النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 286

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 286

    أقــلام وآراء إسرائيلي (286) الجمعة- 8/03/2013 م


    في هــــــذا الملف

    الثورة السورية باتت هنا
    بقلم: إيال زيسر ،عن اسرائيل اليوم

    سياسة الفصل: اسرائيل دولة ابرتهايد
    بقلم: ياعيل باز ميلميد،عن معاريف

    نتنياهو: نهاية الطريق
    بقلم: عنار شليف ،عن هأرتس

    مرشد للسياسة الجديدة
    بقلم: اسحق بن اسرائيل ،عن يديعوت

    سياسة جزيئية
    بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس

    عمل ضائع
    بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس









    الثورة السورية باتت هنا
    بقلم: إيال زيسر ،عن اسرائيل اليوم


    على مدى أشهر عديدة كانت الثورة السورية بالنسبة للعديد من الاسرائيليين حدثا اعلاميا في أساسه، يجري خلف جبال الظلام، في سورية البعيدة، ويتعرفون عليه أساسا من التقارير في النشرات الاخبارية في الراديو والتلفزيون. ولكن منذ بضعة اسابيع والثورة باتت هنا، على الجدار، وفي حالات معينة باتت تجتازه الى داخل هضبة الجولان.
    في البداية كان هذا تبادلا لاطلاق النار بين الثوار وبين الجيش السوري على مقربة من الحدود، ولكن بعد ذلك تسللت بعض الرصاصات أو القذائف الى الاراضي الاسرائيلية، ولاحقا وجد بعض الثوار مأوى في الاراضي الاسرائيلية أو اجتازوا الجدار اليها كي يتلقوا فيها علاجا طبيا.
    اختطاف 20 جنديا من الامم المتحدة مسؤولين عن حماية الهدوء على طول الحدود السورية ـ الاسرائيلية هو بالتالي حلقة اخرى في السلسلة.
    ومع ذلك، فانه بمثابة صعود درجة بل وتفاقم وتصعيد في الوضع الاشكالي على أي حال الذي يتشكل على طول حدودنا في هضبة الجولان.
    لقد فقد النظام السوري السيطرة على أجزاء واسعة من الدولة، وهذا الميل آخذ فقط في الاحتدام. ففي الاسبوع الماضي سقطت في أيدي الثوار محافظة الرقة في شرقي الدولة، المحافظة الاولى التي تنتقل بكاملها الى سيطرة الثوار. المناطق الحدودية مع العراق ومع تركيا فقدها النظام منذ زمن بعيد والمعركة الآن هي على السيطرة على طول الحدود السورية مع لبنان، مع الاردن، وبالطبع ايضا الحدود في هضبة الجولان. وبالتالي فان النظام ينطوي في داخل نفسه ويُركز جهوده على الدفاع عن القلب العاصمة دمشق، الطريق المؤدي منها الى الشاطيء السوري، حيث يعيش معظم أبناء الطائفة العلوية، واضافة الى ذلك يوجه جهدا ثانويا للاحتفاظ بحلب، المدينة الثانية في أهميتها في الدولة.
    لقد كان النظام السوري معروفا بعدائه لاسرائيل ومع ذلك فقد كان عنوانا واضحا وناجعا بالنسبة لنا، وحرص حرصا زائدا على الحفاظ على الهدوء على طول الحدود في هضبة الجولان. ويحل محله فراغ بل وفوضى كما يمكن ان نرى من الافلام القصيرة التي نشرها خاطفو جنود الامم المتحدة في هضبة الجولان الاربعاء.
    تبرز في اوساط الثوار جبهة النُصرة المتماثلة مع القاعدة، النشطة في جنوب سورية وفي منطقة حلب. ولكن الى جانبها تعمل جملة واسعة من الجماعات المسلحة، بالغالب دون قيادة مركزية. يدور الحديث عن عصابات محلية من خارقي القانون، شباب متعطشين للثأر، يأخذون في أيديهم السيطرة في مناطق القرى والمحيط. على اسرائيل ان تعتاد بأن هؤلاء واولئك سيصبحون من الآن فصاعدا جيرانها الجدد. والانسحاب المتوقع، في أعقاب الاحداث الاخيرة، للقوة الدولية من هضبة الجولان سيزيل الحاجز الذي كان لا يزال يفصل بيننا وبين الثورة السورية.
    لقد كفت الثورة في سورية، اذا، عن ان تكون موضوعا نظريا للمحللين وللخبراء الذين انشغلوا أساسا في تنبؤات نهاية بشار الاسد. لقد باتت الثورة السورية هنا والآن.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــ









    سياسة الفصل: اسرائيل دولة ابرتهايد

    بقلم: ياعيل باز ميلميد،عن معاريف

    اسرائيل 2013. شتاء ماطر على نحو خاص انتهى، كل شيء اخضر، ازدهار رائع يرسم الوانا شديدة من الاصفر والاحمر والبنفسجي، تل ابيب اختيرت بصفتها المدينة الثانية في العالم في الحداثة، قبل نيويورك. الحياة جميلة، بالاجمال. غير أنه على مسافة بضع عشرات الامتار من الحداثة ومن الحياة الجميلة، يحاول كل صباح الاف الفلسطينيين الصعود الى باص يأخذهم الى عملهم في تل أبيب. يحاولون، ويُدفعون بفظاظة الى الخارج.
    'إنزلوا من هذا الباص'، يصرخ سواقون مغلقو الحس، يشرحون بعد ذلك بأنهم لم يفعلوا سوى تنفيذ الأوامر. 'هذا باص لليهود فقط'، يبلغون الفلسطيني الذي يكاد يُسحق في طابور لا ينتهي من الفلسطينيين الآخرين، الى ان ينجح كيفما اتُفق في ان ينحشر في باص 'المستوطنين'. وعندما يهددونه بأنهم سيجلبون الشرطة، ينزل ويبدأ بالسير مسافة 2.5 كم الى الباص الذي يُسمح له بالصعود اليه.
    'أبرتهايد'، يسمى هذا الفصل بين الانسان والانسان. لماذا ينبغي للمستوطنين ان يسافروا بعدم ارتياح مع الفلسطينيين؟ لا، قرر وزير المواصلات اسرائيل كاتس. المستوطنون لا يحتاجون أبدا الى ان يحتملوا جيرانهم يستقلون ذات الباص. فهم عرب، واليهودي الطيب لا يسافر في ذات الباص مع العربي الشرير. يمكن لهذا ان يستمر هكذا لسنين، لو لم تكتشف وسائل الاعلام سياسة الابرتهايد هذه. اوهاد حامو، المراسل الممتاز لشؤون المناطق في القناة 2، جلب تقريرا لم يكن ممكنا مشاهدته لأنه كان قاسيا ومثيرا للحفيظة. برامج الراديو، وبالطبع صحيفة 'هآرتس'، بسطت أمامنا الصورة المفزعة التي كان يراها الموظفون قساة القلوب الذين انكبوا على تنفيذ تعليمات الفصل هذه. رأوا وصمتوا. فلماذا يحتاجون على الاطلاق الى مراعاة عصبة العرب الذين يحاولون بكل قوتهم ان يجلبوا بعض الرزق الى بيوتهم؟ فقد اعتاد الفلسطينيون شروط الحياة الفظيعة هذه. لا بأس. فليُحشروا في الطوابير، وليسيروا كيلومترات على الأقدام حتى باصهم.
    في أعقاب الكشف عن هذه الفضيحة في وسائل الاعلام أعلن الوزير كاتس أنه في أعقاب الانتقاد الجماهيري فانه يلغي التعليمات. ليس لأن الامر غير قانوني على نحو ظاهر، وذلك لأن محكمة العدل العليا سبق ان قررت قبل اربع سنوات بأنه لا يجب منع سفر الفلسطينيين في الطرق التي بُنيت للمستوطنين بمئات ملايين الشواقل كي لا يضطروا حتى الى رؤية فلسطيني في طريقهم من والى بيوتهم. وبالطبع، فان المبرر هو أمني: الحفاظ على حياة وأملاك المستوطنين. يحتمل ان يكون هناك بعض الحق في هذه الحجة غير ان حتى نسبة صغيرة من مليارات الشواقل التي ذهبت الى شق الطرق التي تلتف على كل شيء في الضفة لم تصل الى تحسين سفر الفلسطينيين. اسرائيل المحتلة لا تنفذ التعليمات الأولية للقانون الدولي الذي ينطبق على المحتلين، في الحرص أيضا على الحياة السليمة والمنتظمة للخاضعين للاحتلال.
    اسرائيل ليست فقط احتلالا غير متنور، كما نحب نحن ان نسمي أنفسنا بتحبب غير خفي. ففي حالات عديدة جدا يجعلنا تفضيل المستوطنين بكل المقاييس محتلا غير متنور على الاطلاق. والعالم لا يصمت. فهو لا يمكنه ان يصمت رغم انه بالنسبة لردود الفعل القاسية التي كانت تجاه جنوب افريقيا، عندما كان لا يزال يُنتهج فيها نظام الابرتهايد، يتعاطون معنا بقفازات من حرير. لقد كانت جنوب افريقية منبوذة بسبب النفور، ومقاطعتها كانت جارفة وعزلتها في العالم كانت واضحة. أما نحن فلا نزال لسنا هناك، لأن عندنا محظورا حسب القانون وجود نظام ابرتهايد. وهو موجود في حالات معينة ولكنه لن يجتاز في أي مرة اختبار محكمة العدل العليا. ورغم ذلك، فاننا نتقدم بخطى هائلة نحو ذات العزلة المطلقة.
    العالم يرى المشاهد، يسمع الأصوات، وبالنسبة له فان الفلسطيني هو ايضا انسان. أما من يصمت حقا فهم السياسيون، باستثناء احزاب اليسار مثل ميرتس. في نظر شيلي يحيموفيتش مثلا، لم تكن معاناة الفلسطينيين في أي مرة جزءا من مذهبها الاشتراكي ـ الديمقراطي. وتصمت ايضا تسيبي لفني، ويصمت يئير لبيد، ومن يتحدث بصوت عال وجلي، بالافعال طبعا، هم سياسيون من أمثال اسرائيل كاتس.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ




    نتنياهو: نهاية الطريق
    بقلم: عنار شليف ،عن هأرتس

    الزمن يركض. بقي اسبوع تقريبا. في لقاء بنيامين نتنياهو مع الرئيس، والذي حصل فيه على التمديد لاقامة حكومة برئاسته، بدا رئيس الوزراء كفاحيا أكثر من أي وقت مضى. فقد احتج على مقاطعة الاصوليين وأشار الى ذلك بصفته العائق الأساسي في وجه تشكيل الائتلاف. عندما يكون نتنياهو كفاحيا، فمعنى الامر انه على شفا الاستسلام. وبالفعل، بعد أقل من يوم استسلم نتنياهو للمقاطعة على الاحزاب الاصولية وأبلغ قادة شاس بأنه لن يكون بوسعه ضمهم الى الائتلاف.
    أحد ما كان ملزما بالتراجع. إما نفتالي بينيت، أو شيلي يحيموفيتش، أو نتنياهو. كان واضحا منذ زمن بعيد بأن بينيت لن يتراجع. فحلف الزوجية بين يئير لبيد وبينيت أقوى من أي وقت مضى، ونتنياهو هو اشبينه. كلاهما تضررا منه وقررا تلقينه درسا. كان واضحا ايضا منذ زمن بعيد بأن يحيموفيتش لن تتراجع. فهي لن تسمح لنفسها بتذبذب ثان في غضون وقت بهذا القصر. وأكثر من ذلك، فانها لم ترغب في ان تدخل التاريخ كحبل النجاة لنتنياهو الغارق. ولهذا فقد تراجع نتنياهو. وهو يتراجع أولا. اتهاماته الفظة في لقائه مع الرئيس كانت في واقع الامر اعتذارا عن مقاطعة الاصوليين من جانبه هو، من اجل بقائه السياسي.
    أخطاؤه، تذبذباته وتصرفاته بعد الانتخابات تفوق حتى ما كان قبلها. في زمن قصير نجح في ان يعانق لبيد وان يقاطع بينيت، يقاطع لبيد ويعرض على بينيت نصف مملكة، يراوح بسرعة بين اليمين المتطرف وتسيبي لفني، يعلن الجهاد الاصولي على لبيد وبينيت معا، وبعدها يستسلم لهما الاثنين.
    لو كان لنتنياهو ذرة احساس بالواقع، لاستخدم على الفور نجاح لبيد، ركب ظهره نحو جدول اعمال مدني حقيقي، جسد بذلك أمنية جموع الناخبين، ولعله حقا نجح في إحداث تغييرات حيوية وتاريخية كانت ستسجل في صالحه. وبدلا من ذلك يتخذ نتنياهو صورة رمز الأحابيل وردود الفعل وهو يُقاد حافيا مكشوف الرأس الى الائتلاف كسب عداءه بجدارة ولن تكون له سيطرة فيه.
    ينبغي القول بوضوح: لقد اكتفى الجمهور من نتنياهو. خصومه في اليسار وفي الوسط انتهوا منه منذ زمن بعيد. ولكن سلوكه بعد الانتخابات يدفع حتى شركاءه المحتملين، لبيد وبينيت، وحتى الكثيرين من حزبه هو، الى النفور منه.
    من ليس قادرا على ان يقرر ليس جديرا بأن يكون رئيس الوزراء. من هو منقطع عن الواقع ليس جديرا بأن يكون رئيس الوزراء. اسرائيل لا يمكنها ان تسمح لنفسها برئيس وزراء جبان. لقد تلقى نتنياهو ما يكفي من الفرص ودهور اسرائيل الى هوة داخلية وخارجية. لسنا ملزمين بأن نعطيه فرصة اخرى.
    لقد كان واضحا بأن نتنياهو سيتراجع كي يبقى، ولكن هل تراجعه جعله أهلا للوظيفة رقم 1 في الدولة؟ هل منحه الثقة اللازمة من الجمهور ومن الشركاء الائتلافيين؟. شمعون بيرس لن يذرف دمعة اذا فشل نتنياهو في تشكيل الحكومة في الاسبوع المتبقي له، والرئيس سيضطر الى تكليف مرشح آخر بالمهمة.
    لقد وصل نتنياهو الى نهاية طريقه. حتى لو أقام حكومة فانه لن يسيطر فيها. لبيد وبينيت سيقرران سياسته وسيُنحيانه في أول فرصة تناسبهما. فلماذا يحتاج الى طريق الآلام المهين هذا؟ متى سيفهم الرسالة وينزل عن المسرح بمبادرته؟ أن ينسحب في الذروة لم يعد أمرا بوسعه، وبالتالي فلينسحب وهو بالدرك على الأقل.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ










    مرشد للسياسة الجديدة

    بقلم: اسحق بن اسرائيل ،عن يديعوت

    أدخلت نتائج الانتخابات الاخيرة اسرائيل الى معمعان سياسي نهايته ليست واضحة بعد. ثمة من يدعي بأن هذه هي نتيجة الاحتجاج الاجتماعي الذي سار فيه نحو نصف مليون نسمة في شوارع مدننا، الامر الذي غير الخطاب الاجتماعي وأدى الى اعادة توزيع القوة في كنيست اسرائيل. وبالتالي، فان فهم الوضع السياسي يستوجب فهم الاحتجاج وجذوره.
    كان هناك من فسر الاحتجاج كدعوة للعدالة الاجتماعية: الاحسان للضعفاء في المجتمع. ومن هنا خرجت الدعوة ضد أرباب المال والرغبة في الأخذ منهم واعطائه للضعفاء. حزب واحد، العمل، حتى ترجم الاحتجاج الى خطة ميزانية ووضع زعيمة الاحتجاج في قائمته الى الكنيست. وانظروا العجب: الانتخابات لم تُحسن لهذا التفسير، والحزب بقي مع عدد من النواب يشبه عددهم في الانتخابات السابقة.
    آخرون فسروا الاحتجاج كدعوة للاحسان للطبقة الوسطى. هذا مفهوم متملص. اذا أنزلنا طبقة أرباب المال وأصحاب الملايين الذين عددهم بين السكان تافه ـ كل من يتبقى ينتمون إما الى الطبقات الضعيفة أو الطبقة الوسطى. واذا ما أُجري استفتاء شعبي في الموضوع، معقول الافتراض بأن نحو ثلاثة أرباع من مواطني الدولة سيُعرفون أنفسهم كمن ينتمون الى الطبقة الوسطى. كيف الاحسان لـ 75 في المائة من الجمهور؟.
    في نظرة الى الوراء، يبدو ان القاسم المشترك الأكبر بين كل المحتجين الذين ساروا في الشوارع قبل نحو سنتين هو خليط من أساسين. الأساس الاول واضح من تلقاء نفسه وهو يسمى في مطارحنا 'المساواة في العبء'. لا يدور الحديث عن دعوة للتخفيف من العبء، بل عن شيء أعمق: معظم الجمهور مستعد، عند الحاجة، حتى لزيادة 'العبء'، فقط اذا ما حمله الجميع بشكل متساوٍ. وهو يبحث عن العدالة الاجتماعية بمفهوم آخر: الاحساس بالمساواة، وليس فقط بالامتيازات التي تعطيها الدولة بل وايضا في الواجبات، ابتداءا من الخدمة العسكرية وانتهاءا بسوق العمل. الأساس الثاني أكثر تعقيدا بكثير. معظم المحتجين قبل سنتين لم يطب لهم الاصلاح الاجتماعي الذي يكون فيه أصعب على الاغنياء وأسهل على الفقراء ـ لقد أرادوا اصلاحا يكون لهم فيه، أي للطبقة الوسطى، أسهل العيش والثراء، وبالأساس عبر تخفيض اسعار السكن والمعيشة.
    هذا هو أحد اسباب الصعود الكاسح لحركة يوجد مستقبل. فهي لم تعد باصلاح اجتماعي، بل 'بالمساواة في العبء'. لم تعد بالمس بأرباب المال، بل بعدم المس بالطبقات الوسطى وعدم رفع الضرائب. كما ان هذا هو السبب الذي نشأ فيه نوع من الحلف بينه وبين البيت اليهودي: مصوتو هذا الحزب ايضا يريدون المساواة في العبء، وهم ايضا ينتمون الى الطبقة الوسطى.
    يوجد الكثيرون ممن يعجبون من الحلف بين من قوته في قطاع المستوطنين، ورأيه السياسي يوجد في اليمين المتطرف، وبين من قوته في القطاع البرجوازي العلماني، الذي يتميز بشكل عام بمواقف معتدلة في الجانب السياسي. ولكن الحل لهذا التساؤل بسيط: الاحتجاج الاجتماعي بالفعل غيّر الخطاب، وجعل الانتخابات جدالا يُركز على حل المشاكل اليومية للناخب. أما المشاكل الوطنية فدُحرت الى خارج الخطاب العام.
    نظرة واعية الى الواقع ستفيدنا بأن هذا لا يتقرر بالشعارات الانتخابية. فلدولة اسرائيل كانت ولا تزال مشاكل هائلة: ميزانية دولة أكبر مما ينبغي، ازمة اقتصادية عالمية أمواجها قد تغرقنا، شرق اوسط عاصف كفيل بأن يُلزم بتفكير أمني جديد، مشكلة الفلسطينيين، القنبلة الايرانية وغيرها.
    كل هذه لم تُطرح بعد حتى على النقاش بين اعضاء الائتلاف المتبلور. كيف يعتزم وزير المالية الجديد ـ لبيد؟ - ان يُحسن مع الشعب دون رفع الضرائب؟ كيف يخطط وزير المالية الجديد ـ بينيت؟ - الحفاظ على الحلف مع الطبقة الوسطى دون المس بالاموال المستثمرة في مشروع المستوطنات؟ سيكون مشوقا.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ





    سياسة جزيئية
    بقلم: تسفي بارئيل،عن هآرتس

    في التسعينيات دخل الى المطبخ اصطلاح جديد ـ الطبخ الجزيئي. وهذا خليط من البحث العلمي في سلوك المواد الخام العادية في اثناء الطبخ وبين تحولها الى وجبات لذيذة، العلاقة بينها وبين الطعم الاصلي للمواد الخام توجد في الاسم اساسا. والنتائج يمكنها أن تعجب كل من يتناولها ـ البوظة كمقبلات مع بيضة، كأس شاي نصفه ساخن ونصفه بارد، معكرونة سائلة. في اسرائيل يشق هذا المطبخ خطواته الاولى ولكن كدولة تسبق العالم في التطويرات التكنولوجية، سارع رئيس الوزراء الى نسخ هذه النزعة في المطبخ السياسي.
    اذا نجح نتنياهو في تشكيل حكومة، وهو سينجح، فسيتبين لنا فجأة بان المواد الخام الاساسية، التي صوتنا لنا في الانتخابات، فقدت طعمها وطبيعتها. وبدلا منها سنحصل على خليط كتلي لا يمكن تشخيص عناصرها. لبيد بطعم بينيت. لفة لفني بنتنياهو. ظاهرا لكل اربعة اساسات حكومة نتنياهو، لبيد، بينيت، لفني سيكون قاسما مشتركا اقتصاديا واجتماعيا. برامجهم (باستثناء الليكود الذي اعفى نفسه من عرض برنامج) تعد باماكن عمل، التعليم للجميع، وترميم الجنة على الارض، دون احتكارات، مع الاف وحدات السكن للازواج الشابة وبالطبع تخفيض الضرائب. على هذا الحلم المشترك يمكنهم ان يقيموا حكومة منذ الساعة الاولى ما بعد الانتخابات.
    المشكلة هي ان بين الحلم وتحققه يفصل التقليص الهائل المتوقع في الميزانية، ويتعاطى معه كل واحد من الشركاء وكأنه لم يكن. أي من اعضاء نادي مؤسسي الحكومة لا يشرح على من يفضل ايقاع البلطة والى أي جيوب ستدخل الحكومة يدها. هل سيكون هؤلاء هم فقراء المحيط؟ هل هم المستوطنون الذين يحتاجون دوما الى مزيد من وحدات السكن ومزيد من الطرق؟ وربما سلة الصحة ستدفع الثمن أم يوم التعليم الطويل؟ كالمعتاد، الطبقة الوسطى والطبقات الفقيرة ستدفع الثمن، ولكن من حقها أن تعرف منذ الان ما ينتظرها.
    اذا كان هكذا في الاقتصاد وفي المجتمع، فما بالك في الموضوع السياسي، ولكن هنا الامور أوضح بكثير. الفجوة العميقة بين الايديولوجيا الاستيطانية ورؤيا بلاد اسرائيل الكاملة الخاصة ببينيت، وبين التطلع الى السير في المفاوضات مع الفلسطينيين الخاص بلبيد وبلفني واضحة في برامجهم. هنا حتى الحلم ليس مشتركا.
    ولكن ماذا يهم هذا. المهم أن تكون حكومة. ماذا ستكون الخطوط الاساس؟ من سيدفع على ماذا؟ من سيتنازل عن ماذا؟ كل هذا سر. للجمهور ستقدم حكومة العلاقة بينها وبين ما اعتقد الناخب انه انتخب هي كالعلاقة بين البرنامج السياسي لبينيت والبرنامج السياسي للفني. يقولون لنا ان هكذا هو الحال في الديمقراطية. الجمهور يصوت بصيغة ما، واضحة وجلية، ولكن لا يحق له أن يؤثر على عملية انتاج المنتج النهائي. يمكنه أن يختار ممثليه ولكنه لا يمكنه أن يتحكم بما سيفعلونه باسمه. هذه حقيقة جزئية. في تشكيل الائتلاف لا مفر من التنازلات. ولكن لا يوجد ما يدعو الى اخفائها عن العين حتى في مرحلة المفاوضات. فالحكومة ليست خلطة وتشكيلها ليس صفقة بين بائعي جياد. إذ في عملية تشكيل الحكومة ينشأ ايضا الواقع الجديد الذي سيتعين على المواطنين ان يعيشوا فيه. ومن حقهم أن يعرفوا منذ الان ماذا حقق لهم ممثلوهم دون انتظار التعليلات والتبريرات التي ستطلق بعد نشر الخطوط الاساس للحكومة. مسموح للجمهور أن يعرف، مثلا، ماذا وكم سيدفع مقابل حلف 'المساواة للعبء' لبينيت ولبيد. هل لبيد يتنازل عن مسيرة سياسية؟ هل نتنياهو يتراجع عن 'دولتين للشعبين'؟ هل نتائج هذا الحزب يعرض للخطر أمن ومكانة اسرائيل الدولية مقابل صرف الاصوليين من الحكومة؟ الشفافية، حتى في اثناء المفاوضات هي جزء اساس في الديمقراطية لا يقل عن اجراء الانتخابات. إذ ان احدا لم يمنح ممثليه الحق في مفاجأته، فما بالك في تعريضه للخطر.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ


    عمل ضائع
    بقلم: آري شبيط ،عن هآرتس

    كان عمل؟ كان. في 21 ايلول 2011 انبعث حزب العمل. انتصار شيلي يحيموفيتش في الانتخابات المبكرة التي أُجريت في ذاك اليوم جعل حزب الماضي حزب المستقبل. فقد استوعب في داخله طاقة الاحتجاج الاجتماعي، امتلأ بالحياة الداخلية الهائجة وارتفع في الاستطلاعات الى 22 مقعدا. وفي الوقت الذي راوح فيه الليكود في المكان، وكديما تحطم، وأدار نفتالي بينيت المستوطنين، وقدم يئير لبيد برامجه في استوديو الجمعة، فان العمل برئاسة يحيموفيتش تحول ليصبح قوة المعارضة الدينامية والرائدة في اسرائيل. هو الذي أحدث الانعطافة الى جدول الاعمال المدني، وهو الذي طالب بالعدالة الاجتماعية وهو الذي تحدى حكم بنيامين نتنياهو.
    بعد سنوات طويلة كان فيها العمل جثة سياسية غير ذات صلة، تحول فجأة الى حزب ذي صلة أكثر من كل الاحزاب. وكانت الفرصة لمرة واحدة. وكان الطريق مفتوحا الى مستقبل اشتراكي ديمقراطي.
    كان واضحا ما الذي ينبغي عمله من اجل استغلال الفرصة. كان على حزب العمل ان يتحرك نحو الوسط، ان يُلطف حدة خطاب يحيموفيتش وان يصيغ برنامجا اقتصاديا اجتماعيا جديا، يعرض على اسرائيل رؤيا ليست يونانية بل اسكندنافية. كان على العمل ان يصمم خطة سياسية ابداعية وواقعية، تدفع اسرائيل نحو تقسيم البلاد. كان عليه ان يبلور فريق قيادة مناسبا، يكون فيه زعماء الاحتجاج الشباب الى جانب كبار مسؤولين ذوي قامة وذوي قدرات ادارية مُثبتة. باختصار: حزب العمل الجديد كان ينبغي عليه ان يحافظ على قيمه فيما يبدو ويتصرف كحزب سلطة، يعرض بديلا حقيقيا للسلطة. لو عمل ذلك، لكان له أمل جيد في ان يصل الى انجاز دراماتيكي في انتخابات 2013 ويقف اليوم في مركز السلطة.
    ولكن حزب العمل لم يفعل شيئا. وبدلا من ان يضع نفسه كحزب اشتراكي ديمقراطي حديث، أصر على التفكير والحديث كحزب اشتراكي قديم ومتصلب. وبدلا من ان يعرض طريقا سياسيا حديثا لم يعرض على الاطلاق طريقا سياسيا. بدلا من ان يبلور فريق قيادة مناسبا اكتفى بمسرحية وحيدة هي ليحيموفيتش. لم يُعرف العمل نفسه من جديد كحزب الحكم البديل، بل كحزب انتقاد مرير وعقيم. ولهذا فقد نجح لبيد وبينيت في ان يسرقا له جدول الاعمال الاقتصادي ـ الاجتماعي، ولهذا فقد نجح لبيد وبينيت في ان يضربا صدمة على الركبة في الانتخابات. ولهذا فكلاهما - معا وكل واحد على حدة ـ يدوسان هذه الايام على العمل ويسحقانه في طريقهما الى المجد.
    الحقيقة قاسية: تحت قيادة يحيموفيتش أصبح العمل حزب إمعات. والقرار بالتوقيع على اتفاق الفوائض مع يوجد مستقبل وليس مع ميرتس لم يكن مفهوما. والقرار بعقد تحالف مع لبيد ضد تسيبي لفني كان ايضا شريرا وغبيا في آن معا. فالشلل في مواجهة محور بينيت ـ لبيد هو شلل لا يمكن فهمه. لقد جعل العمل نفسه بكلتا يديه وصيفة ليوجد مستقبل والبيت اليهودي. وبكلتا يديه شق الطريق لاقامة حكومة مستوطنين ليبرالية جديدة لليمين السياسي واليمين الاقتصادي.
    ثمة مجال لتقدير تفاني العمل ورئيسته. فالقرار بتشكيل حكومة اجتماعية معتدلة مع الليكود، العمل والاصوليين، هو قرار تقديس الرب. أما القرار بعدم المشاركة في لعبة القوى ما بعد الانتخابات فهو قرار انتحاريين ذوي مبادىء. التصميم لمواصلة خدمة القوى التي تمثل بحزب العمل هو تصميم مثير للاهتمام. ولكن الجمهور الاسرئيلي لا يُقدر من يطمسون أنفسهم ولا يعطف على الانتحاريين ولا يصوت للإمعات. اذا واصل العمل برئاسة يحيموفيتش التفكير مثل حزب مبام القديم، الحديث مثل مبام والتصرف مثل مبام، فان مستقبله سيكون كمستقبل مبام: سيختفي.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 264
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:10 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 263
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:07 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 262
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-02-12, 10:06 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 239
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:31 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 225
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 11:34 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •