اقلام واراء اسرائيلي 340
13/5/2013
في هــــــذا الملف
شحنة الصواريخ الروسية لسورية تقلق اسرائيل
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
ليس للازمة في سورية حل دبلوماسي
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
بين نصر الله والقرضاوي.. كلمات مُشربة بالدم
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
‘امانة’ خارج القانون
بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
الدفاع في الميزانية
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
حكومة نور للاغيار وظلام لاسرائيل
بقلم: آريه الداد،عن هآرتس
شحنة الصواريخ الروسية لسورية تقلق اسرائيل
بقلم: عاموس هرئيل،عن هآرتس
ما زالت الهجمات الجوية الاخيرة في سورية التي امتنعت اسرائيل عن تحمل مسؤولية رسمية عنها تدوي في المنطقة بعد ان عاد الجمهور في البلاد الى الاهتمام بالمجال الاقتصادي. وقد وقعت في الايام الاخيرة ثلاثة تطورات على الأقل تتصل بأعمال القصف وقد تكون لها جميعا جوانب مقلقة بالنسبة لاسرائيل.
ففي رد على القصف هدد رئيس سورية بشار الاسد والأمين العام لحزب الله حسن نصر الله ايضا بأنه يتوقع تجديد النضال ضد اسرائيل على حدود هضبة الجولان، بل إن نصر الله أشار اشارة خفية الى أن منظمته ستشارك في ذلك. وقال نصر الله ايضا، لاول مرة بصورة معلنة، إن حزب الله معني باحراز ما يوصف بأنه ‘سلاح يُخل بالتوازن’، أي تلك الانواع من الاسلحة (السلاح الكيميائي والمنظومات المضادة للطائرات المتقدمة، وصواريخ ارض ـ ارض ذات درجة دقة عالية وصاروخ الساحل ـ بحر الروسي ‘يحونط’)، التي أعلنت اسرائيل أنها ستستمر في العمل لاعتراض نقلها الى حزب الله.
ويتعلق التطور الثالث وهو الأهم بتجديد الاشتغال بامكانية أن تسلح روسيا سورية بصواريخ ارض ـ جو من طراز ‘إس300′. وقد سارعت موسكو في الحقيقة الى نشر نصف إنكار لذلك حينما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجيه لافروف أنه لا يوجد عند بلده خطط جديدة لبيع سورية منظومات مضادة للطائرات. لكن كان يبدو في المؤتمر الصحافي وقت زيارة بولندة أن لافروف يقشع متعمدا الضباب في هذه المسألة حينما أوضح أنه ما زالت توجد بين روسيا وسورية صفقات سلاح سابقة لم تُستكمل بعد.
إن هذه الأنباء تقلق اسرائيل الى حد أنه نُشر في نهاية الاسبوع أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيشخص في الايام القريبة لزيارة موسكو ليقنع رئيس روسيا فلاديمير بوتين بتعويق الصفقة. وأفادت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ في يوم الخميس الأخير ان الادارة الامريكية تفحص عن معلومات استخبارية نقلتها اسرائيل اليها تقول إن الصفقة توشك أن تُنفذ وأن تشتمل على نقل ست قواعد اطلاق صواريخ و144 صاروخا يبلغ مداها نحوا من 200كم.
تُنشر أنباء عن تزويد سورية وايران بصواريخ إس300 من روسيا في وسائل الاعلام الدولية مرة كل بضعة أشهر منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي. ولم يُبلغ الى اليوم ان واحدة من تلك الصفقات تم تحقيقها بالفعل. لكن السياق مختلف هذه المرة: فروسيا هي الدعامة الرئيسية للرئيس الاسد في معركة الحياة والموت التي يقوم بها في مواجهة المعارضة السورية التي تحاول اسقاطه في الحرب الأهلية التي أوقعت أكثر من 70 ألف ضحية في أقل من سنتين.
جاء القصف الاسرائيلي في ذروة جدل عاصف في واشنطن في وقت يضرب فيه منتقدو الادارة ومنهم السناتور الجمهوري (والمرشح للرئاسة في الماضي) جون مكين، الرئيس براك اوباما بسبب خوفه من التدخل في الحرب الأهلية. وكانت احدى الدعاوى التي صدرت عن وزارة الدفاع الامريكية وتعترض على الهجوم الجوي في سورية أن منظومات الدفاع الجوي في الدولة الالتفاف عليها أصعب كثيرا مما كان في ليبيا أو في العراق (حيث هاجمت الولايات المتحدة وقوات حلف شمال الاطلسي فيهما في الماضي). وسخر مكين من تردد الادارة في مقابل العمليات الاسرائيلية. لكن يمكن النظر في هذا الادعاء من زاوية اخرى ايضا: فقد تكون الهجمات من وجهة نظر الروس قد كشفت عن قابلية سورية للاصابة وهي تُسوغ نقل منظومات الدفاع الجوي الحديثة الى نظام الاسد للمساعدة على حمايته.
كان رئيس معهد بحوث الامن القومي في جامعة تل ابيب، اللواء (احتياط) عاموس يادلين، هو الذي تنبأ بهذه التطورات تنبؤا ما، فقد كتب يادلين، رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية في الماضي، في الاسبوع الماضي استعراضا قلل فيه من آثار الهجمات في سورية. وكان أحد الامكانات التي ذكرها أن ‘الروس الذين لم يستحسنوا الهجوم سيحررون منظومات دفاع جوي بعيدة المدى مثل إس300 ليتم تصديرها الى سورية’.
قال يادلين أمس لصحيفة ‘هآرتس′ إنه لا يُقدر ان يكون الحديث عن خطر حقيقي مباشر لأن التسلح لهذه المنظومة واعداد الوحدات السورية لاستعمالها قد يستمر أكثر من سنة. وعبر ايضا عن شك في تحقيق روسيا لتهديدها وقال: ‘هذه في الأساس لعبة نفسية، فروسيا تريد أن تتحدى السياسة الامريكية وأن تصد ضربة محتملة اخرى للاسد’.
ويُقدر يادلين في مقالته أن المخاطرة المحسوبة التي تحملتها اسرائيل في الهجوم أثبتت نفسها والدليل الذي يأتي به على ذلك هو الامتناع السوري عن رد عسكري الى الآن.
وقال إن سورية وايران تحصران العناية الآن في الحرب الأهلية في سورية أما حزب الله فيتلقى انتقادا داخليا قاسيا في لبنان لمشاركته فيما يجري هناك. ويذكر مع ذلك أن اعضاء هذا المحور قد لزموا في الماضي أكثر من مرة سياسة رد مؤخر بعيدا عن الساحة المحلية صفوا به حسابا مع اسرائيل من جهة وامتنعت من جهة اخرى من تحمل مسؤولية مباشرة عن اعمالها.
وهو يرى ‘أن الحادثة لم تنته لا تكتيكيا ولا استراتيجيا، باحتمال عال. ويُحتاج الى تيقظ عال في الأمد القصير’ خشية رد عسكري من الأعداء. أما من الجهة الاستراتيجية، ‘فحينما يزنون في اسرائيل العملية التالية الموجهة على تهريب السلاح، يجب ان توزن قضية هل تُمكن الظروف الاستراتيجية الى الآن من حرية عمل في مخاطرة قليلة من اسرائيل أو يفضي تراكم الأحداث بالضرورة الى تصعيد عسكري غير مطلوب. إن فرض حرية العمل النسبية هو وهم لأنه كنز يفنى… لأنه يوجد ضغط يتراكم على القيادات في الطرف الثاني لترد وهو ضغط قد يفضي بها الى نقطة انكسار والى رد واسع قد يقع بعقبه تصعيد عسكري خطير’.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ليس للازمة في سورية حل دبلوماسي
بقلم: بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم
لن تحل الدبلوماسية الازمة السورية. فالدبلوماسية، في سورية كما هي في ايران، تجعل نظامي الحكم الظلاميين هناك يكسبان الوقت ويبقيان فقط. إن التفاهم الأخير بين واشنطن وموسكو بعد انتهاء زيارة وزير الخارجية جون كيري لروسيا في الاسبوع الماضي يجب ان يضيء مصباحا أحمر عند المتمردين. إن الجميع يتفقون على ان الاسد تجاوز الخط الاحمر منذ زمن. لكن واشنطن تُمكّن الروس من مساعدة النظام السوري خاصة في الوقت الذي بدأ فيه يرفع رأسه.
تتصل زيارة رئيس الوزراء نتنياهو المرتقبة لموسكو اتصالا مباشرا بما يجري في سورية. وستحاول اسرائيل تأجيل تزويد الدولة التي لا يعلم أحد حقا ماذا سيحدث فيها غدا بالصواريخ المضادة للطائرات المتقدمة من طراز إس300. ليست مصالح روسيا هي بالضرورة مصالح الغرب. إن روسيا تريد ان تبيع معدات عسكرية وبأكبر قدر ممكن. وروسيا تحب الزبائن الجيدين كسورية.
هذا لن يكون سهلا على نتنياهو. فروسيا تحافظ على النظام السوري، ليس لانها آخر حليفة لها في الشرق الاوسط. لم تعد روسيا هي الاتحاد السوفييتي لكن الازمة في سورية تُذكرها بأمور منسية. والحنين الى الماضي يجعل بوتين يستعيد بسياسته الخارجية فصولا من الحرب الباردة.
ولا تقصد ادارة اوباما ايضا الحروب ولهذا يوجد احتمال كبير ان يكون المؤتمر في المستقبل القريب في جنيف في الشأن السوري ان يسهم بشيء كالمؤتمرات السابقة. والاسد يعرف قراءة الخريطة. لو كان الوضع مختلفا والحال الجغرافية السياسية مختلفة لما أصر أن ينضم اردوغان الى نتنياهو في موسكو. إن اعمال التفجير في نهاية الاسبوع في اقليم هتاي تزيد فقط في الغضب التركي على الاسد وفي الرغبة في رؤيته يتنحى.
إن القصد هو الى جنيف مرة اخرى كما قلنا آنفا، الى مؤتمر آخر بعد المؤتمر غير الناجح في حزيران 2012، وقد رأينا منذ كانت الحرب العالمية الثانية ان العمليات العسكرية أجدى بأضعاف مضاعفة من المؤتمرات الدولية البراقة والمغطاة اعلاميا لحل الازمات، لكن الروس ينجحون في جلب الازمة السورية الى المكان الذي يُعنون به. ولو كان الامر متعلقا بالروس لبحثوا عن حل للازمة في كوسوفو في 1999 حول المائدة. ومن المؤكد ان سلوفودان ميلوسوفيتش رئيس جمهورية الصرب ما كان ليعارض ذلك بيقين، لكنه وقعت حرب آخر الامر ووجد حل.
إن الامر المحزن في الشأن السوري الذي سبب الى الآن وقوع 80 ألف قتيل، هو أن الاحتمال الاضافي الذي أُعطي للدبلوماسية لا يلائم رغبة موسكو فقط بل يلائم رغبة واشنطن ايضا. فاوباما يريد ان يدخل التاريخ بصفة رئيس يُنهي الحروب. وأقصى ما هو مستعد لفعله عمليات تصفية من الجو تتم ادارتها من قاعدة عسكرية في نيفادا.
إن حل الازمة السورية يمر بموسكو وقد أدركوا هذا في القدس منذ زمن ايضا. لم تكف موسكو منذ نشبت الاحداث عن بيع نظام الاسد سلاحا بل إنها صدت قرارات مجلس الامن التي تعارضه. وفهمت موسكو ان الاسد تجاوز الخط الاحمر ولاحظت ان جهة ما تقصف أكثر مما ينبغي في سورية في الآونة الاخيرة ولهذا استقر رأيها على التدخل لا لاسقاط الاسد بل لحفظه في مكانه.
فلا عجب من ان دمشق تبارك الاتفاق بين روسيا والولايات المتحدة. والاسد يكسب الوقت وايران ايضا.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
بين نصر الله والقرضاوي.. كلمات مُشربة بالدم
بقلم: سمدار بيري،عن يديعوت
كان هذا الاسبوع اسبوع المحضرين على الارهاب. وبرغم ذات الآراء بينهما ـ فالاول مع بشار والثاني عليه ـ نسيا أنهما تلقيا في الأصل تفويضا دينيا ودخلا السياسة العنيفة في العالم العلماني دخولا عميقا. وكلاهما نجم تلفاز أنتجته قناة ‘الجزيرة’. فليس لهما بغير الشاشة قوة، ونصوصهما مُشربة بالدم.
الاول وهو حسن نصر الله يضع على رأسه عمامة سوداء وهو من الطائفة الشيعية يساعد مقاتلوه جيش النظام وشبيحته على مذبحة الشعب الفظيعة التي تجري في سورية. واستقر رأي نصر الله في نهاية الاسبوع على أنه يشتهي إظهار نفسه وكشف في تبرع لا عن وجود مقاتلي حزب الله الفاعل في داخل سورية فحسب بل تجاهل متعمدا إنكارات دمشق القوية حينما أعلن على الملأ أن ‘سورية ستستمر في ارسال سلاح نوعي إلينا’.
ونقول بلغة بسيطة إن بشار وجماعته يستطيعون أن يُنكروا من الآن الى قصف سلاح الجو الاسرائيلي التالي وجود ايران ووجود حزب الله وان سورية تنقل صواريخ الى لبنان. فقد جاء نصر الله وقال مُصدقا إنهم لا يرسلون وينقلون فقط بل إن دمشق ستستمر في تسليحنا كي نستطيع الحفاظ على نظام حليفنا بشار.
أما الداعية الثاني ذو الخمار الابيض والبسمة الشريرة الشيخ يوسف القرضاوي إبن الطائفة السنية فجاء في نهاية الاسبوع في تظاهرة تأييد لحكم حماس في غزة. كان يجب أن نرى رئيس الحكومة الافتراضية اسماعيل هنية يستكين للداعية الشيخ مُقبلا يديه جالسا وراء المقود لينقله بنفسه من المعبر الحدودي المصري الى داخل القطاع.
لا يقل القرضاوي سواءً عن نصر الله. فهو الذي أصدر الفتوى التي تدعو الى العمليات الانتحارية الموجهة على اسرائيل. وحينما جاء الى القطاع سارع الى الدعوة الى القضاء على دولة اسرائيل ووعد (أبو مازن) بصوغ فتوى لا تدعو الى قتلنا فقط بل الى قتل فلسطينيين يوافقون على تبادل أراض أو على تنازل ‘حتى عن سنتيمتر واحد’.
ونجحت اسرائيل في ضبط نفسها بازاء تحرشات القرضاوي. إن اليدين اللتين تستجديان تصفية مُركزة قُيدتا في القاهرة خاصة وفي نهاية الامر نجح القرضاوي في اخراج رام الله خاصة عن طورها حينما لوح بجواز السفر الفلسطيني الذي حصل عليه في غزة كمواطن شرف مع بطاقة ساكن، وهذا هو إبراز هنية لعضلاته لأبو مازن وكأنه لا يقول فقط إنه ليس هناك احتمال لمصالحة وطنية بين فتح وحماس بل يقول نحن مستخفون بكم. فمن الحقائق أننا أصدرنا جواز سفر دون أن نطلب ختم رام الله.
أعلنت وزارة الداخلية في الضفة الغربية أمس أن جواز السفر مزور، ودعت القرضاوي على أنه مثير فتنة، واشتكت من سلطات مصر التي كانت تستطيع أن تمنعه من الوصول الى غزة. لكن الرئيس مرسي، مثل اللاجئ المصري القرضاوي، يذكران شهور السجن باسهامهما في حركة الاخوان المسلمين السرية، وقد أصبح أحدهما يجلس منذ ذلك الحين في القصر ويدعمه الآخر من داخل فيلا فخمة. وأصبح أحدهما رئيسا ونجح الثاني في الهرب، وظهر فجأة في القاهرة في ذروة المظاهرات على مبارك. إن صديقا يساعد صديقا ثانيا.
ولدت أمس في وسائل الاعلام العربية نظرية مؤامرة جديدة ظهورها في واقعة محرجة كادت تصبح ازمة دبلوماسية بين القاهرة والقدس. فقد هاجم رجال شرطة في جبل الهيكل ثلاثة دبلوماسيين كبارا من سفارة مصر في تل ابيب. وقالت الرواية العربية إن ذلك كان تصفية حساب بسبب تحريض القرضاوي. وبادرت اسرائيل بالاعتذار في وزارة الخارجية في القاهرة وتحدث نائب وزير الخارجية إلكين عن واقعة ‘لا داعي اليها’.
لنقل ذلك على النحو التالي: لا ذريعة تسوغ سلوكا عنيفا موجها على دبلوماسيين مصريين. صحيح ان الرئيس مرسي لا يحبنا بجنون بل بالعكس. وصحيح ان مندوبينا في القاهرة لا يلعقون العسل. لكن يجب ان نأمل أننا نتصرف بحسب كتب آداب وسلوك من نوع مختلف تماما.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
‘امانة’ خارج القانون
بقلم: أسرة التحرير،عن هآرتس
‘أمانة’ جمعية تعاونية يترأسها زئيف حفير (زمبيش)، تعرف نفسها كهيئة استيطانية تابعة لغوش ايمونيم. غير أن ‘أمانة’ هي شيء آخر: هي دليل على أن اسرائيل ليست دولة قانون. ليس هذا فقط: ‘أمانة’ هي دليل على أن السياسة الإسرائيلية الرسمية التي تعلن عن الرغبة في الوصول الى اتفاق مع الفلسطينيين، ليست سوى ستار دخان لأعمال معاكسة جوهريا.
التحقيق الذي نشر في ملحق ‘هآرتس′ الجمعة (حاييم لفنسون) يفيد كيف ان اسرائيل تسمح لـ ‘امانة’ بالبناء في المناطق بشكل غير قانوني، في الوقت الذي تهدم فيها مباني مشابهة لفتيان التلال دون تردد. يتبين أن في اسرائيل القانون هو خيار فقط، وهو ينثني أمام من قوته السياسية كبيرة وعلاقاته متفرعة. هكذا فقط يمكن أن نفهم شرطة لواء شاي، الموافقة الصامتة من الادارة المدنية وغض نظر النيابة العامة للدولة. اهمال السلطات بالنسبة لـ ‘امانة’ مثير للحرج: حتى عندما فتح تحقيق جنائي ضدها (2006)، ‘لم يعثر المحققون على الصلة’ بينها وبين تسع وحدات سكن في عمونا، رغم أن ‘أمانة’ نفسها رفعت الى محكمة العدل العليا بطلب لعدم هدم منازلها. وتجاهل المحققون بناء واسعا في البؤر الاستيطانية، وعندما قرروا التحقيق في الامر، اكتفوا بمكالمة هاتفية مع حفير، الذي نفى كل صلة بالبناء، وهكذا انتهى التحقيق. وفقط بضغط المحكمة العليا فتح قبل نحو سنة تحقيقان: في بناء غير قانوني في شيلو وفي نفيه تسوف.
الاشخاص الذين يفترض بهم أن يكافحوا ‘أمانة’ ورئيسها بالذات يدقون أبواب حفير. وزيرة العدل تسيبي لفني التقت به مرتين منذ تسلمت مهام منصبها، للبحث في مسألة ‘شارة الثمن’. كما أن لحفير قدرة وصول حرة الى الادارة المدنية، الهيئة التي يفترض بها أن تفرض على ‘امانة’ قوانين التخطيط. وهو يدعى على نحو دائم الى لقاءات ضباط الجيش ورؤساء الاستيطان للبحث في ‘تعزيز العلاقة’. وبالتوازي استأجرت الحكومة خدماته كي تحث بناء بلدات للمستوطنين الذين اخلوا غوش قطيف، وقد فاز في عطاءات مديرية اراضي اسرائيل. فأي مجرم آخر في اسرائيل يحظى بباب مفتوح كهذا لدى السلطات؟ هدف ‘أمانة’ هو فرض واقع على الارض واحباط امكانية تسوية سياسية في المستقبل. في دولة سليمة النظام كانت الشرطة ستفتح على الفور بتحقيق شامل، وتقتحم مكاتب الجمعية، تراجع حساباتها البنكية، عقود البناء، والارتباطات مع الموردين، وتقدم رؤسائها الى المحكمة وتغلقها. حقيقة أن دولة اسرائيل لا تفعل ذلك تدل على الدافع الحقيقي الذي خلف تصريحات السلام الفارغة التي يطلقها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الدفاع في الميزانية
بقلم: اليكس فيشمان،عن يديعوت
السؤال الاول الذي سيطرحه هذا الصباح وزير الدفاع ورئيس الاركان على رئيس الوزراء والمجلس الوزاري سيكون: على أي أساس قررت وزارة المالية تقليص 4 مليارات شيكل من ميزانية الدفاع. فهل تقرر هذا على أساس تحليل لاحتياجات الامن أم على اساس مزاج ما ولد في ضوء حقيقة أن وزير المالية ورجاله لم يتمكنوا من الوصول الى اتفاقات أكثر نجاحا مع الهستدروت ومع محافل اخرى في الحكومة وفي الاقتصاد؟
وسيتعين على أعضاء المجلس الوزاري أن يجندوا هذا الصباح الكثير من الصبر، وذلك لان رئيس الاركان ورجاله أعدوا لهم محاضرات طويلة ومفصلة تستعرض مشاريع بناء القوة العسكرية في السنوات الخمس القريبة القادمة، وتصور أقل تفصيلا للعقد القادم.
وهذا سيكون جيشا يختلف عن الجيش الاسرائيلي اليوم، وبالاساس في كل ما يتعلق بالجيش البري. سيكون هذا جيشا أصغر، كنتيجة لتخفيض 10 في المائة فأكثر من عدد رجال الخدمة الدائمة، كنتيجة لتقليص مدة الخدمة الالزامية مما سيؤدي الى تقليص حجم الجيش النظامي، كنتيجة لتقليص الاطر، اخراج وسائل قتالية قديمة عن الخدمة ومفهوم تفعيل مغاير. اما التعويض عن تقليص حجم الجيش فسيأتي بادخال تكنولوجيات جديدة.
وحتى قبل الحديث عن المال، سيجد المجلس الوزاري صعوبة في اقرار الخطط. فبزعم الجيش ليس لديه أي قدرة لبناء القوة تحت اضطرارات ميزانية دراماتيكية كهذه والحفاظ على الجاهزية والتأهب دون أن تكون له خطة بعيدة المدى مقرة.
اقرار المجلس الوزاري هو ايضا أخذ مسؤولية من القيادة السياسية عن المخاطر المحسوبة التي يأخذها على نفسه الجيش في الوقت الذي يقلص فيه من حجم نشاطاته واطره.
بعد الفصل الامني، سينتقلون الى المال. الجيش ووزارة الدفاع سيوافقان على المساهمة بنصيبهما في الحفرة في الميزانية في السنتين القادمتين بحجم 3 ـ 4 مليارات شيكل، ولكن فقط شريطة أن يعاد هذا المبلغ الى ميزانية الدفاع في 2015 ـ 2017. أساس المال سيأتي من الصناعات الامنية، وشريطة أن يعاد المال لها في السنوات الثلاثة الاخيرة من الخطة الخماسية.
والارتباط بالصناعات هو المال السائل الكبير الذي يوجد لجهاز الامن، من اليوم الى الغد. فالجيش يمكنه أن ينقل الاموال بشكل فوري حتى من الجاهزية، بمعنى: النزول بنسبة ما كبيرة في مستويات المخزون.
والمعنى: سيكون انخفاض في تأهب الجيش لحرب طويلة كبيرة في السنتين القادمتين. كما يمكنه أن يستدعي الاحتياط بقدر اقل، بحيث يتعين على النظاميين ان يتدربوا أمرهم مع تأهيلات أقصر، تدريبات أقل وساعات تحرك أقل.
وستظهر مسألة التقاعدات العسكرية بتوسع في محاضرة عن الخطط للسنوات العشرة القادمة. فالجيش يحتاج ابتداء من صباح غد لعلاوة 900 مليون شيكل لغرض التقاعد. كما سيدعي الجيش بانه منذ اليوم، أقل من 50 في المئة من رجال الخدمة الدائمة لا يوجدون في خدمة دائمة كاملة بل مؤقتة فقط. وهؤلاء يتلقون تثبيت الخدمة في محيط سن 40. اما الخطة للعقد القادم فهي رفع سن الاعتزال تدريجيا.
اذا أقر المجلس الوزاري خطة العمل الجديدة متعددة السنين والتي بناها الجيش وتعهد بان يعيد المال للصناعات الامنية في غضون سنتين، فسيكون ممكنا الوصول الى جلسة الحكومة يوم الاثنين مع تسوية منجزة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
حكومة نور للاغيار وظلام لاسرائيل
بقلم: آريه الداد،عن هآرتس
كان يستطيع من جهد بالنظر في نتائج الانتخابات الاخيرة في قرى البدو في النقب ان يتساءل لماذا صوت 138 ناخبا في رهط للبيت اليهودي، و107 ناخبين لليكود. تستطيع التفسيرات الرائجة (شراء اصوات، وقوة الحضور الهادئة لميري ريغف أو ظرف أوري أورباخ الآسر) أن تفسر بصعوبة فقط نحوا من 20 في المائة من هذا التأييد. ولا يستطيع ضعف الرؤية (1.3 في المائة) والسمع (1 في المائة) الشديد ان يعطي تفسيرا يُريح الخاطر. فما الذي جعل مئات البدو في النقب مع كل ذلك يصوتون مؤيدين لاحزاب اليمين؟.
أُعطي الجواب في الاسبوع الماضي حينما استقر رأي اللجنة الوزارية للتشريع على تأييد قانون ‘تنظيم اراضي البدو في النقب’. ويفترض في اطاره ان يحصل البدو على 600 ألف دونم وعلى تعويضات بنسبة تزيد على 60 في المئة على مطالبهم الاخيرة. وذلك في متابعة لقرار الحكومة على تبني خطة بني بيغن بهذا الهدي و’تبييض’ عشرات القرى وعشرات آلاف البيوت غير القانونية.
وبذلك منح الليكود البيت اليهودي ناهبيه الاراضي الوطنية في النقب ما لم يخطر ببال أية حكومة يسارية صهيونية أن تفعله.
إن بيغن وهو من أبناء الجيل الثاني من من قالوا ‘يوجد قضاة في القدس′، سخر بخطبته هذه من مئات قرارات المحاكم التي رفضت كل دعوى ملكية ارض للبدو رُفعت اليها، لكنه قد يكون تابع نضال أبيه مناحيم بيغن ودافيد بن غوريون التاريخي.
فقد آمن هذا الاخير بأن مستقبل الاستيطان اليهودي في ارض اسرائيل يكمن في النقب الشاسع ونجح بيغن الابن الآن في ان يعطي النقب للعرب خاصة؛ أما أوري اريئيل وزير الاسكان فيقرن موافقته بشرط ترتيب ‘تفاهمات’ الغاية منها ادارة الظهر لمن انتُخب مندوب جمهور للمستوطنين اليهود في يهودا والسامرة، ويجد نفسه مسؤولا عن تنفيذ توجيه بنيامين نتنياهو الى تجميد البناء في القدس ويهودا والسامرة، ويُحل سطو البدو في النقب على اراضي الدولة.
ستُعرض ‘التفاهمات’ بين اريئيل ونتنياهو في المتحف التاريخي الى جانب ‘التحفظات’ الـ 14 التي أثارتها حكومة اسرائيل على خريطة طريق بوش. إن البدو الذين لم يرَ عدد منهم هذا المولود المشوه، ولم يصوتوا لـ ‘البيت اليهودي’ يعارضون الخطة لأنهم أدركوا أن ما لم يعطهم إياه نتنياهو واريئيل اليوم سيعطيهم إياه في الغد جدعون ساعر وافيغدور ليبرمان. فلماذا يكتفون بـ 600 ألف دونم ـ إنهم يريدون النقب كله!.
ولننتقل الآن الى الجيران: في السعودية الاراضي غير المسجلة بـ ‘الطابو’ والتي يسكنها البدو هي اراضي دولة وتبقى كذلك مع الحفاظ على حق البدو في الرعي والماء. وفي سيناء ترفض حكومة مصر كل دعوى ملكية ارض من البدو. لكنها وافقت في الآونة الاخيرة بضغط من عصابات مسلحة تفجر أنابيب النفط والغاز على الاذن للبدو بشراء ارض. وما هي الحال في سورية؟
إن محاولة واسعة النطاق لانشاء اتحاد تعاوني حكومي قبلي (حمى) يشمل ملكية ارض بقي معارضة كبيرة وفشل في واقع الامر. أما في الاردن ـ وهي المملكة الباقية بفضل ولاء البدو للأسرة المالكة ـ فان تسجيلات الملكية الخاصة للبدو مُضيقة جدا أما ما بقي كله فهو ارض الدولة في حين لا يوجد للبدو سوى حقوق استعمال الارض.
وعندنا فقط، في حكومة نتنياهو ـ ليبرمان ـ بينيت ـ اريئيل، وهي حكومة نور للأغيار وظلام لاسرائيل ـ يحظون بموافقة قانونية على نهب بالجملة لاراضي الدولة.
يؤكد العرب واليسار بالطبع ان 30 ألف بدوي سيُنقلون من اماكنهم في اطار هذه الخطة الى بلدات وأصبحوا يصرخون إنه ‘ترحيل’ ويهددون بانتفاضة. لا تقلقوا فلن يتحرك أي بدوي من مكانه وبقيت هذه هي حكومة اسرائيل.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ


رد مع اقتباس