النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 392

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء حماس 392

    اقلام واراء حماس 392
    21/7/2013

    "الأسرى" توابل لطبخة المفاوضات

    المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن ،، فايز أبو شمالة

    مفاوضات التسوية ومفاوضات المصالحة
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسام الدجني

    إنها سفينة الوطن فلا تسمحوا بخرقها
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت ،، مصطفى الصواف

    عودة بائسة بقرار منفرد
    فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، يوسف رزقة

    ملاحظات بشأن ما يجري
    فلسطين أون لاين ،،، د. نهاد الشيخ خليل


    "الأسرى" توابل لطبخة المفاوضات
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،فلسطين الآن ،، فايز أبو شمالة
    رغم التمنع الفلسطيني الإعلامي، إلا أن استئناف المفاوضات مع الإسرائيليين قد بات في حكم القائم، وذلك رغم ثقة كل الأطراف المشاركة في المفاوضات بعدم جدواها، وأنها مفاوضات محكومة بزمن محدد، ولن تحقق شيئاً، وإنما هي مفاوضات من أجل إيهام المجتمع الفلسطيني العربي بأن الأجواء الإيجابية هي السائدة بين الفلسطينيين والإسرائيليين.
    لقد شجع الانقلاب على الشرعية في مصر الطرف الفلسطيني على استئناف المفاوضات، ولاسيما بعد أن تحرر السيد محمود عباس من ردة فعل الجماهير الفلسطينية التي تعيش حالة انعدام الوزن من النكبة التي حلت بأكبر دولة عربية، وهذا ما أدركه وزير الخارجية الأمريكية الذي كان واثقاً من نجاح جهوده في فلسطين حال نجاح تآمره على مصر، وكان واثقاً من صدور تصريح وزير الخارجية المصري الجديد المؤيدة لاستئناف المفاوضات.
    قد يقول قائل منهم: يكفي الفلسطينيين أن يفرج الإسرائيليون عن عدد من الأسرى، ولاسيما أولئك الذين خذلتهم اتفاقية أوسلو، ولما يزل يقبعون في السجون الصهيونية، ولا بأس بعد ذلك أن ينسحب المفاوض، ويقلب طاولة المفاوضات على رأس نتنياهو.
    هذا الرأي السلس الناعم قد تنبهت له (إسرائيل)، فاشترطت أن يتم إطلاق سراح الأسرى على دفعات بعيدة المدى، بحيث يظل المفاوض الفلسطيني مجبراً على مواصلة التقاط الصور التي تشير إلى استئناف المفاوضات، إلى حين تطلق (إسرائيل) سراح الدفعة الثانية من الأسرى المعذبين على مشانق الانتظار.
    (إسرائيل) ستطلق سراح بعض الأسرى، ولكنها ستحاصر مقابل ذلك مزيداً من الأراضي الفلسطينية المقدسة، وفي الوقت الذي سترقص فيه رام الله لإطلاق القيادة الإسرائيلية سراح الأسرى، سترقص مستوطنة "بيت إيل" لإطلاق القيادة الفلسطينية سراح الأرض.
    فإذا كانت الدولة الصهيونية قد قامت على أسس الاغتصاب بالقوة مرة، وبالحيلة مرة أخرى، فإن الاستعداد الصهيوني لإطلاق سراح بعض الأسرى على دفعات قد جاء هذه المرة من باب الحيلة، التي ستكون مثل التوابل الهندية التي تغطي رائحتها على العفن المنبعث من طبخة المفاوضات.




    مفاوضات التسوية ومفاوضات المصالحة
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،، حسام الدجني
    بعد سبع جولات في أقل من ستة أشهر، ثلاث منها في يومين، نجح جون كيري وزير الخارجية الأمريكي في إطلاق عنان المفاوضات المباشرة بين السلطة الفلسطينية و(إسرائيل) على الرغم من حالة التباين بين أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير.
    السلطة الفلسطينية كانت قد وضعت شروطاً لعودة المفاوضات، وهي الإفراج عن الأسرى ما قبل أوسلو، ووقف الاستيطان داخل الدولة الفلسطينية، إلا أن قرار العودة للمفاوضات لم يتضح بعد بأنه استجاب للشروط الفلسطينية، وهذا يؤكد على حجم الضغوط التي مارسها جون كيري على القيادة الفلسطينية واستخدامه لسياسة العصا والجزرة مع الفلسطينيين.
    جهود كيري وإصراره على عودة المفاوضات لم تكن بمعزل عما يجري بالمنطقة وتحديداً في مصر، فلربما أدركت الإدارة الأمريكية أن هذا الوقت هو الأمثل لدمج (إسرائيل) بالمنطقة، ورسم خارطتها من جديد عبر إحياء مشاريع الشرق الأوسط الجديد والشرق الأوسط الكبير، وهذا يطرح تساؤلاً عن الثمن الذي ستدفعه (إسرائيل) والولايات المتحدة الأمريكية مقابل عودة المفاوضات..؟ وما هو مستقبل المصالحة الفلسطينية..؟
    الثمن الذي سيدفع من قبل الغرب و(إسرائيل) هو تعزيز نظرية السلام الاقتصادي، من خلال إطلاق مشاريع حيوية منها على سبيل المثال بناء مطار في منطقة (أ) برام الله، وبناء فنادق سياحية على شواطئ البحر الميت، والاستفادة من حقول الغاز في عرض بحر غزة، بالإضافة إلى زيادة عدد تصاريح العمل داخل الخط الأخضر، وهذا بالتأكيد يتطلب ترتيبات أمنية وبحاجة لرفع مستوى التنسيق الأمني بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، أما الشق السياسي فسيخضع لمفاوضات طويلة الأجل، ولكن على أي مرجعية تقوم..؟ هذا هو السؤال الأهم، فالفلسطينيون ومن خلفهم جامعة الدول العربية يطلبون أن تكون المفاوضات على أساس مبادرة (السلام العربية) بتعديلاتها مؤخراً التي تسمح بمبدأ تبادل الأراضي، ولكن على الفور (إسرائيل) أعلنت أن انطلاق المفاوضات على أساس حدود 1967 هو انتحار سياسي، وهذا مؤشر على أننا أمام مفاوضات بدون سقف زمني، تستفيد منها (إسرائيل) في تعزيز الاستيطان وتهويد المقدسات وتجميل صورتها إقليمياً ودولياً.
    ويشكل الذهاب للمفاوضات حجر عثرة أمام أي جهود قد تبذل لتقدم المصالحة الوطنية، وتحديداً بعد المتغيرات السياسية في مصر، وانعكاسه على حركة حماس، مما يجعل الحركة أمام خيارات صعبة تتمثل في الذهاب للمصالحة الفلسطينية في ظل مفاوضات مع (إسرائيل) وهذا سيقرأ وكأنه اعتراف بالمفاوضات ونتائجها من وجهة نظر جمهور حركة حماس، والخيار الثاني رفض المصالحة في ظل المفاوضات وهذا يحمل مخاطر كبيرة تتمثل في قدرة الحركة على مجابهة التعاطي المصري معها، وتضييق الحصار عليها، وتجفيف منابعها.
    وتشكل دعوة عباس لتجديد الشرعيات الفلسطينية عبر الدعوة لانتخابات رئاسية وتشريعية إحراجاً لحركة حماس، وهنا يجب أن تقرأ الحركة المشهد جيداً، وتتحرك في ضوء المعطيات الجديدة، وتتكيف مع الواقع السياسي، وتستثمر حجم الرفض الفصائلي للعودة للمفاوضات، وربما هذا يؤهل الحركة الإسلامية للمناورة السياسية بما يضمن لها الحفاظ على ثوابتها، ومساهمتها بإعادة اللحمة الوطنية، وتشكيلها تحالفات انتخابية تؤهلها لمنع انفراد طرف بالقرار الوطني.
    إن هذه المرحلة التي نعيشها تشكل أهم وأخطر مرحلة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ولا يمكن لطرف العمل منفرداً وبمعزل عن باقي الأطراف، ففلسطين للجميع، ومستقبل أبنائها مسئولية الجميع، وعليه ينبغي العمل مع الكل الوطني لعودة المصالحة الفلسطينية وتشكيل جبهة عريضة لرفض المفاوضات إلا إذا كانت مبنية على أسس وطنية ومرجعية سياسية متوافق عليها وبجدول زمني قصير.



    إنها سفينة الوطن فلا تسمحوا بخرقها
    المركز الفلسطيني للإعلام ،،الرسالة نت ،، مصطفى الصواف
    أقف متعجبا أمام ممارسات البعض ممن يعتبرون أنفسهم دعاة للديمقراطية والوطنية وحقوق الإنسان عندما يحاولون المشاركة في هدم الهيكل ويشاركون في صناعة الكراهية وحصار الشعب من خلال المشاركة في عمليات التحريض على أبناء شعبهم عبر صناعة الأكاذيب وتلفيق الاتهامات لأبناء شعبهم اختلفوا معهم ولا زالوا مختلفين ظانين أن هذا سيجعلهم في منأى عن الحالة العامة التي قد تصيب مجموع الشعب الفلسطيني ليس في قطاع غزة فحسب لأن الفلسطيني عندما يعرف بنفسه لا يقول غزاوي أو ضفاوي أو من الشتات لأنه يقول أنا فلسطيني ويقولها بكل فخر واعتزاز لما للشعب الفلسطيني من مكانة بين أبناء الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم.
    عندما يشارك بعض المنتمين للوطن ويحملون نفس الوصف فلسطيني في تشويه صورة أخيه الفلسطيني نعتقد أن هذا عمل مشبوه ومن يمارسه مشبوه وتركه يمارس جرائمه مشاركة في الجريمة لأن من سيتضرر ليس هذا الفصيل أو ذاك ولكن المتضرر هو الكل الفلسطيني وهذه الجريمة هي جريمة وطنية بامتياز ترقى إلى أن تصل إلى خيانة عظمى يجب أن يحاكم مرتكبها بأقصى العقوبات لأن هذا تعد على الأمن القومي الفلسطيني الذي يجب أن يصان من الجميع ومن يشارك في التحريض على قتل أخيه الفلسطيني هو قاتل يجب أن ينال عقابه.
    إن قيام بعض الكتاب والصحفيين بشكل صريح أو عبر طرق شيطانية إلى ترويج الأخبار الكاذبة وبث الإشاعات وتزويد وسائل الإعلام المصرية التحريضية هو أيضا جريمة أدرك البعض منهم خطورة هذه الجريمة وخاصة عندما صدرت دعوات على السنة بعض المافونين من الإعلاميين المصرين بقتل الفلسطينيين أو تحميلهم مسئولية ما تعاني منه مصر من أزمة داخلية وتحريضهم على الكراهية والعنف، أدرك هؤلاء أن مشاركتهم في هذه الحملة لن يتوقف عن البعض بل سيشمل الكل، إنها لحظة صحوة ضمير وانتباهه عقل بعد أن أعماهم الحقد الناتج عن الخلاف للانخراط في جوقة التحريض حتى خرج بعضهم من ميدان التحرير في مصر محرضا على إخوانه الفلسطينيين يدعوهم _ وهو يعني ما يقول _ بعدم التدخل في الشأن المصري والكف عن ذلك ناسيا أنه هو من يتدخل في الشأن المصري عندما يشارك في تظاهرات داخلية لا ناقة لنا فيها ولا جمل رغم أننا نريد مصر القوية، مصر الموحدة، هو يقول النأي وتجده مشاركا ثم يرمي الآخرين بنفس المصيبة التي يمارسها عمليا عبر المشاركة أو عبر الأكاذيب التي يرسلها هو من على شاكلته بعد أن نزع من كينونته الوطنية والانتماء للوطن.
    تناسى هؤلاء أن ما قاموا به جريمة وأن استمرارهم بالقيام بهذا الدور يخرجهم عن الصف الوطني ويضعهم في خانة العملاء، لأن هذه الجرائم التي يرتكبونها بحق أبناء شعبهم هي واحدة من عدة أسباب تدفع الجانب المصري على تشديد الحصار وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير مرة أخرى بعد أن تمكن بعض من أبنائه على ابتداع طرق فيها الكثير من المخاطر لكسر هذا الحصار، ولكنهم اليوم يعيدون هذا الحصار الذي لن يضر فصيلا بعينه بل ستكون آثاره على وطن وشعب بكليته.
    أنا لا أريد أن اذكر أسماء أو قوى بعينها في هذا المقام لأن بعضها عاد إلى رشده وعقله وشيء من وطنيته، أتمنى أن يخرج من تبقى من حقده ويعود إلى رشده ويجدد الانتماء لوطنه فلسطين مهما اختلف فيه مع من فيه لأن هذا الوطن سيبقى يتظلل به الجميع وسيبقى الجميع في السفينة وان أي خرق فيها سيغرقها ويغرق معها، فلا تسمحوا لهؤلاء بخرق السفينة وخذوا على أيديهم وإن قسوتم.




    عودة بائسة بقرار منفرد
    فلسطين الآن ،،فلسطين أون لاين ،، يوسف رزقة
    عريقات يعود إلى ليفني قريباً كما صرح بذلك جون كيري . الاشتياق الوطني الثنائي يعود ليتفوق على الجزيرة وبرنامجها كشف المستور. أمام عريقات فرصة لكي يستكمل مسودات كشف المستور رغم أنف الجزيرة ورغم أنف الشعب الفلسطيني . الطريق إلى استكمال ما انقطع من حبل الوصال ينبغي أن يكون سرّيا كما قال كيري في مؤتمره الصحفي في عمان قبل المغادرة إلى واشنطن.
    عودة عريقات إلى ليفني فيها تحدٍّ سافر لمواقف فصائل الشعب الفلسطيني الوطنية والإسلامية بما فيها فصائل تتواجد في م ت ف . العودة هي ردّة عن القرار الشعبي، وردة عن الإرادة الوطنية الفلسطينية التي أجمعت باستثناء جزء من فتح على رفض العودة إلى المفاوضات . وهي ردّة حتى عن قرار رئيس السلطة نفسه الذي اشترط للعودة أن تكون حدود 1967 هي المرجعية ، مع تجميد الاستيطان ، فها هو يعود بدون الحصول على أحد من الشرطين.
    يعود عريقات إلى ليفني بقرار منفرد لرئيس السلطة ، وهو قرار باطل ولا يُعبر عن الإرادة الشعبية ، التي هي مصدر السلطات ، ومن ثم فهي عودة باطلة ، ومخرجاتها باطلة أيضاً ، وما بني على باطل فهو باطل ، ولا يوجد مبرر وطني للعودة السرية للمفاوضات ، لأن من يريد أن يتحدث في قضايا الثوابت الوطنية وقضايا الحلول النهائية عليه أن يكون واضحاً مع الشعب ، وأن يصارح شعبه بكل ما في رأسه وفكره ، وعليه أن يحصل على تفويض علني من الشعب بآليات ديمقراطية شفافة .
    يعود عريقات إلى ليفني في ظل وضع سياسي عربي في غاية الارتباك والاضطراب ليس في مصر فحسب بل في كامل المنطقة العربية ، وهو وضع لا يوفر فرصة معقولة لهذه العودة البائسة ، التي تعني الخضوع الفلسطيني لعملية ابتزاز مجرمة من أميركا وإسرائيل ، حيث ينشغل العالم العربي بنفسه، وينشغل الفلسطيني بمتابعة المشهد العربي المرتبك وقراءة تداعياته عليه وعلى قضيته .
    يعود عريقات إلى ليفني دون قراءة ذاتية لحالة الضعف التي يعاني منها، وبدون قراءة حقيقية لليفني كشخصية صهيونية مفاوضة تبحث عن حماية المشروع الصهيوني، و إقرار يهودية الدولة ، ودون النظر في الموقع الجديد لليفني كوزيرة عدل تخضع لإدارة نتنياهو وقراره ، ولا يمكن لها أن تخرج قيد أنملة عما يقرره ، أو تقرره الحكومة اليمينية المتطرفة . ومن ثم يمكن القول بأن هذه العودة هي عودة فاشلة ، وهي مضيعة للوقت ، ولا توجد مبررات سياسية حقيقية لهذه العودة المشؤومة .
    المستفيد من هذه العودة اثنان: الأول جون كيري الذي يرغب أن يسجل في سيرته الذاتية نجاحاً شخصياً له كسياسي محترف وكقيادي يملك قدرات مؤثرة في حل النزاعات. والثاني هو الطرف الإسرائيلي وحكومة نتنياهو التي ستحظى بغطاء فلسطيني يمنحها جواز سفر في علاقتها مع الأنظمة الدولية والأوروبية التي تلوم تعنتها ، والتي تحاول محاصرة سياساتها الاستيطانية .
    هذه العودة البائسة فيها إفشال لكل الجهود الفلسطينية والعربية والدولية التي عملت على مدار أعوام لنزع الشرعية عن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية، ولنزع الشرعية عن الاستيطان.



    ملاحظات بشأن ما يجري
    فلسطين أون لاين ،،، د. نهاد الشيخ خليل
    تتزاحم الأحداث في الأسبوعين الماضيين بشكل متواصل، وتتوالد معها الكثير من الأفكار، ولا يستطيع المرء تجاهل بعضها، لذلك قررت أن يكون مقال اليوم عبارة عن فقرات تتضمن تعليقًا على أهم أحداث المدة الماضية، رغم أن كل حدث منها بحاجة إلى مقال منفرد.
    أولًا: فيما يخص مشروع (برافر) الصهيوني العنصري لتهويد النقب، أود الإشارة هنا إلى أن هذا المشروع هو جزء من سياسة عامة تنتهجها حكومات الاحتلال، وليس عملًا منفردًا، وهنا لابد من التوضيح أن من يحكمون الكيان المحتل يؤمنون أنهم يعيشون المرحلة الثانية مما يسمونه حرب الاستقلال، وهذا يعني أنهم يرون أن ما حدث عام 1948م هو جزء من المعركة، وأن النصر لن يكتمل إلا من خلال جولة جديدة من المعارك لطرد السكان الفلسطينيين، أو تجميعهم، ومحاصرتهم في أماكن محددة، والاستيلاء على الأرض بعد ذلك.
    كان علينا أن ننتبه مبكرًا إلى هذه السياسة الاحتلالية، وبدء مواجهتها قبل أن نصل إلى هذه المرحلة، أما وقد وصلت الأمور إلى ما آلت إليه؛ فلا أقل من دعم أهلنا في الأرض المحتلة عام 1948م، والعمل معهم على خوض صراع إستراتيجي ضد (الأبارتهايد) الذي تمارسه سلطات الاحتلال في النقب والجليل والمثلث، وفيما يسمونه "المدن المختلطة" في وسط البلاد.
    ثانيًا: لماذا يتفاعل الفلسطينيون مع ما يحدث في مصر؟، لاشك أن هنالك شريحة لا مبالية بما يحدث، لكن يوجد شريحة فرحت بالانقلاب، ولم تخفِ بهجتها؛ لأنها ترى أن هذا سيشدد الحصار على حماس، وبالتالي سيُخضعها لشروط محمود عباس، هؤلاء نسوا أن نظام مبارك فشل في إخضاع حماس، وتجاهلوا أن الحصار يؤذي الناس، ولم ينتبهوا أن استغلال معاناة الناس لتحقيق أهداف سياسية هو إجرام في حق الشعب والوطن، أقول لهذه الشريحة: "والله عيب وحرام!".
    وهناك شريحة ثالثة رفضت الانقلاب، وتؤيد الثورة التي تتخذ من رابعة العدوية مقرًّا لها، هؤلاء يرون أن إحباط المسار الديمقراطي سيُضعف مصر، وسيجعلها تعود كنزًا إستراتيجيًّا للكيان المحتل، وفي هذا ضرر كبير يلحق بالأمة كلها، وبالتأكيد يضر بالقضية الفلسطينية.
    يحق لهؤلاء أن يعبروا عن رأيهم، وأن يؤيدوا الثورة التي تتمركز في رابعة العدوية، وليس من حق أحد أن يحملهم مسئولية أي ضرر يمكن أن يحدث لغزة؛ لأن الضرر حاصل، فالحملات الإعلامية الكاذبة، وتشديد الحصار، وإغلاق الأنفاق، كل هذا تم بمبادرة من أطراف الانقلاب، وليس ردة فعل على تضامن فريق من الفلسطينيين مع نضال الشعب المصري الرامي إلى الحفاظ على الشرعية ومكتسبات ثورة 25 يناير.
    وبناءً عليه؛ لابد من تأكيد أننا _الفلسطينيين_ يجب ألا نشعر بالحرج من أي طرف عربي، يجب أن نطالبهم باستمرار أن يدعموا قضيتنا؛ لأن هذا فيه مصلحتهم قبل مصلحتنا، وبخصوص التوقف عن هدم الأنفاق وفتح المعبر إن هذا الأمر يجب ألا يكون محل نقاش، أيًّا كان حكام مصر، ويجب ألا تتأخر المطالبة بفتح المعبر للأشخاص والبضائع، وأن تترافق المطالبة الرسمية بفعاليات شعبية تطالب بفتح المعبر.
    ثالثًا: لاحظت غضب الكثير من الشباب الإسلاميين الفلسطينيين عندما حدث الانقلاب العسكري في مصر، وخشيت أن يتطور هذا الغضب إلى كفر بالنهج السلمي في إحداث التغيير الداخلي، وزادت الخشية من هذا الأمر عندما لا حظت رعونة بعض الكُتّاب الفلسطينيين، ليس فقط في إبداء الشماتة بما آلت إليه أحوال مرسي، وإنما في التبشير بأن السقوط سيكون مصير حماس في غزة، لكن تطورات الأوضاع بعد ذلك، وردة فعل الشعب المصري السلمية المبهرة على الانقلاب أعادتا الثقة للشباب بجدوى السلمية، وأهمية دور الجماهير في إحداث التغييرات الداخلية.
    وربما تكون هذه التجربة عبارة عن دروس عملية في الكفاح السلمي، تُذاع على الهواء مباشرة، سيتعلم منها كل أبناء الأمة كيف يخوضون نضالًا محترمًا، لا يحرقون فيه مقرًّا لحزب، ولا يستخدمون السلاح لترويع الناس، وينشرون الحب والود، ويتعاونون على الخير والبر، يحافظون على نظافة المكان، ويصونون كرامة الإنسان، يميزون بشكل واضح القيادة التي أخطأت، أو قصّرت، أو خانت العهود والمواثيق من الجنود الذين هم أبناء الشعب وأحباؤه.
    رابعًا: يبدو واضحًا أن فريق التسوية يرى أن "نجاح" حلفائه في اغتصاب السلطة في مصر سيعزز موقفه في مواجهة تيار المقاومة، إذ يتوقع حدوث أزمة مالية، ويتمنى أن يُصاب تيار المقاومة بيُتم سياسي بعد أن خسر الإخوان، ومن قبل سوريا وإيران وحزب الله، وربما قطر.
    أنصح تيار التسوية ألا يستعجل في استخلاص النتائج مما حدث؛ لأن الأحداث متشابكة، ولأن تيار المقاومة تعلم من تجارب وأخطاء تيار التسوية، خاصة في مجال صياغة العلاقة مع الحلفاء، والوجود في البلدان المختلفة، إضافة إلى أن من يحاولون إعادة صياغة العلاقات في المنطقة، ويدفعون المليارات لأجل ذلك أصغر وأضعف بكثير من أن يتمكنوا من إتمام المهمة، لقد ابتلعوا وجبة أكبر من قدرة أمعائهم على الهضم.
    وأنصح تيار المقاومة بألا ينتظر حتى تهدأ الأمور، يجب أن يتحرك في كل الاتجاهات لإحياء علاقات قديمة، وتعزيز علاقات قائمة، وبناء تحالفات أوسع مع أطراف رسمية وقوى شعبية، ووضع كل الأطراف أمام مسئولياتهم تجاه فلسطين.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 340
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 09:02 AM
  2. اقلام واراء حماس 339
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 09:01 AM
  3. اقلام واراء حماس 338
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:58 AM
  4. اقلام واراء حماس 337
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:57 AM
  5. اقلام واراء حماس 226
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 12:53 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •