النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 546

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 546

    أقــلام وآراء إسرائيلي (546)
    الثلاثاء 04/02/2014 م

    في هــــــذا الملف

    دولة اسراطين الموعودة!
    بقلم: يرون لندن،عن يديعوت

    هكذا تكلم أبو مازن لكيري
    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت

    تجارة سياسية
    بقلم: عوديد تيرا،عن معاريف

    إعادة تزوير التاريخ فلسطينيا
    بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    الشرق الاوسط يحترق ونحن أبرياء!
    بقلم:دان مرغليت،عن معاريف

    إدعموا نتنياهو
    بقلم: عوزي برعام ،عن هآرتس

    وماذا لو فشل كيري؟
    بقلم: دانييل ابراهام،عن هآرتس


    دولة اسراطين الموعودة!

    بقلم: يرون لندن،عن يديعوت
    يبدو أن هذه ساعة محملة بالمصير، سيتقرر فيها اذا كان الشعبان المتواجدان في البلاد سيواصلان الالتفاف الواحد على الاخر كمتعاركين يخافان الارتخاء، أم انهما سينفكان ويبتعدان. اغلبية ساحقة من بين اليهود والعرب يتمنون الامكانية الثانية ولكنهم لا يؤمنون باحتمالات تحققها. وقد سلمت القيادات بالفشل وهي تعنى بتخطيط خطاها في أعقاب الازمة التي لا بد ستنشب في اعقابه. في رأس اهتمامهم ادانة الآخر امام الرأي العام في العالم.
    على خلفية اليأس من امكانية تقسيم قطعة البلاد الصغيرة خاصتنا، يتعاظم صوت مؤيدي اقامة دولة واحدة من البحر حتى النهر. ويشارك في هذه الفكرة متطرفون من اليمين ومن اليسار.
    من بين اليمينيين هناك من يؤمن بانه يجب ضم المناطق المحتلة ومنح سكانها العرب حقوق المواطنة الكاملة. وبرأيهم، فان هذه الخطوة لا تقوض رؤيا الدولة اليهودية، لان الميل الديمغرافي يتعارض وتوقع الديمغرافيين الرسميين. فعدد الفلسطينيين أدنى بكثير مما تقوله المعطيات المطروحة، ومعدل الولادة في اوساطهم آخذ في الانخفاض، والهجرة من البلاد مستمرة. هؤلاء، مكترثو صهيون، واثقون من أنه سيأتي الينا جموع اليهود الذين سيفرون من اللاسامية المتعاظمة في البلدان المختلطة وسيجتذبون الى اسرائيل المزدهرة. وهكذا تزداد الاغلبية اليهودية، وتحفظ الديمقراطية، والعرب سيوافقون على مكانتهم كأقلية عرقية فرحة بنصيبها وتشارك في بناء دولة فيها أغلبية يهودية ومناخ ثقافي يهودي.
    تحمل هذا الرأي اقلية صغيرة، ولا سيما من التعديليين القدامى كموشيه آرنس وروبي ريفلين. وهم يعتقدون بان معلمهم، زئيف جابوتنسكي، لو كان يعيش معنا، لما كان غير كلمة من مقالته. كما أن هناك مثاليون سذج، ولا سيما من أبناء المعسكر الديني الوطني، ممن يعتقدون بان سير التاريخ اليهودي حتمي وانهم يعرفون مساره. مقابلهم، فان اغلبية مؤيدي الضم ليسوا سذجا على الاطلاق. فهم يتبنون فكرة اقامة ‘بانتوستانات’: اقاليم صغيرة، منقطعة الواحدة عن الاخرى، يعطى لسكانها الفلسطينيين الحق في أن يقرروا مستوى ضريبة المسقفات في بلداتهم، وتشغيل مراقبي بلدية وادارة محطات الاطفائية. حتى متى؟ حتى يأتي المسيح او حتى تلوح لليهود فرصة تنظيم طرد جماعي، او ما يأتي اولا.
    في القطب الراديكالي اليساري يوجد من لا يؤمنون بامكانية الانفصال. لا يجدون سبيلا لتسوية التجربة الديمقراطية مع الضم ولا يقلقون من امكانية ان يكون غير اليهود اغلبية مواطني الدولة الموحدة. بالنسبة لهم، يحسم عبء الاحتلال كل اعتبار آخر وعليه فمن الافضل اقامة جمهورية متعددة القوميات وموحدة المواطنة. اذا ما نجح المشروع فلن تمر اجيال عديدة الى ان تختلط المجموعتان السكانيتان الواحدة بالاخرى وتنشأ هنا ثقافة مشوقة، من اليهودية والعربية.
    الكثير من العرب، يتبنون هذا الرأي. الاخيار منهم يفترضون بانه في الدولة المشتركة سيصبح اليهود أقلية مجدية وخانعة. اما اليهود الذين يتبنون هذا الرأي فهم اقلية والاكثر صخبا من بينهم هو جدعون ليفي، المراسل والمحلل النشط والكفؤ في ‘هآرتس′. دوافعه نبيلة، ولكن عذابات ضميره تشبه آلام الجسد التي تحرك الانسان لان يلقي بنفسه من السطح. فالجسد المحطم لا يتألم.
    منذ انحلال الامبراطورية الرومانية وحتىى قيام الاسرة الاوروبية مر نحو 1500 سنة من الحروب بين شعوب القارة. ووحده ثبات الانظمة الديمقراطية والازدهار الاقتصادي الذي يغطي كل الدول سمح بالاتحاد المترنح. فكيف يمكن التفكير بجمهورية ‘اسراطين’، في عالم لا يستطيع فيه حتى التشيكيون والسلافيون ان يخضعوا أنفسهم لسلطة واحدة؟ ليفي والمقربون من رأيه يغفرون للعرب فشلهم المطلق في تبني قيم الحداثة ومستعدون للتعاون معهم في الحكم بل والاخذ بالحسبان للامكانية الناشئة عن مسؤولية النظام الديمقراطي في أن يكون الحكم في أيديهم. فهل تخلص الفلسطينيون من الثقافة المريضة التي تميز 350 مليون من اخوتهم العرب؟ ربما ولكني لست مستعدا لان افحص هذا على جسدي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    هكذا تكلم أبو مازن لكيري

    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت
    تعلم أبو مازن شيئا من نتنياهو ومن عدد من رؤساء وزراء اسرائيليون سبقوه: وهو أن لا يُقال لا لوزير خارجية امريكي متحمس مركز طموح، وألا يُقال لا بصراحة على كل حال، وقد حرص أبو مازن في احاديث مع اجانب في نهاية هذا الاسبوع ايضا على أن يؤكد الجانب الايجابي في جهود الوساطة الامريكية. يطلب نتنياهو أن تكون الدولة الفلسطينية منزوعة السلاح، يقول. وأنا اؤيد ذلك فليست بي أية حاجة الى جيش لأنه اذا انشأنا جيش فسينقلب علي آخر الامر، فتكفيني شرطة مدنية كما هي الحال اليوم.’
    ونتنياهو يطلب فترة انتقالية طويلة حتى التنفيذ النهائي، يقول. وقلنا إنه تكفي ثلاث سنوات، وأنا الآن مستعد لخمس سنوات. واسرائيل والاردن تخشيان ما سيحدث في غور الاردن، حسن. وأعارض أن توضع قوة دولية كقوة من الاردن وحلف شمال الاطلسي مثلا، في غور الاردن بعد الفترة الانتقالية وتبقى هناك الى الأبد.
    لن أعلن اعترافا باسرائيل دولة يهودية، يقول، لكنني أبقي بين السطور مكانا لتفكير خلاق. فقد تحدث قرار التقسيم الذي صدر عن الامم المتحدة في تشرين الثاني 1947 القرار 181 عن دولة يهودية ودولة عربية تنشآن في ارض اسرائيل. وتبنى عرفات القرار وكرر هذه الجملة بصوته. وقد يصبح عرفات الدرع الواقية التي تُمكن أبو مازن من الاستجابة للطلب الاسرائيلي دون أن يعرضه جمهوره على أنه خائن. وهو يقبل ضمنا مخطط كلينتون بشأن القدس بأن تكون الاحياء اليهودية وراء الخط الاخضر تحت سيادة اسرائيل؛ وتكون الاحياء العربية تحت سيادة فلسطين. لكنه يصر على أن يكون شرقي القدس عاصمة الدولة الفلسطينية ويشمل ذلك الحوض المقدس والاحياء حوله لا ما يحب الاسرائيليون أن يسموه ‘القدس الكبرى’.
    وتبنى فيما يتعلق بمستقبل المستوطنات ايضا موقفا محنكا يُمكنه من حرية الحيلة وهو يقول لنصغ أولا خط حدود متفقا عليه. وفي المرحلة التالية تستطيع اسرائيل أن تبني في كتلها الاستيطانية كيفما تشاء؛ وتُجمد البناء في المستوطنات شرقي هذا الخط، ويُحدد مستقبلها بالتفاوض بعد ذلك.
    وهو يصر على أن تحصل الدولة الفلسطينية في تبادل الاراضي كما وُعدت على ‘ارض مساوية بالمساحة والجودة ايضا’. وحينما يُذكرونه بمبلغ صعوبة الوفاء بهذا الوعد يُبين أن ليست الشهوة الى الارض هي التي توجهه بل الرفض الاسرائيلي لتحقيق حق العودة لأنه اذا كان يفترض أن تتلقى الدولة الفلسطينية 300 400 ألف لاجيء فيها فهي محتاجة الى ارض، يقول.
    في الوقت الحالي قُبيل انقضاء الموعد الذي حدده كيري لنفسه، أصبحت اللعبة تجري في ملعبين في نفس الوقت. في أحد الملعبين تجري لعبة اتهام وهي كيف يستطيع كل طرف أن يضائل الضرر الذي سيصيبه في غد تفجير المحادثات؛ وتجري في الملعب الثاني لعبة الاتفاق وهي كيف يستطيع كل طرف أن يدفع قدما بمصالحه في الوثيقة التي سيصدرها الامريكيون. إن احتمالات النجاح غير كبيرة لكنها أكبر كثيرا من التقديرات التي صاحبت المحادثات منذ بدأت.
    كان يبدو في الاشهر الاولى من بعثة كيري أن الرئيس اوباما الذي خبر الاخفاقات في ولايته الاولى، ينأى بنفسه عن التفاوض. وقد يكون حدث تغيير في هذه القضية المهمة ايضا، فقد بين أحد كبار مسؤولي الادارة في الماضي زارنا هنا في الاسبوع الماضي، بين أن اوباما يريد في السنوات الثلاث الباقية أن يحصر عنايته في تراثه. وهو متجه الى اليسار في الحزب الديمقراطي الذي يولي احراز اتفاق بين اسرائيل والفلسطينيين أهمية كبيرة.
    إن تأييد الرئيس يعطي وعود كيري قوتها ويعزز تهديداته، فحينما يحذر اسرائيل من مقاطعة دولية كما حدث مع جنوب افريقيا يعلم ما الذي يتحدث عنه. وأنه يكفي أن يقول في حال الفشل إن الولايات المتحدة تنفض يدها من المسيرة أو أخطر من ذلك أنه خلص الى استنتاج أنه لا سبيل الى التوصل الى حل الدولتين لجعل اسرائيل في نظر جزء كبير من الغرب تشبه جنوب افريقيا ذات نظام الفصل العنصري.
    سأله اسرائيلي التقى معه في دافوس هل شعر بالاهانة بسبب النعوت التي ألصقها به بوغي يعلون، وزعم أن لا، وقال ‘حينما كنت حاكم ولاية ماساشوسيتس تلقيت اهانات اسوأ كثيرا’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    تجارة سياسية

    بقلم: عوديد تيرا،عن معاريف
    وزراء، نواب والان ايضا مجموعة رجال أعمال، يتحدثون عن الاضرار الجسيمة المتوقعة للاقتصاد الاسرائيلي اذا لم نصل الى اتفاق سريع مع الفلسطينيين. عندما يقول هذا وزراء ونواب لا صلة لهم بالمفاوضات، يمكن لنا أن نحتمله ونغفر له، يعدم ارتياح. ولكن عندما يقول هذا مسؤولون يتفاوضون مع الفلسطينيين ومسؤولون في القطاع التجاري، ممن يتحملون المسؤولية في المسألة، فهذا خطير وغير مناسب. من هنا يستمد وزير الخارجة الامريكي قوله الاخير في مؤتمر ميونخ للامن بان فشل المحادثات مع الفلسطينيين سيجلب مقاطعة اقتصادية على اسرائيل. والامر ينطبق على نحو خاص بالنسبة لوفد رجال الاعمال الكبار الذين سافروا الى دافوس بهدف دعم نتنياهو، مثابة عناق دب او الادق دفعة دب نحو اتفاق سريع مع الفلسطينيين.
    كل رجل اعمال مبتدىء يعرف بانه عندما يسمع الفلسطينيون الضغط العلني على نتنياهو للوصول الى اتفاق سريع فانهم يتصلبون في مواقفهم. وعليه، فان ضغطا من هذا القبيل هو في اقل الاحوال عمل سخيف. فتصوروا انكم تجرون مفاوضات مع مورد على سعر بضاعة. انتم تجلسون امام المورد والى جانبكم رجل مشترياتكم. وبسبب موقفكم الصلب على السعر ينشأ توتر في المفاوضات مع المورد ويهدد بترك الطاولة. في هذه اللحظة الحرجة رجل مشترياتكم يفقد برودة اعصابه ويقول بصوت عال: وافق على السعر. اذا لم توافق فنحن سنكون في وضع لا يطاق لان كل الموردين الاخرين لا يمكنهم ان يلتزموا بالجدول الزمني المطلوب لنا. فماذا برأيكم سيكون رد فعل المورد؟ هل سيوافق على السعر المطلوب منكم ام سيتصلب في موقفه؟ افترض انكم تعرفون الجواب هو أنه سيتصلب في موقفه.
    والامر صحيح على نحو خاص بالنسبة لابو مازن، المورد الذي هو غير معني بتوريد البضاعة لانه يعرف بان اتفاق السلام سيخرج الجيش الاسرائيلي من يهودا والسامرة ويؤدي الى سقوطه وسقوط رجاله. فبدون الجيش الاسرائيلي، الذي يحافظ على حكمه، ستسيطر حماس بصفتها الاغلبية الساحقة في المناطق.
    يحتمل أن يكون المبادرون الى الفكرة فكروا بنوع من مظاهرة التضامن من القطاعات التجارية من الطرفين من أجل تسوية سياسية تؤدي الى ازدهار اقتصادي في المنطقة. ولكن حتى هذه المبادرة الساذجة اشكالية، وذلك لانها تفترض بان للقطاع التجاري في السلطة الفلسطينية وزن مشابه لوزن القطاع التجاري في اسرائيل. الظروف في السلطة الفلسطينية هي أن ابو مازن يخاف من حماس أكثر من أن يقدر قلق القطاع التجاري لديه. وعليه فان الصدى الاعلامي الناشيء هو أن رجال أعمال في اسرائيل قلقون من المقاطعات على المنتجات من اسرائيل في اوروبا لانه لا يوجد تقدم سريع في المسيرة السلمية. وهم يقدرون حسب الصدى الاعلامي بان المقاطعات ستزداد كلما تأخرت المفاوضات. ونحن سنتهم بتأخير المفاوضات.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    إعادة تزوير التاريخ فلسطينيا

    بقلم: رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
    في اثناء مؤتمر ميونيخ في نهاية الاسبوع الماضي حذر وزير الخارجية الامريكي جون كيري اسرائيل من أنه اذا فشل التفاوض فستعاني من مقاطعة دولية. وحينما كان هذا يحذر كان الاتحاد الاوروبي يكف نفسه بصعوبة، فقد اصبح مندوبوه يهددون بفرض مقاطعات على اسرائيل تشبه تلك التي فرضت على جنوب افريقيا اذا رفضت بدلة المجانين الانتحارية التي يحيكها لها أنصار التسوية المفروضة مع الفلسطينيين. وتلخص هذه اللازمة النهائية العلم الاوروبي المعادي للسامية القديم الذي يقول: ‘إضرب اليهودي في جيبه’.
    إن اهتمام اوروبا بأمننا مقلق حقا. فبعد أن صدت بنجاح الارهاب والقتل في سوريا والعراق اتجهت كاثرين آشتون ورفاقها الى قضية اسرائيل. لا شك أن انفتاحهم للدعاوى الفلسطينية سيفضي الى انشاء جائزة نوبل جديدة تسمى جائزة ‘الكذب والتلاعب السياسي باعتبارهما طريقة قتال’. وفي هذا الاطار سيمنح الفلسطينيون لاول مرة منذ وُجدوا جائزة نوبل الابداعية هذه (منذ كانت جائزة نوبل للسلام التي أعطيت لعرفات).
    إن هذه الجائزة المستقبلية ستجسد الذروة الناجحة للجهد الفلسطيني مع الجهد الاوروبي، لحل المشكلة اليهودية باستعمال مصطلحات اوروبية نبيلة فيها حنين الى الماضي: فهو يسمون الارهاب الفلسطيني الموجه على الاسرائيليين ‘مقاومة’، ويسمون الجدار الذي يمنع تفجير مخربين في حافلات ومقاهي في اسرائيل ‘فصلا عنصريا’، ويسمون استيطان اليهود في ارضهم التي لم تُحتل من الفلسطينيين قط، ‘احتلالا’. مرحى. يبدو هذا حنينا الى الماضي بالانجليزية، حقا. هلم نرى الآن ‘شيلوك’ اليهودي وهو يقتلع مستوطنات ويقرر من أين سيقتطع قطعة اللحم من لحمه الحي من اجل السلام.
    إن الابداع الفلسطيني يستحق في الحقيقة جائزة الأثر القديم. يقول المثل العربي: ‘عذر أقبح من ذنب’. إن كل اسرائيلي لو سمع صائب عريقات، الممثل الفلسطيني في التفاوض برعاية وزير الخارجية الامريكي جون كيري، وهو يعلل في ميونيخ رفض الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية، كان سيمنحه فورا صفة فكاهة العام والخيال المبدع. إن هذا الرجل (وهو في أصله بدوي من الاردن) قال في حماسة على مسامع مندوبي الأمم إن الرواية الفلسطينية تقول إنهم من نسل الكنعانيين، ولهذا سبقوا اليهود في البلاد التي هي للفلسطينيين في الحقيقة. ولم يحتج على ذلك أحد في اوروبا ولم تسخر تسيبي لفني منه.
    اعتقد عريقات ‘المؤرخ’ أن الاعتراف بيهودية اسرائيل مس بالرواية الكنعانية التي تمنح الفلسطينيين الذين سبقوا اليهود ملكية ارض اسرائيل. وعريقات بتلويحه بـ ‘شهادة الميلاد’ الجديدة هذه زاد في علامات السؤال المتعلقة بآباء الفلسطينيين المجموعين من الدول العربية. وبين عريقات في حماقة ليس لها نظير أن سبب الرفض الفلسطيني للاعتراف بأن اسرائيل دولة يهودية ينبع من أن ملكيتهم تسبق ملكية اليهود لأنهم من نسل الكنعانيين ولهذا لا ينوون التخلي. وقد أعلن عريقات في ميونيخ انشاء دولة ‘فلسطين الكنعانية’ في ارض اسرائيل كلها، فصفقوا له.
    وجد في ستينيات القرن الماضي ساخرون زعموا أن أصل الفلسطينيين أم يهودية (الصهيونية) وأب انجليزي (الانتداب)، وأصيب عريقات ‘الكنعاني’ بالبلبلة قليلا ونسي أنه حينما بحث عرفات (الذي ولد في مصر) عن أب زعم أن الفلسطينيين هم من نسل ‘اليبوسيين’. وحدث هذا ايضا لاحمد الطيبي ‘الفلسطيني’، الذي تبين أن أصله من سوريا. زعم كثيرون من موجدي الرواية الفلسطينية على مر السنين أنهم من نسل ‘الفلسطينيين’ (الذين جاؤوا من البحر). بينما زعم فلسطينيون آخرون متعطشون الى النسب أنهم من نسل محاربي الاسلام في فترة محمد وصلاح الدين بعده الذين احتلوا البلاد. فلو سمع هؤلاء أنهم من نسل عبدة أوثان لكان ذلك اهانة وسببا يدعو الى القتل.
    أوجد الفلسطينيون لاثبات سبقهم لليهود في ارضنا ورفض شروط السلام، أوجدوا أبا جديدا وهم الكنعانيون عبدة الأوثان. وبحسب الكتاب المقدس والقرآن بادت هذه الشعوب ‘قوما جبارين’ وورث اليهود ارضهم. ولهذا فان كلام عريقات هو ‘هدف ذاتي’. ومن الطبيعي أن يوجد كل ابن زنا شهادة ميلاد وأن ينسب نفسه الى أب جليل، لكن لماذا يحتاج الفلسطينيون الى آباء مريبين كهؤلاء ومتى نفهم طبيعة من نُعامل؟.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    مفارقة المفاوضات

    بقلم: تشيلو روزنتال،عن هآرتس
    التسريب المقصود في حديث مارتين اينديك، المبعوث الامريكي لمحادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين بتكليف من وزير الخارجية جون كيري، والذي يفيد بانه ستتحقق تسوية يتمكن فيها 80 في المئة من المستوطنين اليهود البقاء في أماكنهم في اطار اتفاق تبادل الاراضي بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي سيقوم على اساس خطوط الرابع من حزيران 1967، يأتي ليشكل بالون اختبار قبيل الحسم المقترب في المحادثات الجارية بين اسرائيل والفلسطينيين برعاية الامريكيين. منذ البداية ينبغي التشديد على أنه لا يوجد اي يقين في أن يتوصل الطرفان الى اتفاق لا مرحلي ولا نهائي لان المسائل موضع الخلاف على ما يكفي من التعقيد. اضافة الى ذلك، حتى لو جاءت تصريحات اينديك لفحص رد فعل الطرفين، فليس فيها اي جديد. منذئذ وحتى اليوم، وأغلب الظن من اليوم وحتى زمن طويل آخر، يعرف الجميع مقاييس الحل المطلق، إن لم يكن الكامل. فالمحادثات السرية بين الطرفين تأتي للقضاء على الاحابيل والتدخلات من الجهات المعادية لكل تسوية، ولكن يمكن بيقين القول بانه لا يوجد اي تغير جوهري في الخطط والهياكل عن طبيعة التسوية. نحن بعيدون عنها بعدا شديدا جدا.
    دنيس روس، المبعوث الامريكي للمحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، وفي واقع الامر سلف اينديك، يقول في كتابه ‘عن السياسة’ الامور التالية: ‘المسيرة (المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، تش. ر) انتهت في نهاية عهد ادارة’ كلينتون بفشل المفاوضات على المسائل الجوهرية للنزاع: القدس، الحدود، الامن واللاجئين. وكواحد من مهندسي المفاوضات وكمن شارك فيها، أعرف بان الفوارق في نهاية المحادثات كانت قابلة للجسر. اعرف ايضا بانه رغم خيبات الامل والفائدة التي خابت على مدى المسيرة فان الاتفاق كان ممكنا، وكذا ايضا آمن الشعبان والوفدان للمفاوضات’.
    وتجدر الاشارة الى أن دنيس روس يلقي بالذنب على عرفات رافض سلام لم يكن مستعدا لان يتغير ويصبح زعيما بل فضل البقاء ثوريا خالدا. في حينه وجدنا المذنب وشنقناه في ميدان المدينة، غير أنه منذئذ يوجد زعيم آخر، ابو مازن، وانتقل قطاع غزة الى أيدي رجال حماس، ولا تتوقف جولات تبادل الضربات بين الطرفين، وما كان حاضر. فكيف نفسر ذلك أن عرفات لم يعد منذ زمن بعيد ولا يوجد اتفاق مع الفلسطينيين؟
    لقد كانت مبادرات امريكية ومحادثات بين فلسطينيين واسرائيل حتى الشبع. ورئيس الوزراء السابق، ايهود اولمرت، يصر على ادعائه بانه لو لم ينهِ’ مهام منصبه كرئيس للوزراء بسبب الشبهات ضده، فأغلب الاحتمال ان الطرفين كانا قريبين جدا من الاتفاق. لنفترض أن اولمرت محق في قوله. فلا يزال يبقى دون جواب السؤال المركزي: هل في وضع اتفاق يحصل فيه الفلسطينيون على أكثر من 90 في المئة من عموم اراضي يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، الكتل الاستيطانية الكبرى تبقى في يد اسرائيل وتجري تبادلات للاراضي، فهل ستجد مسألة القدس ومشكلة اللاجئين حلولا لهما ايضا؟
    بالنسبة لنا، لا يوجد اي احتمال في أن تكون في الوضعية السياسية الراهنة في اسرائيل اغلبية لتقسيم القدس. ولا بد ان الامور تنطبق على حق العودة للاجئين ايضا. معقولية أعلى بكثير الا يكون الفلسطينيون جاهزون، باي حال، للتنازل عن شرقي القدس وعن حق العودة. وكدليل، في الجولة الحالية من المحادثات ايضا، كما تسرب عنها، تتجه النية لان تكون شرقي القدس عاصمة فلسطين. ليس في اسرائيل ولا في اوساط الفلسطينيين أغلبية سياسية لاتفاق من هذا النوع. وبالضبط هنا المفارقة: فالكل يعرف ما هو الحد الادنى الذي يرغب كل طرف في أنه يحققة في المفاوضات، مثابة على جثتي، غير أن الكل يعرف بان الوصول الى اتفاق على ذلك متعذر الان. ومع ذلك يواصل الطرفان في ذات الصيغة. لا يوجد اتفاق اكثر واقعية مما عرض حتى الان. ما سيقرر هو الجرأة السياسية لزعيمي الطرفين وحساب المنفعة والخسارة. الادعاءات تجاه الفلسطينيين معروفة جيدا وخسارة تكرارها. اسرائيل برئاسة نتنياهو وائتلافه ليست ناضجة لخطوة دراماتيكية كهذه. وحسب افضل فهمي، فنحن لا نزال بعيدين جدا عن هذا الوضع. من غير المستبعد أن يكون الحل الفوري اتفاق مرحلي وتوافق على استمرار المفاوضات. وحتى في حينه فان الواقع السياسي في اسرائيل لن يتمكن من احتواء الواقع.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الشرق الاوسط يحترق ونحن أبرياء!

    بقلم:دان مرغليت،عن معاريف
    التسريب المقصود في حديث مارتين اينديك، المبعوث الامريكي لمحادثات السلام بين اسرائيل والفلسطينيين بتكليف من وزير الخارجية جون كيري، والذي يفيد بانه ستتحقق تسوية يتمكن فيها 80 في المئة من المستوطنين اليهود البقاء في أماكنهم في اطار اتفاق تبادل الاراضي بين اسرائيل والفلسطينيين، والذي سيقوم على اساس خطوط الرابع من حزيران 1967، يأتي ليشكل بالون اختبار قبيل الحسم المقترب في المحادثات الجارية بين اسرائيل والفلسطينيين برعاية الامريكيين. منذ البداية ينبغي التشديد على أنه لا يوجد اي يقين في أن يتوصل الطرفان الى اتفاق لا مرحلي ولا نهائي لان المسائل موضع الخلاف على ما يكفي من التعقيد. اضافة الى ذلك، حتى لو جاءت تصريحات اينديك لفحص رد فعل الطرفين، فليس فيها اي جديد. منذئذ وحتى اليوم، وأغلب الظن من اليوم وحتى زمن طويل آخر، يعرف الجميع مقاييس الحل المطلق، إن لم يكن الكامل. فالمحادثات السرية بين الطرفين تأتي للقضاء على الاحابيل والتدخلات من الجهات المعادية لكل تسوية، ولكن يمكن بيقين القول بانه لا يوجد اي تغير جوهري في الخطط والهياكل عن طبيعة التسوية. نحن بعيدون عنها بعدا شديدا جدا.
    دنيس روس، المبعوث الامريكي للمحادثات بين اسرائيل والفلسطينيين، وفي واقع الامر سلف اينديك، يقول في كتابه ‘عن السياسة’ الامور التالية: ‘المسيرة (المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين، تش. ر) انتهت في نهاية عهد ادارة’ كلينتون بفشل المفاوضات على المسائل الجوهرية للنزاع: القدس، الحدود، الامن واللاجئين. وكواحد من مهندسي المفاوضات وكمن شارك فيها، أعرف بان الفوارق في نهاية المحادثات كانت قابلة للجسر. اعرف ايضا بانه رغم خيبات الامل والفائدة التي خابت على مدى المسيرة فان الاتفاق كان ممكنا، وكذا ايضا آمن الشعبان والوفدان للمفاوضات’.
    وتجدر الاشارة الى أن دنيس روس يلقي بالذنب على عرفات رافض سلام لم يكن مستعدا لان يتغير ويصبح زعيما بل فضل البقاء ثوريا خالدا. في حينه وجدنا المذنب وشنقناه في ميدان المدينة، غير أنه منذئذ يوجد زعيم آخر، ابو مازن، وانتقل قطاع غزة الى أيدي رجال حماس، ولا تتوقف جولات تبادل الضربات بين الطرفين، وما كان حاضر. فكيف نفسر ذلك أن عرفات لم يعد منذ زمن بعيد ولا يوجد اتفاق مع الفلسطينيين؟
    لقد كانت مبادرات امريكية ومحادثات بين فلسطينيين واسرائيل حتى الشبع. ورئيس الوزراء السابق، ايهود اولمرت، يصر على ادعائه بانه لو لم ينهِ’ مهام منصبه كرئيس للوزراء بسبب الشبهات ضده، فأغلب الاحتمال ان الطرفين كانا قريبين جدا من الاتفاق. لنفترض أن اولمرت محق في قوله. فلا يزال يبقى دون جواب السؤال المركزي: هل في وضع اتفاق يحصل فيه الفلسطينيون على أكثر من 90 في المئة من عموم اراضي يهودا والسامرة (الضفة الغربية)، الكتل الاستيطانية الكبرى تبقى في يد اسرائيل وتجري تبادلات للاراضي، فهل ستجد مسألة القدس ومشكلة اللاجئين حلولا لهما ايضا؟
    بالنسبة لنا، لا يوجد اي احتمال في أن تكون في الوضعية السياسية الراهنة في اسرائيل اغلبية لتقسيم القدس. ولا بد ان الامور تنطبق على حق العودة للاجئين ايضا. معقولية أعلى بكثير الا يكون الفلسطينيون جاهزون، باي حال، للتنازل عن شرقي القدس وعن حق العودة. وكدليل، في الجولة الحالية من المحادثات ايضا، كما تسرب عنها، تتجه النية لان تكون شرقي القدس عاصمة فلسطين. ليس في اسرائيل ولا في اوساط الفلسطينيين أغلبية سياسية لاتفاق من هذا النوع. وبالضبط هنا المفارقة: فالكل يعرف ما هو الحد الادنى الذي يرغب كل طرف في أنه يحققة في المفاوضات، مثابة على جثتي، غير أن الكل يعرف بان الوصول الى اتفاق على ذلك متعذر الان. ومع ذلك يواصل الطرفان في ذات الصيغة. لا يوجد اتفاق اكثر واقعية مما عرض حتى الان. ما سيقرر هو الجرأة السياسية لزعيمي الطرفين وحساب المنفعة والخسارة. الادعاءات تجاه الفلسطينيين معروفة جيدا وخسارة تكرارها. اسرائيل برئاسة نتنياهو وائتلافه ليست ناضجة لخطوة دراماتيكية كهذه. وحسب افضل فهمي، فنحن لا نزال بعيدين جدا عن هذا الوضع. من غير المستبعد أن يكون الحل الفوري اتفاق مرحلي وتوافق على استمرار المفاوضات. وحتى في حينه فان الواقع السياسي في اسرائيل لن يتمكن من احتواء الواقع.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    إدعموا نتنياهو

    بقلم: عوزي برعام ،عن هآرتس
    لا شيء أسهل من الهجوم على بنيامين نتنياهو، فهو في الحقيقة يستدعي هذا الهجوم بسلوكه المتردد الذي يحتمل معنيين، مع مؤثرات التخويف و’إعتمدوا علي’. ويقول كُتاب الاعمدة الصحفية الذين يهاجمونه: لماذا لا نهاجمه ونسقط قناع الهزل عن وجهه. لأن الفضل الوحيد الذي يمكن أن ينسب اليه هو أنه أفضل من نفتالي بينيت، وماذا في ذلك؟ إن الجميع هناك يحركهم القصد نفسه وهو إبقاء الوضع الراهن على حاله والقاء التهمة على محمود عباس.
    أنا أرى أن هذه الاستراتيجية مخطئة وكل ذلك لأنه لا أحد من مؤيدي تغيير موقف اسرائيل من الفلسطينيين سيتوصل الى الحكم في المستقبل القريب. صحيح أنه لو كان نتنياهو عضو كنيست عاديا في أحد احزاب اليمين، فلا شك في أنه كان سيتحدى بكامل قوته رئيس الوزراء الذي يؤيد فكرة الدولتين ويعبر عن استعداد لابقاء مستوطنات في الدولة الفلسطينية. لكن نتنياهو رئيس وزراء يتعرض لضغوط كبيرة جدا من كل اتجاه. فمن الوجهة السياسية المتفائلة تُستعمل ضغوط من الولايات المتحدة واوروبا وعدد من الدول العربية. ومن الوجهة الاقتصادية ايضا تُسمع مطالب التوصل الى تسوية. أما من الوجهة السياسية المتشائمة فان بيته الطبيعي، أي الليكود، يدير له ظهره بواسطة اعضاء الحزب المتدينين القوميين الحريديين، في حين يخشى اعضاء الكنيست الدفاع عنه ما عدا تساحي هنغبي الذي هو أكثر ذكاءا من جماعة ايكونس الكين ريغف بينيت.
    وأشعر في هذه الحال أنه يجب على مؤيدي التسوية واجب واحد فقط هو انشاء جبهة واسعة برلمانية وجماهيرية تضغط على نتنياهو لكن تدعمه سياسيا ايضا اذا عمل بحسب مصالح الدولة الحقيقية. لن يكون نتنياهو أول من يغير المواقف بسبب ضغط الازمان، فأنا أتذكر اسحق رابين في آخر ولايته الاولى لرئاسة الوزراء يتضاحك ردا على استعمال مصطلح ‘شعب فلسطيني’. وحينما بلغ رابين الى الحكم في 1992 اعترف بالشعب الفلسطيني وممثليه وقام بعمل شجاع لم ينجح نجاحا حسنا بسبب اغتياله ايضا.
    وماذا عن مناحيم بيغن المرشد العقائدي لحركته؟ فهل كان يحلم بيغن في يوم ما بأنه سيكون رئيس الوزراء الاسرائيلي الاول الذي ينشيء علاقات بدولة عربية ويعترف بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة؟ وماذا عن اهود اولمرت؟ حينما تحمل فقط المسؤولية الرئيسة عن وجود الدولة جعل في مقدمة اهتماماته احراز اتفاق سلام مع الفلسطينيين. ويُتذكر الكلام الذي وجهه الى نتنياهو حينما كان هذا رئيس وزراء وقال فيه إنه ليست له سبيل اخرى. وماذا عن اهود باراك الذي مضى الى كامب ديفيد؟ واريئيل شارون الذي أخلى غوش قطيف؟ ونتنياهو نفسه الذي وقع على اتفاق الخليل؟ تُبين الحقائق أن كل زعيم تحمل المسؤولية عن مصير الدولة غير موقفه بسبب ضغط الواقع.
    ولذلك ينبغي بدء حملة دعائية عامة واسعة بواسطة الانترنت وكل قناة ممكنة للضغط على نتنياهو لقبول اقتراحات جون كيري. فهو يسير سيرا متعثرا وهو يأمل أن يخرج عباس له حبات الكستناء من النار ويعود آنذاك كخبير استراتيجية كبير الى معسكر مؤيديه، وهو يتمسك بذرائع مختلفة عجيبة يبرز منها تمسكه الوسواسي بطلب أن يعترف العرب بأن اسرائيل دولة يهودية. لكن لا احتمال لحدوث ذلك، فليس لهذا الطلب ايضا تسويغ قيمي. نشرت الجامعة العربية في 2002 وثيقة تؤيد تطبيع العلاقات باسرائيل واعلان انهاء الصراع. توجد فيها في الحقيقة عناصر لا تستطيع اسرائيل قبولها لكن من المدهش أنه لم يستجب أحد من رؤساء الوزراء لهذا التحدي الكبير.
    أنا من ‘أنصار’ نتنياهو كالكُتاب الذين يهاجمونه بالضبط لكنه اليوم في مقام بت القرار، وينبغي انشاء جبهة ايجابية كبيرة في مواجهة جبهة الرفض التي أخذت تنشأ.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    وماذا لو فشل كيري؟

    بقلم: دانييل ابراهام،عن هآرتس
    ‘أخذت بعثة سلام وزير الخارجية الامريكي جون كيري تقترب من ساعة الحسم، لكن الجمهور الاسرائيلي بقي غير مكترث. فقد جرب على مر السنين مبعوثي سلام امريكيين جاءوا متحمسين ونكصوا على أعقابهم يائسين. ورتابة التفكير تفضي بكثيرين الى اعتقاد أنه سيأتي بعد كيري ايضا، كما حدث في الماضي، مبعوثون امريكيون آخرون يجربون حظهم. لكن هذا خطأ. لأنه يبدو أن كيري في الأمد المنظور هو آخر مبعوث امريكي يحاول تحقيق السلام بين اسرائيل والفلسطينيين.
    تُبين لي السنين الطويلة التي كنت مشاركا فيها في مسيرة السلام أن مفترق الحسم الذي تقترب اسرائيل اليه لا يشبه مفترقات قرار سابقة. فالحديث في هذه المرة عن خط فاصل ستواجه اسرائيل بعده واقعا مختلفا تماما واقعا أقسى تحكمه قوانين لعب أقل رفاه مما تعرفه اليوم. إذا فشلت بعثة كيري فستفقد اسرائيل الفرصة التاريخية التي تُمكنها من أن تحرز اليوم اتفاقا هو الافضل بالنسبة اليها، وستضطر في المستقبل الى التسليم بتسوية سيئة تفرض عليها أو الى العيش بلا تسوية والى أن تفقد صبغتها اليهودية والديمقراطية.
    اذا فشلت جولة المحادثات الحالية فستنفض الولايات المتحدة كما يبدو يدها من محاولات اخرى، وستملأ الفراغ جهات اخرى كمجلس الامن مثلا. وليس عند هذه الجهات بخلاف الولايات المتحدة حب كبير لاسرائيل. ولن تحظى المصالح الاسرائيلية بانتباه مؤيد كالذي يتم التعبير عنه حينما تصرف واشنطن المسيرة السياسية كجهد الرئيس براك اوباما وكيري المؤكد للاستجابة الى حاجات اسرائيل الامنية. فقد جندا جون الين وهو جنرال ذو اربعة نجوم سابق في قوات المارينز ليرأس فريقا فيه 160 خبيرا عسكريا واستخباريا كي يصوغ بالتشاور مع الجيش الاسرائيلي خطة تجعل الحدود على طول نهر الاردن الأكثر مناعة في العالم.
    اذا فشلت مهمة كيري فستخطيء اسرائيل اذا افترضت أنها تضمن فيتو آليا من الولايات المتحدة على كل قرار في مجلس الامن يتعلق بها ولا سيما اذا لاءمت هذه القرارات تصور واشنطن لصورة حل الصراع الاسرائيلي الفلسطيني.
    سيتبين لاسرائيل أن صبر الامريكيين على الاصدقاء الذين يطلبون مساعدة واشنطن لكنهم يتجاهلون المصلحة الامريكية في الوقت نفسه، أقل مما كان في الماضي. وليس سرا أن الولايات المتحدة تؤمن حقا بأن عدم وجود اتفاق اسرائيلي فلسطيني يضر بالمصلحة القومية الامريكية ضررا كبيرا. بل إن دعم يهود الولايات المتحدة غير مؤكد. لأن نسبة ذوبان اليهود العالية في غيرهم مع عدم الارتياح لسياسة اسرائيل الاستيطانية يبعدان عنها شبابا يهودا.
    يُكثر متحدثو اسرائيل الرسميون من الشكوى من البروز المفرط للشأن الفلسطيني في برنامج العمل الدولي. وهم يميلون الى نسيان أن هذا البروز هو الأساس للمساعدة المالية السخية غير العادية التي كان الفلسطينيون يحظون بها على مر السنين. ماذا سيحدث حينما ينقطع تيار المنح؟ ومن يتحمل المسؤولية الاقتصادية عن مصير الفلسطينيين الذين يعيشون تحت سلطة اسرائيل؟ وإن الدول المانحة أخذت تفقد الاهتمام. فالاوروبيون مثلا يؤمنون بأن اموالهم تُنفق على الاحتلال الاسرائيلي وقد يفضي فشل بعثة كيري الى اضعاف متزايد لمساعدة الدول المانحة وستنتقل المسؤولية الى القوة المحتلة وحدها أي الى اسرائيل، وتزداد قوة المعسكر الفلسطيني الذي يطلب نقض السلطة الفلسطينية بزعم أنها سلطة تخدم الاحتلال. وفي هذه الحال ستحتاج اسرائيل الى أن تهتم بنفسها بصحة الفلسطينيين في الضفة وتربيتهم وعملهم وصرفهم الصحي.
    وسنشهد اذا لم يوجد اتفاق ايضا ضعف المعسكر الفلسطيني الذي يفضل التصالح مع اسرائيل ويعارض الارهاب، وقد تصبح صورة حل الدولة الواحدة للشعبين هي الحل المفضل والعملي في حين يتوقع أن يقوى العنف على الارض. وسيكف الفلسطينيون عن تصريف حملة دعائية تؤيد دولة مستقلة وسيصرفون حملة دعائية مضادة للفصل العنصري. وهذا صراع اعلامي دولي لا تستطيع اسرائيل أن تنتصر فيه. اذا استمرت اسرائيل في سياسة توسيع المستوطنات فسيصعب على اصدقائها أن يواجهوا الجهود الدولية الخطيرة لعزلها. ومن المؤسف جدا أن العقوبات الاقتصادية والقانونية على اسرائيل وعلى الاسرائيليين ستصبح أمرا معتادا.
    ما زال من الممكن منع هذه السيناريوهات الصعبة. ويمكن أن ينجح التفاوض لأن اسرائيل محتاجة آخر الامر الى حدود متفق عليها يعترف بها العالم للحفاظ على صبغتها اليهودية والديمقراطية. واسرائيل محتاجة لتحظى بهذه الحدود الى اتفاق سلام يقوم على مبدأ الدولتين. وهذا الاتفاق سيمنح اسرائيل ايضا علاقات طبيعية كاملة بالعالم العربي والاسلامي كله كما تعد مبادرة السلام العربية.
    إن فشل بعثة كيري لن يكون علامة على بدء العد استعدادا لوصول المبعوث التالي. بل سيكون علامة طريق عظيمة الشأن في الطريق الى تقرير صبغة اسرائيل وهويتها. فهي لن تكون دولة تثير التقدير وتحمس الخيال كما كان يمكن أن تكون بل دولة منقسمة تفقد هويتها اليهودية والديمقراطية وتصبح أكثر غربة عن أبنائها وبناتها والمجتمع الدولي بعامة. يستطيع كيري أن يتحمل فشل بعثته لكن الكلفة لاسرائيل ستكون أثقل من أن تُحمل.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 424
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:23 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 423
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:21 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 422
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:20 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 421
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-12-05, 10:19 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 306
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-08, 10:06 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •