمال هذا المشروع. ومن غير هذا الدعم قد تشتعل الاحتجاجات في مصر. وليس للسيسي الآن أي ضمانة أن لا يقع النظام السعودي الجديد في أزمة قد تمس امكانية تواصل الدعم السعودي لمصر.
هذا ليس القلق الوحيد الذي يثيره تبدل الحكم في السعودية. إن السيسي الذي يطمح الى اعادة مصر الى مكانتها كزعيمة في الشرق الاوسط لا يعرف ما اذا كان الملك الجديد سيقوم بتنسيق سياسته مع مصر كما تصرف سلفه، أم أنه سيُلقن السيسي درسا في الزعامة.
وتنتظر السيسي ايضا هموما سياسية اخرى. ففي الحملة الانتخابية للبرلمان التي ستُجرى في آذار القادم سيتنافس أكثر من عشرين حزبا وحركة سياسية علمانية تحاول التكتل في جسم واحد في هذه الانتخابات. ومع أن هذا هو طموح السيسي إلا أنه لا يريدها جسما واحدا. يمكن للسيسي أن يضمن انتخاب برلمان داعم بواسطة قانون الانتخابات يتنافس فيه 120 نائبا من 567 في قوائم، و420 كمستقلين و7 ممثلين يُعينون بشكل مباشر من قبل الرئيس. إنه يحاول الاحتفاظ بمقاعد لعدد كبير من المستقلين. وهكذا حاولت دائما اجهزة السلطة أن تقدم للبرلمان عددا أكبر من المستقلين بشكل لا يجعل حركات المعارضة تتكتل في جسم واحد مؤثر.
الانتخابات للبرلمان ستنهي المسيرة السياسية التي رسمها السيسي عندما تولى السلطة في تموز 2013. ولكن قد لا تكون هذه هي النهاية حيث أن السيسي رسم خطواته بدون برلمان. فلماذا يقلق الآن.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المواجهة بين اوباما والكونغرس حول الشأن الايراني ليست في صالح اوباما على الرغم من الاستطلاعات التي تشير الى تقدم شعبيته
بقلم: أفراهام بن تسفي، عن إسرائيل اليوم
على ما يبدو، كان هذا اليوم الكبير لبراك اوباما. في خطابه السادس عن حالة الأمة، الذي ألقاه الأسبوع الماضي أمام مجلسي النواب والشيوخ، كان الرئيس مليئا بالأمل والثقة بالنفس التي عكست تعاظم قوته لدى الرأي العام وخصوصا على خلفية التحسن في الاقتصاد الامريكي. وازاء ادارته الناجحة – على الأقل حتى الآن – لـ “ازمة سوني” مع كوريا الشمالية. وكذلك فان الاختراق الذي تم احرازه في العلاقات مع كوبا ساهم في الشعور بالارتياح الذي جاء بعد الهزيمة في انتخابات المجلسين، حيث يمر الآن البيت الابيض بفترة من الراحة.
وهكذا فان برنامج العمل الطموح الذي عرضه الرئيس في خطابه (الذي استند الى خطوات ليبرالية واضحة في كل ما يتعلق بالمجال الاقتصادي والمالي والاجتماعي)، عبر بوضوح عن أمله بأن انجازاته في الاشهر الاخيرة يمكنها أن تعطيه هامشا واسعا للمناورة ايضا أمام الكونغرس، وكذلك الابتعاد عن وصمة “البطة العرجاء”. من هذه الناحية يمكن التعامل مع الرسالة الرئاسية الاخيرة وكأنها توجها مباشرا الى الجمهور الامريكي من قمة تلة الكابيتول. وذلك من اجل اجبارها على أن تعطي دعما لجهوده في اعادة تشكيل عالم الولايات المتحدة كدولة رفاه شاملة. وفي الساحة الدولية يمكن أن نرى في خطابه محاولة لتحويل مستوى الدعم الجماهيري الحالي لاوباما الى رافعة لاجبار الكونغرس الجديد أن يبتعد عن طريقه لكي يُمكنه من تحقيق برامجه وخصوصا فيما يتعلق بايران.
ولكن بالتحديد في هذه الساحة الهامة ينشأ لدينا الانطباع بأن اوباما اخطأ في قراءة الخريطة السياسية الكونغرسية، وضل الطريق في سيره خلف معتقداته في كل ما يتعلق بمدى قدرته الفعلية على تقييد خصومه الداخليين على أساس علاماته المرتفعة في استطلاعات الرأي العام. بعد أن أُطفئت أضواء المسرح وخفتت أصداء الهتافات، تبين أن توجه اوباما الى الكونغرس للامتناع عن فرض عقوبات جديدة على طهران طالما استمرت المفاوضات حول الاتفاق النهائي في المشروع النووي، لم يؤثر كثيرا.
على الرغم من هذا التوجه فان التهديد الصارخ لفرض الفيتو على كل تشريع يشدد العقوبات، بقي حزب الاغلبية الجمهوري في كلا المجلسين متمسكا بمبادرته التي تحظى بدعم ديمقراطي لا بأس به. هكذا، بواسطة حركة الكماشة التي استهدفت تصليب موقف الولايات المتحدة بعد التخفيف في الجولة الاخيرة من المفاوضات، وفي المقابل احباط أي اتفاق لا يحقق حاجزا لا يُخترق أمام المشروع النووي الايراني لانتاج سلاح نووي، فقد اتفق خصوم اوباما السياسيين من المجلسين على أن يسلبوه تحقيق أحد أهدافه المركزية في المجال السياسي الخارجي والامني – التوقيع بكل ثمن تقريبا على اتفاق دائم مع طهران. ويمكن التعبير عن ذلك في حقيقة أن المبادرة الجمهورية في مجلس الشيوخ لتمرير قانون عقوبات جديد، الذي يبدأ العمل به في بداية تموز 2015 (إلا اذا تم التوصل الى اتفاق دائم قبل هذا الموعد، يحظى الآن بالتسريع).
الآن ومن اجل منع اتفاق سيء تشوبه الثغرات، الذي مثله مثل الاتفاق المرحلي يمكن أن يعطي ايران مكانة دولة على شفا الذرة بصورة شرعية ومعترف بها، فقد طرحت الكتلة الجمهورية في المجلس مشروع قرار جديد، الذي على ضوئه يعتبر الاتفاق النهائي كاتفاق دولي. الذي يقتضي – مثل كل ميثاق آخر – المصادقة الرسمية من مجلس الشيوخ (الموجود تحت سيطرة الجمهوريين). صحيح أن هاتين المبادرتين من شأنهما أن تُحفظا في ظل الفيتو الرئاسي، إلا اذا “حظي بأغلبية الثلثين المطلوبة لالغاء هذا الفيتو”، ولكن هذا الامر من شأنه أن ينزع عن الادارة الشرعية المطلوبة لاتمام العملية.
على كل حال، من الواضح أن هناك هوة تفصل – على الأقل في القطاع الايراني – بين الخطاب الرئاسي وبين القدرة الفعلية لاوباما على بلورة استراتيجية موافق عليها من الحزبين وفعالة. ومن جهة الكونغرس يتوقع أن يقف الى جانبه قريبا في الشهر القادم رئيس الحكومة نتنياهو، الذي دعمه لتشديد العقوبات (التي من المؤكد أن يعبر عنها بقوة في خطابه أمام المجلسين) من شأنه أن يعطي روحا داعمة للمواقف غير المتسامحة للكونغرس.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
انتباه انتباه تسلل لعناصر حماس !
بقلم: روتي سيناي، عن إسرائيل24
الثامن من تموز/ يوليو 2014 كان أول أيام الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحماس، التي تعرف باسم "الجرف الصامد". نوعا تايتل البالغة من العمر 19 عاما وهي برتبة "عريف"، كانت في ذلك اليوم جالسة كعادتها قبالة شاشة الحاسوب في مركز المراقبة التابع لسلاح البحرية ولمركز القيادة في مدينة اشدود الساحلية في جنوب اسرائيل. وتنطوي مهامها على مراقبة البحر توخيا لظهور أي شيء غير عادي قد يشكل خطرا على المدنيين في المنطقة ومعسكراتها.
المهمة ليست سهلة وتتطلب قدرة فائقة على الملاحظة رغم أنها مهمة روتينية مملة تتلخص بالتحديق المتواصل بشاشة الحاسوب على مدار طوال ست أو ثماني ساعات في كل وردية.
في ذلك اليوم، أظهرت شاشة نوعا أمرا غريبا. في البداية اعتقدت أنها تخليت بضعة رؤوس تطفو على سطح الماء قبالة شاطئ كيبوتس زيكيم، على مسافة نحو 1,5 كيلومترا شمال غزة. ثم لاحظت مجموعة من الأشخاص ببزات رطبة يخرجون من البحر الى التلال الرملية المحاذية. احتاجت نوعا لجزيء من الثانية لتدرك من أسلوب حركتهم والعتاد الثقيل الذي كان بحوزتهم أنهم ينوون شرا.
أبلغت قادتها وبدأت ترشد القوات الجوية والبرية والبحرية الى المنطقة المذكورة بأسرع ما يمكن. القوات البرية اشتبكت مع المتسللين وقتلت خمسة منهم. وعثر الجيش بجوار الجثث الخمسة كمية كبيرة من الأسلحة، القنابل الصوتية، والمواد المتفجرة.
نظرا لقدرتهم القتالية، يبدو أنهم وحدة من الكومندو التابعة لحركة حماس انطلقت من غزة وكانت تنوي تنفيذ هجوم كبير أو عملية خطف جنود أو مدنيين إسرائيليين.
"رغم الصعوبة الكبيرة في التعرف على تحركات العدو في تضاريس صعبة ومعقدة، لم تفقد العريف تايتل تركيزها وحذرت قادتها"، وفقا لشهادة التقدير التي ستحصل عليها. "لقد شاركت في التنسيق بين القوات البحرية والقوات البرية التي وصلت الى الموقع. عمل العريف تايتل سمحت للقوات الإسرائيلية بوقف هجوم عناصر حماس من جهة البحر".
الرقيب رونيت جاكسون (20 عاما) تعرفت على مجموعة من عناصر حماس قوامها 13 شخصا تسللوا الى اسرائيل عبر نفق قرب قرية تعاونية (كيبوتس) على الحدود الإسرائيلية مع غزة. أبلغت جاكسون ما كشفته لقادتها، ما أدى الى رد إسرائيلي ناجح منع عناصر حماس من قتل جنود ومدنيين إسرائيليين. هي أيضا ستتلقى شهادة كونها "لم تفقد عقلها".
تايتل وجاكسون ستكونان ضمن أربعة نساء يتلقين أوسمة لخدمتهن في حرب الـ 51 يوما من ضمن 54 جنديا وضابطا سيتم تكريمهم في حفل خاص الشهر المقبل.
ولكن، بينما الجنود الذكور، وفقا للغة التكريم وشهادات التقدير، "برزوا بشجاعتهم وجرأتهم، قيادتهم، وانعدام الانانية لديهم، فإن النساء قمن بذلك من خلال الحفاظ على هدوئهن. يجب ادانة أعضاء اللجنة العسكرية التي قررت منح الأوسمة على اساس التمييز في الجنس (سيكسيزم).
بحق الله، ما الذي كانوا يتوقعونه من هذه الفتيات الجنديات المدربات؟ أن يبدأن بالصراخ الهستيري؟ أن يتصلن بأمهاتهن؟ بأصحابهن؟ لحسن حظهن أنه دون أن تصرفهن كان مثاليا ويستحق التقدير رغم أن بعضهن كن "في ذلك الوقت من الشهر".
بسخرية شديدة، الجيش الإسرائيلي هو واحد من جيشين أو ثلاثة جيوش في العالم يجند النساء للخدمة الإلزامية. عشرات آلاف النساء الاسرائيليات اليافعات يضطررن لمنح سنتين من حياتهن بعد التخرج من المدرسة الثانوية للخدمة في الجيش. ثلث الجنود الإسرائيليين هن نساء، ونحو نصف الضباط والقادة كذلك.
التقدم نحو نوع من المساواة في جيش الرجال كان بطيئا جدا. طوال سنوات، كان معظم الجنديات يوّجهن نحو وظائف مكتبية، يقضين فترة خدمتهن يملأن الاستمارات، يجبن على الاتصالات الهاتفية، ويعددن القهوة لقادتهن الذكور. هذا الأمر تغيّر مع الوقت، مع زيادة نسبة النساء اللواتي يشاركن الآن في أدوار مساعدة للقتال وأكثر من ثلاثة بالمائة الآن يتم تجنيدهن لوحدات قتالية.
في العام 2014، عيّن الجيش الإسرائيلي امرأة كأول قائدة وحدة قتالية. عدد النساء اللواتي يحملن رتبة عقيد (كولونيل) في الجيش الاسرائيلي ضاعف نفسه اكثر من مرة، من 2% في العام 1999 الى خمسة اليوم. نسبة النساء الضباط برتبة "مقدم" ارتفع بنسبة 70 بالمائة الى 13%.
كما ذكرت سابقا، من بين 54 جنديا وضابطا سيتقلدون الأوسمة وسيحصلون على شهادات التقدير لأدائهم في الحرب الاخيرة، هناك عدد غير مسبوق من النساء – نحو ثمانية بالمائة.
بحث سريع وغير علمي يكشف أن جيوشا أخرى تمنح الأوسمة والنياشين للنساء في الخدمة.
الرقيب آن هيستير على سبيل المثال، حازت عام 2005 على وسام لبطولتها خلال كمين لمسلحين على قافلة للجيش الأمريكي في العراق. الخبيرة في الجيش الأمريكي مونيكا لين براون كُرّمت بالنجمة الفضية في آذار/ مارس 2008 لبطولتها في أفغانستان.
لا يوجد واحدة بينهم حازت على أوسمة أو نيشان أو تم تكريمها لمجرد "المحافظة على رباطة جأشها".
لذا يجب قراءة ما بين السطور: عقب الضجيج الاجتماعي الذي أحدثته هذه التكريمات، أعلن المتحدث باسم الجيش يوم الأحد أنه يتم تغيير النص. "إنهن مستحقات لكامل ثنائنا وتقديرنا" كما أعلن المتحدث. "نأسف لإلحاق الأذى بهن". ولكن المتحدث نسي أن يضيف التالي: "بالطبع تآذين. إنهن إناث، أليس كذلك؟".
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
محاولات نتنياهو الوصول الى الكونغرس الامريكي والقاء الخطاب أمامه تشبه الاجراء العسكري الذي يدعو إلى قتل الجنود الأسرى مع خاطفيهم
بقلم: أمير أورن، عن هآرتس
أحد ضباط الجيش الإسرائيلي غضب في الأسبوع الماضي على الانتقاد الموجه إلى من صاغوا شهادة التقدير للجنود الذين “لم يفقدوا انضباطهم” في زمن الخطر وأدوا مهامهم بشكل جيد. إن اجراءً كهذا لم يحصل أبدا في نهاية أي معركة عسكرية أن قام أحد بالثناء الى هذه الدرجة على عدد كبير من الجنود والوحدات كما يحدث الآن.
ذلك الضابط اهتم ايضا بالتشكيك في قصص البطولة والاوسمة والثناء، وروى قصة الرائد غاد رفان، وهو ضابط كان مسؤولا في 6 حزيران 1967 عن وحدة دبابات في معركة قرب جنين. وقام باقتحام واحتلال الهدف، وفي هذه الاثناء انفجرت الدبابة وقطعت يده وأصيب بحروق بالغة، لكنه لم يفقد انضباطه ونظم رجاله وسيطر على الوضع الى أن تم اخلاءهم من المكان، ومُنح على هذا العمل وسام البطولة الاكبر من بين الاوسمة. وهنا لا يوجد فرق بين بطولة وبطولة وبين تصرف معين وفقدان الانضباط.
هذه مناورة جيدة في مجال الحديث عن المعارك والبطولات ولكنها تنطوي على المخاطر. وهناك من يفكر في معاينة المبررات المقدمة للاوسمة ويكتشف فيها أن الجيش الاسرائيلي قدّس عمليات الانتحار وقتل الجرحى الذين قد يسقطون في الأسر. إن أحد ابطال اسرائيل في حرب الاستقلال، قائد الوحدة زروفوفيل هروفيتش أُعطي وساما على تفجيره مدرعة بنفسه وبزملائه الجرحى بعد أن فقد كل احتمالات الانقاذ لمنع سقوطهم في أيدي العدو. وما زال مُخلدا في المعسكر الشمالي، لكن بدون أوسمة، الرائد بولين فريدمان الذي قتل الجرحى الذين كان يدافع عنهم وانتحر كي لا يسقطوا في الأسر. ومن هنا فان الجيش الاسرائيلي يمجد جنود وقادة فوضوا أنفسهم لقتل زملائهم كبديل لسقوطهم وتعذيبهم وموتهم في أيدي العدو.
من ناحية عملية هذه هي الصيغة الاولى للاجراء المسمى “هنيبعل” الذي اشتق اسمه من الحرف الاول للمفهوم (مخطوف) ومفهوم مطارد ومفهوم مقتول حسب المضمون الموجود في تقرير الجيش الامريكي في حرب فيتنام، حيث فضلوا أسماء مشروبات مثل الويسكي الذي يعني الجرحى والويكل ويد الذي يعني القتلى. ومنذ الثمانينيات وما بعدها اختلفت المفاهيم حول قضايا مثل المفاوضات أو الابتزاز أو الفدية مقابل مخطوفين محتجزين كرهائن. ولكن هذا يعتبر نقاش آخر مماثل للخلافات حول الاحباطات المركزة التي يقوم بها الجيش. ومسموح للجيش أن يعرض مقاتليه للخطر وأن يحاول قتل أعدائه بدون قيود ما دام الحديث يدور عن جنود مجهولين. ولكن عندما يدور الحديث عن جنود لهم وجوه ولهم عائلات – هنا يتطلب الامر اجراءً آخر.
إن جهود بنيامين نتنياهو في الايام الاخيرة لانقاذ سلطته المتهاوية بمساعدة الجمهوريين في الكونغرس تشبه ايضا اجراء “هنيبعل”، ولكن هنا المقصود براك اوباما وفقدان الانضباط الذي لم يثبت الى أي حد سيستمر. وذلك يشبه وصف آبا ايبان لضمير موشيه ديان النظيف الذي لم يستخدمه أبدا.
الحملة اليائسة هي حملة غبية تدفع في النهاية اوباما الى التخلي عن نتنياهو، ومن خلال وثائق داخلية قديمة من عهد ادارة كارتر نشرت في هذا الاسبوع، تبين أن توصية عنصر الاتصال الخاص بالرئيس مع الطائفة اليهودية لتجاوز مماحكات مناحيم بيغن الذي كان يقيم المستوطنات على الرغم من عدم شرعيتها وتخلى عن المسيرة السياسية، هي توصية مناسبة للرئيس اوباما في هذه الايام، حيث أن هذه التهديدات هي تهديدات عبثية وليس فيها أي شيء لنتنياهو، واذا أصر نتنياهو على الوصول الى مؤتمر الايباك والقاء الخطاب في الكونغرس قبل اسبوعين من الانتخابات للكنيست فسيكون من واجب الادارة الامريكية أن تمنح شرف مساوي لاسحق هرتسوغ وتسيبي لفني، وفي هذا ما شير الى أن تهديدات نتنياهو فارغة من مضمونها.
إزاء التحركات المتوترة لنتنياهو الذي يبحث عن السلطة ويفقد كل انضباطه في هذا المجال، فان كل اسرائيلي متردد ملزم بأن يصوت بناءً على السؤال اذا كان بيبي جيدا الى هذا الحد فما هو السيء.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
المسلمون وإحياء ذكرى ضحايا المحرقة النازية
بقلم: سينيم تزيابار، عن مجلة تايمز أوف إسرائيل
إنه لمن المعروف عالميا الآن، أن القرن العشرين يمثل احدى القرون الأكثر دمويا والأكثر ظلمة في تاريخ الانسانية. تعتبر الداروينية التي نشرت مبادئها في القرن التاسع عشر، السبب الرئيسي وراء انجرار القرن العشرين لمثل هذه الاضطرابات والفتن والنزاعات والحروب. مما يجعله من الأهمية في مكان أن ندرك مدى تأثير الداروينية على عالم الفكر. بوجود مبدأ الداروينية الاجتماعية والتي تفتقر إلى أي أساس علمي, فإن العديد من الناس التى تفتقر إلى الاخلاق الدينية بدأ يعتبرون القصوة والعنف والقتل أمر طبيعي.
إذا ما نظرنا إلى الفظائع والمعاناة التي سببتها الفاشية للبشرية, سندرك دور الداروينية الاجتماعية في سفك الدماء والابادة الجماعية التي شهدها العالم اثناء الحرب العالمية الثانية. لقد كان ادولف هتلر المناصر للحركة النازية وزعيمها بلا جدال اخطر رجل في الداروينيين الاجتماعيين العنصريين. لقد ارتكب النازيين تحت امرته التطهير العنصري على النطاق الصناعي ضد اليهود, الغجر,الأروبيين الشرقيين, والناس الذين يسمونهم” الاعراق الدخيلة”.علينا القاء نظرة على الفلسفة التالية لكي نفهم ما يقصدون ب “الاعراق الدخيلة” وجذور ما يسمى الاعتقاد العلمي الخاطئ.
ان انقطة التي تكشف الامر هي الطريقة التي اتخذت فيها النظرة النازية العالمية النظرية الداروينية كاساس فكري لها. عندما طرح شارلز داروين نظريته, ادعى انه كان هناك صراع مستمر على البقاء في الطبيعة, وان بعض الاجناس قد فضلت بشكل خاص في الصراع, والبعض الاخر انحدر ليخسر ويكون”منبوذ”. كما كان متوقع, فقد اصبحت هذه النظريات في وقت قصير تمثل الاساس العلمي للعنصرية.
تحت تأثير النظرية الداروينية, حاول النازيين ابادة الشعوب من جنسيات وامم ومعتقادات مختلفة مثل اليهود والكاثوليكيين المتدينين والشعوب السلافية. لقد قاموا بذبح المرضى العقليين والمعاقين وكبار السن في غرف الغاز. هذا, وقد نفذ النازيون هذا الاضطهاد امام اعين الناس اجمع, لقد ارتكبوا المجازر الجماعية بابشع الطرق. لقد عرفت السياسات العنصرية ب ” اليوجينا علم تحسين النسل” والتي مثلت ” اسبقية” مشروع لتطبيق نظرية التحول في المجتمع. اليوجينا تقوم على استئصال المرضى والمعاقين و”تحسين” النسل البشري من خلال زيادة عدد الافراد الاكثر صحة.هذه ليست بالفكرة الجديدة, فقد عرف عن السبارتنز الاغريقيين القدامي بتطبيقهم لليوجينا من خلال وئد الاطفال. كان يقرروا انه اذا ما كان المولود سيلد مع اعاقات جسدية,كانوا يتركوه ليموت,بالنسبة للسبارتنز القدامى, كان هذا بمثابة محاولة منهم لتأكيد ان اطفال السبارتنز سيكبرون ليكونوا محاربين سبارتنز بالغين.
تعتبر مفاهيم حرية الفكر والايمان, حق كل انسان في حياته او حياتها.عدم القبول بالاانسانية او المعاملة الحقيرة او العقاب, حقيقة ان كل شخص لديه الحق في الحرية والامن ومنع العبودية والرق والاجبار على العمل, كل هذه تعتبر حريات وحقوق اساسية يحتضنها العالم اجمع. اليوم تقع كل هذه الحقوق تحت حماية معاهدة دولية,ميثاق حماية حقوق الانسان والحريات الاساسية. مع ذلك, فان كل حق من هذه الحقوق تم انتهاكه من قبل حكم النازية وتحت تأثير الدكتاتورية الداروينية. لقد بدأ النازيون بقتل معارضيهم السياسين,ثم شرعوا في قتل كل اولئك المعاقين والمرضى العقليين, الذين اعتبروهم” مؤذون” حسب نظريتهم الملتوية عن اليوجينا او ما يسمى بعلم تحسين النسل. لقد بدأو بتعذيب اليهود والاقليات الاخرى التي تعيش في المانيا, وفي عام 1939 اطلقوا الحرب العالمية الثانية في اوروبا وفي غضون سنتين حولوا كلا المناطق التي تحت سيطرتهم الى حقول للذبح تحت ما يسمى”التطهير العرقي”. لقد قتل النازيون 11 مليون شخص في معسكرات الاعتقال والابادة الفظيعة, مصانع حقيقية للابادة الجماعية , حيث وظفت التكنولوجيا لقتل الاطفال والمرضى وكبار السن بسادية فظيعة. مات ما مجموعه 55 مليون في هذه الحرب, 30 مليون منهم على الاقل كانوا مدنيين ابرياء قتلوا على يد النازيين.
لقد اصبح العالم مكان للوحشية الغير مرئية حتى يومنا هذا بسبب حكم النازية وسياستهم المتطرفة.ما زلنا نجد حتى يومنا هذا مظاهر معاداة السامية ضد المجتمع اليهودي المسالم. لمنع تكرار المأساة ذاتها من الحدوث مرة اخرى, فأن التحالف الدولى هو مهم للغاية.يجب القيام بحملة ثقافية مشتركة ضد الجماعات المعادية للسامية ويجب التوضيح للعالم حول حقيقة العنصرية والراديكلية لم تجلب للعالم سوى الكوارث والمعاناة الشديدة للجنس البشري.على المسلمين ان يكونوا قضوة في مجال محاربة الكراهية لان المؤمنين الجقيقيين يعتبر كل الناس مخلوقات الله ولا يفرقون بينهم على الارض على اساس العرق, او الامة او لون الجلد او اللغة. يرون الجمال الذي خلقه الله في كل مخلوق بشري ويسعدون بهذا الجمال,كما ويجعلهم ايمانهم رحماء ومحبين وحامين لاخوتهم البشر. لقد حرم الله في القرأن كل اشكال التمييز العرقي وواضح ان الناس يمكنهم ان يتفوقوا في نظره من خلال التقوى: ” يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ” (الحجرات :13)
على كل البشر ان يحرصوا ان لا تتكرر هذه الاعمال العدوانية وان لا تتاح الفرصه مرة اخرى لنشر مثل هذه الافكار الوحشية: هذا, ويقع على المسلمين واجب خاص لمحاربة معاداة السامية لانهم لطالما تعرضوا لفترة طويلة لمثل هذه الافكار المسمومة والكاذبة في القرن الماضي. لذلك فانة من الضروري ان يرفضوا بالكامل معاداة السامية, وان يتذكروا وحشية النازية ويحيوون ذكرى ضحاية هذا العنف المرعب.


رد مع اقتباس