النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 337

  1. #1

    اقلام واراء حماس 337

    اقلام واراء 337
    16/5/2013
    مختارات من اعلام حماس

    حماس وفتح.. سجالات الماضي والحاضر
    حمزة إسماعيل أبوشنب / المركز الفلسطيني للاعلام

    نحو وحدة عربية
    د. عبد الستار قاسم / المركز الفلسطيني للاعلام

    الرباط في مواجهة الاقتحام!
    لمى خاطر / فلسطين الان

    بريطانيا تعوض فلسطين عن نكبتها
    خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام

    في ذكرى النكبة : فلسطين لا تقبل القسمة
    مصطفى الصواف / الرسالة نت

    أحداث القدس.. والأمة
    حسن أبو حشيش /فلسطين اون لاين

    كيف ضاعت فلسطين؟
    أيمن أبو ناهية /فلسطين اون لاين


    حماس وفتح.. سجالات الماضي والحاضر
    حمزة إسماعيل أبوشنب / المركز الفلسطيني للاعلام
    لقد شكلت الزيارات المتكررة للشخصيات الرسمية والاعتبارية لقطاع غزة في ظل الانقسام الفلسطيني الداخلي حالة من الاتهامات المتبادلة بين حركة حماس من جانب وبين حركة فتح وفصائل منظمة التحرير من جانب آخر, وهذه الحالة لم تكن وليدة اللحظة أو الحدث بل هي إرث تاريخي متبادل بينهم، ومرت بالعديد من المحطات التي وضعت حماس دائماً في قفص الاهتمام من قبل معارضيها، ولعل أبرز هذه المحطات التاريخية يمكن تلخيصها في المواقف التالية:
    المحطة الأولى: بدأت عندما عاودت حركة الإخوان المسلمين نشاطاتها بعد عام 1967 من خلال تأسيس عدد من المؤسسات الخيرية مثل المجمع الإسلامي والجمعية الإسلامية، فاصطدمت بجدار القوى الشيوعية نتيجة لاختلاف الأيدولوجية بينهم وبين حركة فتح والتي كانت تعتبر هذه الأنشطة محاولة للالتفاف على منظمة التحرير.
    المحطة الثانية: اشتد فيها الاختلاف عند الإعلان عن تأسيس حركة حماس ودخولها على خط الانتفاضة الأولى بشكل فاعل وقوي، في وقت كانت تعاني فيه منظمة التحرير وعلى رأسها حركة فتح حالة من التفرق والتشتت من الأردن ولبنان وغياب معظم القيادات التاريخية لحركة فتح، فنُظِر إلى حركة حماس على أنها صنيعة الاحتلال وهدفها ضرب المشروع الوطني بإيجاد بديل قوي له.
    المحطة الثالثة: جاءت بعد موقف الراحل ياسر عرفات من غزو الكويت للعراق وقطع العلاقات بين الخليج العربي والمنظمة في الوقت الذي نجحت فيه حركة الإخوان من فتح أبواب الدعم الشعبي لها، فوسمت حماس بالحركة الوهابية الرجعية من قبل معارضيها.
    المحطة الرابعة: والتي شهدت أشد الخلافات والاتهامات المتبادلة بين حماس وحركة فتح بعد توقيع اتفاق أوسلو، فكانت فتح تنظر إليه على أنه إنجاز وطني في الوقت الذي اعتبرته حماس ضياعا ومقامرة بالقضية الفلسطينية، فشنت عددا من العمليات الاستشهادية لإفشال الاتفاق فاعتبرتها فتح بأنها تعمل لصالح النظام الأردني من أجل إعادة الضفة الغربية للأردن، وكان يمكث مكتبها السياسي في عمان ولم تتوقف عند هذا بل اتهمت حماس بأنها تعمل كذلك للمشروع الإيراني .
    المحطة الخامسة: بعد طرد حماس من الأردن وتواجدها في دمشق والانفتاح الواسع في العلاقات مع إيران وحزب الله، فشهدت هذه العلاقة حجماً كبيراً من الاتهامات لعلها تجلت بعد فوز حركة حماس بالانتخابات التشريعية عام 2006 والصراع المسلح 2007 والذي انتهي بسيطرة حماس على قطاع غزة، فاعتبرت بأنها ضد الأمن القومي العربي تارة، وتارة متشيعة وأخرى تريد إقامة إمارة ظلامية وتعطيل ملف المصالحة بالمال الإيراني والارتماء في الحضن السوري والعمل تحت ولاية الفقيه.
    المحطة السادسة: وهي المحطة الراهنة بعد الثورات العربية وتولي الإخوان المسلمين الحكم في العديد من البلاد العربية، وتشكيل محور جديد في المنطقة يتألف من تركيا ومصر وقطر والعلاقة المميزة مع حماس، فاشتد الصراع السياسي بين حماس و فتح وأصبحت فتح تشعر بأن التمثيل الفلسطيني والذي كان حكراً عليها في خطر، لذلك هي دائمة الهجوم على كل الزيارات إلى قطاع غزة من الشخصيات الرسمية والدينية لما تضفيه من شرعية على حركة حماس.
    هذا سرد تاريخي موجز لطبيعة الصراع السياسي بين فتح وحماس والذي يظهر أشده الآن في الساحات العربية، فالقضية لا ترتبط بالتحالفات السياسية وأثرها على القضية الفلسطينية بقدر ما هي نتيجة حالة الصراع على تمثيل الشعب الفلسطيني، فلو لاحظنا عبر المحطات والسجالات السابقة نجد بأن حماس كانت تتمتع بعلاقات مع السعودية والأردن وسوريا وعند الاختلاف تنعكس الصورة مباشرة فالسلطة على علاقات مميزة بالسعودية والأردن وسوريا.
    أما قوى اليسار الفلسطينية فاختلافها مع حماس اختلاف أيدلوجي لا سياسي ولا ينتهي حتى بتحرير فلسطين، فهو امتداد لما يجري على الساحة العربية منذ زمن طويل بين الإسلاميين والشيوعيين.
    لا أعتقد بأن السجالات والاتهامات المتبادلة ستنتهي بين حماس والآخرين في وقت قريب، فالصراع السياسي في المنطقة على أشده والتغيرات على الساحة العربية والخارطة الإقليمية الدولية تنعكس على الساحة الفلسطينية، والصراع على التمثيل لن يتوقف في ظل غياب الإرادة الشعبية، فهي المخرج من هذه الحالة أو العودة لنموذج انتفاضة الأقصى والذي شهد حالات من الصراع في ميدان المقاومة، فلم تتوحد القوى الفلسطينية إلا خلف البندقية ومشروع المقاومة.

    نحو وحدة عربية
    عبد الستار قاسم / المركز الفلسطيني للاعلام
    طالب عدد من المعلقين على مقالي المعنون "وحدة العرب بدل تقسيمهم" والمنشور على الجزيرة نت في شهر آذار،مارس/2013 بتوضيح الخطوات العملية التي يمكن اتباعها نحو تحقيق الوحدة العربية. منهم من قال إن التشخيص أو التعبير عن طموح لا يكفي، ومن المفروض وضع خطوط للتطبيق العملي، ونقل الفكرة نقلة عملية. هذا حديث منطقي وسليم، وتبقى متابعة الموضوع واجبة.
    إذا تفحصنا هذا العالم، نرى أنه لم يعد هناك مكان واسع للكيانات الصغيرة، وأن الأمم والدول تتجه نحو التكتل بخاصة فيما يتعلق بالأمور السياسية والاقتصادية والأمنية خدمة لمصالحها حتى لو أثر ذلك قليلا على سيادتها. وإذا كان للعرب أن يصغوا لمقولات التقسيم والانشطار فإنهم سيزدادون ضعفا على ضعف، وسيغامرون بتعريض أنفسهم للمزيد من الاستنزاف المعنوي والقومي والأخلاقي، وسيشجعون الأمم الأخرى على المزيد من التطاول عليهم ونهب ثرواتهم والانتقاص من مكانتهم. ولهذا لا بد من التفكير معا في كيف نخرج نحن العرب من حالة التفرق والهوان.
    التطلع الوحدوي
    مر على العرب زمن كان يتوارى فيه كل شخص له موقف ضد الوحدة العربية، وكانت مسألة الوحدة القضية الأولى التي تزاحم أبناء الأمة على تمجيدها. ولم يكن لقائد عربي أو حاكم أن يشعر باسترخاء شرعي إن لم يكن يضع على كتفيه عباءة الوحدة ونقل الأمة إلى التقدم والعزة والفخار. لم يكن القادة جادين بدعواتهم كما أثبتت لنا الأيام، لكنهم كانوا يدركون أهمية الحديث عنها في تبرير شرعية الحكم. ذلك زمن قد مضى، لكن النفوس ما زالت عامرة بالفكرة.
    سبق لقادة عرب أن حاولوا تجسيد الوحدة العربية، لكن الهدف بقي بعيد المنال. لقد بذلوا جهودا كبيرة في صناعة الشعارات، لكنهم طالما ناقضوا أنفسهم واتبعوا سياسات تمزيقية. وفي ظل القادة العرب المعاصرين، تمزقت البلاد والعباد، وأصبحت الوحدة الوطنية لكل دولة عربية في مهب الريح، وانقسم الفرد العربي على نفسه. وتاريخيا، يصبح التفتت النتاج المنطقي والمتوقع للقهر والظلم والاستعباد والشعور بالضعة والهوان.
    الصراعات الراهنة
    هناك من يشعر باليأس الوحدوي نتيجة الصراع الدائر في عدد من البلدان العربية التي شهدت وتشهد حراكا سياسيا شعبيا، ويرون أن ذلك الحلم الوحدوي العربي قد تبخر تماما، وأن الأقطار القائمة حاليا ستنشطر إلى عدد من الدويلات. والإعلام الأجنبي يغذي هذا اليأس، ولا ينقطع عن الترويج لخرائط جديدة للدويلات المتوقعة. أما الإعلام العربي فيقوم بدور التابع عن حسن أو سوء نية، ويشرح للعربي ويلات التقسيم القادمة. والهدف تخويف العربية من الاستمرار في الثورة على الحكام الظالمين. هذا شبيه بالحملة الإعلامية الضخمة التي قادها إعلام الغرب ومفكروه ومثقفوه ومراكز دراساته ضد الوحدة العربية في خمسينات وستينات القرن الماضي على اعتبار أنه لا يوجد ما يجمع بين العراقي والمغرب، وبين السوداني والسوري، الخ.
    هناك جهود ضخمة تبذل الآن لتمزيق الوطن العربي بالمزيد، وملايين الدولارات تنفق على الفتنة بين المذاهب والديانات والطوائف والقوميات على الساحة العربية. جهود حثيثة يتم توظيفها لإشعال الفتنة بين السنة والشيعة، وبين المسلمين والمسيحيين، وبين العرب والكرد، وبين العرب والأمازيغ، وبين الطوائف المسيحية ذاتها. الدول الغربية وإسرائيل ومن والاهما من العرب ومن رجال الدين الفاسقين لا ينفكون يزرعون الفتن والأحقاد والضغائن. لكن هذا كله لن ينجح.
    كنا نهتف للوحدة في السابق بدوافع وجدانية، وكان من السهل على حكام العرب خداع الجماهير بالخطابات الحماسية الرنانة وإشباع متطلباتهم الوجدانية، لكننا الآن نطالب بالوحدة عن وعي ومعرفة، ولدينا حصيلة معرفية واسعة حول أساليب الحكام الظالمين القبليين في اللف والدوران، وإيهام الناس بأن الخير قادم. الأحداث الدائرة على الساحة العربية الآن تساهم برفع درجة الوعي لدى الإنسان العربي، وهو وعي يدفع العربي ثمنه الدم والممتلكات. العربي يثور الآن نتيجة الظلم، وغياب الوحدة العربية سبب ظلما كبيرا لأنه حال دون إمكانية التقدم والبناء ومواجهة مختلف التحديات وعلى رأسها التحدي الأمريكي والإسرائيلي. الآن العربي فاعل على الساحة، وليس مجرد رقم إحصائي ملقى بالشارع تتقاذفه أهواء الحكام، وهو سيكون فاعلا في صناعة مستقبل الأمة. التآمر على الأمة قائم وموجود، وينساق معه جمهور غفير من العرب الذين يعانون من البساطة والسذاجة، لكن التآمر لا يتغلب على الوعي قطعا. لم تعد الوحدة العربية مجرد انطباع وجداني، وإنما هي آخذة في الترسخ في الوعي العربي. ولولا يقين أهل الغرب بهذه النتيجة، لما قاموا بكل تلك الحملات المرعبة حول التمزق والتفتت.
    منطلقات الوحدة العربية
    حتى لا تبقى فكرة الوحدة غامضة في الوعي العربي، لا بد من تداولها ومنطلقاتها والأسس التي يمكن أن ترتكز عليها، وهنا أجتهد رأيي في هذه المنطلقات علّ في ذلك ما يقود إلى نقاش وجدل على مستوى الوطن العربي:
    مستقبل العرب مرتبط بوحدتهم
    هناك شعار ينص على أنه لا مستقبل للعرب بدون الوحدة، أي لا يستطيع العرب إحراز التقدم الجوهري والكبير في مختلف مجالات الحياة إلا إذا توحدوا، وارتقت مقومات النجاح وقويت شوكتهم أمام الأمم الطامعة والمحتلة. ربما تحقق دولة عربية هنا وهناك بعض التقدم في بعض مجالات الحياة، لكنها لا تستطيع المحافظة على استقلالها وهويتها في مواجهة دول وتجمعات عاليمة اقتصادية وعسكرية وثقافية. فكرة التضامن العربي، وشعار العمل العربي المشترك لا يكفيان، وثبت فشلهما، ولا مفر أمام العرب إن أرادوا الرفعة والاستقلال والمساهمة في الحضارة الإنسانية إلا الوحدة. هذه قناعة يجب أن تتولد إن كان لنا أن نندفع نحو الهدف في مواجهة كل القوى التي نواجهها بمن فيها الحكام العرب.
    لا للعنصرية
    لا تعني الوحدة العربية الشعور بالتفوق على الآخرين من الأمم، ولا تنتقص من قيمتهم وكيانهم، وإنما هي تأكيد على وحدة الهدف والمصير انسجاما مع مقومات الوحدة الثابتة والقوية والمتمثلة بالروابط الدينية والقومية واللغوية، وبالتاريخ والثقافة والتطور الحضاري. نحن لسنا عنصريين، ولا ندعي التفوق على أحد، ولا نؤمن بالانغلاق والتقوقع، وإنما نؤمن بالانفتاح على العالم والتعاون مع كل من يفتح أبوابه للتعاون، وبتبادل الخبرات والاحترام المتبادل وتبادل المصالح دون استغلال لأحد.
    ومن هذا المنطلق نحن نرفض التعصب بكافة أشكاله القبلية والدينية والمذهبية والعرقية والقومية. التعصب آفة عنصرية تؤدي إلى بناء الأحقاد والكراهية والبغضاء بين الناس وبين الأمم، وتعاملنا مع الناس يبقى تعاملا وفق مبادئ إنسانية وأخلاقية وليس وفق أسس إنغلاقية تكبرية. وإذا كان لنا أن نحمل مسؤولية فإن ميزاننا هو الإنجازات والمساهمة في الحضارة الإنسانية والتعامل الأخلاقي على مستوى الأفراد والأمم.
    لا وحدة بدون الإسلام
    للإسلام وقع كبير في نفوس أغلب العرب، به عرف العرب، وبهم انتشر وتجذر، وكل محاولة لفصل الأمة عن عمقها التربوي والثقافي والعقائدي والتاريخي والحضاري من شأنها أن تعرقل مساعي الوحدة، وأن تنتهي إلى التمزق والاحتراب والاقتتال. لا يوجد أمة يمكن أن تتوحد وتتقدم بمعزل عن ثقافتها وعقائدها ودينها وحضارتها، وكل أمة تحاول بناء نفسها بناء على ثقافة آخرين إنما تحكم على نفسها بالهلاك. الأمم تتقدم بالانطلاق من قاعدتها التربوية والثقافية والنفسية الخاصة بها مع عدم الإنغلاق على الإفادة من الآخرين، ومن ثم تعمل على تطوير منطلقاتها وتحسينها وتهذيبها وتوضيحها وتعميقها لتتناسب مع ظروف الزمان والمكان. الأمم لا تحافظ على ذاتها بالتقليد لأن ذلك يؤدي إلى فقدان الذات والاتكال والبقاء تحت سيطرة الآخرين، ومثلما لا يستطيع المرء أن يمشي برجلي غيره، أو يفكر بعقل غيره، فإن الأمم لا تتمكن من السير دون الانبثاق الداخلي أولا.
    لكن المسألة الإسلامية أضحت إشكالية على الساحة العربية لأن بعض الفقهاء أعطوا انطباعا غير طيب عن الفكرة الإسلامية بسبب ضيق أفقهم وحشرهم للإسلام في زاوية الإنغلاق والتحجر. لقد حبسوا الإسلام غالبا في جسد المرأة وعقدهم الجنسية والتكفيرية، حتى بات الدين الإسلامي يمثل رعبا بالنسبة لأعداد كبيرة من المسلمين وغير المسلمين. الإسلام الذي نتحدث عنه هنا هو دين العلم والعمل والجهاد بمظلة أخلاقية في كافة المجالات، والذي يضع الفكر الإسلامي فوق الفقه الإسلامي. إنه الدين الذي يهتم بقضايا جوهرية مثل المسؤولية والالتزام والانتماء والصالح العام والحرية والتقدم العلمي والنمو والتنمية بكافة أوجهها والعدالة وحسن التوزيع والإنجاز الحضاري والمساهمات الإنسانية الحضارية، الخ. ولهذا فإن الوحدة العربية المستندة إلى الفكر الإسلامي لا تقيم دولة دينية وإنما دولة العدل والحرية والمسؤولية والتقدم والكرامة الإنسانية. وقد شرحت هذا في عدد من كتبي حول الفكر الإسلامي.
    احترام خصوصية غير المسلمين وغير العرب
    العرب الموحدون لا يؤمنون بوجود أقليات في الوطن العربي. لا يوجد أقليات، وإنما هناك خصوصيات، ومن المفروض احترام كل خصوصية ومشاركتها بأفراحها وأحزانها، وفتح المجال أمامها للتعبير عن نفسها وتنمية أحوالها المختلفة دون عائق أو عراقيل. للأكراد خصوصيتهم، وكذلك بالنسبة للأمازيغ ومختلف الفئات القومية والدينية. تاريخيا، تمت الإساءة للعديد من الخصوصيات في الوطن العربي ما أدى إلى الضيق والكراهية.
    الخصوصيات تتميز، لكنها لا تنفصل، وإذا شعرت خصوصية بضيق فعلى الذين يشكلون النمط العام أن يسألوا أنفسهم أين أخطأوا وكيف.
    نمط الحكم
    نمط الحكم منطلق أساسي ويشكل قاعدة للتنافر والتجاذب، وإذا كنا نرى أن الوحدة العربية مرتبطة بالإسلام فإن نمط الحكم لا يخرج عن الفكر الإسلامي. الفكر الإسلامي يعتمد المبادئ التالية: العدالة بكافة أوجهها هي القيمة العليا للحكم، ولا عدالة بدون حرية لأن الحرية خلْقية وليست بقرار بشري أو فقهي، ولا مسؤولية بدون حرية، والمشاركة السياسية واجب إسلامي وليست منة من أحد، والتنافس الفكري والتنظيمي حيوي في المقارعة بين الحق والباطل. هذه المبادئ لا تنسجم تماما مع مبادئ الديمقراطية التي ترى الفردية قيمة عليا ومنسجمة تماما مع قيمة تعظيم الأرباح الرأسمالية، والتي ترى الحرية قيمة اجتماعية وليس خلقية. المعنى أن قيم العدالة والحرية والمسؤولية في الفكر الإسلامي (وليس في فقه المسلمين) ترتقي على قيم الديمقراطية والرأسمالية. وهنا يجدر التنويه إلى أن انشغال المسلمين بقضايا الفقه، قضايا الحلال والحرام قد أبعدهم عن قضايا الفكر، قضايا الحق والباطل فاختل التوازن الإسلامي.
    المشاركة السياسية وحرية الاختيار ركنان أساسيان في نمط الحكم المنشود، لكن أسلوب الترشيح والانتخاب يختلفان عن أسلوب الديمقراطية لما في الأسلوب الديمقراطي من خداع انتخابي وسوء استخدام للأموال والإعلام لاستقطاب الأصوات الانتخابية. من المفروض أن نطور نظامنا الخاص بنا في الترشيح والانتخاب لكي نضمن عدم التلاعب بعواطف ومشاعر الناس، ونضمن حسن التمثيل ومشاركة الجمهور ومحاسبة الفائزين.
    بين الإقصاء والعدل
    لا يمكن أن يستمر نظام حكم من خلال إقصاء الآخرين، والحكم لا يستمر إلا بالعدل. نظام إسلامي غير عادل لا يمكن أن يستمر، ونظام غير إسلامي عادل مرشح للاستمرار. ولهذا تتمسك الوحدة العربية بمبدأ العدل، وترفض تماما محاولة إقصاء الآخر أو محاصرته أو التقليل من شأنه. خليفة غير عادل لا نقبله، وحاكم عادل نساعده حتى لو كان غير مسلم. مقاومة الظلم واجب إسلامي حتى لا تقع فتنة، ومساعدة العادل واجب إسلامي إذا أردنا للحق أن يعلو.


    الرباط في مواجهة الاقتحام!
    لمى خاطر / فلسطين الان
    مفارقة غريبة حقاً تلك التي صارت معها أخبار اقتحامات المستوطنين شبه اليومية للمسجد الأقصى لا تقترن بدعوات نفير فلسطينية كبيرة في القدس ومحيطها أو في عموم فلسطين.
    وما زالت الدعوات الصهيونية تتصاعد ويزيد منسوب جرأتها في التحريض على هدم الأقصى أو اقتحامه أو بناء هيكل بالقرب منه، وقد طالب مؤخراً عضو "الكنيست" الصهيوني "مردخاي يوجيف"، ببناء كنيس يهودي في الجزء الجنوبي من المسجد الأقصى. كما يجري توزيع خرائط للهيكل خلال جميع عمليات الاقتحام الأخيرة التي ينفذها مستوطنون!
    أما التطور الأخير فكان دعوات (الحج الجماعي) التي أطلقتها منظمات يهودية متطرفة تسمي نفسها (ائتلاف منظمات الهيكل)، حيث دعت المستوطنين إلى اقتحام المسجد الأقصى خلال ما يسمونه "عيد نزول التوراة"، الذي يوافق يوم الخميس (16 أيار).
    ونشرت هذه الجماعات إعلاناتها على شبكات التواصل الاجتماعي، وفيها ترويج لعملية "اقتحام كبير ونوعي ينفّذه شبيبة وأطفال يهود داخل المسجد الأقصى من باب المغاربة في الساعة 8:30 صباحا"، ويستمر هذا الاقتحام حتى الساعة 12:30 مساء للاحتفال بعيد نزول التوراة داخل جبل الهيكل على حد زعمهم، في إشارة إلى الأقصى.
    في ظلّ حالة العجز الفلسطيني، وغياب مظاهر الانتفاض أو دعوات النفير في هكذا مواقف؛ يبدو الرهان الحقيقي مقتصراً على الرباط في محيط المسجد الأقصى وداخله من قبل أهالي القدس ومناطق الـ 48، كونهم الوحيدين الذين يتمكنون من دخول القدس، ولأن جهود المرابطين فيما مضى كانت وحدها التي تكفّلت بردع عصابات المستوطنين والمتطرفين الصهاينة، وهو لم يكن رباطاً موسمياً بل عملاً متواصلاً ومتنوع المجالات لأجل الأقصى، كان الشيخ رائد صلاح وصحبه أول من حملوا لواءه، فأنشؤوا المؤسسات الخاصة بالأقصى وسيّروا القوافل اليومية لزيارته والرباط فيه، وظلّوا يرصدون الأخطار المحيقة به ويواجهون القبضة الصهيونية بعزم وإصرار مستمرين.
    والمسجد الأقصى اليوم أحوج للمرابطين من أي وقت مضى، ولأن تظلّ ساحاته عامرة بحراسه، وألا يتم إغفال قضيته أو تناسيها، لأن تجاهله كما هجره هما الثغرة التي تنفذ منها أطماع المحتلين وتستعر شراهتهم لتدنيسه ومحاولات جعل (الهيكل) حقيقة قائمة على الأرض!
    وإن الحديث عن أهمية دور الرباط في رحاب المسرى لا يغني عن المطالبة بعودة (الروح) إلى قيمة الأقصى في نفوس الفلسطينيين، مع ما يتطلبه ذلك من ضرورة ترجمة تلك القيمة مواجهة على الأرض مع الاحتلال. ولو عدنا بالذاكرة إلى السنوات السابقة سنرى اختلافاً واضحاً على صعيد ردة الفعل الفلسطينية على عمليات اقتحام الأقصى، قبل أن يتحوّل الأمر إلى حدث تقليدي مكرر، يزداد تطرفه وجرأته في صفوف الاحتلال، بينما تزداد ردة الفعل الفلسطينية بهوتاً وضعفاً ولامبالاة!
    المسجد الأقصى هو الرمزية الأهم المرتبطة بوجود الفلسطيني على هذه الأرض، وهو المقدّس الذي ينعكس حضوره في قلوب أبناء الأمة الإسلامية كلّها، لكنه مع كلّ ذلك يزداد اغتراباً عن أرواحنا، مثلما نزداد نحن اغتراباً عن الوعي بأهميته وفهم مكانته وأبعاد رمزيته.
    أعيدوا للأقصى مكانته والاهتمام الجدير به؛ يعُد للقضية كلّها ألقها، وخلوا بين الأجيال الجديدة وبين واجبها ودورها في النفير وترجمة غضبتها للمقدّسات، ولن نلبث وقتها طويلاً قبل مغادرة مساحة (النضال) الرمادية التي تستوعب الكثير من الكلام، والقليل من الفعل!




    بريطانيا تعوض فلسطين عن نكبتها
    خالد معالي / المركز الفلسطيني للاعلام
    تشكل النكبة الفلسطينية في ذكراها أل 65؛ وجعا وألما متواصلا لكل فلسطيني وحر وشريف في هذا العالم دون توقف. صور العذاب تتجدد كل يوم بلا رحمة، وسط التدمير والخراب والممارسات العدوانية الشرسة، والمجازر بحق الأطفال والنساء والشيوخ.
    "نتنياهو" بعجرفته المعروفة والمألوفة والتي لا مثيل لها في وقتنا هذا؛ لسان حاله يقول لجموع الفلسطينيين: ستبقون تجترون مآسيكم ما دامت يدنا هي العليا، ولن ينفعكم البكاء ولا العويل ولا الذكريات الأليمة، وسأواصل تهويد القدس وطرد سكانها، وتهويد الضفة الغربية وبناء المزيد من المستوطنات، وسأجدد نكبتكم وأجعلها نكبات متتالية، ما دمتم ضعفاء.
    خُطط للشعب الفلسطيني أن يندثر في عالم القوة والهيمنة الغربية على مقدرات العرب والمسلمين؛ عبر إبقاء ما يسمى بدولة الباطل "اسرائيل " متفوقة لا يشق لها غبار، وان تَنسى الأجيال ما حَدث، وان تَبقى فلسطين في عَالم النسيان ضائعة ممحوة عن خريطة العالم الأرضية والسياسية.
    بعد بحور الدم التي أسالتها ما يسمى ب"اسرائيل" من بقر لبطون الحوامل ومن طرق رؤوس الأطفال بالمطارق، وذبحهم في مجازر ما قبل النكبة عام 48 ، في إرهاب وإجرام غير مألوف، تتأفف منه حتى الشياطين، هل يا ترى تحقق لبريطانيا وللغرب عموما والاحتلال ما يريد...؟!
    65 عاما من عمر النكبة، مدة زمنية كهذه كانت كفيلة أن تؤدّي إلى النسيان وصهر ما تبقى من الفلسطينيين في دولة الكيان الغاصب، وذوبان اللاجئين في الدول التي لجؤوا إليها. مدة كهذه كانت أيضا كافيه لإسقاط قلة قليلة من أبناء الشعب الفلسطيني في وحل" اليد ما بتناطح المخرز".
    ولأن الاحتلال ضعيف بمنطقه وبأخلاقه ولا يملك قوة فكرية وأخلاقية؛ فمن الطبيعي أن يبحث عن الضعفاء على شاكلته من شعبنا الفلسطيني ليقروا له بما ليس له، ليمد من عمره ما استطاع إلى ذلك سبيلا، معتقدا أن الزمن كفيل بفعل الأفاعيل ونسيان الماضي الأليم لأكثر من 12 مليون فلسطيني.
    تندرج محاولة الاحتلال بتغيير أسماء القرى والبلدات والمدن الفلسطينية في ال 48، وزرعها للمستوطنات في الضفة، وتغيير أسماء الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، ضمن عملية تزوير ممنهجة للتاريخ.
    كل فلسطيني يدرك – وهو ما قاله أوباما سرا لقادة الاحتلال في زيارته الأخيرة - إن ما حققه قادة الاحتلال من انجازات وانتصارات؛ ما هي إلا سحابة صيف سرعان ما تزول بفعل مغايرة وجود دولته لمنطق الأشياء وطبائع الأمور والسنن الكونية.
    إن كان الاحتلال قد نجح وبمعاونة وتواطؤ دول الغرب وبالأخص بريطانيا العظمى في إقامة دولته وكيانه المزعوم إلى حين، فإنه لم ينجح في زرع ثقافة الهزيمة والاستسلام ؛ لأن الشعوب الحية لا تموت والحرائر الفلسطينيات لا يتوقفن عن إنجاب الإبطال صناع التحرير، فالحق ينتزع ولا يضيع ما دام ورائه مطالب، وهو ما حصل في جنوب لبنان وفي غزة من طرد للمحتل.
    مقاومة ثقافة الهزيمة "وما باليد حيلة" لا يقل ضرورة وأهمية عن مقاومة المحتل؛ التي تأخذ صورا مختلفة وأشكالا متعددة حسب المرحلة والظروف المحيطة وخارطة المصالح الإقليمية والدولية؛ على أن لا تكون على حساب المصالح الفلسطينية، وهذا يتطلب بشكل عاجل وسريع الوحدة الوطنية لجميع قوى الشعب الفلسطيني.
    لنأخذ العبرة من عدونا كيف لا يختلف حول ثوابته رغم خلافاته وانقسامه الداخلي بين "السفرديم" و"الأشكناز"، فأمنه هو مسلمات لا يجوز المساس بها، ومصلحة كيانه العليا فوق أي مصلحة أخرى. فهل اعتبرنا من عدونا في ذكرى نكبتنا....؟!
    ما يمكن التوصل إليه من فعاليات يوم النكبة في ذكراها ال 65 هو أن الشعوب الحية صاحبة الحق، لا يمكن لها أن تنسى أو تغفر لمن شتتها وأجرم بحقها، وبريطانيا أخطأت وأجرمت، وعلى من أخطأ أن يكفر عن خطئه؛ بتعويض اللاجئين، وان يبادر إلى ذلك من تلقاء نفسها؛ وإلا فإن غدا مع كنس الاحتلال، وما هو ببعيد؛ ستجبر بريطانيا صاغرة وذليلة على تعويض دولة فلسطين وقتها على ما تسببت يداها الآثمتان من معاناة شعب بكامله طوال سنوات الاحتلال. "ويسألونك متى هو، قل عسى أن يكون قريبا".

    في ذكرى النكبة : فلسطين لا تقبل القسمة
    مصطفى الصواف / الرسالة نت
    تمر الذكرى الخامسة والستين للنكبة وحالة التشرذم والضعف العربي في تدهور مستمر رغم الثورات التي حدثت في بعض البلدان والتي لا زلنا نستبشر بها خيرا على المدى البعيد، ولكن المؤسف أن حالة النظام العربي عبر الجامعة العربية أضعف ما تكون وخاصة تجاه القضية الفلسطينية والتي تشكل قلقا كبيرا لهذا النظام، الذي بات لا يملك من أمره شيئا وأصبح أشبه بالقشة في مهب الريح تحركه مصالح خاصة وتحكم (بالرمونت كنترول) من قبل الإدارة الأمريكية تحت سوط التغيير أو الثورة، والتي لا تملك أمريكا من شأنها شيئا وهي ثورات شعبية وبقرار شعبي ولكنهم كأعجاز النخل الخاوية إذ يظنون أن كل صيحة عليهم.
    رحلة التسول التي قام بها وفد الجامعة العربية إلى واشنطن من أجل تقديم التنازل عن حق الشعب الفلسطيني. هذا الحق الذي لا يملكه هؤلاء المتنازلون، بل هو حق يملكه فقط الشعب الفلسطيني الذي يرفض المبادرة العربية التي أُعلنت في القمة العربية في بيروت عام 2002، وزاد رفضه بعد محاولة إحياء هذه المبادرة الميتة من خلال مجاراة موقف عباس والموافقة على مبدأ تبادل الأراضي الذي توافق فيه مع اولمرت خلال رحلة التفاوض معه قبل صعود نتنياهو الذي رفض التعامل مع أية اتفاقات توصل إليها الطرفان.
    اليوم يجري الحديث بين الكيان الصهيوني ووزير الخارجية الأمريكي جون كيري حول مشروع الاعتراف بيهودية الدولة من قبل الدول العربية تحت أكذوبة قطع الشجرة التي صعد عليها نتنياهو من أجل النزول والانخراط بالعملية السلمية، ولن استغرب أن يوافق وفد الجامعة العربية وعلى رأسهم محمود عباس الذي لمح منذ زمن إلى أن من حق الكيان أن يسمي دولته ما يريد، ولن يتردد عباس ومن خلفه الجامعة العربية في الموافقة على طلب الإدارة الأمريكية بالاعتراف بالكيان الصهيوني وفق حل الدولتين، على أن يكون الكيان دولة يهودية وهذا ما يشكل خطرا على الفلسطينيين الذين يعيشون في فلسطين المحتلة والمقدر عددهم بمليون ونصف المليون فلسطيني ويؤدي إلى اكبر عملية ترحيل جماعي ( ترانسفير ) وفق هذا الاعتراف العربي بيهودية الدولة وان ليس من حق غير اليهودي من العيش في دولة يهود وطالما أن هناك دولة فلسطينية وعلى الفلسطينيين الذهاب إلى دولتهم وترك اليهود يعيشون على أرضهم في دولتهم وفق حل الدولتين القائم على دولة يهودية لليهود وأخرى للعرب الفلسطينيين وفق القسمة الرقمية التي طرحها عباس في خطاب الجمعية العامة للأمم المتحدة في خطابه الأخير الذي حدد فيه المساحة الجغرافية للدولة الفلسطينية في 22% من مساحة فلسطين التاريخية وللمغتصب 78% مع إمكانية إجراء تبادل للأراضي لأنه يتفهم الواقع الموجود على الأرض!.
    على مدى خمسة وستين عاما لم تتمكن دولة الاغتصاب ومساندوها من الحصول على هذا الموقف العربي وهم يحاولون الآن الحصول على هذا التنازل الأولي لأنه سيتبعه تنازلات من قبل من لا يملك لمن لا يستحق ترسيخا لوعد بلفور الأول وخلق وعد بلفور ثان عربيا أسوأ من الأول، خاصة أن أمريكا تصارع الزمن لفرض أمر واقع معترف به لهذا الكيان الذي لا مكان له على هذه الأرض؛ ولكن طالما أن أهله قبلوا به والنظام العربي القائم يقبل به هذا يعني أن ما تقوم به الإدارة الأمريكية هو زيادة عمر هذا الكيان لسنوات أكثر مما يتوقع؛ ولكن هاجس الزوال يسيطر على قادة الاحتلال وتشعر به أمريكا فالصراع ليس على حدود بل على وجود، وهذا الوجود للكيان الصهيوني ليس وجودا منطقيا ولا تاريخيا ولا سياسيا بل هو طارئ سيزول بزوال العوامل التي أوجدته.


    في ذكرى النكبة نقول أن فلسطين لا تقبل القسمة وهي حق كامل للشعب الفلسطيني الذي لازال يدفع ثمن تمسكه بأرضه وحقوقه وبالشهداء والدماء والأسرى ويتحمل التشريد والتعذيب والتهجير ليس حبا في العذاب أو الألم بل من أجل تحرير الأرض وطرد الغاصب وعودة الإنسان لإقامة الدولة على كامل الحدود المعروفة تاريخيا وجغرافيا وسياسيا وسؤال أطرحه اليوم وطرحته أمام الكثير من الصحفيين والباحثين والسياسيين الأوروبيين ممن قابلتهم خلال الفترة القريبة عندما يسألون عن دولة الاحتلال وأين ستذهب إذا كان كل فلسطين للفلسطينيين، أقول لهم: أسألوا التاريخ والأوراق السياسية والمعاهدات الدولية قبل قيام الكيان الغاصب هل كان لهذا الكيان وجود؟ إن هذه الأرض لا تعرف اسما لها إلا اسم فلسطين وهذا يعني أن ما يسمى بـ (إسرائيل) هو اسم طارئ وليس هذا مكانها وأن فلسطين للفلسطينيين وليست قابلة للقسمة بين دولتين ويجب أن تعود لأهلها.

    أحداث القدس.. والأمة
    حسن أبو حشيش /فلسطين اون لاين
    ما أكثر المُتشدقين قولًا ونثرًا وخطابة في موضوع القدس, وما أكثر المؤتمرات حولها!! ولسان حالنا يُعبر عن المثل الشائع ( أشبعته ضربًا وحاز بالإبل ) فنحن ملأنا الفضاء صراخا وأبحاثا وتبرعات مالية حبر في شيكات.. والاحتلال يوميًا يحرق أوراق ويفرض وقائع, ويجهز نفسه (للضربة القاضية) فهو يُمهد الآن بحركات استعراضية يوميًا في المسجد الأقصى عبر الاجتياحات والاقتحامات والإغلاقات وقرارات المنع.
    لا أستطيع أن أتجاهل التطور النوعي في موقف مجلس النواب الأردني الذي قرر في جلسته الخاصة طرد السفير الصهيوني كرد فعل على سياسات الاحتلال الأخيرة في القدس, وهو حسب متابعاتي للإعلام في جدال مع الحكومة كي تطبق هذا القرار لأن صفته تشريعية وليس تنفيذية, كما لا يمكن تجاهل موقف مجلس الشورى المصري الذي قرر هو الآخر في جلسة تم عقدها خصوصا لمناقشة الأوضاع في القدس, وينتظر تطبيق القرار من الحكومة.
    الواقع يقول إن شيئا ما تحقق, فهذه مواقف كانت حكرا على المستوى الشعبي, ومطالبات من بعض النواب والهيئات البرلمانية, ولكنها اليوم باتت تمثل البرلمانات بكل ألوانها الحزبية والفكرية والسياسية, لكنها بداية غير كافية مع سرعة قطار المؤامرة, ولا تجدي إذا ما توقفنا عندها بدون فعل, وإذا ما تطورت إلى حالة رأي عام جارفة تردع الاحتلال.
    إن موقف النواب في الأردن ومصر يُضاف إلى موقف العلماء برئاسة الشيخ الجليل يوسف القرضاوي, وموقف الشعوب والأحزاب, وإن علينا تراكم هذه المواقف لنواكب سياسة الاحتلال ونواجها ونوقفها قبل أن تكون الكارثة ويُهوَّد الأقصى ويُقسَّم, وتذوب المدينة وتُجدد نكبته الممتدة أكثر من 45 عاما. وفي هذا الصدد نثمن ونقدر المدافع الأمامي عن القدس والذي هو أول من علق الجرس, إنهم شعبنا في الأراضي المحتلة عام 48م برئاسة شيخ الأقصى رائد صلاح، الذي قدم من صحته وحريته وحياته الكثير وهو يُدافع مع إخوانه عن المسجد الأقصى. وفي الوقت الذي نُحذر فيه من تحركات ميدانية للعصابات الصهيونية, فإننا نحذر من تحركات سياسية مشبوهة للنيل من المدينة, والاعتراف للعدو بحقه فيها, من بوابة الأمر الواقع والمفاوضات وأي مشاريع تسوية. إننا نؤكد أن القدس بتاريخها وجغرافيتها وشعبها ستبقى محور الصراع وقبلة المقاومة الشاملة, ومحط فخر واعتزاز لكل من يقدم في سبيلها لتتحرر وتعود لنا معززة مكرَّمة.




    كيف ضاعت فلسطين؟
    أيمن أبو ناهية /فلسطين اون لاين
    أسرار النكبة عميقة الغور تمتد جذورها عبر حدود فلسطين، وتتصل في كثير من أسبابها بما وراء كواليس السياسة العربية من أسباب وملابسات أدت بدول الجامعة العربية السبع آنذاك إلى الفشل والهزيمة، وشعب فلسطين إلى التشرد.
    ومنذ النكبة إلى يومنا هذا يقف اللاجئ الفلسطيني البريء وراء حدود الوطن، ويتساءل والألم يُدمي صدره، والحسرة تأكل قلبه، ودموع المتباكين تنكأ جراحه؛ السؤال نفس الذي يردده كل جيل جديد من اللاجئين: "كيف ضاعت فلسطين؟!".
    أعلن الفلسطينيون نكبتهم المشؤومة بعد إعلان إقامة "الكيان الصهيوني" الذي يسمى (إسرائيل)، في عام 1948م، الذي أقيم عنوة وبالإكراه على الأراضي الفلسطينية التي سلبت من أصحابها العرب الفلسطينيين الشرعيين، مرتكزًا بقوة على قرار التقسيم رقم (181) الصادر عن الأمم المتحدة في عام 1947م، المسبوق بوعد وقرار تآمري تاريخي لمصلحة اليهود المبعثرين في العالم من قبل بريطانيا العظمى آنذاك، وهو الوعد المشئوم الظالم "وعد بلفور"، الذي أعطى به "الحق من لا يملكه لمن لا يستحق"، وكانت بريطانيا المسيطرة والمهيمنة على قرار الشرعية الدولية من خلال استعمارها لمعظم دول العالم، ومنها فلسطين، والمسيطرة على مقدرات الدول الاقتصادية، وبالتالي المهيمنة على القرار السياسي لها لمصلحة الإستراتيجية الإنجليزية والصهيونية المتنفذة فيها، وبغياب الوجود والقرار العربي بالنضال والصمود والتحدي، وذلك إما بسبب وقوع معظم الدول العربية تحت الاحتلال البريطاني أو الفرنسي المباشر، وإما نتيجة ضعف الأنظمة المستقلة حديثًا، الأمر الذي جعل تلك الدول _وفي الحالتين_ إما مسلوبة أو ضعيفة الإرادة، ما جعل تأثيرها على الدول النامية ودول العالم الثالث وعلى مراكز صنع القرار الدولي ضعيفًا أو معدومًا، أما الشعوب العربية فقد كانت مقهورة تناضل من أجل الحصول على حريتها المسلوبة من الاحتلالات الأجنبية القمعية الراغبة في إذابتها وطمس حضاراتها، أو محبطة من بعض الحكومات الضعيفة التي أدارت معارك الاستقلال، ونجحت بالوصول والإيصال إليه بفعل ضغوط الاستعمار البريطاني أو الفرنسي الكبير عليها، ما جعل القضية الفلسطينية في المحور التالي لاهتماماتها، مع أن أغلب الحركات الثورية في الوطن العربي مع نضالها الوطني كانت قد وجهت الشعوب العربية للانتباه إلى الخطر الصهيوني القادم من الغرب على القضية الفلسطينية والأمن القومي العربي جميعه، وقد كان من أهم هذه الثورات العربية الحديثة التي ركزت في نضالاتها السياسية مع الإنجليز لمصلحة القضية الفلسطينية الثورة العربية الكبرى الوطنية القومية، التي انطلقت من مكة حاضرة العرب والمسلمين بقيادة الشريف الهاشمي الحسين بن علي، وخطت لنفسها من خلال البعد العربي القومي هدفًا عنوانه المطالبة بالحرية والاستقلال لكل الشعوب والأراضي العربية والعمل من أجله، إضافة إلى الثورات العربية الأخرى اللاتي أخذت طابعًا وطنيًّا ضيقًا في أقطارها المستهدفة من الاستعمار المباشر؛ لتحرير أوطانها وتأمين استقلالها وشعوبها.
    فهل خضع الشعب الفلسطيني لهذه الأسباب ورفع الراية البيضاء؟، فالشعب الفلسطيني لم يرض في أي حال من الأحوال من اليوم الأول بوجود الانتداب البريطاني، ووقف كأسد يزأر في وجهه مقدمًا الشهداء تلو الشهداء، مدافعًا عن وطنه ومقدساته بثوراته المتعددة، ولو أنها كانت في الأغلب تفشل بسبب ملاحقة الانتداب، أو كانت ثورات مقطعة الأوصال أو محدودة التأثير سياسيًّا، أو محدودة الأهداف وطنيًّا ومحدودة المشاركات جماهيريًّا، وكما هو معروف إن أكثر هذه الحركات أو الثورات التي اجتاحت فلسطين قبل عام 1948م كان قد تزعمها في الأغلب قادة عرب من غير العرب الفلسطينيين، الذين كان لصدقهم وانطلاقاتهم الثورية من قوميتهم أثر سلبي على استمرارية أكثرها وديمومتها، ومنها ثورة الشيخ المجاهد عز الدين القسام عام 1936م التي ببدايتها بدأت ثورية جماهيرية، وكانت القيادات الفلسطينية فيها من الصف الثاني، لكنها حجمت وقزمت وضاقت أهدافها بعد استشهاد قياداتها أو انسحابها إلى بلادها، وكلٌّ لها أسبابها، وتحولت بقدرة قادر وفعل فاعل من جماهيرية إلى ثورية فصائلية (والمقاربة هنا ليست كالفصائلية الثورية الحالية حركات وتنظيمات، بل بمعناها الضيق فصائل جهادية من قائد فصيل، أو مجموعة مشكلة من بضع ثوار مختلفين الرؤى والأهداف والإمكانيات والمرجعيات، وإن كانوا متقاربين البلد أو العشيرة والعائلة) وأكثرها من أجل تحقيق رؤى وأهداف ومصالح لأكثر القيادات الأسرية أو الفئوية المختلفة والمتخاصمة التي قادت أكثر هذه المجموعات المسلحة، وأعتقد أن تلك الثورات لو بدأت مع قوتها واستمرت بقادة أساسيين من الوطنيين الفلسطينيين مع قلتهم وتوحدهم تحت راية جهادية واحدة؛ لاستمرت ونجحت في تحرير فلسطين، أو على أقل تقدير لاستطاعت أن تغلق الأبواب أمام الهجرة اليهودية التي بدأت في أواخر القرن التاسع عشر، إذ قال ماكس نوردو (مساعد هيرتزل) عن فلسطين: "العروس جميلة جدًّا، ومستوفية لجميع الشروط، ولكنها متزوجة فعلًا".
    إذن، من هو المسؤول عن نكبة الشعب الفلسطيني وإقامة (إسرائيل) على أنقاضه؟!
    المسؤولية يشترك فيها الجميع، فكان من مصلحة بريطانيا أن تعطي "وعد بلفور"، وكان من مصلحة أميركا وروسيا أن تعملا على تقسيم فلسطين فيما بينهما، وأن تعدا الأكثرية اللازمة من الأصوات لإقراره في هيئة الأمم المتحدة.
    وإن بريطانيا التي كانت الحرب العالمية الأولى قد أنهكتها ماليًّا وعسكريًّا، وكان عدوها لا يزال قويًّا جدًّا؛ كانت بحاجة إلى نفوذ اليهود في أميركا لا لإقراضها مئات الملايين فحسب، بل لإدخال أميركا بكل إمكانياتها إلى الحرب، وقد حققت مصلحتها المشتركة بإخراج بريطانيا من هذا الجزء من العالم، ثم كانت لكلٍّ منهما مصلحة أخرى.
    فمصلحة أميركا هي في الأصوات الانتخابية التي يملكها يهود أميركا، والواقعون تحت نفوذهم.
    أما مصلحة روسيا من إقامة دولة لليهود في بلاد العرب فهي لتغذية هذا القلق والاضطراب الدائم والمستمر في هذه البلاد؛ لكي تستطيع أن تتدخل، وها هي قد نجحت، أما فرنسا فكانت أول دولة قد فتحت شهية الصهاينة لإنشاء وطن لهم، ومعروف أن نابليون هو أول زعيم مسيحي غربي دعى اليهود إلى التوجه نحو فلسطين لإنشاء وطن قومي لهم، وقد ساعدهم في الهجرة الأولى عن طريق حملته إلى المنطقة العربية وفلسطين، وكان يرمي إلى تخليص الفرنسيين والأوروبيين من أذاهم، ولم ينقطع دعم فرنسا للكيان الصهيوني حتى الآن.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 256
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-07, 11:14 AM
  2. اقلام واراء حماس 254
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 10:56 AM
  3. اقلام واراء حماس 253
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 10:55 AM
  4. اقلام واراء حماس 252
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 10:55 AM
  5. اقلام واراء حماس 251
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-04, 10:54 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •