في هــــــــــــــــذا الملف

تونس تحتفل رسمياً وشعبياً بالذكرى الأولى لـ"ثورة الياسمين"

المرزوقي في ذكرى الثورة: ماضون على درب الحرية واقامة نظام جديد

مواجهات في جنوب تونس بين الشرطة وعاطلين يريدون ثورة جديدة

زوال الخوف وانطلاق الألسنة أهم مكاسب ثورة " الياسمين "

الأسئلة الحقيقية في الثورة التونسية في ذكراها الأولى

أمير قطر يشارك تونس احتفالات ثورتها

الشارع التونسي متوجس وقلق من زيارة امير قطر

رئيس تونس يؤكد ان النظام الجديد منفتح على القوى العربية والدولية

رئيس الوزراء التونسى يلتقى وزير الخارجية الفلسطينى

عام بعد الثورة التونسية

تونس تكافح لاسترداد 11 حوالي مليار دولار خبأها الحكم السابق في حسابات سرية في انحاء العالم

لماذا شبت ثورة تونس وشابت ثورة مصر؟

تونس تحتفل رسمياً وشعبياً بالذكرى الأولى لـ"ثورة الياسمين"

المصدر: دويتشة فيلة

أحتفل التونسيون رسميا وشعبيا السبت بإحياء الذكرى الأولى لـ"ثورة الياسمين" التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي. والرئيس التونسي يؤكد على السير على درب الحرية والديمقراطية "بلا رجعة" وإقامة "نظام جديد يحترم القانون".

ورفع آلاف المحتفلين التونسيين أعلام تونس السبت (14 يناير/كانون الثاني 2012) في العاصمة تونس احتفاء بالذكرى الأولى لـ"ثورة الياسمين" التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي، ورددوا شعارات: "تونس تونس حرة حرة ... وداعاً للديكتاتورية مرحباً بالحرية"، وامتلأ بالحشود شارع الحبيب بورقيبة الذي شهد في 14 يناير/كانون الثاني 2011 أوَجّ الاحتجاجات التي انتهت بفرار بن علي.

رفع آلاف المحتفلين التونسيين أعلام تونس لإحياء الذكرى الأولى لثورة الياسيمن رفع آلاف المحتفلين التونسيين أعلام تونس لإحياء الذكرى الأولى لثورة الياسيمن وقال سمير عمران وهو رجل كان يصطحب ابنتيه وزجته لوكالة رويترز: "نحن هنا لنحتفل بهذا اليوم التاريخي بكل فخر..أنا سعيد لأن أبنائي سيكبرون في وطن حر أصبح نموذجا في العالم"، وكانت بنتاه ترتديان علم تونس، بينما كانت زوجته تحمل قطعة كعك عليها شمعة واحدة في إشارة إلى الذكرى الأولى للثورة. وانتشرت الفرق الموسيقية في العاصمة احتفالاً بهذا الحدث.

وفي المقابل، وفي شارع الحبيب بورقيبة أيضاً تجمع أيضا مئات الأشخاص مطالبين بإكمال أهداف الثورة وعدم الالتفاف عليها، وقال شاب اسمه وليد بن سالم "صحيح أن بن علي لم يعد موجودا ولكن أهداف الثورة لم تكتمل، ويجب أن نبقى يقظين وإعادة الاعتبار لشهداء الثورة، ويجب أن يلتفت الساسة إلى عاطلي تونس الذين أشعلوا الثورة وأعادوا الأمل لتونس".

المرزوقي يؤكد على الديمقراطية

وشارك العديد من القادة والمسؤولين العرب التونسيين احتفالهم بالذكرى الأولى للثورة. وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، إن تونس ماضية على "درب الحرية" والمسار الديمقراطي "بلا رجعة" وإقامة "نظام جديد يحترم القانون"، وذلك في كلمة ألقاها في الاحتفال الرسمي بالذكرى الأولى لـ "ثورة الحرية والكرامة" أو "ثورة الياسمين". وتابع: "سنعمل على ألا تذهب تضحيات الشهداء والجرحى سُدى وعلى رد الاعتبار لسلك الأمن والجيش".

وبين المشاركين في الاحتفال رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل، والرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، والرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز وأمير قطر الشيخ حمد بن خليفة ال ثاني. كما حضر الاحتفال كريم غلاب رئيس مجلس النواب المغربي، ووزير خارجية الكويت الشيخ صباح الخالد الحمد الصباح، ووزير العمل الإماراتي صقر غباش، ووزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي.

من جهته، أكد رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل أن "نجاح الثورة في تونس كان عاملا أساسيا في نجاح الثورة الليبية". وحيّا أمير قطر في كلمته "الأنموذج التونسي الذي أثار العالم"، مضيفاً أن "شعوب الأمة العربية المضطهدة ترنو إلى غد أفضل"، وقال: "أنا متأكد من أن شعوب الأمة العربية ستقتدي بالثورة التونسية التي تعد بالحرية والكرامة".

تونس: نموذج التعايُش بين الإسلاميين والعلمانيين

وانتشرت السبت الاحتفالات بالعاصمة تونس التي أصبحت أول بلد عربي يطيح برئيسه قبل أن تنتقل الشرارة إلى مصر وليبيا واليمن وسوريا. يُذكر أنه في مثل هذا اليوم من عام 2011 فرّ بن علي من تونس وذلك بعد ثورة شعبية غير مسبوقة أنهت حكمه الذي استمر بلا منازع في البلاد لمدة 23 عاما اتسمت بالاستبداد والقمع والفساد. إذ أطاحت اِحتجاجات اجتماعية، بدأت بحرق الشاب محمد البوعزيزي نفسه في بلدة سيدي بوزيد احتجاجا على مصادرة عربة للخضار يمتلكها، بالرئيس السابق الذي فر مع عائلته في 14 يناير كانون الثاني الماضي ولجأ إلى السعودية حيث يقيم الآن.

وتفخر تونس بعد رحيل بن علي بأنها أصبحت دولة ديمقراطية وحرة ونموذج في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا للتعايش بين الإسلاميين والعلمانيين داخل الحكومة والمجلس التأسيسي رغم بعض الانتقادات التي تواجهها حركة النهضة الفائزة بالانتخابات في البلاد.

المرزوقي في ذكرى الثورة: ماضون على درب الحرية واقامة نظام جديد

المصدر: فرانس برس

قال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي السبت ان تونس ماضية على "درب الحرية" والمسار الديمقراطي "بلا رجعة" واقامة "نظام جديد"، وذلك في كلمة القاها في الاحتفال الرسمي بالذكرى الاولى ل "ثورة الحرية والكرامة" التي اطاحت قبل عام بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

واكد المرزوقي، امام حشد من المدعويين في قصر المؤتمرات بالعاصمة التونسية، "سنمضي على درب الحرية وشعارنا اليوم هو بناء نظام جديد يحقق إرادة الشعب ويحترم القانون ويواصل مع المسار الديمقراطي بدون رجعة".

واضاف الرئيس التونسي "نحتفل اليوم بهذه الذكرى العظيمة وسط شعور بالاسى لكل هذه العقود الضائعة تحت نظام الفساد وما كلفنا للتخلص منها، والنشوة لان الثورة فتحت امامنا الابواب وشكلت فاصلا بين يوم مظلم و اخر مشرق"، وتابع "سنعمل على ان لا تذهب تضحيات الشهداء والجرحى سدى وعلى رد الاعتبار لسلك الامن وحماية الجيش".

ويذكر انه في مثل هذا اليوم من 2011 فر بن علي من تونس ولجأ الى السعودية وذلك بعد ثورة شعبية غير مسبوقة انهت حكمه بلا منازع البلاد لمدة 23 عاما اتسمت بالاستبداد والقمع والفساد.

مواجهات في جنوب تونس بين الشرطة وعاطلين يريدون ثورة جديدة

المصدر: القدس العربي

شهدت مدينة توزر جنوب تونس مساء أمس السبت اشتباكات بين قوات الشرطة ونحو 2500 شاب عاطل عن العمل خرجوا في مظاهرة مطالبين بـ"ثورة جديدة"، وأفاد شهود عيان بأن قوات الأمن استخدمت غازات مسيلة للدموع وأطلقت الرصاص في الهواء لتفريق المتظاهرين.

وقال شاهد العيان وائل مباركي لوكالة الأنباء الألمانية إن المحتجين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 عاما و30 عاما رشقوا الشرطة بالزجاجات الحارقة والحجارة وإن قوات الأمن ردت عليهم بالقنابل المسيلة للدموع وإطلاق الرصاص في الهواء.

وأضاف أن المواجهات جرت أمام مقر مديرية الأمن، ومقر المعتمدية (نيابة المحافظة) حيث أقدم المحتجون على كسر سور المعتمدية وأكشاك تجارية بنتها البلدية ولم يتم استغلالها بعد.

وقال إن المحتجين الذين كانوا يرددون عبارة "الله أكبر" والنشيد الوطني التونسي أضرموا النار في عجلات مطاطية وسدوا بها الطريق المؤدية إلى مدينة "نفطة" التابعة لمحافظة توزر، وتابع أن قيادات من الجيش التونسي شرعت في "التفاوض" مع المحتجين لإقناعهم بوقف أعمال العنف.

وأضاف أن المحتجين طالبوا بـ"ثورة جديدة" لأن الثورة الأولى لم تحقق (حسب رأيهم) مطالبهم الأساسية وخاصة في التشغيل والقضاء على الفساد مشيرا إلى أن السكان يتحدثون عن حصول البعض على وظائف مقابل رشوة موظفين في إدارات عمومية.

ولفت إلى أن تداول أخبار حول إلغاء رحلتين جويتين تربطان بين مطار توزر ومطاري ليون ونيس الفرنسيين وتحويلهما إلى مطار المنستير (وسط شرق تونس) أجج حالة الاحتقان في صفوف العاطلين بمدينة توزر التي تعتبر من أبرز وجهات السياحة الصحراوية في تونس.

وقال إن محافظ توزر لم يستقبل خلال الأسبوع المنقضي المواطنين للاستماع إلى شكاواهم وقبول مطالبهم مثلما جرت العادة، ما أثار استياء السكان.

زوال الخوف وانطلاق الألسنة أهم مكاسب ثورة " الياسمين "

المصدر: مونتيكارلو

بعد مرور عام على ثورة " الياسمين" يشعر غالبية التونسيين بأن تخلصهم من الخوف هو أهم إنجاز حققته هذه الثورة حتى الآن، فقد كان التونسيون يخشون من الخوض في أي موضوع لديه صلة بشكل أو بآخر بالسياسة الداخلية في كل مكان. وبلغ بهم الخوف حدا جعلهم يلتفتون دوما يمنة ويسرة بشكل آلي حتى في مجالسهم الخاصة. بل إن عدوى هذا السلوك امتدت حتى إلى أوساط الموالين للنظام السابق في سنواته الأخيرة والمتعاملين معه.

ومع زوال الخوف انطلقت ألسنة التونسيين انطلاقا كليا فأصبحوا ينتقدون كل شخص وكل حزب حتى وإن كانت الانتقادات تفتقر أحيانا إلى حجج وبراهين. وفي سنوات النظام التونسي السابق الأخيرة حرم الناس من التعبير عن آرائهم وهمومهم وأفكارهم بشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ تونس الحديث.

وهناك اليوم أيضا في تونس إحساس يتقاسمه جزء كبير من النخبة مفاده أن من إنجازات الثورة التونسية رغم عمرها القصير جدا أن الطبقة السياسية فيها تمكنت من إعداد خارطة طريق لبلورة معالم المرحلة الانتقالية.

ومن أهم إنجازات هذه الخارطة المجلس التأسيسي الذي انتخب في الثالث والعشرين من شهر أكتوبر-تشرين الأول الماضي. واستطاعت هذه الطبقة التأسيس لمرحلة جديدة في التعاطي مع السلطة عبر تحالف بين حزب " النهضة " الإسلامي وحزبي " المؤتمر" و" التكتل " المنتميين إلى وسط اليسار.

وتتقاسم هذه الأحزاب الثلاثة اليوم السلطتين التشريعية والتنفيذية وهي مقتنعة تماما بأن التحديات المطروحة اليوم أمام " الترويكا" الحاكمة في تونس اليوم كثيرة ومعقدة وفي مقدمتها البطالة والفقر المدقع لاسيما في المناطق الداخلية.

الأسئلة الحقيقية في الثورة التونسية في ذكراها الأولى

المصدر: فرانس برس

قبل عام فرّ الرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي تحت جنح الظلام، على إيقاع أول ثورةٍ شعبية يشهدها العالم العربي. وبعد مرور سنة على غروب الديكتاتور التونسي، ما زالت آثار حكمه الذي دام أكثر من عقدَين بادية للعيان وتشكل أكبر تحدّ للنظام الجديد الذي أقامته الثورة... مظاهر الفساد والبطالة والتهميش وقصور التجربة الديمقراطية، كلها تحديات كبيرة تواجه تونس الجديدة.

وفي الذكرى الأولى لثورتهم، سيجد التونسيون أنفسهم أمام الكثير من الأسئلة الحقيقية التي اختفت وراء الشعارات الكبيرة للثورة عند اندلاعها، أسئلة التحديات السياسية والاجتماعية والديمقراطية التي باتت المرحلة الانتقالية تطرحها على الفاعل السياسي التونسي.

فالإسلاميون الذين حملتهم رياح الثورة إلى الحكم وليست لديهم الخبرة في الحكم، والمواطن الذي أسقط حاجز الخوف، لن يتساهل طويلاً مع استمرار الارتجال والتردد الذي طبع البدايات السيئة في تجربة أول حزبٍ سياسي إسلامي في العالم العربي، جاء إلى السلطة عن طريق صناديق الاقتراع.

كما أنّ الهزيمة الانتخابية لليسار والقوى العلمانية جعلها تتراجع إلى الوراء إقراراً بالهزيمة واستسلاماً لها. مما فسح المجال أمام صعود قوى رجعية ومتطرفة كانت حتى الأمس القريب نائمة، وأصبحت تهدد اليوم بحرق الأخضر واليابس.

وسيجد هؤلاء في مخلفات بن علي من فساد وبطالة وتهميش أكبر حليفٍ لهم، إذا لم تسارع القوى الديمقراطية إلى محاصرة هذه الأورام الخبيثة قبل أن تتحول إلى داءٍ يصعب استئصاله.

ثورة الياسمين في تونس لم تعد اليوم ملكاً لها ولا لشعبها. فهي كانت الشرارة التي بشّرت بالربيع العربي الذي ما زالت نسائمه تهب في أكثر من مكانٍ في بقاع العالم. ونجاحها هو الذي سيلهم الشعوب التي ما زالت تناضل من أجل قطاف ثمار ثوراتها، وأخرى ما زالت تنتظر أن تفتح النوافذ لتهبّ عليها نسمات ربيعها المؤجل إلى حين.

يقال دائماً إن الثورات تأكل أبناءها بدلاً من أن تأكل أعداءها حين يفقد الثوّار حميتهم. وثوار تونس الذين حرّرتهم حبال حناجرهم بالأمس من الخوف، ما زالت قوتهم في قبضات أيديهم التي يقع عليها الرهان اليوم من أجل البناء للغد والمستقبل.

أمير قطر يشارك تونس احتفالات ثورتها

المصدر: الجزيرة نت

شارك أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني في احتفالات تونس بالذكرى الأولى لثورة 14 يناير/كانون الثاني 2011 التي أطاحت بنظام الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي.

وكان الشيخ حمد وصل إلى تونس في زيارة رسمية برفقة وفد رفيع المستوى، وكان في استقباله في مطار تونس قرطاج الدولي الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي، ورئيس الحكومة المؤقتة حمادي الجبالي وعدد من أعضاء حكومته.

وقال وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية والناطق الرسمي باسم الحكومة التونسية المؤقتة سمير ديلو مساء أمس إن أمير قطر سيشارك أثناء وجوده في تونس في احتفالات الذكرى الأولى للثورة التونسية.

وينتظر أن يشارك في الاحتفالات أيضا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، ورئيس المجلس الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل وضيوف آخرون، ووزراء من المغرب ودولة الإمارات والبحرين والكويت وفلسطين.

وبحث رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادي الجبالي مساء اليوم مع الشيخ حمد سبل تعزيز علاقات التعاون الثنائية وقضايا إقليمية ودولية ذات اهتمام مشترك.

وقال مصدر رسمي إن الجانبين التونسي والقطري تناولا السبل الكفيلة بتعزيز علاقات التعاون بين البلدين، إلى جانب تبادل الآراء ووجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وتم في أعقاب المحادثات التوقيع على تسع اتفاقيات ومذكرات تفاهم لتعزيز التعاون بين البلدين في عدة مجالات منها الطاقة والبيئة والتكوين المهني.

ومن بين هذه الاتفاقيات اتفاقية استثمار في سندات على الخزينة التونسية، ومذكرة تفاهم لاستكشاف آفاق استثمارية في مجال حماية البيئة، ودعم جهود مكافحة التلوث، وأخرى في مجالات التكوين المهني، وكذلك التعاون في مجال تكرير النفط وبرنامج شبكة الغاز الطبيعي للمدن التونسية بين شركة قطر للبترول الدولية والحكومة التونسية.

كما شملت أيضا مذكرة تفاهم للتعاون بين شركة الكهرباء والماء القطرية والشركة التونسية للكهرباء والغاز، ومذكرة تفاهم بين بنك قطر الوطني ووزارة المالية التونسية.

الشارع التونسي متوجس وقلق من زيارة امير قطر

المصدر: موقع العالم

رفض الشارع التونسي زيارة امير قطر حمد بن خليفة آل ثاني الى تونس للمشاركة في احتفالات الذكرى الاولى للثورة، وشهدت مدينة صفاقس مسيرات منددة بالتدخل القطري والفرنسي في الشؤونِ الداخلية، فيما اتهم المتظاهرون امير قطر بالعمالة للولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي.

زيارة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني إلى تونس في إطار احتفال شعبها بالذكرى الأولى للثورة لم تلق استحسان التونسيين، فهم يرون أن قطر لها علاقات مشبوهة مع أمريكا و إسرائيل و قدوم اميرها إلى بلدهم لا يطمئن مصير ثورتهم.

وقال مواطن تونسي: ان العلاقات جديدة وهشة بدولة تتحاور مع اسرائيل ولها علاقات سرية معها ، فيما قال اخر ان الشعب التونسي لا يرغب في العلاقات مع قطر التي لها علاقات مشبوهة مع الاسرائيليين والاميركيين واليهود.

ويعتقد التونسيون ان امير قطر يحاول استمالة قادة تونس بعرضه مساعدات مالية مهمة على شكل مشاريع ، لكن الغرض في نظرهم ليس بريئا وهو بالتأكيد محاولة للركوب على الثورة التونسية و الالتفاف على مصير بقية الثورات العربية.

وقالت مواطنة : نحن نستغرب من زيارة اميرر قطر لتونس في هذا الظرف ومشاركته في احتفالات الثورة ، معتبرة ان توقيت هذه الزيارة مثير للتساؤل.

فيما اكدت اخرى ان لقطر استراتيجية من وراء هذه الزيارة ولم يأت الامير القطري للاحتفال بالثورة فهي ثورة الشعب التونسي ولا علاقة لها بقطر.

سبق و أن لاقى خبر زيارة امير قطر الى تونس رفض و احتجاج الشارع التونسي الذي عبر عن امتعاضه و توجسه من الأهداف غير المعلنة لهذه الزيارة.

رئيس تونس يؤكد ان النظام الجديد منفتح على القوى العربية والدولية

المصدر: راديو سوا

في احتفال رسمي بقصر المؤتمرات في العاصمة تونس بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لقيام الثورة التونسية وبحضور قادة دول عربية، اكد الرئيس التونسي المنصف المرزوقي، ان النظام الجديد في البلاد يسعى للانفتاح على كل القوى عربيا ودوليا وأضاف:

"نحن نريد لهذا البلد الصغير ان يكون ضمن مجموعة الكبرى هي المغرب العربي ثم المجموعة الأكبر هي المجموعة العربية حتى ننفتح على باقي الأمة العربية لأن حب الوطن لا يعني الشوفينية والانغلاق . نحن جزء من الأمة البشرية وسنبقى جزءا من حل مشاكلها . اللهم لك الحمد لاننا شهدنا هذا اليوم.اللهم لك الحمد لأنك فتحت لنا اخيرا ابواب المستقبل."

طبيعة التحديات في وجه الثورة

أما رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر فقد تحدث في كلمته عن تحديات تواجه الثورة التونسية أهمها قوى في الداخل لا تريد للثورة التونسية أن تكتمل وأضاف:

"لقد حقق شعبنا انجازات كثيرة في وقت قياسي لكن التحديات تبقى كبيرة والمسؤوليات جسيمة فأسسنا مؤسسات شرعية منبثقة عن الارادة الشعبية لكن التحديات تبقي كبيرة والمسؤوليات جسيمة بالنظر الى الخراب الذي خلفه النظام البائد في كل القطاعات ونحن مصممون على الاحاطة بالثورة الشعبية والدفاع عنها."

دعوة الشعب لمساعدة الحكومة

أما رئيس الحكومة التونسية حمادي الجبالي فقد دعا الشعب التونسي لمساعدة حكومته على انجاز التقدم الاقتصادي المنشود وقال في كلمته خلال الإحتفال:

"هذه الحكومة الوليدة التي انبثقت عن اول انتخابات حرة ديمقراطية في تاريخ بلادنا تنتظر من شعبها مواصلة النضال معا، لتحقيق مطالب الثورة وخاصة في الشغل وتحقيق الكرامة للمواطن. كما تنتظر من اشقاء تونس واصدقائها في كل مكان ان يقفوا الى جانب تونس الثورة للهوض باقتصادها وتحقيق تطلعات شعبها."

هل حققت الثورة اهدافها ؟

ويقول عبد اللطيف الفراتي رئيس تحرير صحيفة الصباح التونسية إنه من المبكر الإحتفال باعتباران الثورة حققت أهدافها ويقول لـ"راديو سوا": "من المؤكد ان هناك فرحة كبرى، وهذا لا يخفي ان هناك تجاذبات، اذ انه لم يتحقق ما كان منتظرا ومن الصعب أن يتحقق. ولعل من اهم ما تحقق هو الانتخابات النزيهة. ومنذ زمن طويل لم تر تونس مثل هذه الانتخابات. ولكن من الناحية الاجتماعية والاقتصادية فان البلد يمر بفترة صعبة. ونسبة النمو صفر بالمئة وهي اول مرة بتاريخ تونس منذ الاستقلال تسجل نسبة سلبية ونتيجة لذلك فان الاسباب التي قامت بسببها الثورة لم تتحقق في مجال العاطلين عن العمل ورفع المستوى الاقتصادي."

لافتات تطالب بتحقيق الحرية والكرامة

ويذكر ان التونسيين توافدوا السبت منذ الصباح الباكر إلى وسط العاصمة للاحتفال بالذكري السنوية الأولى لثورة الياسمين، ولتأكيد مطالب الثورة بالحرية والكرامة التي أدت إلى فرار الرئيس التونسي زين العابدين بن علي من البلاد قبل سنة.

ورفع متظاهرون أمام المسرح البلدي في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي لافتات تعبر عن ضرورة تحقيق الحرية والكرامة الوطنية، والوفاء للتونسيين الذين سقطوا في الثورة، حيث رفعوا لافتة كبيرة تتوسطها خريطة تونس محاطة بأسماء الأشخاص الذين قتلوا خلال الثورة التونسية وعلى رأس القائمة محمد البوعزيزي.

رئيس الوزراء التونسى يلتقى وزير الخارجية الفلسطينى

المصدر: اليوم السابع

التقى رئيس الحكومة التونسية المؤقتة حمادى الجبالى أمس السبت وزير الخارجية الفلسطينى رياض المالكى، حيث جرى بحث مستجدات القضية الفلسطينية وعلاقات التعاون التى تجمع بين البلدين.

وصرح وزير الخارجية الفلسطينى عقب اللقاء لوسائل الإعلام بأن زيارته لتونس "تندرج فى إطار المشاركة فى احتفالاتها بالذكرى الأولى لثورتها المجيدة"، ناقلا بهذه المناسبة إلى "تونس حكومة وشعبا تحيات الرئيس الفلسطينى محمود عباس".

وذكرت وكالة الأنباء التونسية أن رئيس الحكومة التونسية اطلع خلال اللقاء على آخر تطورات القضية الفلسطينية وسعى حكومته من أجل إتمام ملف المصالحة الفلسطينية الداخلية، متعهدا باستكمال ترتيب البيت الفلسطينى فى أقرب الآجال".

وأضاف أن اللقاء تطرق كذلك إلى "المخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية والصعوبات التى تعترض المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية فضلا عن عمليات الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وخاصة منها فى القدس الشرقية"، داعيا إلى "ضرورة العمل من أجل حماية مدينة القدس ودعم صمود شعبها فى مواجهة المخططات الإسرائيلية".

وعبر عن امتنانه لما "قدمته تونس لفلسطين طوال سنوات ولما التزمت وتلتزم به دائما تجاه فلسطين وقضيتها"، مؤكدا العزم على تعزيز وتنويع علاقات التعاون الثنائى.

ومن جهته صرح وزير الخارجية التونسى رفيق عبد السلام بأن "تونس تتعامل مع جميع الأطراف الفلسطينية على قدم المساواة"، مبرزا "رغبة الحكومة التونسية فى استعادة الصف الفلسطينى لوحدته بما يخدم القضية الفلسطينية".

وأكد أن تونس بعد الثورة "أكثر إصرارا على دعم القضية الفلسطينية التى تحتل موقعا خاصا فى قلوب التونسيين"، داعيا إلى ضرورة دفع التعاون بين البلدين فى جميع المجالات، وأعلن عن استعداد رئيس الحكومة حمادى الجبالى لزيارة رام الله عقب تلقيه دعوة من الجانب الفلسطينى.

عام بعد الثورة التونسية

المصدر: فرانس برس

لم يكن هناك شيء في هذا الثالث عشر من يناير 2011 خلال خطاب زين العابدين بن علي الثالث للتونسيين يوحي بأن الرجل يستعد للتخلي عن الحكم أو مغادرة البلاد ، كل شيء تسارع في يوم الجمعة الرابع عشر من يناير عندما أجبرت الانتفاضة الشعبية بن علي على الهروب قاصدا المملكة العربية السعودية .

أعلن بعد ساعات شغور منصب رئاسة الجمهورية وتولى رئيس مجلس النواب فؤاد المبزع الحكم في حين أوكلت مهمة تشكيل الحكومة بوجوه معارضة لمحمد الغنوشي .

هذه الحكومة لم تتجاوب مع تطلعات الشعب وتمت الإطاحة بها لتحل محلها حكومة الباجي قايد السبسي في 7 آذار/ مارس.

بعد هذا دخلت تونس مرحلة انتقالية تحت إشراف الهيئة العليا لتحقيق أهداف الثورة وتم إنشاء الهيئة العليا المستقلة للانتخابات برئاسة السيد كمال الجندوبي .

إضافة للأحزاب التقليدية التي كانت موجودة في تونس تم إنشاء أكثر من 100 حزب للمشاركة في انتخابات المجلس التأسيسي التي أجريت في الثالث والعشرين أكتوبر 2011.

كما كان متوقعا فازت حركة النهضة الإسلامية بأغلبية المقاعد لكنها كانت محتاجة لأصوات حزب المؤتمر بقيادة منصف المرزوقي وأصوات حزب التكتل بقيادة مصطفي بن جعفر . هذا الأخير أصبح رئيسا للمجلس التأسيسي في حين تولى منصف المرزوقي رئاسة الجمهورية في حين تولى حمادي الجبالي رئاسة الحكومة .

بعد عام من هروب بن علي أنظار شباب وشابات تونس في المدن والقرى متوجهة إلى هذه الحكومة الإسلامية الجديدة التي تنتظرها تحديات أمنية واقتصادية وأيضا اجتماعية حيث يتمسك العديد من المواطنين بمشروع اجتماعي حداثي يحافظ على المكتسبات الفردية في إطار الهوية التونسية.

تونس تكافح لاسترداد 11 حوالي مليار دولار خبأها الحكم السابق في حسابات سرية في انحاء العالم

المصدر: ج. القدس

نشرت صحيفة "ذي غارديان" البريطانية يوم السبت تقريراً اعدته مراسلتها في تونس آيلين بيرن تقول فيه ان عائلة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي لها ارصدة في مصارف في انحاء العالم وان كلفة استرداد هذه الاموال تمثل معضلة للعهد الجديد في تونس. وهنا نص التقرير: "كانت تلك هي اللحظة التي هزت نخبة شمال افريقيا من اساسها وحددت وقع الثورات العربية المقبلة وارغمت الحكام الدكتاتوريين في انحاء العالم على التوقف والتفكير. وبينما طالبت الجماهير المحتشدة في شوارع تونس بالتغيير تخلى زين العابدين بن علي بهدوء عن المنصب الذي شغله لاكثر من 23 سنة وطار من البلاد الى المملكة العربية السعودية.

وما ان شاع نبأ مغادرته حتى طالب الجمهور باسترداد (الاموال): جميع الاموال التي جمعها هو وبطانته، خصوصاً الطرابلسيين – اي اقارب زوجته الثانية ليلى طرابلسي – في الداخل والخارج. وهتفوا: "الطرابلسيون اكلوا الاقتصاد كله". وتطلبت العدالة الطبيعية اعادة الاموال.

ولكن بعد مرور سنة على ذلك اليوم الدرامي، تكافح السلطات الجديدة في تونس لاستعادة الارصدة الضخمة التي يعتقد انها اودعت سراً في حسابات مصرفية منتشرة من الارجنتين وجزر كيمان وفيرجين الخاضعة لسيطرة بريطانيا الى قطر والامارات العربية المتحدة.

ودعت الرابطة التونسية للشفافية المالية، وهي منظمة صغيرة غير حكومية قدرت ان بن علي سرق ما يصل الى 17 مليار دولار (11 مليار جنيه استرليني)، حكومات المملكة المتحدة والخليج الى بذل جهود انشط لاكتشاف الثروة المسروقة. وادى طلب اولي الى المصارف السويسرية الى اكتشاف 60 مليون فرنك سويسري (41 مليون جنيه استرليني) مودعة باسم بن علي. وتقول الرابطة التونسية للشفافية المالية ان هذا المبلغ قطرة في بحر. ويحذر المصرف المركزي التونسي من ان اعادة ثروة بن علي الى البلاد ستستغرق سنوات.

ويقول سامي رمادي وهو طبيب علم امراض سريرية تلقى تعليمه في سويسرا ويرأس الرابطة التونسية للشفافية المالية: "الرأي العام قوي للغاية ضد تلك المصارف وتلك البلدان التي لا تتعاون تعاوناً تاماً مع التحقيق".

واضاف: "المسألة لا تتعلق بالمال فحسب، انها مسألة كرامة. وقد ابلغت السلطات البريطانية ان التونسيين لا يسمحون بمعاملتهم كمواطنين من الدرجة الثانية. ان من المظالم الفادحة في العالم ان دولا مثل تونس التي يعاني سكانها من نقص الخدمات والحقوق والديمقراطية، ان تنهب ثروتهم القومية فوق هذا كله منهم.

"لقد حرمنا لـ23 سنة من الحرية، ولم ندرك الا بعد الثورة مدى الامور الاخرى التي اخذت منا، سرقة المصادر".

وفي الاسابيع التي تلت الثورة قامت السلطات التونسية بوضع قائمة من 48 فردا تضم بن علي وليلى الطرابلسي ومن هم بعدهما، ممن يُعتقد انهم حصلوا على الاموال بصورة غير مشروعة. وجمدت دول الاتحاد الاوروبي وسويسرا جميع ممتلكات من وردت اسماؤهم على القائمة، واصدرت تونس اوامر دولية لالقاء القبض عليهم فيما تستمر عملية التحقيقات القانونية.

غير ان الرمادي يعتقد ان بن علي وشركاءه حصلوا على "مشورة جيدة" من الخبراء، وغالبا ممن يقيمون في اوروبا، عن كيفية اخفاء النقد او ملكية المملتكات بحيث لا يمكن للمحققين الوصول اليها مستقبلا.

ولا يمكن استرداد الاصول بسهولة، وقد يعمد اعضاء العائلة الحاكمة سابقا الى المقاومة القانونية الشرسة. وحتى يمكن منح الادعاءات التونسية لاسترداد اي من الاموال المنهوبة افضل فرصة لاستعادتها، فان على الحكومة التونسية ان تعين فريق تحقيق دوليا لديه الخبرة، حسب قول يوهان بينور، وهو محقق مالي عمل لدى مكتب كرول للاستشارات الاستخباراتية في الاعمال.

وقد تكون التكلفة مرهقة لدولة تواجه عددا كبيرا من المطالب بالنسبة الى مواردها. وهو ما يأتي قبل تكاليف استئجار محامين دوليين للظهور امام المحاكم الخارجية. ويقول بينور: "اذا لم تكن لديك خبرة دولية فلن تكون هناك فرص تستحق الذكر لنجاح قضيتك".

وقد عرضت السلطات السويسرية وبنك التنمية الافريقية توفير دعم فني مجانا، الا ان الحكومة التونسية الجديدة الاسلامية الاتجاه التي تولت الامور في نيسان (ابريل) برئاسة السجين السياسي السابق حمادي الجبالي كرئيس للوزراء، تواجه مشكلة تتعلق بالكيفية التي يمكنها فيها تبرير صرف الاموال لفرق من الخبراء الدوليين، علما ان كلفة كل خبير هي 300 دولار في الساعة، لاجراء تحقيق قد يستغرق اشهرا عديدة، لاسترداد اموال لا تزال قيمتها الاجمالية مجهولة.

وخلافا للانطباع حول حياة مرفهة ومسرفة للعائلة، فان فريق بن علي – طرابلسي كان يحكم بصورة اقرب ما تكون الى حكم المافيا الشرسة، تتسلق طريقها نحو مفاصل الاقتصاد.

فخلال الاشهر الاثني عشر الفائتة اظهر ما كشفت عنه الصحافة التونسية والمحاكم وتضمنه تقرير من 345 صفحة اعدته لجنة تشكلت للتحقيق في الفساد، كيف ان "الفريق" المحيط بالعائلة الحاكمة، وخاصة بعض اشقاء ليلى واقاربها، تمكنوا من الظهور بمظهر اباطرة اعمال. وبدلا من استخدام الذكاء التجاري، فانهم استخدموا قربهم من رئيس طاعن في السن لديه زوجة شابة مفتون بها، في اسلوب شبيه بالمافيا يدعمه جهاز دولة للارهاب.

وقد اظهر شريط فيديو نشر العام الماضي على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" بعض الطرابلسيين البارزين يرقصون في حفلة زواج عائلي بلا مبالاة: اذ انه كان لا يختلف عما يمكن ان يجري في حفلة عائلية تونسية للطبقة المتوسطة. ولكن وان لم يستعرضوا ثرواتهم دوما، فان الطرابلسيين المقربين من الرئاسة كانوا جريئين في بسط قبضتهم في انحاء الاقتصاد، على مصارف ووسائل اعلام وشركات اتصالات الى تطوير العقارات والاستيراد والتصدير وتوزيع المبيعات وشركة طيران ومحاجز رخام مملوكة للدولة. بل ان احدهم يواجه تهما، بالمشاركة مع وزير الشؤون الدينية السابق تتعلق بسوء ادارة منظمة تعمل في مجال العمرة الى مكة.

وكان من الصعب على رجال الاعمال هضم مستوى الفساد. وبدأت المعلومات تنتشر في المقاهي وعبر الانترنت. وولدت من رحمها الثورة.

لماذا شبت ثورة تونس وشابت ثورة مصر؟

بقلم: وائل قنديل عن الشروق المصرية

بالأمس أتمت ثورة تونس عامها الأول، وهى بالمناسبة ولدت قبل الثورة المصرية بأيام، لكنها بسم الله ما شاء الله تبدو وقد نمت ونضجت وملأت الدنيا التونسية بهجة ويقينا بغد أفضل وأجمل.

ونحن نتابع احتفالات الأشقاء التونسيين بعيد ثورتهم الأول ونقدم لهم التهنئة، علينا أن نغبطهم على هذا التطور الرائع فى مسيرتهم (أقول نغبطهم ولا نحسدهم) ولكن قبل ذلك علينا أن نتوقف لنسأل أنفسنا: لماذا نمت ثورة تونس واهتزت وربت وأينعت نظاما سياسيا محترما جاءت به عملية سياسية وانتخابية محترمة؟

لماذا تبدو ثورة تونس فى شرخ الشباب، بينما ثورتنا تظهر فى لحظات وكأنها طفلة توقف نموها بفعل فاعل، وفى لحظات أخرى تبدو مثل أرملة عجوز حفر الزمن نقوشه فى تجاعيد وجهها؟

لماذا شبت ثورة تونس، وشابت ثورة مصر وهى لم تكمل عامها الأول بعد؟

إن الفارق الأساسى بين الثورتين أن الأشقاء فى تونس قرروا أن يسقطوا النظام ويؤسسوا لتونس جديدة، والأهم أن كل النيات خلصت لوجه الله والوطن، ولم يقفز أحد على الثورة منصبا نفسه حاميا لها ووكيلا وشريكا، وبمعنى أوضح بقيت الثورة التونسية ابنة للشعب التونسى كله، ومن هنا لم يحاول أحد فى اختطافها أو تبنيها رغم أنفها.

أما فى مصر فكان القرار الحفاظ على النظام من خلال التضحية برأس النظام، فذهب مبارك وبقيت «المباركية» تحكم مصر وتصبغ كل شىء فيها بألوانها الباهتة، وأقصى ما حدث أنه تمت عمليات تغيير فى الأسماء، وتبديل فى ألوان طلاء الواجهات، بينما البيت من الداخل بقى كما هو.

فى تونس تنبهوا مبكرا لخطورة استمرار إعلام بن على، فانشغلوا من البداية بضرورة التأسيس لإعلام يعبر عن الثورة، ولا يعبر فوقها إلى الخلف.. أما فى مصر فقد اكتشفوا أنه لا حياة لهم إلا بالإبقاء على إعلام مبارك، ليمارس نشاطه فى صناعة المسافات بين الشعب والثورة.

لقد ألغوا وزارة الإعلام فى البداية ثم سرعان ما اكتشفوا أن فى الأمر خطورة فقرروا إعادتها ولكن هذه المرة بدت وكأنها فرع للشئون المعنوية، واستخدمت الآلة الإعلامية الجبارة فى تصفية الثورة، تليفزيونيا وإلكترونيا وعلى الأرض وفى المواصلات العامة والمصالح الحكومية.

فى تونس لم يحاربوا المعارض المناضل المنصف المرزوقى، ولم يطلقوا كلاب الصيد عليه لنهشه إعلاميا، بل جاءوا به رئيسا للبلاد..

أما فى مصر فانظر إلى أحط وأقذار نواع الحروب الجرثومية التى مورست ضد الدكتور محمد البرادعى، وهو شاء من شاء وأبى من أبى، كان قطرة الماء التى نزلت على بذور التغيير فى التربة المصرية فنبتت واخضرت وأورقت وأثمرت ثورة كاملة الأوصاف.. غير أنهم قرروا اغتياله سياسيا، حيث لا يطيقون حديثا عن المحاسبة والمحاكمة والشفافية وطهارة اليد.

باختصار: نهنئ تونس لكننا لن نندب حظنا بل سنواصل عملية استمطار السحاب بما نستحق من ماء نظيف.


إضغط هنا لتحميل الملف المرفق كاملاً