ردود الفعل على ذكرى النكـــســـــــــــــــــــــه
مـــلــف رقـــم (5)
وثائق «النكسة» في الأرشيف الإسرائيلي: تحريض وتحريف للحقائق.. والهدف «كسر نظام ناصر»
أرابيان لايف
كشفت وثائق للجيش الإسرائيلي أثناء حرب يونيو 1967، نُشرت بعد الإفراج عنها، على الموقع الإليكتروني للجيش، عن حملة تحريض وتعبئة كبيرة سبقت الحرب، مارست فيها القيادة العسكرية الإسرائيلية الدور الأساسي من خلال البيانات والنشرات الداخلية التي كانت توزع على ضباط و جنود الجيش الإسرائيلي، والتي كانت تحرضهم في الأساس على «كسر نظام ناصر» في مصر.
من بين هذه الوثائق، «ورقة الاستعداد رقم 1»، التي صدرت في 20 مايو 1967، بعنوان «الاختبار»، وتم توزيعها على جنود وضباط سلاح الجو الإسرائيلي، كتب عليها «داخلي، سلاح الجو فقط»، وجاء فيها أن «وحدات سلاح الجو مستدعاة في هذه الساعات للدخول في اختبار إضافي لأمن دولة إسرائيل وللدفاع عن مستقبلها، وكل واحد منا يجب أن يشعر بالمسئولية الملقاة عليه، في الاختبارات الأخيرة نجح سلاح الجو نجاحاً كبيراً، وأنا متأكد أن سلاح الجو مستعد لإكمال المهمة التي ألقتها الدولة والشعب عليه، برغبة عميقة ومسئولية كبيرة، سنكون مستعدون للدفاع عما نحن مطالبون بالدفاع عنه، وتلبية أي مهمة تلقى علينا، فروح القتال وحب الوطن هي عنوان سلاح الجو، سنحافظ على أمن دولتنا في الجو وسننتصر على أي عدو».
كما وجه قائد لواء المظليين، أحد وحدات الصفوة في الجيش الإسرائيلي، رسالة إلى جنود وقادة اللواء في 21 مايو 1967، كتب عليها «داخلي – ليس للنشر»، وجاء فيها «المصريون طردوا جنود الأمم المتحدة من على حدودهم، وأدخلوا قواتهم إلى وسط سيناء، ويمثلون تهديداً على الدولة، وقد اتخذ جيش الدفاع تدابير من شأنها وقف هذا التهديد، ومن بينها وضع اللواء تحت أي مهمة تطلب منه».
تبرير العدوان
انتهت حملة التحريض وبدأ العدوان، صباح الخامس من يونيو 1967، حيث أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي عن وقوع المعارك في وثيقة جاء فيها «متحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي يعلن: منذ ساعات الصباح تجري في الجبهة الجنوبية معارك شديدة بين قوات جوية ومدرعات مصرية حاولت دخول إسرائيل، وبين قواتنا التي خرجت لمواجهتهم»، وفي أسفل الورقة كتبت الجهات التي تم توزيع التصريح عليها ومنها «صوت إسرائيل»، «معاريف»، «متحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية» و «إذاعة الجيش الإسرائيلي».
ثم وجه وزير الدفاع آنذاك «موشي ديان»، رسالة إلى جنود الجيش الإسرائيلي قال فيها: «طائراتنا تخوض معارك شديدة مع طائرات العدو، وقواتنا البرية خرجت لإسكات المدفعية التي تقصف مستوطناتنا المقابلة لقطاع غزة بنيران كثيفة، وللاشتباك مع قوات المدرعات المصرية».
وأضاف «ديان»: «الجنرال المصري مرتجى، قائد القوات العربية في سيناء توجه لجنوده قائلاً إن عيون العالم كله تتجه إليهم لترى وتشاهد نتائج الحرب المقدسة، وطالبهم بالاحتلال بقوة السلاح واستعادة أرض فلسطين المسلوبة».
الغريب أن «ديان» أعلن لجنوده في رسالته أنه لا يوجد نية لاحتلال أي أهداف: «لا يوجد لدينا أي أهداف للاحتلال، ولكننا نُفشل محاولة الجيوش العربية احتلال أرضنا، ووقف الهجمات القائمة علينا»، وانتهت الحرب باحتلال سيناء والجولان الذي لا يزال محتلاً حتى الآن، بالإضافة إلى القدس وباقي الأراضي الفلسطينية.
ومضى «ديان» في تعبئة جنوده قائلاً «المصريون جندوا لمساعدتهم وأصبح تحت قيادتهم القوات السورية، الأردنية، والعراقية، وانضم إليهم أيضاً وحدات عسكرية من الكويت والجزائر، هم أكثر مننا، ولكننا سنتغلب عليهم، نحن شعب صغير ولكن شجاع، يحارب للدفاع عن حياته وأرضه»، وأنهى رسالته قائلاً «جنود جيش الدفاع أملنا وأمننا متعلق بكم اليوم».
وبعد كلمة «ديان» توالت البيانات الإسرائيلية، ومنها «بيان عسكري رقم 1» عن لواء الجنوب الإسرائيلي، جاء فيه «على مدار 11 سنة، قوى فيها حاكم مصر قدرة جيشه في أكثر من جانب، في إعلان واضح عن استعداداته للقضاء على دولة إسرائيل، حيث إنه بعد الوحدة السورية المصرية والاتفاق الأردني المصري، وصلت القوة العربية المتأهبة ضد إسرائيل إلى ذروتها، كما ركز ناصر معظم قواته في سيناء، وطرد قوات الأمم المتحدة من على حدودنا، وأغلق مضايق تيران في طريق إيلات، في انتهاك للقوانين و الالتزامات الدولية».
وأضاف «إن حقوقنا لم تمنح لنا على أيدي أصدقاء، كل ما نجحنا في إنجازه أتى عبر نضالاتنا لبناء استقلالنا وسيادتنا، إن حربنا مع مصر لم تنته مع حرب الاستقلال، ولكنها مستمرة بطرق أخرى عن طريق التخريب وزرع الألغام والتحريض، قبل 11 سنة هزم جيش الدفاع العدو المصري واحتل كل سيناء، ولكن الدرس المر لهذه الهزيمة نسي من ذاكرة الديكتاتور المصري، واليوم، وبعد أن بدأ العدو حرباً جديدة، عن طريق قصف مستوطناتنا على حدود قطاع غزة، أعطينا الأوامر مرة أخرى لقواتنا للرد بحرب جديدة»، وعن الأوضاع على الأرض قال البيان الذي وقعه «يشعياهو جبيش» قائد لواء الجنوب «طائراتنا حلقت اليوم فوق سيناء، وأصابت ودمرت طائرات العدو وممراتها، وهاجمت وحدات جيش الدفاع الإسرائيلي مراكز القوة المصرية في سيناء وعلى حدود القطاع، جنود الجنوب .. إلى الأمام، إلى المعركة و النصر».
وفي أحد القواعد الجوية الإسرائيلية، صدرت «نشرة خاصة» بعنوان «الإقلاع»، مكتوبة بخط اليد يوم 5 يونيو 1967، على ورقة حمراء، كان عنوانها «في لقاء خاص مع قائد القاعدة.. قواتنا بدأت الاشتباك مع العدو منذ الصباح»، وجاء في الورقة التي تم توزيعها على جنود القاعدة الإسرائيلية «معارك جوية توقع خسائر كبيرة للعدو، إسقاط وتدمير حوالي 70 طائرة ميج
21 على الأرض، وعشرات من طائرات الميج 17، بالإضافة إلى عشرات أيضاً من الطائرات الأخرى، ليبلغ إجمالي الطائرات المدمرة للعدو 150 طائرة».
أضافت الورقة «قواتنا المدرعة تشتبك مع العدو وتتقدم داخل الأراضي المصرية، وحتى الساعة 12 احتلت قوات جيش الدفاع الإسرائيلي مدن خان يونس ورفح».
الهدف كسر «ناصر»
وقت الخروج للحرب، وجه العميد «إبراهام يافي» قائد الكتيبة 31 الإسرائيلية، رسالة لجنوده، بهدف تعبئتهم، والادعاء أن مصر هي التي بدأت الحرب، وجاء فيها «بعد الاستعدادات المستمرة والمتواصلة للديكتاتور المصري، بمساعدة فعلية من دول مختلفة وعلى رأسها روسيا السوفيتية، بدأ الديكتاتور حرباً شاملة على دولة إسرائيل، حيث ركز الجيش في سيناء، أغلق مضايق تيران، ونظم الدول المجاورة في اتفاقية عسكرية وسياسية تعطيه إحساس أنه قد حانت اللحظة التي يبدأ فيها»، وأضاف قائد الكتيبة في إشارة إلى «ناصر» أنه «يوجد بعض الخطأ في تقديره ومخيلته».
وذكًّر «إبراهام يافي» جنوده بـ«الحماس الذي سار في كل الدولة للتجنيد للدفاع عنها، والهجوم على الجيوش العربية وإبادتها ولذلك، فنحن نخرج اليوم لنكسر هذا النظام المتبجح في أرض النيل، كما فعلنا في 1948، و في عملية قادش سنة 1956،
ولن تكون هناك قوة تقف أمام رغبة شعبنا العتيق، الذي يريد أن يحيا حياة حرة في أرض آبائه، في وطنه التاريخي ودولته الصغيرة».
ومضي «إبراهام» في رسالته لتحميس جنوده قائلاً «أنا متأكد أن كل واحد منكم على وعي تام، بأننا لن نعود لبيوتنا حتى نقضي على التهديد الدائم على الدولة، ونثبت لكل شعوب العالم أننا لن نخضع لإملاءات أي أحد، سنكون مستعدون دائماً للقتال في كل ساعة وفي كل مكان، كلنا جنود في الجبهة وكل أعزائنا من ورائنا، حتى نكمل المهمة .. كونوا أقوياء، شجعان، مهاجمون، كونوا مباركين».
وعلى الأرض كان هناك من يدعو لاحتلال القدس؛ حيث أرسلت قيادة العمليات برقية إلى قائد لواء المركز حملت رقم 06070945، تدعو لاحتلال القدس، كان نصها «يجب احتلال المدينة القديمة، الدخول بداخلها أفضل من حصارها، مطلوب تفعيل المدفعية مع مساعدة جوية لمهاجمة أهداف وسط المدينة القديمة، ماعدا المسجد الأقصى و مسجد عمر وكنيسة القيامة، يراعى عدم إصابتهم».
سقطت القدس، وتوالت انكسارات النكسة، حين أرسل قائد لواء الجنوب في الجيش الإسرائيلي «يشعياهو جبيش»، برقية إلى رئيس أركان الجيش آنذاك «إسحاق رابين»، كان نصها «يمكن الإعلان الآن أن كل قواتنا على شواطئ قناة السويس والبحر الأحمر، شبه جزيرة سيناء في أيدينا، تحياتي لك و لجيش الدفاع الإسرائيلي».
«الجولان في أيدينا»
وفي آخر أيام الحرب، 10 يونيو 1967، صدر بيان عن لواء الشمال الإسرائيلي بعنوان «الهضبة السورية في أيدينا»، ووجه قائد اللواء حديثه إلى القادة والجنود، قائلاً «المهمة أنجزت كاملة»، وجاء في البيان «اليوم، يوم السبت، 10 يونيو 1967، انتهت حربنا ضد الجيوش العدوة الثلاثة، وبالنسبة لنا مقاتلي لواء الشمال، فقد انتهت الحرب بانتصار تام على العدو السوري، الذي وقف على رأس المحرضين على حرب ضدنا على مدار سنوات، الهضبة السورية في أيدينا، بعد معركة قوية وقصيرة، لم يستطع فيها الجيش السوري حتى قصف مستوطناتنا».
وأضاف البيان «الجيش السوري هزم وهرب بسبب قوة ومبادرة مقاتلينا، شكرنا واحترامنا لكم مقاتلو لواء الشمال في يوم الانتصار العظيم»، ووجه قائد لواء الشمال حديثه إلى المستوطنين قائلاً «أصدقائنا المدافعون عن المستوطنات في الجليل الأعلى وغور الأردن على مدار سنوات كثيرة، وقفتم فيها موقف محترم جداً، باستعداداتكم للمواصلة وبناء المستوطنات والدفاع عنها تحت نار العدو، اليوم بجهودنا المشتركة تم تحرير الجليل من الخوف والتهديد والخطر».
صحافة إسرائيل في يوم النكسة تحتفل باحتلال سيناء و«تحرير القدس»
أرابيان لايف
في الأزمات، يتحول الإعلام الإسرائيلي بأكمله إلى آلة في يد السلطة العسكرية، لا فرق في ذلك بين يسار ويمين، الكل يخضع في النهاية إلى نفس العقيدة الصهيونية، و يأتمر بأمر نفس القائد العسكري.
هكذا كان المشهد الإعلامي في إسرائيل في النكسة التي تعرف إسرائيلياً بحرب الأيام الستة، حيث خيمت أجواء الحرب على الصحافة الإسرائيلية حتى قبل اندلاعها.
ففي عدد «يديعوت أحرونوت» الصادر في 4 يونيو 1967، أي قبل يوم واحد من الحرب، كان المانشيت الرئيسي «جونسون: ثقوا في وعود الولايات المتحدة»، ونشر خبر رئيسي كبير في صدر الصفحة الأولى كان عنوانه «طائرة مصرية تنقل سلاح مصري للأردن»، و«لواء عراقي يدخل الأردن»، وخبراً آخر في منتصف الصفحة كان عنوانه يقول «فرنسا: سنفرض حصاراً إذا هوجمت إسرائيل».
واندلعت الحرب
اندلعت الحرب في الخامس من يونيو، وكان المانشيت الرئيسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» في هذا اليوم هو «معارك برية وجوية اندلعت جنوب البلاد»، وفي اليسار نشر خبر احتل عنوانه صدر الصفحة الأولى وجاء فيه «ناصر يوفد مساعده إلى جونسون»، وعن الأوضاع الداخلية في إسرائيل والمرتبطة بقرار الحرب، نشر خبر في منتصف الصفحة الأولى كان عنوانه «ارتفاع أسعار البنزين بنسبة 20%»، وفي أعلى يمين الصفحة الأولى نشر خبر عنوانه «مصر: طائرات إسرائيلية تهاجم القاهرة»، وفي وسط الصفحة صورة لقادة إسرائيليين.
وبعد احتلال القدس في ثاني أيام الحرب، 6 يونيو 1967، خرجت الصحف الإسرائيلية يومها مبتهجة بما وصفته بـ«تحرير القدس العتيقة»، وهي الجملة التي كانت المانشيت الرئيسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية في هذا اليوم، وعن نتائج العمليات التي تمت في القدس القديمة كتبت الصحيفة تحت هذا المانشيت «أكثر من 500 مواطن مقدسي أصيبوا في الهجوم»، وتحتها كتبت بخط كبير مانشيت آخر يقول «جيش الدفاع الإسرائيلي احتل غزة»، ونشر خبر في أعلى يمين الصفحة الأولى كان عنوانه «أبو عجيلة احتلت»، كما نشرت صورة كبيرة في نصف الصفحة الأولى السفلي لـ«الحائط الغربي» وكتب فوقها «الحائط الغربي لنا مرة أخرى».
و«الحائط الغربي» هو التسمية اليهودية والإسرائيلية لحائط «البراق»، وهو الحائط الذي يحد الحرم القدسي من ناحية الغرب، وفي نظر الإسرائيليين، فإن الحائط هو آخر أثر متبقي من هيكل سليمان، وهو أقرب نقطة من مكان الهيكل المزعوم يمكن لليهود الصلاة فيها بحسب وجهة النظر اليهودية، التي يعتنقها معظم الحاخامات اليهود، والتي ترى أن دخول الحرم القدسي محظوراً على اليهود منذ خراب الهيكل، والحائط المذكور يشتهر أيضاً باسم «حائط المبكى»، نسبة إلى بكاء اليهود عند الحائط حزناً على خراب هيكل سليمان.
سقوط الضفة وانسحاب المصريين
وعودة إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ففي ثالث أيام الحرب، 7 يونيو 1967، احتل خبر سقوط «رام الله» وانسحاب الجيش المصري صدر الصفحة الأولى، حيث جاء المانشيت ليعلن «رام الله احتلت والمدرعات المصرية تنسحب».
وكتب تحته عنوان يقول «مصر فقدت أمس 200 دبابة، وانتصارات لجيش الدفاع الإسرائيلي في الأردن»، وعنوان آخر تحته جاء فيه «كانت هناك معارك في رام الله وبيت لحم والخليل»، كما نشر خبر في يسار الصفحة احتل عنوانه صدر الصفحة الأولى وكان «إيبان: وقف إطلاق النار متعلق بتعاون واستعدادات الطرف المضاد»، كما نشرت «يديعوت أحرونوت» صورتين كبيرتين إحداهما للمعارك والأخرى لجنود وسيارات عسكرية إسرائيلية في أحد شوارع رام الله.
ثالث أيام الحرب شهد طبعة ثانية لجريدة «يديعوت أحرونوت»، كان المانشيت الرئيسي فيها «جنودنا بجوار الحائط الغربي»، وكتب تحته عنوان آخر يقول «الحاخام الرئيسي لجيش الدفاع الإسرائيلي وصل للمكان مع لفائف التوراة»، وتحته عنوان آخر يقول «المنتصرون بكوا كما الأطفال»، ونشرت صورتين إحداهما لاجتماع لبعض القادة السياسيين الإسرائيليين، والأخرى لبعض القادة العسكريين وكتب فوقها بخط متوسط «صورة تاريخية في المدينة العتيقة يظهر فيها وزير الدفاع وقيادات الجيش»، كما نشر خبر على يمين الصفحة كان عنوانه «جيش الدفاع الإسرائيلي على بعد 15 كيلو متر من الإسماعيلية».
«وقف إطلاق النار في الجبهة الأردنية»، كان المانشيت الرئيسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت»، في رابع أيام الحرب، 8 يونيو، وكتب تحته عنوان يقول «القاهرة تجند دول عربية أخرى لاستمرار الحرب .. والشقيري في دمشق»، كما نشر خبر على يسار الصفحة الأولى احتل عنوانه الذي كتب ببنط كبير صدرها، وكان العنوان «كل الضفة الغربية بما فيها الخليل و طولكرم في أيدينا»، ونشر خبر آخر كان عنوانه «رسالة من كوسيجين لأشكول يهدد فيها بقطع العلاقات»، وفي أسفل الصفحة نشر خبر بعنوان «صمتت المدفعية في الهضبة السورية»، كما تصدر الصفحة صورة كبيرة للحائط الغربي أمامه مجموعة من الجنود الإسرائيليين، كتب فوقها «مجموعة من المقاتلين بجوار الحائط المحرر».
الإسرائيليون على شط القناة
في خامس أيام الحرب، 9 يونيو، كان المانشيت الرئيسي لـ«يديعوت أحرونوت» كالتالي «سوريا أيضاً تتفق على وقف إطلاق النار»، وكتب تحته عنوان يقول «ممثل مصر في الأمم المتحدة استقبل مكالمة تليفونية من القاهرة، أعلن بعدها أن مصر موافقة على وقف إطلاق النار .. ثم انهار في البكاء»، ونشر خبر في صدر الصفحة الأولى كان عنوانه «قائد لواء الجنوب لرئيس هيئة الأركان الإسرائيلي: يمكن الآن الإعلان أن قواتنا على شواطئ القناة»، كما نشر خبر في أسفل الصفحة كان عنوانه «حسين: خسائرنا كانت كبيرة»، و نشرت «يديعوت أحرونوت» في صفحتها الأولى في هذا اليوم 4 صور، منهم صورة لقيادات عسكرية إسرائيلية، وصورة للعلم الإسرائيلي يرفرف فوق أحد مراكز القيادة العربية التي تم احتلالها.
وبعد الحرب بيومين، في 12 يونيو، خرجت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بمانشيت يقول «الشعب يتحد مع تذكر قتلاه»، ونشرت صورة لأسرى مصريون نائمون على الأرض بملابسهم الداخلية و يقف من خلفهم جندي وضابط إسرائيليين، وفي أسفل الصفحة نشر خبر يقول عنوانه «الزعماء العرب يتناقشون في اجتماع قمة طارئ»، كما نشر خبر في أعلى يمين الصفحة الأولى لـ«يديعوت أحرونوت» كان عنوانه «خريطة للمدينة العتيقة ملحق يديعوت أحرونوت».
وفي 15 يونيو، بعد 5 أيام من الحرب، كان المانشيت الرئيسي لـ«يديعوت أحرونوت» يقول «الاتحاد السوفيتي يدعو إسرائيل للاهتمام بمواطني الضفة وإعادة اللاجئين»، ونشر خبر يحصر خسائر الجبهة الأردنية في الحرب كان عنوانه «دمرت تسعة ألوية أردنية»، وفي صدر الصفحة نشرت صورة كبيرة لعدد من الجنود الإسرائيليين في سيناء يقرأون.
إسرائيل تشتكي سوريا في الامم المتحدة بسبب احداث النكسة
إيـلاف
اعلنت اسرائيل اليوم انها ستقدم شكوى ضد سوريا في الامم المتحدة بعد ان اتهمتها باستخدام المتظاهرين في محاولاتها انتهاك ما اسمته "السيادة الاسرائيلية في الحدود الشمالية لها". وذكرت الاذاعة الاسرائيلية اليوم "ان وزير الخارجية الاسرائيلي افيغدور ليبرمان اصدر الليلة الماضية تعليماته الى البعثة الاسرائيلية لدى الامم المتحدة لتقدم هذه الشكوى ضد سوريا".واحيا الفلسطينيون والعرب يوم امس الذكرى الرابعة والاربعين "للنكسة" للتذكير بالحرب التي شنها جيش الاحتلال الاسرائيلي في الخامس من يونيو في عام 1967 على عدة دول عربية اضافته الى اكماله لاحتلال كل فلسطين.
وشهدت مناطق الضفة الغربية ومدينة القدس وقطاع غزة اضافة الى الحدود السورية مع اسرائيل مظاهرات نظمها الفلسطينيون وتصدى لها الجيش الاسرائيلي حيث قتل بالرصاص 23 شخصا في هضبة الجولان اضافة الى جرحه اكثر من 350 اخرين.
في سياق متصل اعلن الجيش الاسرائيلي ان قواته المعززة ستواصل تمركزها في المنطقة الحدودية القريبة من سوريا بالقرب من (مجدل شمس) تحسبا لتجدد المواجهات مرة اخرى كالتي حدثت يوم امس.
وحذر هذا الجيش وفق الاذاعة الاسرائيلية من انه "سيتصدى بالقوة لاي محاولة قد يقوم بها المتظاهرون السوريون لاختراق الحدود مع اسرائيل".
واعرب السكرتير العام للامم المتحدة بان كي مون الليلة الماضية عن بالغ القلق ازاء الاحداث التي وقعت في منطقة (الجولان) السورية المحتلة على الحدود السورية - الاسرائيلية في الذكرى الرابعة والاربعين لحرب 1967 (النكسة) ما ادى الى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
ودعا بان في بيان له اسرائيل وسوريا الى ضبط النفس محذرا في الوقت ذاته من ان "مثل هذه الاحداث من الممكن ان تعرض اتفاقية وقف اطلاق النار التي وقعها البلدان للخطر".
وحث السكرتير العام للامم المتحدة جميع الاطراف على اظهار "اقصى درجات ضبط النفس والتقيد الصارم بالقانون الانساني الدولي لضمان حماية المدنيين" مذكرا السلطات السورية بواجبها تجاه حماية موظفي ومرافقي قوة الامم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك (القوة).
وقال ان (القوة) تسعى الى تأكيد الحقائق والمساعدة على تهدئة استمرار حالة التقلب التي تشهدها المنطقة مدينا كذلك اللجوء الى استخدام العنف وجميع التصرفات والافعال التي تهدف الى اثارته.
وفي النهاية اعرب بان عن الاسف للقتلى الذين راحوا ضحية هذه الاحداث وقدم تعازيه لاسرهم.
كتاب إسرائيلى جديد: حرب الاستنزاف أصابت الجنود بالإحباط والتذمر.. وجولدا مائير فشلت في رفع معنوياتهم.. والقيادات الإسرائيلية لجأت إلى التزييف لإقناع الجنود في الاستمرار بالحرب
موقع تحت المجهر، ارض كنعان
بمناسبة مرور 44 عامًا على نكسة 5 يونيو 1967، أصدر المقدم المتقاعد "أفراهام زار " كتابا تحت عنوان "جنود تحت خط النار"، الذى أكد فيه أن حرب الاستنزاف التى وضع خطتها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، التى شنتها مصر على إسرائيل أصابت الجنود الإسرائيليين بالإحباط الشديد.
وكشف "أفراهام"، الذى عمل ضابطًا فى شعبة القوة البشرية خلال حرب 5 يونيو 1967، وعمل مؤرخا عسكريا أن اليأس بدأ يدب فى صدور الجنود بعدما قامت القوات المصرية بتنفيذ عمليات ضد المواقع الإسرائيلية فى سيناء.
وأضاف "أفراهام" أن الجنود أصبحوا يسألون أنفسهم "لماذا نحارب – لماذا جاءنا إلى سيناء – لماذا قمنا بالسيطرة على هذه المناطق"، موضحا أن مجموعة من الجنود أرسلوا خطابًا إلى رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير أعربوا فيه عن رفضهم الاستمرار فى الخدمة بالجيش إذا لم يتم وقف هجمات المصريين على جبهة القناة، حيث إنهم يتعرضون بشكل يومى لقذائف من المدفعية المصرية.
وأشار "أفراهام" إلى أن جولدا مائير بدأت تتخذ خطوات لرفع معنويات الجنود من خلال زيارتها المتكررة للجبهة وعقد مؤتمرات مع الجنود.
وأوضح "أفراهام" إن مائير تلقت خطابًا آخر بتوقيع طلاب المدارس الثانوية الذين اقتربوا من طلبهم للخدمة بالجيش، أعربوا فيه عن تحفظهم لرفض رئيس الكونجرس الصهيونى "ناحوم جولدمان" طلب الرئيس المصرى الأسبق جمال عبد الناصر لقاءه فى القاهرة.
وأشار إلى أن هذه الخطابات أدت إلى جدل واسع فى إسرائيل، مما أدى على تردد الشباب الإسرائيلى فى الخدمة بالجيش، وهى الفترة التى سبقت حرب أكتوبر 1973.
وكشف "أفراهام" أن جولد مائير اجتمعت بقيادات وألوية الجيش فى 15 يونيو 1970 عن كيفية مواجهة ظاهرة رفض الجنود الخدمة فى الجيش، ووصفته بالخطر الشديد فى حالة استمرارها ونية المصريين شن حرب، رغم استبعادها حدوث ذلك، موضحة أن جيل السبعينيات يبدو أنه جيل سلمى على عكس الجيل الذى حارب فى عام 1948.
وأشار "أفراهام" إلى أن "موتيه جور" قائد القيادة الشمالية اقترح رفع الروح المعنوية للشباب الذى يقبل على التجنيد من خلال الاجتماع بهم والإجابة عن أسئلتهم وتأهيلهم نفسيا قبل التأهيل العسكرى، موضحًا أن الفرق بين حرب 1948 وحرب 1967 هو أن الحرب الأولى كانت لديها أهدافها أما الحرب الثانية فلا يعرف الشباب أسبابها.
وأوضح "أفراهام" أنه كان يتم توجيه شباب المدارس الثانوية الذين كانوا على مشارف التجنيد فى أن الحرب هدفها إقامة دولة إسرائيل العظمى، لذا ينبغى الحفاظ على هذه الدولة ويجب محاربة العرب المغتصبين لأراضى اليهود.
وكشف "أفراهام" أن القيادات العسكرية لجأت إلى نشر الشائعات بأن العرب هم الذين رفضوا السلام مع إسرائيل والدليل رفضهم قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين إلى دولتين عام 1947.
واختتم الكاتب بالقول إن كل المؤشرات كانت تدل على أن المصريين سينتصرون فى حالة دخولهم الحرب، نظرًا لانخفاض معنويات الإسرائيليين، وأن سبب تأخر هزيمة الإسرائيليين هو وفاة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر فى عام 1971.
"حرب الايام السته"
موقع الكنيست الاسرائيلي
حرب خاطفة، شاركت فيها كل من إسرائيل، مصر، سوريا، والأردن، إستمرت من الخامس حتى العاشر من حزيران 1967.
كانت الخلفية للحرب هي : ازدياد التوتر بين إسرائيل والدول العربية بشكل مستمر ابتداء من منتصف الستينات نتيجة لتكاثر عمليات التسلل والتخريب الفلسطينية من داخل مناطق في كل من سوريا, الأردن, قطاع غزة, شبه جزيرة سيناء, والتي تم تنفيذها مع التشجيع الفعال من الدول العربية. وقد رافقت ذلك توترات على خلفية مشاريع لتحويل مصادر المياه في إسرائيل وسوريا وعلى خلفية القصف المدفعي السوري باتجاه المستوطنات اليهودية في سهل الحولة.
وفي السادس من نيسان عام 1967 وقعت حادثة جوية بين إسرائيل وسوريا أسقطت خلالها ست طائرات سورية من طراز ميغ. وقد اشتكت سوريا إلى مصر قائلة لأنها لم تتسارع إلى مساندة حليفتها, بناء على اتفاقية الدفاع التي وقعت بين الدولتين في تشرين الثاني عام 1966. وأعلنت مصر أنها لن تتحمل عملية إسرائيلية أخرى ضد سوريا. وقد وضع الجيش المصري على أهبة الاستنفار, حيث وضعت تحشدات هائلة من الدبابات وقوات المشاة في سيناء بالقرب من الحدود الإسرائيلية.
وقد قام حلفاء مصر السوفييت بتشجيعها على هذه الاستعدادات . وحذروها كذلك وكأنها توجد تحشدات للجيس الإسرائيلي, والاستعدادات ضد سوؤيا : ونفى هذه الأنباء مراقبو هيئة الأمم المتحدة.
اعتبر الروس والعرب التصريحات التي أدلى بها زعماء إسرائيليون في منتصف شهر أيار على أنها تهديدات موجهة لسوريا. وفي السادس عشر من أيار طالبت مصر سحب قوة الطوارىء التابعة للأمم المتحدة حالا من مواقعها على امتداد الحدود المصرية الإسرائيلية ومن مضايق تيران.
وفي الثامن عشر من أيار طالبت مصر سحب قوات هيئة الأمم المتحدة من جميع أراضيها. وقد استجاب الامين العام للأمم المتحدة أوتانت فورا لهذه المطالب. وفي الحادي والعشرين و في الثاني والعشرين من أيار فرض الريس المصري جمال عبد الناصر الحصار على خليج العقبة بواسطة إغلاق مضايق تيران مانعا مرور السفن إلى إيلات ومنها, وهذا على الرغم من أنه منذ عام 1957 كان الخليج مفتوحا أمام الملاحة الإسرائيلية تحت إشراف قوة الطوارئ التابعة للولايات المتحدة. وقد صرحت إسرائيل مرارا وتكرارا بأنها تعتبر مثل هذا الحصار "كاسوس بيلي" - سببا لإشعال نار الحرب.
وقد أعلنت الولايات المتحدة ودول بحرية أخرى قائلة بأن مضايق تيران هي بمثابة ممر مياه دولي, يجب أن يكون مفتوحا أمام مرور حر وآمن لسفن جميع الدول التي تبحر في المنطقة بنوايا حسنة. ولكن سرعان ما اتضح أن الدول البحرية ليست مستعدة لاتخاذ الإجراءات الفعلية من أجل إرغام ناصر على تغيير قراره. وقد صرحت مصر بأنها تعتبر أي محاولة لاقتحام إعلانا للحرب.
وجه ناصر, الدعوة إلى إسرائيل متعمدا التحرش فيها لشن الحرب ضده, مصرحا بأن مصر قوية وقادرة على الانتصار فيها, كما أسمع تصريحات بشأن إبادة إسرائيل كما أسمع زعماء دول عربية آخرون خطابات حربية. وفي أعقاب توقيع اتفاقية الدفاع المصرية - السورية في تشرين الثاني عام 1966, وقعت مصر على اتفاقية دفاع مشترك مشابهة مع الأردن في الثلاثين من أيار ومع العراق في الرابع من حزيران. وفي الوقت نقسه ازدادات الإمدادات العسكرية السوفييتية إلى الدول العربية.
سير الحرب: في ساعات الصباح الباكر من يوم الخامس من حزيران وجهت إسرائيل ضربة قاصمة لسلاح الجو المصري, حيث قامت طائرات سلاح الجو بالإغارة على جميع المطارات العسكرية في مصر وسيناء وشلت في الواقع سلاح الجو المصري عن العمل, مدمرة مئات من الطائرات على سطح الأرض.
وفي نفس الصباح ,بعد أن بدأت قوات أردنية بقصف مدفعي وغارات جوية, من وراء خطوط الهدنة مع إسرائيل, حذرت إسرائيل الملك حسين من الدخول إلى دائرة القتال, لكنه لم يأبه بالتحذير وهاجم الجيش الأردني واحتل مقر الأمم المتحدة ( قصر المندوب السامي البريطاني سابقا) جنوبي القدس.
قام سلاح الجو الإسرائيلي الاَن بعملية ضد سلاح الجو الأردني أيضا. وفي الوقت نفسه , استمرت سوريا بقصف البلدات الإسرائيلية وفي اليوم ذاته هاجم سلاح الجو الإسرائيلي مطارات سورية مدمرا أغلبية سلاح الجو السوري. لقد خسرت الدول العربية في 16 ساعة من ساعات القتال الأولى ما يزيد عن 400 طائرة, مقابل 19 طائرة إسرائيلية تم إسقاطها في الجو. وقد تمكنت إسرائيل في يوم القتال الأول من إحراز تفوق جوي تام, لكنها عتمت على المعلومات تعتيما تاما.
وفي أثناء ذلك بدأ جيش الدفاع الإسرائيلي بالتقدم إلى داخل شبه الجزيرة سيناء, باتجاه رفح والعريش في الشمال, أبو عجيلة وبير جفجفة في المركز, والقصيمة في الجنوب. وقد دارت معركة واسعة النطاق داخل وحول تحصينات أبو عجيلة, حيث قامت قوة كبيرة مستركة من المظليين (الذين تم إنزالهم خلف مواقع الطليعة المصرية) وسلاح المشاة وسلاح الهندسة والدبابات , مع التغطية الجوية, قامت باحتلال أبو عجيلة. وفي الليلة ما بين الخامس والسادس من حزيران دارت معركة مريرة على مشارف غزة. لقد تقدمات الدبابات الإسرائيلية إلى الأمام بلا توقف ,.يساندها سلاح الجو وفي عشية السادس من حزيران تحول الانسحاب المصري إلى هزيمة, في السادس من حزيران احتلت القوات الإسرائيلية من جهة البحر شرم الشيخ - وهو الموقع المصري الذي نفذ منه المصريون الحصار على مضايق تيران, وقد هبط المظليون في المكان من دون أي معارضة.
وبالإضافة إلى الهجمات على سلاح الجو الأردني أسرع جيش الدفاع الإسرائيلي بإرسال الإمدادات إلى القدس, والتي سبق لها في الخامس من حزيران من إعادة احتلال مقر الأمم المتحدة والاتصال بالموقع المعزول على جبل سكوبس شمالي المدينة, والذي كان منذ 1949 جيبا إسرائيليا وراء الخطوط الأردنية, احتراما للأماكن المقدسة فقد أصدرت أوامر مشددة بمحاولة تقليل الدمار المادي في البلدة القديمة. وقد تمكنت إسرائيل بعد 36 من المعارك المكثفة من قطع جميع الطرق المؤدية إلى البلدة القديمة وإلى شرقي القدس وقد أنهت احتلال القدس القديمة في السابع من حزيران. لقد دارت معارك عنيفة في منطقة جنين وشمال السامرة, وداخل قلقيلية وحولها, والتي قصفت منها المدفعية طويلة المدى مدينة تل أبيب.
في نهاية يوم المعارك الثالث استكملت القوات الإسرائيلية احتلال شبه جزيرة سيناء حتى قناة السويس واحتلال معظم الضفة الغربية. وعندما وجه مجلس الأمن للأمم المتحدة, بعد عدة أيام من المفاوضات دعوته إلى وقف إطلاق النار كانت إسرائيل أول دولة استجابت له. وفي الثامن من حزيران انضمت لبنان رسميا إلى الحرب, ولكن, ما عدا إرسال طائرة واحدة أو طائرتين, لم تشارك بصورة عملية في المعارك. إستمرت سوريا في قصف البلدات الإسرائيلية وقامت بمحاولة فاشلة أيضا لاحتلال كيبوتس دان. وبعد أن رفضت سوريا الموافقة على وقف إطلاق النار, ركز جيش الدفاع الإسرائيلي قوات كثيرة في المنطقة وبدأ بمهاجمة المواقع السورية في المرتفعات الجبلية باتجاه هضبة الجولان.
وفي غضون 20 ساعة من القتال العنيف تم فتح ثغرة في الطرف الشمالي من خط البقاع السوري بالقرب من كيبوتس دان, واحتل جيش الدفاع الإسرائيلي قطاعا واسعا من هضبة الجولان بما يشتمل على مدينة القنطرة, وذلك قبل دخول وقف إطلاق النار حيزالتنفيذ في الحدود السورية أيضا, يوم السبت, العاشر من حزيران.
وقد تم خلال الحرب, والتي انتهت بانتصار إسرائيلي ساحق, تدمير ما يزيد عن 400 طائرة عربية - 60 منها في الجو, وأكثر من 500 دبابة مصرية دمرت أو غنمت. حوالي - 70% من العتاد الثقيل في مصر وسوريا والأردن, بقيمة أكثر من مليار دولار, تعطل عن العمل. قتل أكثر من 15,000 مصري و -5,600 أسروا.
كانت مجمل خسائر الأردن, حسب أقوال الملك حسين, حوالي 6,000 قتيل (هناك تقديرات أخرى تتحدث عن عدد أقل بكثير), وتكبدت سوريا 1,000 ضحية. وقد قتل أكثر من 700 إسرائيلي وجرح 2,500.
ولقد مكنت الحرب إسرائيل من السيطرة على مناطق تبلغ ثلاثة أضعاف مساحتها قبل 1967, مع سكان عرب يبلغ عددهم مليون نسمة تقريبا (بالإضافة إلى 300,000 مواطن عرب في إسرائيل).


رد مع اقتباس