النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 03/04/2015

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 03/04/2015

    هل تنجح جهود اتحاد كرة القدم الفلسطيني بطرد اسرائيل من الفيفا؟

    بقلم:إيال ليفي،عن معاريف

    المضمون يتحدث الكاتب عن الطلب الذي تقدم به اتحاد كرة القدم الفلسطيني للفيفا؛لتجميد عضوية اسرائيل من كل النشاطات على خلفية تصرفات الحكومة الاسرائيلية العنصرية بحق الرياضة الفلسطينية،ويقتبس الكاتب مقابلة مع رئيس الاتحاد الفلسطيني جبريل رجوب حول مطالب الفلسطينيين)

    اذا لم تكفنا الخسارات المؤلمة لويلز وبلجيكا فان اتحاد كرة القدم الفلسطيني تقدم هذا الاسبوع بطلب رسمي للاتحاد العالمي لكرة القدم «الفيفا» لتجميد عضوية اسرائيل من كل النشاطات. الطلب سيطرح للنقاش في المؤتمر القريب الذي سيعقد في نهاية الشهر المقبل.
    شخصيات رفيعة المستوى في هذا المجال يقولون إنه في هذه المرة الفلسطينيون جديون. رئيس الاتحاد في السلطة، جبريل الرجوب، الذي كان رئيس جهاز الامن الوقائي في الضفة الغربية، أعطى قائمة طويلة من المطالب التي تشكل شرطا لسحب الطلب. طلب الرجوب حرية الحركة للاعبين وللطواقم في مناطق السلطة وخارجها، دخول الأدوات الرياضية بدون الفحص، عدم وضع العراقيل أمام تطوير الملاعب، وأكثرها أهمية هو الطلب من الاتحاد الاسرائيلي تجميد نشاطات الأندية الموجودة في المناطق المحتلة. كما أنه طلب المعالجة الجذرية للعنصرية والتمييز السلبي الذي يوجد حسب أقواله في فرقنا.
    «ليس هناك خيار آخر سوى الذهاب حتى النهاية»، قال الرجوب في مقابلة مع «معاريف» هذا الاسبوع. «نحن نعاني منذ سنوات طويلة، تحدثنا أكثر من مرة وحاولنا مع كل الاوساط الاسرائيلية ولكن أحدا لم يساعد، توجهنا إلى وزارة الدفاع، لرئيس الدولة السابق شمعون بيرس ولم يتغير شيء».
    ٭ أليس التوجه إلى «الفيفا» أمرا متطرفا؟
    ٭ «قبل سنتين عرضنا في مؤتمر «الفيفا» في أمستردام مشاكلنا وأعطينا تفويضا لرئيس «الفيفا» ساف بلاتر ليحاول تغيير الوضع. لقد التقى مع رئيس الحكومة ووزيرة الرياضة لكنهما لم يتعاملا معه بجدية. ليمور لفنات هاجمت بلاتر. في العام الماضي في المؤتمر في البرازيل اقترحوا تعيين لجنة للحضور والتحقيق. رئيس الاتحاد القبرصي وصل إلى هنا، وعندما كان في مقابلة مع الطرف الاسرائيلي كان هناك اقتحام لقوات الجيش الاسرائيلي لمكاتب اتحادنا. نحن نعاني، فهم لا يعاملوننا كبشر».
    ٭ هناك قنوات موازية، ماذا تريد من كرة القدم؟
    ٭ «في الاتحاد الاسرائيلي لم يقم رئيس الاتحاد في أي مرة ليقول أي شيء. في الجانب الفلسطيني واجهت أكثر من مرة أمورا تدخلت فيها الحكومة وناضلت حتى حصلت ما أريد. أعرف أن تجميد عضوية اسرائيل سيؤدي إلى معاناة اللاعبين والمشجعين. توجهوا لحكومتكم، لرئيس الحكومة ولعنصرية الحكومة. قولوا لهم إن هناك 4.5 مليون فلسطيني ومن حق اللاعبين أن يلعبوا، يوجد لهم مشجعين كما هو الحال في اسرائيل».
    ٭ لماذا إدخال السياسة في الرياضة؟
    ٭ «ليواصل تلاميذ كهانا القول إن جبريل يمارس السياسة. أنت كاسرائيلي ألست فخورا بمنتخبك الوطني؟».
    حتى الآن نعم.
    «كل واحد فخور بمنتخبه، ألا تعتقد أنه يحق لنا نحن الفلسطينيين أن نكون فخورين بمنتخبنا، اليس لنا الحق في أن يذهب لاعبو دولتنا للمشاركة في مباراة رسمية؟ لقد حدث أكثر من مرة أن سمحوا لنصف الفريق بالذهاب ومنعوا النصف الآخر. يسمحون لعشرة ويمنعون خمسة. عن أي سياسة تتحدث؟ تصرفوا كما ينبغي وسأصمت. هذا كذب. فأنا أمارس الرياضة حسب قوانين الفيفا».
    ٭ تجميد الأندية الموجودة في المناطق يبدو كتصفية حسابات.
    ٭ «هذا من واجبي. لماذا تديرون الأندية في المستوطنات، من سمح لكم بذلك؟ لنفرض أنني أضم أبناء سخنين للمنتخب الفلسطيني. فماذا تقول عن ذلك؟ هذا جمهور عربي. بأي حق تُنظم دوري في مناطق محتلة؟ أقترح على حكومتكم الاعتراف بوجودنا وبحقنا في اللعب مثل الجميع».
    ٭ ما هي في رأيك المناطق المحتلة؟
    ٭ «غور الاردن، اريئيل، كريات أربع ومعاليه ادوميم».
    ٭ قُل إنك لا تريدني هناك بتاتا بدون علاقة بكرة القدم.
    ٭ «أنا أتحدث معك عن الرياضة وليس عن السياسة. من حقي استخدام كل الوسائل التي تحت تصرفي. هناك الكثير جدا من الامور المعطوبة في كرة القدم عندكم مثل عنصرية «بيتار القدس». إن شتم العرب المسلمين أمر مثير للغضب. لماذا طردوا جنوب افريقيا من «الفيفا»، بالضبط بسبب أمور كهذه».
    ٭ ألا تقوم بتعميق المشكلة؟
    ٭ «أدعوكم. تعالوا وانظروا واكتبوا ما ترون. أنا أرى فيكم جيراننا. من حق اللاعب الاسرائيلي أن يلعب مثل أي انسان آخر. ليس سهل علي معاقبته، لكن اذا كنت أعاني فماذا تطلبون مني؟».
    ٭ أنت لا تعرض حلا سوى المعاناة للجميع.
    ٭ «لماذا أعاني بمفردي؟ ذات مرة أرسل لي بلاتيني، رئيس اتحاد كرة القدم الاوروبية، معدات رياضية تشمل كرات وملابس. وقد قاموا بحجزها لفترة 16 شهرا في الميناء. بلاتيني وأنا ضغطنا وفي نهاية المطاف دفعت 96 ألف شيكل من اجل تحرير هذه المعدات. أي عنصرية هذه وأي تعامل. أتركني، هذا حدث مع بلاتيني».
    ٭ هل مقبول عليكم أن نعاني؟ يمكن سماع الاهانة في صوت الرجوب. صوته يرتفع، النبرة ترتفع. لقد تلقى تهجمات غير قليلة بسبب الطلب الذي تقدم به. وقد أجابنا جميعا.
    ٭ «سأقص عليك قصة. جاء إلى هنا نائب رئيس الاتحاد الياباني في زيارة وطلبت منه مرافقتي من مطار بن غوريون وانظر كيف يتعاملون معي. وصلنا إلى الحاجز وهم يعرفونني هناك. قالوا لي قف واذهب يمينا. وطوال ثلاث ساعات و11 دقيقة انتظرنا المصادقة على دخولنا. الياباني جُن جنونه وقلت له هذا هو التمرين الثابت. فأنا أحضر مع حقيبة وأنتظر ثلاث ساعات، لا أحد يستطيع كسري. لكن ماذا تتوقعون مني. تقولون عندكم «اذا لم أكن مع نفسي فمن يكون معي. الكرة في ملعبكم».
    ٭ هل فكر أحد في المساعدة في أي مرة؟
    ٭ «اللاعب الاسرائيلي انسان، وأنا اسأل هل مقبول عليه أن نعاني؟ أُقدر كثيرا مردخاي شبغلر الذي كان رئيس منتخبكم. لقد سمع عن تذمري وعن الألم وجاء إلي وتحدث مع الجميع. حاول ولكنه فشل. لكنه الوحيد الذي أراد وفعل كل شيء بصمت وبدون ضجة. المحادثة الهاتفية تشوشت إلى أن اختفى صوت الرجوب وقُطعت المحادثة. رجعت إليه وقال: «نعم لقد انقطع الخط، هذا هو احتلالكم».
    ٭ اذا تغير الحكم فهل سيكون ذلك أفضل؟
    ٭ «هذا لا يهمني. الحكم الافضل بالنسبة لي هو الذي ينتخبه الاسرائيليون والذي يعترف بوجودي. لا يهمني من تنتخبون. لقد قررتم بيبي وبينيت وأنا أشفق عليكم لأن باروخ مرزيل لم يدخل إلى الكنيست لأنه في حينه ستكونون مجتمعا عنصريا. أنتم لا تنتبهون أنكم في عزلة. من هو راضٍ عن سياسة بيبي. ولكن اذا كنتم فرحين فمبروك لكم. حان الوقت لأن تخرجوا إلى الشوارع وأن تقولوا كفى، يوجد هنا شعب حي، هيا نوحد النضال ضد العنصرية والاحتلال من اجل مستقبل أفضل لنا ولأولادنا. أنا مقتنع بهذا». قبل نصف سنة تقاتلنا.
    ٭ «إن شاء الله تكون تلك الحرب الاخيرة».
    ٭ خسارة أنه ليس بالامكان حل المشكلات عن طريق الرياضة.
    ٭ «هل تسأل اذا كنت مع أو ضد. آمل ذلك ولكن في الوضع الحالي ذلك غير ممكن. ربما فقط عندما يتوقف الاسرائيليون عن المهاجمة ويكونوا طبيعيين. لكن الآن مع وجود فرق مثل «بيتار القدس»؟
    ٭ أوافقك فيما يتعلق بـ «بيتار» ولكن ما زال بالامكان المحاولة.
    «في الجانب الفلسطيني أنا أسيطر 100 بالمئة، وأقول لك إنه في 1996 قمت بالمصادقة على مباراة من اجل السلام حيث كنت رئيسا لجهاز الامن الوقائي وطلبوا موافقتي على اللعب في روما. شمعون بيرس وياسر عرفات، رحمه الله. في 2005 توجه لي بيرس مرة اخرى وقمت بتنظيم مباراة في السويد. أنا مقتنع بذلك لكن في الوضع الذي نعيش فيه الآن هذا غير ممكن. تخيل أنا رئيس الاتحاد ويعاملوني بهذا الشكل. لو جاء بلاتيني لزيارتي سيعتقلونه في الحاجز. لا أريد التسبب بمعاناة اللاعب الاسرائيلي ولا المشجع. قلت في مؤتمر «الفيفا» إنني لا أتمنى أن يعاني أحد مثل معاناتنا، لكن الوضع يزداد سوءً، لهذا فاننا في هذه المرة سنذهب حتى النهاية».

    اسرائيل «ضد العقوبات»

    رد اتحاد كرة القدم الاسرائيلي: «الاتحاد يؤمن أن الفيفا ورئيسه ساف بلاتر مثلهم مثل رؤساء الفيدراليات المختلفين ورؤساء الاتحادات لن يُمكنوا من تمرير عملية تدمج الرياضة والسياسة بصورة تتناقض تماما مع مباديء المنظمة وأهداف اللعبة. رئيس الاتحاد الاسرائيلي، عوفر عيني، يعمل على كل الاصعدة من اجل التأكد من أن مكانة اسرائيل ومكانة كرة القدم الاسرائيلية لن تتضرر، وهذا الامر يحظى بأهمية عالية. المقاطعة والعقوبات هي النقيض الكامل لحلم «الفيفا» ونحن نعمل لايجاد حل عن طريق الحوار. كرة القدم عليها التقريب بين الأمم وليس تفريقها».
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    تأجيل حتى حزيران
    سواء تم الاتفاق مع إيران أو لا فيبدو ان المباحثات فشلت

    بقلم:يوسي ملمان،عن معاريف

    المضمون يتحدث الكاتب عن فشل التوقيع على اتفاق بين الدول العظمى وايران حول برنامجها النووي؛بسبب وجود فجوة هائلة بين الطرفين،ويقول الكاتب انه حتى لو تم توقيع الاتفاق في القريب العاجل فهذا الاتفاق لن يتعدى كونه مكياج لتجميل فشل الوصول الى اتفاقية حقيقية بين الطرفين)

    لقد بدأ الامر يصبح مُملا على حدود المهزلة. قبل نحو اسبوع اجتمع في لوزان ممثلو الدول الخمسة العظمى والمانيا من جهة وإيران من الجهة الاخرى من اجل وضع اتفاق مباديء. الاتفاق كان يجب أن يوقع خلال ثلاثة ـ اربعة ايام. الموعد الهدف الذي حدد، 31 آذار، تم تجاوزه قبل يومين. سواء تم التوصل إلى اتفاق أم لا فمن الواضح أن المحادثات انتهت بالفشل. ايضا اذا تمت صياغة أي وثيقة فستكون للمكياج من اجل تغطية التجاعيد ومنع الحرج، وليست اشارة على التقدم. الفجوات بين الجانبين أكبر من أن يكون بالامكان جسرها على الاقل في هذه المرحلة.

    منذ سنتين يجري الطرفان المحادثات والنقاشات والمفاوضات التي أدت حتى الآن إلى الاتفاق المرحلي الذي ما زال صامدا منذ نحو سنة ونصف. هذا الاتفاق قلص وحدد البرنامج النووي الإيراني، بدون رفع العقوبات عنها. كان الهدف التوصل الآن أو على أبعد تقدير حتى حزيران إلى اتفاق دائم يُمكن من الرفع التدريجي للعقوبات التي تنوء بكلكلها على الاقتصاد الإيراني. حتى هذه الساعة لم يحدث ذلك.
    سبب ذلك، ضمن امور اخرى، الاختلافات بين المعتدلين والمتطرفين في إيران الذين يمنعون البعثة الإيرانية من بلورة موقف واضح، ولا نريد القول إنهم يشلون قدرتها على اتخاذ قرار واضح. كما أن هناك اختلافات في المقاربات بين فرنسا والولايات المتحدة. النتيجة هي شلل يثير دهشة كبيرة فيما اذا كان ازاء هذه الفجوات سيكون الطرفان مؤهلان للتوصل إلى اتفاق، حتى لو أعطيت لهم ثلاثة اشهر اخرى من المباحثات.
    لقد حدد 31 آذار بصورة اعتباطية. لقد كان هدفه أن يعرض على المجتمع الدولي أن بالامكان عن طريق المفاوضات جسر الهوة وتقليص الخلافات. هذا ليس تاريخا مقدسا، الموعد الاهم هو نهاية حزيران، لهذا ستستمر الاتصالات والمحادثات حتى حينه وربما ايضا بعد ذلك. ليس لأي من الاطراف مصلحة في كسر الادوات. إن كلا النظامين، الادارة الامريكية والقيادة السياسية في إيران، كل لاسبابه الخاصة، يرغبان في التوصل إلى الاتفاق.
    ولكن في هذه الاثناء فان الوقائع هي التي تملي النغمة. العقوبات على إيران مستمرة، برنامجها النووي مقيد. ايضا أمس عاد رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع وهاجما الاتفاق المتبلور. صرخات الانكسار لاسرائيل مبالغ فيها قليلا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    القبلية ليست الأساس
    من الخطأ القول إن جمهور المصوتين يزداد يمينية وتطرفا

    بقلم:الكسندر يعقوبسون،عن هآرتس

    المضمون يتحدث الكاتب عن مجريات الانتخابات الاسرائيلية الاخيرة،ويحاول تحليل سبب جنوح الجمهور الشرقي لليمين،ويشير الى أن هذا الجمهور صوت لرابين وهو من جعله يعتلي سدة الحكم في اسرائيل،وصوت لشارون ابان الانفصال عن غزة،ولكن هذه المرة صوت لنتنياهو لاعبارات امنية اهمها الصواريخ التي كانت تطلق من غزة على اسرائيل،بالاضافة الى تأثرهم بالدعاية الانتخابية لليمين،والتي ادعى فيها أن أي منطقة يتم الانسحاب منها تسيطر عليها جماعات اسلامية متطرفة)

    يعتقد الكثيرون أن فوز الليكود في الانتخابات جاء في الاساس من التماهي «القبلي» للجمهور الشرقي مع اليمين ومع الليكود. هناك بالتأكيد قدر لا بأس به من القبلية في اليمين وحتى يوجد هنا وهناك (ليبق الامر بيننا) قبلية في اليسار. لكن ليس هذا هو الاساس.
    بداية من المشكوك فيه اذا كان فوز نتنياهو سيتحقق بدون اصوات المهاجرين من روسيا، الذين اغلبيتهم الكبيرة دعمت اليمين والليكود، وهم ليسوا من المصوتين لليمين جراء حسابات من الخمسينيات أو حقد قبلي للاشكناز العلمانيين. صحيح أن لديهم بصورة عامة توجها صقريا، لكنهم صوتوا بأغلبيتهم في 1992 لحزب العمل وميرتس ورفعوا اسحق رابين إلى سدة الحكم. في 1999 اغلبيتهم صوتت لاهود باراك، ودعمت اريئيل شارون في عهد الانفصال. لقد وثقوا به وفهموا أن غزة ليست غنيمة كبيرة. الآن اغلبيتهم الساحقة في اليمين. الانتفاضة الثانية دفعتهم بقوة نحو اليمين ـ الصواريخ من غزة بعد الانسحاب وفي السنوات الاخيرة ـ الشعور بالتهديد في أعقاب الاحداث في المنطقة، والخشية من أن كل منطقة تخليها اسرائيل ستسقط في أيدي الإرهابيين الإسلاميين الذين سيقومون منها بتهديد قلب البلاد.
    معقول أن هذه هي الاعتبارات الأساسية التي حركت أكثر من أي شيء آخر، مصوتين شرقيين تقليديين بأغلبيتهم، صقور لكن براغماتيين، ليقرروا (في اللحظة الاخيرة بعد تردد) ابقاء نتنياهو في السلطة. الظروف التي نشأت هنا في السنوات الاخيرة كانت تعمل في صالح اليمين في كل مكان في العالم. الأخطار الامنية ملموسة وواضحة للجميع، الخطر السياسي على المدى البعيد من عدم تقسيم البلاد ملموس بصورة أقل كثيرا. الكثيرون يفرضون بيقين، اذا كانت الظروف مناسبة، أن الليكود يعرف كيف يُظهر البراغماتية كما عرف ذلك في السابق. هم لا يُقدرون بصورة صحيحة المغزى الصعب لمشروع الاستيطان.
    اسحق هرتسوغ بالتأكيد لا يستخف بالأخطار الامنية (مقاربته للموضوع السياسي كانت حذرة وربما حذرة جدا). لكن الخطاب البلاغي الذي يُسمع من حين إلى آخر من صفوف اليسار، وخاصة ذلك الخطاب الإعلامي والثقافي، يستخف حقا بالمخاطر، كما أنه يستخف بعرض اسرائيل كمتهمة رئيسية بكونها مهددة. بلاغة كهذه تصعب على كل المعسكر أن يحظى بثقة الجمهور.
    نظرا لأن «الروس» صوتوا بأغلبيتهم لليمين، ونظرا لأن العديد من الاشكناز غير الروس صوتوا لليمين (الحريديين ومعتمري القبعات المنسوجة، الذين صوتوا باغلبيتهم في هذه المرة لليكود، وآخرين) فان الدرس الذي لا يمكن تجاهله هو أن جمهورا شرقيا كبيرا لم يصوت لاحزاب اليمين. بالنسبة للآخرين الذين يشكلون الاغلبية، يُفضل التخلي عن أقوال بصيغة «بيبي يخذل الفقراء وهم يصوتون له بجموعهم بدافع القبلية».
    أولا ـ من قال إنه محظور على الفقير أن يصوت خلافا لمصلحته الشخصية، ومن اجل ما يراه لصالح الدولة (بصورة خاطئة حسب رأيي)؟ اذا صوت شخص ثري خلافا لمصلحته الاقتصادية ومن اجل مصلحة الجميع ـ نحن نُقدر ذلك. هل يريد رجال اليسار القول للفقير إنه ليس مهما بما يكفي من اجل أن يهتم بمصلحة الدولة في تصويته؟.
    ثانيا ـ اغلبية مصوتي الليكود ليسوا فقراء، واغلبية الفقراء ليست مصوتي ليكود. اغلبية الفقراء في اسرائيل (وهم أقلية بين السكان) تصوت لشاس ويهدوت هتوراة والقائمة العربية المشتركة ـ أو لا يصوتون.
    العمود الفقري التصويتي لليكود هو الطبقة الوسطى من الشرقيين التقليديين بأغلبيتهم. مفهوم أن «الطبقة الوسطى» هي عنوان واسع ولكن الحديث لا يدور عن مضطهدين ليس لهم ما يفعلونه في حياتهم سوى كراهية العرب واليساريين، كما يصور ذلك القالب النمطي المتعجرف. الحديث يدور عن اشخاص لديهم ميل صقوري، ولكن اغلبيتهم ليسوا يمين متطرف أو يمين ايديولوجي. اذا اقتنعوا أنه سيكون بالامكان العيش بسلام بجانب دولة فلسطينية فانهم سيدعمون اقامتها. وفي نهاية المطاف، رغم الفوز الكبير لليكود، معسكر اليمين كله ـ كل الاحزاب التي تعهدت لناخبيها أن تدعم نتنياهو، اضافة إلى يهدوت هتوراة، حصلت في هذه الانتخابات على 57 مقعدا. المصوتون لهم بما في ذلك المصوتين لـ ايلي يشاي كانوا أقل من نصف اصوات الناخبين. في انتخابات 2013 حصل هذا المعسكر على 61 مقعدا، وفي انتخابات 2009 حصل على 65 مقعدا. في فترة تهديدات متزايدة، وفي جو من المخاوف التي خدمته، فان اليمين هبطت قوته وفقد الاغلبية الساحقة في الكنيست. ليس لدي ما يدعو إلى التفاؤل لقوله حول الحكومة التي سيتم تشكيلها لكن ليس هناك أساس للادعاءات بشأن التوجه نحو التطرف اليميني للجمهور الاسرائيلي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    حين يكرر التاريخ نفسه
    رغم الاختلال الجوهري بين تشيكوسلوفاكيا في 1938 وإسرائيل في 2015 هناك وجوه للتشابه

    بقلم:اسرائيل هرئيل،عن هآرتس

    المضمون يحاول الكاتب تشبيه ضعف الدول العظمى امام ايران،بضعف العالم امام هتلر)

    يوم الخميس الماضي بدأ الانفعال: لقد خرجت وكالة الانباء الفرنسية بنبأ يفيد بانه تحقق اتفاق مع الإيرانيين. وفي القناة 8 في الكوابل، بث وبالتأكيد بالصدفة، فيلم وثقائي اظهر ضعف وقصر نظر الزعماء الذين تراجعوا امام هتلر وتركوه يبتز اتفاق ميونخ. وبرأي معظم باحثي ذاك العهد، لم يكن الجيش النازي جاهزا في حينه (ايلول 1938) لحرب شاملة ضد القوى العظمى الاوروبية، ولولا الانهزامية والمصالحة، ولا سيما البريطانية، لكان ممكنا منع ترك اقليم السودات لمصيره؛ وما ان ترك لمصيره حتى لم يعد ممكنا المنع بالقوة السيطرة على باقي تشيكوسلوفاكيا.
    ولكن رغم حقيقة خرق اتفاق إثر اتفاق، فان زعماء اوروبا، وعلى رأسهم نويل تشمبرلين، تجاهلوا صرخات النجدة، التحذيرات الاستخبارية وتنبيهات الزعماء القلائل والشجعان (ممن اعتبروا كمن يدقون طبول الحرب) ممن رأوا الوليد.
    لا اشك في أن القناة 8 حاولت من خلال البث الاعراب عن رأيها في الاتفاق المتبلور مع إيران ـ فلا يمكن على الاطلاق التشبيه بين تشيكوسلوفاكيا في 1938 وبين اسرائيل في 2015. فالجيش الإيراني لا يمكنه أن يحتل دولة اسرائيل. واذا ما هاجم من بعيد بسلاح باليستي، وحتى برؤوس نووية، فان إيران ستباد، واسرائيل حتى لو نزفت فستنجو.
    رغم الاختلاف الجوهري بين الفترتين والوضعين، ثمة مع ذلك مقايسة: سلوك النعامة لزعماء القوى العظمى، الذين يفضلون المصالحة على الاقتلاع العام للاسنان السامة، ناهيك عن أنه بوسعهم، في حينه مثلما هو اليوم، ان يفعلوا ذلك ـ وقبل نقطة اللاعودة. إيران تقوم بمظاهر الابتلاء كي تثبت التراجع الاساس من براك اوباما، الاحتفاظ وان كان بحجم أقل، باجهزة الطرد السامة، كي تضرب بها عندما يحل اليوم.
    إيران تضرب منذ الان ـ وان لم يكن بالسم النووي ـ في اليمن وفي مئات المواقع الاخرى التي تستخدم فيها، تحت هذا الغطاء أو ذاك، فروع الإرهاب. وتراقب أذرع الاستخبارات لدى القوى العظمى كل هذا وتعرف كل شيء ـ مثل الاستخبارات الانجليزية في 1938 ـ ولكن السياسيين على حالهم. ولولا الضغط الهائل الذي مارسته اسرائيل ـ والادق، بنيامين نتنياهو حتى ضد المعارضة المستخفة من الداخل ـ على الادارة والرأي العام لا شك أن التنازلات للقوة العظمى الإرهابية الإيرانية كانت ستكون أكبر بكثير.
    وبدلا من الوقوف إلى يمين سياسة حكومتهم، فان اسرائيليين غير قليلين، بمن فيهم من تبوأ مناصب أمنية حساسة، ساروا على خط واحد مع سياسة اوباما وأطلقوا تصريحات عززت مسار التنازلات الامريكي. وقد تمسكوا جدا بالاملاء الامريكي. فكيف بنا ننزل باللائمة على زعماء الغرب الناكرين للواقع.
    تكتب هذه الاقوال في الوقت الذي تعرض فيه في لوزان المعركة الاخيرة في مسرحية العبث، حيث من شأن إيران ان تخرج ويدها العليا. ومع ذلك هنا بارقة أمل ان تكون النهاية مختلفة: مؤشرات معينة تشهد على ان واشنطن تشدد المواقف، وبالتأكيد بسبب ضغوط اسرائيل، موقف الكونغرس وصحوة بعض وسائل الإعلام المؤثرة.
    في تل أبيب ايضا، التي قالت «لا» لنتنياهو، يمكن أن نشعر ببدء الصحوة. مئير داغان ويوفال ديسكن يغلقان فميهما. كما أن وفرة «الخبراء في شؤون الامن»، ممن افقدت كراهية نتنياهو لهم العقل، لم يعودوا يخرجون عن صوابهم كي يبرروا موقف الامريكيين. ولعلهم تعلموا درسا واحدا أو اثنين من سلوكهم غير المحترم عشية الانتخابات، من تأييدهم لمصيبة اوسلو، لفك الارتباط، للانطواء، ممن يوقع الكثير منهم عليها، وللانسحاب الكامل من الجولان.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    لحظة الحقيقة
    اليقظة في مواجهة الفخار الإيراني يمكنها أن توقف مسيرة السخافة الأكبر في زماننا

    بقلم:آري شافيت،عن هآرتس

    المضمون يتحدث الكاتب عن احتمالية توقيع الصفقة بين الدول العظمى وايران حول برنامجها النووي،ويتساءل الكاتب هل الاتفاق سيجلب الدمار او السلام للعالم)

    دراما عقد من الزمان بلغت هذه الايام ذروتها: هل ستكون صفقة أم لا مع إيران؟ هل هي جيدة أم سيئة للاسرائيلين؟ هل هي جيدة أم سيئة للعرب، وللامريكيين؟ هل لوزان هي ميونخ زمننا، أم المكان الذي سيعطي للعالم بشرى سلام جديدة وحقيقية؟
    منذ بداية الالفين تكافح الولايات المتحدة، اوروبا، الامم العربية ودولة اسرائيل كتفا بكتف ضد البرنامج النووي الإيراني. وهي تفعل ذلك لفهمها بانه اذا اصبحت إيران دولة عظمى نووية، فانها ستكون قوة عظمى مهيمنة تعمق الشرخ السني ـ الشيعي، تعزز القوى الراديكالية في العالم العربي وتؤدي إلى اندلاع المزيد فالمزيد من الحروب التقليدية. كما أنه اذا تحققت لإيران قنابل نووية، فسيكون كهذه ايضا للسعودية، مصر، تركيا وامارات الخليج، وفي الشرق الاوسط ستنشأ منظومة نووية متعددة الاقطاب، هي مثابة كابوس استراتيجي. كما انها تفهم بانه اذا ما اكتسبت إيران قدرة نووية، يشتد الاحتمال في أن تنتقل القدرة إلى منظمات شبه دول، تجعل القرن الواحد والعشرين قرن إرهاب نووي ورعب نووي.
    الرؤساء الامريكيون الثلاثة الذين تعهدوا بان احتواء النووي الإيراني ليس خيارا وان إيران لن تتحول نوويا ابدا (بل كلينتون، جورج بوش وبراك اوباما) كانوا يعرفون عما يتحدثون. ورغم أن الرأي العام الغربي، والاسرائيلي، لم يستوعب ابدا التحدي الإيراني، فهمت الزعامة العالمية، ما الذي على كفة الميزان ووعدت المرة تلو الاخرى الاسرائيليين والعرب الا تخونهم. وان هناك من يمكن الاعتماد عليه. وان الغرب لن يكرر الاخطاء التي ارتكبها في الثلاثينيات ولن يسمح لاصحاب الايديولوجيا المتطرفة بأن يكتسبوا قدرة تكنولوجية متطرفة، تدير رأس الشرق الاوسط وتقوض النظام العالمي.
    في 2012 تبين بان نتائج الكفاح الذي امتد لعقد من الزمان ضد النووي الإيراني مركبة: القتال السري (والمثير للانطباع) فشل، الخيار العسكري (الذي اعتبر هذيانا) لم يتحقق، اما العقوبات (الشديدة) التي فرضت بشكل متأخر على نحو واضح فنجحت اكثر مما كان متوقعا. وكنتيجة لذلك، اشرفت إيران على حافة انتصار تكنولوجي وعلى شفا انهيار اقتصادي. وهذا هو السبب الذي جعلها تدخل عملية اعتدال وحوار قادتها إلى لوزان. لقد كان هدف إيران الحفاظ على قدرة تكنولوجية (مكبوحة الجماح) وأن يرفق بها ازدهار اقتصادي، تمنحها معا هيمنة اقليمية وقوة دولية.
    أما هدف الغرب فكان معاكسا: استغلال السوط الاقتصادي لتفكيك البنية التحتية التكنولوجية لإيران، وضمان الا ترفع العقوبات الا بعد اجتثاث تام لقدرتها النووية. وسهل انهيار اسعار النفط في خريف 2014 على الغرب وصعب الحال على خصمه: قبالة القوى العظمى الستة وقف في الاشهر الاخيرة نمر من ورق، وحدها أسنان نووية تجعله نمرا حقيقيا. ولكن ضعف الرأي وضعف الارادة لمن يقفون امامه كان مرة اخرى ورقة النصر لإيران. ومثلما نجحت في الاثقال على الغرب على مدى عقد من الزمان من المناكفة الاستراتيجية، نجحت في التغلب على الغرب في سنة مصيرية من المساومة السياسية. وذات الخليط من التصميم، الدهاء والذكاء الذي سمح لإيران خامينئي بالوصول حتى لوزان، هو الذي سمح لها بالمناورة في لوزان والقاء ظل كبير على السلام العالمي.
    هكذا بحيث أن السؤال الذي يطرح بعد لوزان هو من الذي سينهض ليقول «حتى هنا». لقد حاولت اسرائيل ـ والعالم أدار ظهرن. حاول العرب ـ والعالم تجاهل. وحتى الاسد البريطاني همهم وصمت. هكذا بحيث أنه لم يتبقَ الان سوى الغرور الإيراني والراي العام الغربي. ووحدها يقظة اللحظة الاخيرة في الراي العام في العالم الحر في مواجهة الفخار الإيراني يمكنها أن توقف مسيرة السخافة الاكثر سخفا في زماننا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    اللعبة المحنكة لإيران
    ليس هناك وسيلة لمعرفة هل ستفي طهران بتعهداتها لأنها أخفت برنامجها لسنوات

    بقلم:زئيف مغين،عن اسرائيل اليوم

    آية الله خامنئي لم يكن هو الشخص المعد ليكون الزعيم الاعلى لإيران. منتظري، التلميذ البارز لقائد الثورة الإسلامية الخميني، تم اعداده رسميا لهذه الوظيفة العليا، لكنه أقصي في اللحظة الاخيرة بسبب آرائه المعتدلة. في مذكراته يتحدث كيف جاءت لزيارته في نهاية القرن الماضي بعثة من اعضاء البرلمان للتشاور معه في عدة مواضيع: «في البداية قرأت عليهم الآية الكريمة من القرآن: «وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاء إن ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم» (سورة 7 الآية 167)، (ترجم الكاتب الاية على النحو التالي: إذ تأذن ربك انه سيبعث لبني اسرائيل قوى تعذبهم عذابا اليما ومستمرا حتى تنبعث الاموات ـ المصدر). وشرحت لهم أنه حسب هذا القول الاصلي الواضح فان اليهود كانوا دائما مضطهدين وانهم لن يحظوا مطلقا بالراحة. وعندها اقتبست من التراث اقوال الامام السادس (المذهب الشيعي): تعاظم مجده جعفر الصادق. الذي اعلن فيه ثلاث مرات أن: اولئك الذين في نهاية الامر سيقضون على اليهود سيكونون علماء مدينة قم (أي علماء الدين الذين يحكمون اليوم إيران)». (منتظري، خواطر، صفحة 405).
    هذا ما يقوله زعيم المعسكر «المعتدل والليبرالي» في إيران. ليتصور القاريء بنفسه بالاحرى ما هي وجهة نظر خامنئي تجاه تدمير دولة اليهود. خامنئي صاحب الرؤيا الاكثر اصرارا وهجومية وعنفا. هذا الرجل الذي أيد في حينه اعدام آلاف المعتقلين السياسيين من حركة المجاهدين، اغلبهم بنات في سن البلوغ واليوم يعطي الضوء الاخضر وحتى المساعدة الكبيرة لبشار الاسد ليذبح اكثر من 100 ألف مواطن سوري مسلم. عندما أسمع اشخاصا حولي الذين يجب أن يكونوا أذكياء يثرثرون بشأن «تكتيك التخويف» لرئيس الحكومة نتنياهو فيما يتعلق بإيران النووية ـ أو حتى إيران غير النووية، التي تشغل اليوم ليس أقل من اربع دول شرق اوسطية وعدد لا بأس به من منظمات الإرهاب القوية ـ فان علي أن أستغرب على أي كوكب هم يعيشون.
    هناك سابقة للاتفاق الآخذ في التبلور في لوزان بين الجمهورية الإسلامية والغرب. أقل من سنة ونصف مرت منذ أن وقعت سوريا على الاتفاق لنقل كل مخزون سلاحها الكيميائي للمراقبين في الامم المتحدة. كيف يعرف المراقبون أنه تم نقل كل السلاح الكيميائي الموجود لدى الاسد إليهم؟ الامر بسيط جدا. الرئيس الاسد أعطى كلمته كرجل، واذا لم يكف ذلك فان ثقته سيتم تعزيزها من قبل جهة أكثر أمانة: فلادمير بوتين. من اللحظة التي وقعت فيها سوريا على هذا الاتفاق فان كل الاقوال والتهديدات الغربية حول تدخلها العسكري ـ عن أي تدخل ـ توقفت، وحصل حاكم سوريا الذي قتل في الجولة الحالية عشرات من أبناء شعبه بواسطة اسلحة كيميائية، على ضوء اخضر لمواصلة قتل عشرات الآلاف بدون أن يفعل الغرب شيئا، بواسطة السلاح الذي ذبح به أبناء شعبه بنجاح كبير وهو سلاح تقليدي.
    وهكذا سيكون الامر مع إيران. سيوافق نظام آيات الله على تقليص محدود في مستوى تخصيب اليورانيوم. في دولة نجحت في اخفاء التخصيب العالي في المنشآت السرية خلال سنوات. هل المراقبين الذين يصعوبة يعرفون أين هم موجودين على خارطة بلاد واسعة، سيؤمنون ذلك؟ أم أننا سنعتمد ثانية على بوتين؟ ومقابل هذا التنازل حتى لو كان حقيقيا تماما فقط سيبعد الإيرانيين عن السلاح النووي مسافة عدد من الاشهر المعدودة. ستحصل الجمهورية الإسلامية على حرية العمل تقريبا في الساحة الشرق اوسطية لتفعل ما تريد، وبالتأكيد ألا تسمع المزيد من الاحتجاجات تجاه سلوكها مع مواطنيها أو تهديداتها الآخذة في التزايد تجاه اسرائيل.
    وهناك زيادة اضافية: ستنتهي العقوبات، الامر الذي سيُمكن الإيرانيين من تأمين القاعدة الاقتصادية المطلوبة من اجل دفع تجسيد تطلعاتهم السياسية والايديولوجية. واذا لم يكن هذا كافيا، فان آيات الله يعظمون اليوم المخاوف الغربية من داعش من اجل تحويل الشيعة على اختلاف انواعهم ـ الذين شكلوا قبل عدة سنوات محور الشر ـ إلى افضل الاصدقاء للغرب. إيران لم تخترع الشطرنج، لكنها تلعبه افضل بعدة مرات من خصومها.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 02/04/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-04-20, 11:20 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 07/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:12 PM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 04/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:06 PM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 03/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:05 PM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 02/02/2015
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2015-02-15, 01:05 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •