- أقــلام وآراء إسرائيلي (272) الاربعاء- 20/02/2013 م
|
- في هــــــذا الملف
- سلاح سوري في يد حزب الله.. المعاني لاسرائيل
- بقلم: يفتح شبير ،عن نظرة عليا
- نصر الله يمكنه أن يكون هادئا
- بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس
- المسدس الامريكي مشحون
- بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
- منصة اوباما
- بقلم: افيعاد كلاينبرغ ،عن يديعوت
- مهرجان الكراهية
- بقلم: إلداد باك ،عن يديعوت
|
- سلاح سوري في يد حزب الله.. المعاني لاسرائيل
- بقلم: يفتح شبير ،عن نظرة عليا
- حسب مصادر أجنبية هاجمت اسرائيل، قبل نحو اسبوعين، أهدافا في الاراضي السورية. وحسب هذه المصادر، فقد هوجمت قافلة صواريخ مضادة للطائرات من طراز SA-17، كانت في طريقها من سوريا الى لبنان. ويفحص هذا المقال مسألتين: الاولى على فرض أن قافلة السلاح هوجمت في طريقها من سوريا الى لبنان أي انواع اخرى من السلاح يمكن لسوريا أن تنقلها الى لبنان، وما هي الاثار المحتملة لمثل هذا النقل على اسرائيل. اما المسألة الثانية فهي ما هي الاسباب المحتملة لنقل هذا السلاح الى لبنان الان بالذات.
- خلفية
- لقد كانت سوريا في السنوات الاخيرة موردة السلاح الاساس لحزب الله. فالسلاح الذي نقل تضمن سواء سلاح اشترته سوريا لجيشها ونقل الى حزب الله أم سلاح نقل من ايران الى حزب الله وسوريا لم تشكل سوى قناة لنقله. السلاح الذي ورد في السنوات الاخيرة تضمن صواريخ من أنواع مختلفة بدءا بصواريخ غراد 122 ملم، وانتهاء بصواريخ أثقل، فجر 3 وفجر 5 من انتاج ايران. كما نقلت صواريخ من عيار 220ملم و 302ملم من انتاج سوريا وكذا صواريخ زلزال وصاروخ فاتح 110 الايراني (او في صيغته السورية التي تسمى M600). اضافة الى ذلك كانت تقارير ايضا عن توريد منظومة صواريخ سكاد (من طراز س، بي أو دي) . كما وردت صواريخ مضادة للدبابات منها صواريخ كورنيت، التي اشترتها سوريا من روسيا مباشرة، وصواريخ شاطيء بحر، في الصيغة الايرانية لصاروخ من انتاج الصين. في مجال الدفاع الجوي، تسلح حزب الله اغلب الظن بصواريخ كتف من طراز Strela و Igla . كما كانت تقارير عن توريد صواريخ من طراز SA-8 المتحركة.
- منظومات اخرى توجد لدى سوريا ووجودها في لبنان كفيل بان يقلق اسرائيل هي منظومات 'ستريلتس' و 'بنتسير'. وكلتاهما منظومتا دفاع جوي خفيفة ومتنقلة لحماية أهداف موضعية. الستريلتس هو عمليا منظومة من 2 4 صواريخ كتف من طراز Igla او ؟Igla-S تركب على سيارة. اما Pantsyr S1 فهي منظومة متنقلة اخرى للدفاع الموضعي منظومة تستهدف الحلول محل منظومة الـ Tunguska القديمة. وهي تتضمن سيارة تحمل رادارا، صواريخ مضادة للطائرات قصيرة المدى ومدفعي 30ملم.
- مؤخرا تلقت سوريا منظومات سلاح جديدة من روسيا، الهجوم، حسب مصادر أجنبية، عكس التخوف من أن تكون هذه المنظومات ايضا، رغم أنها جديدة، ستنقل من سوريا الى حزب الله. ويدور الحديث اساسا عن منظومتي سلاح وصلتا الى سوريا بعد اندلاع الثورة في شهر اذار 2011. الاولى، هي منظومة صواريخ Buk-M2E (التي يسميها الغرب SA-17). هذه المنظومة التي ترث منظومة الـ Kub/Qvadrat القديمة (واسمها في الغرب هو SA-6)، هي منظومة متنقلة، ذاته مدى دفاع بنحو 50كم، معدة لحماية القوات البرية. والثانية، هي منظومة الـ 'بستيون' منظومة صواريخ شاطيء بحر، تستخدم صاروخ 'ياخنت' صاروخ جوال فوق صوتي يعمل ضد السفن، ولكن لديه قدرة معينة ايضا ضد أهداف برية على الشواطيء.
- نقل السلاح في الفترة الاخيرة
- منذ اندلاع الثورة في سوريا في شهر اذار 2011 كان حزب الله مشاركا في النزاع، الى جانب نظام بشار الاسد. وبالتوازي، علم مرة اخرى عن نقل السلاح من سوريا الى حزب الله. وبشكل خاص، طرحت المرة تلو الاخرى المخاوف من امكانية نقل سلاح كيميائي سوري الى حزب الله.
- اذا كانت هذه المعلومات صحيحة بالفعل، يطرح السؤال لماذا تنقل سوريا سلاحا الى حزب الله بالذات عندما يكون جيشها في ذروة قتال شديد على الاراضي السورية؟ يمكن، بالطبع، ان يكون الجيش السوري يرى في حزب الله حليفا يمكنه أن يساعده في الحرب الاهلية وبالتالي يجب تسليحه. امكانية اخرى هي التخوف من امكانية تدخل اسرائيل في القتال في سوريا ومن هناك الحاجة الى تسليح حزب الله بالاساس بمنظومات دفاع جوي ضد نشاط سلاح الجو الاسرائيلي فوق لبنان، ومنظومات صواريخ ومقذوفات صاروخية لاغراض الردع.
- امكانية معقول أكثر هي أن الجيش السوري ينقل الى حزب الله منظومات لا يحتاجها عاجلا في القتال ضد الثوار، ولكنه معني بالحفاظ عليها في الاراضي اللبنانية، الاكثر امانا من ضرر الثوار. هذا السبب يمكنه أن يشرح سواء نقل صواريخ سكاد منظومة ذات تشغيل مركب ويتطلب قوة كبيرة، يصعب الافتراض انها توجد لدى حزب الله. هذا السبب ايضا يمكن ان يشرح نقل منظومات دفاع جوي؛ ولما كان الثوار ليست لديهم قوة جوية، فلا معنى للتعريض للخطر لمنظومات الدفاع الجوي المتطورة في المناطق التي قد يضر بها الثوار. وهكذا يضا بالنسبة للامكانية التي طرحت في موضوع نقل السلاح الكيميائي من الاراضي السورية الى الاراضي اللبنانية. ولا يزال يتبقى سؤال مفتوح بالنسبة لاستخدام هذه المنظومات من قبل حزب الله. فهل نقلت من أجل ان يكون بوسع حزب الله ان يستخدمها، بتعليمات من سوريا أو بقراره الذاتي ام ربما نقلت لاغراض التخزين فقط؟ الجواب هنا منوط على ما يبدو بمنظومات السلاح المحددة. فمن جهة، توجد منظومات دفاع جوي مختلفة. لحزب الله هناك حاجة عملياتية لتقييد قدرة سلاح الجو الاسرائيلي فوق الاراضي اللبنانية. واسقاط طائرة اسرائيلية فوق الاراضي اللبنانية سيمنحه بلا ريب تفوقا دعائيا كبيرا. ومن جهة اخرى، ليس معقولا ان يكون حزب الله قادرا على تفعيل السلاح الكيميائي. بل ومعقولا اقل أن يرغب حزب الله في استخدام مثل هذا السلاح، الذي سيلحق استخدامه به ضررا سياسيا أكبر من أي انجاز تكتيكي يمكن أن يحققه هذا الاستخدام.
- المعاني لاسرائيل
- ظهور منظومات دفاع جوي متطورة في الاراضي اللبنانية هو بلا شك مشكلة عسيرة لاسرائيل. فسلاح الجو الاسرائيلي يعمل اليوم فوق لبنان بحرية نسبية. وهذا النشاط هام لجمع المعلومات الاستخبارية، سواء عن لبنان أم عن الاراضي السورية. وحتى الان يبدو أن قدرة حزب الله على ازعاج هذا النشاط كانت محدودة جدا، هذا اذا كانت قائمة اصلا. وظهور منظومات دفاع جوي مثل SA-17: هي بلا شك خط احمر بالنسبة لاسرائيل وذلك لان وجودها سيجعل من الصعب على سلاح الجو تنفيذ معظم مهامه.
- خطر محتمل آخر هو ظهور منظومة الـ 'بستيون' (صاروخ شاطيء بحر) في الاراضي اللبنانية سواء استخدمه حزب الله ام استخدمه فريق سوري. فاذا كان من الاراضي السورية تعرض المنظومة للخطر سفنا ومنشآت بحرية حتى خط نتانيا تقريبا، فانه بانتشارها في الاراضي اللبنانية يمكن لهذه المنظومة أن تغطي كل شاطىء اسرائيل، كون صاروخ 'ياخنت' فوق صوتي، يطير على ارتفاع منخفض، فسيصعب جدا على منظومات الدفاع لدى سفن سلاح البحرية التصدي له. دخول هذه المنظومة الى الاراضي اللبنانية سيكون، بالتأكيد هو ايضا خط احمر لدولة اسرائيل.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- نصر الله يمكنه أن يكون هادئا
- بقلم: تسفي بارئيل ،عن هآرتس
- خريطة قتال قوات المعارضة في سوريا تشبه اليراع المتفتت. فمن تقارير الميليشيات العديدة، أو تقارير جيش النظام لا يمكن بناء صورة للوضع توضح من يسيطر اين. فلكل طرف روايته الخاصة، والطرفان منشغلان بحساب الشظايا كي يثبتا بانهما حققا انجازات: المعارضة تدعي بانها تسيطر على ثلثي الدولة؛ اما النظام فيدعي بانه هو الذي يسيطر على كل الدولة، باستثناء 'ثلث بلدة هنا وربع بلدة هناك'.
- وهكذا مثلا، بلغت المعارضة في الاسبوع الماضي بان بلدة الشدادة التي في محافظة الحسكة في شمال شرق الدولة تسيطر عليها 'جبهة النصرة' الاسلامية، التي يبدو أنها متفرعة عن القاعدة. وعلم بعد ثلاثة ايام من ذلك بان عشرات الاف المدنيين السوريين فروا من البلدة بسبب المعارك الضروس التي تدور فيها. احياء في مدينة حمص كانت تحت سيطرة الجيش السوري الحر 'حررها' جيش النظام، أم في درعا، التي تسيطر عليها ظاهرا كتائب الجيش الحر، فيواصل الجيش السوري اعتقال الاشخاص وادارة معارك شوارع.
- الحسم العسكري لا يزال لا يبدو في الافق. ايران وروسيا وان كانتا انقذتا ارشيفيهما من دمشق ومن طرطوس، حيث توجد القاعدة البحرية الروسية وهي العملية التي تدل على تخوف حقيقي من سقوط بشار الاسد الا ان الدولتين، مع قيادة المعارضة، توصلتا منذ الان على ما يبدو الى الاعتراف بان لا مفر من حل سياسي.
- في نهاية الشهر سيعقد في موسكو لقاء بين قيادة المعارضة برئاسة معاذ الخطيب وبين ممثلي النظام بهدف تحريك حوار سياسي يرسم الخطوة التالية: ويبدو مثل هذا الحوار في هذه الاثناء بعيدا عن الواقع. فتصريح النظام في أنه مستعد لان يتحدث مع المعارضة دون شروط مسبقة، لم يلغِ بعد الشرط المسبق للمعارضة، التي تطالب برحيل الاسد قبل كل حوار.
- علنا، لا يزال اي من الطرفين لا يتراجع. وعدد القتلى الهائل، الذي يتراوح بين 65 الف و 90 الف نسمة، لا يخلق احساسا بالالحاح. يبدو أن كل الاطراف تقدر بان الزمن يعمل في صالحها، أو، على الاقل، انها تحتاج الى زمن آخر كي تثبت مواقفها وتحقق انتصارات اخرى على الارض.
- ومقابل المعارضة السياسية والميليشيات المقاتلة في الميدان، والتي تتردد في مسألة مستقبل سوريا، فان ايران وحزب الله يرسمان منذ الان خريطة سيطرة جديدة. فحسب تقرير الصحفية هدى الحسيني في 'الشرق الاوسط' الصادرة في لندن، فان حزب الله يقترح على الضباط العلويين السوريين صفقة رزمة، تتضمن حماية ورعاية في لبنان بعد سقوط الاسد، سكن وراتب، مقابل المساعدة والمشورة في مجال القتال، انتشار الاستخبارات وتفعيل الاسلحة المتطورة في لبنان.
- هذه الصفقات ستمولها ايران، التي حسب التقارير المختلفة تستخدم اكثر من 50 الف مقاتل ومستشار في سوريا وبدأت منذ الان باقامة كتائب متطوعين حسب نمط البسيج الايراني. ويعزو بعض من هذه التقارير للجنرال حسن شاطري الذي قتل في سوريا، على ما يبدو في قصف اسرائيلي في جماريا، المسؤولية عن اقامة هذه القوات.
- 'هدف ايران وحزب الله هو احباط الامكانية في أن يقلص الحل السياسي في سوريا او سقوط الاسد من السيطرة الايرانية في لبنان وفي سوريا'، قال لـ 'هآرتس' رجل معارض لبناني يسكن في فرنسا: اذا كان لا مفر من سقوط الاسد، فان البديل المناسب من ناحية ايران وحزب الله هو بناء قوة عسكرية في سوريا تهدد أي نظام جديد يقوم في الدولة. ومثلما يسيطر حزب الله في لبنان بفضل قوته العسكرية، فسيكون بوسع ميليشيا مسلحة ومدربة جيدا في سوريا ان تفقد ارادتها على كل نظام سوري'.
- هذه ليست فكرة جديدة، فايران التي تجد صعوبة في نيل التعاون من العديد من الدول العربية، تعتمد على منظمات خارج حكومية كي تحقق مصالحها فيها. وهكذا مثلا، فان ايران تدعم 'جيش المهدي'، منظمة مقتدى الصدر في العراق، تقيم علاقات تمويل وتسليح مع منظمات شيعية في اليمن، تعطي رعايتها للاقلية الشيعية في البحرين، وكانت تدعم حماس في الماضي.
- ان النظام الايراني لا يتردد ايضا في استخدام المنظمات غير الشيعية طالما هي مستعدة للتعاون معه. فميليشيات ومنظمات سنية تعمل في سوريا تحتاج الى مساعدة مالية والى مسار آمن لتهريب السلاح، وايران يمكنها أن تكون ذخرا هاما لها ولكل منظمة اخرى من كل نوع وطائفة. فما بالك اذا كان نظام الاسد سيسقط، وستنشأ للمعارضة الحالية معارضة جديدة وخطيرة تضطر الى تمويل ومساعدة من الخارج.
- الافتراض، في الغرب وفي اسرائيل هو أن سقوط الاسد سيخدم المصلحة الاسرائيلية، لانه سيقطع سوريا عن ايران وحزب الله، هو افتراض غير ذي صلة ومن شأنه أن يكون مضللا. والافتراض غير ذي صلة لان سقوط أو عدم سقوط الاسد ليس منوطا بالدول الغربية، التي بعدم اكتراثها نقلت معالجة الازمة السورية الى روسيا وايران؛ والافتراض مضلل لانه حتى تغيير الحكم في سوريا لا يضمن قطعها عن ايران.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- المسدس الامريكي مشحون
- بقلم: زلمان شوفال،عن اسرائيل اليوم
- لا تهب عواصف ثلجية (فقد مرت وانقضت) بل عواصف سياسية وأمنية على العاصمة الامريكية. فقد كان تأجيل الموافقة على تشاك هيغل في مجلس الشيوخ لطمة غير لذيذة لكن هذا ليس كل شيء حتى الآن. نجح مديرو حملة الرئيس براك اوباما الانتخابية في المعركة الانتخابية الاخيرة في تنحية موضوعات السياسة الخارجية والامنية الى الرف الاخير كي يتبين لهم أنها ما تزال موضوعة هناك في رزم.
- لا أحد غير وزير الدفاع التارك ليون بانيتا انشأ عناوين صحفية حينما هاجم علنا نية اوباما ووزير دفاعه المرشح تشاك هيغل تقليص ميزانية الدفاع الامريكية. وتحدث كذلك في شهادته في مجلس الشيوخ عن انه عرض مع وزيرة الخارجية التاركة هيلاري كلينتون ورئيس وكالة الاستخبارات المركزية السابق الجنرال باتريوس في حينه تسليح المتمردين السوريين والنفقة عليهم وتدريبهم لكنهم جوبهوا برفض الرئيس المطلق برغم تصريحاته بأنه ينبغي تنحية الرئيس الاسد سريعا.
- من وجهة نظر اسرائيلية قد يكون الرئيس على حق لأنه لا يوجد أي يقين من ان السلاح والمال كانا سيُنقلان الى المتمردين ولا يقعان في أيدي الجهات الجهادية التابعة للقاعدة، لكن ما لم تُقدمه الولايات المتحدة تُقدمه اليوم أصلا السعودية وقطر بسخاء وللمتطرفين على الخصوص.
- لكنه في خضم هذه القضايا يُسأل في واشنطن سؤال آخر وهو: اذا لم يكن اوباما قد أراد ان يتورط في الامداد بالسلاح فلماذا لم يخطُ خطوات اخرى مباشرة وغير مباشرة كي يُعجل سقوط نظام البعث وكي يمنع السيطرة المتوقعة للجهات الجهادية التي تسعى الى ان تحل محله؟.
- وفي الاثناء لا تنتظر الادارة بشائر خير من افغانستان ايضا، ومع مضاءلة الوجود العسكري الامريكي في 2014 في هذه المنطقة، ستزداد احتمالات ان تحل طالبان محلها إن لم يكن ذلك فورا فسيكون بالتدريج. وترفض ان تموت ايضا قضية التقصير في بنغازي التي لقي في اطارها اربعة امريكيين حتفهم ومنهم السفير في ليبيا على أيدي ارهابيين. بل إنها تُقيم عوائق جديدة في وجه موافقة مجلس الشيوخ الامريكي على التعيينين الكبيرين للرئيس تعيين هيغل وزيرا للدفاع وتعيين جوهان برينن المرشح لرئاسة وكالة الاستخبارات المركزية. وحتى لو تمت الموافقة على تعيين هذين الاثنين للمنصبين المأمولين فقد غدا واضحا ان ما سيقررانه أو يقولانه سيكون دائما تحت عدسة تكبير.
- تقف في مقدمة اهتمامات واشنطن للشرق الاوسط ايران بالطبع، ويجذبها ذوو تصورات مختلفة في هذا الشأن الى اتجاهات مختلفة وأزمان متناقضة. فعلى سبيل المثال هل تتم محاولة المبادرة الى اجراءات دبلوماسية برغم رفض خامنئي الظاهر، أم يُزاد في شدة العقوبات؟ وهل يتم التوضيح لآيات الله على نحو قاطع ان المسدس الامريكي المسدد الى رؤوسهم مشحون أم يُسقط تماما التهديد العسكري ويتم بلا مناص مع كل ذلك تبني سياسة 'احتواء'؟.
- سيبحث الرئيس اوباما جملة هذه الموضوعات مع تأكيد ايران وسوريا، مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو زمن زيارته القريبة للبلاد، والحاجة الى التنسيق بين المواقف واضحة للطرفين. ومن المؤكد ايضا ان تتم اثارة موضوعات اخرى ومنها القضية الفلسطينية. واذا كانت زعمت دوائر كثيرة في واشنطن وخبراء بالشرق الاوسط من قبل أنفسهم في الماضي ان الصراع الاسرائيلي الفلسطيني هو أم كل المشكلات في المنطقة ولا سيما تلك التي تواجهها امريكا فان الاضطراب في المنطقة بين الجزائر وافغانستان، وفي باكستان ايضا يلطم اليوم وجوههم بقوة (وهو ما لا يمنع عددا منهم من التمسك بآرائهم).
- لم يختفِ الشأن الفلسطيني في الحقيقة، لكن سياسة واعية ستوجب على امريكا ان ترى الامور بالتناسب الصحيح، ولهذا جعل البيت الابيض موضوعي ايران وسوريا في مقدمة اهتماماته. قد يوجد في الحقيقة من يهمس في أذن الرئيس اوباما بأنه ينبغي استغلال الزيارة 'للضغط على اسرائيل' كي يستطيع العودة الى واشنطن مع انجاز ما في مجال السياسة الخارجية ولو في الظاهر، لكن ينبغي ان نفترض ان يعرف الرئيس ومستشاروه التفريق بين الغث والسمين: وحينما ينظرون في خريطة المنطقة لن تغيب عنهم حقيقة انه يوجد فيها فقط حليف حقيقي واحد وجزيرة سلامة عقل واستقرار واحدة فقط هي دولة اسرائيل.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- منصة اوباما
- بقلم: افيعاد كلاينبرغ ،عن يديعوت
- أصبحت البدعة الحالية هي دعوة رئيس الولايات المتحدة الى أن يخطب في الميدان. لأنه اذا تحدث فقط الى الشعب الذي يسكن في صهيون لا عن طريق مَلَك بل مُرسَل ولا بواسطة مُجري لقاء بل وجها الى وجه فسيتغير كل شيء. فالذي لم يفعله ألف تحذير و100 ألف تصريح سيفعله الكلام الذي سيقوله أمام جموع بيت اسرائيل التي تقف مزدحمة في الميدان، وأمام الجماهير التي هي أكبر التي تشاهد الشاشات في البيوت. إن الاتصال المباشر سيؤثر تأثير حفل روك: فنوعية النغمة ليست جيدة كثيرا والمغنون يسيئون الغناء ولا يرون في الصفوف الخلفية لكن كل من كان هناك لن ينسى الى الأبد هذه التجربة الشعورية.
- من الممكن جدا ان تُحدث خطبة في الميدان تجربة شعورية لا تُنسى. فاوباما صاحب عرض مدهش. وليس من المؤكد من جهة ثانية ان يكون لرئيس الولايات المتحدة ما يقوله لنا. حينما أجرى البابا يوحنا بولص الثاني زيارته التاريخية لبولندة الجنرال يروفلسكي توجه الى الشعب من فوق رؤوس قادته. وتوجه الى الناس الذين بذلت السلطات كل ما تقدر عليه لتحجب عنهم الرسائل التي أراد البابا ان ينقلها اليهم وهي أنهم ليسوا وحدهم وان العالم مهتم بهم وان الحرية ممكنة وان الأمل ممكن. وكان لتلك الخطبة الشهيرة في الميدان تأثير كبير لأن الضيف استغل الميدان للالتفاف على أسياد وسائل الاعلام.
- لكن الشعب والقادة ووسائل الاعلام في اسرائيل في المقابل متفقون في الآراء. فقد عبر الشعب في اسرائيل عن ترتيب أولوياته في الانتخابات التي أُجريت من قريب. فهو وقادته يعتقدون ان المسيرة السياسية مشكلة كبيرة يحسن دفعها عنهم. ولا ينبع هذا الشعور فقط من نشوب اسرائيلي لأن الجمود السياسي تعبير عن عدم ثقة الطرفين بالقدرة على حل مشكلات بالتفاوض، والثمن الذي يهدد التفاوض بأن يجبيه منا ومنهم. إن التنازلات المطلوبة ستثير على القيادات (غير المتحمسة أصلا) قوى معارضة اذا نجحت في التغلب عليها ايضا (وليس هذا مؤكدا) فليست هي مقتنعة بأن الجهد يساوي الثمن السياسي الذي ستجبيه التسوية. وفي هذه الحال فان عدم الفعل هو أفضل سبيل للابقاء على الاجماع الذي هو روح السياسي الضعيف. فمن السهل اذا على جميع الأطراف (وإن كان يجب ان نعترف بأنه أسهل علينا) ان يتجاهلوا المستويات التي أخذت ترتفع للكوليسترول السياسي في دمنا وعلاج (أو التنكر بزي المعالجين) مشكلات اخرى (هل تحدثنا من قبل عن المساواة في العبء؟). ويمكن ان نحيا مع ذلك الى ان نُصاب بذبحة صدرية سياسية.
- إن الشيء الذي يُحتاج اليه لتحريك مسار سياسي غير ذي شعبية هو ساسة مستعدون للمخاطرة بمستقبلهم من اجل مستقبل مُفوضيهم. وسيصعب عليكم ان تجدوا هؤلاء واولئك في الثلاث التالية التي تعوزها الحماسة وهي الولايات المتحدة واسرائيل والسلطة الفلسطينية. فالساسة الاسرائيليون والفلسطينيون غير مستعدين للمخاطرة بأنفسهم من اجل وجود حل. فنتنياهو غير معني وأبو مازن غير مستعد لدفع الثمن وحتى لو كان مستعدا فنشك في ان يستطيع تقديم 'السلعة'. ويُشك أكثر من ذلك بأن يكون اوباما معنيا بأن يؤدي دور الرجل السيء الذي يحاول كما يتمنى معسكر السلام ان يفرض اتفاقا على الطرفين. فعند اوباما ما يكفي من الأسلاك الشائكة الخاصة به. وليس لديه أي اهتمام لأن يستلقي على أسلاكنا خاصة. أسمع اوباما تشخيص المرض بأوضح صورة حينما حذّر من قصر نظر نتنياهو. هل أنتم مُصرون على متابعة الاستيطان؟ تفضلوا. سنلتقي في قسم العلاج الطاريء.
- يجدر اذا ألا نتوقع من الآخرين ان يعملوا العمل من اجلنا فلن تغير أية خطبة لاوباما لا في ميدان ولا في أي مكان آخر الواقع. فهذه الحياة ليست حياة اوباما بل حياتنا. هل تريدون مسيرة سياسية؟ أُطلبوا الى مندوبيكم في الكنيست ان يُحركوها. هل يرفضون الاصغاء؟ هذه هي لحظة الخروج الى الميادين فالميدان هو مكانكم لا مكان اوباما.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- مهرجان الكراهية
- بقلم: إلداد باك ،عن يديعوت
- حينما أسمعَ رئيس ايران احمدي نجاد وتصريحاته بشأن الحاجة الى اخفاء دولة اسرائيل عن خريطة العالم، كان هناك عدد من الساسة الالمانيين الكبار ومنهم المستشارة أنجيلا ميركل، صدرت عنهم أقوال تنديد في الحد الأدنى على نحو: 'هذا كلام غير مقبول'. لكن حينما قال مخرج الأفلام الفلسطيني الدانماركي مهدي فليفل في خلال مهرجان الافلام الدولي الاخير في برلين كلاما لا يقل عن ذلك شدة بل قد يزيد حظي بتصفيق عاصف وحصل على جائزة السلام في مهرجان برلين عن فيلمه 'عالم ليس لنا' يصور حياة لاجئين فلسطينيين في مخيم عين الحلوة في جنوب لبنان. إن الفيلم يعرض بالصورة النقدية المناسبة حقا معاملة اللبنانيين الفظيعة للاجئين الفلسطينيين، لكن الاستنتاج الذي يُستنتج منه هو انه يجب ان يعود اللاجئون الى بيوتهم في فلسطين.
- 'ماذا تعتقد في حل الدولتين، وهل سيُمكّن من تسوية قضية اللاجئين؟'، سُئل فليفل الذي ولد بالمناسبة في دبي ونشأ سنين معدودة في عين الحلوة وهو يسكن في اوروبا منذ كان في سن صغيرة. وكان جوابه قاطعا لا لبس فيه: 'من الواضح ان هذا الحل غير ممكن. وقد حان وقت الكف عن هذا النفاق. إن الصهيونية تقوم على الاستيلاء على الارض. والصهيونية هي المشكلة لكونها ايديولوجية تقوم على العنصرية وعلى فكرة 'الشعب المختار' '.
- وهذا بالضبط ما يقوله احمدي نجاد من غير ان يفوز بجوائز ما الى الآن.
- تحول مهرجان أفلام برلين في السنين الاخيرة الى مهرجان تحريض على اسرائيل. وقد بدأ هذا قبل سنوات معدودات بشمل الفيلم المعادي للسامية 'جنة عدن الآن' في المنافسة الرسمية، وبلغت ذروة هذه السنة بعرض أفلام دعاية تتبنى بلا أي شك الرواية التاريخية والحالية للفلسطينيين وتعرض اسرائيل على أنها أمة تبحث عن القتال ويغرقها العنف.
- وقد شجع فيلم كندي فرنسي هو 'انشاء الله' اتخاذ موقف وتأييدا نشيطا لعمليات انتحارية موجهة على أهداف اسرائيلية مدنية. ويعرض فيلم 'حينما رأيتك' الفلسطيني الاردني اليوناني بصورة رومانسية ثورية الفدائيين الفلسطينيين في الاردن وينظر في تسامح كبير الى تجنيد أولاد وفتيان في صفوفهم.
- وقبل سنة اشتغل المهرجان بصورة انتقادية كبيرة بقضية اولاد جنود في افريقية لكن هذه الظاهرة عند الفلسطينيين مفهومة من تلقاء نفسها. واذا لم يكن هذا كافيا فقد جاء صانع الافلام أودي ألوني ـ وهو من قادة حركة القطيعة الدولية مع اسرائيل وضيف شرف على المهرجان منذ سنين داعيا الى اختفاء دولة يهودية 'بين النهر والبحر'.
- إن صناعة الأفلام الاسرائيلية متنبهة لتحول مهرجان برلين الى حدث ذي طبيعة معادية لاسرائيل والى مركز لنشر الدعاية الفلسطينية، لكن أكثر الكبار فيها يتجاهلون ذلك. وتجري الاعمال كالمعتاد بل يزداد الامر كل سنة لأن اوروبا أخذت تسيطر رويدا رويدا على صناعة الأفلام الاسرائيلية: فالاوروبيون تحت غطاء اتفاقات تمويل مع صناديق ومهرجانات يحصلون على الحق في تحديد صبغة أفلام مخرجين اسرائيليين. وهذا الحق على نحو عام ذو طبيعة سياسية واضحة جدا تلائم سياسة اوروبا نحو الصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
- واذا كان حصر العناية في السنين الماضية في الافلام هو في انتقاد 'الحروب' و'الاحتلال' الاسرائيليين فقد بلغنا الآن الى القضية الجوهرية وهي شرعية وجود دولة اسرائيل وحق جميع اللاجئين الفلسطينيين مع أبنائهم على اختلاف أجيالهم في العودة الكاملة الى بيوتهم.
- يوجد مُخرجون اسرائيليون يُسلمون بهذا النهج عن موافقة فكرية، ويوجد من يدركون أنهم اذا كانوا يريدون ان يحظوا ذات مرة بصنع فيلم جدي يبلغون به الى مهرجانات دولية وربما يحصلون على جوائز ايضا فيجب عليهم ان يسكتوا وأن يُسلموا بالنهج الذي يُمليه الاوروبيون، وقد تحولت السينما الاسرائيلية في أكثرها الى 'ارض محتلة'، وهذا مؤسف.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ