اقلام واراء عربي 567
8/12/2013
في هذا الملــــف:
- القدس يستغيث.. والأمة فى سبات عميق
أسامة داود- اليوم السابع
- عملية بلا سلام
أمجد عرار-الخليج الإماراتية
- استراتيجية نتنياهو ومتطلبات مواجهتها
علي جردات –الخليج الإماراتية
- الأهم من موقع مجلس الأمن الدولي
صالح القلاب-الرأي الأردنية
- مصر و«عبدالناصر» فى مذكرات «مانديلا»
سعيد الشحات-اليوم السابع
- مانديلا الذي تمنته منطقتنا
طارق الحميد-الشرق الاوسط
- بين ائتلاف تجمّع الفاتح وهيغل!
مريم الشروقي-الوسط البحرينية
القدس يستغيث.. والأمة فى سبات عميق
أسامة داود- اليوم السابع
المواجهات التى اندلعت الجمعة الماضى فى ساحات المسجد الأقصى بين مصلين فلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلى التى اقتحمت ساحات المسجد وحاصرت الشبان فيه، ضمن سلسلة اقتحامات تنفذها قوات الاحتلال والمنظمات اليهودية المتطرفة تأتى تمهيداً لتقسيم الأقصى لصالح اليهود، وتكشف عن حجم التخاذل العربى والإسلامى تجاه القدس أرضاً ومقدسات.
كان الاقتحام الأخير لقوات من شرطة الاحتلال للمسجد الأقصى عقب صلاة الجمعة، وتم من باب المغاربة، الذى يسيطر عليه الصهاينة منذ عام 1967 يمثل خطوة ليست هى الأولى ولا الأخيرة فى عمليات تهويد القدس الشريف، وتأتى الاقتحامات مصحوبة بإطلاق الرصاص المطاطى وقنابل الغاز، مما أسفر عن وقوع إصابات عديدة وحالات اختناق فى صفوف المصلين الذين تواجدوا فى المسجد لتأدية الصلاة.
وتكرار الاقتحامات الإسرائيلية للأقصى خلال الأشهر القليلة الماضية، أمر ينذر بتوجه إسرائيلى لتنفيذ مخطط لتقسيم المسجد لصالح اليهود بزعم إقامته على هيكل سليمان.
ومحاولات الاحتلال المستمرة تأتى لتثبت تواجده اليومى فى مسعى لتقسيمه، وهو نفس السيناريو الذى تم مع المسجد الإبراهيمى ومع العرب والمسلمين فى العالم للمقدسات، بعدما نجح العدو فى استئصال 80% من المسجد الإبراهيمى وتحويله إلى مصلى لليهود، بينما المسلمون مغيبون، ويحصنون تخاذلهم بمزاعم أن مقاطعة القدس والمقدسات تأتى فى إطار مناهضة التطبيع.
بينما فى حقيقة الأمر أن مقاطعة المقدسات والتى انتقلت من المقاطعة بالزيارة وبالمساندة المالية وحتى بمجرد الشجب والاستنكار ما هو إلا دعم لمنهج العدو الصهيونى دون أن نعلم، بل نتخذ من النعام نموذجا نقتدى به فى دفن الرؤوس فى الرمال.
والتجاهل المستمر من جانب العرب لأهمية التفاعل مع القضية الفلسطينية وإنقاذ المقدسات من أيدى الصهاينة دفع القيادات الدينية الفلسطينية بالقدس إلى إطلاق صرخة نداء فى 25 سبتمبر الماضى للفلسطينيين المقدسيين للمرابطة داخل الأقصى لحمايته من مستوطنين دعوا لاقتحامه طيلة أيام ما يعرف بعيد العرش اليهودى، وما كشفته مؤسسة الأقصى مؤخرا عن وجود مخطط لتقسيم زمانى ومكانى للأقصى وإقامة كنيس يهودى على معظم مساحته مضافة إلى أراض أخرى تم انتزاعها من جانب الفلسطينيين لبناء أكبر كنيس يهودى فى العالم.
ويتضمن المخطط أيضاً اقتراحات بتخصيص ساعات معينة لليهود لأداء صلوات فردية وجماعية بالمسجد الأقصى نفسه، على أن تتم زيادة هذه الساعات بالأعياد اليهودية، والاقتراح الآن داخل وزارة الأديان الإسرائيلية لتنفيذه، فهل يتحرك العرب والمسلمون أم ينتظرون تدخل السماء دون الأخذ بالآية الكريمة من سورة الأنفال "وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ ۚ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَىْءٍ فِى سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ".
عملية بلا سلام
أمجد عرار-الخليج الإماراتية
عندما يأتي وزير الخارجية الأمريكي جون كيري إلى المنطقة وعلى لسانه كما في رأسه موضوع واحد هو أمن "إسرائيل"، فإن شيئاً ما يريد أن يمشي بلا قدمين . كلام كيري عن كون الأمن "الإسرائيلي" هو الأولوية يعني أن الرجل يتحرك تحت المظلة "الإسرائيلية"، ولا يراعي الحد الأدنى لدور الوسيط . هذا الكلام، ولكيلا يكون مجرد تحليق دبلوماسي جاء مدعوماً بتدخل موازٍ من جانب الجنرال الأمريكي المتقاعد جون ألين الذي أطلع بنيامين نتنياهو على التصورات الأمنية العديدة المترتبة على حل موهوم، في حين لم تفت كيري الإشارة إلى أنه يشعر بأن تحليل ألين، المدعوم بنحو مئة وستين مسؤولاً من وزارتي الدفاع والخارجية والبيت الأبيض ووكالات الاستخبارات الأمريكية، يمكن أن يساعد على التوصل إلى قرارات بشأن بعض الخيارات المهمة للتوصل إلى اتفاق .
بمعزل عن انعدام الجدوى لأي تحرك على جبهة التسوية، فإن أسطوانة الأمن باتت مملة ومقيتة ومشروخة ومشبوهة، وعلاوة على ذلك فيها من التضليل ما لا يوازيه سوى كلام قادة الكيان عن السلام، فيما هم يقتلونه كل دقيقة . فمن يطالب بالأمن عادة هو الطرف الذي يتعرض للاحتلال والقتل والاعتقال وسرقة الأرض والتاريخ والمقدسات، وليس الطرف الذي يمارس كل هذا . وهو كلام يشبه الشعار الغربي الذي تبناه بعض العرب والفلسطينيين، عن بلاهة أو خنوع، والقائل ب"الأرض مقابل السلام"، أي أنهم يعرضون على ''إسرائيل'' أن تعيد للفلسطينيين بعض أرضهم مقابل أن يعطوها السلام، مع أنها تملك طرفي المعادلة، فهي تحتل وترفض السلام، وهي التي تهدد الوجود الفلسطيني والعربي، وينبغي أن تكون مطالبة بأن تعطي الأرض والسلام، لو لم تكن ما تسمى عملية السلام دائرة مفرّغة من الدجل والنفاق والوهم، ولو لم يكن بعض الفلسطينيين يجرون وراء السراب .
في حقيقة الأمر، لا حدود لمفاهيم التضليل في كل ما يتعلق بالصراع العربي "الإسرائيلي" الذي كان هو نفسه أول ضحايا التضليل عندما استبدلت كلمة "الصراع" أولاً ب"النزاع" وفيما بعد بكلمة "مشكلة"، قبل أن يخرج علينا فيلسوف الحركة الصهيونية وجالب برنامجها النووي، شمعون بيريز، بتوصيف يقول إن "المشكلة" بين العرب و"إسرائيل" ذات طابع نفسي، ووضع "الإسرائيليين" والعرب في كفة واحدة أمام عدو مشترك، وذلك في إطار مخطط الفتنة الطائفية والمذهبية في المنطقة .
الشيء الثابت في عملية السلام المزعومة أن راعيها الأمريكي طرف وليس وسيطاً، البعض يعتبر أمريكا وسيطاً غير نزيه، فيما الحقيقة أنها ليست وسيطاً إذ تتبنى بالكامل كل مواقف "إسرائيل" وأحياناً تزايد عليها .
وعندما يجتمع هذا العنصر مع ما يرتبط بالوظيفة الكولونيالية للكيان الصهيوني والطبيعة الوجودية في الصراع معه، فإن من الطبيعي أن تبقى عملية التسوية مجرد طحن للماء وحصد للهواء . هذه العملية التي بدأت قبل ربع قرن لم يتقدم فيها شيء على الأرض سوى دبابات تتقدم لتقصف، وجرافات تتقدم لتجرف أرض الفلسطينيين وتهدم منازلهم، وطفيليات تتقدم باتجاه مصالحها وامتيازاتها . هكذا عملية "سلام" يراد لها أن تدور حول شقها الأول، عملية بلا سلام .
استراتيجية نتنياهو ومتطلبات مواجهتها
علي جردات –الخليج الإماراتية
في العام 1988 وفيما كانت الانتفاضة الشعبية الفلسطينية الكبرى في أوجها، أقدمت قيادة منظمة التحرير على الاعتراف بالقرار الدولي 242 لقاء فتْح قناة اتصال مع الولايات المتحدة . بذلك اختزل برنامج "الدولة والعودة"، أي "البرنامج المرحلي"، في إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة في العام 1967 . وفي مؤتمر مدريد للسلام، ،1991 وافقت قيادة المنظمة على اعتماد المفاوضات المباشرة تحت الرعاية الأمريكية استراتيجية أساسية، كي لا نقول وحيدة، لإيجاد تسوية سياسية للصراع على أساس "الأرض مقابل السلام" . وبذلك حلت استراتيجية تحقيق الدولة بالتفاوض محل استراتيجية المقاومة الشاملة ل"إنهاء الاحتلال" على طريق إقامة الدولة . وفي العام 1993 أبرم "اتفاق أوسلو" وتم الاعتراف بوجود وأمن "إسرائيل" غير محددة الحدود ومن دون إيقاف عمليات مصادرة الأرض واستيطانها وتهويدها . بهذه التنازلات الفلسطينية المجانية المتسرعة، وأخطرها مواصلة التفاوض مع استمرار الاستيطان، صار مجرد وهم تحصيل دولة فلسطينية مستقلة وسيدة وعاصمتها القدس، فيما الأرض المراد إقامتها عليها تتعرض لعملية مصادرة واستيطان وتهويد وتفريغ ممنهجة ومسعورة ومتصاعدة، فيما منظومة الفكر الصهيوني التوسعي العدواني هي المحرك الأساسي والإستراتيجية الثابتة لسياسة "إسرائيل" وحكوماتها المتعاقبة .
والأنكى أنه في العام 2009 أدركت قيادة منظمة التحرير مخاطر مواصلة المفاوضات مع استمرار الاستيطان، فجمدت المفاوضات واشترطت استئنافها بتحديد مرجعيتها والوقف الشامل والكلي لعمليات الاستيطان والتهويد في الضفة والقدس، لكنها لم تصمد أمام الضغط الأمريكي، فعادت للتفاوض مع حكومة نتنياهو الأولى لقاء تجميد شكلي وجزئي ومحدود ومؤقت، (ثلاثة أشهر) لعمليات الاستيطان في الضفة، بل ومن دون أن يشمل القدس أيضاً . انتهت مدة هذا التجميد الصوري ولم تتمخض المفاوضات إلا عن تمادي حكومة نتنياهو، حيث وضعت الاعتراف بكيانها غير محدد الحدود "دولة للشعب اليهودي" شرطاً لاستئناف المفاوضات أو، (والأمر سيان)، لإبرام اتفاق حول "قضايا الوضع النهائي"، أي جوهر القضية الفلسطينية، جرياً على ما كانت قد طرحته حكومة أولمرت في نهاية العام ،2007 وطالبت بأن تتضمنه تفاهمات "مؤتمر أنابولس" .
رغم هذا المطلب التعجيزي المساوي لتصفية جوهر القضية الفلسطينية، ورغم أن جولتين عقيمتين من مفاوضات "التجريب" و"الاستكشاف" لم تؤديا إلى زحزحة حكومة نتنياهو الثانية قيد أنملة عن جوهر ثوابتها وشروطها، خاصة رفض وقف الاستيطان، قبلت قيادة منظمة التحرير تحت ضغط إدارة أوباما الثانية استئناف التفاوض لمدة تسعة أشهر توشك على الانتهاء من دون نتيجة سوى تصعيد ما تنفذه -منذ سنوات- حكومة نتنياهو ليبرمان، أكثر حكومات "إسرائيل" تشدداً سياسياً وأيديولوجياً، من مخطط لاستكمال مصادرة واستيطان وتهويد ما تبقى بيد الفلسطينيين من أرضهم .
هنا وبما أن إدارة أوباما ضمنت استمرار المفاوضات مع الاستيطان حتى انتهاء التسعة أشهر المحددة لها، خاصة أن "همروجة" استقالة الوفد الفلسطيني المفاوض لم تنفذ، فإن من الطبيعي أن ينصب الضغط الأمريكي على الفلسطينيين للقبول بتمديد أمد المفاوضات . يشي بذلك ما سربته الصحافة "الإسرائيلية"، وأقرت به أوساط دبلوماسية رسمية أمريكية، وفحواه: لن يركز وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، القادم إلى المنطقة من جديد، على الاستيطان واستمراره وتصعيد وتائره، إنما على تقديم مقترحات تطمئن حكومة نتنياهو، وتستجيب لمطالبها الأمنية، وأهمها: بقاء الكتل الاستيطانية الثلاث الكبرى، وتحويل جدار الفصل إلى حدود سياسية، واستمرار السيطرة العسكرية والأمنية "الإسرائيلية" على المعابر وعلى طول الحدود مع الأردن . وكان لافتاً تناغم موقف الاتحاد الأوروبي مع الموقف الأمريكي في هذا السياق، حيث حذر مصدر دبلوماسي أوروبي رسمي من أن يفضي انسحاب الفلسطينيين من المفاوضات إلى قيام "إسرائيل" بإعادة احتلال الضفة، (وكأنها ليست محتلة في الواقع)، أو إلى تنفيذ "خطة الانطواء" فيها، وبالتالي إلى انهيار "السلطة الفلسطينية" ومصادر تمويلها . هنا ثمة تهديد أوروبي مبطن لا يشي بالتناغم مع الضغط الأمريكي، فقط، بل يؤكد أيضاً أن الدور الأوروبي بما يقدمه من تمويل ل"السلطة الفلسطينية" إن هو إلا دور وظيفي يتكامل في التحليل الأخير، كي لا نقول يخدم، الضغط الأمريكي على الفلسطينيين لمواصلة المفاوضات مع استمرار الاستيطان . ماذا يعني هذا الكلام؟
يعني أن من الوهم، بل هو الوهم بعينه، تصديق أن حكومة الاستيطان والمستوطنين بقيادة نتنياهو ليبرمان، في وارد إيجاد تسوية سياسية للصراع التاريخي المفتوح بين المشروع الوطني الفلسطيني التحرري والمشروع الصهيوني الاستعماري الاستيطاني الإحلالي .
أما كلام إدارة أوباما عن نيتها لعب دور من شأنه إيقاف عجلة المصادرة والاستيطان والتهويد لما تبقى من الأراضي المحتلة عام ،1967 فمحض خداع لتجديد أوهام الرهان على المفاوضات العبثية بينما تتواصل على قدم وساق، وبصورة مسعورة، عمليات التفريغ والمصادرة والاستيطان والتهويد، لا في الضفة والقدس فقط، إنما أيضاً في الجليل والمثلث والنقب المراد ابتلاع 800 ألف دونم من أرضه واقتلاع أهلها الفلسطينيين وحشرهم في رقعة لا تزيد على 1% من مساحة النقب، تنفيذاً لخطة الصهيوني "برافر"، بما يعيد للذهن خطة كينغ لتهويد الجليل التي فجرت -في مارس/ آذار العام 1976- هبة يوم الأرض، القفزة النوعية في سياق نضال الفلسطينيين ودفاعهم عن أرضهم وتشبثهم بها . وهو ما يتكرر اليوم، حيث يهب الفلسطينيون في النقب وحيفا ورام الله والقدس وغزة للدفاع عن أرضهم تحت شعار ناظم: "لن تمر خطة برافر"، ما استفز رمز التطرف الصهيوني، ليبرمان، حيث قال: "الفلسطينيون يسرقون أرض الشعب اليهودي" . يبدو أن ليبرمان ونتنياهو قد صدقا أن الفلسطينيين يمكن أن يكفوا عن الدفاع عن أرضهم أو أنهم سيقبلون بصيغة "السلام بتوفير الأمن ل"الإسرائيليين" والاقتصاد للفلسطينيين"، أوأنهم سيقرون بأسطورة "الروابط التاريخية بين الشعب اليهودي وأرضه" .
بقي القول: هذه هي إستراتيجية حكومة نتنياهو، بشقيها السياسي والميداني، لتصفية جوهر القضية الفلسطينية . وهذه هي حقيقة الرعاية الأمريكية للمفاوضات . أما مواجهة هاتين الحقيقتين بجدية وبشمولية، سياسياً وميدانياً، فلن تكون إلا بالخروج من نهج التفاوض مع الاستيطان، وبإعادة بناء المشروع الوطني الفلسطيني بعد أن فككت عناصره عشرون عاماً من المفاوضات العبثية والتنازلات المجانية المتسرعة . وكل ذلك من دون أن ننسى التطور النوعي الحاصل على دور مستوطني الضفة والقدس، حيث صاروا، بلا شك أو ريب، في مركز صناعة القرار "الإسرائيلي" في السياسة والتشريع والجيش والأمن .
الأهم من موقع مجلس الأمن الدولي
صالح القلاب-الرأي الأردنية
على اهمية ان يصبح الاردن عضوا في مجلس الامن الدولي لفترة عامين وهذه هي المرة الثالثة التي يحتل فيها هذا الموقع الذي تتمناه معظم دول العالم فإن الاهم هو ان التصويت بشبه اجماع يدل على ان هذا البلد يحظى باحترام العالم كله وعلى ان له مكانة ربما لا تتوفر حتى للدول التي تعتبر نفسها حلقة رئيسية في سلسلة المجموعة التي تتحكم بصنع القرارات المصيرية في الكرة الارضية والتي تدير الكون بأسره وكأنه قرية صغيرة!!
ان الدول لا تقاس بمساحاتها الجغرافية وبالطبع ولا بثرواتها الطائلة رغم اهمية هذين العاملين وايضا ولا بكثرة سكانها ولكن بفاعليتها وبالدور الذي تلعبه في اطارها الاقليمي وعلى مستوى العالم كله وهذا لايمكن توفيره الا بالاستقرار وإلا بشعب مثقف وواع وبعيد التطلعات وإلا بسياسة حكيمة واقعية وليست مغامرة, وإلا بقيادة تحترم شعبها وتقوده بالثقة المتبادلة وبعيداً عن اساليب القمع والتسلط والكرابيج وقطع الاعناق والارزاق.
إن الوصول لاحتلال هذا الموقع الهام جداً في مجلس الامن الدولي بالامكان تحقيقه وبسهولة والمعروف ان هناك تناوبا عليه بين دول المجموعات الكونية كل عامين لكن الاهم هو ان التصويت الذي جرى امس الاول بهذا الخصوص قد اظهر ان بلدنا, المملكة الاردنية الهاشمية, يتمتع بمكانة دولية نادرة وانه يحظى بتقدير واحترام خاص وان شعوب العالم, حتى قبل دوله, تعتبره رقما رئيسيا في المعادلة الكونية وان الجميع ينظرون اليه باحترام وتقدير ومحبة ويعتبرونه ضرورة للامن والاستقرار في هذه المنطقة والملتهبة وايضا ضرورة لتوفير السلام في الشرق الاوسط كله.
ربما ان بعض الاردنيين لا يعرفون هذا وربما ان بعض الدول المجاورة, وبخاصة بقايا دول الانقلابات العسكرية, لا تريد هذا وهي تستكثره ولكن رغم ذلك فان الحقيقة تفرض نفسها وان الكيفية التي جرى فيها «التصويت» العالمي امس الاول قد اثبتت ان هذا البلد, المملكة الاردنية الهاشمية يحتل مكانة دولية معززة باحترام شعبي من قبل شعوب العالم كله ولعل ما يجب ان نتفق عليه كأردنيين ان هذا الرصيد هو اهم رصيد لدولة يتساءل حتى اشفاؤنا العرب عن الاسباب التي تقف وراء استقرارها وصمودها بينما النيران تزنرها من كل جانب وبينما المنطقة بمعظم دولها تغرق في الدماء وبالفوضى والاضطرابات.
وهذا كله يجب ان يعرفه ويدركه الارنيون الذين وللاسف ان بعضهم غارقون في السوداوية حتى آذانهم والذين يصرون على النظر الى كل ما يجري عندنا من زوايا عيون مصابة بالحول وهنا فإنه لا بد من الاعتراف بأن هناك بعض التجاوزات وان هناك اخطاء كثيرة بالامكان تجنبها لكن ورغم هذا فان اصحاب الضمائر الحية لابد انهم يعرفون ويدركون انه من عجائب الدنيا, التي يتساءل عنها الذين يراقبون اوضاعنا عن بعد, ان يحتل الاردن كل هذه المكانة الكونية وكل هذا الاحترام العالمي وكل هذا التقدير الحقيقي والفعلي من غالبية ابناء الامة العربية وكل هذا على قلة موارده وامكانياته الاقتصادية وهو يحتل هذا الموقع الجغرافي الذي جعله دائما وابداً في حالة استنفار مستمر!!
وهكذا فإنه على بعضنا ان يتقوا الله في بلدهم وان يكفوا عن حالة جلد الذات المستمرة وهنا فانني اشير الى ان بعضنا لا ينظر الا الى الجزء الفارغ من الكأس وان بعض إعلامنا (الخاص) لا يروج إلاّ الى السلبيات وعلى سبيل فقد كنت احد اعضاء مجموعة من لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الاعيان وكانت في مهمة استطلاعية وتفقدية في مخيم الزعتري للاجئين من اشقائنا السوريين.. وحقيقة اننا شاهدنا ما يبعث على الاعتزاز من جهود تبذلها اجهزتنا الامنية وقواتنا المسلحة وإداراتنا المحلية لكن رغم ذلك ورغم اننا لم نرَ ولا خطأ واحداً في ذلك اليوم الماطر يوم الخميس الماضي إلاّ اننا فوجئنا باحدى القنوات الفضائية تبث تقريرا معززا بصور قديمة من شتاء العام الماضي يتحدث عن غرق مخيم الزعتري بمياه الامطار ويتحدث عن خيم اقتلعتها الرياح وعن اطفال ناموا في العراء.. وبالطبع فإن هذا كان مجرد اكاذيب لا علاقة لها بالواقع والحقيقة.
مصر و«عبدالناصر» فى مذكرات «مانديلا»
سعيد الشحات-اليوم السابع
«الشيء الوحيد الذى منحه إياى والدى بخلاف الحياة، والبنية القوية، والصلة الوثيقة بعائلة «ثمبو» الملكية هو «دوليهلا هلا»، اسمى عند الميلاد، والمعنى الحرفى لاسمى هو «نزع فرع الشجرة»، ولكن معناه الدارج هو «المشاغب»، ورغم أننى لا أؤمن بأن الأسماء تصنع قدر الإنسان لكن فى السنوات التى تلت صار الأصدقاء والأقرباء يعزون الزوابع التى سببتها وواجهتها إلى اسمى، ولم اكتسب اسمى الإنجليزى المألوف «نيلسون» حتى يوم التحقت بالمدرسة».
بهذه الكلمات يبدأ الزعيم الأفريقى «نيلسون مانديلا» سرد سيرته الذاتية: «مسيرة طويلة نحو الحرية»، ترجمة الدكتورة فاطمة نصر، والصادرة عن «دار الهلال» عام 1995.
كتب «مانديلا» سيرته أثناء فترة سجنه بجنوب أفريقيا «27 عاما متصلة»، واستكملها بعد خروجه عام 1990، وفيها محبة وافرة منه نحو مصر، ففى عام 1961 تجول فى «سرية» إلى دول أفريقية من بينها مصر لفتح مكاتب لحزبه «المؤتمر»، ويتذكرها قائلا:
«كانت مصر قد تملكت خيالى وأنا طالب كمهد للحضارة الأفريقية، وكنز لجمال الفن والتصميم، وكنت دائما أرغب فى زيارة الأهرام وأبوالهول وعبور نهر النيل أعظم أنهار أفريقيا، ومن أديس أبابا ذهبت و«أو ليفر» و«روبرت ريشا» إلى القاهرة، وقضيت يومى الأول فى المتحف أفحص القطع الفنية وأدون الملاحظات، وأجمع المعلومات عن نمط الرجال الذين أسسوا حضارة وادى النيل القديمة، ولم يكن اهتمامى اهتمام هاوٍ للآثار، فإنه لمن المهم للأفارقة القوميين أن يتسلحوا بالبرهان الذى يدحضون به ادعاءات البيض بأن الأفارقة لم تكن لهم فى الماضى حضارة تضارع مدنية الغرب، واكتشفت فى صباح واحد أن المصريين كانوا يبدعون أعمالا فنية عظيمة بينما كان الغربيون فى الكهوف».
يضيف «مانديلا»: «كانت مصر نموذجا هاما لنا، فقد كان أمامنا على الطبيعة برنامج الإصلاح الاقتصادى الذى أطلقه جمال عبدالناصر، فقد حدد الملكية الخاصة للأراضى الزراعية، وأمم بعض قطاعات الاقتصاد، وكانت له الريادة فى بدء برنامج سريع للتصنيع وجعل التعليم ديمقراطيا، وبنى جيشا حديثا، وكانت كثير من تلك الإصلاحات هى بالتحديد ما يطمح «المؤتمر» إلى أن يحققه، وكان الأهم بالنسبة لنا فى ذلك الوقت أن مصر كانت الدولة الأفريقية الوحيدة التى تمتلك جيشا وأسطولا بحريا وجويا يمكن أن يقارن بذلك الذى تمتلكه جنوب أفريقيا».
فى هذه الزيارة لم يلتق مانديلا بعبدالناصر، حتى كانت زيارته الثانية بعد 28 عاما، وطلب إضافتين لبرنامجها، زيارة ضريح جمال عبدالناصر، ومقابلة محمد فائق، رجل أمجاد عبدالناصر فى أفريقيا، وكان همزة الوصل مع «مانديلا» فى الزيارة الأولى.
قال «مانديلا» لـ«فائق»: «اعتذر عن موعد سابق تأخر 28 عاما»، وكان قصده عدم إتمام موعده بلقاء عبدالناصر بسبب زيارة الرئيس اليوغسلافى تيتو للقاهرة، واضطرار مانديلا لمغادرتها على أن يعود بعد أسبوعين لمقابلة عبدالناصر، لكن تم اعتقاله وسجنه 27 عاما، ثم جاءت الزيارة الثانية، فماذا كتب عنها؟.. غدا نستكمل.
مانديلا الذي تمنته منطقتنا
طارق الحميد-الشرق الاوسط
ودع العالم كله الزعيم نيلسون مانديلا صاحب أروع قصص التضحية، والقيادة، في مواجهته الطويلة لنظام الفصل العنصري المقيت في جنوب أفريقيا إبان حكم الأقلية البيضاء. فمن سجين لأكثر من خمسة وعشرين عاما في سجون العنصرية إلى زعيم فذ، ورمز عالمي للمصالحة والتعايش السلمي.
ووداع مانديلا اليوم يعيد التذكير بقصة زعيم ناضل مطولا من أجل الحرية والسلام، وأفنى سنين عمره في السجن، ذائقا الويلات بحثا عن الوطن الحلم، والذي عندما تحقق له لم يحتفظ بالسلطة، ولا الحكم، ولم يتحول إلى «زعيم خالد»، بل دعا للتسامح، وكرس السلام، وأدى مانديلا حينها فترته الرئاسية ليعود بعدها إلى منزله وسط عائلته، ويفارق الحياة عن خمسة وتسعين سنة، ليس كرئيس سابق، بل زعيم ملهم، تروى قصته وتدرس في حكمة القيادة، وكرمز للتعايش والمصالحة، ومثال لرجل لم تأسره السلطة. وهذه هي عظمة قصة هذا الرجل التاريخي دون شك. والقصة بالطبع هنا ليست قصة نعي زعيم، بل هي لأخذ الدروس والعبر في منطقتنا الآن، خصوصا أن اسم مانديلا قد تردد مطولا في السنوات الثلاث الأخيرة، وتحديدا فيما يسمى «الربيع العربي»، وأقدم من ذلك.
وهنا نتساءل، وخصوصا في الخمسين سنة الماضية وللآن: ماذا لو كان لدى الفلسطينيين زعيم يقود نضالهم مثل الزعيم مانديلا؟ فكيف كان سيكون حال الفلسطينيين اليوم، بل كيف كان سيكون شكل المنطقة برمتها؟ هل كانت ستضيع الفرص؟ وهل كانت ستطول معاناة هذه الأجيال، ويتكرس الانقسام الفلسطيني، وتقضي المنطقة سنينا من هذا الصراع الذي أحرق فرص التعايش، وأضاع كل فرص البناء لمستقبل أفضل؟ ماذا لو كان لدى الإيرانيين مانديلا آخر، مثلا، وليس الخميني، أو خامنئي.. كيف كان سيكون حال إيران والإيرانيين اليوم؟ وكيف يمكن أن يكون شكل المنطقة برمتها مع زعيم ملهم يدعو للتعايش وليس زعامة تدعي حق الإرشاد مدى الحياة؟ ما هو حال إيران الداخلي وقتها، وكيف كانت ستكون مكانة إيران الدولية، بل وفي المنطقة، لو أن لديها مانديلا الإيراني الذي لا يبحث عن زعامة أبدية، أو دور وهمي لا يمكن تحقيقه طال الزمان أم قصر؟ كيف كانت ستكون إيران مع مانديلا التعايش، وليس زعامات الطائفية، والأوهام؟
والأمر نفسه عربيا، كيف كان سيكون حال مانديلا السوري، أو المصري، أو التونسي، أو الليبي، فهل كان «الربيع العربي»، وبوجود مانديلا عربي، سيقود إلى التشرذم، والاستئثار بالسلطة، وكل هذه الدماء، حيث أسقط الديكتاتور الفرد، وصعدت ديكتاتورية الجماعة، والآيديولوجيا، وأول ما هدد، وأسقط، الدولة، مع تحطيم النسيج الاجتماعي، وتعقيد أحوال تلك الدول، والمنطقة ككل، وجعل واقع تلك الدول أسوأ من ماضيها حيث لم يخرج لنا مانديلا يؤثر التعايش السلمي، وإنما جماعات تريد تكريس ديكتاتورية الجماعة، والاستئثار بالسلطة. ولذا فإننا نودع اليوم الزعيم مانديلا متمنين لو كان بمنطقتنا الآن مانديلا آخر في هذه المرحلة الصعبة التي تهدد دول «الربيع العربي».
بين ائتلاف تجمّع الفاتح وهيغل!
مريم الشروقي-الوسط البحرينية
طلبنا من ائتلاف تجمّع الفاتح مرّات كثيرة وفي أكثر من محفل، أن يكونوا على قدر كلمتهم في تغيير السفير الأميركي توم كراجيسكي، وكذلك طالبناهم بإغلاق السفارة الأميركية والقاعدة الأميركية، حيث إنّهم وجدوا بأنّ أميركا تتدخّل في سياستنا الداخلية، وذلك يعد خرقاً لحقوق الدولة وكيانها، ولكنّنا لم نجد رجلاً واحداً من ائتلاف الفاتح يرد على كلامنا أو حتى ينفي ما ذكرناه، بل وجدناهم مصرّون إلى يومنا هذا بإرسال عريضتهم التي لم تخرج إلى النور لباراك أوباما رئيس الولايات المتّحدة الأميركية، حتى يضع في اعتباره تغيير سفيره وسياسته بشأن البحرين!
اليوم جاءت الفرصة الذهبية لائتلاف تجمع الفاتح في تحريك الشارع السني، 500 ألف مواطن في مظاهرة نصف مليونية، بالتوجّه إلى السفارة الأميركية والأسطول الخامس لطردهم من بلادنا، فهم خونة وضعوا يدهم في يد المعارضة، ولا نريد الخونة بيننا، وكما هو معروف فإن قيادات الفاتح كانت واضحة جداً ولم تطلب ولم تعطِ من الغنائم شيئاً، بل رفض قادة الفاتح الأراضي والهبات والعطايا لهم ولأبنائهم وعائلاتهم، وعليه يجب أن يقفوا وقفة الرجال في هذه اللحظة الحاسمة من أجل الشعب النصف مليوني الذي ناصرهم «شعب الفاتح الأعزاء»، حتى يطردوا «اليانكيز» من الأراضي البحرينية والخليجية ويطهّروها منهم ومن تدخّلاتهم!
الطريف في الأمر أنّ وزير الدفاع الأميركي تشاك هيغل زار بالأمس الأسطول الخامس، والتقى بجمع من المدنيين والعسكريين، وقالها بصراحة ضارباً ما يتناقل من ائتلاف تجمّع الفاتح عرض الحائط، بأنّ الأميركان باقون في المنطقة ولن يذهبوا إلى أي مكان آخر!
هذه هي الفرصة الذهبية لهذا الائتلاف في إبداء ازدرائه ورفضه للأميركان، عن طريق إيصال العريضة بأقصى سرعة لوزير الدفاع الأميركي الموجود على أرض البحرين، حتى يغيّروا سياستهم أو يخرجون من الأراضي البحرينية بأسطولهم وسفارتهم! ولكن هل يستطيع رئيس التجمّع وهو الذي صرّح قبل أي كان بإيصال الرسالة، أم أنّها جعجعة صحون يعلمها القاصي قبل الداني، وكلام في الهواء تململ منه أهل الفاتح أنفسهم!
لا نريد كلاماً يا ائتلاف تجمّع الفاتح بل نريد رجالاً متمسّكين بكلمتهم مثلما يتمسّك الأميركان بكلامهم ووعودهم، كما نطالبكم اليوم بإيصال تلك العريضة التي بدأت منذ شهور، حتى يصدّقكم الشارع البحريني، فلقد سبق السيف الزبى، وأصبحت مطالباتكم مستهلكة لا حول لها ولا قوّة، حتى ظنّ البعض بأنّكم ما تطالبون إلاّ زيادة في الشهرة وطمعاً في المال!
قبل أن تطالبوا انظروا إلى حال البحرين، وقبل أن تعارضوا شاهدوا قوّة حليفكم، فأنتم تردّدون كلاماً لا يصدّقه أحد، كقولكم بأنّ الولايات المتّحدة الأميركية ترضخ لـ «صخرة المحرق»، وهي ضعيفة أمام الخليج لأنّه يمتلك النفط!
للأسف الخليج يمتلك النفط، ولكنّه لا يمتلك القوة التكنولوجية ولا البشرية ولا العلمية ولا العسكرية الموجودة في جعبة الأميركان، فضربة واحدة لمصانع تحلية المياه في الخليج ستودي بنا إلى التهلكة، فنحن عاجزون وعجزُنا اعتمادنا على الآخرين، فلسنا منتجين ولكننا مستهلكون ومعتمدون على الأجانب في كل مدركات حياتنا حتى البسيطة منها. أفيقوا يرحمكم الله، والتفتوا إلى أهمّية الأميركان في حياتنا، ولا تجعجعوا بجعجعات أنتم لستم على قدرها، بل سلّطوا قوّتكم في إرجاع أموال النفط التي تحدّث عنها المعاودة إن كنتم تستطيعون، وارجعوا أملاك الدولة المهدورة، وطالبوا بتحويل ملفّات الفساد إلى النيابة العامة، واعملوا على تحسين وضع المواطن، فأنتم لم تستطيعوا زيادة المواطن 15 في المئة مع أنّها من أسهل الأمور! وتحاولون اليوم تشتيت النّاس بأجندات خارجية فوق قدراتكم، أرجوكم تذكّروا مقولة: «رحم الله امرأً عرف قدر نفسه»!


رد مع اقتباس