النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 329

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 329

    اقلام واراء اسرائيلي 329
    30/4/2013


    في هــــــذا الملف

    سوريا وامريكا والدرس الايراني
    بقلم:أوري هايتنر،عن اسرائيل اليوم

    لا حق لدغان في الكشف عن اسرار
    بقلم:شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم

    امريكا تستعد لسيناريو دخول بري الى سوريا
    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    سموا السادات ايضا مهرجا
    بقلم:ألوف بن،عن هآرتس

    هل تم اجتياز خط احمر؟.. استعمال سلاح كيميائي في سورية
    يجب على دول العالم وفي مقدمتها امريكا ان تُعد خطة للقضاء على منظومة السلاح الكيميائي (والبيولوجي) في سورية كي لا تقع في أيدي جهات متطرفة
    بقلم:دافيد فريدمان،عن نظرة عليا

    صباح الخير يا اوباما
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    الخط الاحمر للمخادع
    بقلم:اوري اليتسور،عن معاريف

    سوريا وامريكا والدرس الايراني

    بقلم:أوري هايتنر،عن اسرائيل اليوم

    إن استعمال الاسد للسلاح الكيميائي يتحدى الولايات المتحدة وبخاصة بازاء تعريف الرئيس اوباما لهذا الاجراء بأنه ‘خط احمر’. إن الامتناع عن التدخل قد يعتبر ضعفا امريكيا ويضعف مكانة الولايات المتحدة التي أخذت تضعف أصلا في العالم عامة وفي الشرق الاوسط خاصة. والى ذلك فان ضبط النفس مع اجتياز هذا الخط الاحمر قد يجعل استعمال السلاح غير التقليدي أمرا معتادا.
    وبرغم ذلك قد يتبين ان تدخل الولايات المتحدة في سوريا خطأ، فمسألة استعمال السلاح الكيميائي ليست هي المشهد العام. يجب على الولايات المتحدة قبل ان تستعمل جيشها وترسل جنودا للمعركة ان تسأل نفسها من يقابل من في الحرب في سورية، اذا كان يوجد منطق عسكري في الوقوف الى جانب هذا الطرف أو ذاك؟. إن الولايات المتحدة علمتها التجارب، فقد واجهت الغزو السوفييتي لافغانستان حينما كان الاتحاد السوفييتي عدوها الرئيس، لكن القوة التي رعتها كانت طالبان وهي النظام الاسلامي المتطرف الذي أصبح عدو الغرب الأول وعدو الولايات المتحدة نفسها في الأساس. وأسقطت الولايات المتحدة سلطة صدام حسين المستبدة لكن الحكم الشيعي جعل العراق حليفا لايران ولنظام الاسد.
    خلافا للأوهام الرومانسية في بدء الهبة الشعبية في سوريا قبل أكثر من سنتين، أصبح واضحا اليوم أن ليس الحديث عن نضال لباحثين عن الحرية والسلام. فهذه حرب بين أشرار وأشرار، وبين جهات مختلفة لا تُتهم واحدة منها بصلة ما بالديمقراطية والتوجه الغربي. وأساس الصراع هو حرب دينية بين الاسلام الشيعي والعلوي وبين الاسلام السني، في وقت أصبحت فيه رأس الحربة هي أكثر الجهات تطرفا في الطرفين حزب الله في الجانب الشيعي والقاعدة في الجانب السني. ولا يستطيع أحد الطرفين ان يكون حليفا للولايات المتحدة وليس ما يدعو الولايات المتحدة الى مساعدة واحد من الطرفين في هذه الحرب.
    يجدر استخلاص الدروس بدل التدخل. والدرس المركزي هو فهم جوهر الشرق الاوسط ومعنى التهديدات لحليفتها الحقيقية اسرائيل. إن الوحشية الفظيعة وعدم وجود حدود عند الطرفين في الذبح المتبادل في سوريا تشهد بما ينتظر اسرائيل المحاطة بقوى الكراهية هذه التي تراها نبتة غريبة في الشرق الاوسط ولا تُسلم بوجودها، اذا أصبحت ضعيفة. فمن هنا يُستنتج أنه يجب على العالم المستنير وفي مقدمته امريكا ان يؤيد اسرائيل وحاجاتها الامنية الضرورية وهي جيش قوي رادع، وتحقيق حقها في حماية نفسها من الارهاب، واحتكار ذري وحدود قابلة للدفاع عنها.
    إن استعمال الاسد للسلاح الكيميائي يقتضي تدخلا امريكيا لكن لا في سوريا. إن حقيقة ان الاسد لم يحجم عن استعمال هذا السلاح تشهد على ثقافة عدم وجود خطوط حمراء في الشرق الاوسط، ويُستنتج من هنا انه ينبغي منع نظم حكم كهذه القدرة على التسلح بسلاح ابادة جماعية. وكما استعمل الاسد السلاح الكيميائي الذي في حوزته، قد يستعمل النظام الايراني السلاح الذري ايضا.
    إن الدرس الامريكي من تجاوز الاسد للخط الاحمر هو عملية عسكرية للقضاء على برنامج ايران الذري، فقد استنفدت الدبلوماسية والعقوبات نفسها. وتستطيع عملية عسكرية فقط الآن ان توقف ذلك. واذا لم تجد اسرائيل مناصا فستضطر الى ان تفعل ذلك بنفسها، لكن ينبغي أن نأمل ألا نبلغ الى هذا الوضع. التزم اوباما في زيارته لاسرائيل بألا تملك ايران سلاحا ذريا. ويحرص المقربون منه على ذِكر ان الرئيس لا يخدع. فقد حان الوقت لانهاء ألعاب تسويف ايران والعمل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    لا حق لدغان في الكشف عن اسرار


    بقلم:شلومو تسيزنا،عن اسرائيل اليوم

    إن الشعب مدين له بعالم كامل فقد خدم واتخذ قرارات صحيحة تركتنا جميعا في دولة أكثر أمنا. وقد أنقذ حسن تدبيره حياة كثيرين وأفشل العدو. وكان يتقدم حفَظَة السر، وأُطيلت ولايته مرة بعد اخرى وحظي باطراءات وكانت القوة في يديه الى أن أُخذت منه فأختل شيء ما. كان يبدو في الايام الاولى أن مئير دغان رئيس الموساد السابق ليس نشوان بالقوة، غير أن تلك القوة جعلته في بلبلة ببساطة، فنسي ان في الديمقراطية مستوى منتخبا ومستوى مختصا منفذا. ولا يوجد مستوى ‘معيِّن’ ومستوى ‘مقرر’. هل يمكن ان يكون نسي أن من يوافق على الخطط في نهاية كل تخطيط هو الذي سيضطر الى ان يقدم الحساب للشعب، أعني الذي يرأس الجهاز أو رئيس الوزراء؟.
    بيد انه مع مرور الوقت يبدو ان شيئا ما أعمق قد اختل في رأس الجهاز. قد تكون ضاعت الكرامة وغاب الحياء. وقد يكون من لم يعد مسؤولا قد استقر رأيه على انه يوجد ‘نحن’ (الأخيار، مثل اولمرت) و’هم’ (اولئك الذين يفكرون بالضبط مثلنا وهم موجودون في الحكم الآن بالصدفة). ويريد الأخيار بالطبع انقاذ الدولة ولهذا لا يفهمون ايضا لماذا لا يُستحسن اجراء مقابلات صحفية عن الهجوم على ايران وما تم بحثه في الغرف المغلقة. كانوا هم أنفسهم ذات مرة يرسلون آخرين لاستيضاحات ويحاكمونهم على أقل من ذلك.
    ويرفض المستوى السياسي الحالي ان يدخل صيد الساحرات هذا وهم في القدس لا يردون حتى بعد أن فاض الكيل وحتى بعد ان تبين انه لو كان قانون بوزاغلو يجري على جهاز الامن ايضا لتلقى مئير دغان هذا الصباح أمر اعتقال.
    إن الهجوم المنسق بصورة ثابتة تقريبا من رئيس الوزراء السابق اهود اولمرت ودغان في أكثر الموضوعات حساسية يستحق الاصغاء وبخاصة وقد جاء بعد طول فترة. وبخاصة في ضوء التغييرات التي تمر بها المنطقة والتغييرات التي تمر بها ايران والتغييرات في التقديرات المعلنة والاستخبارية للولايات المتحدة نتيجة ذلك، ودول الاتحاد الاوروبي ودول مهمة اخرى.
    إن الاستماع لرئيس الولايات المتحدة براك اوباما يدل على انه هو وقادة آخرين في اوروبا قد اقتربوا جدا من رأي بنيامين نتنياهو في القضية الذرية الايرانية. ويكفي ان نصغي الى الكلام الذي قاله مؤخرا رئيس ‘أمان’ السابق اللواء يادلين في شأن اجتياز طهران للخط الاحمر. ويكفي ان ننظر في صفحات التاريخ غير البعيد جدا، في القرارات التي اتخذها قادة الدولة في مقابل نصائح قادة جهاز الامن في اوقات صعبة. هذا ما كان من مناحيم بيغن في قصف المفاعل الذري في العراق وهو ما كان حتى مع استقرار الرأي على نقض البلماح وادماجه في الجيش الاسرائيلي.
    يجب على شخص ما بدل ان يلاطف دغان ويبعده عن النقد ان يقوم ويقول له يا سيدي حقوقك كثيرة ولك مثل كل مواطن الحق في التعبير عن الرأي لكنك لم تخول ان تنكث جميع الاتفاقات وتستهين بجميع الحقوق وتُقر قواعد جديدة لأنك لم تعد هناك فقط.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    امريكا تستعد لسيناريو دخول بري الى سوريا

    بقلم:عاموس هرئيل،عن هآرتس

    يكمن وراء الجدل الذي نشب في الايام الاخيرة بين الولايات المتحدة ودول اخرى بشأن صورة استعمال نظام الاسد للسلاح الكيميائي، خوف امريكي حقيقي من تدخل في الحرب الأهلية في سوريا. إن ادارة اوباما لا تخشى فقط التأثيرات المحتملة لعملية عسكرية لابطال مخزونات السلاح الكيميائي بل من الصعاب التي تقترن بتنفيذ المهمة نفسها.
    حينما أُثير أول مرة خطر السلاح الكيميائي لنقاش عام في اسرائيل قبل نحو من سنة، تحدث رئيس هيئة الاركان بني غانتس في لجنة الخارجية والأمن عن نوعين ممكنين من العمل: عملية واسعة تحتاج الى استعمال وحدات برية كبيرة في سوريا أو هجوم جوي مُركز على قوافل تحاول تهريب هذا السلاح الى حزب الله مثلا. وأشار غانتس الى أنه سيسعى في حال الضرورة الى نوع العمل الثاني.
    اذا لم تكن اسرائيل معنية بعملية واسعة فكيف تكون الولايات المتحدة التي لا تريد ذلك. إن عملية كبيرة تحتاج الى ‘حذاء عسكري على الارض’ إرسال قوات برية يكلف خسائر وهو بالضبط نفس خطة العمل التي يريد الرئيس براك اوباما الامتناع عنها في وقت ما زالت فيه الولايات المتحدة تلعق فيه جراحها من حربين دبرهما سلفه جورج بوش في افغانستان والعراق.
    في التوجيهات التي قام بها موظفون في الادارة الامريكية مؤخرا لممثلي الاعلام الامريكي سُمع تقدير انه سيُحتاج لعملية شاملة لابطال التهديد الكيميائي في سوريا الى نشاط بري واسع يشارك فيه 75 ألف جندي على الأقل من الولايات المتحدة وبمساعدة دول اخرى كما يبدو.
    والحديث في الأساس عن ناس في وحدات صاعقة منتخبة وقوات استخبارات وخبراء لابطال فعل مواد الحرب الكيميائية. ويقولون في الادارة إن الغرب يعرف عن 18 موقعا على الأقل يحفظ فيها النظام السلاح الكيميائي. وقد أمر الاسد في عدة حالات بنقل مجامع السلاح الكيميائي والبيولوجي من مناطق دار فيها قتال مع المتمردين الى مناطق تعتبر أكثر أمنا للصيانة بقليل.
    ستحتاج هذه العملية الى معلومات استخبارية دقيقة بدرجة لا مثيل لها. ومن المنطق ان نفترض أنها ستكون مقرونة ايضا بمقاومة عسكرية من النظام لحماية المواقع وبقصد عرض الحرب على نحو كان من الصعب على الاسد ان يعرضها عليه منذ أكثر من سنة بأنها مؤامرة مشتركة بين الغرب والقاعدة، اللذين ثارا على النظام المستنير في دمشق لاسقاطه. وخبراء الاستخبارات منقسمون في تقديراتهم في مسألة هل تتدخل في هذه الحالة ايران وحزب الله ايضا. لكن هذا سيكون بدء الصداع الامريكي فقط لأنه سيكون من الواجب تركيز السلاح في ارض وربما يُنقل الى خارج سوريا لابطال فعله ودفنه أو القضاء على المنشآت التي حُفظ في داخلها. وهذه مهمة عظيمة سيطول الاشتغال بها شهورا كثيرة وإن انتهى الجزء الاول من العملية بسهولة أكبر من المتوقع. وكل هذه اسباب جيدة تدعو الادارة الامريكية الى الامتناع عن عملية قدر المستطاع.
    إن عدم حماسة واشنطن لعمل عسكري جديد يلاحظ في سوريا وفي التباحث الطويل مع اسرائيل في سؤال كيف يجب علاج التهديد الذري الايراني. لكن ايران على الأقل تبدو مثل تحدٍ يرى عدد من الخبراء أنه يمكن التغلب عليه بعملية جوية مُركزة قد تطول اياما معدودة. ولا توجد أوهام عند أحد أن عملية تنحصر في السلاح الكيميائي السوري يمكن إنهاؤها بصورة مشابهة. ومع كل ذلك يستعد الامريكيون كعادتهم استعدادا منظما لهذا الامكان العملياتي. وتقول وسائل الاعلام العربية إن قوات صاعقة من الولايات المتحدة والاردن تستعد للمهمة منذ عدة أشهر. وجاء من الاردن مؤخرا تقرير أثار عاصفة سياسية كبيرة في المملكة قال إن الامريكيين أرسلوا الى الاردن قوة متقدمة من 200 شخص، وهم ناس مقر قيادة من فرقة مدرعة استعدادا لتدخل في سوريا في المستقبل. وأثار النبأ مظاهرات احتجاج في عمان.
    هيّج رقصة الأشباح الحالية قول رئيس قسم البحث في شعبة الاستخبارات العسكرية، العميد إيتي بارون، إن اسرائيل تُقدر انه استُعمل غاز الاعصاب السارين في الحرب في سوريا. وبقيت الادارة الامريكية لمدة يومين في انكار واتهام لاسرائيل الى ان اضطرت الى الاعتراف أنها تقبل تقدير شعبة الاستخبارات العسكرية ايضا. ومنذ ذلك الحين تحاول اسرائيل التقليل من الظهور. وفي الايام الاخيرة طلب ديوان نتنياهو كعادته كل اسبوعين الى الوزراء ألا يصرحوا بشيء يتعلق بالوضع في سوريا. واستمر مسؤولون كبار في واشنطن حتى بعد ان اضطروا للموافقة على الموقف الاسرائيلي، على إظهار تفسيرات مخفِّفة، فقد أُثيرت من جملة ما أُثير احتمالات ان يكون السلاح الكيميائي قد استُعمل بالخطأ وأنه لم تكن هنا عملية قتل متعمد من قبل النظام.
    فسّر العميد بارون في محاضرة في معهد بحوث الأمن القومي الحذر في الغرب بصدمات الاستخبارات من فترة عمليات الحادي عشر من ايلول، والحرب في العراق، حينما حثت معلومات مخطئة عن وجود سلاح إبادة جماعية في الدولة الغزو الامريكي والبريطاني.
    وفيما يتعلق بالسيناريوهات المحتملة في الحرب الأهلية، توقع بارون استمرار انتقاض عُرى سوريا باحتمال أعلى من صعود نظام بديل قوي بدل نظام الاسد.
    يُضاف تشخيص بارون هذا الى التحليل الامريكي. فعلى حسب تقرير في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ في نهاية الاسبوع فانه ليست المعارضة في سوريا منقسمة فقط بل التي تؤثر فيها هي منظمات جهادية متطرفة. وتزعم الصحيفة انه لا توجد اليوم منظمة علمانية ذات شأن تقاتل الاسد وان المجلس العسكري الأعلى وهو الجسم الذي يوحد المنظمات التي تقاتل النظام ‘يكثر فيه قادة يريدون تطبيق الشريعة الاسلامية’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    سموا السادات ايضا مهرجا

    بقلم:ألوف بن،عن هآرتس

    يوجد تشابه مدهش بين معضلة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في 2013، و التحدي الذي واجه رئيس مصر أنور السادات في 1973. يريد نتنياهو ان يمنع ايران من الحصول على السلاح الذري، وطمح السادات الى اعادة سيناء الى مصر. وفي الحالتين سعى الزعيمان الى انجاز استراتيجي برغم ضعف قوتهما الذي منع مقدما امكانية ‘الانتصار’. وكان الحل الذي وجداه متشابها وهو الخروج لحرب أهدافها محدودة لتحريك اجراءات دبلوماسية ترعاها القوى الكبرى.
    إن نتنياهو مثل السادات، الذي كرر التحذير من أنه سيخرج للحرب ووصفه أعداؤه أنه مُهرج، يتم تحدي نتنياهو بعبارات استخفاف بصدقه وشجاعته في صيغة ‘هددت ولم تنفذ’. قال رئيس ‘أمان’ في الماضي عاموس يادلين في الاسبوع الماضي إن ايران اجتازت ‘الخط الاحمر’ في تخصيب اليورانيوم، الذي وضعه نتنياهو في خطبته في الجمعية العمومية للامم المتحدة في ايلول، أو ستجتازه هذا الصيف.
    وقال يادلين ايضا إن اسرائيل تستطيع ان تهاجم ايران وحدها وان تواجه النتائج. إن اللواء الاحتياطي الذي كان ممن قصفوا المفاعل الذري العراقي في 1981 يقول في واقع الامر: ‘يا بيبي، أنت خرقة’.
    إن نتنياهو خلافا لمزاعم منتقديه ليس متحمسا للهجوم على ايران كي يدخل التاريخ بطلا فقط، لأنه على يقين من أن قنبلة ذرية ايرانية ستغير العالم وتهدد وجود اسرائيل، وأنه تقع عليه مسؤولية إبطال ‘المحرقة الثانية’ التي يُدبرها الايرانيون للشعب اليهودي. وهو يعرف ايضا التعليلات الثقيلة الوزن التي تعارض العملية: فالمنشآت الايرانية بعيدة ومحصنة، والادارة الامريكية تعارض هجوما اسرائيليا، وقادة جهاز الامن مترددون، والجبهة الداخلية الاسرائيلية ستُضرب بالصواريخ. لكن ذلك لا يُضعف يديه ويتابع نتنياهو تحذيراته المعلنة ويُحرق جسور فراره.
    إن خطواته تشبه خطوات السادات قبل حرب يوم الغفران، فهي انتظار صبور لاجراءات فارغة سياسية من الولايات المتحدة مفترضا أنها ستفشل؛ وتجنيد تأييد دولي وتوجه الى الامم المتحدة عن موافقة على ان الوضع الراهن (سيطرة اسرائيل على سيناء، واقتراب ايران من القدرة الذرية) غير مقبول. وفي الحالتين عارضت القوة العظمى حربا تُدبرها الدولة التي ترعاها، لكنها برغم تحفظها زودتها بسلاح متقدم ضروري من اجل العملية (صواريخ سكاد سوفييتية لمصر وطائرات تزويد بالوقود امريكية للجيش الاسرائيلي).
    استغل السادات لمصلحته ‘سلاح النفط’ لردع حكومات الغرب عن دعم اسرائيل ولاستخلاص تنازلات من الولايات المتحدة. ويستعمل نتنياهو على ايران الآن سلاح الطاقة لكن بصورة معكوسة: إن اسعار النفط منخفضة وامريكا تتحرر من تعلقها بالوقود من الشرق الاوسط. وفي هذه الحال تخسر ايران سلاح يوم القيامة عندها وهو جعل الاقتصادات المتقدمة في شلل.
    إنطبع في أذهان محللين امريكيين زارونا هنا في الاسبوع الماضي ان الظروف الاستراتيجية مريحة لا مثيل لها لهجوم اسرائيلي في وقت تغرق فيه ايران في الحرب الأهلية السورية ويناضل حزب الله عن مكانه في لبنان. على هذا النحو بالضبط استعد السادات لحرب يوم الغفران حينما كانت اسرائيل مشغولة حتى أعلى رأسها بالارهاب الفلسطيني. بل إن وضع العدو الداخلي متشابه: فايران تستعد لانتخابات الرئاسة كما كانت اسرائيل تستعد في 1973 لانتخابات الكنيست.
    ما زال من غير الممكن ان نعلم ولا يعلم حتى نتنياهو نفسه هل تكون له في لحظة الحسم شجاعة الأمر بالهجوم على ايران، وكان السادات ايضا ثرثارا ومترددا فقط الى ظهر يوم الغفران المصيري.
    من الواضح فقط ان الزعماء يفضون بدولهم وجيوشهم الى نقطة لا يكون فيها مفر من العمل واسرائيل أخذت تقترب الى هناك.
    ستتذكر اسرائيل في الاشهر التالية مرور اربعين سنة منذ كانت حرب يوم الغفران وتشغل نفسها بالندم الثابت على خطايا اضاعة الفرصة السياسية والتقصير الاستخباراتي والفشل في معارك الصد في سيناء. من المستحسن تخصيص وقت لتحليل اجراءات السادات وفهمها.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    هل تم اجتياز خط احمر؟.. استعمال سلاح كيميائي في سورية
    يجب على دول العالم وفي مقدمتها امريكا ان تُعد خطة للقضاء على منظومة السلاح الكيميائي (والبيولوجي) في سورية كي لا تقع في أيدي جهات متطرفة

    بقلم:دافيد فريدمان،عن نظرة عليا

    في المؤتمر السنوي لمعهد بحوث الامن القومي، قال رئيس قسم البحث في ‘أمان’ إن اسرائيل تملك معلومة تقول: إن قوات الاسد استعملت عدة مرات سلاحا كيميائيا مميتا من نوع السارين. وكذلك أنواعا من مواد حربية كيميائية مُثبطة لاصابة المتمردين. وأثار هذا القول أصداءً في البلاد وفي العالم لأن هذه أول مرة يثير فيها مصدر اسرائيلي رسمي رفيع المستوى هذا الزعم. وبعد يوم صادقت مصادر امريكية ايضا في أعلى مستوى على أنه توجد نتائج أولية تشير الى استعمال مواد حربية كيميائية لكن يُحتاج الى المصادقة على ذلك بصورة مطلقة.
    إن الاسئلة التي تثور هي ما هو مقدار استعمال المواد الحربية الكيميائية، وما هي صورة الهجوم وهدفه، ومن استعمل السلاح وما هي الأدلة على ذلك؟ في السنة الاخيرة أُبرزت قضية منظومة السلاح الكيميائي الذي تملكه سوريا في العناوين الصحفية. تملك سورية منظومة سلاح كيميائي على اختلاف مركباتها ومنظومة عملياتية كاملة تشتمل على قذائف جوية وصواريخ. والمادة الرئيسة في المخزون السوري هي السارين الذي ينتمي الى مجموعة مواد الاعصاب ويعتبر مادة حربية كيميائية قاتلة.
    وعلى خلفية الحرب الدائرة في سورية، أثارت جهات مختلفة سيناريوهات محتملة تتعلق باستعمال هذه المنظومة أو إعمالها. مثل استعمال قوات الاسد لها على المتمردين ونقل مركبات السلاح الى منظمات متطرفة مثل حزب الله، واطلاق على اسرائيل باعتباره خطوة يأس من الاسد وغير ذلك. وفي السنة الاخيرة أُبلغ في عدة حالات ان سورية تنقل مركبات من المنظومة الكيميائية بين القواعد العسكرية، وتم الحديث عن استعدادات عملياتية في القواعد والدفع بالاستعداد قدما. وحثت هذه الأحداث دولا مختلفة وفي مقدمتها الولايات المتحدة وروسيا ايضا على اطلاق تحذيرات شديدة لرئيس سورية كي لا يتجرأ على استعمال السلاح. وأعلن الرئيس اوباما ومسؤولون كبار آخرون في الادارة الامريكية ايضا بأن عمليات في المنظومة الكيميائية واستعمال هذا السلاح بالطبع سيكون ‘خطا احمر’ أو ‘عاملا يغير قواعد اللعب’ ويوجب اتخاذ وسائل. وبقي تحديد الخط الاحمر غامضا شيئا ما لأنه لم تُبين معايير واضحة لاستعمال السلاح ولم تفصل الخطوات التي ستتخذها الولايات المتحدة ردا على ذلك. ونشرت في الاثناء أنباء تقول إن الولايات المتحدة أعدت بمشاركة دول صديقة واقليمية خططا للسيطرة العسكرية على مخزونات السلاح ولتأمينه في حالات خطيرة بل لقصفه من الجو وابادته.
    ظهرت في الاشهر الاخيرة أنباء عن استعمال للسلاح أو المواد الكيميائية بالفعل. ووقعت الواقعة الأهم في 19 آذار في حلب. فقد قتل بحسب الانباء التي نشرت نحو من 25 مواطنا ووقعت اصابات اخرى ايضا. وسُمعت في سياق هذه الحادثة اتهامات متبادلة حينما ادعت ادارة الاسد ان المتمردين استعملوا السلاح الكيميائي، أما المتمردون فردوا باتهامات معاكسة.
    ما الذي حدث في الحقيقة في واقعة حلب وهل استعمل السلاح الكيميائي استعمالا عملياتيا؟ يُحتاج من اجل ان نقول بيقين ونؤكد بصورة قاطعة انه استعمل هذا السلاح الى معطيات في عدة مستويات:
    شهادات صادقة نزيهة ممن كانوا موجودين وقت وقوع الهجوم وبعده فورا من السابلة أو الناجين الذين كانوا هناك، تتعلق بكيفية تنفيذ الهجوم، وكيف تم نشر المادة وما هي صورتها وهل كانت لها رائحة مميزة، وما هي مساحة المنطقة المصابة، ووصف المصابين والعلامات المرضية عليهم. ونقول ان للسارين تأثيرا فتاكا سريعا جدا وتظهر العلامات في خلال دقائق ويكون الموت في غضون وقت قصير يبلغ بضع ساعات بعد التعرض للغاز، على نحو عام.
    الكشف والتعرف في الوقت المناسب، بواسطة وسائل كشف وتعرف آلية أو يدوية، لنوع المادة التي تم نشرها. والمدة الزمنية لذلك قصيرة جدا (هي على نحو عام ساعات في الأكثر في حين يجري الحديث عن مادة كيميائية متطايرة من نوع السارين). وصف المصابين الذين يصلون للعلاج الطبي في العيادات والمستشفيات، والعلامات المرضية وأنواع الادوية المضادة المطلوبة. وتكون المدة بعد الهجوم اياما الى اسابيع.
    تحليل مختبري لعينات من التراب والماء والاسطح بواسطة تحليل كيميائي يحتاج الى آلات محكمة وعلم وتجربة كثيرة في المجال. وحينما يكون الحديث عن مادة متطايرة من نوع السارين تكون فترة التعرف عليها بصورة مباشرة بعينات من التراب قصيرة جدا. بعد ذلك يمكن التعرف على مشتقات المادة التي تُمكن من تحقق كامل أو جزئي فقط.
    تحليل سوائل جسم المصابين (الدم والبول والشعر وما أشبه). ويمكن ان يُكشف في هذه العينات مدة ساعات أو ايام أو ربما أكثر عن تغييرات في علامات بيولوجية أو عن آثار لمواد حربية كيميائية ونتائج تحلل تشهد بالتعرض للسم.
    عمليات تشريح بعد الموت.
    كلما تمت الفحوصات والتقدير في وقت أقرب للهجوم كان احتمال الحصول على معطيات صادقة في المجالات الستة المذكورة آنفا كلها أكبر وأمكن الحصول على تصديق وتقدير للهجوم.
    من الأنباء المنشورة المكشوفة التي جاءت بها وسائل الاعلام الى الآن، يمكن ان نرى في الأساس شهادات وصفات ما من الميدان وقطع أفلام بُثت في التلفاز لمصابين يعالجون في عيادات أو مستشفيات، ولا توجد من الاوصاف الميدانية شهادات واضحة على ان الحديث عن مادة حربية كيميائية. ولا يمكن ان ننفي امكانية ان الحديث عن مواد كيميائية صناعية أو مواد سامة اخرى موجودة حول ميدان القتال. وأُثير ايضا احتمال تسميم بالكلور الصناعي، لكنه لا يبدو صادقا. وإن الافلام التي يظهر فيها مصابون يعالجون في مستشفيات لا تشهد بصورة قاطعة على اصابة بمادة كيميائية حربية كما زُعم. ومن المفاجئ كثيرا ان الناس حول المصابين يحمون أنفسهم بأقنعة للأفواه والأنوف فقط لا بأقنعة واقية كاملة وكان يمكن ان نتوقع في هذه الظروف وقوع اصابات اخرى وهو شيء لم يشاهد. وليست ظواهر ضيق حدقات الأعين والزبد من الأفواه التي يمكن ان تكون شوهدت دليلا قاطعا على استعمال السارين لأن مواد اخرى ايضا يمكنها ان تسبب ظواهر مشابهة.
    نشر في الاونة الاخيرة ان مختبرات متخصصة في بريطانيا وفرنسا كشفت عن نتائج مهمة في عينات من الميدان (لم يُبلغ أي عينات وأي مواد وجدت)، تشير الى استعمال مادة حربية كيميائية يبدو أنها السارين. وقد زعم رئيس قسم البحث في ‘أمان’ في عرضه ان الجيش الاسرائيلي يملك معطيات اخرى (تزيد على ما نشر في وسائل الاعلام). وليس معلوما ما هي وهل تشير بيقين تام الى استعمال السارين. اذا كانت قوات الاسد قد استعملت سلاحا كيميائيا حقا فانه يصعب ان نفهم ماذا كان الدافع الى ذلك لأن الحديث عن هجوم كان عدد المصابين فيه قليلا نسبيا ولم يكن له معنى مباشر ما من جهة عملياتية. قد يكون الحديث عن اشارة وتحذير من الاسد للمتمردين أو ما يشبه السير على حافة الهاوية كي يفحص الرد. وكما قلنا آنفا يرى الموقف الامريكي الرسمي الآن انه توجد أدلة اولى وينبغي المصادقة عليها من اجل البت والتحقق بصورة واضحة من أنه تم استعمال مادة حربية كيميائية. ويُثار سؤال هل هذا هو موقف الامريكيين لأنه لا يوجد الى الآن من جهة تقنية من وجهة نظرهم مصادقة لا لبس فيها على استعمال مادة حربية كيميائية أو أنه تختلط هنا المصالح السياسية. إن اعترافا امريكيا بأنه تم استعمال لمادة حربية كيميائية بصورة مؤكدة سيجعل الادارة الامريكية تواجه ضرورة الرد وانها إن لم تفعل أضرت بصدق الرئيس.
    ليست امكانات الرد سهلة ألبتة وهي تحتاج في جزء منها الى ‘حذاء عسكري على الارض’، وهو شيء يحاول الامريكيون تجنبه. اذا كان الحديث عن المنظومة الكيميائية فقط فقد أُعدت خطط للسيطرة بالقوة على المخازن والمستودعات. وهذه الخطة مركبة جدا وتحتاج كما يبدو الى دخول قوات كثيرة الى سورية وفيها أخطار تورط كثيرة. والقصف من الجو والقضاء على المستودعات والمنشآت للمنظومة الكيميائية ممكن من جهة التنفيذ والتقنية وقد يصيب هذه المنظومة اصابة جدية جدا، لكن يُشك في ان تُبطل فعلها كليا. وفي القصف من الجو خطر ما على السكان المدنيين الموجودين قريبا جدا من المواقع المقصوفة.
    ينبغي ان نذكر الى كل ما قلناه ان منظومة السلاح الكيميائي (والبيولوجي؟) الضخمة بناها حكام سورية في مدة سنين وكانت تخضع لسيطرتهم بغرض ان تكون عامل توازن استراتيجي مع قدرات اسرائيل التقليدية وغير التقليدية كما تراها سوريا.
    إن مستقبل سورية بصفة دولة غير واضح ولذلك يوجد خطر ان تقع كل هذه المنظومة الضخمة أو أجزاء كبيرة منها دونما صلة بسؤال هل استعمل السلاح الكيميائي في سورية أم لا، الى جهات متطرفة قد تحكم سوريا أو أجزاء كبيرة منها. ولذلك يحتاج المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الى اعداد خطة عامة للقضاء على المنظومة الكيميائية والبيولوجية كلها بخطة منظمة تكون جزء من ترتيب الوضع في سورية وإلا أصبح هذا المخزون خطرا محتملا مستمرا على العالم كله ولا سيما دول المنطقة ومنها اسرائيل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    صباح الخير يا اوباما

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    يوجد شيء ما مزعزع في المسار الذي أفضى الى الاعتراف الامريكي بأن نظام الاسد يستعمل سلاحا كيميائيا لا على المتمردين فقط، بل على المدنيين الذين لا حامي لهم. خط الرئيس اوباما خطوطا حمراء، وهدد بشار الاسد بأن تتغير قواعد اللعب اذا ضُبط متلبسا. ويتبين الآن ان الامريكيين فضلوا اغماض أعينهم لكن البريطانيين خصوصا استعملوا عملاء وحققوا، وحذر الاردنيون المشاركون في السر. وكانت اسرائيل هي التي كشفت عن الفعل الفظيع في نهاية الامر. كيف يمكن السكوت؟. إن تاريخ اختراع غاز السارين المخيف الذي لا يخلف رائحة ولونا يعيدنا الى المانيا النازية، فقد كان هتلر هو الذي أجلس فريقا من العلماء لانتاج غاز قاتل لا يترك آثارا، وهو أقوى وأسرع من السيانيد الفتاك.
    حمل المتمردون في سورية على المواقع الاجتماعية قبل سنة صورا كان يمكن ان تشهد على استعمال سلاح غير تقليدي. وتخندق العالم في صمته. وكان العالم المستنير مستعدا لأن يُقسم أن الزبد الذي خرج من الشفاه، وان العيون المفتوحة بصورة مخيفة للاولاد والنساء والشيوخ هي من اختراع الخيال الذي لا قيد له عند المعارضة السورية. واتهم المتمردون نتنياهو وباراك بأنهما يساعدان بشار على البقاء بسبب مصالح اسرائيلية. وكان علي فرزات رسام الكاريكاتور، الذي كان صديق بشار الاسد القريب وتلقى ضربات قاتلة من شبيحة النظام حينما نشر صورة أشارت اشارة خفية الى شبهات تتعلق بالسلاح الكيميائي، قد قرع أجراس الانذار. فقد رسم بشار يجلس فوق برميل سارين بخطوط حمراء. وقد كافأ العالم فرزات بجوائز جليلة على عمله وإبداعه وشجاعته لا أكثر من ذلك.
    يطارد الامريكيين الى اليوم لغز السلاح الكيميائي عند صدام حسين ولا ينسى أصحاب الذاكرة القوية الصور التي تصعب مشاهدتها لضحايا ‘العقاب الجماعي’ في حلبجة بعد ان انتهت حرب ايران مع العراق، فورا. فقد تلقت البلدة ‘الخائنة’ ضربات سلاح كيميائي عقابا على رفض النساء والاولاد والشيوخ ‘الاسهام’ في الجهد الحربي. وقد حوكم ‘علي الكيميائي’ إبن عم صدام حسين وشقيقا الحاكم المخلوع وهو نفسه وأُعدموا بسبب جرائم على الانسانية.
    أشاروا في الاستخبارات الاسرائيلية الى شاحنات مغطاة بأغطية ومقطورات قطارات شحن نقلت حمولات مجهولة من العراق الى سوريا. وتقول الاستخبارات الاسرائيلية ان هذا هو السلاح الكيميائي الذي أُخفي في سورية في نطاق تعاون بين دمشق وبغداد. وفي الجدل الذي نشأ بين وكالات الاستخبارات الامريكية ووزارة الدفاع الامريكية فاز اولئك الذين زعموا كما أصر وزير الدفاع تشاك هيغل في الاسبوع الماضي على ان الامر لم يكن كذلك قط وان هذا خطأ من الاستخبارات الاسرائيلية.
    ستحين ساعة محاسبة بشار الاسد. فهو قاتل لن يفر من مصيره. ولن تساعده محاولات اتهام المتمردين وتركيا والعالم كله بأنهم دبروا مؤامرة عليه. صحيح ان ادارة اوباما تحاول التهرب. وصحيح ان الامريكيين لا يريدون فتح جبهة مع الايرانيين.
    إن الاسد منذ سنتين يحطم الأدوات ويجتاز الخطوط الحمراء جميعا. ولا يُحتاج الى سلاح كيميائي لدمغ رئيس دولة يستعمل شبيحة مرتزقة ويرسل طائرات لقصف مئات المدنيين الذين ينتظرون في صفوف أمام المخابز في الأحياء، ويُمكن من التنكيل والاغتصاب والقتل للاولاد والنساء الشابات في غرف التحقيق.
    شاهدت أمس شهادة ‘أبو طارق’ إبن الثانية والسبعين، الذي تعلم بالمراسلة ان يُعد أقنعة بدائية للوقاية من السلاح الكيميائي. ويتحدث هذا الشيخ بصوت غاضب عن أنه قد استطاع ان يوزع عشرات الأقنعة التي صنعها بيديه استعدادا للجولة التالية من القصف بالسلاح الكيميائي، فهو لا يعتمد على أي أحد.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    الخط الاحمر للمخادع

    بقلم:اوري اليتسور،عن معاريف

    سوريا عاصفة ونازفة والعالم حولها يتلعثم ويفقد الحيلة. الرئيس اوباما أعلن بان استخدام السلاح الكيميائي سيكون خطا أحمر من ناحية الولايات المتحدة. ولكن هذا الخط الاحمر يذكرنا بالنكتة القديمة للدجال الذي هدد صاحب الكشك بانه اذا لم يعطه الطعام فانه سيفعل ما فعله أبوه، أي أنه سيذهب لينام جائعا. الخط الاحمر لاوباما هو في واقع الحال اللحظة التي لا يكون فيها لامريكا مفر سوى الاعتراف ان ليس لديها اي فكرة عما ينبغي لها ان تفعله. وعليه عندما تسرب من مصادر استخبارية اسرائيلية بانه على ما يبدو جرى استخدام لمثل هذا السلاح، وقعت حادثة دبلوماسية أحرجت الولايات المتحدة.
    الحقيقة هي أن اسرائيل ايضا لا تعرف حقا ما ينبغي لها أن تفعله، حين يتبين أنه مع نهاية نظام الاسد قد تحين ايضا نهاية أربعين سنة من الهدوء على حدودنا مع سورية. ولعله ينبغي أن نهنىء أنفسنا أننا وصلنا الى ، واننا نعرف منذ الان ان ليس لدينا اي فكرة ما الذي ينبغي لنا أن نفعله. حسن أن هذا لم يحصل في وقت ابكر، عندما كانت لا تزال هناك أوهام وكأنه توجد هناك مواجهة ما بين الاخيار والاشرار، وكأن العالم الحر لا ينتظر سوى اللحظة التي تكون له مدعاة كافية للتدخل من اجل الاخيار وحسم المعركة المضرجة بالدماء.
    لا يزال هناك في اوروبا عدة قوى، ولا سيما في فرنسا، تواصل تصديق القصة الساذجة التي رويت في وسائل الاعلام العالمية عن مقاتلي الحرية الذين يثورون ضد حكم الطغيان والفساد للاسد. ولكن الرئيس الامريكي لم يعد هناك، وحتى اسرائيل (ربما باستثناء رئيسها) كفت عن الحلم في اليوم الصافي والفرح الذي يسقط فيه الاسد.
    في واقع الامر تعرفنا على شيئين في هذا الخط الاحمر: أولا، درس دولي. لا يوجد في سورية أخيار وأشرار. كلا الطرفين هناك يذبحان ابناء شعبهما دون رحمة، وأحد لا يعرف ما هو افضل للعالم الحر ولمواطني سورية ، انتصار الثوار وسقوط الاسد، أم انتصار الاسد وقمع الثورة. ومهما يكن من أمر فان الطرف المنتصر سيفتك بفظاعة بخصومه ولن يرحم النساء، الشيوخ والاطفال، والمأساة لن تتوقف بالتالي بسرعة.
    ثانيا، درس اسرائيلي. فجأة نحن قلقون ونخشى مما سيحصل على حدودنا الشمالية اذا ما سقط الاسد. مما يعني أن ليس صحيحا انه يوجد وضعان في العالم، إما السلام أو الحرب. توجد على الاقل أربعة أوضاع: الحرب، اللا حرب، السلام، الصداقة. الاول لم يعد موجودا منذ الان على حدودنا منذ أربعين سنة. الرابع لا يزال بعيدا كبعد المسيح. اما الثاني والثالث فلا يختلفان الواحد عن الاخر. نظام الاسد الشرير والمعادي رفض الحديث معنا وبالتأكيد لم يظهر اي مؤشر على استعداد للسلام، ولكنه حافظ على الهدوء في حدود اسرائيل على نحو أفضل مما فعل النظامان في مصر والاردن، واللذان وقعنا معهما على معاهدتي سلام. هذا لا يعني أنه ينبغي الكف عن السعي الى السلام، بل ان علينا أن نعرف بان اتفاق السلام ليس اكثر بكثي من اتفاق وقف النار والنظر بموجب ذلك في السعر الذي يستحق أن ندفعه لقاءه.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 316
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:39 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 263
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:07 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 232
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:45 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 231
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:44 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 230
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:43 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •