النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 390

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 390

    اقلام واراء حماس 390
    18/7/2013

    الإعلام الشاذ .. حبله قصير

    إسماعيل الثوابتة / وكالة الرأي

    معبر رفح معيار الثورة المصرية
    إبراهيم المدهون / المركز الفلسطيني للاعلام

    يا مصر، إن ظل العود فاللحم يجود
    فايز ابو شمالة / فلسطين الان

    إنها سفينة الوطن فلا تسمحوا بخرقها
    مصطفى الصواف / المركز الفلسطيني للاعلام

    حدث في مثل هذا اليوم.. {معركة بلاط الشهداء}
    خالد الخالدي / فلسطين الان



    الإعلام الشاذ .. حبله قصير
    إسماعيل الثوابتة / وكالة الرأي
    بعض وسائل الإعلام تمارس التضليل والفبركة والتلفيق وتأليف القصص واختراع الأخبار الوهمية بشكل متعمد، من أجل تغيير مفاهيم الناس والعامة، فتنشر - دون تردد - أخبارا كاذبة وملفّقة، وليس لها أساسا من الصحة ولا رصيد لها في الواقع، ولا تستند إلى أية حقائق، في إطار استخفافها بعقول الناس والمواطنين.
    ولعلي أقصد هنا تلك الوسائل - التي تخوض مجتمعة وعلى قوس واحدة – حربا إعلامية تحريضية ضد قطاع غزة، الذي يرزح تحت سياستي الحصار والإغلاق الظالمتين منذ ست سنوات متواصلة، هذه الحرب بدأت منذ زمن بعيد، ولكن وطأتها اشتدت منذ شهرين تقريبا.
    فعلى سبيل المثال لا الحصر قنوات "العربية" التي تبث من السعودية والـ"cbc" المصرية وشقيقاتها اللواتي يرضعن لبن الحقد والكراهية من نفس المصدر، ومعها - للأسف الشديد – انبرت وسائل إعلامية "فلسطينية" تحرّض على الفلسطينيين وعلى قطاع غزة تحديدا، مثل وكالة "معا" غير المستقلة.. كل هؤلاء يحاولون ولا يألون جهدا في إحداث الوقيعة بين مصر وبين قطاع غزة، لأهداف كثيرة ومصالح مشتركة وتقاطعات خبيثة، فهي مأجورة وتتقاضى أموال لا حصر لها مقابل نشر تلك الأخبار أو بث فيديوهات مركّبة ليس لها رصيد في الواقع.
    وبالطبع فإن هذه الوسائل الرخيصة تجيّر سياستها التحريرية بطريقة غير وطنية، وفي عملية قذرة أشبه ما يكون بجريمة "الزنا" كونهما طريقتان غير شرعيتان من أجل إشباع غريزة ما، وبالتالي فإنها انسلخت من كل المعاني الأخلاقية الإعلامية المتعلقة بالمهنية والموضوعية، وانصهرت في معاداة المجتمع والشعوب ضاربة المسئولية الاجتماعية عرض الحائط!
    لقد بات أمر هذه الوسائل الإعلامية مفضوحا أمام الناس، فإذا ما ذُكرت إحداها أمامهم، تذكروا الأكاذيب التي تنشرها أو التحريض المقصود الذي تمارسه، حيث أضحت تماما كالذي يمشي "عاريا" في الشوارع العامة وعلى مرأى ومسمع الناس، فلا يكترث بحرمة ما يفعل، فلا تربطها أخلاق ولا تضبطها ضوابط الشرف والمروءة.
    ويحاول من يقف خلف هذه الوسائل الإعلامية تحقيق أهداف خبيثة تتعلق بالسيطرة والاستحواذ والاستفراد بالقرار، وإثبات فشل حكم الإسلاميين، بالتزامن مع ممارسة أسلوب قطع الطريق والتضييق على الشعوب، وعدم إتاحة الفرصة مطلقا لغيرهم في الحكم، فيفرضوا سياسة الإقصاء المتعمد، وباتوا لا يؤمنون بـ"الديمقراطية" التي نبحوا لها سنوات وهم كاذبين!
    ندرك أن السياسات التحريرية التي تسوق تلك الوسائل الإعلامية المأجورة وصلت إلى مرحلة الإفلاس في مواجهة الواقع الذي يكذّب سياستهم، حيث أثبت الواقع أنهم فشلوا بامتياز في قيادة الشعوب وفي إدارة الإعلام النظيف، وقد ظهر ذلك جليا من خلال سياسة أنظمتهم الفاسدة في الحكم، وتغوّلهم على شعوبهم، وسرقة مقدراتهم، ومصادرة حقوقهم.
    وعلى الرغم من محاولات إثارتهم للكراهية ضد الفلسطينيين وضد غزة المحاصرة، بالتزامن مع تكريس سياسة تكميم أفواه الآخرين وإغلاق محطاتهم وقنواتهم وحجب مواقعهم وممارسة الجريمة واقعا ملموسا، واستقصاد الحريات الإعلامية والعامة؛ فإنهم سيخسرون هذه المعركة التي يقودونها دون مواجهة حقيقية من الطرف الآخر، وسيفشلون في إحداث الوقيعة إياها بين الشعبين المصري والفلسطيني، لأن التاريخ أعمق من أكاذيبهم وممارساتهم الخارجة عن الأخلاق والمهنية والقانون، لأن "الكذب حبله قصير".

    معبر رفح معيار الثورة المصرية
    إبراهيم المدهون / المركز الفلسطيني للاعلام
    ميناء رفح البري هو المعبر الحدودي الوحيد الذي لا تشرف عليه قوات الاحتلال ويعتبر خاليا من السيطرة (الإسرائيلية)، ويقع عند مدينة رفح الواقعة على حدود قطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية.
    تم تشييد المعبر بعد الانسحاب (الإسرائيلي) من سيناء سنة 1982. ظلت تديره هيئة مطارات الاحتلال إلى غاية 2005، حيث اندحر المحتل عن القطاع. وبقي مراقبون أوروبيون لمراقبة الحركة على المعبر، باتفاقية مرفوضة.
    بعد الحسم العسكري في يونيو 2007، وبسط الحكومة الفلسطينية سلطتها على القطاع أغلق المعبر تماما، ليشارك نظام المخلوع مبارك في أقسى حصار ضد غزة، استشهد خلاله مئات المرضى.
    بعد ثورة 25 يناير كان فتح معبر رفح بشكل دائم من أوائل قرارات الحكومة المصرية برئاسة الدكتور عصام شرف بعد إغلاق دام حوالي أربع سنوات من طرف النظام المخلوع. تضمن قرار فتح المعبر السماح للنساء بكافة أعمارهن والأطفال والشيوخ بالعبور دون تأشيرة أما الرجال أكبر من 18 سنة و أقل من 40 سنة هم الفئة الوحيدة الذين يتطلب عبورهم استصدار تصريح خاص.
    قرار حكومة شرف جاء متساوقا مع أهداف وروح الثورة المصرية والتي كان أهم أهدافها الخارجية رفع الحصار عن قطاع غزة، ودعم مقاومتها التي تتعرض لعدوان آثم من قبل الاحتلال.
    للأسف الشديد إن أول قرار اتخذ بعد تنحية الرئيس محمد مرسي إعادة إغلاق معبر رفح، صاحبه حملة إعلامية تحريضية متصاعدة ضد أهالي غزة، تُختلق فيها الأكاذيب للزج بالمقاومة في أتون معركة لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
    جميع مبررات إغلاق المعبر واهية ولا تستند لمنطق واقعي وقانوني، وما يحدث من إغلاق وتحريض وتجييش ضد غزة لا يخدم إلا الاحتلال ومشروعه التصفوي في المنطقة، ولا يضر إلا بسمعة مصر ودورها التاريخي الأصيل الداعم لحقنا في المقاومة.
    إن معبر رفح هو شريان حياة لما يقارب 2 مليون فلسطيني، والعبث به يعني إعلان حرب على هذا الشعب الصابر المرابط، وتداعيات الحصار خطيرة على المنطقة واستقرارها، وأتمنى من أي حكومة في مصر ادراك أن لا امكانية للعودة لعهد الرئيس المخلوع مبارك، من حصار واغلاق للمعابر وتضييق وإهانة للمسافرين، فغزة خارج المعادلة المصرية الداخلية.
    والتلاعب بمعبر رفح هو تلاعب بأرواح المواطنين ومصالحهم، وحشر لمقاومة غزة في زاوية الحصار، وتسليمها للاحتلال منهكة، ولا يعد هذا السلوك في عرف الأمم الا تآمرا واضحا وجليا، وهذا ما نربأ بالشعب والجيش المصريين ان يقوم به، ونتمنى ان يعود العمل بمعبر رفح بشكل طبيعي، وبأسرع وقت ووقف آلة الاعلام التحريضية التي تزرع بذور الفتنة بين شعبين شقيقين.
    وأتمنى من حكومة غزة ومقاومتها عدم الاستسلام والسكوت أمام المبررات الساذجة التي تعطي الحق لإغلاق هذا المعبر الشرياني والحياتي لأهالي القطاع.

    إدارة مصر الجديدة هي أمام اختبار حقيقي لتثبت أنها تحمل جزءا من حسنات وايجابيات وروح 25 يناير وألا تتورط بسلوك نفس منهج الرئيس المخلوع مبارك الذي يسأل عن قتل مرضانا وشيوخنا.
    يا مصر، إن ظل العود فاللحم يجود
    فايز ابو شمالة / فلسطين الان
    هل سيعود الرئيس محمد مرسي لكرسي الرئاسة؟ سؤال يخطر في بال الكثير من الناس، ولاسيما أن بعضهم يقسم: أن مرسي سيعود رغم أنف الانقلاب، وبعضهم يحلف أن مرسي لن يعود أبداً، وسيقرر الشعب المصري في الانتخابات القادمة من هو رئيس مصر.
    هنالك مثل عربي يقول: إن ظل العود فاللحم يجود. والمقصود هنا: طالما ظل جذع الشجرة على قيد الحياة، فإن الأفرع والأغصان والأوراق ستتجدد، وتنمو، وتزدهر وتثمر.
    هذا المثل ينطبق على الفكرة التي اقتنع فيها مرسي، وصدقها، ودخل السجن في سبيلها، فطالما ظلت الفكرة على قيد الحياة، فإن سبل تحقيقها، وتطبيقها على أرض الواقع لن يكون صعباً، ولاسيما أن المجتمع المصري مجتمع مسلم بأغلبيته، وقد أعطى في الانتخابات البرلمانية أكثر من سبعين في المائة للأحزاب الإسلامية، وأعطى مثيلها في الاستفتاء، وأعطى الأغلبية لانتخاب الرئيس مرسي، وأعطى أغلبية في الاستفتاء على الدستور.
    إنها الفكرة التي آمن فيها مرسي، وستنتصر بحضور مرسي وغيابه، وبحضور بعض الأسماء القيادية وبغيابها، إنها الفكرة التي من أجلها يحتشد الناس، ويضحون، ولا يغلب الفكرة جيش ولا أسلحة، لأنها فكرة الإيمان والانتصار، وهي باقية طالما بقى المصريون يتنفسون الحضور عن طريق الانتخابات الديمقراطية، وهي باقية رغم قمع الحريات، وتكميم الأفواه، وهي منتصرة رغم محاولات التعتيم الإعلامي، وطمس الفضائيات.
    سيرجع الرئيس محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة، سيرجع بشخصه وجسده وهيئته، أو سيرجع من خلال أي اسم آخر يتبنى مواقفه، ويؤمن بما آمن فيه، ويصدق ما سار عليه من نهج، سيرجع مرسي رئيساً لمصر، وقائداً عربياً إسلامياً يقود الأمة، ويعبر بها بحر الظلمات إلى النور، ففكرة الرئيس محمد مرسي تمثل إرادة الشعب المصري، وإرادة الشعب هي العود الذي تتفتح عليه أغصان التحدي والصمود، فطالما ظل العود، فإن اللحم سيجود.
    أثناء خروجنا من مكتبة الإسكندرية سنة 2006، قلت للدكتور حاتم جرار، رئيس بلدية جنين، انظر إلى بنات جامعة الإسكندرية، واحكم على مستقبل مصر السياسي من خلال الحجاب الذي يلف بنات الجامعة، لقد دخلت شخصياً جامعة الإسكندرية سنة 1980، وكانت تعج بفتيات شبه عاريات.
    إن الفرق بين المشهدين ليؤكد الفرق بين الطموح المحتشم، وبين الإحباط العاري.

    إنها سفينة الوطن فلا تسمحوا بخرقها
    مصطفى الصواف / المركز الفلسطيني للاعلام
    أقف متعجبا أمام ممارسات البعض ممن يعتبرون أنفسهم دعاة للديمقراطية والوطنية وحقوق الإنسان عندما يحاولون المشاركة في هدم الهيكل ويشاركون في صناعة الكراهية وحصار الشعب من خلال المشاركة في عمليات التحريض على أبناء شعبهم عبر صناعة الأكاذيب وتلفيق الاتهامات لأبناء شعبهم اختلفوا معهم ولا زالوا مختلفين ظانين أن هذا سيجعلهم في منأى عن الحالة العامة التي قد تصيب مجموع الشعب الفلسطيني ليس في قطاع غزة فحسب لأن الفلسطيني عندما يعرف بنفسه لا يقول غزاوي أو ضفاوي أو من الشتات لأنه يقول أنا فلسطيني ويقولها بكل فخر واعتزاز لما للشعب الفلسطيني من مكانة بين أبناء الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم.
    عندما يشارك بعض المنتمين للوطن ويحملون نفس الوصف فلسطيني في تشويه صورة أخيه الفلسطيني نعتقد أن هذا عمل مشبوه ومن يمارسه مشبوه وتركه يمارس جرائمه مشاركة في الجريمة لأن من سيتضرر ليس هذا الفصيل أو ذاك ولكن المتضرر هو الكل الفلسطيني وهذه الجريمة هي جريمة وطنية بامتياز ترقى إلى أن تصل إلى خيانة عظمى يجب أن يحاكم مرتكبها بأقصى العقوبات لأن هذا تعدي على الأمن القومي الفلسطيني الذي يجب أن يصان من الجميع ومن يشارك في التحريض على قتل أخيه الفلسطيني هو قاتل يجب أن ينال عقابه.
    إن قيام بعض الكتاب والصحفيين بشكل صريح أو عبر طرق شيطانية إلى ترويج الأخبار الكاذبة وبث الإشاعات وتزويد وسائل الإعلام المصرية التحريضية هو أيضا جريمة أدرك البعض منهم خطورة هذه الجريمة وخاصة عندما صدرت دعوات على السنة بعض المافونين من الإعلاميين المصرين بقتل الفلسطينيين أو تحميلهم مسئولية ما تعاني منه مصر من أزمة داخلية وتحريضهم على الكراهية والعنف، أدرك هؤلاء أن مشاركتهم في هذه الحملة لن يتوقف عن البعض بل سيشمل الكل، إنها لحظة صحوة ضمير وانتباهه عقل بعد أن أعماهم الحقد الناتج عن الخلاف للانخراط في جوقة التحريض حتى خرج بعضهم من ميدان التحرير في مصر محرضا على إخوانه الفلسطينيين يدعوهم _ وهو يعني ما يقول _ بعدم التدخل في الشأن المصري والكف عن ذلك ناسيا أنه هو من يتدخل في الشأن المصري عندما يشارك في تظاهرات داخلية لا ناقة لنا فيها ولا جمل رغم أننا نريد مصر القوية، مصر الموحدة، هو يقول النأي وتجده مشاركا ثم يرمي الآخرين بنفس المصيبة التي يمارسها عمليا عبر المشاركة أو عبر الأكاذيب التي يرسلها هو من على شاكلته بعد أن نزع من كينونته الوطنية والانتماء للوطن.
    تناسى هؤلاء أن ما قاموا به جريمة وأن استمرارهم بالقيام بهذا الدور يخرجهم عن الصف الوطني ويضعهم في خانة العملاء ، لأن هذه الجرائم التي يرتكبوها بحق أبناء شعبهم هي واحدة من عدة أسباب تدفع الجانب المصري على تشديد الحصار وتحويل قطاع غزة إلى سجن كبير مرة أخرى بعد أن تمكن بعض من أبناءه على ابتداع طرق فيها الكثير من المخاطر لكسر هذا الحصار، ولكنهم اليوم يعيدوا هذا الحصار الذي لن يضر فصيل بعينه بل ستكون آثاره على وطن وشعب بكليته.
    أنا لا أريد أن اذكر أسماء أو قوى بعينها في هذا المقام لأن بعضها عاد رشده وعقله وشيء من وطنيته أتمنى أن يخرج من تبقى من حقده ويعود إلى رشده ويجدد الانتماء لوطنه فلسطين مهما اختلف فيه مع من فيه لأن هذا الوطن سيبقى يتظلل به الجميع وسيبقى الجميع في السفينة وان أي خرق فيها سيغرقها ويغرق معها، فلا تسمحوا لهؤلاء بخرق السفينة وخذوا على أيديهم وإن قسوتم.
    حدث في مثل هذا اليوم.. {معركة بلاط الشهداء}
    خالد الخالدي / فلسطين الان
    في التاسع من رمضان، لعام 114هـ، انتهت معركة بلاط الشهداء ، التي وقعت في الأراضي الفرنسية، بين مدينتي تور وبواتييه، بعد نحو عشرة أيام من القتال بين الجيش الإسلامي الذي قاده عبد الرحمن الغافقي، والجيش الفرنجي الذي قاده شارل مارتل، حيث اضطر المسلمون للانسحاب دون أن يحققوا النصر، بعد أن فقدوا قائدهم، ووالي الأندلس عبد الرحمن الغافقي، وعدداً كبيراً من الشهداء .

    وقد تحدثت مصادرنا الأندلسية عن هذه المعركة باقتضاب شديد، وكل ما جاءت به كان على الأغلب نقلاً عن مؤرخ الأندلس ابن حيان، ومن ذلك قول المقري أن الغافقي:" غزا الإفرنج فكانت له فيهم وقائع جمَّة، إلى أن استشهد، وأُصيب عسكره في شهر رمضان سنة أربع عشرة ومائة، في موضع يعرف ببلاط الشهداء" .
    ويبدو أن سبب الاقتضاب هو: أنّ ما جرى لم يكن هزيمة ساحقة تستحق التفصيل، كما صورتها المصادر الأجنبية، وذلك لأن المسلمين وحسب الروايات المختلفة اختاروا الانسحاب الآمن في الليل، ولأن الفرنجة لم يجرءوا على ملاحقتهم بعد أن لاحظوا في الصباح خلو الميدان منهم، خشية أن يكون الانسحاب خدعة، ولو كانت الهزيمة ساحقة، لهرب المسلمون أثناء القتال، ولقام الفرنجة بملاحقتهم، ولأعملوا السيوف في رقابهم ، ثم إن الروايات تؤكد أن الجيش الإسلامي المنسحب قد هاجم في طريق عودته العديد من بلدات النصارى، وقام بتخريبها، ولا يملك الوقت والقدرة على ذلك منهزمون فارون، أما بخصوص استشهاد القائد عبد الرحمن وعدد كبير من جنده، فإنه لا يدل على هزيمة ساحقة، فقد استشهد في معارك سابقة بأرض الفرنجة العديد من القادة الولاة، أمثال السمح بن مالك الخولاني الذي استشهد في رمضان سنة 102هـ ، وعنبسة بن سحيم الكلبي الذي استشهد في شعبان سنة 107هـ .
    أما المصادر الأجنبية، فقد أسهبت في الحديث عن هذه المعركة، وبالغت في تضخيمها، وعدتها معركة فاصلة، وانتصاراً كبيراً ، لأنها المرة الأولى التي يصمدون فيها في وجه الجيوش الإسلامية منذ أن بدأ الفتح الإسلامي للأندلس سنة 92هـ، ولأن أوروبا كلها كانت ترتجف من الجيش الإسلامي الزاحف نحو قلبها، ولذلك فإنهم عدّوا مجرد إجبار هذا الجيش على الانسحاب نصراً ساحقاً مؤزراً، استحق أن يسجلوه، ويبالغوا في تصويره من خلال روايات أسطورية بعيدة عن الحقيقة.
    ومن المبالغات الخيالية التي جاءت بها المصادر النصرانية، ولا يمكن قبولها، أن سبب هزيمة المسلمين هو:
    1- النزاع بين العرب والبربر في الميدان، وقد أطلقوا هذا الاتهام، دون أن يأتوا بأية تفاصيل، وأنى لهم أن يعرفوا تفاصيل داخلية عند المسلمين، والمسلمون أنفسهم لا يعرفونها، إذ لم تشر إليها المصادر الإسلامية .
    2- انشغال المسلمين بالغنائم الضخمة التي حملوها معهم، وكانت خلفهم، في ميدان المعركة، وأن المسلمين كانوا منتصرين، لكن نصرهم تحول إلى هزيمة عندما التف الفرنجة من خلفهم متظاهرين بأن هدفهم الغنائم، فانبرى المسلمون للدفاع عن غنائمهم، فاختلت صفوفهم، وقتل قائدهم، وهزموا . وسبب رفضنا لقصة الغنائم أن هذه الروايات تتناقض مع نفسها، فهي تتحدث عن حرص للمسلمين على الغنائم، وعن انسحاب آمن، لكنها تتحدث عن جيش يترك غنائمه كما هي، فلو كان حريصاً عليها، لحملها معه مستغلاً انسحابه الآمن، كما أنه لم يعهد على المسلمين في حروبهم الكثيرة في الأندلس، أنهم حملوا الغنائم معهم أثناء القتال، فكيف يحملونها وهم خارج الأندلس، وفي وسط أمم النصارى.
    والأسباب التي يمكن قبولها لاضطرار المسلمين للانسحاب هي:
    1- وجد المسلمون أن تحقيق النصر بعد استشهاد الغافقي أمر صعب، خصوصاً وأنهم لم يجتمع أمرهم على خليفة له.
    2- وجد المسلمون أنفسهم في مواجهة جيش ضخم يفوق عدد جنوده أضعاف عدد جنود المسلمين، إذ حشدت فيه أوروبا الفرنجة والجرمان وعصابات مرتزقة متوحشة من أمم شمال أوروبا .
    3- بعد المسلمين عن عاصمتهم قرطبة بمسافة تزيد على الألف كيلومتر ، وعدم وجود قاعدة آمنة قريبة منهم، وهذا يصعَّب وصول الإمدادات إليهم.
    4- التعب والإرهاق الذي أصاب المسلمين بعد أن قطعوا مسافة كبيرة إلى أن وصلوا إلى هذا المكان، وبعد عشرة أيام من بدء القتال.
    5- كثرة الأمطار والأوحال والصخور في أرض المعركة ، جعل في المواصلة مخاطر على المسلمين الذين يقاتلون عدواً في أرضه، وقريباً من مصادر الإمدادات.
    6- وجد المسلمون أن الانسحاب أفضل، وما عجزوا عن تحقيقه في هذه المرحلة، يمكن أن يحققوه لاحقاً.
    لقد سُرَّ النصارى بنتيجة معركة بلاط الشهداء،لأنها أوقفت المد الإسلامي إلى أوروبا، وقال بعض مؤرخيهم: " لو انتصر المسلمون في هذه المعركة لرأينا القرآن يتلى ويدرس في جامعات الغرب" ، لكن المنصفين منهم تحدثوا عن خسارة أوروبا بنتيجة هذه المعركة، فقال جوستاف لوبون في كتابه حضارة العرب:" لو أن العرب استولوا على فرنسا، إذاً لصارت باريس مثل قرطبة في أسبانيا، مركزاً للحضارة والعلم، حيث كان رجل الشارع فيها يكتب ويقرأ، بل ويقرض الشعر أحياناً، في الوقت الذي كان ملوك أوروبا لا يعرفون كتابة أسمائهم" .

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 339
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 09:01 AM
  2. اقلام واراء حماس 338
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:58 AM
  3. اقلام واراء حماس 337
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:57 AM
  4. اقلام واراء حماس 336
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-27, 08:56 AM
  5. اقلام واراء حماس 226
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 12:53 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •