ملخص مركز الاعلام
يوسف رزقة- فلسطين اون لاين
كشفت القمة العربية عن مجموعة من المفارقات المؤلمة، رغم أن جميع من حضر القمة وافق على عاصفة الحزم، وطالب اليمنيين بالحوار، والاستفادة من الفرص المتبقية لإنقاذ اليمن. ومن هذه المفارقات:
المفارقة الأولى: نقلت وكالات الأنباء أن رئيس السلطة محمود عباس وبخ محمود الهباش مستشاره الديني لتصريحاته الأخيرة وطلبه بعاصفة الحزم ضد حماس في غزة. حسنا، ولكن من يوبخ محمود عباس نفسه لأنه أعاد تصريح الهباش في القمة العربية بشكل أو بآخر، وطلب عاصفة الحزم لليبيا وسوريا وحماس، حيث الفتن على حد زعمه. وقد سخرت جريدة رأي اليوم من هذه الدعوة لأنها لا تدعو لعاصفة حزم ضد (إسرائيل) لإنهاء احتلالها ؟! فمن يوبخ الرئيس لقوله السمج؟!
المفارقة الثانية: عاصفة الحزم تقوم مبرراتها على دعم طلب الشرعية اليمنية المنتخبة والتي يمثلها عبد ربه منصور هادي. حسنا، لأن دعم الخيار الديمقراطي القائم على الانتخابات الحرة النزيهة فضيلة، وحاجة ماسة عربيا للإصلاح والتغيير اللذين تنشدهما الشعوب، خروجا من الاستبداد، ولكن الصحف ووسائل الإعلام تحدثت عن شرعية محمد مرسي المعتقل الآن في السجون، وطالبت القمة بتفسير المفارقة هذه. فما تعريف النظام العربي للشرعية؟! وهل لها تعريف واحد؟!
المفارقة الثالثة تقول: إن القمة العربية قررت إنشاء قوة عربية مشتركة للتدخل السريع ضد الإرهاب، ويكون الانضمام إليها اختياريا؟! وهنا سألت وسائل الإعلام باستغراب عن اتفاقية الدفاع العربي المشترك؟! وهل القوة المشتركة تحصر عملها داخل العواصم العربية، أي ضد إرادة التغيير الشعبية، أم أنها ستعمل ضد (إسرائيل) لتحرير الأراضي العربية المحتلة ؟! هذه قوة هي في رأي بعض المهتمين لحماية الخائفين لا لتحرير المظلومين ؟!
المفارقة الرابعة تقول: إن القضية الفلسطينية تراجعت إلى مؤخرة كلام المتحدثين أمام القمة، والوحيد الذي قدمها في كلامه هو الملك سليمان، والأمير تميم. وهذا مشهد يريح نتنياهو و(إسرائيل)، فالعرب مشغولون حتى في باب الخطابات بأنفسهم وبمشاكلهم، ولم تعد (إسرائيل) لهم مشكلة.
هناك مواقف قوية للخائفين على المستوى الداخلي كما قالت المصادر، ومواقف شكلية واعتذارية على مستوى القضية الفلسطينية. هذا إذا استثنينا كلمة الأمير تميم التي عبرت عن مفارقة خامسة من مفارقات القمة، حيث قال: لا يصح أن نقول إننا مع فلسطين ونحمل هم سكانها، ونحن نحاصرهم، ولا نعمل شيئا لتخفيف الحصار عنهم؟! صدق تميم في مفارقته.
المفارقة السادسة جاءت في شكل سؤال مثير لمصطفى بكري الصحفي، حيث أبدى استغرابا شديدا لغياب دولة الإمارات عن القمة العربية في شرم الشيخ من خلال غياب رأس الهرم وصاحب القرار في الإمارات ؟! لست أملك جوابا عن سؤال مصطفى بكري، لكن المنطق يقول إن غيابها غير طبيعي ؟!
في ظل هذه الأجواء والمفارقات يمكن القول إن فلسطين لم تحظ بقرارات جيدة، ولا باهتمام جيد، وربما يرجع هذا لخلل في النظام العربي، ويرجع أيضا لخلل في الأداء الفلسطيني على مستوى القيادة. حيث كان الأداء حزبيا، وضعيفا، ومحبطا.
حماس.. وحسابات الفرص والمخاطر في الإقليم المشتعل
عدنان أبو عامر- المركز الفلسطيني للاعلام
أجرت حماس منذ بداية مارس الحالي سلسلة اتصالات سياسية متلاحقة في أكثر من اتجاه، فقد التقى خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس مع رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني، في قطر، وتبادلا وجهات النظر حول القضية الفلسطينية، والحصار على غزة، ثم قدم العزاء للرئيس الإيراني روحاني بوفاة والدته، والمرشد "خامنئي" بوفاة شقيقته.
لكن الحراك الحاصل بين حماس وإيران، لم ينتقل بعد لتطبيع كامل للعلاقات، يضمن عودة الدعم المالي والعسكري بصورة حقيقية لحماس، لأن إيران ما زالت تضع شروطاً تعجيزية على حماس لتقديم ذلك الدعم، رغم تقديم حماس لبوادر إيجابية عديدة لإيران في الأشهر الأخيرة، كتوجيه الشكر عدة مرات في احتفالات جماهيرية، ورسائل التعزية باغتيال قادتها العسكريين في سوريا، لكن رسائل الغزل هذه لم تنجح في إمداد حماس بما تريده من المساعدات المالية والتسليحية من إيران.
ورغم أن علاقة حماس مع مصر لا تمر بأحسن أحوالها، لكن الحكومة المصرية قدمت طعناً في حكم أصدرته محكمة الأمور المستعجلة بالقاهرة باعتبار حماس "جماعة إرهابية"، وهو حكم أساء لمصر، ودورها الإقليمي، وهذه الخطوة ضرورية لاستدراك الخطيئة التاريخية التي اتهمت المقاومة الفلسطينية بالإرهاب".
ويبدو أن التراجع المصري عن اعتبار حماس حركة إرهابية قرار سياسي بامتياز، رغبة من مصر بالحفاظ على الورقة الفلسطينية بين يديها، لأنها تمنحها الدور الاستراتيجي، وربما رأت أنه ليس من مصلحتها استعداء حماس، خوفاً من فقدان ورقة ثمينة تكسبها أهمية كبيرة في صراع التوازنات الإقليمية، ولذلك أعربت حماس، عن أن يكون طعن الحكومة المصرية على الحكم القضائي إقرار سياسي بأن هناك خطأ كبيراً ارتكب، وينبغي تصحيحه، لتصويب العلاقة الثنائية، فحماس تؤكد عدم التدخل في أي شأن داخلي عربي، خاصة مصر، وتتطلع لإقامة علاقات مستقرة معها.
النقلة النوعية في موقف حماس تجاه مصر، تمثلت بتصريح لأحد قيادات حماس البارزة أعلن فيه أنها تتطّلع لبناء علاقة جيدة ومستقرة مع النظام المصري، أياً كانت توجهاته، وهذه التغيرات في مواقف حماس تجاه مصر تعني ضمنياً أن الحركة طوت صفحة عودة الإخوان المسلمين للحكم، دون أن تعلن ذلك عملياً، لأن بسط النظام المصري لسيطرته على البلاد، رغم التوترات الأمنية، تطلب من حماس موقفاً عقلانياً سياسياً أكثر منه عاطفياً أيديولوجياً، تمثل بإبداء الرغبة للتعاون مع السيسي.
الجديد في تخفيف التوتر بين حماس ومصر، ما قيل عن ضغوط سعودية على القاهرة، لتغيير نظرتها إلى حماس، عقب زيارة الرئيس السيسي للرياض، حيث استمع لمطالب سعودية لتخفيف الخناق المصري على حماس، لأن السعودية في عهدها الجديد لا تنظر للحركة على أنها إرهابية، وتعتبرها حركة مقاومة فلسطينية، وهو ما دفع بحماس للقول إن هناك دلائل مشجعة على تغيير النظرة السعودية لها.
أوساط سعودية لم تنفِ أو تؤكد الأنباء السابقة بخصوص التنسيق بين حماس والرياض لأن السياسة السعودية تحب العمل بعيداً عن الإعلام، لكن حماس تقترب من الرياض بصورة مرضية لهما، وهما ليسا مستعجلين لإصدار تصريحات صحفية قد تعكر سير ترتيبات العلاقات على نار هادئة، خاصة وأن السعودية تشعر بمخاطر اقتراب إيران على حدودها بعد سيطرة الحوثيين على مدن يمنية، وقد تذهب السعودية لتشكيل "محور سني" يواجه "المد الشيعي"، وهو ما قد يعني إعادة تشكيل الشرق الأوسط ضد إيران.
وإذا نجحت السعودية بجعل حماس ركناً أساسياً في المحور، لما لها من تقدير في نظر الرأي العام العربي، فإنها تسحب ورقة رابحة من إيران، رغم تأكيد الحركة أنها ليست في جيب أحد، ولا تقيم علاقات مع طرف على حساب آخر، وهو ما دفعها للتأكيد على سعي حماس للانفتاح بعلاقات متوازنة مع جميع الدول.
أخيراً.. فإن العقبة التي قد تقف في وجه حماس أمام عودة المياه لمجاريها في العلاقة مع إيران حالة التمدد الإقليمي لطهران، ووجودها في حالة اشتباك مع دول المنطقة في نقاط عديدة، في سوريا والعراق وأخيراً اليمن، التي شهدت حملة عسكرية جوية لقوات سعودية وخليجية وعربية بدعم دولي ضد مواقع حوثية.
ولذلك فإن الاستقطاب الإقليمي في المنطقة، يضع حماس في حيرة من أمرها: فهل تذهب لطهران وهي تعانق تركيا وقطر، وتتقارب مع السعودية، رغم أن هذا بلغة التحالفات لن يكون مقبولاً، وعليها إدراك حقيقة أن رحيلها إلى معسكر سيفضي لخسارة دعم المعسكر الآخر!
+ 18
وسام عفيفة-فلسطين اون لاين
المخازي والمهازل والعهر السياسي، والتصريحات الإباحية التي تخرج من محمود الهباش بأوامر ممن يؤجره ليمارس الفاحشة بحق الوطن والشعب والقضية ينبغي أن توضع تحت العلامة (+ 18)، باعتبارها مضمونا يحتوي على مشاهد وكلمات وتلميحات لا ينبغي أن يتربى عليها الجيل الفلسطيني الناشئ الذي شب على العزة والكرامة والتحدي، ابتداء من الانتفاضة الأولى 1987 وصولا إلى العدوان الأخير على غزة 2014.
ورغم أن الهباش يعتلي المنابر والفضائيات، إلا انه في الحقيقة يمارس العري ويخلع في كل مرة قطعة من وطنيته وأخلاقه، ويستعرض عوراته أمام مشغله، حتى ينال رضاه ويحصل على "طبطبة على قفاه".
لا ينفصل السلوك الهباشي بالمطالبة بعاصفة حزم للفلسطينيين عن السلوم العباسي الذي حزم موقفه ضد غزة قبل وخلال القمة العربية، ليشكلا ثنائي "الراقصة والطبال".
لم يكتشف أي من الشعب الفلسطيني، بفصائله وشعبه وحكوماته السر في العلاقة المشبوهة التي تربط الرئيس بمستشاره رغم الإجماع الوطني على كرهه ونبذه، ولا نفهم السبب في إطلاق يده ليعبث في الوطن والقضية من الخلف دون رقيب أو حسيب، رغم ما يشكله من ظاهرة "يستعر" منها كل فلسطيني.
الرئيس منح الهباش تصريحا مفتوحا ليمارس الدعارة السياسية من رام الله، في انتهاك للكرامة الوطنية لم تمر بالقضية الفلسطينية، والصمت عليه حتى الآن يثير مخاوف من تمكنه نشر فايروس نقص المناعة الفصائلية في اتخاذها قرارا وخطوات حازمة للتصدي لهذا الوباء، وبالتالي الاستسلام لرغبات ونزوات الرئيس رغم الضرر الذي يلحقه بالجسم الفلسطيني
في كل مرة يسقط الهباش في شر أعمال رئيسه ويواجه الغضب الشعبي والوطني، لكنه يرد على الجميع بالمثل الشعبي: "قالوا للقردة تبرقعي يا قبيحة... قالت وجهي متعود على الفضيحة".
حماس وعاصفة الحزم السعودية
إبراهيم المدهون- فلسطين الآن
"عاصفة الحزم" عملية عسكرية سعودية مفاجئة. دلت بما لا يدع مجالا للشك عن وجود تغيير حقيقي استراتيجي وتكتيكي أيضا في العاصمة الرياض، فمن سياسة التجاهل المصحوب بالرضا على أحداث وتطورات اليمن، جاء الملك الجديد حاسما وحازما ومفاجئا، لا يقبل بأنصاف الحلول، مع قدرة وإرادة على استخدام القوة والذهاب لأبعد مدى. علم قلة قليلة من الزعماء العرب بنية الملك سلمان وحزمه العاصف، وقلة قليلة من المحللين والقارئين المختصين للأحداث الخليجية تنبأت بجدية تحرك سعودي عسكري واسع، لهذا حتى اللحظة هناك اهتزازة حقيقية تسيطر على الإقليم، تنذر بتطورات وتداعيات خطيرة ودراماتيكية. حتى إيران استبعدت الحزم العسكري السعودي، وظنت للوهلة الأولى أنها كسبت الجولة بسهولة ويسر إثر توسع ذراعها اليمني وسيطرته، إلا أنها وقفت مذهولة تضرب أخماسا بأسداس حول آلية وكيفية التعامل مع التطور الجديد. إن الأخطر من القرار طريقة اتخاذه، وقد برعت المملكة برشاقتها الدبلوماسية وسرعة تحشيد وتشبيك هذه القوى مجتمعة، مع الحفاظ على عنصر المباغتة، واقناع الفرقاء على هدف مركزي واحد، مع اتقانه قانونيا وإعلاميا وسياسيا، حتى أن العراق حليف إيران العضوي لم يستنكر في القمة العربية العملية العسكرية واكتفى بالتحفظ. ردود الفعل الفلسطينية جاءت منسجمة فيما بينها من حيث الخطاب الرسمي والجماهيري، كان أوضحها وأسرعها موقف المقاطعة المؤيد للعملية العسكرية، وجاء موقف حماس منحازا لشرعية النظام العربي ومتبنيا لمنطق المملكة العربية السعودية، إلا أنه حافظ كعادة الحركة على توازن يحميها من الوقوع بتعقيدات الموقف. موقف حماس المتوازن يتبنى منطق وموقف المملكة العربية السعودية بشكل واضح، من خلال دعم شرعية الرئيس اليمني، وفي الوقت نفسه لا يعادي الطرف الآخر، فدعت للحوار، ويبدو أن حماس تسعى للدخول للمنظومة العربية الرسمية وتقبل وتثق بقيادة الملك سلمان في هذه المرحلة العصيبة، وتفضله على أي تحالفات أخرى، وهناك أمل كبير لدى قيادة حماس في نظام عربي قوي يكون سندا ونصيرا للشعب الفلسطيني ومقاومته، ومع هذا فالحركة حريصة ألا تعادي أي طرف من أطراف الصراع، خصوصا أن لها علاقات متداخلة مع قوى دولية وإقليمية كروسيا وايران. النظام العربي اليوم يتشكل من جديد وبرؤية مختلفة فيها تجديد جيوسياسي، وهو فرصة لحركة حماس أن تحجز مقعدا مركزيا، وعلى الحركة أن تتعلم من أخطاء حركة فتح، فلا تنتهج الإقصاء والتفرد، وتَحذَر الركون للحل السياسي دون بندقية تحمي المشروع وتضغط على الاحتلال. في الوقت الذي يصاغ المشروع العربي الرسمي بحزم وفق أجندات وخطط واضحة، على القيادة الفلسطينية حسم أمرها قبل فوات الأوان، فلم يعد العرب يلتفتون لسخافات الانقسام، فلتسارع الفصائل لترتيب البيت الفلسطيني عبر إصلاح منظمة التحرير والسلطة، وإنهاء الانقسام السياسي بتعزيز شراكة حقيقية تمثلنا في المنظومة العربية الجديدة.


رد مع اقتباس