اقلام واراء اسرائيلي
481
12/11/2013
في هــــــذا الملف
الذرائع الايرانية لدعم نظام الاسد
بقلم: أفرايم هليفي،عن يديعوت
أميركا تدير لنا ظهرها
بقلم: اوري اليتسور ،عن معاريف
لنتصرف مع المهاجرين بانسانية
بقلم: اسرة التحرير،عن هآرتس
هنود الشرق الاوسط
بقلم: عاموس جلبوع،عن معاريف
اليسار الاسرائيلي وليبرمان
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
بلدة يهودية على أنقاض قرية بدوية
بقلم: شيرلي سايدلر،عن هآرتس
لقاء قابل للانفجار حول ‘جبل الهيكل’
بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
حرب كلمات مع واشنطن
بقلم: ايتمار آيخنر،عن يديعوت
الذرائع الايرانية لدعم نظام الاسد
بقلم: أفرايم هليفي،عن يديعوت
”قبل بضعة ايام من نشوب الصدام بين اسرائيل والولايات المتحدة في مسألة الاتفاق النووي الايراني شاركت في مؤتمر دولي في اسطنبول لعب فيه دور النجوم الرئيس التركي ووزيرا خارجية ايران وتركيا كخطباء في الجلسة الافتتاحية. في أربعة ايام المؤتمر أطلق الايرانيون، الروس، السوريون، المصريون، الفلسطينيون مواقفهم في جملة مواضيع تتعلق بالشرق الاوسط. كما أن الصينيين والكوريين الشماليين كانوا هناك ايضا. كنت واحدا من بين دزينة اسرائيليين في المؤتمر.
‘الشخصيات التي القت كلمات في المؤتمر كادت لا تذكر في محاضراتها اسرائيل خيرا كان أم شرا. الرئيس التركي عبدالله غول، الذي قد يتنافس في المستقبل امام رئيس الوزراء اردوغان على قيادة الدولة، عرض مواقف قريبة جدا من مفاهيم اسرائيل في كل ما يتعلق بالامن الاقليمي.
‘وزير الخارجية الايراني محمد ظريف دعا في محاضرته الى تبني فهما جديدا في مجال الامن الاقليمي. مؤكدا أن ثمة تعلق متبادل بين الدول، والامن مرة اخرى ليس ‘لعبة مبلغها الصفر’. انتهت الايام التي كان فيها أمن دولة ما يتحقق على حساب امن دولة اخرى.
وأضاف الوزير أن ‘مسألة النووي الايراني يجب أن تحل دون استخدام للقوة. والامر يوجد في متناول اليد، وذلك لان ايران هكذا يدعي الوزير لا تعنى بتطوير نووي عسكري. استخدام السلاح يتعارض والفكر الاسلامي، والزعيم الروحي الاعلى لايران، خمينئي نشر فتوى بهذه الروح.
‘لقد اوضح وزير الخارجية ظريف بان رغبة ايران في المفاوضات هي رغبة حقيقية، وبالاساس سريعة. وذكر استطلاعات الراي العام التي تبين أن 75 في المائة من مواطني الولايات المتحدة يؤيدون هم ايضا الحل الدبلوماسي لمسألة النووي. وكل ما على الرئيس اوباما أن يفعله هو أن يحول هذه الاغلبية المتماسكة الى فعل قيادي. صحيح، توجد مشاكل داخلية في الولايات المتحدة، وعلى الرئيس أن يواجه رجال ‘حفلة الشاي’ الكفاحيين، ولكن هذا ليس من شأن ايران. هذه مشكلة قيادية. بالمناسبة، لايران ايضا توجد مشاكل داخلية ‘حركة حفلة الشاي’ الخاصة بها.
‘يعرف ظريف جيدا بان الادعاء بان ايران لا تسعى الى القنبلة بعيد عن الواقع. ولكن اطلاق هذا الموقف المختلف كان متوقعا. وما كان ليختار مثل هذا المحفل كي يعترف بجرائم بلاده. فالبنية الفكرية الايرانية جاءت، ضمن امور اخرى، للاشارة الى انه في الواقع العالمي الجديد الكل متساوٍ والكل متعلق الواحد بالاخر.
الملاحظة بشأن الحاجة الى القيادة تأتي للاشارة منذ الان الى المذنب في الفشل المحتمل للمفاوضات في جنيف: انعدام القيادة من جانب الرئيس اوباما. وهكذا تمكن وزير الخارجية الايراني من توجيه الحجة المركزية في الجمهور الامريكي ضد الرئيس القائم.
‘لقد اثار الموضوع الفلسطيني اهتماما قليلا جدا في المؤتمر. فالايرانيون، الذين درجوا دوما على سكب دموع التماسيح على مصير اخوتهم الفلسطينيين المر ليبرروا بذلك تدخلهم في المنطقة صمتوا صمتا مطبقا وكادوا لا يتواجدون في هذه المداولات.
ليس هكذا عندما طرح على البحث ما يجري في سوريا. فقد شدد المتحدثون الايرانيون، ومعظمهم أن لم يكونوا كلهم ذوو مكانة في بلادهم ومن الموالين للحكم، على ان الحاجة لضمان نفوذ ايران في سوريا هي حلقة مركزية في سياستهم الاقليمية. سوريا حيوية لايران ليس فقط بسبب موقعها المركزي في سلسلة دول الهلال الخصيب بل وايضا كمعبر ضروري نحو الشيعة في لبنان. وقال المتحدثون الايرانيون صراحة بان تواجد بلادهم في سوريا في شكل وحدات الحرس الثوري والى جانبها شبكات استخبارية واسعة وناجعة يأتي لردع اسرائيل من مهاجمة ايران وشددوا بان ليست لديهم نوايا عدوانية. والحفاظ على العمود الفقري لحكم الاسد، كما اعترف مندوبو طهران هو مصلحة ايرانية حيوية. انهيار الحكم ووضع الفوضى التي ستأتي مكانه مثابة مصيبة لايران. ‘لقد قيلت الامور كما هي. المبرر الفلسطيني اختفى تماما، هذا لعلم مقرري السياسة في اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
أميركا تدير لنا ظهرها
بقلم: اوري اليتسور ،عن معاريف
كان بودي أن أجمع اليوم من جديد في مباني الامة الطلاب الذين هتفوا هناك لاوباما بحماسة العاطفين المتزمتين قبل بضعة اشهر كي أرى فقط اذا كانوا الان يفهمون بانه خانهم. ‘انتم لستم وحدكم’، زأر على المنصة المقدسية، فوقف الشباب الاسرائيليون على كراسيهم من شدة الحماسة. وها نحن وحدنا.
‘لقد وعد اوباما بان يقف معنا في وجه الخطر الايراني، وهو الان يركلنا ويعقد صفقات مشكوك فيها مع روحاني وخاتمي. لقد وعد اوباما بالكلمات الاكثر وضوحا وبالنبرة الاكثر حزما، في أنه لن يكون لايران سلاح نووي، وبات الان شبه واضح أنه سيكون لها. كل الخيارات على الطاولة، قال الرئيس الامريكي المرة تلو الاخرى، بما في ذلك الخيار العسكري. والان بات واضحا بانه لا يوجد أي خيار عسكري على الطاولة. الخيار العسكري الامريكي ادخله اوباما الى جهاز التجميد، والخيار العسكري الاسرائيلي نجح اوباما ومبعوثوه في خصيه. لقد نجحوا في أن يجندا وأن يربطوا في عجلتهم بضعة عشرات من الاسرائيليين الطيبين المعجبين بامريكا، بمن فيهم رجال أمن كبار، صحفيون شديدو التأثير وسياسيون ايضا. لم يكونوا يحتاجون لاكثر من بضع عشرات من الاشخاص خلقوا معا كتلة حرجة كبحت الخيار العسكري الاسرائيلي.
‘لا ادري كيف عملت عمليا آلة النفوذ الامريكية على هؤلاء الاشخاص. بمعنى من تلقى مكالمة من مسؤول في الادارة، من دعي الى مؤتمر هام، من تلقى حديث خلفية واطلاع منحه أهمية ومكانة في منظومته. انا واثق انه لم يقل احد لاي منهم: ‘تعالوا اخدموا المصلحة الامريكية’. بل العكس المحادثون الامريكيون اغدقوا على اسرائيليين الثناء على حرصه على مصلحة بلاده وعلى احساسه بالمسؤولية عن مصيرها في ضوء عدم الثقة بتذكير نتنياهو وايهود باراك. وزرعوا فيهم احساس الامن في ‘انتم لستم وحدكم’. وبدلا من اتخاذ خطوات متهورة ومحملة بالمصائب، اعتمدوا علينا. نحن سنقوم بالمهامة. كيف اعرف كل هذا؟ هم قالوا هذا، الاسرائيليين الطيبين. بعضهم تباهى علنا بعلاقاته مع ‘مصادر امريكية رفيعة المستوى’، آخرون سمحوا لنا بالفهم بطرق اخرى بانهم ينتمون الى النخبة التي تتجول احيانا في شوارع واشنطن دي.سي . اذا كان الخيار هو بين القنبلة والقصف، اتفق الجميع، واضح انه من الافضل قصف منشآت النووي وعدم السماح للايرانيين بتطوير قنبلة ذرية. ولكن قال لنا الجميع بنبرة الحكماء والخبراء والمسؤولين، هذه ليست المعضلة. نحن لسنا وحدنا. محظور علينا أن نقفز الى الرأس وامريكا وراءنا. اتركوها تقوم بالمهامة. اقرأوا الصحف من الصيف الماضي، والتي لم تغلف بها بعد الاسماك. الكل يقول هذا. في نهاية المطاف، بتأثير الاسرائيليين الطيبين، الذين جندوا في خدمة المصلحة الامريكية، ازيل التهديد الاسرائيلي.
‘وما أن ازيل التهديد الاسرائيلي، حتى وهنت كل السلسلة. من العقوبات وحتى التهديد العسكري الامريكي، كل شيء اصبح زائفا؛ الاوائل الذن استوعبوا هذا هم الايرانيون والذين دون خجل يعرضون على القوى العظمى نوعا من الصفقة الاستعمارية المعاكسة خذوا ملضومات من الزجاج واعطونا الذهب الصافي.
والسؤال الوحيد الذي لا يزال هاما وذا صلة هو هل ايها الطلاب الاسرائيليون الاعزاء تعلمتم الدرس للمستقبل على الاقل؟ هل ايها الصحفيون الاسرائيليون الكبار، رؤساء الموساد والجنرالات الكبار، الاسرائيليون الطيبيون والاعزاء هل الان على الاقل تفهمون أنهم استخدموكم وشغلوكم ضد مصالح اسرائيل؟
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لنتصرف مع المهاجرين بانسانية
بقلم: اسرة التحرير،عن هآرتس
نجت الدولة بصعوبة الاسبوع الماضي من تحقير المحكمة، في أعقاب ما بدا كمحاولة تذاكي في التعاطي مع قرار المحكمة الذي رفض التعديل على قانون منع التسلل. غير أن البديل عن القانون المرفوض، والتي تسعى الحكومة الى سنه، يحقر سواء قرار المحكمة أم حكومة اسرائيل نفسها.
يمكن الموافقة على موقف الحكومة في أن هناك حاجة الى تقليص عدد المهاجرين الوافدين الى اسرائيل، وان كان يمكن تصور ان دولة مع تاريخ كدولتنا، ستتخذ نهجا أكثر عطفا تجاههم. ما لا يمكن الموافقة عليه هو اتخاذ اساليب غير دستورية وغير انسانية لتقليص عدد الوافدين. مذكرة القانون الذي ترغب الحكومة في سنه، ليس فقط لا يستوعب قرار المحكمة في كل ما يتعلق بالمهاجرين الجدد، بل ويسمح بالادخال الى منشأة مفتوحة بادارة مصلحة السجون حتى من يوجد منذ الان في اسرائيل.
منشأة الوقوف المفتوحة التي ستديرها مصلحة السجون، والتي يلزم المهاجرون، بمن فيهم اولئك الذين يتواجدون في اسرائيل منذ الان، المبيت فيها بل والامتثال امامها ثلاث مرات في اليوم ليست سوى منشأة حبس باسم آخر، والحبس فيها لن يكون ايضا محدودا بالزمن.
حكومة بنيامين نتنياهو السابقة أقامت الجدار على حدود مصر، الامر الذي أدى الى انخفاض شديد في عدد المهاجرين الذين يحاولون الدخول الى اسرائيل. ولكن رئيس الوزراء يعتقد ان ليس فقط الجدار أدى الى هذه النتيجة بل وايضا الحبس حسب القانون الذي رفضته محكمة العدل العليا. وسواء كان للقانون تأثير أم لا، فلا يمكن لاسرائيل أن تتخذ خطوة غير دستورية، بل وتتعارض والتزاماتها الدولية بحكم ميثاق اللاجئين للامم المتحدة والذي هي طرف فيه.
لقد امتنعت اسرائيل من أن تفحص بشكل تفصيلي استحقاق كل مهاجر لان يعتبر لاجئا. بل واعطت حماية شاملة للمهاجرين من ارتيريا ومن السودان ولكنها تمنعهم من العمل أو من اقامة مصالح تجارية، وتمنعهم من تحويل الاموال الى عائلاتهم الامر الذي يجبرهم على تجاوز القانون. ولا غرو أنه في مثل هذه الظروف تنشأ الظواهر التي يشكو منها سكان جنوب تل أبيب. ت
على اسرائيل أن تغير نهجها. فالجدار يمنع دخول مهاجرين جدد، ولكن مع اولئك الذين يتواجدون في اسرائيل منذ الان يجب التعاون حسب قيم اليهودية والديمقراية، والسماح لهم بالعمل والتمتع بالحقوق الاساس بحيث يتمكنوا من العيش هنا في ظروف انسانية الى أن يتمكنوا من العودة الى بلادهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
هنود الشرق الاوسط
بقلم: عاموس جلبوع،عن معاريف
‘في نهاية الاسبوع أعطى جون كيري مقابلة علنية لمراسل فلسطيني ومراسل اسرائيلي. استمعت لكل اقواله، بل وعدت وقرأتها. وقد ذكرني بواعظ مسيحي يصف لرعيته جنة عدن التي تنتظرهم وتنتظر كل المنطقة في حالة تحقيق اتفاق سلام ويهدد بعضهم بانهم سيصلون الى جهنم متلظية في حالة عدم تحقيق اتفاق. لماذا لبعضهم فقط؟ لانه هدد فقط قطيعنا في دولة اسرائيل: ستندلع ‘انتفاضة ثالثة’، ستكون فوضى؛ ستزداد عزلة اسرائيل في الساحة الدولية؛ وبشكل عام، كل العالم العربي سيتجه نحو العنف ضد اسرائيل. وفي نفس الوقت امتنع عن كل تهديد بالجحيم على رعايته الفلسطينية.
‘في الماضي ايضا اكثرت مصادر امريكية رفيعة المستوى اخرى من تهديد اسرائيل بتوقعات الكارثة كهذه أو كتلك، اذا لم تتصرف مثلما يريد ‘العم سام’. وقد تميز في ذلك كيسنجر، ولكن حسب افضل ذاكرتي لم ترد الاقوال علنا بل وفي اسرائيل. قيلت في الاحاديث المغلقة، في غمرة الجدالات، او في التسريبات لوسائل الاعلام. صحيح في الماضي عندما كان وزير خارجية امريكي يلقي كلمة على الملأ، كان العالم يستمع اليه كأقوال النبي عاموس: ‘الاسد زأر فمن لا يخاف؟’ وفي السنوات الاخيرة تحول الزئير الى عويل؛ والواقع أن هذا هو حال كيري عشية الثورة في سوريا بالغ في الثناء على الاسد وهو الذي كان أيضا من صب النار والرصاص على ذات مجرم الحرب الذي يميت بالغاز شعبه، وفي الغداة اعطاه اذنا غير محدود بالزمن لمواصلة اماتة شعبه بالطائرات وباقي ادوات القتل ولكن مع ذلك، لماذا لم يوازن بعض الشيء ‘تهديداته’ ولم يكلف نفسه الوعد للفلسطينيين ببعض النار من الجحيم المتوقعة لهم ايضا؟
إذن ها هي اربع ملاحظات حول جوهر الامر: الاولى، عندما يتنبأ كيري، كآخر المحللين الصغار بـ ‘انتفاضة ثالثة’، فماذا يقصد؟ لا أدري ما يوجد له في الرأس، واذا كان على الاطلاق قدم لنفسه الحساب عما هو متوقع. الواضح هو أنه جاء ليهدد بعنف فلسطيني قاسٍ، يتجاوز الزجاجات الحارقة، السكاكين وباقي أنواع العنف ‘البارد’ الموجود الان. برأيي، التفسير المنطقي هو أنه يعترف بذلك أن العنف هو جزء بنيوي في الدي.ان.ايه للفلسطينيين بشكل خاص والعرب بشكل عام. فهو ينظر حوله ويرى العنف يعربد تقريبا في كل قطعة طيبة في الشرق الاوسط.
‘ومن هنا الى الملاحظة الثانية. كيري يقبل هذا كفرضية أساس ويوافق على أنه عندما لا يحقق الفلسطينيون ما يريدون فانهم يتوجهون الى العنف. هذا هو النهج الغربي العنصري والمتعالي الذي لا يهمه على الاطلاق حين يقتل العربي عربيا ولا حين يقتل يهوديا. ولكن الويل لليهودي اذا ما قتل عربيا. في اقواله هذه يشجع كيري فقط الفلسطينيين على تصليب مواقفهم في المفاوضات وعلى الاكثار من العنف. ‘
والملاحظة الثالثة. مشوق أنه في اثناء المقابلة تناول كيري قطاع غزة كـ ‘دولة’ عنف بحد ذاتها، تشبه لبنان، وغير مرتبطة على الاطلاق برؤيا السلام لديه. كيف سيربطها بالاتفاق؟ ولا كلمة.
وملاحظة أخيرة تتعلق بنا. الانطباع الناشىء من المقابلة هو أن كيري يتعامل معنا كما يتعامل مع ‘الاطفال’ الهنود الذين ينبغي تعليمهم ما هو خير لهم وما هو شر لهم، ويعرف أنه دوما سيجد يهودا يصفقون له. لباب مشكلتنا هو أننا لا يمكننا أن نصرخ في وجهه: انصرف! نحن متعلقون اكثر مما ينبغي بالولايات المتحدة ونحتاج لها، وحذار ان ننسى ان كيري أيضا لا يمثل، حاليا، كل الولايات المتحدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
اليسار الاسرائيلي وليبرمان
بقلم: اسحق ليئور،عن هآرتس
إن ارتفاع افيغدور ليبرمان السياسي الى منزلة زعيم قومي بلغ ذروته في انتخابات 2009. فلم يكن نحو من نصف الـ 400 ألف من ناخبيه ‘روسا’. وكانت حملة قتل حكومة اولمرت، أعني ‘الرصاص المصبوب’ هي التي رفعت مستوى الدم الى ارتفاعات فظيعة. إن الانقضاض العسكري بدعم من تقدير اعلامي محا المعارضة، وزاد في قوة الأبواق. وتحول ليبرمان الى مُستحث على ‘مزيد من الدم’ وفاز.
وقد عرف لحدة ذهنه كيف يكسب من آن لآخر قلب المعسكر المعتدل ايضا الذي يتمنى دائما بكسل سياسة الطبقة الوسطى ‘إلها من الآلة’: الولايات المتحدة أو اوروبا أو ‘ديغول اسرائيليا’. وقد حدد نفسه بأنه يستطيع لو أُتيح له أن يكون ‘معتدلا’. وقد قال لصحيفة ‘هآرتس′ قبل سنوات حينما كان ما زال يوجد هنا يسار: ‘لا أريد جبل المكبر والولجة؛ فليدفع إليهم أبو مازن رسوم تأمين وطني’ (2/9/2005). وكأنه رب منزل يرمي بالسكان حينما يشتهي ذلك.
ولخصت مُجريات اللقاء ليلي غليلي قائلة: ‘إن المسألة السكانية موجودة هنا ايضا في داخل الخط الاخضر… وعلى هذا بالضبط يبني ليبرمان حينما يعرض خطته لتبادل الاراضي والسكان وأساسها نقل مئات آلاف العرب من مواطني اسرائيل الى الدولة الفلسطينية. إن عددا منهم كما في منطقة أم الفحم سيُنقلون مع اراضيهم وعدد آخر بغيرها’.
يمكن أن نستعرض أجندات مختلفة تبناها هذا الرجل مُنتهبا الى ما بقي من المجتمع السياسي. وما هو القاسم المشترك بينها جميعا؟ إنه تحريض سكان منقسمين يتحدون على ‘العدو’، الخارجي والداخلي. وليس هذا اختراعا له.
إن أحد الأخطار من قبل هؤلاء الزعماء موجود في صورة التذبذب بين الحماسة والمزاودة. واذا شئتم قلنا إن هذه هي خلاصة سياسة الزعيم الذي يُنشيء كتلة حزبية ويقرر لها برنامج عمل مع دعائي رفيع. ويجسد يئير لبيد وهو أقل فظاظة وأقرب الى أن يكون ‘منا’ الخطر نفسه لأنه لا يوجد حزب يقرر برنامج عمل بل توجد كتلة حزبية يُعينها الزعيم ويُبعد عنها كما يشاء ويُشبع الشهوة الاسرائيلية الى زعيم قوي ‘يصنع نظاما’، مرة واحدة والى الأبد.
إن الذعر من تبرئة ليبرمان يمكن أن يعلمنا شيئا ما عما بقي من اليسار. فقد أعلنت سيدة من اليسار في صفحتها في الفيس بوك بتأثر منشد في التاسع من آب (العبري): ‘قبل 18 سنة بالضبط نجح ممثل القومية اليمينية المتطرفة في القضاء على رئيس وزراء. واليوم أُغلقت الدائرة. وتم التحول من دولة رابين الى دولة إيفيت ليبرمان’. وما كانت هذه الحماقة النرجسية تستحق الاقتباس لولا أنها كانت تُكشف عن حالة مرضية. وأفرط متحدثون أكثر جدية من اليسار ايضا في ذعرهم. فهنا في هذه المعارضة لا يبحثون عن زعيم قوي بل عن عكس ذلك تقريبا. فهم يريدون أن يُبعد الزعيم مرة واحدة والى الأبد. هل بانتخابات؟ لا. هل بنضالات ميدانية يومية؟ لا. بالمحكمة لأن المحكمة كالعدل هي ‘منا’. وماذا يكون اذا برأت المحكمة؟ آنذاك سننهي الامر في الفيس بوك.
بعد قليل ستنتهي سنة 2013: والمستوطنات تتسع لتصبح كارثة تاريخية، والجيش يطلق النار مرة اخرى حتى على الفتيان الصغار، والسجون مليئة بالسجناء الفلسطينيين، وفي الوقت نفسه تُغرق الرأسمالية الاسرائيلية الأكثرية الصامتة في الفقر. وماذا عن اليسار؟ يأمل في نفاد صبرهم أمام الحواسيب والتلفاز، بمحكمة تُبعد لأجله زعيم اليمين لخيانته الأمانة. ويحسن أن نقرأ رد شيلي يحيموفيتش كي نفهم المفارقة. فهي التي رفضت الحديث عن القضية الفلسطينية في المعركة الانتخابية لأن السؤال كان يعاني ‘نبذاً’ صبغت بنغمتها ذعر العجزة مع التبرئة في المحكمة (ويجب لأجل المعادلة أن نذكر الاعلان السياسي الحكيم لميراف ميخائيلي).
إن توقع أن تُبعد المحكمة خصما سياسيا هو مرة اخرى توقع شخص ما يقوم بالعمل السياسي بدلا منك، مع كل المعاني المقرونة بمسائل الديمقراطية واستقلال المحكمة. إن هذا الكسل للطبقة الليبرالية التي أخذت تتقلص يقلق مثل التوق الى رجل قوي في اليمين.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
بلدة يهودية على أنقاض قرية بدوية
بقلم: شيرلي سايدلر،عن هآرتس
أقرت الحكومة امس اقامة بلدتين جديدتين في النقب، كسيف وحيرن، بخلاف المخطط الهيكلي القطري وفي ظل المعارضة في الشتات البدوي ومنظمات البيئة. فاقامة حيرن، على اراضي القرية غير المعترف بها ام الحيران، أقرت رغم أنه بعد عشرة ايام ستبحث المحكمة العليا في هدم القرية والاستئناف الذي رفعه السكان ضد أوامر الاخلاء التي تلقوها لا يزال قائما.
وقد احتج سكان القرية في اثناء جلسة الحكومة التي عقدت في كيبوتس سديه بوكر بدعوى التمييز. واعتقل متظاهرات، واوقف النائب السابق طلب الصانع للتحقيق.
‘وستقام حيرن كبلدة مجتمعية وستضم نحو 2.500 وحدة سكن. وسيتشكل سكان حيرن من نواة دينية وطنية من مستوطنة عالية، ومن عدة عائلات علمانية من ميتار والسكان الذين ينتظرون الصعود الى الارض يسكنون حاليا في حرش يتير جنوبي جبل الخليل.
‘وفي كسيف ستبنى نحو 12 ألف وحدة سكن، مخصصة أساسا للاصوليين بعد أن اشترت معظم اراضي مدينة حريش، التي اقيمت لغرض مشابه، جمعيات علمانية ودينية أو مستثمرون خاصون.
قرية ام الحيران، حيث نحو 500 نسمة، اقيمت في 1956 بقرار الحكم العسكري في النقب لاعطاء جواب لابناء العشيرة البدوية ابو القيعان الذين اخلوا من موقع سكنهم قرب كيبوتس شوفال، ومثل القرى غير المعترف بها، ليس فيها شبكات مياه وكهرباء. الحل الذي اقترحته الدولة على سكان القرية هو نقلهم الى البلدة البدوية الدائمة حورا. وعندما اراد بعض منهم امكانية شراء قطعة ارض في البلدة الجديدة، قيل لهم انها مخصصة للسكان اليهود فقط.
‘سليم ابو القيعان، من سكان ام الحيران، الذي شارك في مظاهرة أمس، قال ان السكان ينتظرون الان الحسم القضائي. ‘كل ما بقي لنا هو قبول قرار المحكمة، إذ ليس لنا القوة لمقاتلة الدولة. احساسنا هو أن الحكومة يزعجها كل تواجد لنا، وهم يحاولون عمل كل شيء لطردنا’. وعلى حد قوله، فان الانتقال الى حورا غير مطروح، لان السكان معتادون على السكن القروي.
‘أنا ابن 36 وولدت هنا’، يقول مقيم آخر هو رائد ابو القيعان. ‘لم يسبق أن غزونا الاراضي. نحن متجمعون حيثما قرر الجيش. كيف يمكنهم أن يبنوا بلدة جديدة على حطام بلدة اخرى؟’. وهو يصف حورا بانهم ‘مقبرة’ ويضيف: ‘اريد تعليما مناسبا لابنائي. فليعطونا الادوات، ونحن سنهتم بأنفسنا. كان بودي أن اكون جزءا من بلدة مثل حيرن، اقامة بلدة على أساس التعايش، وفي النقب توجد امكانية مثل هذا الامر ولكن الدولة تهملها. لقد احيق بنا ظلم كبير. ولا ادري الى أين سيؤدي هذا’. ‘
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
لقاء قابل للانفجار حول ‘جبل الهيكل’
بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
‘من شاهد هجوم رائد صلاح على اسرائيل في برنامج ‘بلا حدود’ على قناة ‘الجزيرة’، وتحول من هناك الى أخبار التلفاز الاسرائيلي، كان يمكنه أن يرى صورة مرآة شخص الضلالة نفسه وجماعته المتطرفة. فقد استُعرض على الشاشة نضال اعضاء كنيست غوغائيين لاحلال صلاة اليهود في جبل الهيكل. وما كان المشاهد المندهش ليستطيع ألا يفكر في صدام كارثي لنهاية الزمان بين الحماقة والغباء.
كلما كثر المحللون الهاذون لـ ‘علامات الساعة’، وحسَبَة نهاية الزمان، زادت احتمالات تحقق كوارث نهاية الزمان التي يعمل هؤلاء الهاذين على تحقيقها. وهم يرون أن علامات الساعة هذه تشهد على حوادث تُخل بنظام الكون السوّي في اتجاه نحو الخلاص أو الهلاك، ويتعلق ذلك بالمجنون المناوب وبالارادة الالهية. واذا كان التاريخ يجعل عددا من هؤلاء المجانين يتلاقون معا في نفس الزمان والمكان فان علم الاحصاء يشير الى احتمال عال لكارثة والى أن الحكم الهاذي سيتحقق حقا.
ومن المؤسف جدا أن التاريخ يُلاقي في هذه الايام بين متطرفين يهود ومسلمين. فالطرفان يُمسكان بقنابل موقوتة فتاكة ويدورون برؤوسنا وبنا في مسار صدام في المنطقة القابلة للانفجار في القدس، أعني جبل الهيكل (المسجد الاقصى). إن اللقاء المخطط له والفتاك بين الاسلاميين ونشطاء السلطة الفلسطينية على اختلافهم وبين الهوامش اليمينية للسياسة الاسرائيلية هو نتيجة مشروع مشترك لتحقيق ‘علامات الساعة’ الجديدة التي لا يعلم سوى الله كيف سنخرج منها. وعلى حسب سيناريو رعب هؤلاء المخططين، يوجب الخروج من الطريق المسدود فوضى مخططا لها تفضي الى تدخل الله فورا. وينبع المشروع المشترك في حقيقة الامر من الشعور بالازمة الشخصية الأنانية التي تنبض فيهم، وأعني الاسرائيليين والفلسطينيين على السواء. إن استعمال جبل الهيكل أداة تفجير فلسطينية واسلامية عامة متاحة قد نُفذ تنفيذا ناجحا نسبيا على يد عرفات حينما شعر بأن منظمة القتلة التي يسيطر عليها أخذت تتفكك من الداخل بعد اتفاق اوسلو.’
ويستعمل ورثته في السلطة الفلسطينية الذين يلعبون بعامل ‘الاقصى في خطر’ هذا التراث الآن في حين ينبشون رُفات ‘الرئيس الذي سُمم’ في محاولة لاحداث ثورة عالمية على اسرائيل. وأخذ ينشق الستار الدقيق لتمثيلية سلام السلطة الكاذبة في توالٍ يزداد، وتظهر منه في مظاهر كراهية عمليات قاتلة هي ثمرة التحريض في وسائل اعلامها. وهناك خبير آخر بكوارث آخر الزمان هو الشيخ صلاح الذي انخفضت أسهمه الشعبية هو ايضا مؤخرا بين الجمهور العربي في اسرائيل، وتضاءلت ثروة حركته التأليبية. فالعالم الاسلامي في صراع والحلم بالخلافة العالمية الاسلامية يبتعد. و’اخوانه’ في حماس محتجزون في قبضة الاستخبارات المصرية، وسُجن الرئيس مرسي الذي دعاه كما قال الى مصر للتخطيط لتحرير فلسطين والقدس من الصهاينة. وهو يقول إن السيسي أداة لعب يتعاون مع امريكا واسرائيل.’
إن حلم صلاح بالهجوم الاسلامي العام على الصهاينة قد طُوي في هذه الاثناء، وأُحبط حلم جمع الاموال الاسلامية لأجل الحركة الاسلامية التي يرأسها. ولم تعد تأليباته في المقابر والمساجد المهجورة في اسرائيل تعني أحدا، بل لا ينجح تأثيمه في محكمة اسرائيلية بالتحريض والافتراءات الدموية على اليهود في إثارة حماسة العالم الاسلامي. ويرفع ‘الشيخ المبتسم’ في يأسه مرة بعد اخرى قصة تآمر اليهود على الاقصى كي يكف المسلمون عن قتل بعضهم بعضا ويتحدوا حول رؤيا آخر الزمان الاسلامية ويتجهوا الى قتل اليهود ‘مُحرفي التوراة ومغتصبي فلسطين’.’
في الوقت الذي يؤمن فيه اليهود الأسوياء بأن الخلاص سيأتي في وقته، أي الوقت الذي قُضي وقُدّر في السماء، بدأ اعضاء الكنيست الذين يشتهون إثارة العامة، من اليمين، يزعمون أنه ينبغي تمكين اليهود من الصلاة في جبل الهيكل بخلاف الشريعة اليهودية والوضع الراهن المستعمل في ذلك المكان منذ حُرر في 1967. والحديث عن طريقة استعجال الله التي ينبغي معها اضطرار الله بواسطة فرض صلوات يهودية في جبل الهيكل باعتبار ذلك فعلا متطرفا ودراماتيا، الى التدخل فورا في عدم سلامة جريان الكون بسبب الكارثة التي ستقع على أثر ذلك. ولأجل أمن اسرائيل سيكون من الجيد لو أننا ‘ركلنا ركلة سريعة في وقتها’ مؤخرة هؤلاء المدمرين من اليهود والمسلمين معا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حرب كلمات مع واشنطن
بقلم: ايتمار آيخنر،عن يديعوت
المعركة التي بدأت في غرفة المداولات في الفندق في جنيف انتهت دون حسم رسمي: جولة المحادثات الاخيرة بين القوى العظمى وايران لم تولد اتفاقا على النووي، والطرفان سيلتقيان مرة اخرى في 20 تشرين الثاني. غير أن هذا مجرد طرف القصة في المفاوضات، التي أدت الى شرخ عميق بين اسرائيل والولايات المتحدة في نهاية الاسبوع وأصبحت أمس مناكفة فظة. فالطرفان على ما يبدو يفهمان بان الحسم في مسألة النووي قريبة، ويمتشقان التعابير الاقسى.
فقد صحا بنيامين نتنياهو امس لصباح شهد الازمة المؤقتة في المفاوضات بين القوى العظمى وايران وفعل كل ما في وسعه كي يحرص على أن تصبح الازمة المؤقتة اياها ازمة دائمة.
وفي مقابلة مع البرنامج العلم لشبكة ‘سي.بي.اس′ ‘امام الامة’، بدا نتنياهو مصمما اكثر من أي وقت مضى وهاجم بحجة الاتفاق المتبلور. ‘الصفقة كما عرضت علينا من مصادر امريكية، تقول ان ايران ستحتفظ بقدرتها على تخصيب اليورانيوم لقنبلة نووية، وتبقي على مسار المياه الثقيلة لانتاج القنبلة’، قال نتنياهو للكاميرات الامريكية، بينما كان في سديه بوكر في احتفال الذكرى الرسمية بمرور اربعين سنة على وفاة رئيس الوزراء الاول دافيد بن غوريون. ‘كل ما أعطته ايران هو تنازل طفيف لوقف تخصيب اليورانيوم الى مستوى 20 في المائة. وكم جهاز طرد مركزي سيتوقف؟ صفر. ولا حتى واحد. وبالمقابل، تخفف القوى العظمى العقوبات وتمنحها مليارات الدولارات والتسهيلات التجارية. هذه صفقة سيئة، وهذا ليس رأيي فقط. هناك الكثير من الزعماء العرب في المنطقة الذين يقولون ان هذه صفقة سيئة، وعندما يتحدث العرب والاسرائيليون بصوت واحد وهذا ليس امرا يحصل كثيرا يجدر الانتباه الى هذا. آمل أن تستغل القوى العظمى المهلة الزمنية لبلورة صفقة افضل.
اما الرواية الامريكية فقد جاءت بالتوازي الى هذا الحد أو ذاك، في مقابلة منحها وزير الخارجية جون كيري لبرنامج ‘التقِ الصحافة’ في شبكة ‘ام.بي.سي’. ‘الى جانب الاحترام الكبير الذي اكنه لنتنياهو’، يقول، بتلميح رقيق، ‘لست واثقا بانه يعرف الشروط التي تعنى بها الاطراف، إذ اننا لم نصل اليها بعد. هناك الكثير من التخمينات حول المفاوضات، ولكن خلافا لتصريحات رئيس الوزراء الاسرائيلي، هذا ليس اتفاقا جزئيا. هذه خطوة أولى في مسعى لاغلاق البرنامج النووي في مكانه، بل وربما ارجاعه الى الوراء. نحن لسنا عميان، ولا أعتقد أننا أغبياء. أعتقد أنه يمكننا أن نقدر اذا كنا نعمل لمصالحنا ومصالح حلفائنا، مثل اسرائيل، ونحن مصممون على أن يكون هذا اتفاقا جيدا – أو ألا يكون’.
أما رئيس الوزراء الاسرائيلي من جهته فلم يبقَ صامتا. ‘أنا مطلع على تفاصيل الاقتراح للايرانيين’، اجاب كيري، في خطابه في الجمعية العمومية للاتحادات اليهودية في شمالي أمريكا. ‘ما يعرض الان هو صفقة لا تعيد فيها ايران الى الوراء القدرة النووية، وبالمقابل يعاد نظام العقوبات الى الوراء. عندما يصل هذا الى أمن الشعب اليهودي، فاني لن أسكت. هذا لن يحصل في ورديتي’.
والى ذلك، في محاولة لتهدئة الجبهة التي فتحت بين اسرائيل والولايات المتحدة بعض الشيء، وصل أمس الى القدس من جنيف مباشرة نائبة وزير الخارجية الامريكي للشؤون السياسي ويندي شيرمان، المسؤولة عن ادارة الاتصالات مع ايران. وأجرت شيرمان لقاءات مع مسؤولين كبار في مكتب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية ووضعتهم في صورة المحادثات بين القوى العظمى والجمهورية الاسلامية.
في اطار ذات المحاولات، رد أمس مصدر أمريكي كبير على ادعاءات نتنياهو في أن الصفقة مع ايران سيئة. وشدد هذا المصدر على أن ‘الايرانيين جديين، ولكن نحن ايضا لا نثق بهم’، وشرح بان البند الاول على طاولة المباحثات يعنى بقدرات الرقابة الغربية على البرنامج النووي الايراني. ‘الولايات المتحدة لن تخدع اسرائيل ولم تضللها. يحتمل أن تكون اسرائيل اطلعت على المحادثات من جهات اخرى ونشأ تشوش’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ


رد مع اقتباس