النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 284

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء محلي 284

    اقلام واراء محلي 284

    في هذا الملف
    مهمات العام الجديد
    عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
    مفاتيح السلطة والسلام
    موفق مطر عن الحياة الجديدة
    حياتنا- سنة الازمات
    حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
    هل فهم نتنياهو الكناية أكثر من الفلسطينيين؟!
    يوسف ابو عواد عن الحياة الجديدة
    لأنها فتح؟
    يحيى رباح عن الحياة الجديدة
    شعلة غزة وفجرها الجديد
    عدلي صادق عن الحياة الجديدة
    معادلة السلام والاستيطان في القـدس
    نبيل حمودة عن جريدة القدس
    الفلسطينيون والصراع في سوريا
    فايز سارة عن جريدة القدس
    حصاد البيدر الفلسطيني..
    محمد السودي عن جريدة القدس
    فلسطين عام 2013.. شمس الحرية القادمة
    د. حنا عيسى - أستاذ القانون الدولي عن جريدة القدس
    إنطلاقة فتح 48 ديمومة التحرير
    منتصر العناني عن وكالة معا
    2013 عام استئناف المفاوضات ..
    نقولا ناصر عن سما الإخبارية
    نتنياهو في عمان والحرب مستعجلة ...
    ناهض حتر عن سما الإخبارية




    مهمات العام الجديد
    عادل عبد الرحمن عن الحياة الجديدة
    اليوم يدخل العالم عاما جديدا، طاويا عاما بما له وعليه. وفاتحا ذراعيه لاستقبال عام آخر في روزنامة التاريخ مفتوح على أفق الكرة الارضية من ايجابيات وسلبيات . كما يدخل الشعب العربي الفلسطيني أسوة بشعوب الدنيا العام الجديد، وهو أكثر حماسا وحيوية لاستكمال مهامه الوطنية التحريرية. ومن بين المهمات المطروحة على جدول اعمال القيادة والقوى السياسية وقطاعات الشعب المختلفة:
    اولا, تكريس الوحدة الوطنية، وطي صفحة الانقلاب الاسود على الشرعية في محافظات الجنوب. واجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية في ظل حكومة التكنوقراط المستقلة برئاسة الرئيس ابو مازن. وان لم تستجب حركة حماس، يصبح من الضروري على حركة فتح وفصائل منظمة التحرير وقطاعات الشعب وخاصة الشباب والنساء خلق مناخات ربيع فلسطيني في محافظات غزة لمحاصرة قادة الانقلاب، والزامهم بالتراجع عن خيارهم الفئوي.
    ثانيا, معالجة الازمة المالية الخانقة عبر حث الدول العربية والمانحة بتسديد التزاماتها لميزانية دولة فلسطين. وإلزام اقطاب ودول العالم الضغط على حكومة إسرائيل لتحويل اموال الضرائب الفلسطينية مباشرة لوزارة المالية دون إبطاء او تأخير. كخطوة على طريق إعادة النظر في صيغ العلاقة الفلسطينية - الاسرائيلية الناتجة عن اتفاقيات اوسلو وخاصة اتفاقية باريس الاقتصادية لتحرير الاقتصاد الوطني من الغلاف الجمركي الاسرائيلي.
    ثالثا, متابعة العمل في المنابر الدولية والاقليمية والعربية لدحر الاحتلال الاسرائيلي عن اراضي دولة فلسطين المحتلة في الرابع من حزيران عام 1967 وخاصة مدينة القدس الشرقية، عاصمة الدولة الفلسطينية. وتحقيق الاستقلال السياسي الناجز لدولة فلسطين. وفي السياق التصدي الشرس لعمليات التهويد والمصادرة للاراضي واعلان عطاءات البناء في المستعمرات المقامة على الاراضي المحتلة. وايضا اعادة النظر في آليات التنسيق القائمة بين المؤسسات الفلسطينية والاسرائيلية. والعمل جديا على الانضمام لكل المنظمات الاممية وخاصة محكمة الجنايات الدولية وغيرها من المنابر، التي يمكن من خلالها تعزيز صمود الشعب وقواه الوطنية.
    رابعا, تعزيز المقاومة الشعبية كشكل رئيسي للنضال الوطني في كل المدن والقرى وعلى امتداد جدار الفصل العنصري من خلال إعادة النظر في الاداة والآليات والدعم لها. وخلق ميكانيزمات وطنية أكثر قدرة في مواجهة التحديات الاسرائيلية الرسمية وقطعان مستوطنيها، لدفع المستوطنين كي يحسبوا الف حساب قبل ان يتجرأوا على المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وحتى قبل التفكير بالاستيطان في الاراضي المحتلة عام 67.
    خامسا, في إطار المصالحة، وإعادة الاعتبار للوحدة الوطنية يتم العمل على تفعيل دور منظمة التحرير بتعميق عملية الاصلاح الجدي لمؤسساتها ودوائرها، وضم الكل الوطني لصفوفها وخاصة حركتي حماس والجهاد الاسلامي.
    وهناك مهام تنظيمية تخص كل فصيل من فصائل العمل الوطني، وخاصة حركة فتح، التي تحتاج الى إعادة الاعتبار لدورها كحركة رائدة وقائدة للمشروع الوطني. وهذا لن يتم إلا بوضع اليد على اسباب الازمات الذاتية، ووضع العلاج الشافي لها عبر مكاشفة الذات واستخدام مشرط الجراح إن استدعت الضرورة للتعافي من حالة المراوحة، الوجه الآخر للتراجع.
    وكل عام والشعب الفلسطيني بخير ..



    مفاتيح السلطة والسلام
    موفق مطر عن الحياة الجديدة
    عندما لا يستطيع اشخاص مصنفون في خانة « قادة» فهم مغزى ومعاني كلمات ورسائل الرئيس ابو مازن لقادة اسرائيل ومجتمعها السياسي، فهذا يؤشر اما الى خلل خطير في ميكانيكية التواصل لدى الشخص أو انه من محترفي التلاعب بوعي الجمهور، والارتكاز على حائط المصادر الاسرائيلية ومنها الاعلام للهجوم على منهج وسياسة الرئيس ابو مازن، رغم علم الجميع انه يسير على منهج وبرنامج سياسي واحد واضح، ويتحدث بلسان واحد، وله وجه واحد، وانه واحد من الزعماء القلائل في العالم الذين يتميزون بهذه الصفة ان لم نشأ القول انه الفريد من زعماء العالم ورؤساء الدول وقادة حركات التحرر الذين يأخذون الصدق منهجا للتعامل مع شعوبهم وخصومهم.
    يؤمن أبو مازن بأن القائد الحقيقي هو من يرفع الناس من دائرة الظلم والموت العبثي الى دائرة العدالة والحياة، لا من يرفع كرسي زعامته ويرسم هالة قيادته على انقاضهم وجثثهم، القائد هو الذي يصارع المستحيل لحماية الناس، لا يحتمي بهم.
    لم تكن السلطة الوطنية الفلسطينية هدفا استراتيجيا، وانما هي هدف مرحلي لنقل الشعب الفلسطيني نحو الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة بعاصمتها القدس، رفع الشعب الفلسطيني اركان مؤسساتها كنواة للدولة على أرضه، وفرضها بنضاله وارادته، كسلطة تعبر عن قدراته الابداعية وجدارته كبقية شعوب العالم بقيام دولته الحرة الديمقراطية.. لكن الاحتلال الاستيطاني أرادها سلطة مجردة من المسؤولية القانونية، وعلامات ورموز السيادة.
    لم يكن قرار السلطة اختراعا او صناعة اسرائيلية، ولا هو ابداع اميركي كما يتخيل البعض!! وانما هدف وطني أقره المجلس الوطني منذ عام 1974، عندما اعلن قراره اقامة السلطة الفلسطينية على أي شبر يتم تحريره من ارض فلسطين، وهذا يعني ان السلطة لم تكن وديعة اسرائيلية او اميركية لدينا حتى نردها اليهم، كما ذهب بعضهم لتفسير كلام الرئيس ابو مازن، ولم تكن السلطة حزبا، او جماعة حتى نعلن حلها، فالسلطة مولود ارادة ونضال شعب منظمة التحرير الفلسطينية، شعب فلسطين الذي مضى باصرار وصمود وتحد مع ابو مازن حتى نال شهادة اعتراف من دول العالم بميلاد دولته، وسجلها في قيد الدول حتى وان كانت حتى الساعة محتلة.
    لم يهدد الرئيس ابو مازن بحل السلطة، لكنه تحدى نتنياهو المضي الى ما لا نهاية بمخطط الاستيطان والاحتلال والحصار المالي، ففي حديثه الى صحيفة هآرتس قال الرئيس ابو مازن حرفيا: «نحن نريد خلق فرصة لعملية سياسية ذات مغزى بعد قرار الامم المتحدة الاخير، حيث اصبحت فلسطين دولة في المنظمة الدولية، وعليه فنحن نريد اطلاق عملية سياسية تقوم على اساس التزامات الجانبين... من جانبنا نلتزم بما علينا في كل المجالات ومن جانب اسرائيل عليها التزامان، الاول وقف الاستيطان والثاني اطلاق سراح المعتقلين وخاصة الذين اعتقلوا قبل اوسلو، فهذه ليست شروطا، انها التزامات، نحن معنيون بالتعاون مع العرب والاتحاد الاوروبي ومع اميركا والصين واليابان وكل دول آسيا وافريقيا الهند والبرازيل واللجنة الرباعية الدولية لخلق فرصة نحدد سقفا زمنيا لها، على اساس عملية سياسية حقيقية.. أما في حال الفشل في خلق فرصة حقيقية لاطلاق عملية سياسية جدية لانهاء الاحتلال ورفضت اسرائيل وقف الاستيطان والافراج عن المعتقلين واصرت على الاستيطان، فالسلطة لن تعود قادرة على الاستمرار».
    قال ابو مازن أمام وفد لحزب ميرتس الاسرائيلي جاء الى رام الله ان: «استمرار السلطة بلا سلطة وافراغها من مضمونها وولايتها من قبل اسرائيل سيؤدي لانهيارها». وهذا يسمع الاسرائيليين أن اسرائيل هي وحدها المسؤولة عن تداعيات اجراءاتها المالية والاقتصادية والسياسية والاحتلالية والاستيطانية وانتهاكاتها لحقوق الانسان الفلسطيني على أرض الدولة الفلسطينية المحتلة.
    كان ضروريا ان يسمع ويقرأ الاسرائيليون تحذيرات الرئيس عباس، فلعلهم يضغطون على حكومتهم، ويعرفون الذي سيجلب لهم وللمنطقة مصيرا مجهولا اذا ما انهارت آمال الشعب الفلسطيني بعملية السلام،
    يجب ان يدرك الاسرائيليون أن حكومتهم وقادة أحزابهم يريدون ان يكونوا زعماء على اشلاء الفلسطينيين والاسرائيليين معا، ودماء انسانية مسفوكة من الجانبين، فالاحتلال ارهاب، والاستيطان لا شرعية له اطلاقا، وباطل حسب القانون الدولي، وحصار الفلسطينيين بلقمة عيشهم ودوائهم وتعليمهم، لا يمكن التعايش معه، وان المسؤولية الأخلاقية تحتم على المجتمع الاسرائيلي ان يعمل ويتجه نحو السلام كما يعمل ويتجه الشعب الفلسطيني مع قائده نحو عملية سلام ناجعة تفضي الى حل دولتين. فمفاتيح السلام بالمنطقة هي انهاء الاحتلال وايقاف الاستيطان، والاعتراف بدولة فلسطين وحق الشعب الفلسطيني بقيام دولته المستقلة ذات السيادة بعاصمتها القدس، التي كانت وستبقى مفتاح السلام بالمنطقة والعالم.


    حياتنا- سنة الازمات
    حافظ البرغوثي عن الحياة الجديدة
    بالضرورة يجب ان نزرع التفاؤل في النفس مع بداية السنة الجديدة.. مع اننا نتجه نحو حسم كثير من القضايا المعقدة الموروثة من السنة الماضية, فهناك ازمات وصلت طريقها الى نهايتها في المنطقة العربية واستنفدت طاقات وبددت ثروات وأزهقت ارواحا ودمرت بلاداً, ولا بد أن تضع احمالها سريعا, وهناك قضايا تنتظر فالشرق الاوسط ما زال قابلاً للانفجارات الكبيرة والمدمرة. لأنه حقل تجارب للآخرين, ولأن شعوبه ما عادت قادرة على حسم مصيرها بنفسها فكل شيء يجري في هذه المنطقة يوجه بمقياس واحد وهو الابقاء على اسرائيل واستيطانها دون مساس وحماية المصالح الغربية, ولهذا سيبقى الشعب الفلسطيني رهينة جامدة وسط المتغيرات المحيطة, لأنه لا احد يجرؤ على حلحلة الوضع الفلسطيني باتجاهات ايجابية. السنة الجديدة ستشهد استمرار التوجه الغربي في دعم الحراك الاخواني المنظم لاستلام الحكم في دول عربية وسيشهد تنامي قوة التيار الجهادي الذي لا تقنعه تحالفات الاسلام السياسي مع الغرب وسنشهد استمرار محاولة خنق المشروع الوطني الفلسطيني واستبداله بمشروع ناقص قد يكون في دولة غزة كعرفان غربي بجميل المحور الاخواني المهادن للسياسة الاميركية ولعل ايلولة الوضع في سوريا هي التي ستحدد مسار الازمات في المنطقة ككل سلبا ام ايجاباً فالغرب يسعى لبلورة محور سني اخواني في مواجهة المحور الشيعي بعد ان فشلت الانظمة السنية في هذه المهمة وقد بدأت بوادر ذلك بالظهور استباقياً في العراق حيث اعتماد سياسة الاقصاء للسنة وبدء الحراك السني ضد الحكومة, وفي الوقت نفسه واصلت اذرع الاخوان التحرك على مستوى دول عديدة خاصة دول الخليج لايجاد مناخ للتحرك هناك مع العلم ان ايران لها امتدادات ظاهرة وباطنة في تلك المنطقة, فكل شيء بات ممكناً في المنطقة العربية وعلى صعيدنا الفلسطيني فان الاحتلال الذي دفع باتجاه تهدئة طويلة الامد مع حماس في غزة برعاية مصرية اميركية قطرية نجده يدفع باتجاه انتفاضة مسلحة في الضفة, لأن التهدئة في غزة تخدم مشروع الربيع العربي الاميركي .أما في الضفة فان قعقعة السلاح مقدمة لالتهام الضفة.
    المنطقة قد تهدأ وقد لا تهدأ لأن الامر ليس بيدها بل بأيد خارجية وداخلية غير أمينة وسيبقى الجسد العربي مستباحاً وسنظل نراوح مكاننا ان لم نحاول ابتداع مخرج مشرف يتيح لنا الصمود والبقاء وحماية النفس والمشروع الوطني الفلسطيني.



    هل فهم نتنياهو الكناية أكثر من الفلسطينيين؟!
    يوسف ابو عواد عن الحياة الجديدة
    الكلام في السياسة مسألة متاحة لكل من هب ودب، لهذا لا أحب أن أدلي بدلوي في جبها، لكن بعض الأمور تستفزك وتجبرك على امتطاء ما لا تهوى ركوبه.
    ألفاظ تهديد ووعيد كثيرة تقال ولا يعني صاحبها أبداً الالتزام فيها بالنص الحرفي لدلالتها اللفظية بل تعظيم الأمر والمبالغة فيه بهدف توصيل معنى بالغ الأهمية، فالأم حين تتوعد ابنها أنه إذا اقترب من الأسلاك الشائكة فإنها ستذبحه !! فهي لا تعني مطلقاً أنها تعني ما تقول وإنما أرادت بذلك أن توصل رسالة لطفلها تعني بوضوح أن وصوله للأسلاك الشائكة معناه جرمٌ كبير وعقوبة لا يتوقعها كنوع من الردع.
    فلماذا لا يؤخذ كلام الرئيس أبو مازن على هذا النحو ولماذا الإصرار على التقيد اللفظي وعدم الذهاب إلى المعنى الأبعد وإلى القصد من وراء تصريحه لصحيفة هآرتس حين قال إنه سيدعو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتسلم مفاتيح السلطة، إذا ما ظل جمود العملية السلمية مستمرا بعد الانتخابات الإسرائيلية، ولم توقف إسرائيل بناء المستوطنات في الضفة.
    هل هناك من سأل الرئيس ماذا تقصد ليفسر لمن التبس عليه المعنى؟ لا شك أن نتنياهو فهم ويفهم ما قصده ابو مازن، فكلام الرئيس لا يعني التفسير اللفظي بل هو كناية عن غضب الشريك والمالك الحقيقي، وإذا استثنينا تخبيص وزير الخارجية المستقيل ليبرمان، فإن اسرائيل لم ترد رسمياً على كلام الرئيس، لأنها تفهم معناه، وربما جاء الرد غير المباشر على لسان رئيسها شمعون بيريس الذي يرى في الرئيس محمود عباس شريكاً ويطلب بدء المفاوضات معه، لكن ما لم يفهمه للأسف من تصريحات الرئيس هو بعض القيادات الفلسطينية في الداخل والخارج، حين رأى أحدهم أن الفلسطينيين ليسوا مستأجرين ونتنياهو ليس مالكاً فيما أفتى قيادي آخر أن الأقربين أولى بالمعروف، مطالباً محمود عباس بتسليم السلطة في الضفة لحماس بدل نتنياهو !!..
    فهل يكون نتنياهو قد فهم الكناية في اللغة العربية أكثر من بعض القيادات الفلسطينية؟!




    لأنها فتح؟
    يحيى رباح عن الحياة الجديدة
    لأنها فتح، نحبها، ليس تعصبا، فقد علمتنا أن نفتح حديقتنا المقدسة لكي تتفتح فيها كل الورود!!!! ونحبها ليس كراهية لأحد وهي التي أصدرت قانونها الأول، قانون المحبة.
    لأنها فتح، نقسم قسمها ونوفي بعهدها، لأن فتح هي وردتنا الطالعة من الجرح، جرحنا الذي نزف وحيدا ونحن نعبر من كارثة المنفى إلى كينونة الوطن من جديد، ونعبر من متاهة الغياب إلى تألق الحضور ، ومن رفع أشلائنا على يافطة الشعارات، إلى الاعتراف بنا كلاعب على المسرح الدولي، لنا حق الوجود، وحق الصراع، وحق الإبداع أيضا.
    لأنها فتح، فهي تستحق منا كل هذا العناء، وجديرة منا بكل هذا الرجاء، وفي أعناقنا تضع كل أمانة الوفاء!!! ألم تقل للعالم الذي استساغ موتنا أن فلسطين لن تموت؟ أليست هي فتح نفسها التي أشعلت في جبال الجليد نارا، وفي كهوف الصمت أقدارا؟؟؟ وفي طوابير اللاجئين أسرارا وإصرارا؟
    يا فتح،
    يا من حين انطلقت لم تعد الأيام مثلما كانت، ولم يبق الفلسطيني زائدا عن الحاجة كما كانوا يدعون!!! بل أصبح الفلسطيني هو الضرورة، هو القضية، هو عذاب الجرح، هو وجع النكران، وهو صاعق الانفجار!
    فيا فتح كوني كما تودين أن تكوني، فأنت دائما على حق، وأنت دائما من تبدأين الكلام، وتنهين الكلام، تمطرين أول المطر، وتزرعين أول الأغراس، وتصطدمين بأول العوائق، وتقدمين أول الشهداء وأنبل الشهداء.
    ها أنت تصعدين إلى حضورك الثاني والأربعين، وتصعدين إلى تجليك الثالث كدولة ولم يبق إلا اقل القليل حين تصبحين دولة مكتملة ترفرف أعلامك فوق عاصمتك القدس!!!! ونعرف أن أقل القليل تكمن فيه أكبر الأهوال، وأصعب الصعوبات، وتصاعد المستحيلات، ولكنك يا فتح، منذ أن سطع انبثاقك المستحيل، وأنت تقولين لنا كلما تراكمت الصعوبات، لا تجزعوا، لا تيأسوا، لا تسرفوا على أنفسكم، كل أمر هو علي هين، واسمكم يا أيها الفلسطينيون مكتوب على وعد الانتصار، وكل عام وانتم بخير.


    شعلة غزة وفجرها الجديد
    عدلي صادق عن الحياة الجديدة
    بلغ العام 2012 مداه مساء أمس، وطوى خاتمة أيامه. لكن قافلة الأمنيات، عادت أدراجها، لتواكب عاماً جديداً، على أمل الوصول الى مرافئ الحقيقة والعز، والثبات على المقاصد النبيلة!
    ما حدث في غزة أمس، وأثناء كتابة هذه السطور، هو أن الجموع الغفيرة، بدل أن تضيء الشعلة في ذكرى انطلاقة الثورة، تحولت هي الى شعلة والى خيوط من نور ساطع، حاضر، معلوم الهوية، والوجهة والرأي. كانت الناس في غزة، ليلة أمس، تقول لكل من خدعتهم أحاديث الظلام والتخوين والتلطي بالدين، أن لا بديل لشعب فلسطين عن حركته الوطنية، وأن لكل نهر نبعا.. ومجرى وحياة، مثلما كتب محمود درويش في قصيدته «عن الأمنيات». فهذه، هي الثورة التي وضعت على شفاه أبنائها وفي قلوبهم، أجمل الأحلام والمُنى، والتي غنت أجيالها لفلسطين بعلائمها ومدركات قضيتها وأسماء شهدائها. إنها «فتح» الرائدة التي نتوخى لها في مقبل الأيام، قيادة أفضل وأجدر وأعز شأناً وتليق بها. إنها «فتح» الماكثة في الضمائر، ثورة الفعل الذي واكبته السياسة، واغتنت معانيه بالآداب التي انتجت فكرة التحدي و«الربيع» قبل أن يعرفه الربيعيون وكل من التحق بهم، في مستهل العشرية الثانية من الألفية الثالثة.
    * * *
    قبل عقود من الزمن، كان واحدنا ينشد، في قصيدة الأمنيات الدرويشية تلك: ليتني بائع خبز في الجزائر، لأغني مع ثائر. لا تقل لي: ليتني راعي مواشٍ في اليمن، لأغني لانتفاضات الزمن. لا تقل لي: ليتني عامل مقهى في هافانا، لأغني لانتفاضات الحَزانى. لا تقل لي ليتني أعمل في إسوان، حمالاً صغيراً لأغني للصخور. يا صديقي: لن يصب النيل في الفولغا. ولا الكونغو ولا الأردن في الفرات. كل نهر وله نَبعٌ.. ومجرى.. وحياة. يا صديقي: أرضنا ليست بعاقر. كل أرض ولها ميلادها. كل فجر وله موعد ثائر!
    * * *
    بعد غروب يوم أمس، حان موعد إضاءة الشعلة في كل المدن الفلسطينية. لكن الموعد في غزة جاء مختلفاً في دلالاته. فقد تدفقت الجموع الى مكان الإضاءة والى كل حيّز متاح في جواره. تدفق النهر من نبعه وجدد حياته وهو يعرف وجهته بالسليقة. فالناس تعلم أن الفتحاويين لم يخادعوا، ولم يتخلوا عن الثوابت، ولم يعتصروا مجتمعاً، ولم يتغالظوا مع أهلهم وشعبهم، ولم يطلقوا النار من النقطة صفر على مفصل إنسان، ولم يضربوا بيتاً بالقذائف المضادة للدروع، وأنهم لم يخونوا حين أتاحوا للسياسة أن تأخذ مداها.
    الجموع التي احتشدت بهذه الكثافة، عند إضاءة الشعلة، وقبل المهرجان بأربعة أيام، سوف تتضاعف في يوم المهرجان. ولحركة «فتح» التي لم يتح لجماهيرها، طوال سنوات، أن تحتفل بذكرى الانطلاقة؛ شرف أنها عادت الى الميادين، محمولة على الأعناق، أما غيابها فكان بمفاعيل انقلاب مسلح وآثم. عادت «فتح» الى الساحات، بعد أن أوصلت الدروب والتجارب والحقائق، كل ذي عقل عقيم، الى القناعة بأن الاستمرار في تغطية الشمس، بات من سابع المستحيلات، لا سيما في زمن أصبحت فيه الكلمة للجماهير. فلا يزاودن أحد على الوطنيين في مأثرة المقاومة وهم الذين اخترعوها ومضوا فيها سنين وراء سنين، فيما الآخرون نيام!
    بالأمس، سجلت «فتح» رسالة اليوم الأول من العام الجديد. قافلة الأمنيات التي ظلت معلقة، وتجاوزها العام الماضي؛ عادت أدراجها لكي تبدأ في مواكبة أوقاتنا في العام الجديد. نبع الجماهير يتدفق في مجراه. وفي يوم المهرجان سيتلقّى الناس الرسالة الأبلغ. أما نهر الجماهير الفلسطينية، فإنه لن يصب في «المقطم» مثلما لن يصب نهر النيل في الفولغا!



    معادلة السلام والاستيطان في القـدس
    نبيل حمودة عن جريدة القدس
    * هل كانت الحزمة الأخيرة من قرارات الحكومة الاسرائيلية بالمصادقة على توسيع الاستيطان وبناء عدد جديد من المستوطنات في جنوب وشمال وشرق القدس مستهجنة، خاصة البناء الذي سيقام في منطقة e1 ، والذي سيزيد من استكمال خنق القدس وحصارها وعزلها عن محيطها ، الأمر الذي سيضعف الوجود العربي والإسلامي في المدينة ، ويشطر الضفة الغربية إلى شطرين منفصلين شمالاً وجنوباً ، مما لا يسمح باقامة دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا ومستقلة قابلة للحياة ؟ وهو الأمر الذي يعني ببساطه رفض السلام ، وتقويض حل الدولتين ، بل وبالمجمل رفض المفاوضات او الصلح او التعايش السلمي او قبول شرقي القدس عاصمة للدولة الفلسطينية ، فمستقبل ومصير القدس الموحده لدى الحكومة الاسرائيلية موضوعان غير قابلين للتفاوض ، وهي لديهم عاصمة لإسرائيل لا يمكن تقسيمها ، ومركز للشعب اليهودي ، ومقر الكنيست والحكومة والمحكمة العليا ، لذا فالصراع في القدس صراع بين رؤيتين لطرفين مختلفين على كل حجر فيها .
    وما يستوقف المرء ! هذه الهرولة الاسرائيلية لتهويد واسرلة القدس ، والتي تجري بوتيرة سريعة تسابق الزمن ، في كل اتجاه ، فلم يبق مجالاً من المجالات ، ولا مكان من الاماكن ، إلا واستغلت فيه الحكومات الاسرائيلية المتعاقبة تأكيد الواقع الاحتلالي الاستيطاني للمدينة ، وغزو ضواحيها ومحيطها ، والعمل على تهويدها واسرلتها بطمس معالمها وهويتها ، وتهجير وإبعاد اهلها ، وإغلاق مؤسساتها ، لتبديد وتشويه هويتها العربية والإسلامية ، متذرعة بآلاف الحجج والمبررات الواهية للإمعان في التحكم والسيطرة عليها بدواعي الادعاء بحقوقها الدينية والتاريخية ، أو التعلل بأسباب أمنية او دوافع عسكرية ، مستغلة الفرصة تلو الأخرى ، التي كان آخرها التذرع بالإنتقام من موقف الفلسطينيين لرفع تمثيلهم في الامم المتحدة ، فاتخذت قرارات للتوسع وبناء آلاف الشقق السكنية بالمستوطنات في القدس وبالبؤر والاحزمه والأغلفة المقامة حولها ، لفرض أمر واقع جديد على الارض ، وإيجاد اوضاع جيوسياسية يصعب اعادة تقييمها عند طرح موضوع القدس على طاولة المفاوضات لأضعاف الموقف الفلسطيني ، متحدية في ذلك العالم بأسره . لذا ان التغيير والتلاعب في مساحتها جغرافياً وعدد سكانها ديموجرافياً يتم بإطار معادلة تميل لصالح اليهود ضد العرب ، وهو النهج الذي تنهجه في عدم تحديد حدودها كدولة حتى الان .
    عناصر طرفي معادلة الصراع في القدس هما الصراع على السيادة على القدس التاريخية ، صراع بين الحق والباطل ، وبين السلام والاستيطان وبين الثبات والصمود والجحود والاعتداء ، بين الحدود والوجود ، و بين تشريد اهلها العرب وتوطين المستوطنين الصهاينة ، صراع مصير بين طرفين يسيرين بخطين متوازيين ، لذا لا يمكن التسوية او الالتقاء فيما بينهما في المستقبل . فالقدس بالنسبة للفلسطينيين هي إحدى أهم مدنهم المقدسة ، وبوصلتهم ، والعاصمة المنشودة لدولتهم الفلسطينية . فهي مدينة مسرى نبيهم ، وبها ثاني المسجدين وثالث الحرمين ، وهي ارض المحشر والمنشر ، وبها أم الكنائس ، فهي حقهم التاريخي والديني والسياسي الذي لا ينكره عليهم أحد والذي لا يمكن لأحد التنازل عنه. في حين ان الجانب الاسرائيلي يطمع فيها ويدعي بأنها العاصمة الابدية الموحدة له ، والتي لا يشاركه فيها ولا ينازعه عليها احد ، بل يعتبر ان الاستيلاء والاستيطان في اراضيها وعقاراتها استعادة لحقهم التاريخي وحق طبيعي ومشروع لكل يهودي في العالم . متناسياً بأن القدس محور اساسي من محاور حقوق الفلسطينيين ، ومتجاهلاً حقوق أصحاب الديانات السماوية الأخرى فيها .
    طرفا معادلة مختلة وغير موزونة : شعب فلسطيني آمن يكره الحرب ، ويسعى للسلام وإنهاء وإزالة الاحتلال عن عاصمته ومقدساته وأرضه وعقاراته، فالعرب يرتبطون بالقدس عقيدياً وباماكنهم الدينية المقدسة ، وبالحرم الشريف ، وشعب آخر متطرف يعمل على ضم المدينة وتهويدها ، ويدعي ويناور بالسلام ، ويراوغ بالتسوية ، بينما يقدم في الوقت ذاته ببناء المستوطنات ويرى بأنها حق له ولو بطرق غير قانونية ، لضمان إحكام السيطرة عليها باعتبار أنها جوهر العقيدة الاسرائيلية والانسحاب منها وهم وسراب لا يفضي لشيء ، فالاستيطان عندهم يشكل الركيزة الاساسية للقدس لأهميتها ومكانتها في الفكر التوراتي ، والمشروع الصهيوني الذي يسعى لنسف الاسس القانونية والتاريخية لملكية العرب لها ، لذا هم يرفضون حتى مناقشة فك المستوطنات أو اخلائها أو الانسحاب منها ، بل ويطالبون ببناء المزيد فيها ومن حولها حتى يجعل اقامة دولة فلسطينية متواصلة ذات سيادة قابلة للحياة أمراً مستحيلاً برغم إدراكهم بأن القدس هي مفتاح الحرب والسلام .
    كما أن المعادلة غير متوازنة بين طرفين أحدهما يعترف بقيام دولتين وأخر لا يعترف بذلك ، فلا يعقل لأي فلسطيني قيام دولة فلسطينية لا تكون عاصمتها مدينة القدس . طرف يطالب بالشرعية وتنفيذ القرارات الاممية ، وأخر محتل متنصلاً من القرارات الدولية ضارباً بها عرض الحائط ، لا يفكر إلا بسيطرة منهجية ومؤسساتية على القدس لدولة يهودية صرفة ، ومستوطنون يداهمون وينتهكون مقدساتها ويعقدون الامور ويصعدونها لجعل السلام والتعايش السلمي أمراً مستحيلاً ، ومع كل هذا فإن الواقع يؤكد أن شرقي القدس منفصل عن غربها حيث لم يتمكن الاحتلال رغم كل محاولاته من تغيير واقعها الاجتماعي والسكاني والمعماري حتى الان .
    المعادلة في القدس غير عادلة بل وظالمة فالطرف الفلسطيني يرزح تحت القيود المكبلة التي قيد نفسه فيها باتفاقيات اوسلو ،وأجل موضوع بحثها ، فسيطر الطرف الاسرائيلي على الجانب الفلسطيني بمنطق الاعتداء ، فكانت اتفاقيات اذعان استقوى وحكم فيها القوي على الضعيف سياسياً واقتصادياً وأمنياً . بدعاوي ان الفلسطينيين ارهابيون ليسوا شركاء للسلام ، وأنهم غير جاهزين لإقامة دولة فهم سلطتهم مقسمة ، وفصائلهم مختلفة ، وإدارتهم ضعيفة ، حتى انهم يرون بأن قرار الجمعية العامة بقبول فلسطين بصفة دولة مراقب هو قرار مرفوض ذو دلالة رمزية فقط ، لا يغير شيئاً على الارض ، غافلين بأنهم انفسهم تأسسوا بقرار باطل من الامم المتحدة.
    وبين طرفي المعادلة في القدس هوة واسعة بين شعب احتلت أرضه بالقوة المسلحة ، وسلبت ومست حقوقه ، ودنست مقدساته الدينية ، وشرد وهجر وطرد وأبعد قصراً عن مدينته. وبين شعب مُحْتَل ومُغْتَصِب يدعي بان ارض القدس ملك له وحده ، فاستحوذ عليها بالعنف والبطش ليتصرف بها كما يحلو له ، ولبناء مستوطنات على اراضي فلسطينية سلبت ونزعت من اصحابها ، لاستكمال مخططاتها التهويدية وللسيطرة الكاملة على المدينة ، فالمعادلة الحقيقية السلبية قائمة على اساس كلما زاد التوغل الاسرائيلي في المدينة ازدادت عزلتها وتهويدها ، وسوء احوالها الاقتصادية والاجتماعية. .

    المعادلة بين طرفين متعاكسين احدهما يرتبط بالقدس عقيدياً وتعبدياً وتاريخياً وحضارياً وثقافياً ، وطرف يزيف التاريخ ، ويقلب الحقائق فيها لخدمة أهدافه ويتناقض بين ادعاءاته بالتسامح وبالسماح بحرية الاديان ، وللوصول للاماكن الدينية ، وحماية دور عبادتها من التدنيس والاضرار . وبين الممارسة الحقيقية على الارض التي توضع الحواجز لمنع الوصول والتنقل والانتقال منها واليها ، وإجراء الحفريات اسفل الحرم القدسي وحول محيطه لإقامة وبناء هيكلهم المزعوم على انقاض مسجد الاقصى ، لفرض واقع جديد ينهي الوجود العربي فيها ، مرتكزاً على الاستيطان كأحد أهم الخطوات الرئيسية للاحتلال العسكري وللتهويد ، وغير عابيء بآثار ونتائج التمدد والتوسع الاستيطاني السرطاني فيها ، وأبعاد وتداعيات اعتداءات وهجمات المستوطنين على ابنائها وانتهاك حرمة المسجد الاقصى والأماكن المقدسة المخالفة للأعراف والقوانين الدولية ، ولقرارات مجلس الامن والجمعية العمومية ، ولاتفاقية جنيف الرابعة لعام 1949 م ، ناهيك عن المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة العدل الدولية .
    المعادلة في القدس بين طرف اسرائيلي لديه القوة العسكرية والمادية يستثمر فيها مليارات الدولارات الامريكية من شتات الصهاينة ومؤيديهم في العالم اجمع ، شعاره ما لا يؤخذ بالقوة يؤخذ بمزيد من القوة . وطرف ضعيف من كل شيء إلا من الارادة والتصميم على استرداد حقوقه الدينية والتاريخية والحضارية والثقافية والسياسية والسيادية فشرقي القدس تعتبر من أكثر المدن فقراً ونقصاً في المرافق الخدماتية وتقصيراً في اداء البلدية لتطوير ورفاه المدينة مقارنة بمدن عام ٤٨.
    المعادلة الاكثر استغرابا هي المواقف الدولية والعربية والإسلامية الصامتة والباهتة ، ومواقف امريكا المساندة والمؤيدة لإسرائيل بشكل مطلق ، والدول الاوروبية التي تقف في الوسط فتتحدث بلسانين وبلغتين ، وتنحاز لطرف على حساب طرف اخر ، وتتعامل بازدواجية وتلون ونفاق في المواقف مما يجعل الطرف الاسرائيلي متجاهلاً للاستنكارات والاعتراضات والبيانات الدولية التي لا تسمن ولا تغني من جوع فبياناتها لا تقدم ولا تؤخر ، وتصريحاتها مجرد مهدءات ومسكنات ومضيعة للوقت ، ولعل المواقف والقرارات الاوروبية الاخيرة خير دليل فتصريحاتها مجرد اقوال غير مؤثرة ، بدون افعال حقيقية وأوضح مثال على ذلك الشركات الاوروبية والأجنبية التي تستثمر في هذه المستوطنات ، وصمتهم على استكمال جدار الفصل العنصري الذي تسعى اسرائيل من ورائه ايجاد واقع ديموغرافي وعمراني على حساب الجغرافيا الفلسطينية للقضاء على الامال والحلم الفلسطيني بتحقيق القدس عاصمة ابدية لهم.
    الاستيطان في القدس لا يقتصر على سلب ومصادرة الارض بغير وجه حق وإقامة الوحدات السكنية داخل المدينة وتطويقها وتهديد أهلها بالعنف والقوة ، بل وتجييشها بآلاف المستوطنين للاستيطان وللعيش فيها بكل استقرار ، وتقديم جميع التسهيلات المالية والخدماتية واللوجستية لهم للعيش فيها بكل حرية وأمان ، بل بالتنكيل بالمقدسيين لتخويفهم وتهديدهم والتضييق عليهم لإحساسهم بالخوف على وجودهم وعلى مستقبلهم لكي يدفعهم للهجرة والابتعاد عنها حتى "يخلى الميدان لام حميدان " فتفعل ما تحلو لها تريد.
    بقيت نقطة اخيرة في المعادلة التي يرى فيها بعض جهابذة الاستراتيجية والطيبون من ذوي النوايا الحسنة بان الحكومة الاسرائيلية ولدوافع براجماتية تبني هذه المستوطنات حول القدس في الضفة الغربية بكثافة وسرعة لإخلائها عند التسوية النهائية مع الفلسطينيين لإسكان فلسطينيي الشتات تحقيقاً لحق عودتهم ، وإن مآل هذه المستوطنات أحد أمرين اما تبادلها مقابل اراضي فلسطينية اخرى ، او هدمها من قبل الاحتلال قبل اخلائها لعدم استفادة احد منها وعلَّي وعلى اعدائي كما فعلها شمشون وما تم في قطاع غزة .


    الفلسطينيون والصراع في سوريا
    فايز سارة عن جريدة القدس
    تثير الأحداث الأخيرة في مخيم اليرموك أكبر المخيمات الفلسطينية كثيرا من النقاط التي تتعلق بالوجود الفلسطيني في سوريا، ومدى تأثره وتأثيره في الأحداث التي تعيشها البلاد منذ نحو عامين، وصولا إلى الإجابة عن سؤال مطروح اليوم خلاصته: هل يمكن تحييد الفلسطينيين والمخيم الفلسطيني خصوصا في الصراع الدائر بين السلطة ومعارضيها السوريين؟ وهو سؤال تبدو الإجابة عنه ضرورية لمعرفة ما سيكون عليه وضع المخيمات الفلسطينية ومجمل وضع الفلسطينيين هناك في الفترة القريبة المقبلة.
    جاء القسم الأكبر من الفلسطينيين إلى سوريا خلال الحرب العربية - الإسرائيلية 1948، فيما جاء قسم منهم قبل ذلك، وآخرون وصلوا إلى سوريا من لبنان بعد الحرب بسنوات، وتوزع الفلسطينيون الذين بلغ عددهم نحو ثمانين ألفا على عدد من المحافظات السورية بينها دمشق ودرعا وحمص وحماه وحلب واللاذقية، وقد أقيم فيها جميعا مخيمات أكبرها مخيم اليرموك بدمشق والذي شهد أحداثا مأساوية في الشهر الماضي قتل فيها وجرح مئات من الأشخاص، كما تسببت في نزوح القسم الأكبر من سكانه البالغ عددهم زهاء مائة وخمسين ألف نسمة من مجموع فلسطينيي سوريا وعددهم أقل بقليل من 400 ألف.
    ولم يقتصر توزع الفلسطينيين في سوريا على المخيمات، بل تجاوز ذلك إلى مختلف أنحاء البلاد، وهذا يشكل مدخلا لفهم وضع الفلسطينيين في هذه البلاد، التي أقرت منذ وصولهم إليها معاملتهم معاملة المواطن السوري، إلا فيما يتعلق بأمرين، الأمر الأول الحفاظ على شخصيتهم الوطنية المستقلة باعتبارهم مواطنين فلسطينيين من الناحية القانونية لحفظ حقوقهم فيما يتصل بعودتهم إلى وطنهم فلسطين، والثاني إبعادهم عن الاندماج الشامل في المواطنة السورية بمنعهم من المشاركة في عمليات الانتخاب المتعلقة باختيار أعضاء المجالس التمثيلية بما فيها المجلس النيابي أو مجلس الشعب، وإبعادهم عن المشاركة في اختيار رئيس الجمهورية انتخابا أو بالاستفتاء.
    وإذا كانت وضعية مساواة الفلسطينيين بالسوريين، جاءت في إطار سياسة حكومية، فإن هذه السياسة لم تكن بعيدة عن الخيارات الشعبية للسوريين، بل هي جاءت نتيجتها أساسا، حيث استقبل السوريون اللاجئين الفلسطينيين في عام 1948 وقدموا لهم كل ما استطاعوا من مساعدة أخوية، خففت من مشكلات لجوئهم، وساعدت في إعادة تطبيع حياتهم ودمجهم في المجتمع السوري عبر مختلف الأشكال بما في ذلك الزواج المختلط، قبل أن يتم تشريع تلك المحددات وفق الأطر القانونية التي حددت وضع الفلسطينيين في البلاد.
    وكان من نتائج تلك المحددات في تعامل السوريين مع الفلسطينيين، أن اندمج الفلسطينيون في الحياة العامة. حيث هم موجودون في مختلف الأنشطة الاقتصادية من الزراعة والصناعة والتجارة إلى الخدمات، وموجودون في المؤسسات والهيئات الاجتماعية والسياسية ومنها النوادي والجمعيات والأحزاب السياسية، وهم حاضرون في الوظائف العامة حتى مراتبها الإدارية العليا من مرتبة معاون وزير، وموجودون في صفوف القوات المسلحة، وتطبق عليهم أنظمة التجنيد ونظام خدمة الضباط، ومسموح للفلسطينيين بتملك وإدارة المشاريع، إضافة إلى ملكية دور السكن، كما جرى السماح لهم بإقامة وتنظيم الأنشطة التي تخصهم في مختلف المجالات سواء كانت تحت لافتة منظمة التحرير الفلسطينية والجماعات المنضوية في إطارها أو خارج تلك اللافتة. باختصار شديد كان وضع الفلسطينيين مميزا بالمستويين الرسمي والشعبي في سوريا مقارنة بأوضاعهم في بقية البلدان العربية.
    لقد جعلت تلك الوقائع من فلسطينيي سوريا أقرب إلى المواطنين السوريين، وبدا من الطبيعي تأثرهم بما حدث في البلاد من حراك شعبي رفع شعارات الحرية والكرامة، ومطالب الانتقال إلى نظام ديمقراطي يوفر العدالة والمساواة لمواطنيه، غير أنه وبسبب خصوصية القضية الفلسطينية في مواجهة إسرائيل، وحتى لا يستغل حضور الفلسطينيين في الشأن السوري من جانب السلطات في التضييق عليهم، فقد أبدت أوساط في المعارضة السورية وفي الجماعات الفلسطينية رغبة في إبقاء المخيمات الفلسطينية خارج الحراك الشعبي منذ بدايته في عام 2011، غير أن هذا التوجه اصطدم برغبة مؤيدي السلطات السورية من الفلسطينيين أمثال أحمد جبريل ومنظمته الجبهة الشعبية القيادة العامة في تحشيد المخيمات ضد الحراك الشعبي السوري وهو يتناغم مع رغبة سورية رسمية، الأمر الذي أدى إلى توترات وصراعات داخل وعلى أطراف مخيم اليرموك الذي يتداخل سكانه الفلسطينيون والسوريون وهو محاط بأحياء ذات أغلبية سورية، انتقلت من الحراك الشعبي إلى العمل المسلح في إطار الجيش السوري الحر، وهو ما كان مدخلا للتطورات الأخيرة في تحول المخيم إلى ساحة مواجهة بين الجيش الحر وقوات القيادة العامة المدعومة من الجهات الأمنية والعسكرية السورية.
    خلاصة الأمر، أنه من الصعب الفصل بين الفلسطينيين والسوريين في الواقع السوري نتيجة عمومية الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يعيشون في ظلالها، لكن جهودا بذلت في المستوى الشعبي والسياسي السوري/الفلسطيني لتحييد المخيمات ولا سيما مخيم اليرموك، غير أن ذلك اصطدم برغبات موالي النظام من الفلسطينيين مما أدى إلى مشكلة المخيمات، الأمر الذي يعني ضرورة قيام السلطات السورية والموالين لها من الفلسطينيين بتأكيد حيادية المخيم عملا لا قولا، وهو ما يحتاج إلى تأكيد مقابل من المعارضة السورية ولا سيما الجيش الحر ومن جانب قيادات التنظيمات الفلسطينية الأخرى نظرا لخصوصيات الوضع الفلسطيني فقط.


    حصاد البيدر الفلسطيني..
    محمد السودي عن جريدة القدس
    عام جديد يتطلع اليه العالم الحر قاطبة بأن يحمل في طياته بذور الامل المتجدد نحو غد افضل تنتهي به فصول الظلم الذي طال امده عقودا من الزمن بسبب المفاهيم الخاطئة القائمة على الهيمنة ظناً منهم بأنها ستجلب الاستقرار والأمن الدوليين على حساب الشعوب المقهورة بالرغم من وضوح مسار حركة التاريخ التي اثبتت استحالة تفوق نظرية القوة او العنصر امام ارادة الحرية والتحرر من اغلال الاحتلال والنهب المنظم لمقدرات الشعوب مهما طال الزمن.
    انقضى عام آخر كان متخماً بالاحداث الدراماتيكية منها ما هو كارثي نتيجة تداعيات المرحلة الانتقالية التي تشهدها المنطقة العربية اثر انتفاضة الشعوب ضد تسلط الانظمة المستبدة ما زالت مفاعيلها مستمرة للعام الثاني على التوالي بعد دخول عوامل سلبية كامنة ركبت موجة وميض الثورات باتجاهات متشعبة بعيدة عن الاهداف المأمولة التي انطلقت من اجلها، غير ان هذه المفاعيل لن تستكين طالما لا تلبي متطلبات الحد الادنى للاغلبية الساحقة الذين كابدوا ويلات الحرمان والتهميش..
    ان طريق التغيير السلمي المنشود نحو بناء مجتمعات عربية ديمقراطية تعددية توفر تكافؤ الفرص للجميع آخذ بالتلاشي رويداً رويدا، جراء التدخلات واسقاط الاجندات الدولية والاقليمية عليها بما يحفظ مصالحها الجيواستراتيجية في المنطقة خاصة الالتزام بالاتفاقيات الموقعة مع اسرائيل بغض النظر عن ماهية القوى الجديدة الحاكمة حيث عقدت معها صفقات مشبوهة لقاء ضمان الدعم السياسي والاقتصادي وبقائها على رأس السلطة، مما يؤكد مرة اخرى سرعة تغيير جلد الدول الكبرى التي كانت من اشد حلفاء الانظمة المستبدة.
    وبالتالي فإن امكانية تأثير الثورات العربية بشكل ايجابي تعزز القضايا العربية عموماً والفلسطينية بشكل خاص في المدى المنظور لا زال بعيد الاحتمال على الاقل خلال العام الجديد المثقل باعباء الملفات المرحلة شديدة التعقيد.
    لا شك ان الملف الفلسطيني الذي يشكل مفتاح الحرب والسلام العالمي يبقى الابرز من بين الملفات الاخرى وعليه يتحدد مستقبل الاستقرار في المنطقة من عدمه، حيث لا تبدو ملامح انفراج تلوح بالافق القريب، اذ ينهمك الجانب الاسرائيلي بالمشهد الانتخابي للكنيست في ظل الجنوح نحو التطرف واساسه التنكر للحقوق الفلسطينية من اجل كسب اصوات غلاة المستوطنين الاكثر تطرفاً حيث يتوقع فوز معسكر اليمين «الليكود بيتنا والحريديم» بهذه الانتخابات حسب مراكز استطلاعات الرأي الاسرائيلية، كما يتزامن مع تشكيل اركان الادارة الاميركية الجديدة الامر الذي يجعل من اي تحرك سياسي ذي جدوى خلال الربع الاول من العام الجديد غير واقعي بعد انسداد الافق السياسي نهائياً بسبب تهرب الحكومات الاسرائيلية من الالتزامات المترتبة عليها تجاه عملية التسوية من جهة والانحياز الغربي الكامل للمخططات الاسرائيلية الرامية الى شطب الحقوق الوطنية الفلسطينية من جهة اخرى.

    لقد شكل العدوان على قطاع غزة بداية تحول في الصراع الدائر مع اسرائيل بعد الفشل الذريع في محاولته البائسة عسكرة المجتمع الدولي باتجاه ما يعتبره الخطر الداهم القادم من ايران محوره البرنامج النووي السلمي الذي تسعى ايران امتلاكه لاغراض انتاج الطاقة بعد تحويل الانظار عن انتهاكاتها المتواصلة ضد الانسان الفلسطيني وممتلكاته ومقدساته وتغيير الملامح الجغرافية والتاريخية للارض الفلسطينية التي تشهد حركة استيطان بوتائر متسارعة لم يسبق لها مثيل ضاربة بعرض الحائط استنكار واحتجاجات الدول الاربع عشر الدائمة العضوية بالاضافة لكل التكتلات الدولية الاخرى المتمثلة بالاتحاد الاوروبي، ودول عدم الانحياز والاتحاد الافريقي وغيرهما الكثيرون، الامر الذي دعا قادة كبار وسياسيين مخضرمين ومفكرين اكاديميين اسرائيليين يحذرون من السلوك الاسرائيلي بأنه يقود اسرائيل نحو الهاوية والعزلة الدولية المتزايدة، اضافة الى تفاقم الازمة الاقتصادية الاجتماعية الداخلية التي جعلت نسبة ٣٧٪ من المستطلع اراؤهم يفكرون بالهجرة لتحسين اوضاعهم الاقتصادية في سابقة هي الاولى تؤكد تآكل فكرة الارتباط باسرائيل للجيل الجديد مع تقييد حرية حركة الاحتجاجات وتراجع الحريات العامة.
    وبالتالي كشفت نتائج العدوان على قطاع غزة هشاشة البنية الاجتماعية وزيف الادعاءات الاسرائيلية عن قوتها التي لا تقهر وجاهزيتها لشن الحروب على اكثر من جبهة.
    ان الانجاز الفلسطيني الاستراتيجي بالحصول على مكانة الدولة غير العضو في الامم المتحدة بالاغلبية الساحقة من دول العالم لا يدع مجالا للشك مدى العزلة الحقيقية للسياسات الغربية في المنطقة وهي رسالة قوية ينبغي قراءتها بموضوعية تامة مفادها ان العالم ضاق ذرعا من سلوك الازدواجية التي يتعاملون بها تجاه قضايا الشعوب في الوقت الذي يتم استثناء اسرائيل من الادانة على انتهاكاتها التي ترتقي فوق مستوى انتهاكات الحرب ضد الانسانية من خلال توفير الحماية لها وممارسة شتى انواع الضغوط على الدول التي تدور في فلكها بما فيها الدول العربية التي وعدت بتوفير شبكة امان عربية في حال اقدمت اسرائيل على اجراءات عقابية اثر حصول فلسطين على مرتبة الدولة غير العضو، غير ان واقع الحال يؤكد نجاح القوى الغربية حتى الان في منع وصول المساعدات العاجلة.
    وفر العدوان على قطاع غزة مناخا مثاليا لم يسبق له مثيل لاجل تخطي عقدة المصالحة الفلسطينية التي ظلت تراوح مكانها سنوات عديدة حيث استعادت الوحدة الوطنية الشعبية ألقها في مواجهة العدوان مما اذهل الجانب الاسرائيلي من سرعة التحرك الذي ابدته مختلف مكونات الشعب الفلسطيني في كل اماكن تواجده، الامر الذي فرض لغة تصالحية استثنائية لكنها حذرة خشية ان تكون مؤقتة تنتهي تدريجيا من خلال الاصطدام بجدار المصالح الفصائلية الضيقة وهو ما بدا واضحا في الايام القليلة الماضية التي تعيد الى الذاكرة اجواء الشحن والتوتر ثم التراجع.
    لا بد من مراجعة حقيقية لمجمل الاداء الفلسطيني تستند الى عوامل استنهاض الطاقات الكامنة لدى الشعب الفلسطيني وتصعيد المقاومة الشعبية الشمولية واجراء انتخابات رئاسية وتشريعية وللمجلس الوطني على قاعدة التمثيل النسبي الكامل بغض النظر عن المواقف الانتظارية.. تعيد اللحمة والوحدة وتحرر الاسرى الامر الذي يتطلب توحيد الجهود والمؤسسات ذات العلاقة بالقدس والاسرى ورسم السياسات الوطنية وهكذا يتضح جليا حجم البيدر الفلسطيني الضخم.. لكن موسم الحصاد لم يحن وقته بعد.


    فلسطين عام 2013.. شمس الحرية القادمة
    د. حنا عيسى - أستاذ القانون الدولي عن جريدة القدس
    يطل علينا عام 2013 وشعبنا الفلسطيني يتقدم إلى الأمام بخطوات ثابتة نحو وجوده الوطني وحقوقه الثابتة رغم الصعاب التي تعترض طريقه نحو الحرية والاستقلال.
    عام جديد وحياة جديدة مفعمة بحب الحياة و الاستمرار. نعم, هذا هو خيار الشعب الفلسطيني الذي بعث حيا على هذه الأرض المقدسة "فلسطين" ليكون الحامي الأمين لخيراته ومقدساته، وان يبقى صامدا على أرضه بهدف تحقيق الوجود الذاتي لنفسه، وليكون شعبنا حرا كباقي شعوب المعمورة رغم الاحتلال الذي طمع بهذه الأرض على حساب الشعب الفلسطيني صاحب ومالك هذه الأرض المقدسة.
    نعم آلاف السنين وشعبنا الفلسطيني يعيش على هذه الأرض, وهو مع لهيب معركة الوجود, مع النهار, ومع قطرات المطر وجذور الصخر والحجر مع الحياة.
    هذا الشعب الذي بقي على أرضه رغم الاضطهاد الذي تعرض له من محتلين قدم وجدد.. ناضل ويناضل من اجل حقه في الحياة .. هذا الشعب الذي آمن بالسلام واختار السلام خيارا للوصول إلى حقوقه التي سينتزعها بإرادته الصلبة وإيمانه بالقدس مهد الديانات السماوية الثلاث ..
    نعم, يطل علينا عام 2013 ونحن نرنو للحرية التي حلت على شعوب المعمورة، ولم يتبق منها إلا حرية الشعب العربي الفلسطيني الذي قال بلسانه وقلبه مدافعا عن وجوده الحضاري: بـالعلم و الأخلاق يزهو شعبنا وعلى مدى الأيام يرفع هامتـه.
    هذا الشعب الذي تمسك بأخلاقه وعلمه قادر على متابعة الحياة ليلتئم مع باقي الشعوب في بوتقة واحدة نحو التقدم و التطور.
    لقد أثبت الشعب الفلسطيني بأنه هو مفتاح الحرب والسلم في منطقة الشرق الأوسط انطلاقا من عدالة قضيته وحقه في الوجود والبقاء. وهذا الشعب الذي اختار السلام عنوانا لتكريس لغة الحوار والتسامح والعيش المشترك والسلم الأهلي .. هذا الشعب الذي سار قدما نحو منهجية السلام في العلاقات مع الآخرين.. هذا الشعب الذي كرس وجوده من اجل الحفاظ على المقدسات بما تحمله هذه المدينة من معاني مقدسة يتمسك بها الجميع حفاظا على الوجود الديني في بلد العروبة “فلسطين"..
    نعم، ذهب عام وجاء عام .. ليقول لنا العام الجديد انتظروا واصبروا فان شمس الحرية قادمة.. ففلسطين بلد مقدس,،متقدم, متطور, متماسك بهدف البقاء و الوجود لشعب يستحق الحياة والوجود..
    إنطلاقة فتح 48 ديمومة التحرير
    منتصر العناني عن وكالة معا
    تمُر السنون ونحن نقف في محطات عظيمة تدق ناقوس الذكريات التي مضت لِمن عاصروا رجال الثورة رجال الفتح العظام الذين سطروا صفحات من النضال وتفجيرها منذ ولاتها وإطلاق أول رصاصة نحو التحرير في ذكرى ال 48 التي تحل علينا ونحن إجتزنا مراحل وسطور عديدة من صفحة النضال وقدمنا من خلالها ومن حبر دماء أبطالنا الشُهداء ومن قهر وأهات وأنات الأسرى داخل السجون الإحتلالية الفاشية أرواحنا وسنين عمرنا في مقاومة المحتل ولا زلنا حتى اللحظة.
    اليوم تحلُ علينا ذكرى عزيزة على قلوبنا ذكرى تفجير الثورة الفلسطينية (فتح) في وجه المحتل الذكرى ال 48 لإنطلاقتها لتكون وبرغم ما حققناه من إنجازات عظيمة سواء كانت بالسلاح أو بالسلام (المٌنهار) ونحن اليوم وبعد سنوات طويلة من النضال والمقاومة والحوار مع وجه إحتلالي بغيض , نقف اليوم على بوابة عام جديد وإنطلاقة تتجدد لها عنوان الديمومة حتى التحرير الكامل في ثوابت لا تنازل عنها حتى لو قدمنا أجساد وأرواح الشعب الفلسطيني كاملا قرباناً من أجلها.

    هذه الفتح الأبية العرفاتية العباسية التي تواصل عنفوانها دون توقف وفي ظل شرعية دولية (منحازة ) ومائلة إمريكية إسرائيلية نقول لهم في هذا التجديد للإنطلاقة أننا اليوم وبعد هذه السنوات العجاف حققنا من إرادتنا وعزيمتنا وإصرارنا وإيماننا في أن نكون ونكون حتى الإستقلال والتحرر الكامل وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.

    نقول في عظمة هذه الذكرى تباً للمتخاذلين نعم لإسقاط الإحتلال نعم للدولة الفلسطينية نعم للوحدة الوطنية ولنؤكد الفتحاويين في أي زمان ومكان بأننا سنواصل على درب شهدؤانا وأسرانا البواسل ومرضانا معاقينا في إتجاه البوصلة التي لا تنحني أبداً وسنبقى شامخين بإتجاه هذه الديمومة ليتلاقى العام الجديد في نقطة الديمومة الفتحاوية التي لن تموت حتى نحقق شرعيتنا.

    نحنُ نقف اليوم على منعطف كبير لن تستطيع أي قوة في هذا العالم أن تُغلق ما فتحناها وما بدأناه ونقول لهذا العالم الذي بعضه ساندنا ووقف معنا حتى حققنا ما حققناه في هيئة الأمم المتحدة من نصرِ عظيم ومَن خذلونا من دول عربية وأجنبية بأننا باقون على هذه الأرض ولن نغادرها الا على دماءنا وجثثنا ولن يقتلعنا أحد ولا قوة إلا بالبقاء ثابتين سنحقق ما لنا ولن نقبل بغير حقوقنا بديلاً وإن غاب السلام فالمقاومة التي بدأتها فتح ستعود من جديد وأن لا سلم ولا آمان الا بكنس الإحتلال إلى غير رجعه , ونحنُ اليوم نحتفل بإنطلاقتنا نأمل مع هذا العام الجديد 2013 ومع ذكرى الإنطلاقة ال 48 لفتح العملاقة أن يكون عام الإنتصارات عام الدولة الفلسطينية تزامنا مع الوحدة الوطنية التي نهشتنا عام الإفراج عن الأسرى وعلى خطى الشهداء الشهيد ياسر عرفات ومع القائد رئيس دولة فلسطين محمود عباس وكل الشرفاء في هذا الوطن العظيم قادمون لا محالة والتحرير لن يتوقف.
    أقول للفتحاويين وكل المخلصين لهذه الحركة العملاقة ومن ضحوا بأنفسهم وأبناءهم من هذا الشعب الصنديد أننا لن نتخلى عن مشروعنا وما الذكرى الا صورة لديمومتها وتأكيد أننا شعبٌ لن يموت ولا يموت وإن مُتنا نموت ونحن واقفين.
    عاشت فتح عاش ملوكها وقادتها عاش مناضلونا عاش الشعب الفلسطيني وللديمومة حكايات أخرى في العام القادم إذا لم يتحقق ما نرنو إليه والثورة تستمر لن نركع ولن نركع ما دام لنا طفلٌ يرضع وللحرية بابٌ يُدق ...........................


    2013 عام استئناف المفاوضات ..
    نقولا ناصر عن سما الإخبارية
    (يوجد في الأمد القريب موعدان لاستئناف محادثات تستهدف التوصل إلى اتفاق على استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية)
    عشية"عيد الميلاد"، في الرابع والعشرين من الشهر، أعرب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من بيت لحم المحتلة والمحاصرة عن "تمنياته" بأن يكون "2013 عام السلام"، معتبرا أن اعتراف الجمعية العامة للأمم المتحدة بفلسطين دولة مراقبة غير عضو فيها "يتطلب منا أن نعود إلى المفاوضات" مع دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأن كلام "الكثيرين" ممن "قالوا انه لا حاجة للعودة إلى المفاوضات" هو "كلام غير صحيح" (وفا).
    وبالرغم من أن ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية التي يرأسها عباس، نفى في ذات اليوم أن تتعدى فرص استئناف المفاوضات كونها "مجرد أمنيات ووجهات نظر عند بعض الدول الأوروبية" قائلا إنه "لا يمكن الدخول في عملية مفاوضات" لأن خطط الاستيطان اليهودي الأخيرة وخاصة في القدس "تعطل أي حل يمكن بحثه" بالتفاوض، فإن كل الدلائل تشير إلى أن عباس لا يغرد خارج سرب "شركائه" في ما يسمى "عملية السلام" التي ماتت لكنها لم تدفن بعد، ولا ينوي في أي مدى منظور حرق جسوره لا معها ولا معهم. وحسب تقارير الأخبار، يوجد في الأمد القريب موعدان لاستئناف محادثات تستهدف التوصل إلى اتفاق على استئناف المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
    وقد أبلغ مسؤولون تحدثوا باسم عباس الأسوشيتدبرس نهاية الأسبوع الماضي بانهم سوف يضغطون لتجديد المحادثات بعد الانتخابات في دولة الاحتلال في الثاني والعشرين من كانون الثاني / يناير المقبل. وأبلغ العاهل الأردني عبد الله الثاني "الحياة" اللندنية أثناء زيارته الأخيرة للمملكة المتحدة أن الأردن سوف يستضيف لقاءات فلسطينية – إسرائيلية في شهر شباط / فبراير المقبل. وتحدث تقرير حصري لموقع "ديبكا" الاستخباري الاسرائيلي في الرابع والعشرين من هذا الشهر عن "تفاهم" بين الرئيس الأميركي باراك أوباما ورئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو على إجراء محادثات كهذه برعاية "أميركية – اسلامية" في شهر آذار / مارس المقبل. ولا يمكن طبعا عزل مثل هذه التقارير عن الزيارتين اللتين قام بهما الملك عبد الله الثاني مؤخرا لرام الله ولندن. وفي نهاية الأسبوع الماضي، وحسب وكالة "معا"، تحدث نمر حماد، مستشار عباس، عن "مبادرة" بريطانية – فرنسية تقترح العودة إلى المفاوضات، وتسعى إلى الحصول على دعم الولايات المتحدة للبدء في محادثات تستهدف استئنافها، وفق مرجعيات ملموسة محددة، موضحا أن المبادرة لا تتضمن أي "سقف زمني". وفي الثاني والعشرين من هذا الشهر، قال الاتحادان الأوروبي والروسي في بيان مشترك من بروكسل إنه "يجب" على الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي "الانخراط في مفاوضات مباشرة وجوهرية من دون شروط مسبقة"، معربين عن "قناعتهما الجازمة" بأن "الآن هو الوقت لاتخاذ خطوات شجاعة وملموسة" من أجل "تحقيق "حل دائم" للصراع "ينهي كل المطالب".

    وانضم بابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر في صلاته بمناسبة عيد الميلاد إلى الحث على بدء السير "بحزم في الطريق إلى التفاوض"، منسجما مع تأكيد عباس خلال زيارته الأخيرة له "استعدادنا الكامل لاستئناف المفاوضات" على ذمة كبير مفاوضي عباس د. صائب عريقات. لقد كان البيان الختامي الصادر عن اجتماع قمة مجلس التعاون لدول الخليج العربية في البحرين يوم الثلاثاء الماضي لافتا للنظر في خلوه من أي إشارة إلى استئناف المفاوضات الفلسطينية - الاسرائيلية، ونظرا للدور القيادي الذي يلعبه المجلس في صناعة قرار جامعة الدول العربية هذه الأيام، فإنه يقود في الظاهر إلى الاستنتاج الخاطئ بأن الجهود الجارية على قدم وساق لإجراء محادثات فلسطينية – إسرائيلية تفضي إلى استئناف المفاوضات الثنائية المباشرة لا تحظى بدعم المجلس والجامعة. لكن هذا الانطباع الخاطئ سرعان ما يتبدد بما يتردد، أولا، عن تأليف لجنة "رباعية" عربية – إسلامية تشارك الرباعية الدولية المعروفة في رعاية المحادثات الهادفة إلى استئناف المفاوضات، وثانيا باستمرار التأخر في تنفيذ قرار قمة بغداد العربية ثم قرار وزراء خارجية لجنة متابعة مبادرة السلام العربية بتوفير "شبكة أمان" مالية عربية لمفاوض منظمة التحرير الفلسطينية، وهو تأخر لا يمكن تفسيره إلا بكونه اداة ضغط أميركية بواجهة عربية تستهدف حث هذا المفاوض على الاستجابة لجهود استئناف المفاوضات كثمن عليه دفعه للخروج من أزمته المالية.
    لقد كان إنشاء "رباعية اقليمية" تتكون من مصر والسعودية والأردن وتركيا للاشراف على مفاوضات فلسطينية إسرائيلية اقتراحا قدمته مؤخرا رئيسة حزب ميرتس زهافا جال – أون، وكان من المتوقع ألا يحظى هذا الاقتراح باي اهتمام جاد بسبب الدور الهامشي الذي يلعبه حزبها في صنع قرار دولة الاحتلال. لكن الاقتراح تكرر للجنة رباعية مماثلة تحل قطر فيها محل السعودية ضمن "رعاية أميركية – إسلامية" مشتركة لاستئناف المفاوضات كبند في خطة "تفاهم" من أربعة بنود ذكر موقع "ديبكا" في تقريره المشار إليه اعلاه أن أوباما ونتنياهو قد توصلا إليه هذا الخريف. وإذا صدق هذا التقرير فإن الاقتراح بالتأكيد يكتسب أهمية أكبر كمؤشر إلى جهود مشتركة بين الرجلين لتوريط الدول المقترحة لهذه الرباعية "الاقليمية" في إحياء عملية أثبتت عقمها طوال العشرين عاما المنصرمة، وإذا قدر لهذا الاقتراح أن يرى النور فإنه لن يضيف جديدا إلى الدور الأردني غير أنه سيدخل قطر أو السعودية بدور مباشر في هذه العملية في سابقة أولى من نوعها، وكذلك تركيا التي سبق لها أن قامت بمحاولة فاشلة مماثلة لكن على المسار السوري والتي قال التقرير إنها استأنفت تعاونها مؤخرا في إطار حلف الناتو مع دولة الاحتلال مما يسهل قبولها بدور تركي كهذا، بينما ستكون موافقة مصر 25 يناير على القيام بدور كهذا تأكيدا على عدم حدوث أي تغيير في دورها بعد الثورة وهو ما تسعى حثيثا إليه دولة الاحتلال وراعيها الأميركي. ويذكر هذا الاقتراح بتوجه لدولة الاحتلال حرص دائما على صنع "سلام" مع الدول العربية، أولا، يحاصر عرب فلسطين ليرغمهم على ابرام سلام معها من موقف ضعف يكون العرب فيه عامل ضغط عليهم لا ظهيرا لهم. في مقال له نشر يوم الأربعاء الماضي، قال يائير شامير - ابن رئيس وزراء دولة الاحتلال الأسبق الارهابي اسحق شامير ونائب رئيس حزب "اسرائيل بيتنا" الذي يرأسه المستوطن أفيغدور ليبرمان والذي سيخوض انتخابات الشهر المقبل في قائمة واحدة مع حزب نتنياهو – إن" علينا أولا أن نحاول إنهاء الصراع مع الجامعة العربية" لأنه "يجب علينا أن ندرك بان مشكلتنا ليست مع الفلسطينيين، لكنها مع العالم العربي بكامله" ولأنه "لا يمكن تحقيق أي اتفاق للسلام مع الفلسطينيين وحدهم".



    نتنياهو في عمان والحرب مستعجلة ...
    ناهض حتر عن سما الإخبارية
    طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، زيارة عمان للقاء عاجل مع الملك عبد الله الثاني. كان من المتفق عليه أن تكون الزيارة سرية، لكن مكتب نتنياهو سرّب حصولها، وروّج لعدّة روايات عن موضوعات المباحثات الثنائية، منها مناقشة لم تحدث أصلاً، حسب مصادر أردنية مطلعة، حول العلاقة الكونفدرالية بين الأردن والكيان الفلسطيني في إطار تسوية مرجحة.
    ومن الواضح أن نتنياهو أراد الإفادة من الزيارة في حملته الانتخابية، معطياً الإشارة إلى أنه غير معزول في المنطقة، وأنه مهتم بالبحث عن آفاق ممكنة للسلام. وفي الواقع، جاء نتنياهو إلى عمّان للبحث في مشروع حرب.
    للمرة الثالثة، تعرض تل أبيب على عمّان الشراكة في ضربات خاطفة على مواقع الأسلحة الكيماوية والبيولوجية السورية. وللمرة الثالثة، يرفض الأردنيون، الذين يُقال إنهم يملكون أوفى المعلومات الاستخبارية عن تلك المواقع، العرض، مؤكدين أن أسلحة سوريا الاستراتيجية لا تزال في مأمن.
    في هذا الشأن، استخدم الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية، سميح المعايطة، السبت الماضي، من دون الإشارة إلى «الزيارة السرية»، لهجة قاطعة في تصريحات تؤكد رفض الأردن المبدئي لأي تدخل عسكري في سورية. ولا تجد عمان أن هناك ما يدعو إلى الهلع إزاء الكيماوي والبيولوجي السوري، وخصوصاً أن التنسيق بينها وبين الروس، في هذا الشأن، «مطمئن».
    لكن، لنتنياهو، بالطبع، حسابات أخرى. هل تكون الزيارة، برمتها، مجرد نشاط انتخابي؟ أم أنّ، لدى الإسرائيليين، خططاً فعلية لتوجيه ضربات جوية ضد أهداف سوريّة؟ وما هو نطاق هذه الأهداف؟ هل يهجسون، فعلاً، بخطر وقوع السلاح الكيماوي والبيولوجي في أيدي منظمات إرهابية؟ أم أنها فرصة للتخلص من ذلك السلاح في ظل الغبار الكثيف للدعاية الغربية ضده؟
    لا يوجد سياق سياسي لقيام أي من القوى المشاركة في «الثورة» السورية المسلحة باستخدام أي سلاح ضد إسرائيل التي تمثل، بالنسبة إليها، حليفاً موضوعياً ضد نظام الرئيس بشار الأسد. بل قد يكون الكيماوي والبيولوجي، ذريعة لقيام الإسرائيليين، بواجبهم نحو «الثوار» الذين طالما طالبوا حلفاءهم الغربيين، بقصف مفاصل الجيش السوري، الأمر الذي يسمح بتكرار النموذج الليبي. هل قررت حكومة نتنياهو، التطوّع لتلبية الطلب؟
    ليس هناك محلل جاد لا يدرك أن سقوط النظام السوري على أيدي «الثوار» المرتبطين بالاستخبارات الغربية والتركية والقطرية والسعودية، يمنح إسرائيل فرصة استراتيجية للخلاص من آخر نظام عربي معاد، وقطع الذراع الإيرانية، ومحاصرة حزب الله وتدميره. وقد انتظرت إسرائيل، لمدة عشرين شهراً، أن يحدث التغيير الاستراتيجي المرغوب في سوريا، وتقطف ثماره، من دون ثمن. لكن الاتجاهات الحالية للأزمة السورية وضعت الإسرائيليين أمام خيارات ضاغطة منها (1) تسوية لا تمس السياسة الدفاعية السورية، يخرج منها الجيش الوطني أقوى وأكثر تأهيلاً على خوض الحرب غير التقليدية. وهو ما يعني، زائداً القدرات الصاروخية السورية، نموذجاً مكبراً عشرات المرات عن حزب الله، (2) أو استمرار المواجهات التي ستتوسع، في عام 2013، على المستوى الإقليمي، بما ينذر بمخاطر غير متوقعة، (3) أو اتجاه الغرب إلى الحسم من دون إسرائيل، وبواسطة منافسها التركي الذي يحظى اليوم ـ بسبب دوره في سوريا ـ بمكانة الولد المدلل.
    لإسرائيل اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، مصلحة أكيدة في حرب جوية خاطفة على سوريا، تساعد في انهيار نظام الأسد، وتمنح الإسرائيليين، موقع الشريك في الغنيمة. نتنياهو، كما بدا في زيارته لعمان، يستعجل الحرب، وربما كان قد تخطى الحسابات العديدة المعقدة التي كبحت، حتى الآن، جماح التدخلات العسكرية المباشرة، للذهاب نحو مغامرة.
    مغامرة لحسابات استراتيجية أم تهويل لحسابات انتخابية داخلية؟ هذا السؤال لا يمكن المرور عليه كسؤال نظري، ما دام يحمل واحداً بالمئة من احتمالات الحرب؛ هل بإمكان الجيش السوري خوضها الآن في ظروف المواجهات الشرسة المنتشرة في معظم الأراضي السورية؟
    قوى «الثورة» السورية المسلحة والإرهابية، لن تكون محرجة، قيد أنملة، حين تساعدها إسرائيل على الخلاص من الأسد. للطرفين المصلحة نفسها، وبين الطرفين تفاهمات مباشرة، أو عبر قطر، على تسوية شاملة بين سوريا ما بعد الأسد والإسرائيليين، بالشروط التي طالما انتظر الأخيرون من دمشق الخضوع لها: الحدود الانتدابية (المقلّصة) في الجولان بدلاً من حدود الـ67 التي يمثل الإصرار عليها إرثَ حافظ الأسد، وخفض عديد الجيش السوري وقدراته، وقطع العلاقات مع إيران وحزب الله، والاندماج في مشهد السلام العربي ــ الإسرائيلي، بما يسمح، أخيراً، بتصفية القضية الفلسطينية في حل كونفدرالي يؤبد احتلال فلسطين ويهدم الكيان الأردني.
    سواء أكانت مغامرة أم تهويلاً، فإننا بانتظار ردّ بليغ من حزب الله: لن تكون سوريا وحدها في حرب مع إسرائيل.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 283
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:46 PM
  2. اقلام واراء محلي 273
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:35 PM
  3. اقلام واراء محلي 272
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:34 PM
  4. اقلام واراء محلي 271
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:33 PM
  5. اقلام واراء محلي 270
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:31 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •