أقلام وآراء (313)
- فتح وفياض، وتبادل الأوزار!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، لمى خاطر
- فياض والاستقالة التكتيكية
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إبراهيم المدهون
- مركزية الصراع العربي الإسرائيلي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، فراس أبو هلال
- استقالة فياض هل هي نهاية "الطريق الثالث"؟
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
الرسالة نت ،،، محمد جمال عرفة
الرسالة نت ،،، عماد عبد الله زقوت
|
فتح وفياض، وتبادل الأوزار!
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، لمى خاطر
ما زلنا نذكر تصريحات محمود عباس المدافعة بشدة عن رئيس حكومته سلام فياض أيام مظاهرات الغلاء التي عمّت الضفة الغربية قبل عدة أشهر، حيث قال يومها بوضوح: هذه حكومتي وأنا المسؤول عنها، ولا يجوز تحميل فياض مسؤولية التقصير!
يبدو تذكّر هذا الموقف وغيره ضرورياً بين يدي حالة شيطنة فياض التي تنتهجها قيادات بعينها في حركة فتح، إذ إنه مفهوم ومقبول تقييم فياض وسياساته المختلفة من قبل المراقبين والسياسيين على الساحة الفلسطينية، لكنّ فتح على وجه الخصوص لا تملك أن تدير الآن فقط ضده حملة تدلّل على فشل تجربته وكارثية سياساته، لأن التقييم الفتحوي يمس القشور فقط ولا يطال الجوهر، ولأن له أهدافاً كثيرة ليس من بينها الحرص على تغيير إيجابي يفضي إلى بديل جيّد من ناحية مهنية، ولا من بينها وضع حد لسياسة الإملاءات الخارجية، فسلام فيّاض كان أصلاً إحدى تجليات سياسة الإملاءات التي قبلت بها فتح وتعاطت معها سنوات طويلة، وإن كانت قد عجزت عن ردّها أيام الراحل عرفات فلن تقدر على ذلك الآن، وقد أصبح هناك ثمن أمني وسياسي معلن لكل مدعّمات السلطة وعوامل استمرارها!
كان فياض عنواناً لمرحلة التنمية الموهومة والرخاء الشكلي الذي يخفي أرتالاً من الأزمات، كما كان تجلّياً للتدخل الخارجي السافر في الإرادة الوطنية وفي تقزيم طموحاتها، وكان كذلك واجهة للعصا الأمنية الغليظة التي اجتهدت في ملاحقة المقاومة وتجفيف منابعها البشرية والمالية. لكن كل ذلك ما كان ليكون دون دعم حركة فتح كتنظيم وكقيادة سلطة، ليس فقط لأن قوام مؤسسات السلطة التي يديرها فيّاض في الضفة يرتكز على عناصر حركة فتح، بل كذلك لأن الرجل لا يمتلك رصيداً شعبياً ولم يمكنه الوقوف على قدميه دون إسناد من تنظيم كبير كحركة فتح!
وإذا كانت فتح قد تنبّهت حديثاً فقط إلى أن الرجل الذي يتغنى الغرب بقدراته في إيقاف الفساد الإداري والمالي داخل مؤسسات السلطة قد جلب في المقابل كوارث اقتصادية للشعب الفلسطيني وقيّده ورهن قراره، فلن يكفي هذا لإعفائها من مسؤوليتها عن التمكين له، ولا لإقناع الجمهور ببراءتها من آثار التهشيم في مشروع سلطتها.
ملاحظة: قد تكون الإدارة الأمريكية غير راغبة ببديل فتحوي لفياض، ولكن ليس خوفاً من (ثوريته)، بل لخشيتها من استشراء الفساد الإداري والمالي من جديد في أوصال السلطة، لأنها حريصة على الصورة العامة لسلطة قدّمت وتقدّم للمحتل من الخدمات أكثر مما قدّمت لشعبها.
ختاما؛ فتّشوا دائما عما وراء الخلاف الفياضي الفتحوي، وعن دوافع التدخّل الأمريكي في تفاصيل سياسات السلطة، ثم انظروا في نهجها إن طرأ عليه جديد عقب رحيل فيّاض (إن كان سيرحل فعلا)، وستجدون كم هو سخيف أن يخرج أحدهم ليقول بكل ثقة: إن عباس قال لا بملء فيه لأمريكا!
فياض والاستقالة التكتيكية
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، إبراهيم المدهون
تعيين سلام فياض رئيسا للحكومة كان خطأً كبيرا منذ اليوم الأول، فهو غير مؤهل جماهيريا وعلميا وسياسيا ووطنيا لتولي هذا المنصب الهام، بالإضافة إلى أن وزنه الدستوري لا يؤهله لتولي وزارة فضلا عن أن يرأس حكومة، زيادة على ذلك انه جاء بالباراشوت الأمريكي وفرض على الرئيس عرفات رحمه الله بهدف تجريد القوة المالية من يدي "الختيار".
فياض لم يعد يكتفي بمنصبه كرئيس وزراء في الضفة الغربية، بل تطلع لينازع الرئيس عباس السلطة التنفيذية على الأرض، فحاربه وناوشه على الصلاحيات والتعيينات ليستفرد بالقرار وينفرد بدفة القيادة الفعلية، وبرز ذلك جليا إثر استقالة وزير المالية نبيل قسيس في الثاني من مارس/آذار التي قبلها فياض رغم رفض عباس.
أزمة محمود عباس تكمن في خياراته المعدومة فوضع بيضه كله في سلة واحدة، ولم يفكر خارج إطار الصندوق الأمريكي، فهو في ارتباك وتوتر جراء الورطة الفياضية التي خلفها له، وسيجد نفسه مضطرا لإعادة فياض بصلاحيات أوسع ونفوذ أكبر، ليتحول الرئيس لمجرد ديكور يهتم بسفرياته وشكليات الحكم البروتوكولية وحجز مقعده الأمامي في المؤتمرات والقمم العربية والدولية.
فياض يتعامل انه الطرف الأقوى في معادلة سلطة رام الله، مع إصرار الرئيس عباس على الانقسام والقفز عن القانون، ويجهز نفسه لوراثة الرئاسة من ابي مازن، واستقالته هذه تأتي في طور الانسحاب التكتيكي ليظهر لحركة فتح أزمتهم الحقيقية، ويكشف ضعفهم ووهن قدرتهم، فيضطرون لقبوله مرة أخرى بشكله الجديد ونفوذ أوسع.
وبعد ذلك لن تعارض حركة فتح فياض، وستقبل به رئيسا لان هذه السلطة قائمة على المال وراتب اخر الشهر، وسيتورطون بمشروعه ومنهجه وتعليماته، ولحظتها سيتغير خطابهم وعنترياتهم فيحولونه لمنقذ وبطل قومي، وما نسمعه من حملات الشجب والاستنكار ستتحول لترحيب وحفاوة على اعتاب مكتبه.
ومن لم يقبل منهم بسلام فياض رئيسا للوزراء ولم يعجبه سيرغم على قبوله رئيسا للسلطة بصلاحيات فرعونية، وقرارات لا راد لها.
ان أراد الرئيس عباس أن ينجو من هذا الفخ عليه إعادة الأمور الى ما كانت عليه قبل الانقسام فيعترف بحكومة السيد اسماعيل هنية كحكومة شرعية في ضوء وفاق وطني، عبر حاضنة عربية وإسلامية مانعة وداعمة، واعتقد ان البيئة العربية اليوم قد تستعد لأن تجدد الثقة وتحمي أي توافق فلسطيني.
مركزية الصراع العربي الإسرائيلي
المركز الفلسطيني للإعلام ،،، فراس أبو هلال
ثمة نقاش ليس جديدا يدور في أروقة الإعلام وفي وسائل التواصل الاجتماعي حول مركزية الصراع العربي الإسرائيلي أو ما يطلق عليه البعض "القضية الفلسطينية" ولكن الجديد في هذا النقاش هو ارتفاع صوته وحدته مع اشتعال الثورات الشعبية العربية منذ نهاية ديسمبر/كانون الأول من العام 2010، حيث أصبح الإنسان العربي أكثر انشغالا بقضية الحريات، وبمستقبل البلاد التي شهدت ولا تزال تشهد حراكا شعبيا ارتكز في مجمله على قضايا مطلبية "قُطرية" في هذا البلد أو ذاك.
فهل لا يزال الصراع العربي الإسرائيلي قضية مركزية للأمة العربية؟ وما الذي يمكن أن يدفع المواطن العربي المثقل بهمومه "الوطنية" للالتفات كثيرا لما يحصل في أرض الصراع- فلسطين؟
خلفيات الجدل
قبل البداية في نقاش التساؤلات المطروحة في الجدل حول مركزية الصراع العربي الإسرائيلي، لابد من تحديد منطلقات هذا الجدل، وخلفياته، والفئات التي تطرحه، والتي يمكن تقسيمها إلى ثلاث فئات تختلف في أيديولوجياتها ومنطلقاتها وزوايا نظرها للمسألة.
وأولى هذه الفئات هي تلك "النخب" التي كفرت منذ زمن ليس بالقصير بالقومية وانحازت ونظرت للقطرية، ودعت في أدبياتها إلى أهمية تفرغ كل شعب عربي للبحث عن حلول لمشكلاته الداخلية بدلا من التفكير في الصراع العربي الإسرائيلي.
وقد وجدت هذه الفئة ضالتها ببعض المظاهر التي رافقت الثورات الشعبية العربية، والتي قرأها البعض على أنها دليل على تمكن الهموم المحلية من الشعوب العربية، بدليل أن الشعارات التي طرحت في المظاهرات والاحتجاجات كانت في أغلبها مسكونة بالهم الداخلي، متناسية أن الجماهير في خضم صراعها مع أنظمتها الاستبدادية لم تنس فلسطين في بعض الفعاليات والشعارات، كشعار "الشعب يريد تحرير فلسطين " الذي تغنى به التونسيون في أول احتفالاتهم بسقوط بن علي، أو أحداث السفارة الإسرائيلية في القاهرة، أو المظاهرات التي خرجت في أكثر من بلد عربي عند بداية العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
أما الفئة الثانية فهي أولئك الشباب أو النشطاء الذين سئموا من استخدام بعض الأنظمة العربية الشمولية لقضية فلسطين كمبرر لكل أنواع الفشل على الصعيد الداخلي، وخصوصا تلك الأنظمة الأكثر بؤسا وقمعية في سوريا وليبيا/القذافي.
وتبقى الفئة الثالثة وهي تشمل بعض الإسلاميين الذين يرفعون شعارات أممية، ويرون أن فلسطين -على أهميتها الدينية المتمثلة بالقدس والمسجد الأقصى- هي بلد مسلم مثل أي بلد، ولذلك فلا يجوز إعطاؤها أهمية أكبر من صراعات وهموم إسلامية أخرى مثل قضية الشعب السوري والنزاع الشيعي السني وقضية كشمير وأفغانستان وغيرها من الأمثلة التي يعاني فيها المسلمون من صراعات واضطهاد في مختلف أنحاء المعمورة.
وبغض النظر عن الخلفيات لطرح هذا الجدل، إلا أنه يبقى جدل مشروع لابد من نقاشه بشكل علمي، خصوصا ونحن نعيش في مرحلة صناعة "النظرية" أو الأسس الجديدة للبلاد العربية في عصر ما بعد الثورات، ولهذا فإن الشعارات القومية لم تعد كافية لشرح مركزية فلسطين، إذ أن هذه المركزية ترتكز أيضا على أسس عقلانية تتعلق بقيمة "إسرائيل" الإستراتيجية للمشروع الاستعماري الغربي في المنطقة، وبكون هذه الدولة منطلقا لكثير من الصراعات العربية العربية، وبتأثيرها في صنع بعض السياسات الداخلية في دول المنطقة.
رأس الحربة
منذ إنشائها، كانت "إسرائيل" رأس الحربة في المشروع الغربي الساعي إلى تفتيت وإضعاف المنطقة، ولذلك فقد حظيت الدولة الوليدة برعاية الإمبراطورية البريطانية الآخذة في الأفول في ذلك الوقت، كما حصلت على اعتراف سريع جدا من الدولتين العظميتين الصاعدتين آنذاك أميركا والاتحاد السوفياتي.
ومع نهاية العصر الإمبراطوري البريطاني وبروز الحرب الباردة بين المعسكرين الشرقي والغربي، أخذت هذه الدولة أهمية جديدة بالنسبة للولايات المتحدة، التي تعاملت معها كحليف إستراتيجي وأداة استعمارية في المنطقة.
وعلى الرغم من الجدل الذي شهدته الساحة السياسية الأميركية حول أهمية "إسرائيل" الإستراتيجية لواشنطن في الأربعينيات والخمسينيات، إلا أن هذا الجدل حسم بشكل شبه تام بعد نكسة حرب حزيران، حيث استطاعت تل أبيب بعد هذه الحرب أن تقنع كافة دوائر صناعة القرار في واشنطن أنها حليف يمكن الاعتماد عليه، بعد أن هزمت بشكل مهين دولتين من أهم حلفاء موسكو في المنطقة العربية وهما مصر وسوريا.
ومنذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا، تشهد الولايات المتحدة حالة قد تصل إلى الإجماع حول كون إسرائيل دولة إستراتيجية هامة في السياسة الأميركية في المنطقة، وعلى الرغم من وجود بعض الأصوات الرافضة لهذا الإجماع، إلا أنها لا تزال تمثل صوتا خافتا بمقابل الطرف الآخر، الذي لا ينظر فقط إلى أهمية "إسرائيل" في المنطقة، بل يتجاوز ذلك بوصف تل أبيب كحليف واحد ووحيد لواشنطن في الشرق الأوسط.
لقد وقفت "إسرائيل" مع الولايات المتحدة في كل حروبها، وتعاونت معها استخباريا في مجالات متعددة، وقدمت وتقدم لها تعاونا عسكريا غير محدود، بل إن واشنطن تدير قواعد عسكرية أميركية بشكل مباشرة في "إسرائيل"، كما أن الأخيرة تشكل قاعدة لتصنيع بعض الأنواع الدفاعية من الأسلحة التي استفادت منها الولايات المتحدة بعد احتلالها لأفغانستان والعراق.
وفي حربي الولايات المتحدة على العراق عامي 1991 و2003 التزمت "إسرائيل" تماما بما طلبته أميركا بعدم التدخل بهدف الحفاظ على التحالف الأميركي مع الدول العربية ضد الرئيس الراحل صدام حسين، وفي عام 1981 قصفت "إسرائيل" المفاعل النووي العراقي، وهو ما اعتبر لاحقا كمقدمة سهلت من العملية العسكرية الأميركية عام 1992 كما يرى المنظرون لأهمية إسرائيل الإستراتيجية مثل ديك تشينينائب الرئيس السابق.
استطاعت "إسرائيل" أيضا تشكيل ردع طويل المدى للدول المثيرة لقلق الولايات المتحدة وعلى رأسها سوريا والعراق قبل الاحتلال، وتولت أيضا جهود التحجيم لقوى غير حكومية مناوئة للمشروع الأميركي في المنطقة مثل حزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية، كما أبدت استعدادها لمساعدة حلفاء واشنطن عسكريا حينما دعت الحاجة كما حصل مع الأردن عندما تعرض لتهديد سوري عامي 1970 و1971.
إن الأمثلة السابقة، وإن كان بعضها محل نقاش بين داعمي إسرائيل وأعدائها في الولايات المتحدة، إلا أنها تظهر بشكل واضح أهمية هذه الدولة المزروعة بالمنطقة في تحقيق أهداف الولايات المتحدة الأميركية الاستعمارية، التي تهدف أساسا لإضعاف أي مشروع نهضوي عربي، ولاستمرار السيطرة على منابع الطاقة في المنطقة الأغنى بالبترول عالميا.
فتش عن إسرائيل!
منذ إنشاء دول الاستقلال العربية بعد تفكيك الاستعمار الأوروبي، شهدت هذه الدول صراعات متعددة فيما بينها، ولا تزال بعض هذه الصراعات مستمرة حتى الآن.
وعلى الرغم من تعدد أسباب هذه الصراعات، إلا أن "إسرائيل" كانت حاضرة في معظم الخلافات العربية العربية بشكل مباشر أو غير مباشر، دون أن يعني ذلك أنها كانت المسؤولة عن كل العلاقات السيئة بين الدول العربية، إذ أن اختلاف المصالح بين أنظمة هذه الدول كان سببا رئيسيا آخر في الصراعات فيما بينها.
لقد كان الموقف من الصراع العربي الإسرائيلي مثلا هو أحد أهم الأسباب المؤججة للخلافات بين الدول العربية، وهو الذي أدى لظهور الصراع والتضاد بين ما كان يعرف بـ" الجمهوريات الثورية التقدمية" و "الملكيات الرجعية" وأعاق قيام علاقة صحية بين هذه الدول. كما أدى التنافس أحيانا بين الدول "الثورية" نفسها على قيادة الصراع مع "إسرائيل" إلى خلافات عميقة بين هذه الدول، كالخلافات بين عبد الكريم قاسم وجمال عبد الناصر.
ولا تزال تقسيمات المحاور في المنطقة العربية، قائمة أساسا على الموقف من الولايات المتحدة والصراع مع إسرائيل، وهو الموقف الذي أدى إلى ظهور الصراعات بين ما كان يعرف بمحور المقاومة والممانعة ومحور الاعتدال، وقاد إلى حدوث خلافات جذرية في المنطقة أعاقت الوصول إلى أي نوع من أنواع التوافق بين الدول العربية.
ومن المبررات التي تدعو للقول بمركزية الصراع العربي الإسرائيلي، هو أن هذا الصراع كان أداة في محاولة بعض الدول العربية الكبيرة لتحقيق نفوذ سياسي على حساب دول أخرى، كما حصل في محاولة استخدام بعض الدول لمنظمة التحرير لتحقيق نفوذ لها في الأردن قبل حرب أيلول الأسود، أو في الاستخدام السوري لوجود المقاومة الفلسطينية في لبنان للعب في سياسة هذا البلد والسيطرة عليه لعقود طويلة.
ويبقى القول إن الصراع العربي الإسرائيلي أدى إلى خسارة أهم دولة عربية هي مصر، التي خرجت من منظومة العمل العربي بعد توقيعها لاتفاقية كامب ديفيد، ودخلت في صراعات طويلة مع الدول العربية بسبب هذا الموقف، ولم تعد حتى الآن إلى دورها المنوط بها كأكبر دولة عربية محورية، وهو الدور الذي يطمح العرب بعودته بعد أن تستعيد مصر عافيتها بفعل ثورة يناير العظيمة.
إن الصراع العربي الإسرائيلي كما تظهر الأمثلة السابقة كان سببا أساسيا في الصراعات العربية العربية، وهو ما يؤكد مركزية هذا الصراع، وأهمية إنهائه، بدلا من الدعوات "القُطرية" التي تدعو لتراجع الاهتمام به، فهذا الصراع هو أس الصراعات الأخرى، على الرغم من كل مزاعم أصحاب النظريات الشوفينية.
أثر الوجود الإسرائيلي عربيا
إضافة إلى تأثير الوجود الإسرائيلي في المنطقة العربية على الصراعات بين دول هذه المنطقة، فقد لعب هذا الوجود دورا سلبيا في السياسة الداخلية للأنظمة العربية، مما يؤكد مركزية هذا الصراع، وضرورة تظافر الجهود العربية لحلها بطريقة عادلة تعيد الحقوق العربية.
وفيما يلي أهم عناصر تأثير الوجود الاستعماري الإسرائيلي على السياسات الداخلية العربية:
تراجع فرص التنمية الحقيقية بسبب تذرع الأنظمة العربية بأهمية الإنفاق على الدفاع لمواجهة إسرائيل، مع أن هذه الأنظمة لم تبن تنمية مستدامة ولا دفاعا قويا.
استخدام الصراع العربي الإسرائيلي من قبل الأنظمة العربية لمنع قيام حكم رشيد ديمقراطي، بذريعة "أن لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"، وهو ما أدى إلى فشل ذريع في معركتي الحوكمة والصراع مع إسرائيل على حد سواء.
التذرع بالوجود الفلسطيني الممثل باللاجئين في بعض الدول العربية كمبرر لتأخير القيام بإصلاحات حقيقية، واللعب بالوضع الديمغرافي الحساس في بعض الدول من خلال هذا الوجود، وخصوصا في الأردن ولبنان.
استخدام الورقة الفلسطينية في الصراعات السياسية والأيديولوجية بين الأطراف السياسية المختلفة في بعض الدول العربية، كما حصل باتهام الدولة السورية للفلسطينيين بافتعال الأحداث في بداية الثورة، والاستخدام المخزي لبعض أطراف المعارضة المصرية للورقة الفلسطينية في محاولتها لإضعاف وتشويه الرئيس مرسي من خلال الربط بين أحداث أمنية مثل جريمة رفح وحركة حماس بسبب قربها الأيدويلوجي مع الرئيس المنتمي لجماعة الإخوان.
وأخيرا يتفق بعض الداعين لتهميش القضية الفلسطينية أو الصراع العربي الإسرائيلي على كثير من النقاط المطروحة سابقا، بل ويستخدمونها للتدليل على أن الاهتمام بالصراع العربي الإسرائيلي هو الذي سبب هذه السلبيات في الواقع العربي.
ولكن التحليل العميق لهذه العلاقة المتشابكة بين استقرار المنطقة وبين الصراع العربي الإسرائيلي يقود إلى نتيجة واحدة ووحيدة، وهي أن هذا الصراع هو الأكثر مركزية وجوهرية، وأن الطريق الوحيد لإنهاء التأثيرات السلبية له على الواقع والمستقبل العربي هو بالانغماس بشكل أكبر بالمعركة مع المشروع الإسرائيلي الاستعماري، والعمل عل حله بشكل يعيد كافة الحقوق الفلسطينية الوطنية، وإشراك الشعب الفلسطيني في صناعة المشروع النهضوي العربي بمواجهة مشروع الاستعمار الجديد، والعودة إلى أوليّات وجذور الصراع، بدلا من الدعوات الشوفينية، التي لن تأتي للدول العربية بأي خير.
فالصراع هو صراع عربي وليس فلسطينيا إسرائيليا، وعلى من ينكر ذلك أن يعود لقراءة التاريخ والجغرافيا والسياسة من جديد.
استقالة فياض هل هي نهاية "الطريق الثالث"؟
فلسطين الآن ،،، عصام شاور
بعد سبع سنوات من توليه رئاسة حكومتين متتاليتين في الضفة الغربية استقال الدكتور سلام فياض رئيس حزب الطريق الثالث، الذي حصل على مقعدين في المجلس التشريعي عام 2006م (2.4 % من أصوات الناخبين)، وصعد إلى رئاسة الوزراء بعد الانقسام بين حركتي حماس وفتح.
الدكتور سلام فياض فشل في كسب ود حركة فتح طوال تلك السنين، وقد كان في أمس الحاجة إليها؛ لتوفر له غطاء جماهيريًّا وقياديًّا من أجل البقاء في منصبه، حركة فتح أعطته الفرصة الكافية، ولكن إخفاق حكومته كاد أن يودي بشعبية فتح، وخاصة مع اشتداد الأزمة الاقتصادية في الضفة الغربية، وانقطاع رواتب الموظفين، ومحاولة الحكومة سداد عجزها على حساب المواطنين، فضلًا عن ممارسات بعض أعضاء الحكومة المخالفة لتوجهات الحركة إلى درجة اتهامها لبعض الوزراء في حكومة فياض باستهداف الحركة ومحاولة إقصائها.
سبع سنوات كانت فرصة ذهبية لحزب الطريق الثالث لكسب الجماهير الفلسطينية وانتزاع التأييد الشعبي على حساب حركتي فتح وحماس، وإثبات أن الشعب بحاجة إلى تيار جديد يقود الشعب الفلسطيني بعيدًا عن فتح وحماس، ولطالما راودت "فكرة الطريق الثالث" اليسار الفلسطيني والمستقلين، وروجوا لها بقوة، ولكن الحلم انتهى مع أول تظاهرة جماهيرية خرجت احتجاجًا على حكومة لا تملك رصيدًا جماهيريًّا ولا تمثيلًا يذكر في المجلس التشريعي.
إذن، مع استقالة الدكتور سلام فياض والظروف المحلية والخارجية التي أحاطت بها لابد للقيادة الفلسطينية ولحركتي فتح وحماس من إعادة النظر في فكرة حكومة "المستقلين" أو "الكفاءات غير المنتمية"، وكما شعرت قيادات فتح بالمهانة للتدخل الأمريكي السافر في أزمة حكومة رام الله المستقيلة على الجميع الشعور بالمهانة، وعدم الموافقة على تشكيل حكومة حسب رغبة المجتمع الدولي، فـ"حكومة التكنوقراط "هي عنوان الرضوخ لأمريكا و(إسرائيل) والرباعية الدولية.
الشعب الفلسطيني لديه ثروة بشرية كافية من الكفاءات الوطنية المنتمية، ولا حاجة لنا بخبراء وموظفين سابقين في المؤسسات الدولية لا يعترفون بالانتماء الوطني، فالشعب الفلسطيني يريد من يخرجه من أزماته الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، ويتفاعل مع حركة الشارع الفلسطيني وعجز المواطن، لا مع حركة الأرصدة وعجز الموازنة، وبالمختصر: إننا نطالب بحكومة فلسطينية تحول اهتمام شعبنا وتفكيره من "الصراف الآلي" و"الرواتب" إلى بيت المقدس وقضايا الوطن.
أهل الكهف
فلسطين الآن ،،، يوسف رزقة
(أهل الكهف) فئة مؤمنة فرت بدينها من الكفر والاستبداد، وقد مدحهم القرآن الكريم، فقال فيهم: "إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى". ولهم فيه سورة كريمة تحمل اسمهم، من تلاها يوم الجمعة كانت له نورا إلى الجمعة التالية.
الصحفي الكبير محمد هيكل معروف بناصريته، وقد شهد محنة الإخوان على يد عبد الناصر، وكان مدافعا صحفيا بليغا عن الناصرية، وكارها تقليديا للإخوان وللرئيس محمد مرسي لأنه منهم، ولأنه ليس للكراهية دين أو وطن، وليس لها حدود زمنية أو مكانية تحدها وتحبسها، فقد أطلق الصحفي الكبير على جماعة الإخوان ومحمد مرسي مصطلح (أهل الكهف) بعد أن نزع منه المعنى الإيجابي الذي وضعه فيه رب العزة، وكساه معاني سلبية لا حدود لها، كالغفلة والجهل والفشل ونقص في إدراك المتغيرات وخلاف ذلك، وألقى ذلك في صفحات الأثير من على منبر فضائية (CBC) الأكثر كراهية لمحمد مرسي وللإخوان، والهدف نزع الحاضنة الشعبية من مرسي ومن الاخوان أيضًا.
لم يثرني كثيرًا تحامله على الإخوان وذمهم وتجهيلهم، ووصفهم بكل عيب ونقيصة، وذلك لأمرين: الأول أنه كان شاهدا على ما أصابه من تنكيل وتعذيب وقتل ولم ترف له عين، ولم ينطق له لسان بكلمة تنصفهم أو ترحمهم، أو تترحم عليهم. والثاني لأن للإخوان قادة وألسنة وإعلاما يمكن أن يدفعوا به عدوانه عليهم إن أحبوا. ولكن ما أثارني وآلمني هو الاستخدام الخاطئ والسلبي لمصطلح أهل الكهف. وهو مصطلح قرآني كريم، وقد بلغ الخطأ حد التجديف بالدين، وإزالة المصطلحات القرآنية عن معانيها، وإفراغها من حمولتها الدلالية والعاطفية التي تحملها من خلال النص القرآني.
خطأ الصحفي الكبير ليس كخطأ الصغير، فأخطاء الكبار فتنة للصغار، وكان بإمكان الصحفي الكبير أن يصف من يكره بأوصاف تلائم الموقف من لغة العرب وهي لغة واسعة، وفيها كل ما يريد، وفوق ما يريد، وأن يترك المفاهيم القرآنية مستريحة مطمئنة بما أودعها فيها النص القرآني من مديح وثناء على الفئة المؤمنة، التي عرفت بأهل الكهف، وفي قصتهم معجزة، وفي نومهم معجزة، وفي بعثهم معجزة.
لست أدري لماذا دخل الصحفي الكبير في دائرة شيطنة الإخوان وتجهيلهم، وذمهم، وهو يعلم من أمرهم الكريم ما لا يعلمه غيره؟، لست أدري لماذا شارك في الحملة ضد قطر لأنها تدعم ميزانية مصر بخمسة مليارات دولار، وسمى دور قطر بالصراع القبلي مع السعودية على الأرض المصرية. وتناسى مفهوم القومية العربية؟. لست أدري، ولكني لا أرى للكراهية حدودًا، ولا دينًا، ولا وطنًا، ويا بخت من تعافى منها؟!
براءة مبارك.. وعزل مرسى!
الرسالة نت ،،، محمد جمال عرفة
من عجائب الثورة المصرية أنه بعد مرور 25 شهرا على قيامها نجد من يطالبون ببراءة الرئيس السابق ويقولون له: "وحشتنا يا ريس".. ومن يطالبون بالمقابل بعزل الرئيس المنتخب "محمد مرسى" ويكيدون المكائد ويضعون العثرات في طريقه.. تارة بتشجيع الاعتداء على مقر عمله في القصر الرئاسي وقذفه بالمولوتوف واقتحامه، وتارة بتشجيع الجيش على الانقلاب ضده وعودة حكم العسكر!
من عجائب الثورة أن تمر هذه الشهور الـ25 ولم يصدر حكم واحد على قتلة الثوار، ولا على المسئول الأول عن هذه الجرائم حسنى مبارك، باستثناء أحكام تافهة عن اختلاس أموال تهرب من ضرائب أو التورط في قضية "لوحات السيارات".. وبالمقابل نجد تحالف الفلول وبعض الثوار الذين فشلوا في الانتخابات، يطالبون بعزل الرئيس المنتخب لأنه لم يحل كل مشاكل مصر المتراكمة منذ 60 عاما في 250 يوما قضاها في الحكم حتى الآن ولا يجدون له إيجابية واحدة؟!.
من عجائب الثورة أن نجد قضاة يحكمون ببراءة المتهمين في موقعة الجمل ويقول البعض إن من العدالة أن يتم الإفراج عن مبارك أيضا بعدما قضى فترة الحبس الاحتياطي، وكان من المتوقع أن يجرى الحكم أمس بإنهاء فترة حبسه والإفراج عنه على ذمة القضية، لولا تنحى القاضي لاستشعاره الحرج بعدما ضغط عليه 30 من المحامين بالحق المدني، منهم المحامي ممدوح إسماعيل؟!
من عجائب الثورة كذلك أن نجد أن وظيفة القضاء أصبحت ليست القصاص من قتلة الثوار، ولكن إما محاولة إرجاع (مبارك) للحكم بتبرئته، وإما محاولة إرجاع بديله (شفيق) عن طريق ادعاء تزوير انتخابات الرئاسة واعتبار الرئيس محمد مرسى غير شرعي، برغم أنهم يعلمون تماما أن قرارات اللجنة العليا للانتخابات محصنة قانونا ودستوريا؟
من عجائب الثورة أن نجد أن وظيفة بعض القضاة أصبحت مخالفة للقانون والدستور، رغم أن وظيفة القضاء هي الحكم بالقانون والدستور لا من بنات أفكارهم .. بدليل حكم عودة النائب العام السابق الذى كان بروفة واضحة لهذا، برغم أن السفير البريطاني كشف تواطؤ وتقصير عبد المجيد محمود في عدم إعادة الأموال المنهوبة لمصر!
من عجائب الثورة أن نرى مقر الرئيس المخلوع (في المستشفى لا السجن)، مؤمنا بأعلى درجات التأمين من قوات الأمن والقوات الخاصة، وينعم فيه بالهدوء وراحة البال، ونرى "مبارك" يجلس بصحة جيدة في المحكمة واثقا من براءته ملوحا لمعجبيه، وصحف تنشر أنباء عن استعداد العاملين في قصره بشرم الشيخ لعودته بتجميل القصر(!).. بينما المقر الرئاسي للرئيس المنتخب محمد مرسى يهاجمه الفلول و"الثوار التايوانيون" بالمولوتوف والحجارة ويكتبون ألفاظا قذرة عليه، كما يهاجمون منزل أسرته في الشرقية وفى التجمع الخامس الذى يفتقر للتأمين الكافي؟!.
ومن عجائب الثورة أن نجد أحمد شفيق أبرز رموز الفلول يعلن أنه سيعود لمصر ويقصى مرسى، ويقول إن عودته ستكون مفاجئة ضمن "خطة" لم يفصح عنها، بينما الكل في مصر يدرك أن عودته –لو تمت– ستكون ضمن مسلسل معد بإحكام لإجهاض الثورة بدعاوى تزوير انتخابات الرئاسة السابقة يجرى الإعداد لها على قدم وساق؟!
من عجائب الثورة أن تطالب جبهة الخراب بتنحي الرئيس المنتخب لأنه قُتل وأصيب في عهده عدد من أنصارهم الذين هاجموا منشآت الدولة وأحرقوها بالمولوتوف وقطعوا الطرق والمترو والقطارات وألقوا المولوتوف على القصر الرئاسي، بينما يخرسون عن مسلسل البراءة لجميع رموز النظام السابق وتأجيل القضاء المتوالي لحسم مصير قتلة الثوار الحقيقيين؟
من عجائب الثورة أن نرى قسما كاملا بالمستشفى العسكري معطلا ومسخرا لصالح الرئيس السابق الذى بدا في المحاكمة مبتسما وبصحة جيدة ولا حاجة لبقائه في المستشفى، بينما مرضى كثيرون لا يجدون معاملة بالمثل!.
التاريخ لن يرحم من تحالفوا مع الفلول.. التاريخ لن يرحم من تواطئوا على تأجيل إقرار العدالة لصالح الشهداء والمصابين.. التاريخ لن يرحم من غلبوا الهوى السياسي على العدالة.. التاريخ لن يرحم من ملئوا كروشهم بالمال الحرام ليقولوا كلمة زور فى إعلام الفلول!
هل في رحيل فياض مؤامرة ؟
الرسالة نت ،،، عماد عبد الله زقوت
العديد أعرب عن ارتياحه لرحيل فياض عن الحكومة في الضفة المحتلة وبرأيي ليس هذا مربط الفرس وإنما ما تركه الرجل من نهج خطه منذ تقلده مقاليد الحكومة في الضفة في العام 2007، فهو عمل على ثلاث خطوط الأول إضفاء التبعية الكاملة للاحتلال على عقلية الأجهزة الأمنية هناك والثاني القضاء على ما تبقى من الاقتصاد الفلسطيني والثالث محاولة محو الثوابت من الذاكرة الفلسطينية .. وما القبضة الأمنية على الضفة وإنهاء أي حالة للمقاومة وإغلاق عدد كبير من المصانع في الخليل وغيرها وإغراق الموظفين بالقروض وظاهرة أكبر طبق حلويات وأطول ثوب فلسطيني إلا خير دليل على ما ذكرت.
وبالتالي استقالته لا تعني ارتياحا وإنما عبء ثقيل لما تركه من موروث نكد على قضيتنا الفلسطينية تتحمل مسئوليته حركة فتح باعتبارها شريكا له بغض النظر عن حالة الطلاق التي حدثت بينهما بسبب تعارض المصالح والصلاحيات فيما بينهما.
وما جرى من تدخلات أمريكية وحتى صهيونية لإبقاء فياض في منصبه يدلل على أن الرجل لم يألُ جهدا في تنفيذ سياستهم ليأتي على ما تبقى لشعبنا في الضفة من ثوابت واستمساك بالوطن، ما جعل حركة فتح تنقلب عليه لا لشيء وإنما لأنه لم يترك لها شيئا من الحكم إلا وسيطر عليه فالأمن والاقتصاد والمال بيده لا بأيديهم.
فلم يتأخر عباس في إعلانه أنه سيستصدر مرسومين رئاسيين خلال الأيام القادمة أحدهما متعلق بالانتخابات والثاني بتشكيل حكومة جديدة، فما كان من فياض إلا استباق ذلك بإعلان استقالته وتقديمها لأبو مازن الذي لم يتوانَ في قبولها على الفور.
وربما يكون رحيل فياض مؤامرة لإفساح المجال لتنفيذ خطة دولية لإنهاء القضية الفلسطينية وهذا ما يدفعنا إلى القلق من إقدام عباس على إعلان المرسوم المتعلق بالانتخابات التشريعية دون توافق مع حركة حماس وبالتالي يلجأ عباس إلى تنفيذها في الضفة دون غزة كما فعل من قبل بخصوص الانتخابات المحلية، ومن ثم يصبح قطاع غزة خارج السياسة الفلسطينية التي يرأسها عباس وتصبح غزة منفصلة عن شرعيتهم وتعلن إقليما متمردا يوجب عليها كل القرارات الدولية التعسفية.
ولكن إعلان مثل هكذا ترهات قد ينهي الأمل بتحقيق المصالحة الوطنية ويؤدي إلى انفصال حقيقي عن الضفة بقرار رسمي من حركة فتح، وربما تكون خطة لإجبار مصر على تحمل مسئولية غزة بالكامل وتطبيق الكونفدرالية بين الضفة والأردن وما توقيع اتفاقية الوصاية الكاملة على المقدسات الإسلامية في القدس والضفة إلا مقدمة لذلك، وربما تكون هذه الخطة الأمريكية التي حذر منها هنية لإنهاء القضية الفلسطينية.
ليكنْ ما ذُكِر سابقا مجرد أوهام ولكن علينا الحذر منها وأن نجعلها أمامنا حتى نمنع تنفيذها لا قدّر الله.