ملخص مركز الاعلام
ماذا خلف التأفف ؟!
يوسف رزقة / فلسطين اون لاين
لست أدري لماذا يتأفف المقربون من محمود عباس من دور سعودي جديد لتفعيل المصالحة الفلسطينية؟! لقد أعربت قيادات فتحاوية محيطة بعباس عن رفضها للدور السعودي بعد ترحيب قيادات من حماس بدور سعودي لتحقيق المصالحة والشراكة على غرار اتفاق مكة المكرمة، بعد تعطل المصالحة والشراكة، وبعد أن وردت إشارات سياسية جديدة لحماس عن رغبة العهد الجديد في السعودية للمشاركة في تفعيل المصالحة والشراكة الفلسطينية؟!
ولست أدري لماذا ترفض الجبهة الشعبية الدور السعودي الجديد في المصالحة والشراكة الفلسطينية؟! وهي تعلم أن محمود عباس يعطل المصالحة والشراكة، ويضع عراقيل أمام أعمال حكومة الحمد الله في غزة؟! ومصر لا تضغط على عباس لتنفيذ اتفاق المصالحة والشراكة؟!
ولست أدري لماذا يعدّ الطرفان ترحيب حماس بالدور السعودي على أنه تعطيل للدور المصري، مع أن حماس لم تقل هذا، ولم ترفض الدور المصري، وما زالت تطالب به، وتدعو عباس إلى التنفيذ الأمين لاتفاقات القاهرة في كل الملفات بدون استثناء أو انتقاء؟! وقالت مرارا أنها ليست بحاجة لاتفاق جديد، وإنما في حاجة إلى تنفيذ أمين وشامل لما تمّ الاتفاق عليه.
نعم لقد تحدثت وسائل الإعلام أن كارتر طرح فكرته عن شراكة سعودية معه لتفعيل المصالحة الفلسطينية، وصرح كارتر عن عزمه طرح الموضوع على عباس في رام الله، وعلى حماس في غزة، وبعد هذه الإشارات الإعلامية تناوب المقربون من عباس على رفض الدور السعودي، وزعموا أن حماس تريد خلط الأوراق، وتريد اتفاقا جديدا، وتسعى لتهميش الدور المصري؟!
هؤلاء يكذبون الكذبة ثم يجرون عليها تحليلا من أجلّ تسويقها كحقيقة، وينسون أن وعي الشعب الفلسطيني راشد ويميز، ويتغافلون عن أهمية الدور السعودي في الملفات العربية، ومنها الملف الفلسطيني، فهل جاء الضوء الأخضر لهؤلاء الرافضين والمتأففين من محمود عباس نفسه، أو منه مشاركة مع غيره؟! عباس يعلم نتائج التدخل السعودي لذا هو غير مرتاح له الآن ؟! وهو يعلم التغيير الذي أحدثه الملك سليمان والقيادة السعودية الجديدة في التعاطي مع الملفات العربية.
إن اعتراض المقربين من عباس على الدور السعودي، يبعث على التساؤل : هل هذا يعني أنه ثمة تراجع في العلاقة بين عباس والعهد الجديد في السعودية ؟! وهل ما يقال عن تراجع في العلاقة المصرية السعودية صحيح، وأنه يعبّر عن نفسه من خلال رفض عباس للدور السعودي؟!
ثمة شيء خلف هذه المواقف الرافضة. قد يكون رفض الجبهة الشعبية تقليدي لأنه ينسجم مع مواقفها التقليدية من المملكة، ولكن المثير للاستغراب هو مواقف قادة من فتح مقربين من عباس، ومن المعلوم أن السعودية ممول رئيس لموازنة سلطة عباس ؟!
ثمة شيء غامض خلف الأكمة، ولكن الغموض لن يطول كثيرا، وستفضح الأعمال الأقوال الغامضة التي تختفي وراء الدور المصري في تصريحات الأطراف المذكورة آنفا. وهذا لا يضير حماس، لأن المنطق الوطني يدعو للعمل مع السعودية ومع كافة الشركاء في المساحات المشتركة التي يحبون هم العمل فيها، شرط أن تعود بالمصلحة على الشعب الفلسطيني وقضيته.
كلام في هدنة غزة
إبراهيم المدهون / المركز الفلسطيني للاعلام
عبر صفحتي على الفيس بوك طرحت سؤلا للجمهور، حول مدى قبولهم وتأييدهم لهدنةٍ متوسطةٍ ما بين 7-10 سنوات بين حماس وإسرائيل، مقابل رفع الحصار وتدشين ميناء بحري تجاري؟ وكانت الإجابات مفاجئة من حيث كثافتها ونوعيتها حيث وافقت الغالبية العظمى من المستطلعة آراؤهم على عقد هدنة في غزة بقيادة حماس، حتى أن منهم من استحث حماس وطالبها بهدنة تصل لسنوات أكثر، حتى ينعم أهل غزة بالأمن والهدوء ويزاولوا أعمالهم ويعيشون حياتهم كباقي الناس، ويرممون أضرارهم جراء الحصار الممتد والحروب المتوالية.
الهدنة ليست الحل الأمثل من وجهة نظري، بل قد تكون نتيجةً اضطراريةً بعد حصارٍ طويلٍ وانقسامٍ مرير، وللأسف نحن أمام فشل ذريع للمصالحة التي وُقعت في الشاطئ، وهنا أحمِّل حماس جزءاً من مسؤولية الفشل، فتساهلها الكبير في اتفاق الشاطئ وتنازلها المفاجئ عن الحكومة وبهذه البساطة فُهم بشكلٍ خاطئ، وفتح شهية الرئيس عباس لاستكمال عناصر الحصار والضغط والتنصل من أي التزام لا يقوم على سحق وإبعاد حماس بالكلية.
اليوم هناك فراغ واضح في قطاع غزة بسبب تنصل حكومة الوفاق الوطني، وعرقلة دمج الموظفين واستمرار الحصار وتوقف عجلة الإعمار، وهذا يؤدي لحتمية ملء الفراغ من قوى قادرة ومقتدرة، وحماس بما تمتلك من جماهيرية وتاريخ نضالي وثقة كبيرة وقوة سياسية وأمنية وعسكرية، فهي قادرة مع بعض القوى الوطنية كالجهاد الإسلامي وألوية الناصر ومؤسسات المجتمع المدني المختلفة على تعبئة الفراغ الإداري والسياسي في قطاع غزة.
فحماس ليست تنظيماً أو فصيلاً عادياً، فهي تشكل غالبية المجلس التشريعي، وحكمت غزة لأكثر من سبع سنوات رغم الحصار والتضييق، وتمتلك جناحاً عسكرياً وطنياً يحظى بتأييد غالبية الشعب الفلسطيني، ولها عمق إقليمي ويمكنها لعب أدوار جديدة في ساحة المتغيرات الداخلية والإقليمية.
بالتأكيد الاحتلال ليس سهلا، فهو متمرس في المراوغة والخداع والتضليل، ولا يقبل منح أي قوة فلسطينية الحياة والراحة بسهولة ويسر، كما أن حماس التي استطاعت أن تقاتل وتخوض المعارك والحروب في وقتٍ سابق وتصبر لأكثر من 50 يوماً، هي اليوم أقدر وأكثر استعداداً للمواجهة، فلم يعد المحتل يمتلك وحده الخيارات وأوراق القوة، فهناك معادلات جديدة تعززت بعد الربيع العربي وما نتج عنه، وبُعيد معارك السجيل والعصف المأكول وامتلاك الشعب الفلسطيني بقيادة حماس لأول مرة القدرة على المبادأة والمواجهة والصمود، وتحقيق النجاحات العسكرية والتي توجت بأسر الجنود وتصوير العمليات، واقتحام المواقع براً وبحراً، وهذا يحتم استثمار القوة، بالقفز خطواتٍ سياسيةٍ محكمة، فالقادر على الحرب قادر على الهدوء، ومن استعد للقتال هو الأقدر على تبني خيارات سياسة واقعية لها ما بعدها.
في الذكرى السابعة والستين للنكبة
عصام عدوان / فلسطين اون لاين
أكثر من ثمانية ملايين لاجئ فلسطيني تلفهم الغُربة والتشريد والعوز والإهانة، وأرضهم على مرمى حجر تنهبها دولة الاحتلال الصهيوني على مرأى ومسمع من العالم؛ استغلت بحارهم، وزرعت أرضهم، واستثمرت تاريخهم وآثارهم، واستنزفت ثرواتهم من رمل وحجر وغاز وأملاح ومياه، وغيرها على مدار سبع وستين سنة، ويجب أن تدفع الثمن.
اليوم تبني غزة قاعدة ارتكازية للمقاومة، كما لم يكن في أي يوم مضى، وثلاث حروب شنها العدو على القطاع أثبتت هشاشة هذا الكيان، وقدرة المقاومة على تعطيل قدرته على جلب المهاجرين، بل وتنامي الهجرة العكسية.
نحن اليوم أقرب إلى العودة من أي وقت مضى.
ولكن ماذا ينقصنا لتحقيق العودة وتحرير أرضنا؟
لقد علَّمنا قدوتُنا ورسولنا محمد كيف يعود اللاجئون، فقد بدأ ببناء المسجد؛ تعبيراً عن ضرورة بناء العقيدة الإسلامية القوية كأساس للتحرير والعودة.
ثم آخى بين المهاجرين والأنصار، تعبيراً عن ضرورة الوحدة الوطنية على أسس سليمة. ثم جرّد السرايا والغزوات وخص بها المهاجرين، تعبيراً عن ضرورة المقاومة المسلحة، وضرورة انخراط اللاجئين فيها على وجه التحديد.
إن واجب جميع قوى الشعب الفلسطيني أن تقتدي برسولنا محمد وهي تعمل على بناء مشروع وطني فلسطيني يحقق العودة للاجئين ويحرر أرض فلسطين، يقوم على العقيدة الإسلامية السليمة والوحدة الوطنية والمقاومة المسلحة.
اليوم أحيت حركة حماس ذكرى النكبة في موقع عسكري حدودي لتقول: هذه طريق العودة، وإننا بتنا أقرب لمعركة التحرير، وعلى الجميع أن يسارع إلى هذه الطريق دون مضيعة للوقت.
ومن هنا أوجِّه عدة رسائل:
أدعو أهالي القرى والبلدات والمدن المحتلة لأن يرسلوا أبناءهم لينخرطوا في وحدات النخبة لدى فصائل المقاومة، ليكونوا طليعة التحرير لقراهم وبلداتهم ومدنهم، بدلاً من انتظار جيوش التحرير من هنا أو هناك.
خطوة مميزة وضرورية أن تعلن دائرة شئون اللاجئين في حركة حماس عن تدشين سجل أسود تُدوَّن فيه أسماء وأفعال كل الذين يمسون حق العودة، بدءاً من هذا اليوم.
كما أعلنت عن تدشين سجل للشرف تُدوَّن فيه أسماء وأفعال الذين يقدِّمون خدمات جليلة لحق العودة.
وليحذر الذين تراودهم أنفسهم أن يتنازلوا ولو قليلا عن حق العودة.
إخواننا في سوريا، لكم الله، لا تنتظروا حلاً من أحد، الحل في أيديكم؛ فما عليكم إلا التوجّه بعائلاتكم إلى أرضكم المحتلة لا إلى غيرها.
وأدعو الإخوة في منظمة التحرير الفلسطينية وقوى الشعب الفلسطيني كافة لأن يضعوا معاً خطة لعودة فلسطينيي سوريا إلى أراضيهم المحتلة التي أُخرجوا منها من فلسطين، وإننا بعون الله قادرون.
وكالة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا": لم يعد شعبنا مقتنعاً بأسباب التقليصات وبطء الإغاثة في سوريا وغزة ولبنان وغيرها، وينظر إليها كجزء من المؤامرة على حقوق شعبنا.
قريباً سينفجر شعبنا، ولات حين مندم، وعندها لا تلوموا شعبنا بل الذين أخطؤوا في حساباتهم، لأن شعبنا كريم أبيّ، ولا ينسى حقوقه مهما طال الزمن.
إخواننا فلسطينيي أوروبا: نشد على أيديكم، ونبارك جهودكم في التمسك بحق العودة.
وندعوكم لأن تضربوا المثل في ممارسة الديمقراطية في بلاد تؤمن بها، فاختاروا ممثليكم على مستوى أوروبا، عسى أن تقتدي بكم بقية الساحات الفلسطينية الخارجية.
كما يجب ملاحقة بريطانيا على تسببها في نكبة الشعب الفلسطيني، بكل الوسائل المتاحة.
كلمة السر: ساهر تمام
ساري عرابي / المركز الفلسطيني للاعلام
نظرتُ في صورته النادرة المنشورة على الإنترنت، وتساءلت: هل رأوا يومها في وجهه مستقبلنا، كما أرى اليوم فيه انبعاث فجرنا؟ وهل علموا أن الرجال سينبعون من دمه، كما نبع من ترابنا، وانبثق من حجارة بلداتنا القديمة؟ وأن الرجال سينتشرون في بلادنا ومعهم ضوء أشلائه التي لا تنطفئ؟
لا يشبه ساهر تمام إلا نفسه، ولا يشبه شيئًا كما يشبه هذه الأرض، ولا يشبهه أحد إلا الشهداء، إلا الذين امتلكوا كلمة السر التي بزغت في قلبه، فتمايز الناس.. ما عادت الوجوه السمراء تشبه بعضها، ولا عاد الكل ينشق من هذا التراب، ولا عاد زهر لوزنا يطل من العيون كلها، ولا عادت حكايتنا المعبقة بالفرسان والجياد، بالتكبير والصهيل ترتسم في الوجوه كلها.. وحدهم الذين امتلكوا السر العظيم صاروا أحفاد فجر حكاياتنا العتيقة، وأول فجر حكاياتهم الآتية، وأجداد الصاعدين من بعدهم، الدافقين من ترابها وبحرها، والمسرجين في قلبها.. من عيونهم وحدهم يطل زهر اللوز إلى الدنيا.. وفي وجوههم وحدهم تفترش تلك الحكايات بفرسانها وجيادها، وتكبيرها وصهيلها..
على بطاح تلك الجراح المتفائلة سالت الجياد بالأمل على الزمن الآتي، يمتطيها كبرياء جبالنا، وصمود أسوارنا، وإصرار صحارينا، وغضب بحارنا، في القلوب التي لا تشبه إلا نفسها، ولا تشبه شيئًا كما هذه الأرض، حتى سكنت رملها وانفجرت منها على تخوم غزة، واحتضنت بحرها وانفرقت عنه، "فكان كل فرق كالطود العظيم" على شواطئ زيكيم.
من رحم الأمل ولدت أشلاء ساهر، وصعدت واتخذت مكانها في سمائنا، شمسًا في نهارنا، نجمًا في ليلنا، معهم. مع الذين يعودون مطرًا من سمائنا في شتائنا، وزهرًا في ربيعنا، وأملاً في صيفنا، وثورة في خريفنا، ويتخذون من مسارات الوحي طريقًا في نزولهم إلينا وصعودهم إلى مستقرهم الأزلي، شهداء متخذين.
ساهر الفتى المرفه، المدلل، سليل الثراء، ابن العشرين أو أقل، فرض نفسه مقاتلاً في كتائب القسام في زمن السابقين الأولين، والثلة النابضة بيحيى عياش أول المهندسين وأمير الاستشهاديين.. ألقى عبواته البدائية على مركز الشرطة، وصدم مستوطنَيْن بسيارته، والتحق بمطاردي القسام في جبال نابلس، وخاض أول معاركه وفيها كانت أولى رصاصاته، وسبق بالعملية الاستشهادية الأولى في مستوطنة "ميحولا" قرب بيسان، في 16 نيسان 1993.. نافس رفيقًا له في الجهاد عليها وفاز بها.. فرد إلى بيسان ربيعها، وأودع شيئًا من مسكه الخالد في زهرها.. في بيسان نطق ساهر تمام بكلمة السر: "الله أكبر"، ومن جرحه الدافق بالبشرى نبع الرجال من بعده ينطقون بها: "الله أكبر".
هكذا تكلم الأسير المحرر، عبد الحكيم حنيني، في قناة الجزيرة شاهدًا على عصر الاستشهادي الأول، وقاصّا على الرجال المنتظرين المطهرين الذاكرين الله؛ حكاية جدّ صعودهم، حكاية الشاب الذي استحال جدًا للصعود وأبًا للفجر وهو في الثانية والعشرين من عمره.


رد مع اقتباس