النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 381

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 381

    اقلام واراء اسرائيلي 381
    2/7/2013

    في هــــــذا الملف

    ميدان التحرير هو مجلس الشعب الحقيقي
    بقلم: بوعز بسموت ،عن اسرائيل اليوم

    هل كنت ستُفرج عن مانديلا؟
    بقلم: اسحق ليئور ،عن هآرتس

    مرسي رئيس ضعيف ومُجرح
    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    خوف قاتل من حرب اهلية في مصر
    بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    ينبغي الامتناع عن التدخل بحروب آخرين
    بقلم: عاموس هرئيل ،عن هآرتس

    حماية دبلوماسية لاسرائيل
    بقلم: أمنون لورد،عن معاريف






    ميدان التحرير هو مجلس الشعب الحقيقي

    بقلم: بوعز بسموت ،عن اسرائيل اليوم
    حتى بعد انقضاء المسار الديمقراطي القصير جدا بعد عهد مبارك، بقي ميدان التحرير هو البرلمان الحقيقي لمصر، فهو المكان الذي يجري فيه في الحاضر التصويت على عدم الثقة بالرئيس، وبعد مبارك حانت أمس نوبة مرسي ليشعر بغضب الجموع التي رفعت له بطاقة حمراء مكتوبا فيها طلب ‘إرحل’.
    دعت المعارضة المتظاهرين أمس الى عدم المغادرة الى أن يخلي محمد مرسي القصر الرئاسي، وقد أصبحت تشم رائحة ثورة، بل بدأت تطلق تصريحات في صورة ‘اعلان الثورة رقم 1′، ولم يُظهر مرسي في ظاهر الامر استعدادا للتخلي ايضا.
    بدت الصور كالصور في 2011 بالضبط مع فرق واحد فقط هو ان المظاهرة المليونية أمس عرضت حلفا جديدا كان خياليا فقط قبل سنة، فالشباب الليبراليون الذين رأوا في كانون الثاني/يناير 2011 كيف انضم الاخوان المسلمون الى الاحتجاج انضموا هذه المرة الى ‘الفلول’، كما تُسمى بقايا نظام مبارك وأنصاره من اجل اسقاط مرسي، من كان يصدق ان ينجح الرجعيون في شق طريقهم الى الساحة بهذه السرعة والى مكان الجريمة بالنسبة اليهم، أعني ميدان التحرير،
    وليس هذا هو الشيء المدهش الوحيد الذي رأيناه أمس، فان امريكا ايضا لم تخرج بصورة طيبة أمس في الاحتجاج، فقد نجح تأييد واشنطن لنتائج الانتخابات أي لمرسي في اثارة غضب الجموع ‘الولايات المتحدة تؤيد الارهاب’، هذا ما كُتب في لافتات كثيرة رفعتها الجموع، ولم يوجد أمس مشترون كثيرون لخطبة اوباما في القاهرة.
    تبحث مصر عن طريق أو مخرج على الأقل، لكن ليس لها مرشد، قلنا من قبل ان المعارضة الليبرالية لم تنجح في انشاء زعيم حقيقي للاحتجاج، واخطأ الاخوان المسلمون ايضا لأنهم لم يستطيعوا ان يُولوا الحكم رجلا قويا، لأن مرسي ليس واحدا يثير حماسة الجمهور.
    من الصحيح حتى وقت كتابة هذه السطور ان اربعة قتلوا في المواجهات وأصيب عشرات آخرون بجروح، وليس هذا هو مستوى العنف الذي يخشاه الجميع لكنه علامة تحذير، إن شرارة واحدة يمكن ان تحرق دولة كاملة، ليست مصر في الحقيقة ليبيا، والشعب المصري مرتبط بالعلم والوطن، لكن الاستقطاب اليوم في الشارع عميق جدا بحيث يمكن ان يتحقق أقسى تنبؤ، ويجب على الجيش ان يمنع هذا بالضبط وهو الذي لا يستطيع ان يجلس وقتا طويلا على الجدار، حلقت مروحيات أباتشي لسلاح الجو المصري أمس فوق ميدان التحرير من اجل الردع، وحلقت في الاحتجاج على مبارك نفس المروحيات بالضبط ولم يساعد ذلك آنذاك ولن يساعد اليوم ايضا.
    عدد الجيش المصري نصف مليون انسان، أما الجمهور المصري فأخرج الى الشارع أمس أكثر من ثلاثة ملايين، ولا شك في ان الجيش سيُبين لمرسي أنه سيحتاج من اجل الحفاظ عليه الى التنازل ولن يضمن له هذا ايضا البقاء في الحكم، كان مرسي يأمل ان تُمكنه الانتخابات من ان يصمد اربع سنوات بصورة دستورية، ويتبين له مبلغ قلة أهمية تأييد بيروت والدعم الامريكي في الواقع المصري الحالي، وهذه مادة للتفكير، نشرت الصحيفة المصرية الحكومية ‘الجمهورية’ صباح أمس العنوان التالي: ‘أطول يوم’، بحسب كتاب كورنيليوس ريان الذي اختار هذا الاسم مقتبسا من إيروين رومل الذي قال إن ‘الـ 24 ساعة الاولى ستكون الأهم’، وأُعد فيلم مؤسس على الكتاب ايضا، وهو فيلم حرب،،، ولا يبدو بحسب الوضع ان جون فاين كان سيقبل أن يجسد شخصية مرسي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ











    هل كنت ستُفرج عن مانديلا؟

    بقلم: اسحق ليئور ،عن هآرتس

    مكث نيلسون مانديلا في السجن 27 سنة لعضويته في منظمة ارهابية زرعت الدمار والقتل في نضالها لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا، وفي مقابل ذلك كان مانديلا ايضا من زعماء المؤتمر الافريقي. وانتهت فترة سجنه فجأة كما تذكرون حينما توسل اليه قادة الفصل العنصري في 1990 أن يخرج من السجن.
    لو كان الامر أمر وسائل اعلامنا لدعت مانديلا ‘مخربا’، وكانت تصنفه ضمن فئة ‘السجناء الأمنيين’، أي السجناء السياسيين الذين اعتقلوا بقوانين فظيعة وحوكموا على مخالفات جنائية في محاكم عسكرية، العلاقة بينها وبين جهاز القانون كالعلاقة تقريبا بين فرقة موسيقى اطفائية برديس حنا وموسيقى بتهوفن. إن أحكام الأدلة في هذه المحاكم بائسة، وقد سجنت اسرائيل بهذه الطريقة عشرات الآلاف في مدة 47 سنة، ويمكث اليوم في السجن نحو من 5 آلاف سجين سياسي فلسطيني القليل منهم ملطخو الأيدي بالدماء في الحقيقة.
    ينبع عدم الاكتراث الاسرائيلي بالسجناء، بالطبع، من كون وسائل الاعلام جزءا من جهاز السجن – بخلاف تام لشكاوى اليمين من التقرير الاخباري الضاج عن ‘الكشف عن شبكة ارهاب’ في كل مرة يُعتقل فيها خمسة من رماة الحجارة، مرورا بتجاهل صور التحقيق مع أول سجين في ‘الشبكة’ وتجاهل المحاكمة، وينتهي الأمر الى نسيان السنوات الطويلة وراء الأسوار وسن السجناء، والنقض الصريح لوثيقة جنيف في كل ما يتعلق بأسرى الاحتلال. وفي هذه الحال يتم الحديث عن سجنهم داخل اسرائيل وتقييد دخول عائلاتهم الى البلاد لزيارتهم ومظالم اخرى هنا وهناك، تشارك وسائل الاعلام فيها بصورة كاملة متحمسة، ويشمل ذلك تقارير صحافية مخزية عن ‘الحياة الطيبة في السجون’. فقد كانت هناك تقارير كهذه في جنوب افريقيا ايضا.
    من يبحث في لغة الصحافيين وقت الجدل في الافراج عن جلعاد شليط، يرى ان أكبر المؤيدين للافراج عن السجناء عانوا من اسم الأمة الساجنة التي تُجهد نفسها بحشد السجناء في السجن، وتضطر بعد ذلك الى فقدانهم بسبب ‘عنف العدو’. ولا ينتهي النفاق عند خطاب السجناء بالطبع فهو جزء حاسم من خطاب الاحتلال، الذي أصبح طبيعيا منذ زمن. فقد نشأ جيل كامل من الصحافيين والمربين والقانونيين على المفهوم من تلقاء نفسه، وهو قولهم ‘نحن أحرار لأنهم مسجونون’. ومن نقطة الصفر هذه يبدأ الحوار في ‘الاخلاق’ ومن هنا تأتي ايضا عبارة ‘دم على الأيدي’. وستبرز في الاسابيع القريبة حينما تُثار مسألة السجناء في المباحثات مع جون كيري.
    جاء كيري الى المنطقة، كما جاء الى هنا في العقود الاخيرة من لا يحصون من الأرباب من الغرب. ولم يتوقف في هذه الاثناء الاستيطان وسلب الاراضي، ولم يُفرج عن سجناء منذ سنين كثيرة بخلاف الوعود إلا مقابل جلعاد شليط. وينبغي ان نتذكر ان طيارا واحدا مُرجل الرأس وحليق الذقن مع نظارتي ريبان يقصف بيتا مع سكانه في صيدا، أو في غزة له من الدم على يديه أكثر مما للأسير السياسي العادي. إن قوة السجانين ليست في أنهم يسجنون ويحاكِمون فقط، بل في أنهم يحددون المعايير الاخلاقية للأفعال.
    صحيح ان اسرائيل تصارع الارهاب ايضا، وكانت بضع مراحل من هذا الارهاب شديدة القسوة والصلف والحماقة، لكنه في كل ‘عملية’ من حرب لبنان الاولى الى ‘عمود السحاب’ قُتل عدد أكبر من الناس.
    مهما يكن الامر فان الارهاب وُلد من الاحتلال. ويفترض ان تجمع السجون ‘مُضرين’ وتحفظهم منفصلين كما يفترض ان يحافظ السور والجدران والحواجز على الفلسطينيين على حدة. إن حريتنا في هذا التطبيع هي اضطهادهم، ولن يثبت اضطهادهم وقتا طويلا. فكم من أفلام المقابلات مع رؤساء ‘الشاباك’ ستُرسل الى الاوسكار حتى ينجح الاسرائيليون في استماع الصرخات وراء الأسوار؟
    في كل مرة يحتفل فيها الغضب على الافراج عن الأسرى ينبغي ان نسأل ‘هل كنتم ستفرجون عن مانديلا؟’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    مرسي رئيس ضعيف ومُجرح

    بقلم:سمدار بيري،عن يديعوت

    يُقدر الخبراء عندنا الذين يتابعون الوضع القابل للتفجر في مصر، أن محمد مرسي سينجح في اجتياز موجة الاحتجاج والبقاء في الحكم، لكنه سيكون رئيسا ضعيفا ومُجرحا تطارده الشوارع المشتعلة عليه. يجب ان نتناول هذه التقديرات في حذر فهي صالحة لهذه المرحلة التي ما تزال فيها المظاهرات عاصفة لكنها تحت السيطرة.
    قبل ان يخرج الرئيس المصري أمس من المقر المحروس للشرطة السرية في طريقه الى القصر الرئاسي القبة (الذي غادره أمس ايضا) وعد صحيفة ‘الغارديان’ البريطانية بقوله سأبقى في الحكم وأنوي أن أُتم السنوات الثلاث القادمة من ولايتي. وبيّن مرسي لخصومه الذين دعوا الجنرالات الى ان يأخذوا مقاليد الحكم منه ان الجيش لن يتدخل هذه المرة في شؤون مصر السياسية.
    ينبغي ان نفترض ان التقارير الاخبارية عن عشرات الدبلوماسيين الامريكيين الذين سارعوا الى ركوب كل طائرة خرجت من القاهرة، ولا يهم الى أين من اجل الهرب فقط، أثبتوا لمرسي مبلغ خطر الوضع، بل إن قطر التي تبرعت بمليارات الدولارات لانقاذ الاقتصاد المصري أرسلت طائرة هرب لممثليها في القاهرة.
    كان مرسي يستطيع ان يرى في التلفاز ملايين المواطنين الذين لم يخافوا ان يهتفوا قائلين له ‘إرحل’، وعائلات تتظاهر عليه مع نعوش وبحر خيام في ميدان التحرير. وكان يستطيع ان يسمع التقارير عن البورصة المتهاوية وخصمه زعيم المعسكر العلماني حمدين صباحي الذي نزل الى الميدان ليُحذر قائلا: ‘إرحل فورا أو نضطرك الى الخروج’.
    ليس مرسي بشار الاسد. ففي مصر بخلاف سورية لا يمكن قصف المتظاهرين وذبحهم. ولكل جندي مصري أقرباء في الميادين. ولن يدخل الجيش الى الصورة إلا اذا تجاوز أحد المعسكرين الخطوط الحمراء. إن الجنرالات على الجدار الى الآن ورؤساء الاستخبارات والاجهزة الامنية يحافظون على خط مفتوح مع واشنطن.
    وافق مرسي على الاعتراف بالأخطاء التي قام بها كما قال، حينما تدخل بفظاظة في جهاز القضاء الذي نظم لنفسه صلاحيات أكبر منه بعشرة أضعاف، وحينما عزل موظفي حكومة من اجل مقربيه من حركة الاخوان المسلمين. وليس لهؤلاء المقربين قدرات ولا وسائل ايضا لتحسين حياة الجماهير.
    فقدت مصر مرسي مكانتها الرائدة في العالم العربي. وتهدد المصانع في القطاع العام بالانهيار بسبب ثقل الاضرابات. وفي كل يوم يدخل آلاف الشباب في قائمة العاطلين. وأصبح عشرات الملايين في خطر الجوع، ولم نتحدث بعد عن التوتر مع اثيوبيا حول السيطرة على منابع النيل الذي هو شريان حياة مصر، واختفى رجال الشرطة ولا أمن في الشوارع، والديمقراطية وحرية التعبير كلمتان نابيتان في معجم مرسي والاسلاميين.
    ليس عند مرسي حلول سحرية. ومن حسن حظه ايضا انه لا يوجد بديل عنه في المعسكر الخصم فقد مات عمر سليمان، ومبارك العجوز المريض في السجن. وعمرو موسى مغترب كثيرا ومحمد البرادعي معني بالتثوير فقط. وهرب البديل المحتمل احمد شفيق الى دبي، وما زال حمدين صباحي لم يحشد ما يكفي من القوة.
    ينتظرون في المعسكرين ان يروا من سيضعف أولا. وكما قال لي أمس أحد شباب حركة تمرد في طريقه الى ميدان التحرير: ‘اذا هاجمنا مرسي فسيخسر، واذا حذر ولم يهاجم فسيخسر ايضا’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ









    خوف قاتل من حرب اهلية في مصر

    بقلم: د. رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم
    إن الوجه البائس لمبارك السجين أخذ يخفت لكن الاتكاء على فترة الرئيس المخلوع أخذ يبرز ويطغى بين كثيرين، فبعد سنة من حكم مرسي أصبح عند المصريين حقا سبب للاشتياق اليه، منذ أن تم انتخاب رجل الاخوان المسلمين أول رئيس مدني لمصر ساء وضعها بصورة ملموسة، وهي الموجودة منذ ذلك الحين في عدم هدوء دائم في كل مجالات الحياة في السياحة والاقتصاد والبطالة والوقود والدستور والقضاء والأمن الداخلي وغير ذلك، وهي الآن في خوف قاتل من حرب أهلية.
    إن النشوة التي كانت من نصيب الاسلاميين الذين وصلوا الى الحكم تحت شعار ‘الاسلام هو الحل’ حلت محلها أخطاء كثيرة، وفشلت قيادة الحركة التي حاولت من وراء الكواليس ان توجه مرسي الى زيادة قوته والى تشريع اسلامي مؤسسي، كما فشل الشيوخ الذين أوصوا الجموع بالاكثار من الولادة وبعدم استعمال وسائل منع الحمل.
    ويضطر مرسي الآن الى مواجهة النتائج والى إطعام الجموع التي ولدت من هذه المواعظ في عُسر شديد، ويتبين ان تجار الاغذية والمحروقات يفضلون على نحو عجيب الدولار الامريكي لا الشعار الاسلامي، وعلى أثر الفشل حدث الاسوأ واضطر اسلاميو مرسي الى الافلاس وطلب مساعدة مالية من الغرب الصليبي الذي يكرهونه، والذي هو موضوع أحلام سيطرة المتطرفين الاسلاميين.
    إن الشعارات التي تُسمع اليوم ويُضاد بعضها بعضا في ميادين مصر العنيفة تجسد الفرق الكبير بين التخلف والتقدم في مصر، ففي حين يصرخ الاسلاميون الذين يحتشدون في ميدان مسجد رابعة العدوية بالمتظاهرات العلمانيات ‘صوت المرأة عورة’ يصرخ المحتشدون العلمانيون في ميدان التحرير قائلين ‘المرأة هي الثورة’.
    في ظل حراسة مشددة للقصر الرئاسي والمؤسسات والبنوك، سيعرض ‘المتمردون’ العلمانيون، المطالبة باستقالة مرسي وعشرات آلاف التوقيعات التي تمثل الأكثرية كما يقولون، وفي مقابل ذلك يزعم أنصار الرئيس أنهم يمثلون أكثرية تمنح مرسي شرعية بحسب كل معيار: في الانتخابات في صناديق الاقتراع وبعدد التوقيعات التي تُجمع اليوم، بل في الوجود في الميادين.
    الجيش منتشر على الارض ويُغلب الى الآن خط توازن في التوتر بين المحتشدين من المجموعتين العنيفتين اللتين جبت المواجهة بينهما قتلى ولا تُكف إلا بشدة، وتشير لافتات رُفعت على وسائل القتال في الميادين الى أن ‘الجيش والشعب شيء واحد’، وتصريح السيسي بأن الجيش سيضمن تحقيق ارادة الشعب يُسمع مثل قول العرّاف في دلفي: هل يقصد ارادة الشعب الذي انتخب مرسي في الانتخابات الاخيرة أم ارادة الشعب الذي يطالب بتنحيته الآن؟.
    انتُخب مرسي وأنصاره للحكم كي يبقوا، وبازاء ذلك ينبغي ان نتوقع ان تبلغ المظاهرات الضخمة التي يوجهها قادة علمانيون مثل البرادعي، رغم اعلانات ضبط النفس الى مواجهة حتمية مع أنصار الرئيس، وفي هذه الحال يمكن ان نُقدر ان يضطر النظام الى فرض حالة الطوارئ ومنع التجول والتفريق العنيف للمتظاهرين وتقصر الطريق من هنا الى عودة حكم عسكري لمصر.
    بسبب المواجهة المتصاعدة بين شيعة ايران والدول العربية السنية في الدائرة الخارجية كدنا ننسى أن الشرق الاوسط يخضع في الدائرة الاقليمية لواحد من أقسى صراعاته، في اطار جهود حركة الاخوان المسلمين وجهاتها الارهابية للسيطرة على الدول العربية تحت مظلة الشتاء العربي، إن رمز العمل للاخوان كما عبرت عنه كتب مفكريهم يوجب السيطرة أولا على الدول الاسلامية لحشد القوة للسيطرة على العالم في نهاية الامر.
    سيؤثر الصراع بين العلمانيين والمتطرفين في مصر في مصير حلم الاخوان الاستعماري، وهذا جزء من خط المواجهة الداخلية بين المتطرفين والعلمانيين في المنطقة كلها، ويؤلف هذا الخط بين ميدان التحرير وميدان مسجد رابعة العدوية في مصر وساحة تقسيم في تركيا ونضال الاسلاميين للنظام في سورية، والتوتر بين الملك وحركة الاخوان المسلمين في الاردن وغير ذلك، وبحسب تراث النهج الاسلامي كلما زاد الصراع قوة اتهم المتطرفون الاسلاميون اليهود بشيء ما لتوجيه الغضب عليهم، ‘المسجد الأقصى في خطر’، تبرز الآن باعتبارها مركز تحريض وتحريش للاخوان علينا فيحسن ان نحذر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ






    ينبغي الامتناع عن التدخل بحروب آخرين

    بقلم: عاموس هرئيل ،عن هآرتس
    الثورة تأكل أبناءها، تبدل في سنتين ونصف السنة من الربيع العربي الطموح الأساسي الذي كان يقف وراء اسقاط نظم الحكم ومحاولات الثورة في الدول العربية وهو الرغبة في تحسين مكانة المواطن العربي وحرياته، فأصبح حروبا أهلية وطائفية ودينية من ليبيا الى العراق، وتُقدم أحداث الايام الاخيرة ـ ومصر في المقدمة لكنها ليست وحدها على كل حال ـ تذكيرا بائسا بذلك، على خلفية سفك الدماء في سورية، والخوف من تجدد المواجهات العنيفة في شوارع القاهرة. يوجد الآن محللون عرب ينتقدون بشدة زائدة ما يصفونه بأنه غريزة الانتحار التي أصابت الشعوب العربية، إن احتجاج الملايين في مصر بعد سنة من انتخاب محمد مرسي للرئاسة هو المثال الأبرز على تحطم أحلام تحسين حياة المواطنين بعد اسقاط المستبدين القدماء، والوضع في سورية أشد سوءا، ففي الاسبوع الماضي وعلى حسبما تقول منظمة حقوق انسان سورية مقرها في لندن، تجاوز عدد القتلى 100 ألف، وتستعد قوات الاسد الآن لهجوم جديد على حمص التي يسيطر المتمردون على أكثرها، ويُليّن الجيش السوري المقاومة بقصف ثقيل فتاك لأحياء مدنية،وينزلق لبنان الى حرب خاصة به بمقدار محدود الى الآن، وفي كل اسبوع في الاسابيع الاخيرة يُحصى خمسة قتلى على الأقل وعشرات الجرحى في معارك بين الطوائف في أنحاء الدولة، وفي الاسبوع الماضي بلغ التوتر أقصاه بسبب المواجهة بين متطرفين سنيين وقوات الامن اللبنانية في صيدا، واختفى الشيخ احمد الأسير، وهو أشد منتقدي الامين العام لحزب الله حسن نصر الله، قوة، قد يكون جُرح وقد يكون انتقل الى العمل السري، لكن انتقاد سلوك حزب الله الذي يرسل علنا كتائب للحرب في سورية، وتجاهل السلطات في بيروت لذلك، يزداد فقط، ويعبر معارضو حزب الله عن الغضب عليه بجرأة قوية، وهم الذين يطلقون قذائف صاروخية على القرى الشيعية في البقاع اللبناني وأطلقوها مرة واحدة ايضا على الضاحية الشيعية في بيروت.
    وفي الآونة الاخيرة نشب توتر ايضا بين حزب الله ورجال حماس في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، بسبب تأييد حماس المتأخر للاخوة السنيين في الحرب السورية، ولا يكادون في الاعلام الدولي يتحدثون عن العراق، حيث يسقط عشرات الضحايا كل اسبوع في حرب السنيين والاكراد لرئيس الوزراء الشيعي، وما زال الاردن يرتجف من تأثيرات الحرب في سورية وتُغرقه أمواج لاجئين يهربون من المعارك في سورية والعراق.
    أين يضع كل ذلك اسرائيل؟ نشأ موجهو الدولة وقيادة الجيش الاسرائيلي العليا، وهاتان مجموعتان متطابقتان بمعانٍ كثيرة، على دروس صدمة شعورية تاريخية وروح عمل عام، والصدمة الشعورية هي بالطبع حرب يوم الغفران، التي بدأ الجيش في الاسبوع الماضي يحتفي بمرور اربعين سنة على أحداثها ـ وهي المفاجأة التي فاجأت بها الجيوش العربية الجيش الاسرائيلي وسلبته الاستعداد الدائم المشتق من ذلك، وتفضل الروح العامة أبدا العمل على عدم العمل، فالجيش يُربي ضباطه على علاج تهديد متطور، وعلى سبق الداء بالدواء احيانا، كيف كان يقول شعار اتحاد أرباب الصناعة قبل عشرين سنة وأكثر ‘ماذا نفعل؟ نفعل!’.
    بيد ان الصدمة الشعورية التاريخية أصبحت صلتها بالواقع الآن أقل، ويبدو أنه يجدر ايضا بحسب ذلك تجميد رد الفعل المشروط على العمل، إن الاختلافات الدامية في العالم العربي ليست جيدة لاسرائيل بالضرورة فقد تكون لها ايضا آثار سلبية، مثل ازدياد تهديد منظمات سنية متطرفة تستمد الالهام من القاعدة في سيناء وفي جنوب هضبة الجولان، لكن النتيجة المباشرة لاشتغال العرب بأنفسهم هي انخفاض التهديد العسكري التقليدي لاسرائيل. علمتنا جولة في الحدود السورية في الاسبوع الماضي أن الوجود العسكري للاسد كاد يتبخر بالقرب منها، فالدبابات في أكثرها مشغولة بذبح المدنيين في حمص ودمشق، أما الجيش المصري فشديد الاشتغال بتأثيرات الصراع الداخلي على الحكم (وهو يزداد تعلقا بمساعدة امريكية) حتى إنه ليصعب أن نراه يبحث عن مواجهة عسكرية مباشرة مع اسرائيل في الفترة القريبة على الأقل.
    إن نافذة الوقت التاريخية التي نشأت هي التي مكّنت من الاقتطاع المؤقت والمحدود الذي استقر عليه رأي الحكومة من الميزانية الامنية، وهو يوجب على اسرائيل في الوقت القريب، ولا سيما في الجبهة السورية ان تستعمل الحذر الزائد، فليست هذه حربنا وكلما كان تدخلنا فيها أقل كان أفضل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    حماية دبلوماسية لاسرائيل

    بقلم: أمنون لورد،عن معاريف

    ما يتضح بعد جولة المحادثات الحالية التي يقوم بها جون كيري في اسرائيل وفي السلطة الفلسطينية هو أنه يوجد تنسيق بين اسرائيل والولايات المتحدة. لا يوجد هدف قابل للتحقق في المسيرة السياسية. الهدف هو التنسيق، حين يبدو الفلسطينيون كمن يفقدون الارتفاع. يمكن أن نشبه المسيرة الحالية لما كان في عهد جورج ميتشل. في حينه لم يكن تنسيق والامريكيون خدموا عمليا الطرف الفلسطيني كي يدخلوا بنيامين نتنياهو، الرجل الشرير المعروف، معارض السلام، الى الزاوية.
    الصور هي على ما يبدو الرسالة والمضمون: فهي تبث خطابا أمريكيا – اسرائيليا وقربا لدرجة الحميمية بين كيري ونتنياهو، وبالتأكيد بين كيري والرئيس بيرس. اما الصور مع ابو مازن فتبث بعدا. ابو مازن على ما يبدو انتقل من ناحية الامريكيين الى مكانة مصدر الازعاج الذي ينبغي معالجته وصيانته. هذه ليست مسيرة تتطلع الى انجازات تاريخية، يمكن لنا أن ننسى هذا، هذه مسيرة يخيل للادارة الامريكية أنها تشكل شكل التعاطي مع الشرق الاوسط.
    تنقل محادثات كيري رسالة بانه لا يزال للامريكيين موطئ قدم قوي في المنطقة. أما التركيز على هذه التفاصيل او تلك من المضمون فيبدو عديم المعنى. لنفترض أنه تجري المساومة على نوع السجناء الذين سيتحررون في اطار بادرة ما، وعلى عدد السجناء. فادارة مفاوضات على هذا المستوى الاعلى تكاد تكون أمرا سخيفا. وفقط من أجل الوصول الى فرصة لالتقاط صورة في النهاية.
    لقد تحدث كيري قبل بضعة اسابيع عن قرارات صعبة يتعين على الطرفين اتخاذها في غضون بضعة ايام، والان نحن ننتقل الى ايلول/سبتمبر، وتنقل المحادثات رسالة بانه رغم أنه لن يكون هناك قرار من القاضي الامريكي من المذنب في فشل المحادثات، فان عبء ذنب التسويف هو بلا شك على أبو مازن. فهم يخرجون مسبقا الهواء من البالون الفلسطيني قبيل الاحتفال الفلسطيني السنوي في الامم المتحدة. مبادرة الاتحاد الاوروبي الذي اعتزم وضعها على الطاولة في اطار مبادئ للتسوية، جمدت في اعقاب النشاط السياسي لكيري.
    الاتحاد الاوروبي منقسم في هذا الموضوع. هكذا بحيث أنه اذا لم يكن اي تقدم حقيقي نحو التسوية، فان هدفا واحدا فقط تحقق: الامريكيون يمنحون نوعا من الحماية الدبلوماسية لاسرائيل.
    المسيرة التي يقودها كيري تصد تدهورا في مجال نزع الشرعية، والثمن الذي ستكون اسرائيل مطالبة بدفعه سيكون كما هو معروف طفيفا. ولا يزال يبقى اللغز لماذا يبذل وزير الخارجية الامريكي كيري هذا القدر الكبير من الجهد في ساحة ليس فيها عمليا فرصة للتسوية.
    ‘التقدم’ ـ نعم، وليس التسوية. يحتمل أن يكون النشاط على المستوى الاسرائيلي ـ الفلسطيني هو مثل القرار الذي يسمح بالزواج المثلي. هذا جزء من الصيانة الجارية لجدول الاعمال الليبرالي الخاص بالرئيس اوباما، بدون أن يكون ملزما أكثر مما ينبغي.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 332
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-07, 11:26 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 288
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:45 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 287
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:45 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 286
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:44 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 285
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:44 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •