النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 290

  1. #1

    اقلام واراء محلي 290

    اقلام واراء محلي 290

    في هــذا الملف:


    حديث القدس: العجز الكامل .. عربي اساسيا ولا بد من خطوات عملية لمواجهته
    بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس

    "عنقاء" فتح تنهض من تحت ركام الإنقلاب
    بقلم: الأسير المقدسي: حسام زهدي شاهين عن جريدة القدس

    القدس في واد... والجهود الفلسطينية المبعثرة في واد آخر
    بقلم: راسم عبيدات عن جريدة القدس

    ما السر وراء مهرجان الانطلاقة؟
    بقلم: هاني المصري عن جريدة الأيام

    ماذا قالت غزة ؟
    بقلم: مهند عبد الحميد عن جريدة الأيام

    الفلسطينيون في سورية : بين الحياة والموت!
    بقلم: رجب أبو سرية عن جريدة الأيام

    حياتنا - اللجوء الفلسطيني والهجرة اليهودية
    بقلم: حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة

    ومضة: فلسطين والمستقبل.. هل من أمل؟
    بقلم: صبري صيدم عن وكالة وفا

    ذكرى انطلاقة فتح والانحدار الأوسلوي!
    بقلم: حيدر عيد عن وكالة معا

    كلمة السر في انطلاقة فتح الـ48
    بقلم: مازن صافي عن وكالة معا

    غزة، الخروج عن النص
    بقلم: غسان زقطان عن وكالة سما

    حدث غزة !
    بقلم: شميح شبيب عن وكالة سما

    على ضفاف النيل.. "فتح" تنطلق و"فرقة العاشقين" تتألق
    بقلم: كمال أبو شاويش عن وكالة PNN


    حديث القدس: العجز الكامل .. عربي اساسيا ولا بد من خطوات عملية لمواجهته
    بقلم: أسرة التحرير عن جريدة القدس
    قال رئيس الوزراء د. سلام فياض ان السلطة او الدولة تقترب من العجز الكامل وان عدد الفقراء الفلسطينيين سيصل الى ٥٠٪ من مجموع السكان وستكون من اعلى النسب في العالم إن لم تكن اعلاها جميعا، وان هذا كله بسبب عدم تحويل الدول العربية ما التزمت به من توفير شبكة امان مالية في اكثر من قمة واجتماع.
    وفي مقابل هذه التصريحات الواضحة والصريحة، فان العاملين في الوظيفة يستعدون لتنفيذ سلسلة اضرابات لانهم لم يستلموا رواتبهم وعجزهم عن توفير ابسط متطلبات المعيشة والحياة، وهكذا فاننا سنظل ندور في حلقة مفرغة من العجز المالي والاضرابات، ويدفع الوطن والجميع ثمن ذلك.
    ولكل طرف وجهة نظر ومنطق في الذي يقوم به رغم ما فيه من سلبيات: الحكومة لا تستطيع توفير الاموال والموظف لا يستطيع العيش بدون راتب فاين تقع المسؤولية؟ يقول البعض ان الحكومة هي المسؤولة لانها القيادة والموظفون هم الشعب او الجنود الاكبر منه وان عليها ان تستقيل اذا لم تستطع سد العجز. وهذا منطق مبتور فان استقالت الحكومة فهل تستطيع اية حكومة اخرى وسط الظروف المعروفة تأمين الاموال اللازمة؟ ومن اين وكيف. والجواب بسيط وواضح وهو ان هذا العجز الذي تعاني منه الدولة هو قضية اكبر من اية حكومة واكبر من السلطة كلها ولا يمكن مواجهة الضغوط المالية التي يمارسها الاحتلال سوى بتنفيذ الالتزامات العربية المالية التي تم اتخاذ قرار عربي بشأنها مرة بعد الاخرى.
    وما يزال الدين العام لجامعة الدول العربية د. نبيل العربي يدعو الدول الاعضاء الى الوفاء بالتزاماتها ولكن دون جدوى حتى اللحظة كما يبدو، بينما نرى بعض هؤلاء الاعضاء ينفقون بغير حساب في مواقع اخرى مثل سوريا، او الاستثمارات ووسائل الاعلام والتنظيمات التي تخدم اهداف هؤلاء الذين يبدو واضحا ان القضية الفلسطينية لم تعد تثير اهتمامهم ويبخلون عليها بالقروض القليلة من بحار ومحيطات ثرواتهم المتدفقة باستمرار.
    ينسى هؤلاء ان العجز المالي قد يؤدي الى انهيار السلطة انهيارا كاملا بكل ما يعنيه ذلك من تداعيات أبعد من حدود الاراضي المحتلة، وستمتد آثارها الى ارجاء عربية واسعة وقد لا يسلم أحد من نتائجها.
    في كل الاحوال فان القيادة مطالبة باتخاذ خطوات عملية لاقناع الممتنعين عن توفير الامان المالي بان سياستهم هذه سترتد اليهم، سواء أكان هلاء هم الاحتلال المتغطرس او الدول العربية قصيرة النظر، وعدم الاكتفاء بالمناشدات والنداءات ...!!
    العرب والمنتوجات الاسرائيلية؟!
    شيء لا يصدق وهو اقرب الى الخيال ان الصادرات الاسرائيلية تتراجع بالنسبة للاتحاد الاوروبي وترتفع بالنسبة للدول العربية، لقد انخفضت الصادرات الى اوروبا بما قيمته اكثر من ستة مليارات دولار وازدادت عربيا بنسبة ١٢٪.
    اسرائيل التي تحتل الارض وتمعن في الاستيطان والتهويد تجد من يستورد منها عربيا وبزيادة سنوية، بينما تتراجع اوروبا لاسباب عدة من بينها التحفظ تجاه السياسات الاسرائيلية ولا سيما الاستيطانية، كما يواصلون اقامة العلاقات والاتصالات السياسية مع الدولة المحتلة، ويزيد الامور سوءا ان الصادرات الاسرائيلية ليست شيئا استثنائيا وانما توجد بدائل عربية لها الامر الذي يثير تساؤلات اكثر وشكوكا اكبر.
    وهؤلاء المستوردون هم داعمون مباشرون للاحتلال والاستيطان ومتناقضون مباشرون مع الحقوق الفلسطينية، رغم كل ما نسمعه من اقوال وبيانات خلاف ذلك.
    وهذا الحالة هي وجه آخر للتقصير والتخاذل والعجز العربي لتوفير شبكة امان مالي ودعم للصمود والبقاء فوق الارض والعمل على حمايتها من الضياع الكامل,,, انها مواقف مؤسفة ومخجلة ان لم نقل مخزية ومحزنة، ولا بد من العمل الحقيقي لوقف هذه التناقضات والمهازل العربية.

    "عنقاء" فتح تنهض من تحت ركام الإنقلاب
    بقلم: الأسير المقدسي: حسام زهدي شاهين عن جريدة القدس
    بعد ست سنوات عجاف، حرم خلالها أبناء وجماهير حركة فتح من ممارسة حقهم الطبيعي في المشاركة وإحياء المناسبات الوطنية؛ وتحديداً بعد الإستيلاء العسكري لحركة حماس على السلطة في قطاع غزة، تأتي نافذة الإنطلاقة ال (48) لحركة فتح لتؤكد للجميع بأن تضييق الخناق على ممارسة العمل السياسي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تحسم الساحة الفلسطينية لأي جهة كانت؛ مهما اشتدت غطرستها؛ لأن تجليات العمل الوطني الفلسطيني لا تخضع لشروط الأيديولوجيا، وإنما تتبع لمنبر التعددية السياسية بكل ألوان طيفها.
    كما ثبت أن انتهاج سياسة الحرمان وكبت الحريات العامة والخاصة، لا تنسجم وطبيعة الشعب الفلسطيني النابذة للتسلط والطغيان، والتواقة للحرية والوحدة، لأن مصادرة الحق العام والفردي هي أساليب قميئة من مخلفات الدكتاتوريات الآفلة، والتداول السلمي للسلطة والإنفتاح الحضاري على الآخر، وغيرها من القيم الإنسانية، هي من ثمار الديمقراطيات الصاعدة التي تليق بنا كأبناء للشعب الفلسطيني، وتوائم تضحياتنا الجسام.
    ومن هذه المؤشرات الواضحة على عظمة هذا الشعب؛ زحفه على الساحة المخصصة للمهرجان قبل ثلاثة أيام من الموعد المقرر، وافتراشه الأرض والتحافه السماء بمجرد منحه فرصة صغيرة للتعبير عن رأيه، وبدا من خلف هذا التفاعل وكأنه يريد حماية الفرصة حتى لا تضيع منه مثلما ضاعت أشياء أخرى؛ فتجربة السنوات الأخيرة كانت مليئة بالوعود الفارغة، وغزة المكلومة يتفاقم ألمها حرباً وحصاراً و " ظلم ذوي القربى أشد مضاضة ".
    إلا أن قلوب أبناء غزة العامرة بحب فلسطين، فاضت لتملأ شوارع القطاع بالأمل والحياة، ولتفشل مجدداً كل مخططات الإحتلال التي طالما تمنت أن يبتلع البحر هذه البقعة الصامدة، وفي يوم الإنطلاقة توشحت عروس فلسطين بلون الثورة والذهب، وأعلنت على مسمع ومرأى العالم أجمع استعدادها الدائم للتضحية في سبيل وطنها وحقوقها، وأظهرت توقها العارم للحرية والحياة الكريمة، وقالت كلمتها الحاسمة؛ بأن فلسطين وحدة جغرافية واحدة، وأن الدولة التي ستولد من رحم هذا الوطن، لا انفصام ولا انقسام بين أطرافها، وأن الرهان على تقهقر واندثار حصان ثورتنا المعاصرة ما هو إلا وهم معشعش في رؤوس أصحابه.
    خرجت غزة الى الشوارع بشيبها وشبانها، بعجائزها وصباياها، بنسائها وأطفالها، بل بكل ما فيها من حياة انسانية، لتجدد العهد والبيعة لروح الشهيد الخالد ياسر عرفات وكافة شهداء فلسطين، ولسان حالها يقول: لن يكتمل حلمي إلا بك يا قدس، ولن ينتصر الحكم العسكري على الحكم المدني، ولن يعلو صوت الموت فوق صوت الحياة، وكل طرق القطاع تؤدي الى بيت الوحدة الوطنية إلا طريق الأيديولوجيا العمياء، وبيارق الوطن غير بيارق الأحزاب، لأنها سمراء، حمراء، بيضاء، خضراء، ويشكل اجتماعها بيرق فلسطين.
    كما أن الوفاء العظيم الذي أظهرته حركة فتح وجماهيرها في القطاع الحبيب، يستوجب من القيادة التنظيمية للحركة إعادة تقييم الأمور بشكل دقيق ومسؤول، ومبادلة هذا الوفاء بالإنتصار له من خلال، استنهاض الواقع التنظيمي على أرضية إنصاف هذا الكادر المهمش، وترتيب البيت الداخلي وفق نظرية توزيع المهام لا مركزيتها، ومنح الفرصة المتساوية لكل من يستحقها على أسس تنظيمية وديمقراطية.
    وبصراحة ، فإن المشهد الإنتمائي لهذا الوطن وقضيته العادلة، والذي شدنا بكل قوة عِبر الشاشة الصغيرة على مدار الأيام الثلاثة، بعث فينا مشاعر الإنتفاضة الأولى، وأعاد لأذهاننا أبهى وأجمل صور العمل الشعبي، الذي طالما عكس الصورة الحقيقية عن بساطة ونبل أخلاق شعبنا الفلسطيني، فشكراً لغزة التي حررتنا خلال هذه الفترة من قيود السجن وإساء الإنقسام، وهنيئاً لعنقاء فتح التي نهضت من تحت ركام الإنقلاب.


    القدس في واد... والجهود الفلسطينية المبعثرة في واد آخر
    بقلم: راسم عبيدات عن جريدة القدس
    واضح جداً أن الاحتلال ماض في مخططاته بالأسرلة والتهويد والتطهير العرقي بحق المقدسيين،وفق رؤيا وبرنامج وإستراتيجية وآليات عمل وحوامل تنظيمية لتنفيذ تلك المخططات، وهو يحقق نجاحات واختراقات جدية على أكثر من جبهة وصعيد، فعلى الصعيد التجاري والاقتصادي وجه ضربة قوية للحركة التجارية والاقتصادية المقدسية، حيث نجح في نقل جزء ليس بالبسيط من الحركة التجارية والاستهلاكية من القدس العربية الى القدس الغربية، وهناك العشرات من المحلات التجارية المقدسية التي أغلقت على تلك الخلفية، وهذا ليس مجرد حديث أو أقاويل، بل نحن نتلمس ذلك من خلال الإقبال على الشراء من المحلات التجارية الإسرائيلية، وعدد الموظفين العرب فيها، وخصوصاً في تجارتي المواد التموينية والملابس.
    وكذلك المحلات التي لها علاقة بالسياحة “سنتوارية” وغيرها، تعرضت الى ضربة قاصمة وموجعة، حيث عمد الاحتلال إلى ربط السياح مع محلات إسرائيلية، ووظف حتى الأدلاء السياحيين لخدمة هذا الغرض، وكذلك لشرح الرواية التاريخية للقدس وفق الرؤيا الصهيونية، وأقام سلسلة من الفنادق والمكاتب السياحية ومحلات “السنتواريه” على الخط الفاصل لخدمة هؤلاء السياح.
    وليس هذا هو النجاح او الاختراق الوحيد، فنحن نشهد اختراقاً كبيراً على صعيد المنهاج والتعليم،حيث عدد الطلبة المقدسيين الملتحقين بالمدارس التي تدرس المنهاج الإسرائيلي في ارتفاع وازدياد،وكذلك الكليات والمراكز التعليمية الإسرائيلية والمعتمدة المنهاج الإسرائيلي في تدريسها تتوالد وتتزايد في القدس العربية،وهناك من هم محسوبين على الحركة الوطنية يعملون كوكلاء ومقاولين لها،كذلك يسجل ارتفاع كبير في عدد الطلبة المقدسيين الملتحقين بالجامعات الإسرائيلية، وقد يكون عدم الاعتراف بشهادة جامعة القدس والحصول على الوظيفة أحد الأسباب الهامة في هذا الجانب.
    أما على صعيد طلب الجنسية الإسرائيلية فهناك تزايد في أعداد المطالبين بالحصول
    على الجنسية الاسرائيلية وبغض النظر عن الأسباب والدوافع لتلك الطلبات،فهذا مؤشر سياسي على درجة عالية من الأهمية والخطورة. وأيضاً الاحتلال يريد أن يخلق قيادة مقدسية مرتبطة به عنوانها المخاتير وبعض الوجوه العشائرية المهترئة،حيث أن الاحتلال أصبح يطالب المقدسيين الراغبين بالحصول على رخصة بناء،وبسبب عدم وجود «كوشان» "طابو" في أغلب الأراضي في القدس،أن يحضر صاحب الرخصة ورقة من المختار تثبت ملكيته لهذه الأرض.
    وفي قطاع المواصلات يخطط لربط كل شركات المواصلات المقدسية مع الشركات الإسرائيلية،والمخطط في مراحله الأخيرة، وهذا غيض من فيض فيما يتعلق بمخطط وبرامج وسياسة الاحتلال تجاه القدس والمقدسيين، والمخطط يقوم على أساس ربط تفاصيل كل حياة المقدسيين بالاحتلال..
    وفي المقابل نرى ان القيادة السياسية للشعب الفلسطيني، منظمة التحرير الفلسطينية، وجهازها التنفيذي السلطة والمناط به متابعة كل شؤون وتفاصيل حياة المقدسيين، لا زالت بعيدة عن ملامسة الحقيقية لهموم المقدسيين ومعاناتهم، ويغلب على عملهما مع المقدسيين الإرتجالية والعفوية والشعاراتيه وردات الفعل،وغياب الرؤى والبرامج والإستراتيجيات.... ، ونحن هنا لا نريد ان نستمر في جلد الذات والتباكي على القدس وضياعها، فالمسألة بحاجة الى إرادة سياسية أولاً من قبل القيادة السياسية ودعم جدي وحقيقي للمدينة، وعبر أشخاص واطر ولجان فاعلة وحقيقية، وأنا من هنا أقول للرئيس واللجنة التنفيذية ورئاسة الوزراء بأنه لم يعد من المقبول والجائز أن يستمر فتح دكاكين تعمل باسم القدس،ولديها مقرات وموظفين وتدفع لهم شهرياً عشرات ألآلاف الدولارات فيما لا تستفيد، القدس منهم بشيء،ولا يقدمون أية خدمة حقيقية في جوانب عملهم للمدينة، ولذلك إما أن تنقل تلك الدكاكين مجال عملها للقدس، وتلزم اللجنة التنفيذية موظفيها بالمشاركة بكافة الفعاليات والأنشطة الخاصة بالقدس، أو يتم إغلاق تلك الدكاكين وتحويل موازناتها الى من هم أحق وأولى بها من المؤسسات واللجان المقدسية العاملة في قلب المدينة وقلب الحدث، والعمل على تشكيل لجنة عليا مقدسية موحدة مرجعيتها اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، تنضوي تحت لوائها كل الشخصيات والفعاليات والمؤسسات المقدسية من المحافظة ومروراً بالقوى الوطنية ومؤسسات المجتمع المدني والعمل الجماهيري ورجال الدين والشخصيات التربوية والأكاديمية، يناط بها كل تفاصيل العمل والهموم المقدسية وعبر دوائر مهنية ومختصة،بعيداً عن الارتزاق والنفعية أو تحويل تلك الدوائر لشؤون اجتماعية.
    إن محاور العمل الأساسية في المدينة يجب أن تركز على قطاعي التعليم والبناء والإسكان، فهي من العوامل الهامة في التقرير في وضع المدينة فعدم البناء وإقامة المساكن في القدس، من شأنه تهويد المدينة، واحتلال الوعي للطلبة من شأنه أيضاً أسرلتها، وإذا كان هناك دراسات تؤكد على أن هناك 3000 دونم في القدس داخل الجدار منظمة،ويمكن البناء عليها، وكذلك 18000 دونم يمكن زيادة نسبة البناء عليها،فلماذا لا يجري استغلال تلك الأراضي من أجل البناء، عبر تشارك المواطنين والرأسمال المحلي وصندوق الاستثمار الفلسطيني والبنوك والمؤسسات المصرفية والصناديق العربية والإسلامية، وكذلك من الممكن فتح علاقات مع المستثمرين ورجال الأعمال الفلسطينيين في الداخل -48- لهذه الغاية وهذا الهدف.
    وبالضرورة أن يتم رسم خطة وإستراتيجية واضحتين من أجل فلسطنة التعليم في مدينة القدس، والفلسطنة يجب أن لا تكون مقتصرة على الحفاظ على المنهاج من التشويه والتحريف فقط، بل بالضرورة زيادة أعداد المدارس التابعة للسلطة في القدس عبر شراء أبنية مدرسية وإقامة مدارس جديدة، وتحسين جودة ونوعية وبيئة التعليم، وكذلك التركيز على التعليم المهني والتكنولوجي والمهن المساعدة في المجالات المختلفة، وربط التعليم بالواقع وسوق العمل واحتياجاته،وبالضرورة منع تغلل دائرة المعارف وبلدية الاحتلال في المدارس الأهلية والخاصة، والتي أصبحت في أغلبها تتلقى مال مشروط من بلدية الاحتلال، وبالمقابل ما زالت تفرض رسوم وأقساط تعليمية مرتفعة على الطلبة، ويجب أن تكون هناك دراسات حقيقة لاحتياجاتها وتحديد الأقساط المدرسية وفق تلك الاحتياجات، فهذه الأقساط المرتفعة في ظل فقر مقدسي مدقع، تدفع بالطلبة الى التسرب من المدارس،أو الأهالي إلى نقل مراكز حياتهم الى خارج مدينة القدس.
    الظرف والواقع في القدس جداً خطير ولا يحتاج الى المزيد من التشخيص والتحليل ولا الندب ولا البكاء،بل ما يحتاجه هو حرث جدي، ويجب ان تتغير المعادلات ولا يجوز ان يستمر أهل القدس يعانون هذا الواقع دون تحرك حاد من كافة المستويات في المنظمة والرئاسة والحكومة.


    ما السر وراء مهرجان الانطلاقة؟
    بقلم: هاني المصري عن جريدة الأيام
    توافد حوالي 500 - 700 ألف شخص، وفقًا لشواهد عديدة وشهود محايدين، إلى مهرجان انطلاقة "فتح"، انطلاقة الثورة الفلسطينية، بالرغم مما تعانيه الحركة من وصول برنامجها السياسي إلى طريق مسدود، في ظل تعميق الاحتلال وتوسيع الاستيطان، وذوبان "فتح" في السلطة التي قدمت نموذجًا فاشلاً في الحكم، وما تعانيه من إهمال وتهميش وصراع وتنافس بين الأجنحة، خصوصًا في قطاع غزة، في ظل تداعيات فصل دحلان واستمرار تمتعه بتأييد قوي، وبالرغم من أن منافستها الرئيسة "حماس" تعيش ذروة صعودها بعد الربيع العربي، الذي شهد تقدم جماعة الإخوان المسلمين، التي تعتبر "حماس" امتدادًا لها في فلسطين، وبعد الانتصار الأخير على العدوان الإسرائيلي الذي فتح لـ"حماس" مرحلة جديدة من الاعتراف العربي والدولي (وحتى الإسرائيلي).
    إن مشاركة أكثر من 40% من عدد سكان القطاع رقم هائل بكل المقاييس، وهذا فاجأ الجميع من دون استثناء، فاجأ "فتح" والرئيس، وفاجأ "حماس"، وإسرائيل التي عبرت عن صدمتها، لأنها اعتادت على الانقسام الفلسطيني الأسود، وعلى ادعاء أن الرئيس لا يمثل جميع الفلسطينيين.
    السؤال الذي يطرح نفسه هو ما طرحه يحيى العبادسة النائب عن كتلة "حماس" البرلمانية، ما السر وراء هذه الحشود الشعبية؟ وذلك على خلاف ما ذهب إليه الكاتب إبراهيم حمامي الذي ضخّم الأخطاء والفوضى والخلافات بين أجنحة "فتح"، ولم يمسك بمغزى ما يحدث أمام عينيه، وكأنه يريد أن يطوع الواقع وفق ما يتمناه، ويأبى أن يراه كما هو بالفعل.
    إن التفكير يجب أن يتركز على أبعاد وأسباب ومغزى ما يمكن أن يكون انطلاقة ثانية للثورة الفلسطينية، أو يكون مجرد حدث عابر، مثل الهبة المماثلة التي شهدتها الذكرى الثالثة لرحيل الرئيس ياسر عرفات، في أواخر العام 2007، بما لا يخالف الاتجاه العام للأحداث الفلسطينية خلال السنوات العشر الأخيرة، الذي يؤشر على تراجع "فتح" والمنظمة، وتقدم الإسلام السياسي، وتحديدًا "حماس".
    وفيما يلي اجتهاد شخصي حول أسباب المهرجان الانطلاقة:
    أولاً: إن المرء لا يستطيع تفسير كل هذا الزخم الشعبي إلا كنوع من الوفاء من الشعب الفلسطيني لحركة فتح، نظرًا لما تمثله في الوجدان الوطني، وفي التاريخ الفلسطيني المعاصر، فهي أول الرصاص وأول الحجارة، والأهم أنها هي من التقطت اللحظة التاريخية في أهمية مبادرة الشعب الفلسطيني للدفاع عن قضيته بنفسه من دون انتظار المارد العربي أو الإسلامي أو الأممي، فـ "قيامة الفلسطينيين" مقدمة لـ "قيامة العرب والمسلمين والأحرار" في العالم كله.
    واللافت إيجابياً أن موسى أبو مرزوق عبر عن هذه الحقيقة بقوله: "إن ما جرى يعكس وفاء الشعب الفلسطيني للحركة التي فجرت الثورة وقدمت آلاف الشهداء وعشرات الآلاف من الأسرى والجرحى"، فالشعب عاقب "فتح" عندما استحقت العقاب وكافأها عندما وجدها بحاجة إلى الثواب.
    ثانيًا: لا يمكن تفسير ما حدث إلا كنوع من الرد الشعبي على السياسات والإجراءات الاحتلالية الإسرائيلية العنصرية، التي وصلت ذروتها في ظل السياسات الإسرائيلية المحمومة لتطبيق المخططات الرامية إلى توسيع الاستيطان، واستكمال تهديد القدس وأسرلتها، وقطع الطريق على تحقيق أي من الحقوق الفلسطينية، وعلى فرض العقوبات على السلطة التي تقودها "فتح"، بحجة أنها تمارس الإرهاب الديبلوماسي ضد إسرائيل.
    ولا يمكن أن نهمل أن مهرجان الانطلاقة حمل ردًا أيضًا على الحملات الإسرائيلية ضد الرئيس "أبو مازن"، خصوصًا بعد القرار الأممي بالاعتراف بالدولة الفلسطينية، بحجة أنه لا يريد السلام، وأن هناك فلسطينيين أفضل منه يمكن أن تتفاوض إسرائيل معهم.
    ثالثًا: لقد لعبت الأجواء الإيجابية التي أحاطت بملف المصالحة بعد الانتصارين العسكري في غزة والديبلوماسي في الأمم المتحدة، وما شهدته العلاقات بين "فتح" و"حماس" من انفراج تجلى بالسماح لحركة حماس بإقامة مهرجانات إحياء لذكرى انطلاقتها، والإفراج عن معتقلين في الضفة وغزة، والسماح بعودة عدد من كوادر "فتح" إلى غزة؛ دورًا في تشجيع المواطنين على المشاركة، تأكيدًا على أهمية الوطنية والوحدة والتعددية، باعتبارها خطًا أحمرَ لا يسمح لأحد أن يتجاوزه أو أن يستمر في تجاوزه.
    رابعًا: إن نموذج السلطة الاحتكاري التسلطي الذي أقامته "حماس" في قطاع غزة، الذي لم يتسع حتى لمشاركة التنظيمات المحسوبة على الإسلام السياسي، وما أدى إليه ذلك من مشاكل اقتصادية واجتماعية ضخمة، مثل مشاكل الكهرباء، والتعليم، والصحة، وفرص العمل، وقمع الحريات، وما أدى إليه من انهيار أفراد وشرائح اقتصادية وصعود أخرى على خلفية "اقتصاد الأنفاق" و"أغنياء الحرب والحصار والتجويع"، جعل كل متضرر أو معارض لـ"حماس" معنيا بالمشاركة في مهرجان "فتح". فكل شاب لم يوظف لأن الوظيفة العمومية حكر على أعضاء "حماس"، وكل من تعرض للاعتقال، أو الاستدعاء، أو التمييز، أو المنع من السفر، أو خسارة وظيفة أو مصلحة، ومن شاهد أن الحصار والتجويع والعدوان على الجميع، أما الثمار والغنائم فتوزع على "حماس" وحدها؛ حرص على المشاركة في المهرجان.
    أي أن الحشود أكبر من "فتح" الكبيرة، وإنما نكاية بـ"حماس"، والدليل أن الكثير من المشاركين شاركوا ليس حبًا في "فتح"، ولا ببرنامجها، بدليل ترديد الهتافات والأغاني التي تعيد إنتاج "فتح" التي كانت.
    إن الجدل الذي دار لمدة أكثر من عشرين يومًا حول مكان انعقاد المهرجان في ساحة الكتيبة أو السرايا، ومعارضة "حماس" لإقامته في الكتيبة، ساهم بدوره في حرص قطاعات عديدة - لم تكن تكثترث بالمهرجان - على حضوره.
    خامسًا: إن انعكاس ما جرى في المنطقة العربية بشكل عام، وما يجري في مصر بشكل خاص؛ على الفلسطينيين بصورة عامة، وعلى قطاع غزة بصورة خاصة؛ سبب مهم جدًا، يساعد على تفسير ما حدث. فالانقسام العمودي بين الإسلاميين (من إخوان مسلمين وسلفيين وغيرهم)، والقوميين واليساريين والليبراليين، الذي يهدد بإجهاض الثورة المصرية، وفي ظل مؤشرات متزايدة على سعي الحكام الجدد في مصر لاستحواذ السلطة وإقصاء بقية قوى الثورة.
    سادسًا: إن الخشية من "ربيع" فلسطيني يؤدي إلى تصدر "حماس" للمشهد الفلسطيني بعد الربيع العربي وصعود الإسلام السياسي؛ دفعت كل المعارضين لـ"حماس"، كما دفعت أجنحة "فتح" المتعارضة والمتنافسة، خصوصًا في قطاع غزة، إلى التوحد، لإظهار أن "حماس" لا تستطيع القيادة وحدها.
    وزاد من هذه الخشية الزيارات العربية إلى قطاع غزة، وزيارة خالد مشعل إليه بضوء أخضر إسرائيلي، وما عبر عنه من خطاب وطني، والمهرجان الجماهيري الحاشد لـ"حماس" في غزة، الذي شارك فيه مئات الآلاف أيضًا، وأقل من نصف المشاركين في مهرجان انطلاقة "فتح" كما أشارت مصادر عربية موثوقة.
    سابعًا: إن الأزمة المالية الخانقة التي تعاني منها السلطة ويتأثر منها حوالي 80 ألف موظف يتقاضون رواتبهم من ميزانية السلطة في الضفة؛ لم تنعكس سلبًا على مشاعر الفلسطينيين ومواقفهم؛ لأن غزة مصدر غني من مصادر الوطنية الفلسطينية، ولا تحركها لقمة العيش فقط، وإنما تحسم أمرها دائمًا لصالح القضية والحقوق الوطنية.
    وهنا نقول لمن كان يطالب بوقف الرواتب أو المساعدات التي تصل إلى غزة، بحجة أن هذا تمويل لـ"انقلاب حماس"، ماذا كان سيحصل لو استجاب الرئيس والسلطة والمنظمة لما كنتم تطالبون به، وإعلان قطاع غزة إقليماً متمردًا.
    إن الفلسطينيين أمام لحظة تاريخية، ويمكن أن يقودنا مهرجان "فتح"، إما إلى الخلاص الوطني والوحدة على أساس إحياء القضية وإعادة تشكيل المنظمة اموصياغة السلطة في ضوء الحصول على القرار الأممي، وبما يتناسب مع تنصل إسرائيل من جميع التزاتها السياسية والاقتصادية والأمنية المترتبة عليها في اتفاق أوسلو.
    أو إلى استمرار الانقسام وإدارته والتعايش معه انتظارًا للمجهول، الذي يظهر باستمرار الرهان على مفاوضات فشلت ومحكوم عليها بالفشل، أو على متغيرات عربية تحمل "حماس" إلى سدة الحكم في فلسطين، فلا تستطيع "فتح" أن تنام على وسادة من الأوهام حول ربيع فلسطيني مختلف، فتأييد الشعب الفلسطيني متحرك، فهو يعاقب بطريقته الخاصة كل فريق يتحلى بالعناد، ويستمر بطريق أثبتت التطورات فشله، كما يعاقب كل فريق يسعى للهيمنة والتفرد وإقصاء الآخرين، والرابح في النهاية من يأخذ بالعبرة، ويقوم بما يلزم من تغيير وتجديد وإصلاح يستجيب لمصالح الشعب الفلسطيني وأهدافه وطموحاته.

    ماذا قالت غزة ؟
    بقلم: مهند عبد الحميد عن جريدة الأيام
    غزة تتدخل في لحظة انغلاق وتعثر وحصار وضغوط شديدة، يتكرر هذا المشهد بتدخل الشعب الفلسطيني بحثا عن مخارج وحلول لتجاوز العجز والاخفاق. هذا ما حدث في الانتفاضة الاولى 1987، وحدث في انتخابات 2006 عندما عاقب المواطنون سلطة فتح، ويتكرر التحرك العفوي الآن في مطلع العام 2013 احتجاجا على سلطة حماس.
    يوم 4 كانون الثاني خرجت اكثرية الغزيين بحشود غير مسبوقة، كانت اكثريتهم من الفئات العمرية الشابة، مسيرات مختلطة تضم نساء وصبايا جنبا الى جنب مع الشبان والرجال خلافا لثقافة حماس في التفريق. والاهم جاء الناس طوعا وعن رغبة وفضول سواء تأمنت لهم وسيلة المواصلات ام لا، جزء منهم حضر قبل 24 ساعة من بدء الاحتفال، بعضهم نصب الخيام، تدفقوا من كل حدب وصوب لأنهم أرادوا ان يقولوا شيئا. لذلك تميز هذا النوع من الحشد عن المسيرات والحشود "المصطنعة" السابقة التي اعتدنا عليها في القطاع وفي الضفة ايضا.
    أراد الغزيون ان يقولوا: لن نقبل فصل قطاع غزة عن الضفة، فنحن شعب واحد وننتمي لمشروع وطني واحد، وجزء من الدولة التي اعترف بها العالم كعضو مراقب، ونرغب في وضع حد نهائي للانقسام. كل ذلك من اجل ان نمضي كشعب موحد وحركة سياسية موحدة ضد الخطر الاكبر والداهم الممثل بالاحتلال والاستيطان الاسرائيلي. موقف شعبي مسؤول صفع الانقساميين الفلسطينيين، ومزق الذريعة التي طالما استخدمها الاسرائيليون وأيدها الاميركيون لتبرير التنصل من شروط العملية السياسية. ونزع الغزيون كل مبررات الاستنكاف العربي الرسمي عن تقديم الدعم للشعب الفلسطيني.
    كما جاء الاستعراض الجماهيري العفوي الغزي ليعترض على تجربة الدولة الدينية وطموح الاسلام السياسي بإنشاء دول الطوق الدينية المحيطة بفلسطين في إطار التفاهم مع اميركا واسرائيل. وليقول للطامحين الى ذلك: توقفوا، لقد جربنا اللون الواحد ممثلا بالاسلام السياسي منذ 2006 وكانت النتيجة انقسام الشعب والوطن والحركة السياسية والانغلاق على العالم.
    الاسلام السياسي عندما يكون في الحكم لا يقبل بالتعدد السياسي والثقافي والديني، او يقبل به بالشكل ويخالفه في المضمون، لا نريدكم ايها الاشقاء العرب ان تخسروا وقتكم في التجربة. وقال الغزيون لسلطة حماس: لا نريد نظام الحزب الحاكم ولا تقييد الحريات العامة والخاصة ولا استخدام الدين كسلاح لبقاء الحكم العسكري. لا نريد تعطيل الديمقراطية مزيدا من الوقت، لقد فوضنا المجلس التشريعي ولم يعد إلينا بعد سبع سنوات مضت. ولأنكم لم تعودوا إلينا ها نحن نأتي إليكم ونبلغكم بخطورة بقاء الأوضاع على حالها.
    مقابل ذلك، استجمع الغزيون تراث الوطنية الفلسطينية، وفكرها الذي اطلقته الثورة المعاصرة بقيادة فتح قبل 48 عاما، فكر التحرر الوطني، الذي بلور الهوية الوطنية وطورها الى كيان، فكر التعدد السياسي في إطار الوحدة والحق في الاختلاف والمعارضة. فكر حق تقرير المصير والتحرر من الاحتلال وإقامة الدولة وممارسة حق العودة، فكر التعدد الديني والتعامل مع فلسطين كدولة وطنية تضم كافة الانتماءات الدينية من غير تغليب جهة على أخرى او فرض سيادة دينية على الآخر الديني. كانت مأثرة قيادة فتح المنبثقة عن حركة الاخوان المسلمين هو الانتقال من الحيز الديني الى الحيز الوطني الاعم والاشمل والذي يكون الدين واحدا من مكوناته. احتفظ الغزيون بكل هذا التراث الوطني وأرادوا ان يتواصلوا معه راهنا ويضعوه في حيز التطبيق.
    عاقب المواطنون في القطاع والضفة تنظيم فتح وسلطته العام 2006 عندما حجبوا عنهما الاصوات ردا على النموذج الفاشل الذي قدمته في بناء المؤسسات والاجهزة. وردا على تغليبهم للمصالح الفردية على مصلحة المواطنين، وردا على الفساد وبخاصة استخدام الوظائف الرسمية للتنفيع الخاص والعائلي، واعتماد الواسطة والمحسوبية كأسلوب في عمل المؤسسة، وردا على مراكز القوى التي تعمل بأجندات خارجية.
    كان من المفترض ان تتولى حركة فتح المصالحة مع المواطنين عبر تجاوز الاسباب التي قوضت ثقة الناس بحكم فتح. للاسف لم يحدث الاصلاح المطلوب. وبقي الوضع على حاله، بقيت أزمة الثقة الى يوم الاحتفال. ففي هذا اليوم المميز بادر الناس الى التحرك والتجمع في غزة بحشود كبيرة وضخمة، منطلقين من تراث حركة فتح، ومن حرصهم على نجاح المشروع الوطني، في محاولة جادة لحفز الجسم الحي من أعضاء وكوادر فتح للاستجابة.
    لقد ظن البعض ان الامور ستسوى بهذه البساطة، لطالما ان الشعب بهذا المستوى من التسامح والعطاء. اعتقدوا أن التفويض للمستوى القيادي الفتحاوي يتجدد رغم انه لم يبادر الى الاصلاح والتغيير ولا إلى تجاوز الاعتراضات الشعبية السابقة. وخلافا لتراث فتح الذي كان يتعامل مع شعب وهوية وطنية وعلم وطني ويعتبر كل مواطن غير منظم في فصيل هو فتح. خلافا لذلك قدم القائمون على الاحتفال اعلام فتح وخطاب الفئوية الفتحاوية (ايها الفتحاويون) كبديل لذلك التراث المهم.
    كبرت فتح بالشعب وبالرموز الوطنية وبسعة الافق، وصغر هؤلاء بفئويتهم وضيق أفقهم. هنا يبرز التناقض بين بنية تنظيمية وسياسية وفكرية شائخة لم تحدث اي تجديد ولا إصلاح عليها، تكتفي بماضيها فقط لا غير محاولة تثبيت ساعة التاريخ على ذلك الزمان فقط لا غير. وبين قاعدة عريضة محسوبة على فتح وفئات شبابية صاعدة تحتاج الى لغة جديدة والى فكر جديد والى أشكال تنظيمية جديدة والى جرأة ومبادرة سياسية في الاتجاه الصحيح.
    ما حدث في غزة يوم الجمعة 4/1/2013 يطرح هذا التناقض على بساط البحث. ان بعض القراءات الفتحاوية لمبادرة الغزيين مشجعة وهي تدعو الى حل التناقض بإدخال تعديلات جوهرية على بنية فتح وخطابها، وتدعو الى إعادة النظر في علاقة فتح بالسلطة وجهازها الاداري والامني.
    مرة أخرى يحرز الشعب الفلسطيني تفوقا على نخبه السياسية، لكن هذه المرة إذا بقيت من غير استجابة للتجديد فإن المرة القادمة ستشهدا وضعا مختلفا، وذلك عندما يتولى الناس التغيير بأنفسهم. فعندما يكف المستوى القيادي عن الاستجابة للتجديد مرة تلو الاخرى، فإن ذلك الموقف السلبي سيقود الى تدخل على طراز التدخل الذي قامت به الشعوب العربية.




    الفلسطينيون في سورية : بين الحياة والموت!
    بقلم: رجب أبو سرية عن جريدة الأيام
    صحيح أن الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، يدور منذ نحو مئة عام على الأرض التاريخية المسماة فلسطين بحدودها الانتدابية المعروفة، من رأس الناقورة إلى رفح، ومن البحر إلى النهر، ورغم أن النكبة حدثت عام 48، لأن الإسرائيليين استطاعوا أن يحتلوا، ثلاثة أرباع الأرض، ومن ثم صار بمقدورهم أن يعلنوا دولتهم عليها، ورغم أن الفلسطينيين لم يحققوا سيادتهم الخاصة، بعد ذلك حتى على ما تبقى من أرضهم التي لم تحتل في ذلك العام، إلا أنهم رفعوا راية الكفاح الوطني، رغم أن نصفهم كان قد تشتت خارج حدود الوطن.
    ربما كان من حسن الحظ، أن من هجروا من أرضهم، لم يبتعدوا بعيداً، بل ظلوا في الجوار، فيما تبقى من أرض لم تحتل، في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي دول الجوار العربي، الأردن، لبنان وسورية، لذا فإن بعث الروح الوطنية بين الفلسطينيين، أبقى الصراع قائماً، وأبقى على فرصة العودة إلى الوطن قائمة.
    لا يمكن في الحقيقة الفصل بين الإنسان وأرضه، ولا يمكن أن تعود الأرض، إلا بإرادة الإنسان وكفاحه، لذا فإن الحفاظ على الشعوب من التشتت والتبدد، يُبقي على فرصتها في العودة وعلى تحرير أرضها، وكان هذا حال كل شعوب الدنيا التي احتلت أوطانها، ولم يغب هذا المنطق عن تجربة الفلسطينيين، الذين انخرطوا في الكفاح الوطني أينما كانوا وأينما حلوا، وربما كان أحد أهم مفردات الملف الفلسطيني، هو وجود نصف الشعب خارج وطنه، لذا فإن قضية العودة ستظل واحدة من أهم ملفات هذه القضية، وقد لا نبالغ لو قلنا إن مسألة الدولة الفلسطينية ما زالت تجد صعوبة في تحقيقها، بسبب التباس هذا الملف، المهم في الأمر، هو ضرورة التأكيد دائماً، وخاصة في هذه الأوقات على أهمية الإنسان الفلسطيني، وأهمية الحفاظ على حياته وعلى قدرته ومشاركته في الكفاح الوطني من أجل انتزاع الحقوق الوطنية، بما في ذلك حق العودة.
    نقول هذا الكلام، لمناسبة تعرض الفلسطينيين في سورية، لمذبحة، في سياق الحرب الدائرة على أرض سورية، رغم أنه لا ناقة لهم فيها ولا جمل، ولكن من الواضح، أن حالة الفوضى القائمة هناك، من جهة، والحسابات السياسية وحتى الطائفية للأطراف المتنازعة، قد وضعت منذ وقت الفلسطينيين اللاجئين أو المقيمين في سورية في أتون النار.
    لا يهمنا هنا، أن نشير إلى حجم التشريد والقتل الذي حدث بين الفلسطينيين المقيمين في سورية، ولا الإشارة إلى هذا الطرف أو ذاك وإلقاء المسؤولية عليه، ولكن المهم هو أن نفكر في كيف نحافظ على أبناء شعبنا، ذلك أنه حيث يوجد الفلسطيني، أينما وجد، توجد فلسطين، وكل فلسطيني هو إنسان عال القدر والقيمة، ويجب ألا يكون هناك فارق في الاهتمام بفلسطيني يقيم في القدس أو غزة أو رام الله، وآخر يقيم في مخيم اليرموك أو عين الحلوة أو الوحدات، كما أن وحدة الشعب الفلسطيني، لا تكتمل حين تتوحد فتح وحماس أو غزة والضفة، بل حين يتوحد كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج، وقد آن الأوان، لاعتبار أن القضية الفلسطينية، هي قضية أرض وشعب.
    فلسطينيو سورية ليسوا فقط فلسطينيين، ولم يشاركوا فقط في الثورة الفلسطينية المعاصرة بكل مراحلها، ولم يقدموا آلاف الشهداء وحسب، بل أطلقوا شرارة الثورة، واحتضنوا قياداتها، ومكاتبها طوال عشرات السنين، وعلى مدار وجود الثورة في الخارج، كانت مخيمات سورية مرجل الثورة الذي يمدها بالكوادر والمقاتلين، وحتى حينما كانت بيروت وحتى تونس عاصمة أو مقر قيادة الثورة، كان اليرموك عاصمة الشتات، ومقر جزء مهم من فصائل الثورة، حتى وقت قريب.
    لألف سبب وسبب، يفترض في كل من يقدم نفسه كقيادة للشعب الفلسطيني، إن كان على المستوى الرسمي، أو المعارض، أو على المستوى الفصائلي أو الشعبي، أن يفعل شيئاً، إن لم يكن كل شيء ممكن للدفاع عن حق الفلسطينيين في سورية في الحياة أولا، ثم في الحياة الحرة الكريمة ثانيا، ولا تكتمل شرعية السلطة في رام الله وغزة، ولا مشروعية فتح أو حماس، أو حتى الشعبية، الديمقراطية، الجهاد أو حزب الشعب، إلا بإثبات الجدارة في قيادة الفلسطينيين، من خلال القدرة على الفعل الذي يحافظ على حياتهم، ومن خلال الإسراع بتقديم كل ما يجب ويلزم من أجل ذلك.
    لقد سبق، قبل بضع سنوات أن تعرض الفلسطينيون في العراق، إلى مجازر وإلى تهجير، حيث يبدو أن الحروب الأهلية، بما تحدثه من فوضى، تضع الفلسطينيين في المحرقة، باعتبارهم "حيط واطية" حين نحسن النية، أو في المزاد من أجل نيل رضا الإسرائيليين إن أردنا أن نبدي شيئاً من سوء النوايا، والآن يتعرض الفلسطينيون في سورية ـ وخير دليل على ذلك ما حدث ويحدث في عاصمة مخيمات الشتات (اليرموك) ـ إلى مجازر وتهجير، أسماها البعض عن وجه حق "الهجرة الثانية"، لذا فإن مسؤولية بالغة تقع على عاتق كل القيادات الفلسطينية، وفي مقدمتها بالطبع، قيادة (م.ت.ف) والسلطة وقيادات الفصائل.
    لا يمكن أن نفهم أن يهب الفلسطينيون للدفاع عن فلسطينيي غزة، ولا يفعلوا الشيء ذاته للدفاع عن فلسطينيي مخيمات سورية، وأقل ما يمكن فعله، أن تجعل كل وسائل الأعلام الفلسطينية مما يحدث للفلسطينيين في سورية خبراً أول، ثم أن تسرع كل السلطات والقوى إلى تشكيل الوفود والذهاب إلى سورية والالتقاء بالفرقاء هناك، لإبعاد النار عن مخيماتنا، حتى لو تطلب الأمر منهم أن يشكلوا دروعاً بشرية، ثم بعد ذلك تشكيل لجان إغاثة، لإيواء الناس، ومتابعتهم، حيث منهم من خرج إلى الأردن والى دول أخرى، ويحتاج إلى متطلبات الحياة المختلفة ومن ضمن ذلك، المسائل الإدارية والقانونية، من إقامة وتأشيرات وما إلى ذلك، والأمر قد يفوق قدرة السفارات الفلسطينية في الخارج، لابد إذن أن يهب الشعب الفلسطيني كله، للسهر على هذا الجزء منه الذي يتعرض للكارثة الآن، ولابد للرأس القيادي أن يستذكر قول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لو أن شاة نفقت في العراق لسئل عنها عمر.


    حياتنا - اللجوء الفلسطيني والهجرة اليهودية
    بقلم: حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
    القذافي دعا يهود ليبيا إلى العودة.. وصدام حسين دعا يهود العراق إلى العودة.. والمغرب ظل لا يمانع في إقامة اليهود وعودتهم.. ومصر لم تطرد اليهود قط بل تم طردهم إجبارياً ضمن مخطط بريطاني أميركي إسرائيلي لتهجيرهم إلى فلسطين، حيث مارست أجهزة مخابرات غربية والوكالة اليهودية إرهاباً سرياً بتفجير معابد ومتاجر لليهود لإجبارهم على الهجرة.
    وقد بلورت إسرائيل مؤخراً قضية سمتها أملاك المهاجرين اليهود من الدول العربية واعتبرت أن اليهود طردوا قسراً من البلاد العربية تاركين عقاراتهم وممتلكاتهم وصارت تطالب بتعويضات عنها ربما تفوق التعويضات اليهودية من المانيا النازية. وربطت حل قضيتهم بقضية اللاجئين الفلسطينيين.
    لم يحدث أن تم طرد اليهود من أي بلد عربي، فالمخطط الذي تم تنفيذه في العراق لإرهاب اليهود من قبل منظمات إرهابية صهيونية تكرر في المغرب وليبيا ومصر واليمن أيضاً.. ويتكرر بطريقة ما في فرنسا منذ سنوات بهدف نشر الرعب لدى الجالية اليهودية لتهجيرها بعد أن نضب مخزون الهجرة اليهودية من الغرب.
    وما أثار هذه القضية مجدداً هو دعوة عصام العريان الرجل القوي في جماعة الاخوان في مصر لليهود المصريين للعودة واستعادة ممتلكاتهم في سياق قوله ان إسرائيل دولة زائلة خلال عشر سنوات وان على اليهود مغادرتها للنجاة، وقد لعب الاخوان في مصر دوراً غير وطني بأمر من المخابرات البريطانية قبل ثورة يوليو حيث دبروا تفجيرات ضد ممتلكات يهودية لتهجير اليهود، ولما قامت ثورة يوليو لم تهجر أي يهودي بل هاجر اليهود بعد العدوان الثلاثي وباعوا ممتلكاتهم ولم يتركوا شيئاً يستحق التعويض، فعبد الناصر لم يقم بأي دور لتهجيرهم كما يدعي الاخوان بل قامت إسرائيل بذلك في القضية المسماة قضية لافون وهي شبكة إرهابية يهودية عملت بأمر من وزير الدفاع الإسرائيلي لافون لضرب المصالح البريطانية والأميركية لخلق توتر بين الثورة المصرية ودول الغرب ولمنع بريطانيا من الجلاء عن مصر وعدم تزويد الغرب لها بالسلاح. فالعامل الأساس في تهجير يهود البلاد العربية هو الزحف الألماني في أفريقيا.. ثم تواطؤ بعض الأنظمة في العراق مثلاً لتسهيل الهجرة، وأنشطة المخابرات والوكالة اليهودية في مجال إرهاب اليهود لتهجيرهم من المغرب وتونس وليبيا واليمن.
    ورغم أن إسرائيل اختلقت قضية المهاجرين اليهود وأملاكهم حالياً كرد على قضية العودة الفلسطينية، فإن أحداً منا لم يحاول توثيق الشهادات والوثائق والأحداث والمؤامرات التي صاحبت تهجير اليهود من البلاد العربية وكأن الأمر لا يعنينا بل هو أكثر ما يعنينا للرد على الادعاءات الإسرائيلية. فالفلسطيني اللاجئ كان ضحية، واليهودي المهاجر كان ضحية أيضاً.

    ومضة: فلسطين والمستقبل.. هل من أمل؟
    بقلم: صبري صيدم عن وكالة وفا
    المشهد على الأرض لا يوحي في فلسطين بالتفاؤل أبدا بل يدفع الكثيرين منا للإحباط جراء الوضع السائد,,, فبمائة بؤرة استيطانية وبتسع وعشرين مستوطنة في القدس وبمائة وثلاثين مستوطنة في بقية الضفة يبدو الأمل ضئيلا. يضاف إليه سيطرة إسرائيل على 60% من الضفة الغربية تحت مسمى مناطق 'ج' وحصرها للوجود الفلسطيني جراء رفضها إعطاء تصاريح بناء هناك في بقع لا تزيد في مجموعها عن 5% من تلك المنطقة.
    وتشير الإحصائيات إلى أن 87% من سكان الغور هم فلسطينيون لا يسمح لهم الاحتلال سوى باستغلال 6% من الأرض بينما يتكون 13% من السكان من المستوطنين وجيش الاحتلال الذين يستخدمون ما مجموعه 86% من الأرض من قبل المستوطنين، و8% لصالح قواعد الجيش، حيث أشار تقرير صادر عن 'الاوكسفام' بتاريخ 5/7/2012 إلى كون الاقتصاد الفلسطيني على حافة الهاوية نتيجة سيطرة إسرائيل على الغور جغرافيا ومائيا ومنع الفلسطينيين من إنتاج زراعي كان سيعود عليهم بمليار دولار سنوي لصالحهم.
    ويحرم الفلسطينيون بفعل المستوطنات من 75% من مصادر المياه في الضفة الغربية، بينما أشار بيان الاتحاد الأوروبي في أيار/ مايو 2012 إلى الدور السلبي للمستوطنات حيث يسكن 600 ألف مستوطن أراض محتلة في الضفة الغربية مقابل 2.6 مليون فلسطيني.
    أما معدلات النمو السكاني في المستوطنات فتزيد بثلاثة أضعاف بالمقارنة مع النمو السكاني في تل أبيب في محاولة فاضحة لتهويد الأرض العربية وفرض واقع ديمغرافي واضح على الأرض.
    ويقال إن إسرائيل التي تحجز اليوم أموال الشعب الفلسطيني جراء توجههم للأمم المتحدة فتنفق ما معدله 2.5 دولار يوميا لإطعام كل بقرة في إسرائيل بينما يعيش كثير من الفلسطينيين دون خط الفقر الذي حدده البنك الدولي بدولارين يوميا.
    رغم هذا الواقع المرير، فإنه لا بد وأن هناك فسحة أمل متاحة تخلقها العوامل التالية:
    1- وجود تضامن شعبي في العالم لصالح فلسطين، إضافة إلى تضامن رسمي عكسه تصويت الأمم المتحدة غير المسبوق والذي لا يزال يحتاج لاستثمارنا له وبصورة سريعة.
    2- استثمار نتائج توازن الرعب الذي خلقته حرب غزة وتعزيز روح الوفاق خاصة بعد مهرجانات الانطلاقة لـ'حماس' و'فتح'، والحاجة لتحقيق المصالحة فورا.
    3- وجود إمكانية حقيقية لتفعيل منظمة التحرير وإمكانية التصالح مع جالياتنا التي شعرت بحالة من الإهمال والتناسي ووقعت ضحية الانقسام وشروره.
    4- وجود جيل جديد من الفلسطينيين في الداخل والخارج غير مؤطر لكنه يعرف ماذا يريد ويستطيع بقليل من حسن القيادة أن يوفر مساحة أكبر من العطاء.
    5- وجود إمكانية ذهبية لمقاطعة إسرائيل وتحويلها لجنوب أفريقيا هذا العقد من الزمن، باعتبارها رمزا للعنصرية.
    6- تطور أدوات المقاومة الشعبية السلمية.
    7- تطور القدرات والإبداعات الشبابية خاصة العلمية في فلسطين على أرضية الحاجة أم الاختراع وتحفيز دخول مفاهيم جديدة في البحث العلمي في مجالات أبحاث 'النانو' والجينات والكيمياء الدوائية.
    8- وجود اتفاقيات اقتصادية تحفيزية مع دول العالم غير مفعلة تشمل إعفاءات ضريبية وجملة إجراءات تحفيزية كثيرة.
    9- عدم انتفاء الهوية الفلسطينية وزيادة الإصرار لدى شعبنا على الخلاص وقناعة العالم بأسره بأن الاحتلال عبئ لا بد من إنهائه.
    ماذا يمكننا فعله؟
    1- نفض روح اليأس الموجودة داخلنا تحت شعار لا حياة مع اليأس ولا يأس مع الحياة
    2- تنفيذ الممكن مما ذكر آنفا خاصة بند المقاطعة.
    3- تكثيف الزيارات التطوعية لفلسطين، خاصة زيارة أبنائنا من الشتات.
    4- تحريض مجموعات التضامن الشعبية لتعزيز مقاطعة الاحتلال.
    5- الاستفادة من منصات الإعلام الاجتماعي وهول الإنترنت لدعم القضية الفلسطينية وشرح عدالتها.
    6- الكتابة الدائمة لصناع القرار في دول العالم بصورة الكترونية ومعدة آليا يقوم بها أهلنا في الشتات لزيادة الضغط على الاحتلال.
    7- تشجيع الجيل الثالث من الفلسطينيين في الشتات وتحفيز فاعليتهم واستثمار طاقاتهم وتعزيز ارتباطهم بالأرض.
    8- عدم الاستكانة للوقت الذي يداهمنا والبدء بإدارة عجلة التصرف الحكيم والمدروس.
    إن سواد الأمل والاقتناع به من شأنه أن يقتل الإحباط وحالة الهزيمة التي يسعى الاحتلال لتجريعنا إياها، كما أن استسلامنا للإحباط سيشكل جسر الانتعاش لإسرائيل والوصفة السحرية لإراحة المحتل والإطالة بعمره، فهل نختار دونما أن نشعر بإطالة عمر الاحتلال وقتل أنفسنا؟

    ذكرى انطلاقة فتح والانحدار الأوسلوي!
    بقلم: حيدر عيد عن وكالة معا
    مع نهاية موسم الإنطلاقات والسماح لحركة فتح بالإحتفال بذكرى إنطلاقتها في قطاع غزة, يتعين علينا, وبالذات بعد الحربين الهمجيتين والحصار الخانق على قطاع غزة, طرح أسثلة نقدية قد تكون غير مريحة للبعض منا! ولا شك أن دور السلطة الوطنية الفلسطينية في المرحلة الحالية ,و تهميشها, له علاقة وطيدة بتطور, أو تدهور حركة التحرر الوطني الفلسطيني, وهو ينبع من سياقٍ معين ونهجٍ محددٍ متبع منذ فترة زمنية ليست بالقصيرة يبرز فيها عام 1993م كنقطة تحول نحو عملية تراكمية أدت في المحصلة النهائية إلى ما وصلنا اليه اليوم.
    لقد كان أهم نتائج مجزرة غزة 2009م التأييد الشعبي والدولي غير المسبوق الذي بدأت ترجمته على الأرض من خلال حملة مقاطعة متنامية بشكل ولا شك أنه قد أقلق إسرائيل. و من الواضح أن عودة شعارات التحرير, بدلا من(الاستقلال) ,قد ساهمت في خلق معضلة ليست فقط لمثقفي وسياسيي أوسلو, و الكثير منهم مرتبط تنظيمياً بحركة فتح, ولكن أيضا لما يسمى باليسار الذي كان قد أتم عملية (أسلوة وأنجزة) قد أفرغته من مضمونه الثوري والتغييري الذي عمل لفترة ليست بالقصيرة على كبح جماح التنازلات اليمينية.
    إن التضخيم الهائل لخطوة التوجه للأمم المتحدة, بعد تكرار الحديث عن التخلي عن حق العودة, والتهديد اللفظي أكثر من مرة بعدم العودة لطاولة المفاوضات العبثية التطبيعية, إنما تعبركلها عن نهج كان يتنامى بشكل متصاعد،نهج أود أن أطلق عليه(أسلوة!). يتميز هذا النهج بفساد مطلق، أنجزة، وتخلي عن الشعارات الثورية التغييرية التي كانت سائدة في مرحلة الستينيات والسبعينيات والثمانينات، بالاضافة لنمو خرافة ما يسمى حل الدولتين العنصري بأي ثمن كان. مما يثير القلق, ومن خلال متابعة دقيقة لتصريحات الكثير من القيادات الفلسطينية الوطنية، والحمساوية, واليسارية فإن الهدف الرئيسي للنضال الفلسطيني أصبح الان إقامة دولة فلسطينية (مستقلة) على 22% من ارض فلسطين التاريخية وبغض النظر عن شكل ومضمون هذه الدولة. ولكن التناقض الكبير من ناحية بين التأييد الدولي الشعبي الهائل وتنامي حملة المقاطعة BDS والمطالبة الشعبية الدولية بمحاكمة قادة اسرائيل كمجرمي حرب ، ومن ناحية اخرى الاصرار على حل الدولتين )السجنين( إنما يشير الى أهمية العمل على تنفيذ بديل تكون أهم أولوياته نزع الفكر الأوسلوي المهيمن في فلسطين.
    ولكي نفهم اتفاقيات أوسلو والخراب الهائل الذي سببته للقضية الفلسطينية وتحويلها من نضال من أجل التحرير وتقرير المصير إلى قضية إحسان, فإنه يتحتم علينا أن نحاول فهم السياق الذي أحاط بما يسمى (عملية السلام), أو ما أسماه بعض المفكرين النقديين (صناعة السلام). إن هذا ولا شك يشكل خطوة في غاية الأهمية نحو فهم نقدي خلاق لعملية الأسلوة التي مرت بها فلسطين وتوجت بأكثر من حادثة وضعتنا في موقف تاريخي غير مسبوق حيث أصبح يُطلب من الضحية تبرئة الجاني من جريمته!
    لقد تم الإدعاء أن اتفاقيات أوسلو ستكون الخطوة الأولى والضرورية نحو دولة فلسطينية مستقلة وأن (القدس على مرمى حجر). ولكننا الان وبعد 20 عام من الحفلة الشهيرة في البيت الابيض أبعد ما نكون عن هذه الدولة بسبب أن أوسلو ،وكما قال إدوارد سعيد ، أنكرت وجود الشعب الفلسطيني كشعب. بمعنى آخر ، إن هذه الاتفاقيات قد أسدت خدمة غير مسبوقة للصهونية. وفي هذا السياق لا بد من الإشارة الى مقولة جولدا مائيير الشهيرة عن عدم وجود (شئ اسمه شعب فلسطيني).
    إن السلام العادل الشامل كما يُعرَّف دولياً،لم يخلق في واشنطن أو كامب ديفد أو أوسلو أو وادي عربة. على النقيض من ذلك ، ما تم صناعته وفبركته هو خطة أمريكية إسرائيلية لحل (الصراع) بعد تدمير العراق وسقوط الاتحاد السوفييتي،وفي محاولة لخلق ما أسماه شمعون بيريز ,وبعده كونداليزا رايس,ب (الشرق الأوسط الجديد)، شرق أوسط يتميز بهيمنة امبريالية صهيونية, مدعومة من قبل أنظمة محلية استبدادية.
    ولكن اتفاقيات اوسلو كانت قد ولدت ميتة أصلاً لأنها وببساطة متناهية لم تضمن احقاق الحد الادنى من الحقوق الفلسطينية المشروعة. طالما أن هناك تطهير عرقي ، كنتونات أو بانتوستانات ، معتقلات، إغلاقات ، مستوطنات ، إغتيالات ، مصادرة أراضي ، إحتلال وتفرقة عنصرية، فإن إمكانية خلق البيئة المناسبة لسلام عادل في الشرق الأوسط ستظل غائبة. إن السلام الأوسلوي ما هو الا عبارة عن خرافة قد عششت في عقول من وقعوا هذه الاتفاقيات التي كانت محصلتها حربي إبادة همجية (2009 و 2012) لم يكن من الممكن أن تحصلا لولا هذه الاتفاقيات التي أعطت الانطباع الخاطئ بأن هناك (طرفين متساويين) في القوة وحتى في الحق!
    إن هذه الاتفاقيات قد أدت لتشكيل ما سمي( بالحكم الذاتي الإداري) في قطاع غزة وبعض من أجزاء الضفة الغربية وقد تم التصدق على (السكان المحليين) بمنحهم حق تشكيل (سلطة) من الممكن تسميتها(وطنية). ولكن السؤال الذي لا بد من طرحه يتمحور حول طبيعة هذه السلطة والسبب الذي يجعلها خارج المساءلة الوطنية حتى من قبل التيارات المحسوبة على اليسار الثوري،وقبول التيار الاسلامي الأكبر بالمشاركة في هذه السلطة! ان الاجابة وبكل بساطة تقودنا مرة أخرى إلى اتفاقيات أوسلو التي خلقت واقعا، وبالتالي فهماً جديدا لمفهومي التحرير وتقرير المصير.
    ولكن أصبح الآن واضحا ، وعلى الرغم من الابتسامات والقبلات والاحتفالات أمام الكاميرات وانعقاد المؤتمرات والحديث عن التفاؤل بإقامة سلام دائم في (الشرق الأوسط الجديد) فإن الواقع يشير في اتجاه آخر ألا وهو أن هذه الاتفاقيات وبسبب تناقضها مع القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية لم تؤدِ لا إلى إقامة دولة فلسطينية على 22% من أرض فلسطين التاريخية ولا لعودة اللاجئين الفلسطينيين تبعا لقرار الأمم المتحدة 194,ولا حتى لازالة المستعمرات الصهيونية, أو تعويض المواطنين عما فقدوه ، ولا زالوا يفقدون من أراضيهم وبيوتهم، ولا حتى تقليص عدد الحواجز العسكرية الاسرائيلية......الخ.
    على الرغم من كل القبلات والابتسامات والسلامات فإن إسرائيل توجت هذه المسيرة بحربين همجيتين أدتا إلى استشهاد ما لا يقل عن 1600 مواطن من بينهم ما يزيد عن 500 طفل ، ودمرت ما لا يقل عن 60 ألف مؤسسة وبيت ، وحرقت الأخضر واليابس بقنابل فسفورية لم تستخدم في التاريخ حتى ضد الحيوانات . ومن البديهي ان هذه المحصلة لم تُذكر في اتفاقيات أوسلو! ولكن أيضا لم يتم ذكر أي شئ يؤدي إلى منع حدوث مثل هذه المجازر التي تأتي في سياق الحصار القروسطي الخانق على قطاع غزة.
    هذا هو الواقع السياسي الذي لا ترغب قيادات حركة فتح التي وقعت ودافعت عن هذه الاتفاقيات ان يتم تذكيرها به. إن ما تم تصنيعه في بعض أجزاء الضفة الغربية وقطاع غزة ما هو إلا كيان غريب الشكل والمضمون ، كيان على نمط المعازل العرقية (البانتوستانات) الجنوب أفريقية ، ولكن بدعم واعتراف دولي هذه المرة!ولكل هذه الاسباب فإن غزة 2009 و 2012هي الصورة المرئية المعكوسة "mirror_image" لأوسلو.
    علينا أيضاً أن نذكر في هذا السياق السياسي التاريخي أن 75_80% من سكان غزة هم من اللاجئين الذين لم يتم التطرق لحقوقهم على الإطلاق في إطار هذه الإتفاقيات ، مما يوضح سبب نتائج إنتخابات عام 2006(المفاجئة) ليس فقط في سياقها المعادي للكولونيولية الاحتلالية شعبياً , و إن لم يتم فهمها و إستثمارها بهذا الشكل من قبل التيار الفائز, بل أيضاً في سياق سياسي إجتماعي. إن ما خلفته هذه الإتفاقيات في الضفة وغزة هو في واقع الأمر عالمين مختلفين طبقياً, إن لم نقل متناقضين, ويتميزان بمؤسسات لا ديمقراطية ،أجهزة أمنية متعددة ، محكمة عسكرية عالمثالثية ، فساد ، سوء إدارة ، محاباة........إلخ. لاشك أن هذه الصفات بالإضافة لكونها نتاج إحتلال كولونيالي تعبر أيضاً عن صفات نيوكولانيالية متنامية في العالم- الما بعد-إستعماري .
    و لاشك أن إنتصارات إسرائيل في عدة حروب (48م ،67م ،82م), وبعد حصولها على اعتراف فلسطيني وعربي ودولي (بحقها) في ممارسة سياستها كدولة استعمار استيطاني ،كانت قد رغبت بالدخول في مرحلة جديدة ،مرحلة تتميز بتشكيل وعي جديد لدى الشعب الفلسطيني المحتل. وهنا بالضبط يكمن خطر أوسلو الوجودي . إن عملية الأسلوة، وفي هذا الإطار النيوصهيوني ، يعني خلق خطاب ايدولوجي جديد يؤدي إلى إزاحة كاملة لوعي (الآخر|الضحية) واستبداله بعقلية أحادية الجانب من خلال خلق خرافة جديدة دائمة الانزلاق ولا يمكن تحقيقها ، على نمط حل الدولتين . هل من الغريب الآن فهم لماذا يعزف معظم القادة الصهاينة, حتى أرييل شارون, لحن الدولتين؟!
    وبكلماتٍ أخرى فإن العمل على خلق ( الفلسطيني الجديد), كما أسماه بعض الأوسلويون بتنسيق مع رئيس الوزراء البريطاني الأسبق و مندوب اللجنة الرباعية طوني بلير ,المدافع باستماتة عن حل الدولتين, هو في نفس الوقت محاولة لخلق وعي زائف يتم توجيهه من قبل (إنتلجنتسيا) تم إستيعابها في إطار أوسلوي, وتتميز بسجل ثوري تم تطويعه. وهكذا تصبح شعارات (حل الدولتين) و( دولتين لشعبين) و(العودة لحدود67) و (هدنة طويلة الأمد) كلها تعبيرات عن نهج يضمن رضوخ وانصياع الفلسطيني . ما لم يذكر في حمى هذه الشعارات والتي تُردد بطريقة روبوتية ببغاوية هو حق عودة 6-7 مليون لاجئ وتعويضهم، والحقوق الثقافية والقومية لأكثر من 1.2 مليون فلسطيني يعاملون كمواطني درجة رابعة في إسرائيل . إن مجرد ذكر هاتين الفئتين جدير بإفساد أي حفلة عن (السلام) و (التفاهم) و(التفاوض) واللغة السياسية (الجديدة) للإدارة الأمريكية التي ، وتبعا لبعض الأقطاب السياسية التي من المفروض أن تكون معادية لاتفاقيلت لأوسلو ، تختلف كثيرا عن إدارة بوش! ما تنساه هذه الأصوات هو أن الامبريالية الامريكية قد رغبت بوضع قناع أسود جديد على وجهها ليس له علاقة بأي تغيير جدي في مضمون سياستها تجاه القضية الفلسطينية، ولكن هذه الرؤية الصهيوأمريكية لا تأخذ بعين الإعتبار النقيض الأساسي الذي تخلقه نتيجة الاضطهاد والقهر.
    إنها ، وبمعنى آخر, تتجاهل الوعي الثوري التغييري واللذي تم تشكيله خلال المراحل التاريخية المختلفة للمعاناة الفلسطينية ، وهي أيضاً لا تأخذ بعين الإعتبار تراث النضال المدني والمقاومة الشعبية والتي أصبحت علامة مميزة للنضال الفلسطيني و تتجسد بشكل كبير في التنامي الخلاق لحملة المقاطعة الأممية لاسرائيل و عدم الإستثمار فيها و فرض عقوبات عليها, و التي بالظرورة تتناقض مع منطق أوسلو التطبيعي.
    ومن هنا فإن هناك ضرورة مُلحّة لإيجاد سياسة فلسطينية بديلة تجشد هذا الوعي المتنامي. إن الوعيَ بمدى الفساد الذي وصلت إليه السلطة الوطنية الفلسطينية, و بالفوارق الطبقية الهائلة التي خلقتها الاتفاقيات المذكورة, والطبيعة الوظيفية للسلطة نفسها ,التي توجت بتصريحات عديدة عن عدم واقعية المطالبة بتطبيق قرار الأمم المتحدة 194 الذي ينص على حق عودة اللاجئين الفلسطينيين الى القرى و المدن التي طُهروا منها عرقياُ ، إنما هي بجلها محصلة لعملية تحرير العقل الفلسطيني من أوسلو(De_Osloization).
    إن هذه العملية التراكمية بدأت تنضج من خلال انطلاقة انتفاضة الاقصى مرورا بنتائج انتخابات 2006 والتي كانت مؤشرا واضحا لرفض شعبي لنهج أوسلو وليس بالضرورة تأييداً لفصيل سياسي محدد, و التأييد الشعبي الكاسح للمقاومة و الانتصار في معركة 2012. إن هذا الوعي اللاأوسلوي هو نفس الوعي المعارض الذي أبدى معارضة جماهيرية كبيرة للتصريحات المتعلقة بحق العودة و المظاهرات العديدة التي تساءلت عن الوظيفة الرئيسية للسلطة الوطنية.
    إن قادة القبائل الجنوب أفارقة ومن خلال اتفاقيات مع قادة النظام العنصري كانوا قد وصلوا لقناعة مطلقة بأنهم رؤساء دول مستقلة سميت كذلك (independent homeland)ولكن حزب المؤتمر الوطني الافريقي وعلى الرغم من التنازلات الهائلة التي قدمها للحزب الوطني الأبيض, ممثل الأفريكانس, فإنه لم يساوم مطلقا على فكرة وحدة جنوب افريقيا. ولكن القيادة الفلسطينية وفي بداية القرن الواحد والعشرين تتفاخر بأنها قد وضعت الأرضية الصلبة لبانتوستان جديد في الشرق الأوسط ، مدعية أنه مشروع )دولة مستقلة(. و لا شك أن الصهيونية ستناور على أساس أن هذه أكبر تضحية وتنازل تم تقديمهما (للآخر الفلسطيني) بعد نفي وجوده لأكثر من قرن ، وبعد أن أثبت هذا (الآخر) أنه انسان.
    ولكن لضمان استمرارية المشروع الصهيوني في فلسطين يجب أن يتم احتواء هذا الاخر واستعباده بطريقة لا يعي فيها أنه مُستعبد. وهذا ما يبرر منح مناطق حكم ذاتي إداري في أكثر المدن الفلسطينية إكتظاظاً.
    إن رفع العلم الفلسطيني وعزف النشيد الوطني،وفرش البساط الأحمر ،وتسمية الضفة الغربية المقسمة بأكثر من 600حاجز باسم فلسطين ،كلها تعني كلمة واحدة :أوسلو. لكن الرديف لهذه الكلمة هو العبودية. العبودية بموافقة العبد ومشاركته في الدفاع عن السيد الأبيض.
    إن الوصول لما نحن فيه الان من فساد غير مسبوق ، و تنسيق أمنى مع اسرائيل ,بإشراف جنرال أمريكي ، وحصار غزة ,بعد تحويلها إلى معسكر إعتقال أكبر من أوشفتز, وبمباركة عربية ودولية ، هو النتاج المنطقي لاتفاقيات أوسلو .و ما على حركة فتح, المسئول الرئيسي عن توقيع هذه الاتفاقيات, الا الدخول في مراجعة نقدية جذرية لما أوصلت القضية الفلسطينية اليه, و الإعتذار بشكل واضح عن هذه الخطيئة!

    كلمة السر في انطلاقة فتح الـ48
    بقلم: مازن صافي عن وكالة معا
    الرسائل التي حملها مهرجان الانطلاقة الـ 48 لحركة التحرير الوطني الفلسطيني " فتح " كانت معلنة قبل المهرجان وهي رسالة سياسية وجماهيرية وتنظيمية رسائل تشابكت معا ومن الصعوبة فصلها عن بعضها البعض .. والآن وبعد الحشد الجماهيري الهائل والذي تم تقديره بأكثر من مليون فتحاوي وقال خبراء أنه لم يسبق له مثيل ويعتبر الأضخم في تاريخ حركة فتح منذ انطلاقتها الأولى ، يمكن لنا أن نسجل أكبر حشد جماهيري، ولم يسبق له مثيل منذ عدة سنوات.
    الرسالة السياسية هي أن فتح موجودة في غزة وجماهيرها يشكلون أكثر من ثلثي عدد السكان وبالتالي تم إجهاض الادعاءات الإسرائيلية بأنه لا وجود قوة جماهيرية لفتح في غزة وبالتالي لا يمكن أن تفصل غزة سياسيا عن الضفة .. وكلمة الرئيس التي وجهها الى المحتشدين في يوم الحشد الأكبر أكدت أن للرئيس محمود عباس قوة ونفوذ وجماهيرية في قطاع غزة كما في الضفة الغربية وبذلك تم الاستفتاء الجماهيري على ذلك .
    وبالرغم من عدم وجود رواتب ومنع إسرائيل لتسليم الأموال الفلسطينية التي تشكل بند رئيس في الرواتب إلا أن ذلك لم يشكل معيق بل شكل دافعا لدعم جماهيري وقف خلف توجهات القيادة السياسية، نحو تحقيق حلم إقامة الدولة الفلسطينية. وتجسيد سيادة دولة فلسطين وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم .. ومليونية الانطلاقة أرسلت رسالة سياسية واضحة أيضا للعالم العربي والدولي أننا متمسكون بقيادتنا بالرغم من الضغوط الدولية عليها و إحجام الدول العربية عن القيام بدورها الذي شكلتها هي بما يعرف بشبكة الأمان الاقتصادي للحيلولة دون خنق المجتمع الفلسطيني الذي بدأ يتنفس أريج الحرية بعد اعتراف العالم وحصول فلسطين على مقعد مراقب في الأمم المتحدة لتصبح دولة فلسطين في الطريق الى أن تحول الى دولة عضو في الأمم المتحدة وفي ظل اعتراف دولي ان مؤسسات السلطة الفلسطينية على جاهزية تامة لتتحول الى مؤسسات دولة.
    وقدر الله أن تكون الكلمة الوحيدة التي ألقيت على مسامع المحتشدين هي لرئيس الدولة الفلسطينية القائد العام لحركة فتح محمود عباس وكانت عبر الهواء مباشرة ، وتسبب التدافع الجماهيري المتعطش للحرية والحشد الجماهيري الذي فاق التوقعات الى اختصار الكلمات لتكون جامعة في كلمة الرئيس التي وجهها من رام الله إلى المحتفلين بانطلاقه فتح،و شدد فيها على "الوحدة من اجل تحقيق النصر"، معربا عن اهتمام قيادة السلطة بإنهاء حصار غزة لتلتحم بباقي أجزاء الوطن، ومؤكدا "سنلتقي بكم في غزة في القريب العاجل".
    وبذلك أكد على رسالة الوحدة الوطنية حين قال أيضا في كلمته المتلفزة "لا بديل عن تحقيق المصالحة الداخلية لتحقيق الأهداف الوطنية الفلسطينية". وبذلك أعطى إشارة البدء بترتيب تطبيق المصالحة الوطنية والتي هتفت الجماهير لها " الشعب يريد إنهاء الانقسام " .. وهي أيضا رسالة أوصلتها الجماهير واضحة وصلت الى كل الدنيا أن الانقسام مرفوض ويجب إنهاؤه فورا . وبالتالي هذه رسالة حركة فتح بجماهيرها وقيادتها وهذا ما أكد عليه أيضا الأخ د. نبيل شعث عضو اللجنة المركزية المفوض العام للتعبئة والتنظيم المحافظات الجنوبية ولقاءاته التي سبقت وتلت المهرجان ،وشكلت عامل هام في حرية العمل الحركي وأمنه في قطاع غزة
    إن رسالة فتح واضحة المعالم وعلى رأسها إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة ومواصلة الحراك الدولي وتعزيز المقاومة الشعبية والتي يمكن اعتبار الانطلاقة واحدة من أساليبها .
    وأخيرا نقول أن كلمة السر في نجاح وصول الرسائل في انطلاقة فتح الـ48 هي " الجماهير " التي شكلت رأيا عاما جامعا لا يمكن التنكر له أو إغفاله ، وأيضا شكلت القيادة التحاما مع الجماهير وشاركتها في كل خطوات الإعداد للانطلاقة وتوافقت مع تطلعاتها ورؤيتها ورغباتها في كل جزئيات الوصول إلى يوم الحشد الأكبر الذي أذهل العالم وأدهش كل المحللين في يوم الجمعة الرابع من يناير 2013 ..
    رسالة يجب قراءتها بتمعن :
    - الخطبة التي ألقاها سماحة الشيخ يوسف جمعة سلامة والتي أيضا شكلت وثيقة هامة يجب قراءتها بتمعن .
    - الأغلبية من بين مئات الآلاف الذين احتفلوا في مهرجان فتح بغزة، هم ممن دون سن 20 عاماً وبذلك شكلوا رسالة تنظيمية هامة يجب قراءتها بتمعن.

    غزة، الخروج عن النص
    بقلم: غسان زقطان عن وكالة سما
    كما يحدث دائماً خرجت غزة عن النص، ذهبت أبعد كثيراً من مخيلة "الدهاة" والمحللين وواضعي السياسات، ذهبت خارج الإطار الذي رسموه لها وأخرجت الماء من الخراب.
    التحايل على المكان والمساومات التي دارت حول فضاء الاحتفال والتنقل بين "أرض الكتيبة" و"السرايا"، وتأجيل "الإذن" بإقامة الاحتفال جاء بحصاد معاكس تماماً، فكرة أن تحصل الحركة الأم التي أطلقت الرصاصة الأولى على "إذن" من وزارة داخلية "حماس" بالاحتفال بذكرى انطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة، تبدو فكرة سريالية بحد ذاتها، وتعكس مفهوم "حماس" و"الإخوان المسلمين" وفهمهم للإرث الوطني للشعب الفلسطيني.
    لم يعد الأمر ـ ومنذ سنوات طويلة ـ يتعلق بـ "فتح" وحدها، لقد أصبح هذا التاريخ يوماً وطنياً فلسطينياً، وجزءاً من التاريخ المعاصر للشعب الفلسطيني، أطلقت "فتح" الرصاصة الأولى، ولكن الرصاص الذي تواصل فيما بعد كان قادماً من مختلف فصائل واتجاهات وقوى الشعب بما فيها "فتح"، اقترحت "فتح" عملياً الكفاح المسلح مبكراً، مطلع عام ١٩٦٥، وبقي "الاقتراح" حياً ونابضاً، حتى أولئك الذين استغرقت استجابتهم لفكرة المقاومة ما يقارب ربع القرن، كانوا ينضمون إلى القافلة التي أقلعت وقاتلت وحوصرت وقطعت أشواطاً بعيدةً في صحراء حروب لا ترحم.
    لم يعد الأول من كانون الأول احتفالاً لـ"فتح" بقدر ما هو احتفال للشعب الفلسطيني في مختلف مناطق وجوده، لذلك كان الذين بكروا في الوصول إلى محيط "السرايا" في غزة والذين احتشدوا ساعات كثيرة قبل بناء منصة الاحتفال، الذين وصلوا في الليل مع أطفالهم من "بيت حانون" و"رفح" و"خان يونس" و"دير البلح" لم يكونوا أبناء "فتح" وحدها، هؤلاء هم أبناء الثورة بمكوناتها وتعدديتها التي انضوت تحت ائتلاف منظمة التحرير الفلسطينية، والذين ساوموا وتحايلوا وحاولوا شراء الوقت لم يدر بمخيلتهم الضيقة أنهم يساومون على منح "إذن" حركة للشعب الفلسطيني وليس لـ"فتح".
    هذه المخيلة الضيقة دفعت رجلاً في موقع "أبو مرزوق" وواقعيته السياسية إلى طرح دعابته الساذجة التي تخلو من الحنكة السياسية، في الرد على تهديد "أبو مازن" بتسليم مفاتيح السلطة لـ نتنياهو، بقوله يسلم المفاتيح لنا، يقصد "حماس"، "فالأقربون أولى بالمعروف"، فساوى بينه وبين الاحتلال من جهة، وأساء فهم الرسالة من جهة ثانية، وحول تسليم المفاتيح إلى "معروف".
    بهذه المخيلة، ساومت "حماس" على احتفال الشعب الفلسطيني بثورته، وهي المخيلة التي تدفع كثيرين من السياسيين في "فتح" إلى اعتبار أن الاستفتاء الذي أنجزته غزة كان انتصاراً لـ "لفتح" وحصر النتائج بها والتصرف بناء على ذلك.
    ثمة دروس كثيرة ورسائل كثيرة أرسلتها غزة إلى العالم وإلى حلقة الحصار المحيطة بفلسطين العربية وغير العربية، وإلى "فتح" وإلى "الإخوان المسلمين" وهم يقطعون الطرق على "الربيع العربي" في مصر وتونس ويسنون خناجرهم في ساحات أخرى.

    حدث غزة !
    بقلم: شميح شبيب عن وكالة سما
    ما حدث في قطاع غزة، يوم الجمعة الفائت، بمناسبة انطلاقة الثورة الفلسطينية 1/1/1965، كان حدثاً مفصلياً في مسارات الأزمة الفلسطينية، والانشقاق الجيوـ سياسي بين شطري الوطن، الضفة الغربية وقطاع غزة.
    ما حدث كان بمثابة الاستفتاء الشعبي المباشر ـ الحر، لوحدة هذا الوطن، وللإطار السياسي ـ التنظيمي للحركة الوطنية الفلسطينية م.ت.ف... ما حدث من إنجاز عظيم، قامت به جموع الشعب الفلسطيني في القطاع، على اختلاف مشاربها ومنابعها.
    لا يمكن رد هذا الإنجاز، للون سياسي بعينه، ولا لتنظيم محدد، دون سواه. صحيح أن الذكرى، هي ذكرى لـ "فتح"، معجزة الثورة، وصاحبة الطلقة الأولى، وصحيح أن الأعلام الصفراء هي أعلام حركة "فتح". لكن في واقع الأمر، فمن قام بهذا الإنجاز الكبير، هو الشعب الفلسطيني بمختلف مذاهبه ومشاربه، وما أراد قوله بالصوت العالي، هو تحقيق الوحدة الجيو ـ سياسية ما بين الضفة والقطاع، دون إبطاء أو تردد.
    شكّل هذا الحدث، رداً على كل دعاة التجزئة والانفصال، وشكّل إنجازاً لا يمكن تجاوزه أو القفز عنه. الحدث أصبح واقعاً قائماً ومُعاشاً، لذا علينا استثماره دون محاولة رده إلى فصيل معين، أو التباهي به، على نحوٍ يضرّ بمسارات التلاقي وإعادة اللّحمة.
    الحدث جرى وتم إنجازه، وعلينا أن نبحث بما هو تالٍ له، وليس الغوص والغرق فيه.
    الجميع أسهم في هذا الإنجاز وتحقيقه، وبالتالي فعلى الجميع التلاقي لإنجاز الخطوات المقبلة، وتفويت الفرصة على إسرائيل، وقوى إقليمية أخرى، الاستمرار في استثمار حالة الانشقاق الضارة والمعرقلة لكفاحنا الوطني وتحقيق أمانينا في الحرية والاستقلال!
    عبّر هذا الحدث، عن مدى توق الشعب الفلسطيني للوحدة، وتجاوز حالة الانشقاق الحاصلة، وهو توق ورغبة وطنية أصيلة وحقيقية في نفوس الفلسطينيين جميعاً.
    قد تتباين الرؤى والاجتهادات، وقد تختلف المرجعيات السياسية والأيديولوجية، لكن ذلك، لا يشكل بحالة من الأحوال، تبرير ما حدث سابقاً من تباعد وانشقاق. هنالك إطار عام، أو بالأحرى بيت الجميع الفلسطيني، وهو: م.ت.ف، وهنالك اتفاق عام، على جدوى هذا الإطار، الذي بات يشكل كياناً سياسياً وتنظيمياً للجميع الفلسطيني.
    إعادة إحياء وتطوير م.ت.ف، هو أمر ممكن بتعاون الجميع، وبمشاركة الجميع.
    م.ت.ف، لا تبدأ من نقطة الصفر، بل إن هنالك تراكماً تنظيمياً وسياسياً وفكرياً عميق الجذور، يعود للعام 1964. هذا التراكم الشامخ، جاء نتيجة جهود عظيمة، ودماء غزيرة طاهرة، ومخاضات من الحروب، متنوعة الأشكال والمظاهر.
    التلاقي في إطار م.ت.ف، هو أمر ممكن في ظل الائتلاف والاختلاف، والتصارع داخلياً، دون انشقاق أو دماء داخلية.
    الجميع يأمل أن يشكل حدث غزة، الخطوة الأولى الثابتة والواضحة، لعودة الجميع إلى إطار م.ت.ف، وبمشاركة الجميع، دون إبطاء أو تردد.



    على ضفاف النيل.. "فتح" تنطلق و"فرقة العاشقين" تتألق
    بقلم: كمال أبو شاويش عن وكالة PNN
    لم أكن أتوقع، ونحن نودع العام 2012م، أن تكون الذكرى الثامنة والأربعين لانطلاقة الثورة الفلسطينية المعاصرة مختلفة عن غيرها من الأعوام السابقة، بل وتكون المتميزة على الإطلاق. فقد جاءت الانطلاقة في ختام مشهد الاعتداء الصهيوني الآثم على قطاع غزة، وما أظهرته فصائل المقاومة من صمود أسطوري وتميز نوعي في صد العدوان، ثم التتويج بالنصر السياسي في أروقة الأمم المتحدة، بحصول فلسطين على عضو مراقب فيها، وأخيراً، الإجماع الوطني العام علي ضرورة الإنهاء الفوري لحالة الانقسام وتكريس الوحدة الوطنية.
    لقد جاء احتفال (كرنفال) الانطلاقة في قطاع غزة ليس فقط تعبيراً عفوياً جارفاً، نتيجة لغياب الحركة عن العمل الجماهيري في قطاع غزة لأكثر من خمسة أعوام، بل وأكثر من ذلك، فلقد خرجت جموع الشعب الفلسطيني، بقضها وقضيضها، لتأكد، مرة أخرى، على أن فتح قائدةً للمشروع الوطني التحرري بلا منازع. وحملت رسائل عدة، قد لا يتسع المجال هنا لتبيانها أو الحديث عنها.
    ويبدو أن حالة العشق والهيام الوطني قد تمددت خارج حدود الوطن الجغرافية ليصل صداها حيث يوجد الفلسطينيون. فهنا في القاهرة "أرض الكنانة" خرج أبناء الشعب الفلسطيني المتواجدون في جمهورية مصر العربية ليحيوا الذكرى على طريقتهم الخاصة، هاتفين مرددين شعاراتهم المنادية بالعودة، وإقامة الدولة، وبدعمهم للقيادة الفلسطينية، مستذكرين أرواح الشهداء الذين عمدوا الطريق بالدم والتضحيات الجسام. وغنت "فرقة العاشقين" بدورها بغض الأغاني التي تربينا عليها صغاراً وطالما رددناه أشبالاً، كانت تلك الأغنيات هي المحرك الحقيقي لحالة الوعي الوطني للفلسطينيين في الأرض المحتلة والشتات.
    لم أكن لامسك نفسي وأحبس بعض دموعٍ حارة خرجت، أو كادت أن تخرج، من بين حنايا الصدر قبل العيون، وأنا استمع لأغنيات تغنينا بها في الأسر، فكانت سلوانا عند الشدائد وفي زنازين الاحتلال، ودفئنا في ليالي الأسر الطويل. فصفقنا ورددنا معهم ما نحفظه من مقاطع كادت أن تخطف قلوبنا، ثم غنوا لبيروت. وما أن انتهي الحفل حتى تسابقنا –كما الأطفال في براءتهم- لالتقاط بعض الصور معهم.
    قد أكون محظوظاً أكثر من أبناء جيلي، فقد شهدت الانطلاقة في أكثر من مكان، في غزة، في معتقل أنصار (2)، في سجن النقب الصحراوي (كتساعوت)، في رام الله حيث جامعة بيرزيت، وفي مخيم اليرموك بسوريا، وأخيراً في القاهرة علي ضفاف النيل وبصحبة فرقة العاشقين هذه المرة. وأكاد أجزم أن انطلاقة هذا العام هي الأكثر تميزاً على الإطلاق؛ فقد احتفلت جماهير شعبنا في كل مكان تقريباً، في محافظات الضفة الغربية، وفي مخيمات لبنان، في الأردن، وفي قطاع غزة -الذي سجل سفراً جديداً في تاريخ الثورة الفلسطينية المعاصرة- وأخيراً في القاهرة.
    إنه ربيع فلسطين، إذن، يزدهر من جديد، فيبدو أن هذا العام من مطلعه يبشر بالخير، فهذه الحالة الجياشة، التي عاشتها جماهير شعبنا في كل أماكن تواجده، تصلح كأرضية قوية للانطلاق من جديد إذا تم توظيفها والبناء عليها في القريب العاجل، ولا يكون البناء إلا من خلال تبني جملة من السياسات والاستراتيجيات والبرامج الخلاقة.
    لقد أظهرت هذه الانطلاقة قوة الشارع الفلسطيني، وعلى القدرة الهائلة لحشد أنصار التيار الوطني (الذي تقوده فتح)، والذي ظن البعض أنه قد تراجع بعد الانتخابات التشريعية في يناير 2006م وما أفرزته من تداعيات. وبالتالي، فإنه وأمام هذا الحضور الطاغي لجماهير الحركة ومؤيديها لم يعد مقبولاً، بعد اليوم، أن تُقاد الحركة بالارتجال والعشوائية، ولم يعد مقبولاً تهميش تلك الجماهير الغفيرة، التي انحازت لمشروع الحركة، فهي شريك أصيل، وليس مقبولاً أن يُتعامل معها على أنها متلقٍ وتابع. كما وأثبتت التجربة مرة أخرى أن جيل الشباب داخل الحركة لديه من الوعي والطاقات الخلاقة ما يكفي لبناء حاضر ومستقبل الحركة، فيما لو أعطيت له الفرصة لكي يجرب نفسه في القيادة. دروس كثيرة يجب أن تستخلصها قيادة الحركة من هذا الحراك الجماهيري الواسع، الذي يمثل فرصة ذهبية لاستعادة مكانة الحركة فلسطينياً وعربياً ودولياً، التي بدأت تتراجع مع ظهور منافسين أقوياء علي الساحة الفلسطينية. لقد قال الشارع كلمته إذن، وصلت الصورة للجميع، حين توشحت غزة بالصفار وبكوفية الختيار، ورُسمت حدودها وفق حدود شعار العاصفة، وسُمع صوت الفتحاويين –الذي غُيِّبَ لفترة- فوصل صداه إلى كل أماكن صنع القرار في العالم. لكن يظل السؤال الجوهري: هل نستطيع أن نوظف هذا الحراك الشعبي، فنحيلها لبرنامج عمل دائم؟ أم أنه مجرد حالة عاطفية انفعالية ستنتهي مع انتهاء الحدث دون أن يتم البناء عليها؟
    والآن بعد أن أنفض المولد، وأعطت احتفالات الانطلاقة لهذا العام "قُبلة الحياة" للحركة وقيادتها، فماذا بعد..؟! لقد قلنا وقال غيرنا أن هذه الحركة باقية وستظل شامخة ليس بفضل "عبقرية" القيادة، ولكن بحرص الجماهير عليها؛ فلقد سبقت جماهير الحركة قيادتها وتفوقت عليها، وأسدلت الستار علي كل المحاولات اليائسة، التي حاولت سحب شرعية ومشروعية التمثيل الفلسطيني من قيادة الحركة ومنظمة التحرير، وأغلقت الباب نهائياً أمام كل المتربصين والحاقدين، وأعلنت بوضوح، لا يقبل التأويل، عن تأييدها الكامل للحركة، وانحيازها للمشروع الوطني والسياسي والاجتماعي الذي انتهجته. إنها باختصار قد أعادت "التوازن المفقود" في المشهد الفلسطيني، في ظل معادلة إقليمية تُرسم معالمها من جديد، وأعادت تصدير التيار الوطني –الذي تقوده فتح- إلى الواجهة من جديد، قاطعةً الطريق على كل المحاولات البائسة لحرف بوصة النضال الفلسطيني عن مساره السليم. وخلاصة القول، أن جماهير شعبنا قد انحازت لفتح.. فهل تنحاز فتح للجماهير؟!

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 287
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 10:08 AM
  2. اقلام واراء محلي 273
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:35 PM
  3. اقلام واراء محلي 272
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:34 PM
  4. اقلام واراء محلي 271
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:33 PM
  5. اقلام واراء محلي 270
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:31 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •