النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: شؤون فتح مقالات معارضة 29

  1. #1

    شؤون فتح مقالات معارضة 29

    السبت : 08-03-2014
    شؤون فتح
    مقالات معارضة
    (29)


    في هذا الملف :



    1. قطع الرواتب 'خلل' غير فني

    صوت فتح / د.سفيان ابوزايدة


    1. الرئيس ويوم المرأة .... والكهرباء

    صوت فتح / جهاد حرب


    1. سر اختفاء العباقرة بين البادية والقرية ..!!

    صوت فتح /حامد أبوعمرة


    1. فلسطين قلب

    صوت فتح /منيف عبدالله الحوراني


    1. ورقة في قول ما يصعب قوله حركة فتح حالة نهوض أم أزمة وجود

    الكرامه برس /أحمد غنيم


    1. السياسيون يضللون والمواطنون يصدقون

    امد/ دكتور ناجى صادق شراب


    1. نحن الواثقون سيادة الرئيس

    امد/ نبيل عبد الرؤوف البطراوي


    1. هناك مسئولية للسلطة لحركة أهل غزة عبر ايرز

    امد/ د. طلال الشريف





    1. العيون والمخبرون مرضى ومنحرفون

    امد/ د. مصطفى اللداوي


    1. بلاغ إلى جماهير الشعب الفلسطيني

    فراس برس/ محمد أبو مهادي


    1. الرئيس ينظر في جيوبنا ويحرم أطفالنا البسمة

    فراس برس /محمد المعتصم


    1. الإمارات وأمرائها دائما في الذاكرة والفعل الفلسطيني

    صوت فتح /كمال الرواغ

    قطع الرواتب 'خلل' غير فني

    صوت فتح / د.سفيان ابوزايدة

    على الرغم ان التهديد بقطع الراتب على خلفيه مواقف تنظيمية هو امر مألوف، و على الرغم من الانكار المتواصل بأن هناك مجازر سترتكب من خلال قطع رواتب المئات من ابناء فتح و كوادرها بحجة ' مناهضهتم للسياسة العامه لدولة فلسطين' و على الرغم انه بالفعل تم قطع رواتب العشرات هذا الشهر، و على الرغم من عدم اصدار اي موقف رسمي يقر او ينكر او يدافع او يبرر هذه الاجراءات غير القانونية الظالمه، الا ان هناك من استفاد من تصريح وزارة المالية الفلسظينية التي ليس له علاقة بالمطلق بمجزرة قطع رواتب ابناء فتح و الذي جاء بناء على تعليمات بالاسماء بحجة 'مناهضتهم لسياسة دولة فلسطين'

    وزارة المالية تحدثت عن خلل في صرف رواتب موظفين بعقود في وزارة التربية و التعليم و ليس لها علاقة بالمجزرة التي ارتكبت بحق كوادر و عناصر من الاجهزة الامنية و التي تتبع اجراءاتهم التنظيم و الادارة و المالية العسكرية.

    اتحدى ان يعلن اي مسؤول يقول انه لم يتم قطع رواتب و ان عدم صرف رواتب العشرات ممن نشرت اسماءهم و لم ينزل لهم راتب بالفعل كان نتيجة خلل فني سيتم معالجته خلال يوم او يومين.

    الامر الاخر و كجزء من عملية التضليل و جزء من التغطية على هذة الجريمه البشعه و هذا الاسلوب الغريب عن عادات شعبنا و ثورته في محاربة الناس بقطع ارزاقهم ، خاصة عندما يكون الحديث عن مناضلين امضوا حياتهم في السجون و مدافعين عن شرعية و هيبة السلطة و منهم من هو اخ لشهيد او شهيدين. هناك من يشارك في عملية التضليل للرأي العام الفلسطيني و التغطية على هذة الجريمه من خلال القول ' ان السيد الرأيس امر بأعادة النظر في بعض من قطعت رواتبهم عن طريق الخطأ' . نقول لهؤلاء: ان السيد الرئيس بصفته رئيسا لكل ابناء الشعب الفلسطيني و المسؤول عن الكبير قبل الصغير و المعارض له قبل الذي يؤيده، ينتظر منه ان يصدر اوامره بالغاء كافة قرارات قطع الرواتب و ليس البعض منهم، و ان كان هناك من يستحق ان يفصل من الخدمه و يقطع رواتبه يجب ان يكون وفقا للقانون الفلسطيني الذي هو الحكم بين الجميع، و يجب ان يكون بعد اتباع كافة الاجراءات القانونية.

    ليس هناك انسان تم قطع راتبه بدون توجيه تهمه او محاكمه و اصدار امر قضائي هو غير مظلوم.












    الرئيس ويوم المرأة .... والكهرباء

    صوت فتح / جهاد حرب

    تُشكل تعليمات الرئيس بإجراء مراجعة شاملة للتشريعيات المطبقة في فلسطين، والتي تجحف بحق المرأة الفلسطينية، جزء من تطور هام نحو انهاء اشكال التمييز ضد المرأة في فلسطين. هذا التمييز المُشرع ليس فقط في الثقافة المجتمعية بل في قواعد قانونية منصوص عليها في بعض القوانين كقانون الاحوال الشخصية وقانون العقوبات.

    إن وقف التمييز وإنهاء الاجحاف بحق المرأة الفلسطينية يتطلب أولا: عقلية منفتحة من قبل مجلس الوزراء في التعاطي مع رفع الظلم الذي حاق بالمرأة الفلسطينية، وثانيا: ضغطا واسعا تقوده المؤسسات النسوية الرسمية منها والشعبية ضمن ائتلاف واضح الاهداف. وثالثا: يحتاج هذا القرار الى سقف زمني لعمل الجهة التي يُعهد لها النظر في التشريعيات لانجاز عملها تحت طائلة المسؤولية والمساءلة. ورابعا: خلق الآليات والأدوات المؤسساتية الحامية والقائمة على تنفيذ والتعامل مع المسائل المختلفة لإنهاء الاجحاف بحق المرأة الفلسطينية بما في ذلك خلق ثقافة في المؤسسة العامة وصولا الى تغيير الثقافة المجتمعية.

    ندرك تماما أن تغيير الثقافة المجتمعية والسلوك الاجتماعي يحتاج الى وقت غير قصير، لكنني أعلم أن إحداث هذا التغيير يحتاج الى قيادة مؤمنة بتغيير البنى الاجتماعية "التقليدية" التي ترى المرأة في مرتبة أقل من الرجل، أو تلك الحاطة من قدرها، أو التي تعرقل تقدم مسيرة التحرر الاجتماعي المترافقة مع التحرير الوطني باعتبارهما اداة التغيير. وهذا الامر يحتاج الى عمل دؤوب ومستمر لإحداث التغيير المنشود؛ وأن يأتي متأخرا خيرا من أن لا يأتي.

    بالتأكيد أن القانون يضع اللبنات الاولى لعملية التغيير الاجتماعي، وأن الوصل الى المجتمع التقدمي الديمقراطي يتطلب تكريس المساواة في الحقوق المدنية والاجتماعية للمرأة بالموازاة مع الحقوق السياسية لها. يتطلب هذا الامر ضمان ممارسة القانون وحمايته وهي مسؤولية تقع على عاتق السلطات العامة من مؤسسات حكومية على اختلاف أنواعها. لأن المساواة المطلوبة لا تقتصر على النصوص القانونية أو في جمالية النص وإبداعيته بل هي في تكريس المواطنة والحقوق بالممارسة.

    يوم غدٍ يصادف يوم المرأة العالمي فلكل نساء فلسطين وردة، واحترامي للصديقة الاعلامية ناهد ابو طعيمة الشجاعة والحرة والقوية. واعتقد أن القلم الحر دائما لا يحتاج إلى تكريم بل يحتاج إلى الاحترام.

    (2) الكهرباء .. والحلول

    في مقالي الاسبوع الماضي تطرقت الى مشكلة ديون الكهرباء باعتبارها جريمة، وطالبت أن يكون هناك حلول جراحية وعدم البحث عن حل للأزمة الآنية لإبعاد الارواح الشريرة مؤقتا بل البحث في علاج أسبابها وقطع دابرها، ومساءلة ومحاسبة المسؤولين عنها وعن تقاعسهم.

    ولأن الامر يتعلق بسلعة استراتيجية وضرورية للاستمرار في مدنيتنا والعيش الكريم، فإنني أعتقد أن علاج الاختلالات في هذا القطاع؛ خاصة فيما يتعلق بعدم دفع أثمان استهلاك الكهرباء في تجمعات سكانية متعددة، بالإضافة الى قطاع غزة، هم في اغلبهم ضحية جشع بعض المستهلكين غير المنزليين أو سارقي الكهرباء الذين يحتموا بها؛ هم بالضرورة يقومون بالإساءة لهذه التجمعات ولأهلها ونضالاتها ومكانتها الوطنية، يكمن أولا: في محاسبة سارقي الكهرباء غير المنزليين وفقا للقانون. وثانيا: عقد لقاء وطني يضم الجهات الحكومية وشركات توزيع الكهرباء والمجالس المحلية واللجان الشعبية في المخيمات والأحزاب السياسية ومؤسسات مجتمع مدني لوضع حلول جذرية لهذه المشكلة تتحمل بموجبه الاطراف المختلفة مسؤوليتها، وفقا لرؤية وطنية وآجال زمنية محددة يعلن بعدها عن المخالفين للاتفاق.

    تنويه: ذَكرتُ في مقالي الاسبوع الماضي "أن توقيع أو رعاية سلطة الطاقة الفلسطينية لاتفاق استيراد الغاز لشركة توليد الكهرباء في الشمال "جنين" يثير مسائل كثيرة ليس اقلها الالتزامات على السلطة الفلسطينية ومن ثم على المواطن، من جراء




    هذا التوقيع في ظل غياب معلومات رسمية معلنه حول هذه الاتفاقية وسبب توقيع سلطة الطاقة لصالح شركة خاصة". والصحيح أن سلطة الطاقة الفلسطينية لم تُوقع على الاتفاق المذكور أعلاه وفقا لتوضيح تلقيته من د. عمر كتانة رئيس سلطة الطاقة مشكورا.

    سر اختفاء العباقرة بين البادية والقرية ..!!

    صوت فتح /حامد أبوعمرة

    حقيقة لست ضد التقدم والحياة الراقية ولكني أقول هنا ليس من باب التشاؤم أو الإحباط أنه كلما تتطور الوسائل التكنولوجية لا تنتابني فرحة عارمة بها كأي إنسان عادي. بل تصيبني رجفة ووحشة وقشعريرة تسري في عروقي فتدغدغ كياني كحبات القمح عندما تلتهما الحصادة الزراعية .. لأنه برأيي أن العلاقة بين التقنية والطبيعة الإنسانية هي علاقة ليست طردية بل عكسية كالعلاقة بين.. عمر الإنسان والزمن الذي انتزعت منه البركة ولودققنا اليوم بعمق لوجدنا أن عقارب الساعة تزداد سرعة فتطوي بعقاربها السنين والشهور و الأيام والساعات وما هي إلا لحظات جميلة عندما نتوقف عليها إلا ونكتشف أنها صارت بقايا ذكريات ورغم ذلك ..أحيانا كثيرة نجد من أولئك السوافون في الحياة الذين قست قلوبهم كما هي أحوال الحياة التطورية اليوم وهم كثر ..نجدهم كم ينتظرون مرور الأيام ،والسنوات بفارغ الصبر لتحقيق آمال هامشية تافهة أو إيجابية قد تتحقق وقد تمضي كما السحاب ..هم مساكين إن عاشوا .. لأن الزمن عندئذ يكون قد أضفى على وجوههم وجلودهم تعرجات همجية كتدفق النهر في المناطق المسطحة، و قد امتدت التجاعيد بسواحلها على بقايا أجساد هزيلة مريضة ليس لها سوى الله سبحانه ..وتلك سنة الله في الكون.. مساكين من هم يتشبثون بالحياة فيتصورون أن كل الناس موتى ،وهم وحدهم أحياء ولا أعرف لما يغتالني ذاك الشعور أكثر عندما أرى رهط الرجل الذي فارق الحياة ،وهم عائدون بعد تشييعهم جنازته ،وبعد مغادرتهم القبور ..!! ،أذكر بمخيلتي منذ سنوات ليست ببعيدة كانت المدن رمز الحضارة والتقدم مع زحامها وضجيجها .. وكانت القرى رمز الخصوبة والعطاء والخضرة والجمال ،والسحر والهواء الطلق وراحة البال برغم الفقر وانقطاع الكهرباء وتلوث المياه ورحلة الشقاء اليومية من قبل طلوع الشمس إلى وقت المغيب ..وكانت حياة البادية رغم بساطتها في بعض الأمور وقسوتها في أمور أخرى إلا أنها منبت الأنبياء والحكماء والشعراء وملجأ للصالحين والزهاد والعباد اليوم تبدل كل شيء ،و لما فتشت عن سر اختفاء وعدم تصدير العباقرة من القرى أو البادية إلى المدن في الأدب والطب وكافة الميادين ..وجدت إن السبب الرئيسي يمكن حصره في مثل تلك الأمور هو الزحف الجغرافي للبادية والقرى للمدن فاختلط الحابل بالنابل ،ولم تعد هنالك قيمة لا للبادية ولا للأراضي الزراعية الأم ،المصدر الطبيعي والرئيسي للحنان والحب والغذاء والرزق وأنّى لنا ذلك ،بعدما انساق الفلاحين لنداء النداهة الراقدة بأغوار المدنية وارتدوا ثياب جديدة لا يمكن أن تليق برحلة كفاحهم ..!! وأنّى للذين كانوا يدفعون بأبنائهم إلى البادية لاكتساب صفات الشجاعة والكرم والفروسية وتحمل الصعاب وقد غزت البناطيل الساحلة عقول وأجساد الشباب ، ،و لذلك كلما ازدادت حياتنا حضارة ورقي .. ازدادت مشاكلنا ،ومآسينا وازداد انسلاخ الإنسان المجتمعي عن كافة الروابط بما فيها أسرته الصغيرة ،حتى أسمى العلاقات بين البشر وهي علاقة الألفة ،والود قد تبدلت وتغيرت أنسجتها وتلونت كالحرباء ، وتكاد أن توشك على حافة الانهيار..فاليوم تكفي رسالة واحدة عبر الموبيل أو الفيس بوك أو غيره لتقيم علاقة أو تهدمها برمتها .. ،لكن رسائل البناء في أزماننا قلما تصل.. بعدما نفذ الرصيد ولذلك هان كل شيء .. !!

    فلسطين قلب

    صوت فتح /منيف عبدالله الحوراني

    لعقود خلت واستفحلت, احتكر الفلسطينيون, دونا عن باقي اخوانهم العرب, امتياز العيش في الخيم والمخيمات, والاقامه في المطارات , والمنع من دخول البلاد, اي بلاد, كل البلاد, والاصابه بعقدة الاضطهاد, والشعور بأن لاأحد يشعر والاحساس بأن لاأحد يحس وأن لاأحد يكترث لحالهم أو لمصيرهم.

    والآن, يوما بعد يوم وسنة بعد سنه, يتعاظم عدد مزاحميهم من اخوانهم العرب, على مشاركتهم تلك الامتيازات, المأساة.

    هذا الكلام ... ليس محاولة لاغتصاب بصيص من السعاده من عنق الشماته, أولاستدعاء ابتهاج باحقاق العدل من باب المساواه في الظلم. انه ليس حتى انشاءا في السخريه, فلقد جاوز الألم انتشاءه.





    هذا كلام في كبد الحقيقه للطرق على رؤوس فلذات أولادها من أبناء العرب.

    حين استسلم النظام العربي وسلم بضياع وانسلاخ فلسطين, هاهو ذا النظام العربي ينسلخ عن نفسه وينهار برمته من شرق فلسطين وغربها وشمالها وجنوبها.

    لايمكنك أن تضيع أخاك الصغير في الطريق وتنجو بفعلتك. لن يمكنك العودة الى البيت كأن شيئا لم يكن, لتمضي في روتين حياتك بسعاده, فلا سعادة في هذا البيت, لأن هذا البيت صار منكوبا, والمصطلح ليس اختراعا وليس جديدا.

    النكبه ... ألم يكن هذا المصطلح مألوفا, ثم خالطته الألفه, فصار أليفا الى حد البراءة من مدلوله.

    لكنه ليس بريئا, والنكبة تتفشى, وفلسطين ليست قطعة أرض.

    فلسطين ختم الهويه وبرهان الكيان

    فلسطين قلب.

    لايدعي الفلسطينيون, بأن النظام العربي لن يعيش مادامت فلسطين لاتخفق فيه.

    الذي يدعي هو الجغرافيا والتاريخ والحروف والصلاه والاقامه, والمدعى عليه ذاكرة هائمة خارج جسدها.

    ورقة في قول ما يصعب قوله حركة فتح حالة نهوض أم أزمة وجود

    الكرامه برس /أحمد غنيم

    لعل أهم ما يجب أن يُحدد قبل الولوج لدراسة أي حالة استعصاء أو انغلاق سياسي أو وطني كما في حالتنا الفلسطينية، هو تحديد طبيعة الأزمة التي انتجته، من حيث مفهومها، جذورها، أسبابها، ثم طبيعة التكوين الداخلي لقواها الفاعلة، بما يشمل أنظمة تلك القوى وأهدافها ومبادئها ومحتوى ومضمون فكرها السياسي والثقاقي ومشكلاتها وأزماتها ، وطبيعة مهمتها الأساسية ومسؤلياتها الفرعية، الأجتماعية والاقتصادية والوطنية، والأدارية، كما اختيار وتحديد الوسائل والأدوات الملائمة لتحقيق وإنجاز غاياتها ومهامها، وذلك فيما يعرف بالرؤيا والأستراتيجيات والبرامج والخطط والتكتيكات.

    لا شك أن حركة فتح منذ انطلاقها سنة 1965 شكلت العمود الفقري للثورة الفلسطينية الحديثة، ولم يكن لها أن تحتل هذه المكانة لولا قيمة الفكرة والرؤية السياسة والنضالية التي استحدثتها في زحمة حالة من الأكتظاظ الفكري والسياسي والتنظيمي في الساحتين العربية والفلسطينية، خلال مرحلة الانتشار الواسع لنثار من الأفكار القومية والدينية والعلمانية والشيوعية الماركسية والماوية والسونغية وغيرها، وربما كان أهم ما ميّز فتح هو رؤيتها العملية التي احتوت من البساطة بقدر ما احتوت من العمق في وعيها وفهمها لطبيعة الصراع، باعتباره صراع وجود وليس صراع حدود، الأمر الذي حدد طبيعة مهممة الحركة وبنيتها وادواتها ووسائلها، التي اعتمدت على روح المبادرة كما على الخطط والبرامج الفاعلة، وجعلت موضوعة التحرر الوطني موضوعة مدركة مفهومة من حيث فكرتها وشعاراتها وسهولة انخراط الشعب بها، وهذا ما منحها الزخم الشعبي الكبير مع المراحل الأولى للأنطلاقة، التي ميَّزتها أيضا التضحيات الهائلة والشجاعة لعناصرها وقيادتها وكوادرها اللذين التقوا على أرض المعركة وفي قواعد وخنادق النضال، مما أهلهم لقيادة المشروع الوطني بأعتبار حركة فتح هي حركة التحرر الوطني الفلسطيني.

    جاء وعي المهمة الملقاة على عاتق حركة فتح وهي بالأساس تحرير فلسطين من نير الأحتلال الأستيطاني الأستعماري، أساس لوضوح فكرة الحركة واستحداث وسيلتها من تحت مفهوم الثورة الشعبية واعتماد الكفاج المسلح وسيلة وحيدة في مواجهة حالة الأرتباك السياسي بل والأحباط الوطني والقومي في ضؤ الهزائم المتلاحقة التي لحقت بالشعب الفلسطني والأمة العربية،





    وعجز النظام العربي الرسمي والقوى القومية والوطنيه عن بلورة رؤية أو مشروع قومي أو وطني لتحرير فلسطين والنهوض بالأمة.

    ولا شك أن الخطاب والفكر الوطني الناهض الذي مثلته حركة فتح قد استجلب تأييدا واسعا في الشارع العربي والفلسطيني، هِزَّ أركان النظام العربي المهزوم، والقوى الثورجية والفكرية الحالمة، الأمر الذي وضع فتح تحت الأنظار وتحت طائلة الأستهداف من قوى اقليمية ودولية، وحتى من القوى التقدمية في المنطقة مع مراحل الأنطلاقة الأولى، مما أخذ الحركة بالضرورة أحيانا عن مهمتها، لتخوض معارك طاحنة دفاعا عن وجودها أكثر مما خاضته في بعض المراحل ضد الأحتلال، وتعرضت الحركة على طول تاريخها ومسيرتها إلى تحديات مصيرية ووجودية أحيانا، لكنها رغم كل ذلك حافظت على بقاءها، وإن حدَّ ذلك من قدراتها وأعاق تحقيقها لأهدافها الوطنية، إلى أن جاءت التغيرات الدولية والأقليمية إثر حرب الخليج، ودفعت حركة فتح إلى مصير جديد استهدف تغير مهمتها، فتعرضت لعملية صهر وطحن من أجل إعادة تشكيلها على اسس جديدة تلائم المهمة الجديدة، والتي هي أبعد ما تكون عن مهمة التحرير الوطني.

    تتناول هذه الورقة الواقع الداخلي لحركة فتح ليس بمعزل عن الأجواء المحلية والاقليمية التي انعقد بها المؤتمر العام السادس للحركة وغير بعيدا عن تاثيرات الأنغلاق السياسي ولا التحولات الهائلة في الواقع الأقليمي والدولي.

    لقد كان انعقاد المؤتمر العام السادس ضرورة تنظيمية وسياسية ليس بسسب طول الفتره من المؤتمر الخامس فقط، وانما بسبب التحولات الداخلية الكبيرة في واقع الحركة وسياستها وأولوياتها، خاصة بعد انخراط الحركة بما اصطلح على تسميته عملية التسوية السياسية، وما واجهته هذه العملية من تحديات وصعوبات وتغيرات على الأرض، بسبب التسويف والتعنت الأسرائيلي الذي يوكد كل يوم أن اسرائيل جمهور وحكومات وأحزاب، لم تنضج بعد لمستوى قبول السلام القائم على الأقرار بقرارات الشرعية الدولية والحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، بل على عكس ذلك فأنها مضت في استغلال المسيرة السياسية لتغير الواقائع الديمغرافية على الارض من خلال برانامج استيطاني عدواني هدَّد بشكل جوهري فكرة حل الدولتين .

    لقد تجاهلت حركة فتح بعد انخراطها في العملية السياسة الأجابة على الأسئلة والتحديات التي فرضتها تلك العملية إلى جانب أسباب أخرى، الأمر الذي أدخل الحركة إلى أزمة بنيوية ، وقد أدى تجاهل التعامل مع الأزمة البنيوية، بل وانكار وجودها لفترة طويلة، إلى استفحال تلك الأزمة، الأمر الذي أضعف قدرة الحركة على الأبداع والتقدم والأنجاز، وافقدها الكثير من مواقعها على الأرض داخليا وخارجيا.

    الأزمة البنيوية

    تتكون الأزمات البنيوية عادة من أزمات مركبة ذات أبعاد متتعددة، هي في الأساس حالة من الأستعصاء في تحقيق الأهداف، ناتج عن خلل في الأستراتيجيات والخطط والبرامج أو في عدم تطورها وفقا لمتغيرات الواقع والأمكانيات، وعدم ملائمة الهيكل التنظيمي وكفاءته في أداء وظيفته المنظمة للصلاحيات والمسؤوليات.

    كل مشروع كبر أو صغر يتكون من فكرة وهيكل، ومن الأهمية بمكان أن تخدم الفكرة غاية محددة يتحدد في ضوءها ماهية الهيكل التنظيمي المناسب، ويبقى الهيكل صالحا ما دام قادرا على القيام بوظائقه المحددة وفي خدمة الغاية، وربما تطلب ادخال بعض الأصلاحات أو التطورات على بنيته وفقا لتطور الوقائع والظروف المحيطة بمسار المشروع على طريق تحقيق الغاية، على أن تبقى الفكرة واضحة محددة خاصة عندما تواجه تحديات ومستجدات وغايات ومصالح مضادة، قد تتعرض الفكرة إلى الأنحراف عن الغاية، الأمر الذي يتطلب دائما تقيم المسار والحفاظ على الفكرة في خدمة الغاية المحددة.

    عندما يتصدع الهيكل ولا يقوم بوظائفه المطلوبة كما يجب، تتعرض الفكرة والغاية لأزمة ظرفية يمكن علاجها ما دامت الفكرة تحافظ على سلامتها، حتى وأن انهار الهيكل في ظروف محددة تحت الضربات والضغوطات ، تبقى هناك امكانية اعادة بناءه، أما عندما تنهار الفكرة فلا يفيد الهيكل مهما كان صلبا وسليما.






    لقد مرت حركة فتح بتحديات كبيرة وخطرة عصفت بالحركة، تعرضت هياكلها التنظيمية والعسكرية لضربات شديدة وقاسية دمرت هياكلها أكثر من مرة ، لكن الحركة تمكنت كل مرة من استعادة قدرتها على بناء هياكلها من جديد ، تحت شعار عزير ( الضربة التي لا تميتنا تبعثنا من جديد ) غير أن الأهمال الناتج عن تغير الأولويات النضالية في ضوء الصراع الدولي والأقليمي على وظيفة حركة فتح ، وعدم مواجهتنا للتحدي بكفاءة في العقد الأخير، أضعف هياكل الحركة وفكرتها حتى أخرجهما عن وظيفتهما، بحيث يمكن القول أن فكرة الحركة المتعلقة بالتحرر الوطني ربما لم تعد قائمة كما حددتها الحركة لحظة انطلاقها، ولم يعد لهياكل الحركة التنظيمة والعسكرية المعهودة وجود حقيقي، مما يعني أن الحركة انتقلت من مرحلة الأزمة البنيوية إلى أزمة وجود الأمر الذي يجعل السؤال الصعب مشروعا، ماذا تبقى من حركة فقدت هيكلها وفكرتها ايضا.

    ابعاد الأزمة

    - البعد السياسي

    من المعلوم أن لكل تنظيم سياسي غاية ومهام سياسية واجتماعية واقتصادية ربما تخدم فئة أو فئات أو نخب سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية، وأذا ما كان هذا التنظيم السياسي حركة تحرر وطني، فان أعلى غاياته وأول مهماته هما انجاز الأستقلال والتحرر الوطني، ومن ثم بناء الدولة الوطنية وفقا للبرانامج السياسي للقوى المكونة لحركة التحرر تلك.

    لقد حدَّد النظام الداخلي لحركة فتح الغاية العليا والمهام الأساسية للحركة بأنجاز التحرر الوطني، وذلك بعد تعريف محدد لمفهوم الوطن الفلسطيني ومكانه في الخارطة القومية، وعلاقاته بالعالم وبالعدو، في البنود الأول والثاني والسادس والثامن من مبادىء الحركة في نظامها الأساسي

    فلسطين هي جزء من الوطن العربي،( المبدأ الأول )، الشعب الفلسطيني صاحب الحق الطبيعي والشرعي في فلسطين ( المبدأ الثاني) ، الوجود الصهيوني في فلسطين غزو عدوانيا استعماري ( المبدأ الثامن ). ثم جاء البرنامج السياسي الذي قادت حركة فتح عملية اقراره واعتماده كبرنامج لمنظمة التحرير الفلسطينية دون أن يوازي ذلك الأقرار أي أثر في أدبيات الحركة ونظامها، لأسباب يمكن تناولها في دراسة أكثر اتساعا، الأمر الذي أوجد خطابين متناقضين داخل الحركة، فمن ناحية بدى وكأن الحركة قد خرجت عن غايتها، أو أنها في أحسن الأحوال لم تحسن التعبير عن غاياتها وسياساتها، أو أنها انساقت إلى تماهي خطر مع تحولات سياسية أضعفت من قدرتها على تطوير أدوات سياسية ونضالية تخدم تحقيق غايتها ومهماتها الأساسية وتحافظ عليها

    وبعيد عن الأطالة، فأن الأرتباك السياسي وعدم موائمة الغايات مع الوقائع والأمكانيات أدخل الحركة في أزمة حقيقية ، ليست أزمة خطاب فقط وأنما أزمة برنامج ، جعلت هناك فجوة كبيرة بين أداء الحركة السياسي وبرنامجها، الذي بدا وكأنه لم يعد معبرا عن غاية الحركة وغير قادرا على خدمة أهدافها

    - البعد الهيكلي التنظيم

    تم انشاء الهياكل التنظيمية للحركة وفق هيكل البناء الثوري، بما يُعبر عن صلاح اليهكل لتطوير الأدوات التي تخدم الغاية الأساسية للحركة، ومع الدخول في حالة التباس حاد في غايات الحركة ومهماتها إضافة إلى عوامل أخرى تاريخية واستعابية وسياسية يمكن تناولها بدراسة أوسع، تعطلت قدرة الهيكل التنظيمي عن القيام بمهامة الأساسية، وهي تنظيم انحراط الشعب الفلسطيني في عملية التحرر الوطني وتنظيم استخدام قدراته وطاقاته ، وتطويرها بما يخدم نضال الشعب الفلسطيني في معركة تحرره الوطني

    - الأدوات

    حدَّد النظام الداخلي الوسائل والأدوات التي تخدم تحقيق الغاية العليا لحركة التحرر الوطني، وهي الكفاح المسلح من خلال حرب التحرير الشعبية في الباب الأول المبادئ والأهداف والأسلوب في المادة 17.






    منذ انطلاق الحركة وحتى انخراطها بالمسيرة السياسية، مرت الحركة بتغيرات هائلة وبعيدا عن تقيم أداء الحركة في مواجهة تلك التغيرات، الأمر الذي لا بد منه في دراسة اكثر اتساعا، يمكن الأقرار أن الحركة لم تعد تمارس الكفاح المسلح ولا الحرب الشعبية بل ربما أصبحت من الناحية الواقعية في مواجهة مزدوجة مع هذان المفهومان، الأمر الذي أوجد تناقض هائل وانفصام بين واقع الحركة وادبياتها الداخلية

    - البعد الوطني

    تم انشاء النظام السياسي الفلسطيني الحالي، بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية، وبعد انضمام فصائل الثورة الفلسطينية المسلحة التي انتهجت الكفاح المسلح اليها، وفق واقع سياسي محلي واقليمي ودولي محدد، وبغض النظر عن الأنقطاعات والعودة التي رافقت انضمام بعض الفصائل للمنظمة، إلا أن تشكيل المنظمة كممثل للشعب الفلسطيني، جاء معبرا عن طبيعة القوى السياسية والأجتماعية التي تكونت داخل المجتمع الفلسطيني في الداخل والخارج، وبما لا يعزل مصالح وارتباطات بعض القوى مع أطراف وأنظمة وقوى اقليمية ودولية.

    ومنذ تلك الفترة دخلت تطورات هائلة على البنى السياسية والأجتماعية والأقتصادية المكونة للشعب الفلسطيني وعلى المؤثرات الأقليمية والدولية لتلك المكونات، فقد ظهرت قوى جديدة، وضعفت قوى أخرى، بل واختفت قوى أو لم تعد تملك ما تتدعيه من تمثيل داخل الساحة الوطنية، ومع ذلك لم تأخذ الحركة أو المنظمة تلك التغيرات بعين الأعتبار، ولم تعترف بالحقائق الصلبة المعبرة عن تغير جوهري في خارطة القوى المعبرة عن الواقع الفلسطيني. وأبقت بنى المنظمة وتشكيلها على اسس تنتمي لمرحلة ولَّت، الأمر الذي أدخل الحركة والشعب الفلسطيني والنظام السياسي إلى أزمة وطنية عميقة.

    إن تجاهل التعامل مع الأزمة البنوية بتكويناتها المذكورة لفترة طويلة حتى بعد انعقاد المؤتمر السادس، أدى إلى استفحال الأزمة البنيوية، ولا بدَّ من الأشارة أن المؤتمر السادس جاء بالأساس مطلبا وضرورة داخلية لم تكن بمعزل عن التأثير الخارجي، لكنه تحول إلى ضرورة خارجية ذات أثر داخلي محدود، وهذا يعنى أن المؤتمر جاء لخدمة مرحلة سياسية وبرنامج سياسي معين، بسسب من انغلاق الأفق السياسي وانعدام التقدم بالمسيرة السياسية وبرنامج التسوية، بحيث استهدفت النتائج التي تمخض عنها المؤتمر تنظيميا وسياسيا خدمة أهداف تلك المرحلة، لكن القوى الدولية التي لعبت دورا كبيرا في انعقاد المؤتمر لم تفي بوعودها، الأمر الذي حول نتائج المؤتمر السادس إلى عبء اضافي على ازمة الحركة، حيث أن المؤتمر بمدخلاته التي تم وضعها من قبل لجانه التحضرية لم يكن قادر ولا مؤهل للتعامل مع الأزمة البنيوية ووضع الحلول المناسبة لها بل ومنع تدهور الحركة لواقع أكثر خطورة.

    وليس بمعزل عن عن انغلاق الأفق السياسي وعجز الحركة عن تحقيق اختراق سياسي حقيقي ومع التحولات الأقليمية تفاقمت أزمة الحركة، خاصة عدم قدرتها على تحديد موقفها من التغيرات الكبيرة في المنطقة، التي تكاد تنقسم إلى عالمين أحدهما ينهض بأتجاه الحرية والديمقراطية والدولة المدنية، والأخر ينزع إلى التشبت بالماضي والتسلط وكبح الحريات والدكتاتورية، وعلى خلفية من الأخفاقين، انتهجت الحركة اسلوب دفاعي فتقوقعت على نفسها، ونزعت إلى تعطيل بعض أنوية التوجهات الديمقراطية في النظام السياسي الفلسطيني، وعطلت عمل المؤسسات التشريعية، وانفردت بالسلطة ، خاصة بالضفة الغربية في ظل واقع محيط ناهض ينفض عنه قيود التفرد والتسلط والدكتاتورية.

    ولا بدَّ من الأشارة هنا إلى أن أكبر التنظيمات الفلسطينية في الواقع الفلسطيني حركتا فتح وحماس، تواجهان نفس التحدي التمعلق بالتحول الديمقراطي، لأنهما لم تنضجا بعد إلى مستوى القبول بالديمقراطية والدولة المدنية، ويشوب خطابهما الكثير من الألتباس في هذا المجال، ففتح لا زالت تنتهج اسلوب تبريري يتهرب من مسؤوليات الديمقراطية منذ الهزة التي اصيبت بها بعد خسارتها الأنتخابات التشريعية السابقة، وقلقها على انسحاب ذلك على منظمة التحرير، ومنذ الأنقلاب الدموي الذي قامت به حركة حماس في قطاع غزة، ناهيك عن عوامل أخرى دفعت فتح إلى انتاج نظام سياسي ذا هياكل ديمقراطية لكنه من الناحية الجوهرية نظام أمنيا دون أبعاد ديمقراطية حقيقية.

    وليست حماس بمعزل عن هذا ، حيث احتكمت في قطاع غزة إلى شرعية القوة بعد أن انقلبت على قوة الشرعية، وأنشأت أسوء نظام سياسي بوليسي أمني ذو نزاعات ملشياتية متطرفة، بعيدة كل البعد عن الديمقراطية والوطنية، وزاد من التباس هذا





    النموذج ازدواجية خطاب حركة الأخوان المسلمين في مصر، وتآمرها على الثورة المصرية، وتحالفها مع المجلس العسكري الذي اعترض الثورة بهدف وضع خطة منهجية لأعادة انتاج النظام السابق، بدأت بتغير أولويات المرحلة الأنتقالية، بحيث عطلت وأخرت تشكيل لجنة اعداد دستور جديد، من خلال استفتاء لا ونعم الشهير، وحتى انقلاب المجلس على تحالفاته مع الأخوان وحلِّ البرلمان واضعاف أي رئيس جديد، وتغير أولويات الشعب المصري من الحرية والديمقراطية إلى الأمن ورغيف الخبز.

    إن حركة تحرر وطني تتجاهل مواجهة التحديات التي تفرضها التطورات السياسية الداخلية والخارجية ولا تتعامل مع ضرورات تطوير برامجها السياسية والتنظمية بما يحافظ على قدرتها على خدمة غايتها العليا ومهامها الأساسية، لا بد أن تعبر إلى أزمة بنيوية، وكلما تجاهلت معالجة تلك الأزمة بابعادها الأربع المذكورة، استفحلت تلك الأزمة واستعصى حلها.

    عندها لن يكون أمام الحركة سوى الأنحدار إلى مرحلة أكثر خطورة بحيث لا يعود برنامجها معبرا عن غايتها ولا يعود هيكلها التنظيمي ملائما لواقعها، لتصبح أزمة أزمتها هي أزمة وجود، تهدد بقاء الحركة واستمرارها، ولا يفيدها عند هذا، التقدم ببعض الأنجازات المحدودة، خاصة الأنتخابية القطاعية، لأن نتائج تلك الأنتخابات لحظية غير عميقة، متعلقة بردات الفعل تجاه أحداث بعينها، ربما تكون في هذه المرحلة ردة فعل على استغوال حركة حماس وتسلطها، وظلامية النموذج الذي انتجته في قطاع غزة ، وبما لا ينعزل عن تأثير النموذح الأنتهازي والخطاب المزدوج الذي عبرت عنه حركة الأخوان المسلمين في مصر خاصة.

    من واقع الشعور بالمسؤلية والحب العميق والحرص على كل لحظة نضال قضيناها في ظل حركة فتح ووفاء لشهداءها وأسراها وحرصا على استعمرار دورها من أجل استكمال مشروع التحرر الوطني نقرع الأجراس ونشعل شمعة خير من لعن الظلام .

    أليات مواجهة أزمة الوجود والأستمرار

    - الأقرار بالحقائق الصلبة مهما كانت صعبة، الواقعية التي تعني الأعتراف بخصائص الواقع ليس بهدف الأستسلام له وأنما بهدف تغيره.

    - احيانا يلبس الوهم ثوب الحقيقة، من الأهمية بمكان، عدم الخضوع لنزعات دفاعية نفسية، تضل عن الحقيقة وتظهر العجز على أنه قوة والسراب على أنه انجاز

    - لا بد من تحليل سياسي وتنظيمي عميق للأزمة يأخذ بعين الأعتبار التحولات الهائلة داخليا واقليميا ودوليا، وتحديد الموقف من كل ذلك

    - تحديد واضح لمهمة الحركة وغايتها، دون ازدواجية بالخطاب ولا التباس

    - الأقرار بأولوية مهمة التحرر الوطني، على اعتبار حركة فتح هي حركة تحرر وطني لم تنجز مهمة الأستقلال بعد

    - وضع البرنامج السياسي الذي يخدم تحقيق غايات الحركة وفق لفهم واقعي للعوامل الذاتية والموضوعية وأفق تطوير كل منها في خدمة تحقيق غايات الحركة

    - تحديد أليات وأدوات استكمال مهمة التحرر الوطني بما يحفظ للحركة والشعب الفلسطيني حق مقاومة الأحتلال بكافة الوسائل

    - انهاء الخلط المتعمد بين الأدوات والأهداف واعتبار المقاومة أداة وليست هدف بحد ذاتها.

    - بناء الهياكل التنظيمية الملائمة وفقا لغايات الحركة وأهدافها والتطور في المفاهيم التنظيمية والأدارية





    - الأعتراف بالحقائق الصلبة، لآن تجاهل ذلك يجعل الحركة تعيش في واقع وهمي أو قديم، مثلا عدم الأعتراف بحقيقة المكونات السياسية للواقع الفلسطيني الحالي، وعدم الأحتكام للديمقراطية يؤدي إلى ترسيخ الأنقسام واقامة نظامين سياسيين منفصلين

    - اعتبار انجاز الوحدة الوطنية أحد أعلى المهمات الوطنية، والأحتكام للمنهج الديمقراطي في تحقيق ذلك مهما كلف الحركة من تضحيات،

    - حسم مفهوم الحركة فيما يتعلق بالمسالة الديمقراطية والدولة المدنية بعيدا عن التأثير السلبي لتجربة الأنقلاب في غزة ,

    - الديمقراطية ضمان للوحدة، بينما التفرد أقرب الوصفات للتمزق والضعف والأنقسام

    - عقد المؤتمر العام السابع أو المجلس العام بهدف مراجعة الواقع الحالي للحركة واقرار السياسات المناسبة لمواجهة أزمة الحركة

    - وحدة المنهج وحدة البرناج وحدة الأهداف

    السياسيون يضللون والمواطنون يصدقون

    امد/ دكتور ناجى صادق شراب

    لقد فاجأنى أحد طلاب قسم العلوم السياسية بسؤال بعيدا عن علمية السياسة كعلم بسؤاله هل انت مقتنع بما تقوم بتدريسه؟ وهل السياسة علم له أصوله وقواعده؟ والسؤال الأكثر غرابة هل تلتزم السياسة بالأخلاقيات؟ بداية كان لا بد من الدفاع عن السياسة كعلم يسعى علماؤه أن يضفوا عليه قواعد العلم وحياديته وموضوعيته وصولا إلى نظريات تفسر السلوك السياسى وتمكننا من القدرة على التنبؤ كأى علم آخر، أما السياسة كمهنة من أعلى مراتب الحكم والسلطة فقد تفقد المصداقية ، وتبتعد عن الأخلاقيات ، وقد يذهب من يمارسها إلى إتباع كل الوسائل من اجل الحفاظ على المنصب والسلطة ، وهذا ما دفع ميكافيلى إلى عبارته المشهورة الغاية تبرر الوسيلة ، بمعنى إن الحاكم ومن اجل الحفاظ على الحكم قد يلجأ لدهاء الثعلب في المكر والخداع ، وقد يلجأ لبطش وقوة ألأسد غير مبال بأى حقوق لغيره لأن حق الحكم من وجهة نظره يعلو أى حق. ورغم إمتهانى السياسة كمهنة علم ، ومعرفتى بأنها ضرورية ومركزية في حياتنا تطبيقا لقول أرسطو ألإنسان حيوان بطبيعته، ولمعرفتى أن السياسة أو بمعنى آخرأن من يصنع السياسة يتحكم في أرزاق وأقواط الناس حتى المزارع او الفلاح الأمى الذي يزرع من أجل إن يوفر عيشة كريمة لأسرته، وحتى للأشخاص الذين يتسولون في الشوارع بحثا عن طعام. ولعل مبرر نفورى عن السياسة التي ترتبط في اذهان عامة الناس العادية بالكذب والخداع، وبالناس التي تسيطر على أقوات الناس بالنفاق والتملق ونسيان الكرامة ، أننى لا أملك القدرة على إمتلاك الوسائل الضرورية اللازمة لمن يعمل في هذا المجال مثل الجبروت ، والقوة ، والمغالاة في الثقة في النفس التي تفوق قدرة البشر العاديين ، وكأن ما يقوله السياسى يوحى إليه، فما يقوله صواب ، وغيره خطأ وعليه أن يسمع وينصت.وبالقدرة على الدهاء والتحايل لدرجة مصافحة وتقبيل من لا يحب ويكره، وتبادل الإبتسامات المصطنعة التي تخفى ورائها إنسانا آخر,والقدرة الغريبة على تذكر الإنجازات وترديدها في كل مناسبة حتى لو كانت إنجازات في الصحراءلأن مجرد الوعود لدى السياسيين إنجاز في حد ذاته، يكفى أن يقول انه سيعمل ، والقدرة أيضا على التذكير بفشل وإخفاقات خصومهم ، فمن خان هم الخصوم، ومن باع ألأوطان هم الخصوم، ومن تسبب في الفقر هم الخصوم، وومن تسبب في الهزيمة هم الخصوم أيضا وحتى من تسبب في منع المطر هم الخصوم، وقائمة الخصوم في لغة الساسة لا تنتهى لأن نهايتها تعنى نهاية حكمهم وسلطتهم. وما يزيد من حالة النفورأن من يملك الحقيقة المطلقة هم الساسة فقط، ولذلك الحقيقة لا لون لها ، ومتعددة ، وكل يوم توجد حقيقة جديدة ، أما الكذب فهو لصيق بالخصوم فقط. وهذا هو الفارق الكبير بين الإنسان العادى والسياسى ، فالإنسان العادى عندما يكذب يشعر بالندم ، وتأنيب الضمير لأن ألأخلاق تلعب دورا مهما في تحديد ما هو خطأ وصواب ، اما بالنسبة للسياسيين فالكذب مبرر وهناك من يحوله إلى حقيقه، ويفتى بأنه ليس كذبا.والسياسيون دائما يصورون أنفسهم أنهم يمثلون الحقيقة ، ولديهم قدرة عجيبة على عدالة موقفهم وقضيتهم، فالعدالة لديهم لديها وجه ووجهة واحدة فقط،. ولديهم قدرة غريبة على إقناع المواطنيين العاديين البسطاء بعدالة ما يقولون، حتى لو كانوا مايقولونه قبل ذلك لم يكن صادقا، وليس مستغربا أن





    تتلون الحقيقة والكذب باللحظة ذاتها. وكل شئ مبرر تحت المصلحة العامة للمواطنيين، او تحت مبرر دينى مطلق يحتكر الحقيقة لوحده، وكأننا نعود من جديد لنظريات تألية الحكم ،او التفويض الألهى علما إن الحكم مسألة بشرية.الإنسان العادى يبحث عن الحقيقة والسياسيون يدعون بإمتلاكها، الإنسان العادى يحاول أن يبحث عن الصدق، ومعايير ألأخلاق ، والتوازن بين ما يقول وبين ما يحبسه داخله، والسياسيون ليسوا في حاجة إلى إشغال انفسهم بهذه المعايير. فالسياسيون يحولون ما يطرحونه من مسائل وقضايا وحتى مجرد عبارات إلى حقائق وكأنها مسلمات لا تقبل النقاش والجدل، ولذلك أكثر ما يتضايق منه السياسيون هو الجدل والنقاش أو ما يسمونه سفططة الكلام، لهذا هم يكرهون سقراط الذي تجرع سم الحرية والديموقراطية ، السياسيون لا تقلقهم الجماهير ، وماذا يريدون ، وبماذا يفكرون. يبدو إن هذه العلاقة بين الساسة والمواطنون لم تعد قائمة ، ولم يعد الساسة قادرون إن يضللوا شعوبهم إلى ألأبد، وبات من يخدع أنفسهم هم الساسة وليس المواطنيين ، لأن الحقيقة لها وجه واحد بالتأكيد ليس هم الساسة ، والعدالة ليست هى عدالة الساسة بل هى عدالة السماء التي يشعر بها المواطن العادى وليس المواطن الذي يعانى من تخمة المال والفساد. لم يعد المواطنون مجرد رعاع يسوقهم الساسة كما يريدون، بل اصبحوا هم من يحركون الساسة أنفسهم، هذا هو الواقع السياسى الجديد الذي قد اوجدته الثورات العربية التي من أبرزمعالمها ونتائجها أنها قد أوجدت المواطن الذي يعرف ماذا تعنى السياسة ؟ وكيف يتعامل معها؟ ويعرف أن يميز بين صدق الساسة وكذبهم؟ ويعرف إن يميز بين الخبيث والطيب؟ ويعرف أن يميز بين الحاكم الإنسان والحاكم ألإله؟

    نحن الواثقون سيادة الرئيس

    امد/ نبيل عبد الرؤوف البطراوي

    الغريب أن الكثير من قادة اسرائيل ومنذ النكبة الى اليوم وهم يراهنون على أن هذا الشعب سيأتي زمان ولا يجدوه ,فحينما قامت دولة الاحتلال على أرض فلسطين في العام 1948م كان الشعار المرفوع من قبل الحركة الصهيونية (أرض بلا شعب ,لشعب بلا أرض ) وبعد قيام دولة الكيان الصهيوني على أرض فلسطين وتبخر الداعية الصهيونية أساس جلب اليهود من كل أصقاع الارض الى فلسطين تحت حجج كثيرة فوجدوا ان هذه الارض يسكنها أصحابها رفع الصهاينة بعد سياسة الطرد والتهجير ضد ابناء هذه الارض شعار أخر سيموت الكبار وينسى الصغار ,على الرغم من الحالة الوطنية التي عمت المجتمع الفلسطيني منذ ظهور المشروع الصهيوني ومحاولة جعله واقع ملموس على أرض فلسطين حيث بدأت المضايقات من قبل الصهاينة لأهل فلسطين وخاصة في مواقع العبادات التي كان الصهاينة يحاولون ان يرجعوا لها اسباب قدوهم الى ارض فلسطين على الرغم من مجموع الخيارات التي وضعوها لأنفسهم من أجل أقامه كيان لهم مثل (الارجنتين ,وجنوب أفريقيا وليبيا وأوغندا )وتعدد الخيارات يؤكد زيف المفهوم الديني لقيام دولتهم يعني ان فكرة أرض الميعاد ما هي ألا أضحوكة ووهم سوقه الصهاينة من أجل جلب اليهود وأقامه كيانهم ,وقد هب شعبنا بهبة في 1929م (ثورة البراق) التي كانت تهدف الى منع اليهود التصرف بمنطقة البراق لأنها تعتبر جزء من الاوقاف التي يديرها المسلمون ,وبعد اشتداد الهجرة الى فلسطين وزيادة الضغط من قبل دولة الانتداب على شعبنا الرافض للمشروع الصهيوني أنتفض شعبنا صانعا أطول أضراب في التاريخ في العام 1936م,وبعد النكبة والتشرد وكل المحاولات من قبل البعض الى تحويل قضية شعبنا الى قضية حاجيات يومية ,على الرغم من صدور القرار (181) وهو قرار تقسيم فلسطين الى دولتين واحدة للعرب الفلسطينيين وآخري لليهود وقد تم اقامة الكيان الصهيوني دون النظر الى الجزء الخاص بدولة فلسطين التي رفض العرب والفلسطينيين القرار في حينه ,وهنا انتشرت الخيام وتجمعات اللجوء التي لم يقبل أبنائها البقاء على هذا الحال فهبت مجموعات شبابية ترفع لواء التحرير وتعمل على التعاطي مع الروح الوطنية والتحررية التي مثلها ظهور الزعيم جمال عبد الناصر ,فكانت حرب الاستنزاف التي كانت الرد الطبيعي لهزيمة الجيوش العربية في العام 1967م ومن ثم حرب أكتوبر التي اعادة للعرب ثقتهم ,ولكن وبعد مبادرة السلام التي وقعت بين مصر واسرائيل ونجاح الادارة الامريكية تحييد دور مصر ,عمل الصهاينة على بعثرة أوراق الشعب الفلسطيني من خلال العمل على تدمير تواجده في لبنان فكانت حرب 1982م التي تم في نهايتها وبعد الصمود الاسطوري لشعبنا والقيادة توزيع القوات الفلسطينية على الساحات العربية .

    ومن هنا بدأ التحول في مفهوم القيادة من خلال ملامسة الواقع العربي ومدى امكانية المساهمة بشكل عملي على تحرير الارض هذا الواقع دعي القيادة الى طرح مبادرة وطنية فلسطينية تمثلت في اعلان استقلال دولة فلسطين على الاراضي التي أحتلت في العام 1967م وعاصمتها القدس ,وهذا كان بمثابة فتح الطريق امام المجتمع الدولي من أجل العمل على تطبيق القرارات التي اتخذت من أجل حل القضية الفلسطينية والتي تعتبر لب الصراع في المنطقة بل في العالم ,وهنا مع تسارع الاحداث مرور






    المنطقة بعدة متغيرات مثل اسقاط نظام الشاه في ايران وثورة الخميني والحرب العراقية الايرانية مما أدى الى تراجع موقع القضية الفلسطينية من الاهتمام العربي فكان الرد الحاسم والمساند للقيادة ولمنظمة التحرير من داخل فلسطين بإشعال الانتفاضة الشعبية الاولى

    انتفاضة 1987م حيث قدم شعبنا الكثير من الضحايا فكان الشهداء2026 شهيدا 70 ألف جريح -210ألف معتقل

    فكانت مدريد 1990م ومن ثم اتفاقية اوسلو 1993م وقيام السلطة الوطنية والتي تعتبر بداية العودة لشعبنا بعد سنوات التهجير حيث عاد مالا يقل عن 30000ألف مواطن فلسطيني ,وكان قيام اول كيان فلسطيني على أرض فلسطين وكان عملية تحول الصراع من الخارج الى الداخل ,وكان لدى القيادة محددات واهداف تريد الوصول أليها وهي تجسيد اعلان الاستقلال وحل قضية اللاجئين وفق القرار(194)وهنا كان الخلل من قبل الحكومات الصهيونية المتعاقبة حيث لا التزام بما تتفق عليه والمراوغة والعمل على زيادة الاستيطان وتهويد القدس والجدار وكأنها الوحيدة في الساحة وهي من تحدد الوضع النهائي للمنطقة وهنا كان التحدي والصمود من قبل قائد مسيرة التحرير الذي اسر على تحقيق الثوابت الوطنية وفق اعلان الاستقلال الذي قبل فيه الكل الوطني في حينه ,فكانت رحلة كامب ديفيد في عام 2000م والعمل من قبل الادارة الامريكية على الضغط على الضحية دون أعادة كل حقوقه التي رسمها القانون والمجتمع الدولي ولكن ,حينما لم يتمكن الرئيس ياسر عرفات تحقيق هذا قالها بصوت كل شعبنا الفلسطيني في البيت الابيض (لا وألف لا )وعاد من واشنطن الى شعبه حيث خرجت الجماهير الفلسطينية مصطفة على الشوارع العامة وفي الميادين من أجل تصليب موقفه وشد أزره ,ونتيجة للمواقف الصلبة للقيادة عمل شارون على أدخال المنطقة في صراع دامي فقام بزيارة المسجد الاقصى على شكل مظاهرة تحدي واستفزاز لمشاعر شعبنا والمسلمين وهنا كان الرد الجماهيري بانتفاضة الاقصى المجيدة في 28سبتمبر 2000م حيث بلغ عدد الشهداء الى عام 2007م 5050شهيدا ونحو 49760جريحا منهم4835وبلغ عدد الشهداء من الأطفال أقل من 18 عاما 937شهيدا .

    وقد بلغ عدد المواطنين الفلسطينيين الذين دخلوا المعتقلات الصهيونية منذ 1967م الى يوم 720ألف مواطن فلسطيني (رجال ,نساء أطفال )وبطبيعة الحال وكما يعلم الجميع فأن ما فجر لقاء كامب ديفيد الذي استمر أسبوعين كاملين موضوع القدس العاصمة .

    وهنا لابد من ذكر الحملات الاعلامية والاتهامات الخزعبلات التي خرج بها أصحاب الابواق المأجورة عن البيع والتنازل والتفريط بحقوق شعبنا ,والتي كانت حياة الرئيس عرفات هي قربان التمسك بالحقوق والثوابت

    بعد ايام وفي 17/3/2014م سيكون الموعد الحاسم الذي سوف يرفع فيها الستار عن نتاج عملية المفاوضات مع الجانب الامريكي التي استمرت 8شهور على امل الوصل الى اتفاق اطار ,بكل تأكيد تعي الادارة الامريكية ,كما تعي حجم التنازل الذي قدمه شعبنا حين قبل بالمقررات الدولية ,كما تعلم حجم الظلم الذي وقع على شعبنا منذ النكبة الى اليوم !

    السؤال هل ستكون الادارة الامريكية الحالية مشابه لسابقاتها في تبني الموافق الاسرائيلية ولا تعمل ألا كساعي بريد ام سيكون لها موقف منصف يعمل على تطبيق القرارات والقانون الدولي لحل هذا الصراع ,بكل تأكيد ,هذا بحاجة الى موقف وطني فلسطيني من قبل الكل الوطني أينما تواجد في المعمورة بالتفاف خلف القيادة المتمسكة بالثوابت الوطنية التي ضحى قادة العمل الوطني بأرواحهم من اجل تحقيق الحلم واقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس وحل قضية اللاجئين وفق القرار (194)فلا يعقل ان يكون شعب يقدم كل تلك التضحيات من أجل تحقيق وهم او اضغاث احلام ولكن الحقوق بحاجة الى تضحيات ,فلا يعقل ان يكون من يحاولون منذ قيام كيانهم الى يومنا هذا وهم ينبشون الارض بحثا عن ما يدلل على زور ادعاءاتهم محقون ومن مازالوا احياء الى يومنا هذا وشردوا من أرضهم واهمون ,يجب ان يعلم رئيس وزراء اسرائيل بان الوهم الذي يحي فيه لن يجلب الامن والسلام الى المنطقة ولا يمكن ان يكون في هذه المنطقة سلام طالما لم تصبح فلسطين دولة وعاصمتها القدس وتحل قضية اللاجئين ,كما يجب ان يعلم بأنه لا يوجد زعيم وقائد فلسطيني من الممكن ان يخرج عن ثوابت شعبنا مهما طال الزمن ,فمن يقود شعب قدم ومستعد لتقديم لن يكون ألا قادر على مواجهة كل الضغوطات وكل الواهمين والطغاة ويكون لديه الجاهزية لتحميل الراية الكفاحية للأجيال القادمة دون ان تسقط او يبخس حقها ....






    هناك مسئولية للسلطة لحركة أهل غزة عبر ايرز

    امد/ د. طلال الشريف

    هل أصبحت عزة سجن كبير وبوابته للخارج فقط معبر ايرز ... إذن أين دور السلطة الوطنية لتسهيل حركة سكان القطاع إلى الخارج ... ها هي تعود سيادة المسئولية لكم يا رام الله عن حركة أهل غزة للخارج فماذا أنتم فاعلون .. إجتكوا والراعي نايم

    حماس معروف أنها لن تغادر السلطة ولن تعطي غزة على طبق فضة .. ما قصدته هنا أن من يريدوا غزة إذا كان هناك من يريدها فليتقدموا لتركيم خطواتهم في استعادة المسئولية باستعمال صلاحياتهم في اتفاق أوسلو الذي ينظم مرور أهل غزة إلى الجسر وعمان مادام الشعب لا يستطيع الحركة من رفح إلى القاهرة والعالم .. أليس السياسة هي كذلك؟

    لا تطلبوا من حماس مواقف فهي في وضع لا تستطيع عمل شيء في هذا المضمار وهي لا تمثل الشعب الفلسطيني ولكن الذي يمثل الشعب الفلسطيني هي منظمة التحرير وهي صاحبة الولاية على السلطة أصلا ومن يريد غزة وأهلها فليستغل الفرصة للتقدم عندما تتراجع حماس ماداموا غير قادرين على استعادة غزة طوال سبع سنوات بكل الطرق وإلا يصبح كلام د. احمد قنديل صحيحا بأن الاطراف الفلسطينية كافة مساهمة في الحصار ولا أحد يريد غزة ولا يريد تحمل مسئولياته عن سكانها.

    من الواضح أن الاجراءات العربية متصاعدة نحو اعتبار حماس/ الاخوان المسلمين جماعة ارهابية وسيتبعها معاناة أكبر لأهل غزة التي تحكمها حركة حماس وستتعطل مصالح حيوية كثيرة وكبيرة لسكان قطاع غزة الذين يعانون منذ سبع سنوات من قلة الحركة والفقر والبطالة وتعطيل حركتهم وتكدير المناحي والمصالح الحياتية فالمرضى ستزداد معاناتهم والطلبة ستزداد معاناتهم وتواصل الغزاويين مع عوائلهم ستزداد صعوبة ناهيك عن تعطل التجارة والزراعة والاستيراد والتصدير والتبادل الحياتي مع المحيط والجوار والعالم أجمع.

    لماذا لا تمارس السلطة الآن صلاحياتها لتسهيل عبور أهل غزة إلى الاردن لقضاء مصالحهم فالشعب يريد من يسهل حركته واذا كانت الحجة هي محاصرة حماس فحماس لن تذهب عبر هذا الطريق خشية الاعتقال من الاسرائيليين وإلا يكون الحصار ليس لحماس بل لكل الشعب في قطاع غزة وهذه دعوة ليس للتفريق بين أبناء الشعب وانتماءاتهم وهذا مرفوض، ولكن لا يجوز أن يصبح الشعب في غزة في حالة استاتيكية تتوقف معها الحياة عن مليوني فلسطيني في قطاع غزة ولكن الرؤية والتفكير والسلوك الصحيح لكل من يتحمل المسئولية عن هذا الشعب أن يحاول ولو من خرم ابرة التخفيف ولو جزئيا من معاناة الناس هنا، وان لم يستطع تخفيف الحصار على الجميع فبقدر الامكان عن البعض لتسير الحياة في انتظار الفرج الكامل على غزة وأهلها .. أليس كذلك؟

    العيون والمخبرون مرضى ومنحرفون

    امد/ د. مصطفى اللداوي

    إنها وظيفةٌ حقيرة مهينة، يمتهنها المرضى، ويعشقها المعوقون، ويروج لها السيؤون، ويرعاها الفاسدون، وينفق عليها ذوو النوايا السيئة، والأهداف المشبوهة، والارتباطات الغريبة، ويرعاها المتمسكون بالسلطات ولو كانت وضيعة، ويشرف عليها أصحاب المناصب ولو كانوا فيها عبيداً، خدماً لغيرهم، وعيناً لأسيادهم، وأذن شرٍ لأصحاب السلطات، الذين يوظفون فيها كل وضيع، ويعينون فيها كل منحرفٍ وضال، وكل حاقدٍ وحاسد، وكل غريبٍ وفاسد، ممن لا هم لهم في الحياة سوى الإضرار بالناس، وإفساد المجتمع، وهتك الأسرار، وفضح البيوت، وجمع المال، ونشر الرذيلة، وإشاعة الفحشاء والمنكر، وترويج الحشيش والمخدرات، والعيش على الأهواء والملذات.

    إنها دناءةٌ وانحطاطٌ في الخلق، وتردي في القيم، واسفافٌ وانحرافٌ واعوجاجٌ في النفوس، بل هي محاولة لستر العيوب، وتغطية النقائص، وطمس حقائق النفس المريضة، كما أنها حقدٌ وحسدٌ وغيرةٌ وضيق عين، ومرضٌ عفنٌ خبيثٌ كالسرطان يقتل صاحبه دون غيره.





    بل إنها نذالةٌ ووساخةٌ وقذارة، لا نبل فيها ولا شهامة، ولا رجولة فيها ولا كرامة، ولا شئ فيها من النخوة والأصالة، إنها انشغالٌ في غير المحل، وبذلُ جهودٍ في غير المكان، وهدرُ طاقاتٍ فيما لا ينبغي، وهي قتلٌ للهمم، واغتيالٌ للرجولة، وطعنٌ في الشرف، وإساءة إلى النفس والمجتمع.

    لا يصلح لهذه الوظائف ذوو السيرة الحسنة، والأخلاق الحميدة، من أصحاب النخوة والشهامة، وأهل النبل والأصالة، الذين يتقون الله ويخافون على مجتمعهم، ويحرصون على أهلهم، ويبذلون قصارى جهودهم لستر عيبوهم، ودرء المفاسد عنهم، والدفاع عن سمعتهم وكرامتهم، وحمايتهم من الانحراف والتيه والضياع، ممن لا يحبون أن تشيع الفاحشة في قومهم، ولا أن تنتشر المفاسد بين أهلهم، الذين لا يخضعون للتهديدات مهما اشتدت، ولا يضعفون أمام المغريات وإن عظمت، ولا يقبلون أن يكونوا عبيداً أو خدماً، ولا عيوناً مريضة، ولا آذان شرٍ خسيسة، بل همهم في الحياة أن يعيشوا أعزة، وأن يموتوا كراماً، يذكرهم الناس بالخير أحياءً، ويترحمون عليهم أمواتاً، ولا يأتي يوم القيامة من يطالبهم بحقه، أو يوقفهم بين يدي الله عز وجل للقصاص منهم، والانتقام من ظلمهم وافترائهم.

    إنهم المسؤولون من أهل السلطة، والعاملون في الأجهزة الأمنية، في الأنظمة والحركات، وفي الفصائل والتنظيمات، الحالمون بالقوة والسلطة والنفوذ، الذين يتطلعون لتسجيل نجاحاتٍ على حساب كرامة الأمة، وتحقيق مكاسب فردية وإن أفسدوا المجتمع، وقضوا على العلاقات الإجتماعية فيه، وقطعوا أواصر المحبة والرأفة فيما بين الناس، فهمهم الحصول على المعلومات، وجمع البيانات، وتسجيل النقاط، والبحث عن مواطن الضعف لدى المواطنين، والتسجيل عليهم، لإضعافهم أو مساومتهم وابتزازهم، لإخضاعهم لشروطهم، أو إلزامهم بعملهم.

    إنهم يتطلعون في أعمالهم القذرة إلى كسر نفوس الناس، وتشويه سمعتهم، وحني قامتهم، ووصفهم بما ليس فيهم، أو فضح أسرارهم، وهتك أعراضهم، والاستفادة من كل ما يجمعون من معلوماتٍ عنهم، في ابتزازهم والضغط عليهم، وإكراههم على عمل ما يرون، أو الإقرار بما يريدون، ولو على أنفسهم ومن يحبون، أو يشهدوا على أهلهم والأقربين.

    إنهم بأعمالهم يرتكبون المحرم، ويتجاوزون القانون، ويخترقون النظم، ويتسللون إلى الحرمات، ويهتكون ستر الحرائر، ويعبثون في نسيج الأمة، ويخربون حاضرها، ويفسدون مستقبلها، وهم لا يدرون أن غيرهم يتجسس عليهم، وأن رفاقهم ممن يعملون معهم، قد دخلوا بيوتهم، وهتكوا أعراضهم، وفضحوا عيوبهم، وسجلوا عليهم، وعرفوا مواطن الضعف عندهم، وأن من ظن نفسه سيداً آمراً، قد دارت عليه الدوائر، وأصبح نفسه عبداً ذليلاً، ومخبراً حقيراً عند غيره، الذي هو بنفسه عميلٌ عند آخر، فهذه سنة الأمن، وقوانين الفاسدين، يذوقون من نفس الكأس، وقد يلقون حتفهم بذات المقصلة، أو على نفس الكرسي.

    قد أفسدوا الناس إذا خلقوا فيهم هذه الصفات، وزرعوا في نفوسهم هذه الخلال المهينة، والاهتمامات الوضيعة، وجعلوا منهم مخبرين أذلاء، وعيوناً خائنة مريضة، وقد أفسد هؤلاء المرضى حياتنا، وشوهوا مجتمعاتنا، ودمروا علاقاتنا، ونشروا بيننا المفاهيم السيئة، والمعاني القذرة، وقضوا على كل معاني المحبة والتسامح، وقيم الرجولة والشهامة والشرف، عندما زرعوا عيونهم في كل مكان، وبثوا مخبريهم بين الناس، ولم يكن قصدهم الحماية ولا الحفظ، ولا الوقاية والصون، بكل كلفوهم بجمع كل صغيرةٍ وكبيرةٍ عن المواطنين، وتدوين كل ما يعرفون عنهم، وما يلاحظون حولهم، ولا يتركوا شيئاً صغيراً أو كبيراً إلا ويسجلوه، فما لا ينفعهم اليوم، قد يكون ثميناً غداً، وينفعهم في كثيرٍ من الأشياء التي لا تبدو لهم أهميتها اليوم.

    أما في الجانب الوطني والقومي، فإن هولاء المسؤولين يقفون عاجزين أمام عدوهم، الذي يخترقهم، ويمزق نسيج مؤسساتهم، ويربط عناصرهم للعمل معه، ويكلفهم بزرع أجهزة التنصب والتسيجل في مكاتبهم، بينما لا يستطيعون عمل شئ ضد العدو، الذي يخترق ويقتل، ويخطط ويغتال، ويتجول في البلاد العربية، ويجول في الأسواق والمؤسسات، ويزور الجامعات والشركات، وعيون الأمن عنهم نائمة، وتجاههم غافلة، لا تعرف عنهم شئ، أو لا تقوى على عمل شئٍ ضدهم، أما إن وصلتهم معلومة بشأن عدوهم، فإنهم يخافون ويرتعدون، ويطلبون من المصدر أن يسكت وينسى، وألا يحدث أحداً بما سمع، أو يعاقبونه بتهمة الإهمال أو التعدي، أو يمنحنونه إجازةً طويلة الأجل.

    إنهم لا يرون في العدو شراً، ولا يتوقعون منه ضرراً، ولا يخشون منه غدراً، ولا يهمهم ما يفعله فيهم، أو يسجله عليهم، فهم لا يضرونه، بل يخدمونه، ولا يعترضون عمله، بل يسهلون له، ويعملون نيابةً عنه بين أمتهم، في قتل روحهم المعنوية، وتخريب





    أنسجتهم الاجتماعية، وليس من مهامهم اختراق العدو، أو التجسس عليه، أو إفشال أعماله ومخططاته، وقد فشلوا جميعاً في كشف جرائم الاغتيال، وعجزوا من قبل في حماية أنفسهم، ومنع العدو من اختراقهم أو قتل قادتهم.

    العيون والمخبرون قذى العين، والصورة الأبشع في المجتمعات، والأسوأ بين الشعوب، فهم لا يحملون الخير لأمتهم، ولا يحبون حتى أنفسهم، ولا يخلصون حتى لأولادهم، ويكتبون حتى على أزواجهم، ويتجسسون على أقرب إخوانهم، وأخلص أصدقائهم، ولكنهم لا يعلمون أن بيوتهم مكشوفة، وأن أسرارهم مفضوحة، وأن حرماتهم منتهكة، وأن أولادهم يتجسسون عليهم، وأن زوجاتهم تعمل ضدهم، وقد تضاجع أسيادهم، إنهم ليسوا إلا أدواتٍ قذرة مهينة، سيلعنهم التاريخ، وسيعيب عليهم الزمان، وسيأتي وقت يتبرأ منهم ومن مشغليهم، مجتمعاتُهم وأقرب الناس إليهم.

    بلاغ إلى جماهير الشعب الفلسطيني

    فراس برس/ محمد أبو مهادي

    في خطوة غير مسبوقة إرتكب الرئيس محمود عباس فعل هو الأول من نوعه في الحياة السياسية الفلسطينية بحق العشرات من موظفي قطاع غزة العاملين في الأجهزة الأمنية، حيث قام بترقين قيودهم تحت عنوان " مخالفة السياسة العامة للدولة" بعد سلسة من التهديدات التي أطلقها أعضاء من لجنة فتح المركزية أثناء زيارة نظموها مؤخراً إلى قطاع غزة، وأثاروا خلالها عاصفة من الخلافات التنظيمية داخل حركة فتح، ووجهوا إساءات لدول عربية شقيقة طالما ساندت نضال الشعب الفلسطيني ووقفت إلى جانبه في مختلف الأزمات السياسية والإقتصادية.

    مخالفة "السياسة العامة للدولة" مصطلح جديد أستحدث دون أن يعلم أحد ما هي تلك السياسة ومن يقررها في النظام السياسي الفلسطيني، وإن كانت هذه البدعة الجديدة التي يختبرها الآن مع معارضيه في حركة فتح سيتم تجربتها لاحقاً على بقية معارضيه من القوى والأحزاب الفلسطينية وحتى مع من هم خارج المنظمات السياسية دون أي مصوّغ قانوني .

    أبو مازن خرج عن التقاليد الفلسطينية في معالجة الشأن الفلسطيني الداخلي أكثر من مرة خلال فترة حكمه للفلسطينيين، مكرساً نهجاً لا مثيل له من التعسف في إستخدام سلطاته بعد أن أضعف وغيّب معظم المؤسسات الفلسطينية عن صناعة القرار، وفي المقدمة منها المؤسستان التشريعية والقضائية، ليعطي نفسه صلاحيات مطلقة يتصرف من خلالها كما يحلو له، لضمان مصالحه الشخصية مع مجموعة من المستفيدين من كل خلاف فلسطيني أي كان نوع هذا الخلاف.

    منذ سبع سنوات قام أبو مازن روّج أكذوبة أن قطاع غزة يستهلك نصف موازنة السلطة، والإيحاء المستمر أن غزة عبء إقتصادي على الموازنة العامة، وابتدع قانون "التقاعد المبكر" ثم صادر العلاوات الخاصة بموظفي قطاع غزة، ولم يعالج مشكلة متفرغي السلطة الذين حرى توظيفهم في العام 2005، واستثنى أسر شهداء الحرب على غزة من مستحقاتهم المالية، واغلق باب التوظيف نهائياً أمام أبناء قطاع غزة، وغيرها من خطوات بشكل تزامنت مع تقليصات على مختلف النفقات الصحية والتعليمية والخدمية المقدمة إلى قطاع غزة تارة تحت ذريعة الإنقسام وأخرى لأسباب العجز المالي الذي تمر به السلطة، وفي حقيقة الأمر أن عين عباس وخطته كانت بإتجاه تصفية أي علاقة مالية مع قطاع غزة وهذا ما أعلن عنه أكثر من مرة نافذين مقربين منه في السلطة الفلسطينية وبعض أعضاء اللجنة المركزية من حركة فتح القائمين على تسهيل تمرير سياسات محمود عباس.

    تأتي هذه الإجراءات في وقت قامت به وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأنروا" بقطع المساعدات كانت تقدمها لآلاف الأسر الفلسطينية، وأقدمت المنظمات الأهلية على إنهاء مهام العشرات من موظفيها، وفي ظل عجز مالي تواجهه الحكومة المقالة في قطاع غزة، بعد تصريحات لمسؤولين أممين أن "غزة لم تعد مكاناً صالحاً للعيش" حيث الفقر المدقع والأزمات المتكررة في الكهرباء والمياه والسكن والتعليم والصحة مطالبين المجتمع الدولي بضرورة توفير إغاثات متواصلة تساهم في وقف التدهور الحاصل لحياة السكان فيها بعد أن تعرضت لحصار طويل وحربين تركاها في كارثة إنسانية يصعب تجاوزها في ظل إنقسام فاقم من كارثية هذه الأوضاع الإنسانية والإقتصادية، ليقفز إلى الذهن تساؤل مشروع لماذا تجري كل هذه الأحداث في قطاع غزة بالذات، وهل ما يجرى متفق عليه لتهيئة الظرف أمام مجهول قادم، وما هو تفسير الصمت العالمي





    عن مأساة أكثر من مليون وثماني مئة ألف فلسطيني دون مبادرة من أي جهة كانت لتقوم بتخفيف حدة معاناة الناس، بل كان ملاحظاً أن بعض المحاولات تم إفشالها كمحاولة حل مشكلة الكهرباء.

    الإجابة لا تحتاج إلى جهد لإكتشافها في ظل مفاوضات سياسية تدور بعيداً عن الإجماع الوطني والعربي معضلتها الأساس قضية اللاجئين الفلسطينيين، وهذا ما يفسر الإستهداف المباشر لقطاع غزة بإعتباره أكبر تجمع للاجئين الفلسطينيين، وما يمثله من ثقل وطني وكفاحي قادر على إفشال أفكار التوطين تسربت عن خطة وزير الخارجية الأمريكي "جون كبيري" ومهد لها الرئيس عباس أثناء إجتماعه مع عدد من الطلاب الإسرائيليين منتصف شهر فبراير الماضي، وبالتالي فإن صناعة مأساة في غزة مهمة منظمة ومقصودة هدفها دفع السكان لقبول خطة الإستسلام التي يروج لها كيري وتلقى قبولاً عند أطراف فلسطينية من أصحاب فكرة المفاوضات مهما بلغت التنازلات.

    لا يمكننا فصل ما يجري في قطاع غزة عن مجمل الحالة التي تتعرض لها بقية تجمعات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وسوريا، فالمشهد هناك أكثر مأساوية، ولعلّ القصور الواضح في حل مشكلة حصار مخيم اليرموك وحماية لاجئيه من الموت اليومي، والتخلي عن اللاجئين الذين شردوا مرة أخرى جراء المعارك في سوريا يبرهن بما لا يدع مجالاً للشك لما يحاك في جلسات المفاوضات بشأن قضية اللاجئين.

    لن تتوقف عملية الإستهداف المالي بحق الموظفين من أبناء قطاع غزة وستتواصل معه الضغوطات والإقتصادية على أبناء الضفة الغربية في ظل التلويح الدائم بعجز مالي ستواجهه السلطة في حال فشل المفاوضات، وستترافق مع تمريرات سياسية كتلك التي أـطلقها الرئيس مع وفد الطلاب الإسرائيليين الذين إلتقاهم قبل شهر تقريباً وأثلج صدورهم بعدم نيته إغراق إسرائيل بخمسة ملايين لاجئ فلسطيني، أو قبول أطراف فلسطينية لفكرة "يهودية دولة إسرائيل" كما تم الإستسلام لواقع بقاء 80% من المستوطنات مقامة على أراضي الضفة الغربية، سيتم الإستغناء التدريجي بشكل منظم ليطال آلاف الموظفين لأسباب مختلفة، وربما يشمل موازنات لفصائل فلسطينية معارضة لعملية المفاوضات لإجبارها على قبول " خطة كيري" أو لجم قدرتها على الحركة الفعلية لمعارضة هذه الخطة وإفشالها.

    ليس غريباً كل ما يجري، فالقائد المهزوم يتصرف بمسلكيات شاذة في الدفاع عن موقعه وموقفه، وفريق الهزيمة سيقوم بمحاولات تحويلها إلى "إنتصارات"، أو تبريرها "بالتكتيك" وسيستمر في صناعة وهم "معركة صمود" التي يخوضها القائد والدعوة إلى حمايته وإسناده من جماهير الشعب الفلسطيني إلى يحدث التغيير المتوقع ويطاح بكل هذه "الحالة الوثنية" التي أضرت بشعبنا ومصالحه الوطنية وفقدت شرعيتها الثورية والقانونية والأخلاقية.

    الرئيس ينظر في جيوبنا ويحرم أطفالنا البسمة

    فراس برس /محمد المعتصم

    صدمنا مرة أخرى هذه الأيام ، وكانت الصدمة شديدة وقاتلة ، وكأننا في زمن المفاجآت غير المتوقعة ، حينما وجدنا رئيسنا الذي توسمنا به الخير ، ينظر في جيوبنا ، ويحسدنا على صبرنا وصمودنا وتحدينا ، وفي غفلة من الضمير والقلب تجده يخط بقلمه قرارات قطع أرزاقنا ، وقوت أطفالنا التي اؤتمن عليها.

    الصدمة اليوم في من كان من المفترض زعيم الشعب الفلسطيني وإذ به يسطو عنوة ، وفي وضح النهار ، مستغلا سلطاته ، وقوته على قوت وراتب مئة من موظفي الدولة ،وحرم أبنائهم بجرة قلم من قوتهم وكسوتهم واحتياجاتهم.

    الصدمة كبيرة وغير متوقعة ، أن تجد من توسمنا فيه الأمانة لقيادة ثورتنا خلفا للرئيس الشهيد ياسر عرفات ، في قيادة أعظم شعب ، وأنبل ثورة في التاريخ المعاصر ، وهو قاب قوسين أو أدنى أن يخوض مواجهة يحاو ل البعض إقناعنا انه سيخوضها مع الاحتلال ، إلا أن قناعتنا الراسخة ، وأبجديات السياسة تقول ، أن من ينظر في جيوب عساكره وجنوده ، ويحرم أطفالهم من الطعام والفرحة ، لا يمكن أن يخوض أي نوع من المعارك السياسية أو غيرها مع الاحتلال ، وإنما هو في حقيقة الأمر يخوض معركته مع أطفال وزوجات مئة من المناضلين الذين وهبوا حياتهم من اجل الفكرة والثورة التي اؤتمن عليها.




    الصدمة غير متوقعة وغير محتملة رغم الإرهاصات التي سبقتها ، والتهديدات التي أطلقت من رجال كنا نعتقد انهم كبار بهاماتهم إلا إنهم سقطوا في براثن غرائزهم الدنيئة ، وأوهموا أنفسهم إنهم يعملون من اجل الثورة وحمايتها ، والمشروع الوطني وقيادته، ألا إنهم بارعون في الفساد ، والتلذذ على معاناة الآخرين ، والسكر والاختمار حتى الثمالة بدموع الأطفال المقطوعة رواتب إبائهم في غفلة ضمائرهم واكتسابهم الثوري غير المشروع .

    اليوم زاد إيماننا المطلق في أن كل من اخذ قرارا بقطع رواتب جنود الأمن الوقائي في غزة وضباط هذا الجهاز ، وكل من صمت على هذه المجزرة بحق قوت أطفالهم ، هو لا يمت بشعبنا أو ثورته باى صلة ، وانه مهما كان موقعه عظيما في هذه الثورة أو الدولة هو من الساقين لشعبنا ونضاله ، واكتسب موقعه وانتماءه لهذه الثورة بطريقة غير مشروعة ، وبطرائق الخداع لشعبنا وكوادر ثورته .

    فمن ينظر في جيوب جنود وعساكر بسطاء لا ذنب لهم سوى أنهم اختلفوا معه أو جنحوا عن موقفه ويقدم على هذا الأجراء التعسفي الذي يتنافى مع الأخلاق والقيم التي تربينا عليها ، يكون هو المتجنح عن هذا الشعب وثورته ، ويكون غريبا عنه ، فشعبنا الذي تكافل في السراء والضراء ، ووقف معا يواجه المحن لا يمكن ان يكون من بين أعضائه من يفكر ويقرر بهذه الطريقة ، وهذه الوحشية ، وهذه القسوة لا يمكن ان تكون في قلبه ذرة إيمان أو ضمير أو وفاء لشعبه وأمته.

    اليوم نحن أمام رئيس اؤتمن علي أطفالنا وقوتهم ، وسقط في أول اختبار إنساني ، وان كان يصنف بأنه من اخطر الرجال في السياسة والمكر السياسي ، إلا انه استخدم هذا المكر مع شعبه في وقت من المفترض إن يكون بحاجه له ، فلقد تعلمنا من معارك الشعوب إن الانتماء للفكرة وللثورة يكون بالقناعة والحب إلى الوطن ، وليس مقابل المال والراتب ، وسيكتشف من تذاكى علينا في غفلة من التاريخ والتربح الثوري غير المشروع ، إن كان المال يشكل عامل ضغط عليه ، ويجعله يتراجع ويخضع بسبب نفسه الضعيفة سيجد رجال أقوياء ممن تربوا في أحضان ثورة فتح ، ولن يتراجعوا عن قناعتهم أو ما تربوا عليه في مدرسة الشهيد ياسر عرفات.

    وفي الختام نقول لقد سقط القناع ومعه سقط من كنا نتوسم فيه الرجولة ، ولكنهم ذكور وفحول لا يختلفوا كثيرا عن العجول ، وفي ساعة الحقيقة لن يجد هؤلاء العجول من ينظر إليهم ، وسيداسون بين أرجل الثوار الذين خانوهم ، فمن حمل روحه على كتفه منذ نعومة أظافره واجتاز كل الاختبارات لن يسقط أمام حفنة من المرتزقة الذين اغتربوا عن شعبنا، فيا أبناء فتح الديمومة تكافلوا واصبروا ، فساعة سقوط المتخاذلين قد حانت واقتربت.

    الإمارات وأمرائها دائما في الذاكرة والفعل الفلسطيني

    صوت فتح /كمال الرواغ

    رحم الله مؤسس دولة الإمارات العربية المتحدة طيب الله ثراه الشيخ زايد أل نهيان لما كان يمتلكه من حكمة وتبصر فهذه القامة العربية البدوية الشامخة لا يمكن لأحد أن يتجاهل دورها وريادتها في تطوير ورفعة الإنسان العربي لما أطرت وشيدت من إنسان عربي كان يرعي الغنم أو يسوق الإبل إلي رجال دولة سخروا التكنولوجيا والعلم والثروة لرسم خارطة جديدة للمواطن الإماراتي، والعربي والإسلامي يتفاعل مع ما يحيط به، بل أصبح مركز للتغيير والتطوير والتقدم في المنطقة مستخدما أيضا خصوصية المكان والزمان ، في صورة إبداعية متقدمة بوعي الحكيم نافذ البصر والبصيرة، الذي غرس أيضا "هذا التوجه في أبناءه وأحفاده، له الرحمة ولهم من بعده طول البقاء " .

    لقد برز منهم هذا الفارس الشهم الابن الرابع الشيخ حمدان بن زايد أل نهيان الذي ورث عن أبيه الإنسانية والحكمة ، وتجلت هذه الحكمه في سياسة علاقات الإمارات الخارجية مع الدول والمجتمع الدولي ، حين تولي وكيلا لوزارة الخارجية ووزير الدولة للشؤون الخارجية ونائب رئيس مجلس الوزراء ، أما في المجال الإنساني، فقد أولى اهتماما كبيرا لبرنامج العطاء الذي أطلقه المرحوم أبيه الشيخ زايد ليشمل كافة الدول العربية والدول الصديقة والدول المتضررة فلقد بدت مواقف حمدان الإنسانية في مساعدة الفقراء والمحتاجين والمرضي في شتي أصقاع العالم، وأشاد بأهمية تلك البرامج الإنسانية والخيرية في مختلف بقاع الأرض ودورها المهم في التخفيف من معاناة الشعوب المتضررة ، حيث أصبحت الإمارات من الدول السباقة عالميا في مد يد العون والمساعدة للشعوب التي تضررت من الكوارث والأمراض بكافة أشكالها .





    وأطلع الشيخ حمدان على أنشطة وبرامج مبادرة زايد العطاء خلال السنوات الخمس الماضية في كل من مصر وكينيا واريتريا والأردن والمغرب ولبنان وسوريا والسودان وتنزانيا والتي قدمت فيها للبشرية نموذجا للعمل التطوعي الإنساني للتخفيف من معاناة الملايين من المرضى والمصابين بأمراض القلب القاتلة والعمى والتشوهات الخلقية بإشراف نخبة من كبار الجراحين العالمين ومن خلال شراكة استراتيجية مع أبرز المستشفيات الجامعية في العالم ..

    فهو يحظى بتقدير دولي لما قام به من دور مهم وجهود كبيرة على المستوى الشخصي والمهني في تقديم يد العون للمجتمع الدولي في خدمة المعونات الإنسانية .

    وعرافا منها منحته كثير من الحكومات والجهات الدولية العديد من الأوسمة تقديرا وعرفانا بدوره المتواصل في مد يد العون للمحتاجين والمنكوبين .

    ولا عجب أنه ترأس هيئة الهلال الأحمر لدولة الإمارات، العضو في الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر 1..

    حيث تم اختيار الهلال الأحمر الإماراتي، ثاني أفضل هيئة إنسانية على مستوي قارة أسيا ، حيث تقوم هذه الهيئة بتقديم يد العون والمساعدة للمنكوبين والمحتاجين واللاجئين على مستوي العالم .

    أما عن دور الهلال الأحمر الإماراتي بفلسطين فحدث ولا حرج فخدماتها الإنسانية هي أهم مكون في تثبيت الإنسان الفلسطيني على أرضه وبين أبناء شعبة، بل وفي مخيمات الشتات واللجوء أينما وجدت، ابتداء من بناء المدارس كما حصل بالأمس عندما أقدمت هيئة الهلال الإماراتي بالتبرع لبناء 4 مدارس لوكالة الغوث وتشغيل الفلسطينيين بالإضافة إلى دعم المستشفيات الفلسطينية وتطويرها .

    ولا يمكننا أيضا أن ننسى الدعم الإغاثي وتحديدا في مدينة القدس والذي له أثر بالغ في رفع الروح المعنوية والاجتماعية لدى أبناء القدس، الذين يشعرون بأنهم وحيدون في هذه المواجهة التي فرضت عليهم مع الاحتلال وقطعان مستوطنيه، كما أكد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة دعم الإمارات الكامل لحقوق الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة مطالبا الولايات المتحدة الأمريكية واللجنة الرباعية الدولية والمجتمع الدولي بممارسة أقصى الضغوط لإجبار إسرائيل الامتثال لقرارات الشرعية الدولية.

    وقال الشيخ في كلمة له أن القضية الفلسطينية هي قضيتنا جميعا ومعاناة الفلسطينيين ليست معاناة الفلسطينيين وحدهم إنما معاناتنا أيضا ، مؤكدا حرص الدبلوماسية الإماراتية على نصرة القضية الفلسطينية في المحافل الدولية والإقليمية ..

    مطالبا برفع الحصار عن الشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة كمقدمة لبدء مفاوضات سلام جديدة تفضي إلى إنهاء الاحتلال عن كافة الأراضي المحتلة وتمكن الشعب الفلسطيني من تقرير مصيره في دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف ..

    ونحن كشعب فلسطيني لا يمكن أن ننسى وقفات هؤلاء الرجال الرجال الذين تركوا بصمة واضحة للعيان
    في جميع المستويات ، وشكلوا نموذج فريد يحتذي للقيادات وللأجيال القادمة .

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. شؤون فتح مقالات معارضة 28
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:27 AM
  2. شؤون فتح مقالات معارضة 14
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:19 AM
  3. شؤون فتح مقالات معارضة 13
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:19 AM
  4. شؤون فتح مقالات معارضة 12
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:18 AM
  5. شؤون فتح مقالات معارضة 11
    بواسطة Haneen في المنتدى حركة فتح
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-04-17, 11:18 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •