- أقــلام وآراء إسرائيلي (267) الخميس- 14/02/2013 م
|
- في هــــــذا الملف
- المسلمون بمصر و'القاعدة' في سورية
- بقلم: نداف هعتسني ،عن معاريف
- الانتخابات في الاردن: الشعب يريد التغيير وليس الثورة
- بقلم: اودي ديكل واوريت بارلوف ،عن نظرة عليا
- العصا التي وراء الجزرة
- بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
- محور كوريا الشمالية وسوريا وايران
- بقلم: البروفيسور عوزي إيفن،عن اسرائيل اليوم
- يوجد ما يُعرض على اوباما
- بقلم: يحزقيل درور،عن هآرتس
- لليهود حق في سلب شعوب اخرى حقوقها!
- بقلم: دمتري شومسكي، عن هأرتس
|
- المسلمون بمصر و'القاعدة' في سورية
- بقلم: نداف هعتسني ،عن معاريف
- منذ الأزل ونحن على حالنا، نطلق ذات الشعارات، نحلم بذات أضغاث الاحلام، والى جانب ذلك فاننا لا نفعل شيئا في ضوء ما يجري حولنا والعوالم التي تحولت امام ناظرينا. لا ننعش التقديرات العسكرية، ولا الاستنتاجات الاقتصادية الاجتماعية ولا خطوط التمترس الايديولوجية.
- لقد حان الوقت لان نستوعب بان الربيع الاسلامي والانعزالية الاوبامية يجتذبانا نحو اتجاهات جديدة تماما. صورة عالمنا مأخوذة بقدر كبير من ذكريات ثلاث حروب دارت في عدة جبهات بالتوازي ضد جيوش كاملة من دول ذات سيادة. تلك التي استوجبت تجنيدا كاملا ومنظومات من الدبابات اندفعت في ارجاء المناورة. صورة مرآة لهذا الواقع، كان من نصيب الجميع هي رؤيا/اوهام السلام. امكانية عقد معاهدة مع حكومات ذات سيادة تتحكم بحدودها ومجتمعاتها. حكومات اذا عقدنا معها اتفاقا فقط فسيكون لنا هدوء حتى الاخرة، بدون محكمة العدل العليا وبدون منظمات حقوق الانسان.
- صورة اخرى وجهت خطانا تتعلق بالدور الامريكي في العالم، ذاك الذي نشأ إثر نهاية الحرب العالمية الثانية. فمنذ العام 1945 اصبح الامريكيون ارباب البيت في العالم الحر ومنذ نهاية التسعينيات مدراء العالم كله. هذا لم يعد قائما. الدول التي حولنا تتفتت لبنان، سوريا، مصر وحتى الاردن. وبالتدريج، لم تعد الولايات المتحدة زعيم العالم، ولم تنشأ للمعمورة قيادة بديلة. الادارة الحالية تتصرف انطلاقا من الانعزالية التي ميزت الولايات المتحدة على مدى الكثير من العقود حتى الحربين العالميتين. موقف الادارة الحالية ملزم بان يكبت حتى من يعتمد على الضمانات الامريكية او على فرض النظام من قبل واشنطن.
- هذا عالم جديد وعجيب. ليس بالضرورة أفضل أو أسوأ، ولكنه عالم يلزمنا باعادة التفكير منذ البداية. فمثلا، التهديد الشامل الذي يحدق بنا، اذا ما أخرجنا من المعادلة السلاح الذري في ايران، أدنى بكثير مما قدرنا على مدى السنين. من الصعب ان نرى متى تنتظرنا قريبا معارك في أرجاء سيناء او هضبة الجولان. الجيوش الذي حولنا تتفتت او تتمزق من الداخل حيث أن الانقسام في المجتمعات العربية تخفض جدا احتمالية المعركة الشاملة ضدنا.
- من جهة اخرى، فان احتمال نشوء فراغ على طول الحدود، بحيث يطور ميليشيات ارهابية مثل فتح لاند او حماس في غزة ارتفع جدا. ويوجد لكل هذا معنى واضح ايضا من ناحية ميزانية الدفاع وتقديرانا الاستراتيجية. وبالتوازي، فان كل من هذى عن زعيم عربي قوي يصنع معنا سلاما عالميا يجدر به ان يستيقظ وبسرعة. فالبدائل السلطوية التي نشأت لدى جيراننا ليست حقا ربيعية. الاخوان المسلمون في مصر، محافل القاعدة وأمثالها في سوريا لكل انسان عاقل واضح أنه لا يوجد مع من يمكن الحديث، حتى لو لم يحدق بنا تهديد الدبابات والطائرات، فاننا نقف أمام تهديدات ارهابية ذات مغزى، بما في ذلك الصواريخ على نمط غزة. والفلسطينيون لمن يسأل هم يوجدون في عصر العداء، الانقسام والارهاب منذ زمن بعيد.
- ليس صدفة أن انفجر شمعون بيرس في الاسابيع الاخيرة بوهم سلام دوري جديد من مصنعه السلام الاتحادي. ففي مقابلة من دافوس اشتكى من عدم قدرة اقامة سلام مع حكومات وجيوش وأعلن بان من سيجلب السلام في المنطقة هي الاتحادات الكبرى الدولية، التي فيها فقط يوجد انصات ورحمة. إذن لا ينبغي لنا أن نكون هاذين، ولكن حان الوقت لان ننعش انظمة التفكير واستخلاص الاستنتاجات عندنا.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- الانتخابات في الاردن: الشعب يريد التغيير وليس الثورة
- بقلم: اودي ديكل واوريت بارلوف ،عن نظرة عليا
- في 23 كانون الثاني اجريت الانتخابات للبرلمان الـ 17 وتنافس فيها 1.475 مرشحا على 150 مقعدا في البرلمان. ومن أصل 6.2 مليون نسمة، فان 3.3 مليون اردني هم اصحاب حق الاقتراع تسجل منهم 2.3 مليون كمقترعين. وبعد احصاء الاصوات تبين أن 1.27 مليون اردني حققوا حقهم في الاقتراع، اي نحو 56.7 في المائة من المسجلين، ارتفاع بنحو 4 في المائة مقارنة بانتخابات 2010. محاولات القصر اجراء حوار مع حركة الاخوان المسلمين قبل الانتخابات باءت بالفشل ودعت حركة الاخوان المسلمين الى مقاطعة الانتخابات.
- وأثارت حملة الانتخابات حوارا يقظا في الشبكات الاجتماعية تركز في ثلاث مسائل اساسية:
- خريطة طريق الملك عبدالله الثاني: الانتقال الى نظام ديمقراطي برلماني، تغيير الهرم الاجتماعي بشكل تدريجي من خلال الاستثمار في جيل المستقبل على حساب رؤساء القبائل الذين شكلوا حتى الان قاعدة التأييد للملك.
- آثار 'الربيع العربي' على الاردن، التخوف من فقدان السيطرة والاستقرار واختيار الشباب للتغيير وليس للثورة.
- اراء مختلفة عن نتائج الانتخابات. انتصار تكتيكي للملك، فشل الاخوان المسلمين، انتصار المحافظين، رؤساء القبائل بل وانتصار رجال الاعمال.
- خريطة طريق الملك عبدالله الثاني: الطريق الى الديمقراطية وتوسيع المشاركة المدنية. قبل نحو اسبوعين من الانتخابات للبرلمان وبعد لقاءات الملك في عدة جولات مع محافل المعارضة، ولكن بالاساس مع مجموعات من الشباب، اختار الملك أن ينشر في الموقع الرسمي ومن خلال الشبكات الاجتماعية وثيقتين تعنيان برؤياه. احدى الوثيقتين تسمى 'خريطة طريق الملك للتغيير الديمقراطي' ووثيقة ثانية تسمى: 'مشاركة مدنية كاملة في عملية التحول الديمقراطي'.
- في 'خريطة الطريق للتغيير الديمقراطي'، يتعهد الملك، بان في المرة الاولى في تاريخ الاردن سيتم انتخاب رئيس الوزراء على اساس ائتلاف الاحزاب الكبرى وبالتشاور مع الاحزاب المختلفة التي انتخبت للبرلمان. ومع ذلك، يوضح الملك، بان رؤياه لتحويل الاردن الى ملكية دستورية، ذات نظام برلماني كامل وناجع، غير قابلة للتحقق الفوري وانه مطلوب عملية تدريجية تصبح عملية بعد عدة جولات من الانتخابات. اضافة الى ذلك، يفصل الملك الالية اللازمة لاكمال المسيرة الديمقراطية، التي تعتمد على ثلاثة عوامل: 1. احزاب وطنية حقيقية. 2. المهنية والتنمية للخدمات العامة. 3. تغيير السياقات البرلمانية لاسناد ودعم الحكومة الجديدة. ويشدد الملك على الحاجة الى التعددية السياسية، المجتمع المدني النشط والحماية التامة في الدستور لحقوق الاقليات التي تعيش في الاردن.
- في الوثيقة الثانية يعنى الملك بتشجيع المجتمع المدني بشكل عام و 'جيل المستقبل' بشكل خاص للمشاركة الفاعلة وتوسيع الحوار الاجتماعي والسياسي في الدولة. ويشدد الملك على ان من المهم خلق محيط داعم للحوار الجديد الذي يفضل المصالح الوطنية على المصالح الشخصية، العشائرية والقبلية. ويوضح الملك قائلا انه 'حذار على الافراد والجماعات ذات المصلحة ان يؤمنوا بانه بوسعهم ان يحصلوا على شيء يريدونه من خلال استخدام روافع الضغط'. واضافة الى ذلك يشدد الملك على أنه من أجل اجراء اصلاحات بنيوية في المجالات الاجتماعية، الثقافية والسياسية مطلوب قبل كل شيء اجراء معالجة جذرية للمسائل العاجلة مثل 'تقليص الفقر، البطالة، الفساد، غلاء المعيشة، المواصلات والخدمات الصحية'.
- آثار الربيع العربي: جيل المستقبل يطالب بالتغيير وليس بالثورة. من داخل الحوار المثمر في الشبكات الاجتماعية يتبين أن الاردنيين، سواء كانوا فلسطينيين أمن شرق اردنيين، يرون في الربيع العربي تهديدا وجوديا على أمن، وحدة ومستقبل المملكة الهاشمية. واذا كانوا في بداية الطريق رفعوا علم 'العدالة الاجتماعية' ومطلب التحول الديمقراطي، ففي الانتخابات الاخيرة اظهروا نوعا من الرشد والوعي. فعندما ينظر الاردنيون شمالا (سوريا)، شرقا (العراق)، جنوبا (مصر)، بل وغربا (الفلسطينيين) يرون صورة مقلقة. حروب أهلية، قتل، فوضى، فقر، لاجئين، تطرف، وانهيار المنظومات الحاكمة. وحسب الحوار في الشبكات، فان الجيل الشاب (اعمار 20 40) يرى في هذه المرحلة الربيع العربي كخطر أكثر مما هو فرصة، رغم تطلعه الى اجراء تغييرات في المبنى الاجتماعي، الاقتصادي والسياسي للاردن. الانتقاد في الشبكة ضد النظام والبرلمان غير الاتجاه والخطاب الحالي هو عن المسؤولية، الحاجة الى التغيير للمبنى الاجتماعي الثقافي وبناء مجتمع صحي، نشيط، يدمج النشاط الاجتماعي والسياسي. وحسب صيغة هذا الجيل، فانه طالما لم يكن تغيير عميق في المجتمع وتغيير في الطريقة السياسية، اي، التعددية الحزبية والانتقال من المصالح الفئوية الى المصالح الوطنية، فان تغيير الحكومات هو مثابة تغيير شكلي فقط.
- عندما يتصدى المدونون الاردنيون لمهمة التحليل والدراسة للارقام والمعطيات الجافة الناشئة عن نتائج الانتخابات فاننا نرى ثلاثة ميول اساسية:
- يعيش الملك وتعيش المملكة: فالنشاط المتفرع للملك في بناء حوار مباشر مع النشطاء الشباب في المملكة أعطى ثماره. فالعديد من الشباب الذين كانوا في الماضي غير مبالين ويمتنعون عن التصويت، توجهوا الى صناديق الاقتراع، صوروا ووثقوا الاجراء الانتخابي كي يثبتوا عدم وجود تزوير. ورغم التحديات العديدة، والدعوات الكثيرة لمقاطعة الانتخابات والاستفزازات والمظاهرات حول موعد الانتخابات، فضل المواطنون الاردنيون التصويت. ويشهد الامر على تأييد مراكز القوى القديمة، ولكن الجديدة أيضا، للملك وللرغبة في منحه قاعدة شرعية مستقرة، في مواجهة قوى المعارضة التي تحاول ضعضعة استقرار وأمن المملكة.
- فشل الاخوان المسلمين. رغم أن الاسلاميين (من التيار المركزي) غير المرتبطين بالاخوان المسلمين فازوا بـ 37 مقعدا في البرلمان (نحو 25 في المائة)، فان الرأي السائد في الشبكة هو أن نجاح الاجراء الانتخابي، نسبة المشاركة العالية نسبيا وعدم المقاطعة الجارفة للانتخابات، يشكلان ضربة قاسية للاخوان المسلمين. فالجمهور في الاردن الذي يرى في تعزيز قوة الاسلام السياسي في مصر، في سوريا وفي اوساط الفلسطينيين، غير معني بتدهور الاردن الى وضع من الفوضى. مركز القوة التقليدي رؤساء القبائل ومراكز القوى الصاعدة الشباب النشطاء من شرقي الاردن، اتحدوا عمليا ضد الاخوان المسلمين.
- انتصار ساحق لرؤساء القبائل، المحافظين والموالين للنظام. الاحاسيس في الشبكات هي ان أمرا لم يتغير وان اولئك الذين فازوا في الانتخابات هم مرة اخرى ذات الوجوه والشخصيات المعروفة الذين يخلدون طريقة الحكم القديمة، والتي يرغب الشباب الاردني في تغييرها. وبالتالي يظهر قدر من التهكم والتشكك في قدرة الملك على تحريك التغيير وتنفيذ الاصلاحات.
- تحليل واستنتاجات
- في عملية تهيئة القلوب قبيل الانتخابات، استخدم الملك استخداما ناجعا الطاقة الكامنة في الشبكات الاجتماعية التي تتيح له الوصول الى شرائح الشباب الليبرالي المتطلع الى التغيير، ولكن ايضا الحفاظ على استقرار المملكة.
- في ضوء نتائج الانتخابات، يعرف الملك ان مجال المناورة لديه محدود لتنفيذ اصلاحات بعيدة الاثر، فيما أن قاعدة شرعيته تعتمد على رؤساء القبائل وذوي المصالح اللوائية والقبلية.
- وستؤيد شريحة شباب جيل المستقبل الملك طالما مارس المسيرة التدريجية لاضعاف قوة مراكز القوى التقليدية والاسلامية، شجع الخطاب السياسي الحر وسمح بنمو قيادة سياسية شابة، في ظل بناء شراكة مدنية واسعة.
- في هذه المسيرة التي ستستمر عدة سنوات، ستبنى قيادة شابة، مدينية وأكثر حداثة يمكنها أن تشكل قاعدة شرعية وتأييد بديلة للملك.
- الجيل الشاب في الاردن يقترح بديلا معقدا لنموذج الربيع العربي العنيف والنازف.
- ويعتقد هذا الفهم بضرورة التغيير وليس الثورة. التغييرات التدريجية الداخلية وليس تحطيم الاطر وانهيار الهرم الاجتماعي الاقتصادي السياسي، الامر الذي يؤدي الى سفك دماء وفوضى. الخوف الوجودي يوحد المطالبين بالتغيير حول الملك بدلا من التوجه ضده.
- من المتوقع تعزيز للحكم الملكي في الاردن، اذا ما عرف الملك كيف يستغل على نحو سليم التغيير في الميل وتعزيزه من خلال سياقات الحداثة والتحول الديمقراطي وخلق ظروف لنمو قيادات شابة.
- ومع ذلك، مثلما ينشأ عن نتائج الانتخابات، فان مراكز القوى التقليدية لن تتنازل بسهولة عن نفوذها.
- السؤال المطروح هو: هل التغييرات والميول الايجابية في اوساط جيل المستقبل الاردني وخريطة الطريق التي رسمها الملك ستنجح في الحفاظ على استقرار النظام والمبنى الاجتماعي الاقتصادي للمملكة الهاشمية.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- العصا التي وراء الجزرة
- بقلم: ايتان هابر،عن يديعوت
- بعد نحو من شهر حينما تُقلع من هنا طائرة 'الاير فورس 1' في طريقها الى الاردن أو السعودية أو مصر، سيكون ممكنا ان نسمع تنفس الصعداء من رئيس الوزراء حتى يبلغ به جبال القدس. فـ 'أوف' نتنياهو ستتجاوز سماء دولة اسرائيل.
- قُرب درج الطائرة قُبيل الوداع سيشرب رئيس الولايات المتحدة ورئيس حكومة اسرائيل العصير. لكن ينبغي ألا يوجد خطأ هنا فاوباما ونتنياهو يشبهان 'خطين متوازيين لا يلتقيان'. وسيكون هنا في الأكثر وقف اطلاق نار.
- لماذا؟ لأن نتنياهو يُدبر الامور بحسب خريطة كواكب خاصة به، والعالم تُصرف أموره بحسب خريطة كواكب مختلفة تماما. وبين الفينة والاخرى ينظر نتنياهو من وراء كتفه الى خريطة الكواكب العالمية بل انه يميل الى فهمها لكنه يعود فورا الى خريطته الخاصة. والعالم كله في خريطته ضد لنا، والعالم كله وفيه اوباما يريد الشر لنا، بل ان هناك من يريدون القضاء علينا كايران مثلا. وهم في واشنطن على يقين من ان نتنياهو يلفه شعور مسيحاني بأن الله أرسله لينقذ شعب اسرائيل.
- سينزل اوباما شديد الابتسام من طائرة 'الاير فورس 1'. وهو غير مدين هنا بشيء لأحد: فقد انتُخب مرة ثانية وأخيرة ولا يجب عليه ان يتملق بعد الآن نساء فيتسو في واشنطن. وفي مرة من المرات النادرة بالنسبة اليه يجلب معه موافقة كل البلدان الاوروبية تقريبا على مطالب الولايات المتحدة.
- يستطيع اوباما مع ريح دعم كهذه ان يقول لمضيفه الاسرائيلي إن العالم غير موافق على ما تفعلونه في الشأن الفلسطيني. وسيعرض نفسه على أنه صديق اسرائيل الذي جاء لينقذها من دولة الفصل العنصري قبل لحظة من ... واذا كان أكثر فظاظة فسيقول لمضيفيه ان اسرائيل تفقد في نظر العالم (الولايات المتحدة واوروبا) شرعيتها. واذا كان قاسي القلب فسيعرض على رئيس وزراء اسرائيل أمثلة من الماضي مثلما حدث لدول فقدت شرعيتها.
- سيكون بيننا بالطبع غير قليل ممن سيوجهون اوباما ومبعوثيه ليُقبلوا الاعضاء التي يقعدون عليها، ومن المؤكد أنهم سيُذكرونه ايضا بتفرد المحرقة اليهودية وبانشاء دولة اسرائيل بخلاف رأي العالم. لكن يحسن ان نتذكر ان كل هذه الاشياء للأسف الشديد لم تعد تؤثر في العالم. فقد أصبحنا في 2013 لمن لم يستوعب ذلك حتى الآن.
- وشيء آخر هو ان امريكا الرسمية ذات السلطة لم تعد ترانا 'نورا للأغيار' ونموذج قيم مشتركة كالديمقراطية. إن امريكا تلك تقرأ وتسمع عن إقصاء النساء وعن التحرشات الدينية في بيت شيمش، ويتغلغل الى وعيها تنقص الحياة الديمقراطية في اسرائيل. ولا يوجد كبير فرق بين آيات الله في طهران ولابسي الملابس السوداء في مئه شعاريم في نظر واحد من الأغيار من ميريلاند.
- إن الحقائق على الارض تميل الى جانب اوباما، فلاسرائيل سلام على نحو ما مع مصر والاردن والسعودية ودول الخليج (ربما ما عدا قطر)، وسيأتي اوباما مع سؤال هل تريدون ان ينقلب العالم الاسلامي، والشيعي في هذه الحال على رؤوسكم؟ وهل تريدون الاخوان المسلمين والحرس الثوري في قلقيلية على مبعدة دقيقتين من كفار سابا؟.
- ويعرض اوباما احتمال نشوء جبهات متعددة تواجه اسرائيل في حين تكون ايران رأس الحربة. وهو يعلم ايضا ولا يحتاج الى تفسيرات مدروسة من اسرائيليين أنه اذا أصبحت ايران ذرية فان تركيا والسعودية ومصر ستكون ذرية، فكيف تكون حالنا نحن الامريكيين والاسرائيليين آنذاك؟.
- لكن اوباما بعكس نتنياهو يؤمن ايمانا جازما بأن اسباب نشوء هذا الوضع هي الصراع مع الفلسطينيين. فهو السبب وهو النتيجة. ولاوباما اليقظ بعد أحلام وحيرات في الولاية الاولى تصور عام شامل وأهداف.
- ولهذا يجب ان نفترض ان تتناول زيارته لاسرائيل في الشهر القادم الصراع الاسرائيلي الفلسطيني ومحاولة ما لوجود حل للمشكلة الذرية الايرانية. وتخميننا ان اوباما سيحاول ان يخرج من هنا مع شيء يقرب من اتفاق على الشأن الفلسطيني وتفاهم على الشأن الايراني. فما هو ذلك الشيء؟ ليتنا كنا أنبياء لنعلم.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- محور كوريا الشمالية وسوريا وايران
- بقلم: البروفيسور عوزي إيفن،عن اسرائيل اليوم
- أجرت كوريا الشمالية تجربتها الذرية الثالثة بعد الاثنتين السابقتين في سنتي 2006 و2009. ويشير التفجير هذا الاسبوع الى تقدم بطيء لكنه دائم لقدرة الدولة الفقيرة والمنبوذة في هذا المجال. كانت التجربة الاولى فشلا سافرا (كانت قوتها أقل من كيلوطن في حين تنتج القنبلة 'العادية' انفجارا مقداره 20 كيلوطن)، بسبب النوعية المنخفضة في رأيي للبلوتونيوم الذي أُنتج في مفاعلهم الذري والكمية القليلة التي استعملوها ايضا (كيلوغرامين فقط بالقياس الى الكمية المضاعفة المطلوبة). وشهد التفجير الثاني على تقدم في التخطيط لرؤوس حربية لكنه أحدث تفجيرا ضئيل القوة (2 كيلوطن)، وسُجلت هذا الاسبوع قوة 'محترمة' بلغت 6 كيلوطن. بل ان الكوريين في اعلانهم افتخروا بأنهم نجحوا في تصغير القنبلة التي تمت تجربتها بحيث يمكن تركيبها على رأس صاروخ عابر للقارات يطورونه.
- إن هذا التطور الدائم يتم احرازه في الوقت الذي توجد فيه الدولة في حال اقتصادية سيئة (على شفا جوع) وعزلة دولية مع خضوعها لعقوبات اقتصادية شديدة. بل ان صديقتها الوحيدة الصين تندد بجهد التسلح هذا وإن كانت لا تشارك في العقوبات. وما لم تستعمل الصين تأثيرها في كوريا الشمالية فانني لا أرى احتمال تغيير النهج القتالي للكوريين الشماليين. ويزعم الصينيون ان استعمال عقوبات من جهتهم سيضعضع النظام في كوريا الشمالية الى ان يسقط بحيث يتحد شبه الجزيرة الكورية معا تحت تأثير كوريا الجنوبية التي هي في المعسكر الغربي. وسيكون رد القيادة الجديدة التي انتخبت في الصين حاسما فيما يتعلق باستمرار الأحداث التي تجري أمام أعيننا.
- ما صلة كل ذلك بنا؟ إن التكنولوجيا الذرية التي طورتها كوريا الشمالية نُقلت الى سوريا حيث بنوا مفاعلا ذريا لانتاج البلوتونيوم (المفاعل الذري الذي لم يكن موجودا ودمره مجهولون)، ويوجد تعاون وثيق على نقل تقنية الصواريخ والذرة بين ايران وسوريا وكوريا الشمالية. ويؤثر هذا التعاون في قدرة الدول الثلاث جميعا ولا سيما في الاتجار بتهريب مواد استراتيجية والأجزاء الحيوية من اجل سباق التسلح. وأنا أعتقد ان الجهد الدولي لوقف التسلح هو في امتحان الآن ستؤثر نتائجه تأثيرا مباشرا في أعدائنا ايضا.
- اذا خلصت ايران الى استنتاج ان العقوبات المفروضة عليها غير ناجعة (وهي غير ناجعة لأنها تستطيع الاتجار مع تركيا وروسيا والصين) فلن تحجم عن الاستمرار في برنامجها الواضح الثابت لتطوير سلاح ذري. وأرى انه يوجد في ايران اليوم ما يكفي من المادة المنشطرة والعلم التقني والمعدات التي تُمكّنها من اجراء تجربة ذرية. والذي يمنعهم الآن من فعل ذلك هو الخوف من رد دولي حازم. فهم ينتظرون ويتفحصون الميدان.
- وماذا نستطيع نحن ان نفعل هنا؟ نستطيع في رأيي ان نفعل شيئا قليلا جدا يتجاوز ما فعلناه بنجاح الى الآن بأن نستصرخ ونعمل سرا ونجند تأييدا دوليا. والحقيقة أننا قد استعددنا لسيناريو رعب ذري قبل سنين كثيرة ولسنا نقف عاجزين عن مواجهة هذا التهديد. وهذا غير جيد لكن هذه هي الحياة. إن سباقا كهذا لا يمكن وقفه بقصف لمرة واحدة مهما يكن ناجعا فالعلم لا يمكن ان يُقصف.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- يوجد ما يُعرض على اوباما
- بقلم: يحزقيل درور،عن هآرتس
- إن زيارة رئيس الولايات المتحدة القريبة لاسرائيل أكثر أهمية من مسألة العلاقات الشخصية بين باراك اوباما وبنيامين نتنياهو، لأنه تكمن فيها فرصة لتحول الى أفضل في المستقبل السياسي والامني لدولة اسرائيل، وهو تحول مطلوب بالحاح.
- برغم قوة اسرائيل ووضعها الامني الحالي الذي هو جيد نسبيا، فان مستقبل أمنها القومي غير وردي. فالمواجهة العربية الاسرائيلية متعددة الطبقات تبدأ بالشأن الفلسطيني وتنتهي الى معارضة مجرد وجود اسرائيل؛ والقوة العالمية للجهات الاسلامية يتوقع ان تكبر؛ وستتضرر المكانة الجغرافية الاستراتيجية للولايات المتحدة في المنطقة وتقل مشاركتها؛ وستزيد قدرة أعداء اسرائيل على القتل؛ وستقوى الادارة العالمية بسبب مشكلات انسانية عامة وقد تفرض تسوية تكون في غير مصلحة اسرائيل. وينبغي ان نضيف الى ذلك مفاجآت محتملة كهجوم بسلاح غير تقليدي، وجبهة عدوانية موحدة شمالية شرقية جنوبية، وقضاء معادٍ لاسرائيل في محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، وانخفاض حاد لتأييد الولايات المتحدة.
- لا شك في ان اسرائيل قادرة على البقاء حتى في مواجهة عدوان متصاعد، لكن كلفة الدماء قد تكون باهظة. ولهذا يجب تطوير سياسة خارجية خلاقة تستطيع ان تحرف مسارات تاريخية نحو المرغوب فيه. وزيارة الرئيس الامريكي فرصة لذلك.
- إن السياسة النوعية تقتضي التأليف بين القيم والواقع. من وجهة نظر يهودية صهيونية قيمية مجردة، ما زال حق الشعب اليهودي في ارض الميعاد على حاله مع تطرق الى حقوق الفلسطينيين. لكن من وجهة سياسية واقعية لا يمكن التمسك بأكثر الضفة الغربية وأن نسيطر وحدنا على القدس الكبرى زمنا طويلا من غير ان نُعرض نماء دولة اسرائيل للخطر. والافكار التي تفترض ان 'يعتاد' الفلسطينيون على السيطرة الاسرائيلية، أو انه يمكن حل المشكلة الفلسطينية في اطار دولة الاردن، هي بمثابة هذيانات خطيرة لا أساس لها في الواقع.
- إن انشاء دولة فلسطينية بحسب اقتراح اهود اولمرت في حينه جيد في الحقيقة لمكانة اسرائيل السياسية لكن تصاحبه أخطار أمنية لأن احتمال عدم استقرار دولة فلسطينية وعدم اقامة اتفاقات السلام حينما ينشب الصراع العربي الاسلامي الاسرائيلي اليهودي عالية. ومن المؤكد انه لا أساس لأمل ان يُهديء انشاء دولة فلسطينية الصراع بعامة بقوته الذاتية. ولهذا تواجه اسرائيل معضلة صعبة بين بديلين سيئين: فاما ان تحاول منع حل الدولتين للشعبين، وإما ان تتقدم نحو اتفاق على انشاء دولة فلسطينية وترتيبات أمنية برغم انه لا ينبغي الاعتماد عليها.
- ويمكن مع ذلك ان يُصاغ بديل ثالث أفضل كثيرا وهو التأليف بين اتفاق مع الفلسطينيين وتسوية شاملة في الشرق الاوسط، على نحو قد يُحسن مستقبل اسرائيل السياسي الامني. وعلى اسرائيل ان تقترح اتفاقا بحسب المخطط الذي عرضه اهود باراك في كامب ديفيد في سنة 2000 مع اجراء ملاءمات.
- وينبغي ان يُعلق انشاء دولة فلسطينية بخطوات سياسية وأمنية، اقليمية وعالمية، تضمن أمن اسرائيل للأمد البعيد. وتشتمل بين ما تشتمل عليه على منع ايران من الحصول على قدرة ذرية، وعلى تعاون مع تركيا من جديد، وعلى سلام 'ساخن' مع مصر، وعلى علاقات كاملة مع أكثر الدول العربية والاسلامية، وعلى انضمام اسرائيل لحلف شمال الاطلسي، وعلى ضمان قدرة اسرائيل العسكرية.
- ولما كان رئيس الولايات المتحدة يحصر عنايته في القضية الفلسطينية فيجب على رئيس الحكومة ان يتناول القضية من نفس وجهة النظر الابتدائية. وعليه مع ذلك ان يعرض على اوباما توقع عدم استقرار خطير لدولة فلسطينية مع عدم وجود تسوية شاملة. وعليه ان يقترح، بخطوط مبدئية، خطة تؤلف على نحو وثيق بين انشاء دولة فلسطينية واتفاقات تُهديء أساس الصراع. ولا يمكن ان تكون أية علاقة حميمة شخصية بديلا عن موقف سياسي مناسب يعرضه نتنياهو. والتحدي الحرج في الزيارة هو التوصل الى اتفاق على مبدأ ربط ملزم وثيق بين انشاء دولة فلسطينية وتهدئة الصراع العام. وهذا التصور، اذا عُرض على اوباما بصورة محللة تحليلا عميقا، قد يقبله على أنه يفضي الى انجاز تاريخي له ولاسرائيل.
- هناك مشكلتان قد تضعضعان احتمال هذا التوجه المقترح. تكمن الاولى في السياسة الاسرائيلية الداخلية، وإن يكن أكثر الجمهور سيؤيد الخطة بحسب استفتاءات الرأي العام. ويمكن ايضا تشكيل ائتلاف مؤيد في الكنيست الحالية أو اجراء انتخابات جديدة أو ربما استفتاء الشعب.
- وتنبع المشكلة الصعبة حقا من عدم الاستقرار الحالي في الشرق الاوسط والشك في انه كم يمكن التقدم فيه لتهدئة الصراع. وأحتاج هنا الى مصطلح جديد يعرضه نسيم نيكولاس طالب في كتابه في 2012، Antifragile: Things That Gain From Disorder، وهو مصطلح 'مضاد للكسر' الذي لا يتناول القدرة على الثبات للازمات بل القدرة على استغلالها من اجل الانجازات.
- ينطبق هذا المصطلح على التطورات في الشرق الاوسط، التي تضعضع مواقف ونظما شديدة وقد تُحدث بذلك فرصا لتغيير الى أفضل في الصراع. إن الوضع في سوريا مثلا يُمكّن من تأجيل قضية هضبة الجولان الى المستقبل البعيد؛ وهناك زعماء سيريدون استعمال انجاز انشاء دولة فلسطينية لتقوية مكانتهم. لكن كل ذلك مشروط بصوغ خطة سياسية وعرضها وتحقيقها في مراحل تكون 'بذرة' لحال أفضل وإن نبتت في بطء.
- إن الدفع قدما بسياسة عامة كالتي نعرضها هنا غير سهل. لكن هذه هي الطريقة الوحيدة لاقرار مكانة دولة اسرائيل في الشرق الاوسط وتعزيز أمنها القومي للأمد البعيد. والاتفاق عليها مع رئيس الولايات المتحدة هو المهمة الاسرائيلية الحرجة في زيارة اوباما. ويتعلق النجاح أو الفشل في الأساس برئيس الوزراء.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- لليهود حق في سلب شعوب اخرى حقوقها!
- بقلم: دمتري شومسكي، عن هأرتس
- بيّنت نتائج الانتخابات فوق كل شك ان أكثر الاسرائيليين لا يخشون 'الدولة ذات القوميتين'. وبرغم ان ميرتس ضاعفت قوتها وإن جملة مواقع 'احزاب التقسيم' في الخريطة السياسية أصبحت أكثر هامشية مما كانت في الماضي وذلك في الأساس بسبب تحطم كديما وانجاز متواضع جدا لوريثتها 'الحركة' التي جعلت هدفها كسلفها انقاذ الأكثرية اليهودية في دولة اسرائيل بالفصل السياسي بين الاسرائيليين والفلسطينيين.
- يُسأل اذا سؤال لماذا لا يتأثر أكثر الاسرائيليين بالأعداد التي يلوح بها خبراء السكان من مُحصي العرب عندنا مرة بعد اخرى في رعب؟ ولماذا لا تكفي خطابة التهديد السكاني لاقناع الجمهور بالحاح التسوية السياسية؟.
- ليس جواب هذه الاسئلة معقدا. فالحقيقة هي ان الاسرائيليين في أكثرهم شديدو التنبه للتهديدات السكانية بيد أنهم يعتقدون ان أنجع طريقة لمواجهة 'المشكلة السكانية' الفلسطينية هي الحفاظ على الوضع الراهن. وسيشعر مصوتو الليكود بيتنا أو البيت اليهودي بالاهانة اذا اتهموهم بعدم الاكتراث السكاني. لأن استمرار القمع والسجن واستعباد شعب آخر، الذي تدفع به احزاب اليمين قدما، يرمي الى تحطيم روح الشعب المضطهد والمسجون والمستعبد الى أن يدرك قدر أكبر من أبنائه أن البحث عن بلد آخر تحت الشمس أولى بهم.
- يجوز لنا ان نفترض ان ساسة وعاملين في الحياة العامة كثيرين من أنصار فكرة الدولتين يتبنون لغة التهديدات السكانية عن بواعث تكتيكية وعن أمل الى ان يحشدوا الى جانبهم أكبر عدد من المواطنين المهتمين بمستقبل الأكثرية اليهودية. لكن الخطاب السكاني سيف ذو حدين. وفي حين يرسم سيناريوهات رعب التضاؤل الدائم لعدد السكان اليهود بين الاردن والبحر يُعمق هذا الخطاب عند الجمهور اليهودي الشعور بالخوف والعداء للشعب الفلسطيني. وهذه المشاعر من جهتها تُغذي قوة الجهات السياسية القومية اليمينية، التي تقترح الاستمرار في تطوير الوسائل الموجودة لمضاءلة عدد السكان الفلسطينيين الذين أخذوا يزدادون في ظروف الاحتلال.
- ينبغي اذا الدفع قدما بتقسيم البلاد الى دولتين للشعبين لا بمثابة اجراء لابعاد أكبر عدد من الفلسطينيين عن نواظر اليهود وهو ما تُقدمه أصلا سياسة الاحتلال الحالية بل باعتباره واحدا من الطرق الممكنة لتحقيق مبدأ المساواة في الحقوق القومية بين اليهود والفلسطينيين بين الاردن والبحر. فمبدأ المساواة في الحقوق القومية بين الشعوب المختلفة الذي كان هاديا يهدي الايديولوجية الصهيونية على اختلافها في عصر كانت فيه الصهيونية هي الحركة القومية للشعب المضطهد، ليس مفهوما من تلقاء نفسه لليهود الاسرائيليين في عصر الدولة القومية للشعب الذي جرب ابادة جماعية على مرأى ومسمع من أمم العالم غير المبالية. واذا كان المبدأ الأساسي الاخلاقي للشعور القومي الصهيوني قبل المحرقة يقول ان اليهود مثل كل شعب آخر ذوو حق في تقرير المصير فقد جرى على الاخلاق القومية الصهيونية بعد المحرقة تحول عام بحيث أصبح يقول ان لليهود كالشعوب الاخرى ايضا حق في سلب شعوب اخرى حقوقها.
- حان وقت اصلاح الامور المقلوبة الاخلاقية القومية هذه. وينبغي ان نستبدل بالمنطق المعوج لـ 'التساوي في الحقوق' في كل ما يتعلق بالاضطهاد بين الشعوب، الولاء من جديد لمباديء التساوي في الحقوق القومية بين الشعوب.
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
- ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ