النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء عربي 568

العرض المتطور

  1. #1

    اقلام واراء عربي 568

    اقلام واراء عربي 568
    9/12/2013

    في هذا الملــــف:

    1. الصهيونية حلمٌ شارف على الانتهاء

    النائب أمجد المسلماني- الرأي الأردنية

    1. الكيان يتآكل من داخله

    فايز رشيد –الخليج الإماراتية

    1. أين الأردن من غامض المفاوضات؟!

    ماهر ابو طير-الدستور الأردنية

    1. ما الذي يجعل كيري متفائلاً؟

    محمود الريماوي –الخليج الإماراتية

    1. درس من انتفاضة الحجارة

    أمجد عرار- الخليج الإماراتية

    1. إسرائيل.. قصة امتلاكها السلاح النووي

    محمد عثمان – عمان العمانية

    1. ايران ـ اسرائيل: الحقيقة المزعجة!

    رأي القدس العربي

    1. الأسد بين لاهاي والهاوية

    سعد بن طفلة العجمي- الشرق القطرية

    1. ملف اللاجئين

    فايز الفايز- الرأي الأردنية

    1. الدستور.. ليس هو الحل!

    معصوم مرزوق- اليوم السابع
    الصهيونية حلمٌ شارف على الانتهاء
    النائب أمجد المسلماني- الرأي الأردنية
    مخططات اسرائيلية في بناء المستوطنات، في القدس وغيرها، وقرارات اداراتهم بردم المنازل والسعي الحثيث لتهويد المدينة المقدسة وغيرها الكثير من الممارسات تأتي تجسيداً لقرارات الصهيونية منذ مؤتمر بازل 1897 الذي أكد أن القدس عاصمة اسرائيل الأبدية، وفي نفس السياق يأتي موضوع هدم المسجد والقبة في أولى الأولوليات كونهما أهم معالم الهوية الفلسطينية التي تستمد منهما كل معاني الصمود والثبات روحانياً وانسانياً وكل شيء قبل هذا وذاك.

    إن الحفريات التي جرت وتجري تحت المسجد الأقصى بحثاً عن هيكل مزعوم لا سند له ولا أساس له في التوراة ولا حتى في التلمود انما هي ذريعة لهدم المسجد وردمه، وقد اسفرت ممارساتهم الدنيئة عن تشققات وتصدعات ومنع أي عمل ترميمي بعد حفرياتهم بل وازادوا على ذلك قيامهم باستخدام حوامض ومواد كيميائية لإذابة الصخور وهو الأمر الذي يعرض هذه القبلة المباركة للخطر المحدق وان كنا ننسى فلن ننسى محاولة احراقه من قبل على يد المتطرف الصهيوني (مايكل دنيس) عام 1969 الذي أطاح بالمنبر الشهير (منبر صلاح الدين).

    يؤكد المطلعون في اسرائيل وان جاز التعبير أصحاب الاستشراف والرؤى أن المساس بالمسجد الأقصى يعني نهاية اسرائيل في أسباب أوجزها أولها تحرك ملايين المسلمين والمسيحيين على السواء لانقاذه وتغير كامل في سيناريوهات سياسة الدولة بحيث تكون مهاجمة اسرائيل أمراً في غاية السهولة. فهم يصرون أن يبقى الحرم المقدس خارج لعبتهم.

    لذلك، فإن الصهاينة لا يمكن أن يتراجعوا عن مؤامراتهم اللعينة إلا إذا شعروا أن الثمن غال ونفيس وهذا يقودنا إلى أن نتأكد أن أطماعهم لا حدود لها في القدس والأقصى فهما بالنسبة لهم مرتكز المشروع الصهيوني المحتل تمهيداً للسيطرة عليه لما له من معان فلا غرابة إذن أن يصدروا القوانين التي تتوافق مع المواقف السياسية وتسويق الأحقية التاريخية والدينية لدى العالم وهم الآن بصدد إذكاء الصراع والاضطرابات في الواقع الغربي لخلق حالة عدم استقرار في المنطقة برمتها.

    اما الواقع المؤلم هو أن اسرائيل ترتكب أكبر جرائمها في موضوع التطهير العرقي حيث أقامت الحي اليهودي في القدس وهي عبارة عن بؤر في داخل الحي الاسلامي والمسيحي حيث تمارس ديمغرافياً تقليل السكان في المدينة ليشكل اليهود الأغلبية الساحقة اضافة الى اقامة الانفاق والجسور لاقامة تواصل جغرافي في القدس الغربية يمتد إلى حائط البراق وفتح نفق بين باب المغاربة إلى الحائط.
    يدرك الصهاينة تماماً أن القدس ليست فريسة سهلة وأن طال الافتراس فهي روح مازالت معلقة في أفئدة الملايين وتلك الملايين هي صاحبة القرار .. ذلك القرار الذي لا يعرفه أحد وهو الذي نوهت له جولدامائير التي تدرك في مكنونات مقولتها ما تقوله والمتمثل بأنها لم تنم ليلة حرق المسجد الأقصى خشية زوال دولة اسرائيل في اليوم التالي .. ولكنها الحقيقة التي ستكون لو تسارعت الأيام وستبقى الأيام حُبلى بكل جديد ولله في خلقه شؤون.

    ودخلت فلسطين عضوية الأمم المتحدة بموافقة غالبية الدول الأعضاء من منطلق مشروع عادل وواضح يتمثل بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره ودولته المستقلة على أراضي فلسطين وحق الفلسطينيين في العودة الأمر الذي يعد ابرازاً للقضية الفلسطينية وهو يعد انجازاً لتكون فلسطين دولة مستقلة ذات سيادة وتمنحها الفرصة لنيل حقوقها المشروعة وتأتي أهمية ذلك بأنها هزيمة سياسية لاسرائيل وهي تعطي الفلسطينيين الفرصة الكاملة لمحاكمة مجرمي الحرب امام الجنايات الدولية وهو مسار يجب استثماره انتصاراً للشعب الفلسطيني وحقوقه.

    ولا مجال للشك أن الأشياء التي توفرها العضوية هي أدوات ضعيفة لوحدها ولا يمكن أن يكون لها تأثير حقيقي ان بقيت حبيسة جدران الامم المتحدة فأهم شيء في الموضوع هو أن يقف المجتمع الدولي امام مسؤولياته أمام دولة اسرائيل الصهوينية.

    الكيان يتآكل من داخله
    فايز رشيد –الخليج الإماراتية

    ذكرت صحيفة "هآرتس" الصهيونية في تقرير لها قبل بضعة أيام، أن رزمة من الأزمات الاجتماعية تفتك ب"إسرائيل" منذ عام 1948 (ذكرى اغتصاب فلسطين) وفي طليعتها العنف الأسري، والتحرش الجنسي والاغتصاب .

    من جانب آخر يرى محللون "إسرائيليون": أن التهديد الذي تشكله هذه الأمراض الاجتماعية، على "إسرائيل"، يفوق في خطره، التهديد الخارجي . التقرير الذي نشرته الصحيفة المذكورة يرصد ارتفاع معدلات العنف الأسري في الكيان، لافتاً إلى أن هناك 200 ألف امرأة و600 ألف طفل معنّفون . الصحيفة ذاتها نشرت في تقريرها أرقاماً تدلل على الارتفاع المتزايد للجرائم الجنسية وحوادث الاغتصاب، التي تراها تجلياً لعمق الأزمة في الشارع "الإسرائيلي" .

    لقد فتحت الشرطة "الإسرائيلية" 5085 ملفاً جرمياً خلال هذا العام (حتى نهاية نوفمبر/تشرين الثاني الماضي) بارتفاع 10% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، و3000 جرم تحرش جنسي . احصائيات أخرى تفيد بقيام نحو مليون "إسرائيلي" سنوياً بارتياد محلات الهوى . عددت الصحيفة أيضاً: المشكلات النفسية الكبيرة التي تعاني منها فئة ليست قليلة في "إسرائيل" . جرائم الاغتصاب والتحرش الجنسي تتم في الأوساط التالية: المعلمين عندما يتحرشون بالطلاب . المجندات في الجيش "الإسرائيلي"، فالتقارير تشير إلى أن 96% من المجندات تعرضن للتحرش الجنسي من جنود وقادة . وبلغت خطورة التحرش في "إسرائيل" الطبقة السياسية، والحاخامات وفي مقدمة الأسماء يرد اسم الرئيس "الإسرائيلي" السابق موشيه كاتساف .

    من جانبها فإن صحيفة "معاريف" ذكرت في تحقيق لها أن الحاخام اليعازر برلند البالغ 73 عاماً قام باغتصاب فتيات قاصرات ونساء، من بينهن متزوجات، حيث كان يستغل لقاءات روحية مع مريداته لاستغلالهن جنسياً . كما قام بالاعتداء الجنسي على الأطفال، وقد هرب الحاخام من "إسرائيل" بعد إدانته قضائياً، والحكم عليه بالسجن 10 سنوات .
    هذا باختصار جزء مما يجري في الكيان الصهيوني إضافة إلى الفساد بكل أشكاله، والذي انخرط فيه مسؤولون حكوميون "إسرائيليون" كان منهم الفاشي ليبرمان الذي اتهم باتهامات عدة، لكن على ما يبدو ونتيجة لصفقة وضغوط حكومية "إسرائيلية" على القضاء تم تبرئته منها! ليس غريباً أن تتفشى مثل هذه الأمراض في "إسرائيل"، فهي دولة تقوم على العنف والعدوان على الآخرين واغتصاب أراضيهم ومدنهم وقراهم، بعد تهجيرهم واقتلاعهم منها . مثل هذه الدولة بالضرورة تفتقد إلى القِيَمْ والمبادئ الأخلاقية، ولذلك والحالة هذه فإن الآفات الاجتماعية تفتك بقطاعات واسعة في الشارع "الإسرائيلي" .

    لذا لا نستغرب أن أهم المؤسسات التي تتغلغل فيها مثل هذه الأمراض هي مؤسسة التربية والتعليم والمؤسسة الدينية والمؤسسة العسكرية .

    في المؤسسة التعليمية، لأن "إسرائيل" تحرص على تعبئة الأجيال الطلابية الجديدة العنصرية، والاستعلاء، والشوفينية والنظر باحتقار إلى كل من هم غير يهود . بالتالي فإن مثل هذه التربية المشوّهة تعيد إنتاج آفاتها وأمراضها الاجتماعية المتمظهرة في حوادث التحرش الجنسي والاغتصاب .كما أن العنف الذي تتعامل به "إسرائيل" وتمارسه على الفلسطينيين، لا يمكنه أن يؤدي الّا إلى مظاهر عنفية في الشارع "الإسرائيلي" وهذه تتجلى في الحياة الأسرية وفي المؤسسات التعليمية وغيرها .

    في المؤسسة الدينية، لأن الحاخامات يدعون إلى قتل الآخرين (مثال على ذلك الحاخام المتوفى قريباً عوفاديا يوسف الذي يدعو إلى قتل العرب باعتبارهم صراصير وأفاعي) ولأنهم يدرسون التعاليم التي تؤدي إلى مثل هذه الظواهر الاجتماعية مثل، اليهودي هو السيد وغير اليهودي يتوجب أن يعمل عبداً له! تربية قائمة على الاستعلاء والفوقية والتطرف العنصري والمغالاة في تحسين صفات اليهودي مقارنة بمن هم غير يهود . هذه التربية الحاقدة لابد أن تخلق أمراضها في هذه المؤسسة .

    في المؤسسة العسكرية، لأن أهم مبدأ في الجيش "الإسرائيلي" هو الاستناد إلى القوة في ردع الآخرين . كما أن شريعة القتل والاحتلال واغتصاب الأراضي واقتراف المجازر (وما أكثرها) هذه أيضاً تؤدي إلى العنف الأسري، والتحرش الجنسي، والاغتصاب، وغيرها من الآفات الاجتماعية التي تنخر الجسد "الإسرائيلي" من داخله . كثيرة هي مظاهر الخلل في الجيش "الإسرائيلي" وبخاصة ومثلما تقول صحيفة "معاريف" الأمراض النفسية التي تعصف بآلاف الجنود في الجيش .

    من ناحية آخرى لا يمكن إطلاق كلمة "مجتمع" على الشارع "الإسرائيلي"، لأن هذا الشارع يعجّ بالتناقضات الكثيرة بين اليهود من دول مختلفة . رغم ما ينوف على الستة عقود ونصف العقد، ما زالت "إسرائيل" تفتقد إلى التجانس المجتمعي، لذا ترى اليهود الروس يعيشون في "الغيتو" الخاص بهم، كذلك اليهود الغربيين (الأشكناز) واليهود الشرقيون (السفارديم)، وهاتان الجماعتان تنقسمان إلى فئات مختلفة، وفقاً للبلد الذي جاء منه أولئك أو هؤلاء . ثم إن "إسرائيل" لم تتشكل دولة مثل باقي الدول . الذي حصل أن المهاجرين اليهود جاؤوا إلى فلسطين وتم إحلالهم محل الفلسطينيين بعد اقتلاع معظمهم من وطنهم، لكن أبناء كل بلد جاؤوا من ثقافة مختلفة تختلف بالضرورة عن ثقافات البلدان الأخرى، لذا ترى هذه الفسيفساء في الشارع "الإسرائيلي"، وبالتالي فإن من الطبيعي أن يعج هذا الشارع بالتناقضات التي نراها .
    كذلك، حتى اللحظة من الصعوبة بمكان القول "بالثقافة" المجتمعية "الإسرائيلية" الواحدة، فهذه أيضاً ثقافات متعددة تؤدي إلى أنماط مختلفة من التربية والسلوك، لذلك فإن التناقضات داخل الشارع "الإسرائيلي" متعددة، والذي يغطيها ولا يفجرّها هو العداء للفلسطينيين والعرب ولكل ما هو إنساني، من ضمن ذلك هذه المسلكيات اللاسوية التي تفتقد الى إرث حضاري تاريخي من القيم، التي تحصّن الأفراد من الانخراط في الآفات المرضية الاجتماعية مثل التي تواجهها "إسرائيل" .

    لذا، ليس غريباً استنتاج الصحف "الإسرائيلية"، بأن التهديد الذي تحمله هذه الآفات والأمراض الاجتماعية أخطر بكثير من التهديدات الخارجية . كثير من "الإسرائيليين" يهاجرون إلى الخارج في كل عام، نتيجة لتماهي وتمازج الأمراض الاجتماعية مع الإشكالات الاقتصادية وبذلك من الملاحظ أن الهجرة العكسية في تزايد مستمر في الشارع "الإسرائيلي" . إن مجتمعاً يحاولون بناؤه بالقوة وفي سياقات غير طبيعية لا يمكنه صدّ الإشكالات الاجتماعية ولذا يمكن القول: إن "إسرائيل" تتآكل من داخلها .

    أين الأردن من غامض المفاوضات؟!
    ماهر ابو طير-الدستور الأردنية

    غادر جون كيري وزير الخارجية الأمريكي المنطقة قبل أيام فقط، وهو يصرح قائلا: إن الفلسطينيين والإسرائيليين أقرب ما يكونوا إلى السلام في هذه المرحلة، تاركا غامض الكلام للتأويلات، وهو كلام لا يجوز أن يمر دون استبصار لمعناه.
    التساؤلات كثيرة: هل ستعلن دولة فلسطينية كاملة عاصمتها القدس، أم سنرى عاصمة أخرى لهذه الدولة فيما تخضع القدس لرعاية دينية باعتبارها حيا دينيا فقط؟!.

    ما مآلات ملفات النازحين الى الاردن عام سبعة وستين، وملفات اللاجئين عام ثمانية واربعين الى الاردن ودول عربية اخرى، العودة والتعويض؟!.
    ما شكل العلاقة التي ستقوم جغرافيا بين الاردن والضفة الغربية، مع المعلومات التي تتسرب حول إصرار اسرائيل على البقاء في غور الاردن، وعدم منحه للفلسطينيين؟!.

    هناك اسرار غامضة وراء تصريحات وزير الخارجية الامريكية، والمعلومات تقول ان التسارع نحو حل القضية الفلسطينية عبر اقامة شكل من اشكال الدولة الفلسطينية سيكون مدخلا لتطبيق المبادرة العربية التي تضمنت منح اسرائيل علاقات دبلوماسية مع اكثر من خمسين دولة عربية واسلامية. النتيجة ستكون تأسيس محور كبير عربي اسرائيلي ممتد في وجه محور الهلال الشيعي، طلبا للحماية، من جهة، ولتثبيت اسرائيل في المنطقة، وهو امر تسعى اليه اطراف عربية ودولية نافذة، خصوصا، بعد اختلال معادلات المنطقة، وانقسامها على اساس هلالين، شيعي وإسرائيلي وتوابعه، وخروج الاسلام السياسي السني من اللعبة.

    هذا يعني في المحصلة ان حل القضية الفلسطينية سيؤدي ضمنيا لترتيب معسكر اقليمي كبير تتزعمه اسرائيل، التي ستحل كقوة عسكرية وسياسية، مكان القوة الامريكية المنسحبة الى اسيا، من جهة، والتي اعادت تموضعها في المنطقة مؤخرا، على اساس مبدأ «الإخلاء والإحلال» إخلاء وجودها، وإحلال اسرائيل مكانها، وهذا الإحلال لا يكون ممكنا إلا بحل القضية الفلسطينية، توطئة لقبض ثمن المبادرة العربية.هذا أمر له مكاسبه النفطية والمالية، ولن يتبلور إلا بحل المشكلة الفلسطينية، التي باتت عقبة في وجه زعامة اسرائيل للمنطقة باعتبارها دولة عظمى مقبلة على الطريق.

    هذه سيناريوهات محتملة إذا توصلت المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية الى نتيجة نهائية، غير ان التساؤلات تثار من جهة اخرى حول مدى اطلاع الأردن على ما يجري خلال هذه المفاوضات، ومدى تأثره ايضا بالنتائج، على الصعيد الجغرافي والديموغرافي والاقتصادي، والشكل السياسي المتوقع إذا نشأت رابطة وحدوية بين الأردن والدولة الفلسطينية والتساؤلات مفتوحة هنا، وتصل حد استبصار كل مآلات الكيانية السياسية.

    نؤشر على أن هناك بنودا محددة في اتفاقية وادي عربة تمنح الاردن دورا في الحل النهائي، ازاء ملفات القدس واللاجئين وغير ذلك، ولا أحد يعرف إذا ما كان الاردن يتم وضعه في صورة التفاصيل، أم أنه قد يباغت ببعض النتائج على طريقة اتفاقية اوسلو؟!.
    هناك شيء ما يتم الإعداد له في غامض الغيب، على صعيد القضية الفلسطينية، ونتائج ما يجري ستمتد اقليميا ودوليا، هذه المرة، وربما سر التسارع الذي ألمح اليه كيري، يعود الى الضغط على كل الحلفاء التقليديين في المنطقة الذين كانوا يتكاسلون امام القضية الفلسطينية، لكنهم تحت وطأة اعادة ترسيم المنطقة قرروا حل عقدها، توطئة لإشهار معسكر جديد ممتد، له مهماته المحددة، في المنطق.

    الطرف الوحيد الذي سيدفع ثمن تعميد الاسرائيليين، وتحوّلهم الى شرطي الحماية في المنطقة، في وجه الهلال الشيعي، سيكون الشعب الفلسطيني، وهذا ليس غريبا، فهو يدفع الثمن دوما، في الحرب والسلام. المنطقة تدفع ثمن التحولات دوما، وتتقلب من حضن الى حضن، فلا استقلال ولا حرية!.

    ما الذي يجعل كيري متفائلاً؟
    محمود الريماوي –الخليج الإماراتية
    على خلاف ما يتحدث به الطرفان المتفاوضان فقد تحدث الوزير الأمريكي جون كيري عن تقدم لا سابق له في المفاوضات الفلسطينية - "الإسرائيلية" (صحف الجمعة 6 نوفمبر/ تشرين الأول الجاري) . كيري قام بزيارته الثامنة إلى تل أبيب ورام الله منذ توليه منصبه، وكان قد نجح في دفع الطرفين إلى معاودة التفاوض في يوليو/ تموز الماضي بعد توقف دام ثلاث سنوات . لكن هذه المفاوضات توقفت قبل نحو شهر نتيجة اصرار حكومة الاحتلال على التغول الاستيطاني، وعلى استمرار الوجود في منطقة غور الأردن على الجانب الفلسطيني في أية تسوية محتملة، وهو ما حمل رئيس الوفد الفلسطيني صائب عريقات، إلى وقف التفاوض ثم تقديم استقالته إلى الرئيس محمود عباس.

    المؤشر الوحيد على تفاؤل كيري هو تقديمه مقترحات للجانبين وصفت بأنها ذات طابع أمني تتعلق بالوضع في منطقة غور الأردن، والبادي أن الطرفين المتفاوضين طلبا دراسة هذه المقترحات ولم يرفضاها على التو، الأمر الذي رآه كيري ومساعدوه مؤشراً "إيجابياً" . وقد لوحظ أن عريقات وصف الوضع الذي آلت اليه المفاوضات بأنه "معقد جداً"، في وقت يتعرض فيه رئيس دائرة المفاوضات إلى ضغوط شديدة للمحافظة على وتيرة التفاوض، حتى انقضاء فترة الشهور التسعة التي حددها الجانب الأمريكي للطرفين من أجل التوصل إلى اتفاق . غير أن الطرف الصهيوني يصر على مواصلة الاستيطان خلال تلك الفترة، وبينما يدين الجانب الأمريكي استمرار الاستيطان فإنه لا يرى أن هذه المسألة تبرر وقف التفاوض .

    في واقع الأمر إن الحماسة التي تبديها واشنطن حيال استئناف التفاوض، والسعي الحثيث من جانبها لتحقيق "اختراق"، مردها السعي لطمأنة الجانب "الاسرائيلي" بعد توقيع الاتفاق مع طهران بخصوص ملفها النووي، والبرهنة على أن أمن الكيان الصهيوني ما زال يحتل أولوية أمريكية، سواء في التفاوض مع طهران، أو مع رام الله . وقد عبّرت قيادات فلسطينية (تيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير) عن خشيتها من محاولات الوزير كيري استرضاء حكومة نتنياهو، وكسب صمتها ولو مؤقتاً على اتفاق جنيف بتنازلات إضافية يقدمها الوزير الأمريكي للجانب "الاسرائيلي" على حساب حقوق ومصالح الشعب الفلسطيني . ومن المعلوم أن حكومة نتنياهو ما انفكت تبدي تحفظاتها على اتفاق جنيف النووي مع طهران . ومن المعلوم أيضاً أن الجانب الصهيوني ما زال يصر في المفاوضات على المسائل الأمنية ويعدّها المدخل لبلوغ أي تقدم في التفاوض، وهي صيغة يراد بها شرعنة الاحتلال، واكتساب تسويغ قانوني للتوسع، وهو ما يُفهم من الذرائع الأمنية التي يتم تسويقها لاستمرار وجود الاحتلال في غور الأردن على الحدود الغربية مع الأردن، وأكثر من ذلك فإن حكومة نتنياهو تسعى لاستمالة الأردن كي تؤيد ترتيبات أمنية بوجود "إسرائيلي" دائم على الجانب المقابل، باعتبار أن ذلك يلبي المصالح الأردنية كما تروّج تل أبيب .

    لم ترشح حتى الآن أية مؤشرات على خطة كيري التي وضعها المستشار الخاص لوزير الدفاع الأمريكي الجنرال جون ألن، الذي رافق كيري في زيارته الأخيرة، غير أن مراقبين فلسطينيين رجّحوا أن المقترحات تتضمن ما يشبه تقاسماً للسلطة على معابر الحدود البرية، مع احتفاظ تل أبيب بالسيطرة في الأجواء . ومغزى ذلك أن هذه الخطة في ارتساماتها العامة، تعد اقل وفاء للمصالح الفلسطينية وأكثر مساساً بالسيادة اذا ما قورنت بالاتفاق على المعابر بين قطاع غزة ومصر . وهو الاتفاق الذي منح للجانب "الاسرائيلي" فرصة المراقبة عن بُعد (خارج قطاع غزة) لحركة الداخلين والمغادرين والذي أبرم بعد الانسحاب من غزة في عام ،2005 وكان بوسع السلطة وما زال ومعها الطرف التفاوض المحاججة بأن الوضع الأمني "ممسوك" في الضفة الغربية، بل إن هناك تنسيقاً أمنياً في بعض الحالات بين الجانبين، مما يجعل التذرع بالمقتضيات الأمنية مجرد حجة واهية لاستمرار الاحتلال، فضلاً عن أنه لا يمكن تحقيق الأمن من منظور طرف واحد ولمصلحة طرف واحد، فللجانب الفلسطيني الحق باعتباره الطرف الأضعف، في ترتيبات تضمن عدم اجتياح القوات اراضي الدولة الفلسطينية وعدم استباحة سلاح الطيران الصهيوني للأجواء الفلسطينية، وأنه ليس هناك من دولة في العالم ترتضي عدم السيطرة على حدودها وتتنازل عنه لطرف آخر أياً كان هذا الطرف.

    وبينما يجري الحديث عن هذا الجانب بالذات، فإن استمرار الاجتياح الاستيطاني ووجود مستوطنات كبيرة بحجم مدن، إضافة إلى تلك الأصغر منها، ووجود جدار الضم والتوسع الذي يخترق الضفة الغربية، ما زالت مسائل بعيدة عن التداول التفاوضي والدبلوماسي الذي يقوده جون كيري، ويشرف عليه المبعوث الأمريكي المقيم مارتن انديك . الجانب الصهيوني من جهته يصر على بقاء التجمعات الكبيرة في اية تسوية مع التلويح بالاستعداد ل"التنازل" عن التجمعات الصغيرة والمعزولة . فضلاً عن بقية المسائل المتعلقة بالقدس وعودة اللاجئين وحتى قضايا تبدو أقل تعقيداً مثل الإفراج عن نحو عشرة آلاف أسير يقبعون في سجون الاحتلال وبعضهم منذ عشرين عاماً . ليس هناك من أفق للمفاوضات بصيغتها الحالية، وهناك من تساءل محقاً: لماذا لا تتم الاستفادة من صيغة دولية تضم على الخصوص الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن لرعاية المفاوضات كتلك التي أفضت إلى اتفاق جنيف الإيراني - الغربي، بدلاً من الرعاية الأمريكية الحصرية؟

    درس من انتفاضة الحجارة
    أمجد عرار- الخليج الإماراتية

    يسجل التاريخ أنه في التاسع من ديسمبر/كانون الأول 1987 دهست شاحنة صهيونية سيارة يستقلها عمال فلسطينيون من جباليا - البلد، في قطاع غزة كانت متوقفة في محطة وقود، ما أدى إلى استشهاد أربعة فلسطينيين وجرح عدد آخر، وأثناء تشييع الشهداء فجّر المشيعون غضباً متراكماً ومكبوتاً، بإلقاء الحجارة على موقع للجيش الصهيوني في جباليا . تواصل رد الفعل في اليوم التالي في مخيم جباليا واستشهد الشاب حاتم السيسي ليؤرخ بأنه أول شهداء الانتفاضة في غزة . تدحرج رد الفعل وانتقل إلى الضفة وخرج لاجئو مخيم بلاطة في تظاهرة غاضبة، وارتقى الشاب إبراهيم العكليك ليكون أول شهداء الانتفاضة في الضفة .
    لم يكن ذلك المشهد كل أسباب الانتفاضة، بل "القشة التى قصمت ظهر البعير"، والشرارة التي أشعلت غضباً مبللاً بوقود، راكمه وجود الكيان الصهيوني وممارسات حكوماته وجيشه ومستوطنيه على مدى أربعين عاماً (في ذلك الوقت)، في الجزء الأوسع من فلسطين، وعشرين عاماً في غزة والضفة والشطر الشرقي من القدس .

    لم يكن قتل أربعة فلسطينيين هو الحادث الأشد إجرامية الذي يرتكبه كيان صاحب السجل الحافل بالمذابح منذ إنشائه . الاحتلال لم ينشأ يوم حادثة الشاحنة، إذاً، لا يكفي ذلك الحادث لاعتباره سبباً . السبب أشمل من حادث وأكثر عمقاً، وهو يعود لكل ما يترتب على الاغتصاب والاحتلال والاستيطان والعدوان . من المهم جداً للفلسطينيين وللعرب، خاصة هذه المرحلة، ولكل شعوب العالم، أن نحلل العنصر الحقيقي لديمومة الانتفاضة واستمرارها سبع سنوات كان فيها الشعب الفلسطيني، بخاصة في الضفة وغزة، خلية نحل انتفاضية لم تهدأ .

    العنصر الأساسي الذي صنع الديمومة هو توسّع فصائل منظمة التحرير من فصائل تضم عناصر سرية منظمة، إلى تنظيمات لها امتدادات شعبية . كان الظرف في 1987 ناضجاً تماماً لقيادة ذلك الفعل الكفاحي الشعبي، حيث تم تشكيل قيادة وطنية موحّدة يهتدي ببياناتها وتعليماتها كل المنتفضين، وكانت قيادات ظل متسلسلة وجاهزة لاستلام القيادة بدل أولئك الذين يعتقلهم الاحتلال .

    "إسرائيل" بكل ما تدّعيه عن قدرات استخبارية خارقة لم تقدّر حقيقة المستجد، بدليل أن وزير جيشها ذهب بعد ثلاثة أيام من حادث الشاحنة في زيارة إلى الولايات المتحدة، وعندما عاد تحدّث في مطار اللد باستخفاف وتعهّد "تكسير أرجل وأيدي" المنتفضين، واتهم سوريا وإيران بإشعال "الأحداث"، فيما كان إسحاق شامير سبقه باتهام منظمة التحرير الفلسطينية . كان كل ذلك تشخيصاً هروبياً، إذ لا يمكن لأي عامل خارجي أن يحرّك شعباً لسنوات عديدة .

    وجود القيادة الوطنية الموحّدة، وثقة الشعب بها وبكونها تمثّل مطالب الشعب، وامتداداً لمنظمة التحرير، أنشأ حالة من الفعل المتناغم والقادر على الاستمرار مهما فعل الاحتلال الذي فعل كل شيء لاستفزاز الفلسطينيين ودفعهم للخروج عن المنسوب الشعبي الذي تبلور واشتهر عالمياً بمسمى "انتفاضة الحجارة"، وقد حيّد الفلسطينيون السلاح، إلا على نطاق ضيق لم يغيّر الصورة الكلّية . لم يكن للانتقام وردود الفعل غير المدروسة مكان في قاموس كفاح سيمفوني متناسق، لكن عندما وقعت قيادة المنظمة في فخ الوهم وتسرّعت في قطف الثمار عبر اتفاق أوسلو البائس، أجهضت الانتفاضة ولم تحقق أهدافها .
    إسرائيل.. قصة امتلاكها السلاح النووي
    محمد عثمان – عمان العمانية
    كانت إسرائيل من الدول القليلة التي أعلنت عن غضبها من الاتفاق النووي بين إيران والقوى الغربية وتعتبر إسرائيل هي الدولة الوحيدة في منطقة الشرق الأوسط التي تمتلك الأسلحة النووية. فقد وصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاتفاق بأنه «خطأ تاريخي»،

    وقالت صحيفة (جيروزاليم بوست) الإسرائيلية، إن الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه أخيراً في جنيف بين القوى العالمية وإيران يمثل «خطورة كبيرة غير مرئية»، «وإنه يرتكز على أسس هشة ربما قد تؤدي إلى انهيار نظام العقوبات المفروضة على إيران، ومن ثم قد تحاول إيران خلال الأشهر الستة المقبلة العمل على تقسيم القوى الدولية».
    إسرائيل التي طالما هددت بشن هجوم عسكري لوقف برنامج إيران النووي لديها وفقاً لمعهد لندن للدراسات الإستراتيجية ما بين 100 – 200 رأس نووي. وتتبع إسرائيل سياسة يطلق عليها الغموض النووي فهي لا تعلن أنها دولة نووية تمتلك القنابل النووية كما أنها لا تنفي حيازتها لهذا النوع من الأسلحة وتحقق تلك السياسة لإسرائيل قوة ردع كبيرة لخصومها بما يعني منعهم من الهجوم عليها والتفكير في عواقب ذلك الهجوم والمتمثلة في احتمالات استخدام إسرائيل للأسلحة النووية ضدهم.

    وأصبحت إسرائيل هي القوة الأولى في الشرق الأوسط والسادسة على مستوى العالم التي تمتلك السلاح النووي على الرغم مما كان قد أعلنه رئيس الوزراء السابق ليفي أشكول من أن إسرائيل لن تكون الدولة الأولى التي تُدخل السلاح النووي إلى الشرق الأوسط.
    وقد أصبح من المسلَّم به منذ عام 1970 أن إسرائيل لديها سلاح نووي وجاءت خطة امتلاك السلاح مبنية على البرنامج النووي الإسرائيلي الذي بدأ فور إنشائها على أرض فلسطين في عام 1948. ويرى بعض الإسرائيليين أن فكرة حصول إسرائيل على القدرة النووية تعادل فكرة إنشاء الدولة وبدأ ديفيد بن جوريون أول رئيس وزراء إسرائيلي رعاية الحلم النووي مبكراً وفي الفترة من 1955 – 1958 التي شهدت تأسيس العلاقات الخاصة بين إسرائيل وفرنسا تم توفير الموارد المطلوبة لتطوير مشروع نووي، وكان هناك ثلاثة أشخاص رئيسيين وراء المشروع هم بن جوريون، وشيمون بيريز، وارنست ديفيد برجمان المتخصص في الكيمياء العضوية .

    وحدد بن جوريون العلم والتكنولوجيا باعتبارهما المجال الوحيد الذي تستطيع إسرائيل من خلاله التفوق على العرب وأعطى الأولوية للأبحاث العلمية والعسكرية حيث أنشأ مركزاً للعلوم في صحراء النقب وخصص له ميزانية كبيرة لدرجة أن كبار مسؤولي المركز لم يعرفوا ماذا يفعلون بها. وأدرك بن جوريون أن إسرائيل في حاجة ماسة لسلاح نووي لحماية أمنها في حالة عجزها عن التنافس مع العرب في سباق التسلح أو لاستخدامه كسلاح للضربة النهائية وبما يقنع العرب بالاستسلام لقيام دولة إسرائيل. وفي ديسمبر 1960 تحدث بن جوريون في خطاب أمام الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) عن أهداف السلام للمشروع النووي الإسرائيلي.

    أما برجمان فقد كان كيميائياً صغيراً عندما طرده النازيون من جامعة برلين في عام 1933، وعيَّنه حاييم وايزمان رئيساً لمعهد بحوث دانيال زيف الذي تم ضمه إلى معهد وايزمان للعلوم في عام 1949، وعيَّنه بن جوريون رئيساً لمركز العلوم التابع للجيش الإسرائيلي وعمل في عام 1951 في منصب المستشار العلمي لوزير الدفاع،وفي يونيو 1952 تم إنشاء اللجنة الإسرائيلية للطاقة الذرية برئاسة برجمان الذي أقنع بن جوريون بأن الطاقة الذرية من شأنها أن تكون سبب استمرار بقاء إسرائيل من خلال تطوير الطاقة النووية للأغراض السلمية، وتحقيق الخيار النووي لإسرائيل على أساس أنه لا يوجد نوعان للطاقة الذرية أحدهما للسلام والآخر للحرب. وكان هناك الشخص الثالث شيمون بيريز – الرئيس الإسرائيلي حاليا الذي أقام علاقات مشتركة مع فرنسا بهدف إمداد إسرائيل بالمفاعل النووي وقاد الجهود الإسرائيلية في مجال المشروع النووي.

    وكانت الولايات المتحدة أعلنت اعتزامها تقديم المساعدات لإسرائيل في مشروع نووي من أجل السلام وذلك في إطار برنامج الذرة من أجل السلام الذي أعلنه الرئيس الأمريكي داويت أيزنهاور في عام 1955 ووافقت على بيع مفاعل تجارب صغير لإسرائيل بشرط خضوعه لإشراف أمريكي ولكن مفاعلا كهذا لم يكن كافياً لتحقيق الخيار النووي لإسرائيل التي تطلعت إلى فرنسا على أنها الدولة التي يمكن أن تساعدها في هذا المجال، ووطد بيريز العلاقات مع فرنسا واعتبر إقامة مشروع نووي إسرائيلي سري أساساً لقاعدة قوي سياسية وعسكرية.

    ومع مطلع عام 1956 وفي الوقت الذي توطدت فيه العلاقات الفرنسية الإسرائيلية اقتنع بيريز بأن فرنسا يمكن أن تكون المصدر الرئيسي لمساعدة إسرائيل نووياً، وارتبط ذلك بالتنسيق للعدوان الثلاثي الفرنسي البريطاني على مصر الذي حدث في 29 أكتوبر 1956 في أعقاب تأميم قناة السويس وفرض مصر للحصار البحري على إسرائيل ومنعها لمرور السفن الإسرائيلية أو تلك المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية من عبور قناة السويس.

    وفي تلك الفترة اجتمع وزير دفاع فرنسا مع بيريز وسأله:كم من الوقت يستغرق الجيش الإسرائيلي لاجتياز سيناء والوصول إلى قناة السويس وكان رد بيريز أن ذلك ممكنا في أقل من أسبوعين، وكان ذلك هو دور إسرائيل في العدوان الثلاثي والذي واكب التحضير له التوصل إلى اتفاقية في 17 سبتمبر 1956 بين فرنسا وإسرائيل لبيع مفاعل أبحاث لإسرائيل، التي حصلت لاحقاً على مفاعل كبير بطاقة 40 ميجاوات. وفي 30 أكتوبر 1957 وقعت فرنسا وإسرائيل على اتفاقية تزود بمقتضاها فرنسا إسرائيل بمفاعل أقيم في ديمونة، وحصلت إسرائيل على الماء الثقيل لتشغيل المفاعل من النرويج بعد أن غيرت توجهها من بناء مفاعل للأبحاث إلى بناء مفاعل حقيقي وبدأت في العامين التاليين برنامجها النووي، ووصفت مفاعل ديمونة بأنه مصنع للنسيج. هذه باختصار قصة امتلاك اسرائيل للسلاح النووي الذي تريده حكرا لها حاليا.

    ايران ـ اسرائيل: الحقيقة المزعجة!
    رأي القدس العربي
    اعلان الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز استعداده للقاء الرئيس الايراني حسن روحاني لم يكن التصريح الأول الذي توجّه به الى القيادة الايرانية والايرانيين عموماً، ولا يجب أن يعامل باستخفاف. ومن يستغربون هذا التصريح نسوا، على ما يبدو، قضية ‘ايران غيت’ التي عقدت بموجبها إدارة الرئيس الأمريكي ريغان اتفاقاً مع إيران (التي كانت وقتها دولة عدوّة لأمريكا) لتزويدها بالأسلحة لاستخدامها في حربها مع العراق.

    كان الاتفاق يقضي ببيع إيران وعن طريق إسرائيل ما يقارب 3000 صاروخ ‘تاو’ مضادة للدروع وصواريخ هوك أرض جو مضادة للطائرات مقابل إخلاء سبيل خمسة من الأمريكيين المحتجزين في لبنان، وقد عقد الاتفاق جورج بوش الأب (الذي كان نائباً للرئيس رونالد ريغان) وحضر الاجتماع مع الجانب الايراني مندوب عن الموساد الاسرائيلي (آري بن ميناشيا).

    نتج عن الاتفاق ارسال 176 صاروخا نقلتها طائرات اسرائيلية الى ايران، وكان ذلك في أوج موجة العداء الهائلة للأمريكيين في الجمهورية الاسلامية حين كانت امريكا تصوّر في وسائل اعلام طهران باعتبارها ‘الشيطان الأكبر’ وكان الحجّاج الايرانيون وقتها يتكبدون المشاق للتظاهر (في مكة) ضد أمريكا واسرائيل!

    اتفاقية الكونترا تلك كانت دليلاً على المرونة الايرانية في عزّ الغلواء الايديولوجية للجمهورية الاسلامية الناشئة، وقد تجاوزت تلك ‘المرونة’ الخطوط الحمراء الافتراضية، الدينية والسياسية، فيما يتعلق باسرائيل وامريكا.

    واذا كانت رغبة الأمريكيين في استعادة 5 محتجزين أمريكيين عند حزب الله اللبناني دفعتهم آنذاك الى تلك الصفقة الكبيرة مع الايرانيين فلنتخيّل الدرس الذي تعلّمه الإيرانيون من تلك الصفقة: بدل احتجاز 5 أشخاص ماذا ستدفع أمريكا لو أن ايران احتجزت بلداً كاملاً مثل لبنان مثلا؟ وماذا ستفعل لو سيطرت بمساعدة فصائلها العراقية وحزب الله على سوريا؟ وماذا سيدفع العالم الغربي إذا شنّ حلفاء إيران حرباً على اسرائيل (أو جعلوا جبهتها هادئة)؟ وماذا سيفعل العالم لو امتلكت ايران القنبلة النووية؟
    إذا طبقنا هذا المنطق السياسي على كل ما حصل من تمدّد للنفوذ الايراني في المنطقة العربية لاستطعنا فهم ايران الحقيقية بدون رتوشها الايديولوجية وتهديداتها الاستعراضية للأبعدين والأقربين: كلّما كبرت الرهينة كلما كانت الفدية أكبر.

    استُخدمت صفقة الكونترا بعد انفضاحها في الضغط على رونالد ريغان وادارته، كما استخدمت للتشهير بالايرانيين وبعلاقتهم مع امريكا واسرائيل. لكن هل تساءل أحد لماذا قبلت اسرائيل وأجهزتها الأمنية، بتلك السهولة، العمل على تزويد ايران بالسلاح؟ وهل كان ذلك لأن استخدامه كان سيتم ضد بلد عربي: العراق؟

    على عكس تهديداتها الخلبية بضرب المفاعل النووي الايراني قامت اسرائيل فعلاً بتدمير المفاعل النووي العراقي وأتبعت ذلك بجهد متواصل على مدى عقود للقضاء على العراق برمّته واجتهد أحبارها السياسيون وحلفاؤها الكبار من دهاقنة اليمين المحافظ الأمريكي في واشنطن بعد ذلك في تدمير بنية العراق العلمية والعسكرية والاقتصادية بحيث صار فريسة سهلة لايران وحديقة خلفية لها.

    لم يتساءل أحد من أنصار ايران ‘المعادية للامبريالية الأمريكية ولاسرائيل’ ولم يهتزّ ضميرهم السياسي من مفارقة اشتراك اسرائيل وايران في مطاردة الأدمغة العلمية والعسكرية العراقية، وفي دعم نظام استبدادي في سوريا، ومن تحويل ثورة شعب مضطهد الى صراع وجود بين السنة والشيعة سيترك المنطقة بكاملها خراباً تنعق فوقه الغربان. تحت اسم العداء لأمريكا واسرائيل هشّمت السياسة الايرانية أحشاء العراق وسوريا وكسرت ظهر الأمة الإسلامية والعربية وهو أمر لم تستطع اسرائيل أن تفعله. وضمن هذا السياق نفهم الآن معنى قول بيريز للايرانيين: أنتم لستم أعداءنا.
    الأسد بين لاهاي والهاوية
    سعد بن طفلة العجمي- (وزير الاعلام الكويتى السابق)-الشرق القطرية
    "لا مكان للأسد بجنيف2 فمكانه بلاهاي"، تصريح يختزل المكان العادل والطبيعي لمستقبل بشار الأسد، كان التصريح جزءا من محاضرة لوزير الخارجية القطري الدكتور خالد العطية بتشاتام هاوس بلندن الأسبوع الماضي، ولم يكن هذا موقفا خليجيا أو قطريا وليس رأيا لكاتب هذه المقالة وحسب، ولكنه موقف الأمم المتحدة التي أقرت- بعد طول انتظار- قبل أيام بأن الأسد متورط بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وفي لاهاي توجد محكمة العدل الدولية ومحكمة الجرائم الدولية، وفيها حوكم طغاة الصرب ورواندا وليبيريا ومحاكمة قتلة الحريري وغيرها.

    منذ اليوم الأول لانتفاضة الشعب السوري ضد الطغيان قبل ما يقارب ثلاثة أعوام، والنظام بقيادة الأسد ينتهج نهجا واحدا لا ثاني له: البطش بكل أنواع العنف من قتل وتشريد وقصف بالأسلحة الكيماوية والطيران الحربي والصواريخ. نكبة الشعب السوري على يد نظام بشار لا يضاهيها نكبة شعب بهذه السرعة من التدهور والدمار، ثلاثة ملايين لاجئ بأقل من ثلاث سنوات، أي نصف عدد من شردتهم إسرائيل على مدى أكثر من ستة عقود بمن فيهم من ولد خارج فلسطين نفسها، وضعف هذا العدد من شعب سوريا نازحون بالداخل، القتلى والجرحى والمعتقلون والمختفون تجاوزوا نصف مليون، والانهيار على كافة الأصعدة كي يبقى الأسد بالسلطة، ولا حجة للنظام سوى محاربة "الجماعات الإرهابية"! تكرار مثير للغثيان لعبارة الإرهاب من نظام مارس ولا يزال أبشع أنواعه ضد شعبه.

    ثلاث سنوات عجاف قاهرة ردد الشعب السوري ببداياتها شعارات الحرية والوحدة الوطنية السورية، وتصدى بصدور عارية لرصاص البطش والطغيان، أملا في بعض ضمير لدى المجتمع الدولي إلى أن يأس من أن يتدخل لوقف المذبحة، فرفع شعارا يعبر عن يأسه وكفره بالمجتمع الدولي وأهزوجة الضمير العالمي: يا الله ما فيه غيرك يا الله! ويروج الإعلام الغربي ومصدقيه خوفا وهلعا من جماعات إرهابية سلفية مثل جبهة النصرة وداعش القاعدة، متناسين أن النظام السوري هو الذي شجعها ومولها وعكس خطابها الطائفي وهيأ لها السبل والأجواء قبل أن يدخلها في الاقتتال ويخوف بها أطرافا داخلية وخارجية، فلأقليات سوريا رسالته واضحة: هؤلاء ضد كل الطوائف والأديان ولا بديل لكم سواي لأن مجيئهم يعني القضاء عليكم، وللمحيط والعالم يقول: انظروا من بديلي لو رحلت!

    لكن غباء الطغيان لا يمكن توريته، فمثل هذه الجماعات الإرهابية هي صنيعة النظام، وهم حلفاؤه بإثارة الهلع واليأس والدموية، ومن يساند النظام من أحزاب طائفية من الخارج كحزب الله وكتائب العباس هي الوجه الآخر لداعش والنصرة، وما مشهد الاقتتال الطائفي القبيح بسوريا اليوم إلا نتاج سياسة الأسد نفسها: الأسد أو نحرق البلد! والنظام يدرك أنه لن يحكم سوريا أبدا بعد الثورة، وأقصى ما يطمح إليه هو أن يكون أقوى قوة ببلد ممزق ومنهار حتى ولو لم يكن القوة الوحيدة، تماما مثلما وضع حزب الله حيث يعتبر أقوى قوة بلبنان لكنه ليس بالقوة الوحيدة. يستحيل على أي معارض قبول بقاء الأسد بعد جنيف2، فالتضحيات أكبر من تناسيها، والمأساة أكبر من تجاهلها، ويستحيل على نظام مارس كل أنواع القبح الدامي أن يتنازل عن السلطة بعد كل هذه الدماء التي سفحت من أجل بقائه، فلا مصير للأسد إلا بلاهاي أو بالهاوية!

    ملف اللاجئين
    فايز الفايز- الرأي الأردنية
    نحتفل بفوز الأردن بمقعده في مجلس الأمن وسط عواصف الشتاء الثالث للاجئين السوريين في الأردن والذين يشكلون بشكل طبيعي ضغطا هائلا جدا على موازنة المؤسسة الرسمية الأردنية رغم التصريحات والتهافت الكلامي الذي شبعنا منه هواء مباشرا وورقا حمل وعودا وخططا لم نر معظمه على أرض الواقع لا في مخيم الزعتري الأكبر حجما والأكثر وطأة ، ولا في المخيمات الأخرى أو البيوت التي يسكنها أشقاؤنا من اللاجئين السوريين وعائلاتهم الذين باتوا يشاطروننا كافة الخدمات وعن طيب خاطر من هذا الشعب الأردني الكريم .

    الأردن بقيادة جلالة الملك لم يغب عن الساحة السياسية العالمية على مرّ السنين ، حتى ولو أراد إستراحة فإن الأحداث والحروب الداخلية التي تختبىء للعرب لا تترك فرصة لهذا البلد أن يعيد ترتيب خياراته الخارجية ، فالأيدي الناعمة تحت البدلات الأنيقة دائما توقع قرارات إشعال الفتيل في بيوتها الوطنية ، ليتشرد الشعب المسكين ، ثم يبحث عن لجوء آمن في الجوار ، وهل هناك وطن يشبه «ماما تيريزا» غير الأردن يضمد جراحهم .. لذلك يضطر الأردن أن يبقى متأهبا في الساحة السياسية العالمية ، وهو الأحق بفقره وشح موارده وحجمه أن يفاخر بوجوده في مجلس الكبار كي يروا حجمه الحقيقي ، ويدعموا مواقفه الإنسانية رغم ما به من خصاصة .

    لذلك لا اعتقد أن هناك منصفا لا يرى أن الكاهل الأردني بات ينوء عن حمله ، وأن من الواجب على الأطراف المعنية بالأزمة السورية وكل من يقدم الدعم السياسي والمالي لهذا الطرف أو ذاك أن يبادر الى تقديمه للأردن دون شرط ولا منة ، وأن تخصص الحكومة هيئة خاصة تتولى ملف اللاجئين بحنكة ودراسة تطور المشكلة السورية داخل الأردن وأقصد بها اللاجئين الذين تجاوزا مليون إنسان لهم حقوق البشر ودون الخوض في تفصيلات غير حميدة ، فإن زمن الحرب في سوريا قد طال ، وزمن اللجوء سيطول والشتاء السياسي القارص يلسع اللاجئين وأطفالهم ويلسع الإدارة الأردنية برمتها ويكلفها موازات ضخمة غير واردة في حساب الدول المانحة ولا صناديق الأمم المتحدة التي تضغط لتوفير الرفاه للاجئين وهي لا تقدم دعما بأكثر من سعر الكلام ، فيما تنسى أن الجنود الأردنيين يهبون الى نجدة اللاجئين عبر الحدود غير الشرعية وتأمينهم بالغذاء والدواء حتى يصلون مخيمات بدأ العالم ينساها عندنا .

    في المقابل إذا أقرت الحكومة بناء مساكن إسمنتية في مخيم الزعتري فمعنى ذلك أننا سنرى جيلا جديدا من أطفال اللاجئين وقد شبوّا عن الطوق ، وهذا معناه تكلفة اجتماعية عالية وسط المجتمع الأردني ، وخصوصا في محافظتي الشمال المفرق وإربد ومحيطهما ، في ظل شح معروف في الموارد الطبيعية وأزمة اقتصادية خانقة يعاني منها الشعب ، وهذا يعني تكلفة جديدة وعالية على الحكومة أمنيا واقتصاديا وسياسيا ، وستتحول المشكلة من فزعة انسانية الى نظرة خوف نحوهم ، فالشباب الأردني بصراحة لم يعودوا يجدون وظائف في السوق ، فاشقاؤم السوريون لا ينتظرون فترة رثاء ولطم على ماجرى لهم ، بل ينخرطون فورا في عمل يجدونه ، وهم والحمدلله موجودون في كل مكان في الأسواق الأردنية ، وهذا يجب أن تعرفه الهيئات العالمية والدول المانحة التي لا تمنحنا أقل حقنا.

    المسؤولون لا يدرون ما الذي سيفعلونه في الأسبوع اللاحق فعلا ، وهذا شيء طبيعي نسأل الله أن يعينهم عليه ، لأن الخارطة السياسية والعسكرية السورية باتت حرب الرمال المتحركة ، ولكن مقعدنا في مجلس الأمن يجب أن يعطينا الدعم القوي لأن يسمع العالم منا لغة صارمة ، في ظل «إعلان خوف» شركات الأسلحة الأمريكية من فقدان سوق الشرق الأوسط .

    الدستور.. ليس هو الحل!
    معصوم مرزوق- اليوم السابع
    انتهت سطور الدستور الجديد، ولكن تلك ليست النهاية، وإنما مجرد بداية.. الدستور وثيقة قانونية سياسية، لكنها فى المقام الأول انعكاس للواقع وتوازنات القوى فيه.. الواقع أقوى من أى وثيقة مكتوبة.. وأى سطور لا تتطابق مع هذه الحقيقة، لن تزيد عن كونها مجرد كلمات ميتة.. وإذا كان الظرف الحالى يفرض التغاضى عن بعض الملاحظات، والتعامل إيجابياً مع الوثيقة الجديدة، فإنه ربما أمكن فى المستقبل تدارك المسكوت عنه، علماً بأن كل ما تجاوز الواقع أو تناقض معه، سيظل محنطاً إلى أن يسقط مثل كل الكلمات الميتة.

    فى ظل دستور 1971، كان الرئيس الأسبق مبارك حاكماً على مصر لمدة تزيد على عقود ثلاثة، ازدحمت شوارع المحروسة طوال هذه السنوات بمئات الآلاف من المصفقين المهللين الصارخين باسمه، أطل بوجهه الباسم عليهم من شاشات التليفزيون وصفحات الصحف كل صباح ومساء، وهو يمنى شعبه بالزمن السعيد، تغنى باسمه آلاف التلاميذ فى المدارس، أطلق الآباء اسمه على آلاف الأبناء، كان الزعيم الذى يجد كل من حوله مسبحاً باسمه، فكل كلمة تخرج من بين شفتيه هى الحكمة المصفاة، وكل خطوة يخطوها تتجه حتماً إلى نصر جديد.

    لقد تحول مبارك فجأة إلى حلم الفقراء فى العشوائيات، وحامى الثكالى والأيتام فى الحوارى الضيقة القذرة بطول وعرض المحروسة.. بل وأصبح فى فترة زمنية صورة صلاح الدين الذى تنتظره القدس.. هكذا رآه الملايين فى معظم سنوات حكمه، وربما لم يقرأ أغلبهم كلمة واحدة فى الدستور، لأن الأحلام لا يصوغها فقهاء القانون الدستورى..

    ثم فجأة.. أطل علينا مبارك آخر من شاشات التليفزيون.. منكسر ذليل فى قفص، يبدو طيعاً وديعاً بين أيدى حراسه.. إنها لحظة الحقيقة الكاشفة.. فى لحظة الحقيقة الكاشفة تكون الصدمة العنيفة، حين ينكشف المستور وجزء من الخفايا، وعندها أدرك الجميع أن «الدستور» الذى عجز عن تحقيق أحلام الشعب، هو نفسه «الدستور» الذى لم يحصن الرئيس ضد الغضب الشعبى الذى أطاح بأوهام «الشرعية الدستورية» التى لم تتطابق مع الواقع المعاش.. وهذا ما حدث فى زمن أقصر مع دستور 2012 وأوهام «شرعية مرسى».
    ومع ذلك.. وجدنا من يبكى غير مصدق مشهد مبارك الأخير، بل خرجت بعض المظاهرات فى بعض الشوارع تهتف: «بالروح بالدم.. نفديك يا مبارك!!».. لم يسعد مشهده المنكسر حتى خصومه المنتصرين، ليس لأنهم كانوا يعشقونه بشكل خفى أو لمرض نفسى ما، وإنما لأنه لو كان ذلك الشخص الذى ظهر مهزوماً على شاشات التليفزيون هو خصمهم الجبار اللدود- كما ادعوا- على مر السنين الطوال، فما أهونهم لأن قيمة المرء تقاس أيضاً على مقاس خصمه، فإذا كانت هذه هى حقيقة حال خصمهم الذى قهرهم- كما قالوا- ردحاً من الزمن، فإن الاستنتاج المنطقى هو أنهم أدنى كثيراً منه، وذلك هو التفسير الوحيد لأمنية الخصوم الذين قالوا بأنهم كانوا يفضلون لو أنه قاتل ضد معارضيه أو انتحر. إنها صناعة الوهم واحتراف الخوف، فنحن نخترع العفريت الذى نخاف منه، نحن الذين نصنع الأصنام بأيدينا ثم نسجد أمامها كى نعبدها، المشكلة لم تكن فى الزعيم وإنما المشكلة فى «خداع النفس».. وتقديرى أن ذلك لا يمكن علاجه فقط بصياغات دستورية محكمة.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء عربي 370
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:45 AM
  2. اقلام واراء عربي 369
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:44 AM
  3. اقلام واراء عربي 367
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-15, 10:43 AM
  4. اقلام واراء عربي 366
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-04-08, 10:16 AM
  5. اقلام واراء عربي 346
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء عربي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:07 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •