النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 341

  1. #1

    اقلام واراء حماس 341

    اقلام واراء حماس 341
    21/5/2013
    مختارات من اعلام حماس

    تحدي سيناء
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسام الدجني
    المصالحة الفلسطينية على قارعة الزمن
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
    هي معركة الشرعية بلا شك
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. إبراهيم حمّامي
    سيناء هي المخطوفة
    فلسطين الآن ،،، فهمي هويدي
    هذا بيان للناس
    فلسطين الآن ،،، صلاح سلطان
    الثورات العربية منعطف استراتيجي له ما بعده
    فلسطين أون لاين ،،، خالد وليد محمود
    كفوا سهامكم عن غزة
    فلسطين أون لاين ،،، إياد القرا
    حتى تنجح المصالحة
    فلسطين أون لاين ،،، د. حسن أبو حشيش


    تحدي سيناء
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسام الدجني
    الأمن القومي المصري يبدأ من البوابة الشرقية لمصر، ويتجاوز سيناء ليصل إلى فلسطين، وخصوصية سيناء بالنسبة للمصريين يجب أن ندركها نحن الفلسطينيين، فمعظم الغزوات التي استهدفت مصر انطلقت من الشرق (من شبه جزيرة سيناء)، ‘ويشير جمال حمدان إلى ظاهرةٍ مهمة في جغرافية وتاريخ مصر منذ القدم وحتى الآن، وهى أن الدلتا في الحقيقة مفتوحة ومكشوفة من الشرق، ولذلك فإن السيناريو المفضل لمعظم غزاة مصر، عبر العصور، هو اختراق سريع لسيناء يؤدي إلى الوصول إلى الدلتا، وتهديد حقيقي للأمن المصري في عقر الدار. ولذلك يصف حمدان طريق سيناء، لا سيما طريق الشمال طريق الفرما، بأنه طريق الغزاة لكثرة ما عبره من جيوش’.
    وحديث حمدان يدعونا للتأمل في ما يجري من أحداث متلاحقة في محافظة شمال سيناء بعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، فمن حادثة قتل الجنود المصريين في رمضان الفائت، إلى حوادث اقتحام مقرات الشرطة وحرس الحدود والقوات المسلحة، وعمليات إطلاق النار على السيارات العسكرية التابعة للجيش المصري، وصولاً لحوادث خطف الجنود المصريين، وآخرها حادثة خطف الجنود السبعة قبل أيام. ما يجري في سيناء يستهدف بشكل مباشر الجيش المصري، ولذلك يجب التأمل جيداً والربط بين ما يجري في منطقة سيناء من استهداف للجيش المصري، وما جرى مع الجيش النظامي العراقي بعد حرب الخليج، وما يجري اليوم مع الجيش العربي السوري، وبالمناسبة الجيوش العربية الثلاثة من أقوى الجيوش في المنطقة، ولذلك فالهدف هو تحطيم وضرب الروح المعنوية للجيش المصري وللجندي المصري، على وجه الخصوص. والكل يقول: من يقف وراء الانفلات الأمني في سيناء؟ ولماذا سيناء؟ وما هي سبل الخروج من عنق الزجاجة؟
    من أسهل الحروب وأقلها تكلفة هي الحروب بالوكالة، وهي عبارة عن حرب تستخدم فيها الدول بعض المرتزقة لتنفيذ أجندتها ضد الدولة المستهدفة، وقد يتم التجنيد لشخصية دينية أو إعلامية أو سياسية أو اقتصادية بارزة، صنعتها أجهزة مخابرات الدولة وتقدم لها المال والسلاح والمشورة، ويقع على عاتقها تشكيل مجموعات لتنفيذ ما يطلب منها من مهام، وفي سيناء نحن مع ظاهرة لبعض الجماعات المتشددة، التي لا يعرف احد عن قيادتها أو تمويلها، وتضم مجموعة من الشباب المضلل، وهؤلاء ينفذون أوامر عسكرية، ويظنون أنهم بها يتقربون من الله. ولو بحثنا لماذا سيناء سنعلم أن إسرائيل صاحبة المصلحة الكبرى فيما يجري بسيناء، للأسباب التالية:
    1- قرب سيناء من قطاع غزة، فإسرائيل تعمل على استثمار حالة الإعلام المصري المجند ضد قطاع غزة وضد الأنفاق، وبذلك تحقق إسرائيل هدف وقف تهريب السلاح للمقاومة، ويسبب ذلك احراجاً للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين.
    2 وجود اتفاقية كامب ديفيد، التي تحدد بنودها عدد القوات المصرية والمعدات التي تدخل المنطقة، وإبقاءها ضعيفة مع ربط البقاء بالعمل بالاتفاقية، بالمساعدات والمنح الأمريكية والغربية لمصر.
    3- من أكثر الحدود استقراراً وأمناً ما قبل ثورة يناير المجيدة هي الحدود المصرية الإسرائيلية، وعليه عملت إسرائيل على بناء مطاراتها ومصانعها وقواعدها ومفاعلها النووي بالقرب من الحدود المصرية الإسرائيلية، وربما تعمل إسرائيل على خلق ذرائع لإعادة احتلالها حماية لعمقها الاستراتيجي.
    4- نتيجة لتهميش سيناء من قبل النظام السابق، ساهم اليأس والبطالة والفقر بشكل كبير في توفير أرضية مهمة لوجود انفلات وعنف، وربما سهل المهمة على إسرائيل لاستثمار الحالة الاجتماعية والأمنية المتردية.
    إن الخروج من عنق الزجاجة وإعادة استقرار سيناء يتطلب ثلاثة قرارات جريئة من الدولة المصرية على النحو التالي:
    1- الإسراع في تنفيذ مشاريع التنمية في سيناء، وفتح حوار مجتمعي مع قبائل وشيوخ سيناء ومع الجماعات الجهادية فيها.
    2- التوافق مع الفلسطينيين على إقامة منطقة تجارية حرة في منطقة الحدود بين رفح الفلسطينية ورفح المصرية، والبدء الفوري وبالتوافق مع الحكومة الفلسطينية على إغلاق الأنفاق الواصلة بين غزة ومصر.
    3- مطالبة إسرائيل بفتح اتفاقية كامب ديفيد من جديد، والعمل الفوري على ضبط الحالة الأمنية بها، وهذا مرتبط بالحالة السياسية والاقتصادية والاجتماعية.



    المصالحة الفلسطينية على قارعة الزمن
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. فايز أبو شمالة
    لم يهتم الشعب الفلسطيني كثيراً بلقاء القاهرة الأخير، ولم ينتبه للاتفاق الذي ينص على أن تكون اجتماعات فتح وحماس في حالة انعقاد دائم، وحتى تشكيل حكومة الوفاق الوطني، ولم يدقق معظم الناس في الجدول الزمني الذي يحمل كثيراً من المعاني والدلالات، ومنها:
    1ـ دعوة لجنة إعداد قانون انتخابات المجلس الوطني خلال أسبوع من تاريخه، لتقديم الصيغة النهائية المتفق عليها إلى اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، لإقرارها خلال أسبوع.
    2ـ بعد أسبوع من إقرار اللجنة التنفيذية لقانون الانتخابات، سيصدر رئيس اللجنة التنفيذية مرسوماً بتشكيل لجنة انتخابات المجلس الوطني.
    النقطتان السابقتان جاءتا لصالح حركة حماس، فقد نجحت في تحقيق اختراق في موقف السلطة التي كانت تصر على أن المصالحة تقتصر على تشكيل حكومة تشرف على اجراء انتخابات مجلس تشريعي وانتخابات رئاسية فقط.
    أما النقاط التالية فقد جاءت لصالح حركة فتح، وهي كالتالي:
    1ـ اتفق الطرفان على التشاور لتشكيل حكومة الوفاق الوطني برئاسة أبو مازن بعد شهر من تاريخه، على أن يتم الانتهاء من تشكليها خلال ثلاثة أشهر من تاريخه.
    وهنا يجوز القول أن لدى السيد محمود عباس فترة أربعة أشهر من التشاور حتى الانتهاء من تشكيل الحكومة، أربعة شهر يحتاج إليها محمود عباس كي يعرف رأسه من قدميه فيما يرتب له وزير الخارجية الأمريكية، وما ستسفر عنه لقاءات "جون كري" وزيارته المكوكية، وفي تقديري أن هذه المدة جاءت لصالح عباس، وهو بحاجة إليها للضغط.
    2ـ اتفق الطرفان على أن يصدر السيد عباس بعد ثلاثة أشهر من تاريخه مرسوم تشكيل حكومة الوفاق الوطني، ومرسوما لتحديد موعد إجراء الانتخابات.
    غير واضح في هذه الصياغة، هل المقصود هو ثلاثة أشهر جديدة، خلافاً للثلاثة السابقة، ولو كان كذلك، فمعنى ذلك أننا أمام سبعة أشهر، حتى يحين تشكيل حكومة الوفاق الوطني، سبعة أشهر يحتاج إليها السيد عباس، حتى يصل إلى عام 2014، وهنا سيحدث الزمن تأثيره بالسلب أو الإيجاب على مجمل السياسية الفلسطينية.
    لقد برز في الاتفاق بين فتح وحماس نقطة واحدة، تعادل فيها الطرفان، وتقول:
    3ـ اتفق الطرفان على أن يقوم السيد عباس بدعوة المجلس التشريعي للانعقاد بعد اسبوعين من أداء الحكومة القسم أمام الرئيس.
    فدعوة المجلس التشريعي للانعقاد جاءت لصالح حركة حماس التي لم تكل من الطلب بعودة الحياة البرلمانية، ولكن أداء الحكومة اليمين أمام الرئيس جاءت لصالح فتح التي أصرت على تعطيل عمل المجلس التشريعي.
    ملخص الاتفاق بين الطرفين يقول: على الجميع أن ينتظر، فأمام السيد عباس سبعة أشهر من الزمان الفلسطيني المفتوح على الاحتمالات، فإما أن يصير إلى استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين، ووقتها، لا داعي للمصالحة، ولا قيمة لها من وجهة نظر المفاوض، وإما أن تغلق الأبواب على المفاوضات، لتفرض المصلحة الفلسطينية العليا نفسها على الجميع، وتصير المصالحة تحصيل حاصل، ولاسيما بعد أن يفرز الواقع الجديد شخصياته القيادية الجديدة، والتي ستعبر عن مواقف وتطلعات ورؤى سياسية تغاير ما تربع على العرش لعشرات السنين.



    هي معركة الشرعية بلا شك
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، د. إبراهيم حمّامي
    شهد ختام مؤتمر فلسطينيي أوروبا الحادي عشر بمدينة بروكسل عاصمة بلجيكا والاتحاد الأوروبي تطوراً دراماتيكياً غير متوقع، حيث أعلن المنظمون وبشكل واضح لا لبس فيه أن محمود عباس ومنظمته وسلطته وسفارته تآمروا لافشال المؤتمر، وحرضوا واتصلوا وفعلوا المستحيل لهذا الغرض، ووصل الأمر لتسمية محمود عباس وعاملته في بروكسل ليلى شهيد كمسؤولين مباشرين عن ذلك.
    قبل ذلك وفي سياق المؤتمر وفي كلمة البروفيسور سلمان أبو ستة المرجعية العالمية في قضايا اللاجئين وحق العودة، وجه ذات الاتهامات والمسؤولية، بعد استماتة عباس وأتباعه في محاولات إفشال لقاء سابق الاربعاء الماضي 15/05/2013 وفي ذكرى النكبة في البرلمان الأوروبي الذي استطاعت مؤسسة نشطة هي مجلس العلاقات الأوروبية الفلسطينية تنظيمه لأول مرة في التاريخ وبمشاركة عشرات البرلمانيين الأوروبيين تأييداً للقضية الفلسطينية.
    إحياء ذكرى النكبة ولأول مرة في داخل البرلمان الأوروبي يبدو أنه أساء وأغضب سلطات الاحتلال، فقامت بتوجيه أتباعهم في سلطة رام الله لمحاولة إفشال النشاط، وبحسب ما وصلني من معلومات خاصة، فقد اتصلت عاملة عباس في بروكسل ليلى شهيد وموظفيها بالنواب الاوروبيين نائباً نائباً لتحرضهم على عدم المشاركة – نعم لهذا الحد وصلت الأمور، وهو ما حدا بمدير مركز العودة الفلسطيني ماجد الزير ليقول: "أنهم أصبحوا يعانون من السفارات الفلسطينية في أوروبا أكثر من الصهيوني"، مؤكداً أن "ما يحدث في السفارات الفلسطينية عار على كل فلسطيني ، موجها رسالته إلى عباس قائلا " احمينا من رجالك " حسب وصفه.
    للأمانة فإن القائمين على مؤتمر فلسطينيي أوروبا السنوي والذي تحول لأكبر تجمع فلسطيني حول العالم على الاطلاق، في وقت يعجز مؤيدو تيار الاستسلام والخيانة في حشد عشرات الاشخاص في أي مكان حتى ولو للاحتفال بذكرى انطلاقة أو رحيل رمز، نقول أنه وللأمانة حرص المنظمون على مشاركة جميع فئات الشعب الفلسطيني، وعبر السنوات شاركت قيادات يسارية وفتحاوية، كانت المرأة دائمة الحضور وكذلك أبناء الشعب الفلسطيني من المسيحيين، ومناصري القضية من الغربيين، وبمشاركة "سفراء فلسطين" - إن جاز التعبير – في بعض الأحيان، لينطلق مؤتمر فلسطينيي أوروبا من نجاح لآخر أكبر وبزخم متصاعد من سنة لأخرى، وبحضور الكل الفلسطيني بلا تمييز، رغم كل محاولات البلبلة والتخريب في كل عام، ورغم محاولات وصف المؤتمر وتصنيفه والتعليق عليه من قبل أشخاص معروفون ومنتشرون من فيينا لبرلين للدول الاسكندنافية وغيرها، لا عمل لهم إلا اختلاق الأكاذيب وتحريض الاعلام الغربي ضد هذا النشاط الفلسطيني السنوي الجامع.
    ما يثير الاشمئزاز أن كل قصة نجاح لصالح قضيتنا يتم مواجهتها وبقوة من قبل الزمرة المهيمنة على مفاصل القرار، طبعاً لسبب مفهوم وهو أن النجاح لا يكشف فشلهم فقط لكنه يفضح دورهم في العمل لصالح الاحتلال في كل مؤسسة ومنظمة دولية، والأمثلة على ذلك كثيرة.
    لقد قررت الطغمة المتنفذة اشعال معركة الشرعية المفترضة في الداخل الفلسطيني – كما فعلوا بكل وقاحة وصفاقة مع الزيارات لقطاع غزة والتي كانت آخرها زيارة العلامة الجليل الشيخ القرضاوي – وكذلك في الخارج عبر أوكارهم التجسسية ضد أبناء الشعب الفلسطينية والمسماة سفارت فلسطين زوراً وبهتاناً.
    التقارير التي نشرتها بعض الجهات عن ممارسات بعض "السفارات" سواء من جهة التجسس على الفلسطينيين أو لصالخ استخبارات أجنبية، أو الفساد المالي والأخلاقي، يندى لها الجبين، ولطالما طالبنا وبشكل واضح وصريح بوضع حد لتلك المخازي التي تشوه نضال الشعب الفلسطيني، ولطالما طالبنا بتحقيقات مستقلة ومتابعة وملاحقة ومحاسبة ومعاقبة كل من يسيء.
    إن يقينهم المطلق بأنهم لا يمثلون الشعب الفلسطيني ولا شرعية لهم، إضافة إلى الزخم والدعم والتأييد للتيار المعارض لسياساتهم الاستسلامية والتفريطية بل والخيانية، هو ما يجعلهم في حالة من الهياج والاستشراس والتصرف بشكل غير مدروس يزيد من فضحهم وعزلهم حول العالم.
    المعركة باتت "على المكشوف" وعلى الملأ، ويجب على أبناء الشعب الفلسطيني غير الخاضعين لهيمنة عباس وطغمته أو أجهزة الاستخبارات العربية خاصة في الغرب، عليهم رفع الصوت وبشكل منظم وجماعي لتعرية هؤلاء وسحب أي شرعية مزعومة منهم، وباستخدام كافة الوسائل القانونية المتاحة، وهي كثيرة وكثيرة جداً في أوروبا على سبيل المثال، ولا نبالغ ان قلنا إن "جرجرتهم" في المحاكم هي الأسهل!
    نقول لمشوهي صورة شعبنا، والمتآمرين على نشاطاته ونجاحاته، والمفرطين في حقوقنا وثوابتنا، والخونة المنسقين مع الاحتلال ضد كل شيء في الضفة الغربية المحتلة ازدواجياً من الاحتلال وأذنابه، ولشركاء الاحتلال في المؤسسات والمنظمات الدولية لإجهاض أي مشروع يدين الاحتلال، نقول لهم:
    معركة الشرعية قد بدأت، من يدق الباب سيسمع الجواب، وبالأمس ومن بروكسل جاءت مقدمة هذا الجواب، فانتظروا البقية، التي بالتأكيد لن تسركم، لأن الجواب لن يكون إلا من خلال اسقاط شرعيتكم المزعومة، والعمل على ايجاد قيادة فلسطينية حقيقية منتخبة وممثلة للشعب الفلسطيني، ومن خلال عزلكم تمهيداً لمحاسبتكم ومحاكمتكم على كل جرائمكم، وهي كثيرة.
    والأي



    سيناء هي المخطوفة
    فلسطين الآن ،،، فهمي هويدي
    نحن بإزاء قضيتين وليس قضية واحدة، قضية اختطاف سبعة من الجنود المصريين في سيناء، وقضية اختطاف سيناء ذاتها من مصر. وحين نركز على الأولى دون الثانية فإننا بذلك نوجه اهتمامنا بالعرض وننصرف عن بيت الداء وأصل المرض.
    (1)
    خلال العامين الأخيرين بوجه أخص حفلت سيناء بالحوادث التي بدا الاحتكام إلى السلاح فيها واضحا، كما ظهرت في الأفق مؤشرات الاشتباك مع السلطة وتحديها، ولا أعني أن سيناء كانت ساكنة قبل ذلك، ولكن أعني أن منسوب العنف وتحدي السلطة ارتفع بصورة أوضح بعد الثورة. إذ أزعم أن رياح التمرد ظلت تهب على سيناء طول الوقت بسبب السياسة الأمنية التي حكمت البلاد طوال العقود الأخيرة، والتي تعاملت مع أهالي سيناء باعتبارهم مشتبها بهم. إذ حين وقعت بعض التفجيرات في المناطق السياحية (شرم الشيخ مثلا) فإن مدرسة «التمشيط» في الجهاز الأمني ساقت المئات من أبناء سيناء الأبرياء إلى السجون والمعتقلات، علها تجد الفاعلين بينهم. وهناك عاملتهم بصورة مهينة ووحشية لاستنطاقهم. متجاهلة أن هؤلاء ينتمون إلى قبائل وعشائر لا سلطان للدولة عليهم، الأمر الذي كان له دوره الرئيسي في تنامي مشاعر النقمة على السلطة واختزان مشاعر الثأر والانتقام منها.
    كان العم أمين هويدي وزير الحربية ورئيس المخابرات الأسبق يحتفظ بعلاقات طيبة مع عدد من شيوخ القبائل في سيناء، منذ كان ضابطا في سلاح الحدود. وظلت تلك العلاقات مستمرة معه إلى ما قبل وفاته، رحمه الله، في عام 2009، وكانت له وجهة نظر في التعامل مع سيناء، خلاصتها أنه منذ دخلت الشرطة على الخط وتحولت سيناء إلى حالة أمنية تولاها جهاز أمن الدولة (سابقا)، فسدت علاقة السلطة بالمجتمع السيناوي، حيث رأى الجميع هناك وجها فظا وغليظا للدولة المصرية لم يألفوه، فنفروا منه واشتبكوا معه بطريقتهم، وكان رأيه أن الجيش في سيناء كان حارسا للحدود وودودا مع الناس، أما الشرطة فقد تعاملت معهم باعتبارهم متهمين واستخدمت معهم أساليب القمع. وكانت النتيجة ــ حسب تعبيره ــ أن تراجعت سلطة الدولة التي أصبحت جهازا قمعيا، وتنامت سلطة القبيلة التي أصبحت هي الحامية لأبنائها.
    خلال السنتين الأخيرتين حفل سجل الاشتباك والتمرد بحوادث عدة، توالت على النحو التالي: تم قتل 16 ضابطا وجنديا في رفح ــ هوجم معسكر القوات الدولية لحفظ السلام ــ ثم هجوم آخر على حي الزهور بالشيخ زويد ــ هوجم كمين للجيش في منطقة العوجة أدى إلى إصابة سبعة من الجرحى ــ هوجم مصنع للأسمنت تابع للقوات المسلحة في وسط سيناء ــ استشهد ضابط شرطة وأصيب أحد الجنود في هجوم على قسم شرطة نخل ــ تعرض كمين للجيش للهجوم في مطار العريش ــ وأخيرا تم اختطاف الجنود السبعة بالقرب من العريش.
    (2)
    طوال العقود الأربعة الأخيرة على الأقل التي أصبحت سيناء فيها مجرد حالة أمنية، ظلت تضاريسها الاجتماعية مجهولة لدى السلطة، علما بأن بعض تضاريسها الجغرافية أيضا غير معلومة إلا لأبناء سيناء الذين يحفظون دروبها وهضابها ومخابئها. وبسبب غياب السلطة فإن المعلومات ظلت شحيحة عن حقيقة ما يجري فيها. آية ذلك مثلا أن أنبوب الغاز الموصل لإسرائيل تم تفجيره 14 مرة دون أن تعرف بالضبط الأطراف الفاعلة في تلك العمليات. وكان طبيعيا أن تنمو هناك بؤر التهريب والإجرام، إضافة إلى الجماعات التي توصف بأنها سلفية أو جهادية. وفي حدود علمي فإن الأجهزة المعنية في القاهرة كانت تدرك ذلك إلا أنها لم تكن تعرف شيئا عن الأحجام والأوزان، فضلا عن الأماكن. وقيل لي مثلا إن هناك 16 بؤرة جهادية لكن أحجامها وأماكنها لم تكن معلومة على وجه الدقة.
    بسبب الغموض الذي أحاط بمجمل الأوضاع والخرائط الاجتماعية في سيناء فإن عددا غير قليل من المحللين والسياسيين فضلا عن وسائل الإعلام كانوا يستسهلون الربط بين سيناء وقطاع غزة في خلط بين الجغرافيا والسياسة، حيث ظل الغمز دائما في علاقة حماس بما يجري هناك. لذلك فإن ما يجري في سيناء كان يرد عليه بإغلاق معبر رفح وتشديد حملة تدمير الأنفاق. وهو ما حدث هذه المرة، وتكرر في أغلب المرات السابقة. بل إن بعض التصريحات الرسمية كانت تسارع إلى اتهام حماس بالضلوع في أي حادث يقع في سيناء. كما حدث عقب قتل الـ16 ضابطا وجنديا في العام الماضي. وقد تم اتخاذ الإجراء ذاته بعد خطف الجنود السبعة، إذ أغلق المعبر بقرار إداري، فضلا عن أن مجموعة من جنود الأمن المركزي توجهوا إلى المعبر لإحكام إغلاقه، ورفعوا شعارات معادية لحماس. بالتالي فقد كتب على قطاع غزة وحماس أن يدفعا ثمن الجوار وتدهور الأوضاع في سيناء، ولولا أن كل القرائن دلت على أن حادث الاختطاف الأخير كان شأنا سيناويا خالصا، حتى باعتراف الخاطفين أنفسهم، لما استبعد المحللون والمنابر الإعلامية دور حماس والفلسطينيين في الحادث. وهو ما سجلته تصريحات المتحدث العسكري المصري في 17/5 التي قال فيها إنه لا علاقة لحماس أو غزة بالموضوع.
    (3)
    لا نستطيع أن نفصل الحاصل في سيناء عن مجمل الأجواء المخيمة على مصر. إذ كما أن السياسة الأمنية التي عاشت في ظلها البلاد ألقت بظلالها على علاقة السلطة بالمجتمع في سيناء. فإن حالة الانفلات التي شهدتها مصر بعد الثورة وما استصحبته من جرأة على السلطة وتحد لهيبتها، وإهدار لمؤسساتها إلى جانب الإطاحة بقيم القانون والنظام العام، هذه أيضا كانت لها أصداؤها هناك، بل إنني لا أستبعد أن تكون تلك الأجواء قد شكلت عنصرا مشجعا على رفع منسوب التحدي والاستهانة بالسلطة في سيناء. ذلك أن ما حدث هناك مؤخرا لا يختلف كثيرا عما نراه بصورة شبه يومية في أنحاء مصر (القاهرة والإسكندرية والسويس وبورسعيد مثلا) مع اختلاف بسيط تمثل في أن الذين تعرضوا للاختطاف هم جنود وليسوا مواطنين عاديين.
    في هذا السياق لا بد أن تثير دهشتنا مواقف النخب ووسائل الإعلام المصرية إزاء الحدث الأخير. إذ سارع البعض إلى توظيفه لصالح توجيه الاتهام إلى الرئيس محمد مرسي وتكثيف الهجوم عليه لتعزيز المواقع في الاستقطاب الحاصل. وفي الوقت ذاته فإنهم فسروا الحادث باعتباره جزءا من مؤامرة. حيث تعددت تصريحات الناشطين السياسيين الذين دأبوا على القول بأن الرئيس مرسي هو المسؤول الأول عما جرى، سواء باعتباره قائدا عاما للقوات المسلحة لم يفعل شيئا لحماية الجنود، أو لأنه أصدر عفوا عن بعض المحكوم عليهم في قضايا سياسية. ومنهم أناس اعتبرهم النظام السابق إرهابيين وهؤلاء التحقوا بسيناء وعادوا إلى نشاطهم القديم. ومنهم من قال إن الذين قاموا بعملية الخطف هم من إخوان وعشيرة الرئيس مرسي. وأبرزت إحدى الصحف قولا منسوبا إلى أحد ممثلي القوات المسلحة ذكر فيه أن الرئيس مرسي إما أن يثبت جديته في التعامل مع الحدث وإما أن يستقيل من منصبه.
    الذين تبنوا سيناريو المؤامرة قالوا إن خطف الجنود السبعة في سيناء تم قبل 24 ساعة من مظاهرات الدعوة لإسقاط الرئيس مرسي، وربطوا بين الاثنين، وكأن الخطف تم بترتيب مسبق لصرف الانتباه عن المظاهرات. ومنهم من قال إن الخطف استهدف إحراج الجيش وتشويه صورته، بعد أن تعددت المطالبات في الآونة الأخيرة باستدعائه لتسلم السلطة، بحيث تحول إلى منقذ للبلد، ولذلك جرت محاولة تجريحه وإظهاره بمظهر الضعيف والعاجز عن أداء وظيفته الأساسية.
    الفكرة التي ترددت كثيرا في هذا الصدد أن عملية الخطف بمثابة حيلة للتخلص من الفريق عبد الفتاح السيسي، تستلهم ما فعله الرئيس مرسي في السابق حين وقعت حادثة قتل الـ16 ضابطا وجنديا في رفح، وفي أعقابها أقال الرئيس الفريق طنطاوي وحل المجلس العسكري. وجسدت إحدى الصحف الفكرة في عنوان رئيسي على الصفحة الأولى ذكر أن «الإخوان ينتهزون الفرصة للإطاحة بالسيسي» ــ ونقلت صحيفة أخرى عما وصفته بأنه مصدر عسكري قوله: الجيش لن يسمح بالإطاحة بالسيسي وسيناريو طنطاوي لن يتكرر تحت ذريعة خطف الجنود.
    (4)
    لي أربع ملاحظات على المشهد، هي:
    < أن التجاذب والصراع السياسي الحاصل في مصر لم يسمحا بتوفير رؤية وطنية واضحة للتعامل مع الحدث. بل إن النخب السياسية ومعها المنابر الإعلامية المعارضة وظفوا ما جرى من أجل كسب المعركة السياسية التي يخوضونها. بحيث ما عاد السؤال المطروح هو كيف يحل الإشكال بحيث لا يتكرر ما جرى مرة أخرى، وتستعيد الدولة هيبتها في سيناء؟ ــ بل بدا أن الفكرة التي ظلت مهيمنة طول الوقت هي: كيف يمكن استثمار الحدث في إحراج الرئيس محمد مرسي وإضعاف صورته، بحيث توظف في هدف سحب الشرعية منه وإسقاطه. وهو تحليل إذا صح فإنه يصبح كاشفا عن مدى الخلل الذي تعاني منه البيئة السياسية في مصر.
    < أن فكرة اختطاف سيناء وغياب السيادة المصرية الحقيقية على كامل أراضيها ــ وهي مسألة محورية في الموضوع ــ لم تنل ما تستحقه من الذكر في الجدل الدائر حول الحدث. كأنما شغل الجميع بالتفاصيل الراهنة عن الرؤية الإستراتيجية المتمثلة في تلك الحقيقة الجوهرية التي تجنب كثيرون الخوض فيها. وأغلب الظن أن السكوت على مصدر البلاء وأصل الداء راجع إلى التخوف من إثارة الموضوع الذي لا بد له أن يفتح الأبواب للحديث عن اتفاقية السلام الموقعة مع إسرائيل. وما أسفرت عنه من أوضاع تحتاج إلى مراجعة من نظام ما بعد الثورة المصرية، وربما تصور هؤلاء أن فتح الملف له تداعياته التي يفضلون السكوت عليها ويؤثرون تجاهلها. مع العلم بأنه لا حل لمسألة التعامل الجاد مع الأوضاع المضطربة في سيناء إلا بعودة السيادة المصرية كاملة على أراضيها. ولا سبيل إلى تحقيق ذلك إلا بإعادة النظر في اتفاقية السلام بما يجعلها لصالح الأمن المصري وليس الأمن الإسرائيلي وحده.
    < أننا في اللحظة الراهنة أحوج ما نكون إلى أمرين أساسيين هما: إرادة سياسية شجاعة تتعامل بحزم مع مظاهر العدوان على هيبة الدولة وكرامتها، وتصارح الناس بما يجب فعله إزاء ما يجري وبحقيقة الظروف التي تكبل يد السلطة وتحول دون تمكينها من الدفاع كما يجب عن المصلحة الوطنية العليا. الأمر الثاني يتمثل في حاجتنا إلى معارضة وطنية واعية ومسؤولة ترتفع فوق مراراتها وحساباتها لتعلي من شأن المصلحة الوطنية العليا، منحازة في ذلك إلى فكرة المعارضة البناءة والإيجابية، وليس المعارضة الانقلابية التي يشغلها هاجس واحد يتمثل في إسقاط النظام بأقل الحلول مكانه، حتى إذا تم ذلك بأسلوب غير ديمقراطي.
    < أخيرا فإنني أحذر من التعويل على الحل العسكري والأمني وإهمال الحل السياسي. وأرجو أن نكون قد تعلمنا شيئا من دروس التعويل على الحل الأول وإهمال السياسة في الموضوع، لأنه يخلف مرارات وتارات وضغائن تعقد المشكلة ولا تحلها، رغم أنه يبدو للوهلة الأولى أسهل وأجدى في الحسم. ومشكلة الحل السياسي أنه يتطلب سياسة وحكمة وبعد نظر، وأخشى في ظل الأوضاع الضاغطة الراهنة أن نتغاضى عن كل ذلك، بحيث نتبنى شعار القمع هو الحل. وأرجو أن يظل واضحا في أذهان أصحاب القرار أن آخر الدواء هو الكي. وأخشى في ظل الانفعال والتعبئة التي نشهدها أن نبدأ بما يجب أن ننتهي به.



    هذا بيان للناس
    فلسطين الآن ،،، صلاح سلطان
    في رحلة تاريخية للعلامة الشيخ القرضاوي إلى غزة على رأس وفد رفيع المستوى لعلماء ودعاة في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين من ست عشرة دولة لكسر الحصار ومؤازرة أهلنا في غزة وجمع الكلمة في فلسطين، كانت العريش محطة رئيسية للوفد العالمي للتوقف مع أهل العريش البواسل وشعب سيناء العظيم، في حفاوة بالغة بالشيخ ومرافقيه، ومهرجان معبر كما وكيفا عن أصالة شعبنا في سيناء، ومع البرنامج الذي ضم نخبًا وممثلين من التيارات الإسلامية في الجماعة السلفية و الجماعة الإسلامية والإخوان المسلمين، وعلماء الأمة، وحضور فخامة الرئيس السابق للسودان المشير عبد الرحمن سوار الذهب، يعبر عن تضافر وتعاون كل الإسلاميين في دعم إعمار مصر وتحرير فلسطين، وسار البرنامج على أفضل ما نحب لولا كلمة من الشيخ العالم الأستاذ عبد السلام بسيوني المصري الذي حرمه النظام السابق من دخول مصر 30 عاما، فجاء في كلمته تقريعٌ لحكم العسكر، وقد جاء في سياق العسكر من النظام السابق الذين حكموا مصر بالفساد والاستبداد، ولم يقصد العسكر أو الجيش الآن، كما فهم أحد الحاضرين وقام بصوت عال منددا بالكلمة، وتعامل الكل معه بغاية الرفق، وبين الشيخ الجليل عبد السلام بسيوني ووضح بما لا يدع مجالا للشك أنه يقصد حكم العسكر السابقين، كما هتف الملايين في الميادين بسقوط حكم العسكر، أما جيشنا العظيم في مصر فهو موضع الحب والتقدير في معاركه ضد الصهاينة، وانتصاراته العظيمة في حرب العاشر من رمضان، وحماية الثورة السلمية، ورفضه سحق المتظاهرين السلميين، وإعادة بناء الجيش الآن تدريبا وتسليحا، وقد تقدم في سيناء بآلاته العسكرية في عملية تذكر وتشكر سميت "النسر" لأول مرة منذ سنة 1977م ، ولايزال الجيش يمثل حصانة لمصر والأمة العربية كلها من أي اعتداء خارجي، بل يسهم في استقرار الأمن الداخلي عند الضرورة، ولن ينسى الشعب المصري التأمين والإشراف النزيه على العمليات الانتخابية الحرة التي أفضت إلى مؤسسالت نيابية وشورية ورئاسية نحج فيها أول مرشح مدني في تاريخ مصر المعاصر الدكتور محمد مرسي.
    نحمد الله أن الأمر لم يكون غير سوء فهم، وقد أضافت المنصة في الحال أن القصد هو حكم العسكر السياسيين السابقين، وتركت المنصة إلى الأستاذ المعترض وصافحته في حب وود، ورضي وشكر فما عاد لأحد أن ينفث في الهشيم، أو يثير الأوهام على تقديرنا لجيشنا المصري الآن، خاصة وأن الشيخ بسيوني قد ختم كلمته بدعاء لله بكل التوفيق لجيشنا العظيم، فقطعت جهيزة قول كل خطيب، ودعونا من الأقوال إلى الأعمال لنبني مصرنا ونحرر قدسنا، والله من وراء القصد، وهو عليم بذات الصدور.




    الثورات العربية منعطف استراتيجي له ما بعده
    فلسطين أون لاين ،،، خالد وليد محمود
    قبيل اندلاع الثورات العربية وخلال العقد الأول من هذا القرن كان يحكم سياسات أكثرية الأنظمة في المنطقة العربية انكفاء شبه كامل فيما يخص القضية الفلسطينية وتعاطي استرضائي مع نظام الاحتلال الإسرائيلي كجزء من كسب ود الحليف الأميركي صونًا لاستقرار هذه الأنظمة. كما لم تخفق هذه الأنظمة فقط في دعم نضال الشعب العربي الفلسطيني في أي شكل من الأشكال، بل إنها لم تتعامل مع الصراع من منطلق ما تقتضيه عناصر ومحددات الأمن القومي لكل بلد من البلدان العربية؛ بل على النقيض من ذلك؛ فقد انحازت الأنظمة السياسية إلى إعادة تعريف المصالح الوطنية لبلدانها ومحددات أمنها القومي في إطار جديد يخدم مصالح الأنظمة السياسية في سبيل بقاء سلطتها ضعيفة الشرعية، ودخلت في صراعات ومحاور لا يمكن تفسيرها انطلاقاً من تعريف الأمن القومي أو مصالحها الوطنية.
    إنّ إحلال أولويات ومصالح النظام السياسي مكان المصالح الوطنية العليا للدول العربية أسّس آليات تعامل الأنظمة العربية ليس فقط مع الصراع العربي الإسرائيلي بل أيضًا من مقاربتها مع ملفات إقليمية أخرى. كما إن هذه التحولات بمجملها جعلت من الأمن الإقليمي والأمن القومي للبلدان العربية منظومات يسهل اختراقها، ولذا؛ فإنّ تحليل وتفسير تعاظم تأثير قوى إقليمية غير عربية في المنطقة بصفة عامة وفي تطورات الصراع العربي الإسرائيلي بصفة خاصة كان نتيجة لقدرتها على ملء الفراغ الذي خلفه تراجع فاعلية الدول العربية.
    كما أن موقع المتفرج الذي ارتأت الأنظمة السياسية العربية اتخاذه تجاه تطورات القضية الفلسطينية والصراع العربي الإسرائيلي قد ساهم في توفير حالة من الهدوء شبه المستدام لـ(إسرائيل) وقلّل من كلفة الصراع العربيّ الإسرائيلي عليها إلى الحد الأدنى، كما أتاح لـ(إسرائيل) حرية حركة أوسع في المنطقة العربية وفي إقليم الشرق الأوسط مستفيدة من عدم وجود مواقف وسياسات عربية موحدة، وأعطاها فرصة في اعتماد سياسات عدوانية تحاصر فيها الشعب الفلسطيني وتتعاطى مع القضية الفلسطينية وفقاً لمصالحها دون اعتراض، إلى جانب احتلالها الأراضي وقهرها المستمر للشعب الفلسطيني، وبنائها الجدار، وزيادتها الهامة في الاستيطان، وتهويد القدس المستمر وإشعالها فتيل الحروب في غزة ولبنان والذي تعاطت بعض الأنظمة العربية مع هذا الأمر بطريقة تجعله مستقلا وغير مؤثر فيها، وذلك في ظروف لم تسمح للرأي العام العربي أن يكون فعّالا مع فقدان الحريات وسطوة الاستبداد.
    ولقد أعادت الثورات ترتيب الأولويات في المنطقة وطرحت تساؤلات حول طبيعة هذه التحركات وتأثيرها وكيفية انعكاس العلاقات وموازين القوى الجديدة على القضية الفلسطينية، وفيما إذا كانت هذه الثورات ستعيد الآمال العربية بالتحرر والوحدة وتؤثر على معادلة الصراع مع (إسرائيل) ولاسيما وأن مجريات الأحداث والوقائع ما زالت مستمرة وما زالت التغييرات وتداعياتها تتفاعل بأشكال مختلفة تجعل من الصعب الوصول إلى استنتاجات قطعية. غير أنه من الواضح أيضًا أن تداعيات كبيرة تمس القضية الفلسطينية في طريقها للحدوث بعد إنتاج أنظمة سياسية جديدة قادرة على التعبير عن إرادة شعوبها؛ وهذا ما سيفتح المجال أمام تحولات تتعلق بشكل مباشر وغير مباشر بالصراع العربي الإسرائيلي وجوهره القضية الفلسطينية. وإذا ما حققت ثورات الربيع العربي غايتها ، فإن ذلك من الممكن أن يوفر أفقا أفضل لإعادة ترتيب البيت الفلسطيني الداخلي وتحديد أولويات المشروع الوطني بعيدا عن الضغوط الإسرائيلية والأمريكية في صناعة القرار، ولربما يستفيد الفلسطينيون من وجود حواضن عربية مدعومة شعبيا ومختلفة عن تلك التي كانت سائدة سابقا أكثر تأييدا، ودعمًا وتفاعلًا مع قضيتهم، وقد تتم إعادة النظر في اتفاقيات أوسلو وفي شكل العمل المقاوم.
    لكن بالمقابل، فإن المحصلة النهائية للموجة الثورية ستطال بشكل أو بآخر القضية الفلسطينية إلا أن حجم التأثير سيتفاوت من بلد لآخر، كما لا يستبعد أن تكون هناك نتائج سلبية بالنسبة للقضية الفلسطينية آخذين بعين الاعتبار أن الشعارات التي رفعها المتظاهرون خاصة في الثورات المصرية والتونسية والليبية واليمنية والسورية كانت عبارة عن شعارات وهتافات تعبر عن مطالب داخلية وطنية ولا يوجد لها صبغة إيديولوجية، إذ لم رفع يافطات تنادي بتحرير فلسطين ولا بشعارات معادية لأمريكا أو (إسرائيل) فالمطالب كانت وطنية بحتة تندرج في إطار الإصلاح السياسي والديمقراطي. وبالتالي فإن تداعيات الثورات على القضية الفلسطينية سيظهر بشكل أوضح بعد استقرار النظم الجديدة التي أصابها التغيير، ومواقف القوى الثورية التي ستستلم مقاليد السلطة بعد الثورة، ومدى تدخل العامل الخارجي بمجرياتها. وبالتالي فإن تداعياتها ستمس فلسطين وقضيتها إن لم يكن عاجلًا فآجلًا خاصة بعد أن تستكمل هذه التحولات والتغيرات شكلها الإيجابي.




    كفوا سهامكم عن غزة
    فلسطين أون لاين ،،، إياد القرا
    "كل نهار أستيقظ في الخامسة صباحا وعندي أمل بأن أرجع إلى "بنتي" وينتهي النهار وأنا عالقة في العريش أتساءل لماذا كان حصار غزة أهون على نفسي من حصاري في مصر؟٠٠ ربي مللت وجودي في بلد بعض أهلها يحملون ضد غزة شيئا لست أعلم إن كانوا يقصدونه أم أن بساطتهم وجهها إعلامهم ....."
    كلمات أنقلها عن الزميلة هدى بارود من صحيفة فلسطين عالقة هي وزوجها في مدينة العريش بانتظار فتح معبر رفح، بعد عودتها من الحصول على جائزة الصحافة العربية من دبي.
    ما ذكر نموذج لمئات القصص الإنسانية حول معاناة العالقين والسؤال الأكثر تأثيراً لماذا؟ ولماذا غزة تدفع الثمن بهذا الشكل لتصبح وكما يريدها البعض محاصرة منبوذة من الجار القريب والعدو القريب والبعيد؟.
    مصر في نظر أهل غزة أكثر من معبر بل أسرة واحدة تمدها الأرض والدماء، فاسالو أهل رفح التي أصبحت رفحين لكن الدم واحد، واسال وزارة الداخلية المصرية عن عدد الفلسطينيين الذين يحق لهم أن يحصلوا على الجنسية المصرية بسبب أصوال أمهاتهم المصريات، واسأل عشرات الآلاف من المصريين الذي جاؤوا لفلسطين للدفاع عنها ورووا بدمائهم أرض فلسطين.
    ما ذكر موثق ومثبت بالواقع والتاريخ، لكن اليوم هناك أطراف مصرية تعاني من أزمة داخلية تصوب فيها سهامها تجاه غزة لتكون كبش فداء للأوضاع الداخلية والخلافات السياسية التي يربأ الفلسطينيون بأنفسهم عنها.
    غزة اليوم تتعرض لحملة شرسة من جهات متعددة تهدف إلى إعادة الحصار وتشديده وتعليق كافة الأزمات الداخلية لبعض الدول على شماعة غزة، بل بث إشاعات ومعلومات كاذبة تجافي الحقيقة وتظهر درجة الفجور والعداء التي تعاني منه بعض الجهات في استغلال لقضايا داخلية تؤدي لإيقاع مزيد من الضحايا الفلسطينيين دون أي اعتبار إنساني.
    الإعلام المصري والسياسيون والمحليون الذي يظهرون في الإعلام ويهاجمون غزة هم بحاجة إلى وقفة حقيقية للفصل بين معارضتهم للنظام القائم في مصر وهذا حقهم وبين إنهاك غزة وإضعافها وحصارها ونبذها وتقديمها فريسة للاحتلال الصهيوني الذي يجمع الشعب المصري على أنه العدو رقم واحد وفق استطلاعات الرأي التي أجريت بعد الثورة المصرية.
    غزة لم تكن يوماً عدوا لمصر ولن تكون، وكل ما يروج هو إشاعات لا أساس لها من الصحة، ولم يثبت بأي تحقيق يوماً تورط فلسطيني في الشأن المصري، بل في حالات كثيرة تراجع إعلاميون ووسائل إعلام مصرية عن اتهاماتهم للفلسطينيين وصحيفة الأهرام نموذج.
    أنقل للإخوة والأشقاء المصريين ان غزة ليست العنوان فيما يتعلق بسيناء بل أمن سيناء ضمان لسلامة الآلاف المصريين في سيناء وكذلك الآلاف الذين يعبرون يومياً عبر سيناء وصولاً الى مصر في طريقهم من غزة للعالم الخارجي.
    سيناء صمام أمان لأهل غزة التي كانت الرئة لهم في حصار سبع سنوات من قبل الاحتلال، وكانت المتنفس لهم عبر الأنفاق التي كسرت الحصار عن غزة وقهرت الاحتلال ومن يصل إلى سيناء يعرف كم عظم العلاقة بين العائلات الفلسطينية والمصرية في سيناء.
    غزة تئن وجراحها تنزف، ومعاناة أهلها تترجمها مستشفيات مصر بالآلاف من المرضى ومئات الجرحى من الكبار والأطفال والنساء والمقاومين ليصبح الجرح جرحين، والألم مضاعف بدل ان تكون مصر التي نحب ونهوى تصبح سياطاً على جلود أهل غزة ودموعاً في عيون الأمهات وصرخات بلا ذنب أو دليل.
    غزة اليوم تستصرخ إعلام وسياسيي مصري كفوا سهامكم عنا، آلمتنا قسوتكم وانتظرناكم طويلاً أن تكونوا عوناً لنا كما هي مصر دوماً لمواجهة العدو الذي يتربص بنا وبكم الدوائر والمكائد وما سيناء إلا ساحة له يعبث بها وبأمنها لتكون سيناء معبراً له لإهانة مصر وجيشها.
    الواقع الحالي في سيناء هو أفضل ما يتمناه الاحتلال أن يكن أفضل مما سعى له حيث غزة محاصرة ومنبوذة والجيش المصري في موقف لا يحسد عليه وأهل سيناء في حيرة من أمرهم والشعب المصري يتمزق ألماً على ما يحدث في سيناء، لذلك المستفيد الوحيد مما يحدث هو الاحتلال والخاسر الأكبر هي مصر والضحية فلسطيني.




























    حتى تنجح المصالحة
    فلسطين أون لاين ،،، د. حسن أبو حشيش
    لم أشعر بحماسة الرأي العام تجاه الجولة الأخيرة التي تمت في القاهرة حول المصالحة الفلسطينية, ليس لعدم رغبته فيها, وليس لعدم إيمانه بها, وليس لعدم حاجته لها (...) لكن لملله من الشكلية والآلية التي تتم بها الحوارات, ولفقدانه الثقة بالنوايا والدوافع؛ فالاجتماع الأخير كان نسخة كربونية عن سابقاته في مضمونه, وفي تواريخه, وفي خطابه الإعلامي, وفي نتائجه ومصير هذه النتائج، وحتى تتغير الصورة, وتنجح المصالحة؛ لابد من استحضار مجموعة من الأسس قولًا وفعلًا وفلسفة، من أهمها:
    أولًا: أن تتحول المصالحة من شعار إلى مبدأ صادق,ومن فكرة للاستهلاك الإعلامي إلى فلسفة واقعية.
    ثانيًا: أن يتحرر القرار الوطني الفلسطيني من أي ضغوط خارجية, ومن قيود الاتفاقيات, ومن الخضوع لسياسة العصا والجزرة, ومن تدخلات الاحتلال والقوى الدولية.
    ثالثًا: أن تتغير العقلية القديمة القائمة على التفرد,ورفض الآخر ونفيه, وغياب الشراكة الحقيقية, والتخلي عن الأنا الحزبية.
    رابعًا: دراسة الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الانقسام, ومعالجتها وإزالتها من الواقع, والحرص على عدم العودة إليها بأي شكل من الأشكال، وتحت أي ظرف من الظروف.
    خامسًا: الإيمان بأن تحرير فلسطين يستوعب كل الأساليب والوسائل, وأن المشروع الوطني يتطلب جهدًا من الجميع,على ألا تتناقض هذه الوسائل مع الثوابت والحقوق التاريخية، وأن ننظم إدارة التباين من خلال المنهج الشوري والممارسة الديمقراطية.
    أعتقد أن هذه مفاتيح النجاح, وسبل الوفاق, والمدخل الصادق لتحقيق المصالحة, دونها سنبقى ندور في دائرة مغلقة,وأسرى شعارات براقة تُخفي تحتها عوامل فشل وتراجع.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 323
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-02, 09:51 AM
  2. اقلام واراء حماس 314
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:48 AM
  3. اقلام واراء حماس 313
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:47 AM
  4. اقلام واراء حماس 312
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-21, 09:46 AM
  5. اقلام واراء حماس 236
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 12:11 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •