النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء حماس 465

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء حماس 465

    اقلام واراء حماس 465
    20/11/2013

    مختارات من اعلام حماس


    عريقات.. لا مصالحة إلا إذا فشلت المفاوضات
    بقلم عصام شاور عن المركز الفلسطيني للاعلام



    قناة الأقصى نبض السجيل
    بقلم عماد زقوت عن المركز الفلسطيني للاعلام

    منهاج التربية الوطنية وطني بامتياز
    بقلم مصطفى الصواف عن الراي




    يا شماتة "نتنياهو" فينا
    بقلم خالد معالي عن الراي




    لمن القرار؟!
    بقلم يوسف رزقة عن الراي




    خطاب الدكتور رمضان شلح
    بقلم حسن أبو حشيش عن الرأي




    إسهام انقلاب السيسي الحاسم في دعم الاقتصاد الصهيوني
    بقلم صالح النعامي عن فلسطين الآن



    المرابطون.. رأس حربة حماس في المواجهة القادمة
    بقلم عدنان ابو عامر عن المركز الفلسطيني للاعلام

    في ذكرى حجارة السجيل
    بقلم حسام الدجني عن المركز الفلسطيني للاعلام

    حصار الابتزاز
    بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام






    عريقات.. لا مصالحة إلا إذا فشلت المفاوضات

    بقلم عصام شاور عن المركز الفلسطيني للاعلام
    سبق وأن قلنا بأن الدكتور صائب عريقات لن يتخلى عن رئاسته أو عضويته في فريق التفاوض مع الجانب الإسرائيلي رغم إعلانه الاستقالة من منصب " كبير المفاوضين"، وقد كان ما توقعناه وصار مسيرًا لأعمال المفاوضات، وقد بدأ بنشاطه الإعلامي المعهود بتصريحات تحتاج إلى قراءة وتفحص.
    يعترف عريقات بأن (إسرائيل) تسعى إلى إستراتيجية تقوم على ثلاثة أمور؛ سلطة فلسطينية بدون سلطة، واحتلال بدون كلفة، وإخراج غزة من الفضاء الفلسطيني، وحسب عريقات فإن تلك السياسة الإسرائيلية تهدف إلى جعل (إسرائيل) مسئولة عن كل شيء، وأن تكون صاحبة اليد العليا لكل مكونات حياتنا.
    عريقات يعتقد بأن (إسرائيل) تسعى إلى تحقيق الأهداف سالفة الذكر، ولكننا نعتقد بأنها حققتها منذ زمن بعيد، ولا يستطيع أي مسئول فلسطيني الادعاء بأن السلطة الفلسطينية لها مطلق الحرية في ممارسة مهامها السيادية وغيرها, حتى أن عريقات لا يستطيع مغادرة أراضي السلطة دون تنسيق مع الجانب الإسرائيلي، ولا يستطيع كذلك الخروج من رام الله إذا أغلقها جيش الاحتلال، أما أنه احتلال بدون كلفه فهو كذلك بشهادة قيادات في منظمة التحرير ولن نجد أي دليل على ان الاحتلال يدفع ثمن احتلاله وجرائمه للأراضي الفلسطينية، وهذا ما يؤكد أن عريقات لا " يضرب في المندل" ولا يدعي علما بالغيب وإنما يتحدث_وإن لم يكن يعلم_ عن واقع تعيشه السلطة الفلسطينية وتمارسه دولة الاحتلال منذ عشرين عاما.
    ثم يتابع عريقات بأن فشل مفاوضات التسعة أشهر يعني ضرورة توقيع الرئيس محمود عباس على 63 طلبا للانضمام إلى المنظمات الدولية وإجراء المصالحة مع حماس بأسرع وقت ممكن عبر اللجوء إلى صناديق الاقتراع فقط، ولكن بماذا سيفيد الانضمام الى المنظمات الدولية وهل يمكن للسلطة أن تفعل ذلك رغما عن أمريكا و(إسرائيل) وإن هي فعلت فهل تستطيع تلك المنظمات مخالفة سيدها في البيت الأبيض؟
    أقوال عريقات تكشف بأن المصالحة مع حماس بالنسبة له _على الأقل_ إنما هي ورقة ضغط يستخدمها الجانب الفلسطيني لتهديد (إسرائيل) مثلما يهددها بالانضمام إلى المنظمات الدولية، وهذا يعني أنه لا مصالحة طالما استمرت المفاوضات بين منظمة التحرير والعدو الإسرائيلي، ولكننا نتمنى على منظمة التحرير أن تحرر نفسها من قيود أوسلو والمفاوضات العبثية، وأن تسعى إلى المصالحة بإيجابية .








    حصار الابتزاز

    بقلم إياد القرا عن المركز الفلسطيني للاعلام
    غزة تئن، هو أقل وصف يمكن أن توصف فيه الظروف الإنسانية التي يعيشها المواطن الفلسطيني في قطاع غزة نتيجة الحصار الكارثي الذي يمتد لنواحي الحياة يوما بعد يوم وتنتشر مظاهره بشكل واضح، دون أي تحرك من المؤسسات الدولية أو الحقوقية, وتواطؤ عربي وغياب قسري للمتضامنين كما كان يحدث كل عام ووسط غطاء من السلطة في رام الله وعلى لسان رئيس السلطة محمود عباس.
    الحصار الحالي على غزة هو الأسوأ في الواقع ، حيث تتعطل المستشفيات في غزة وتعجز عن تقديم خدماتها للمرضى، وهي التي تعاني أصلا من ضعف الإمكانات واهتراء البنية التحتية وخلل في خدمات الرعاية الأولية نتيجة الحصار المتواصل خلال السنوات الماضية. الحصار الذي ضاعف في أزمته غياب الوقود وبالتالي توقف محطة توليد الطاقة في غزة تماما منذ شهر والاكتفاء بما هو أقل من 30% من كهرباء توزع بشكل متساوٍ بين المواطنين, بحيث تصل الكهرباء للمنازل لمدة 6ساعات يومياً فقط مما عطل المئات من المصانع التي لا يعمل سوى القليل منها منذ سنوات بسبب الحصار.
    وهكذا فإن أزمة الكهرباء تضرب بقوة في غزة وتعطل بل تشل أركان الحياة، ويضاف لها الأزمة الأقوى هي غياب الوقود وبذلك غياب البديل وهو ما لم يحدث سابقا حيث كان المواطنون يتدبرون أمرهم بطرق أخرى، لكن اليوم كافة الأبواب موصدة أمام إيجاد حل لتوفر أبسط سبل المعيشة لهم. غزة تتعرض لتضييق بطيء وسياسة ممنهجة يتبعها بعض المتربصين والمراهنين على السقوط الأخير، وعقابا لها على مواقفها التاريخية خلال السنوات الماضية ويجاهر بذلك العديد, وهو الأمر الجديد حيث تعقد اجتماعات ولقاءات وزيارات هدفها الأساسي أن تجيب على سؤال واحد كيف يمكن إسقاط الحكم القائم في غزة وما هو السبيل لذلك؟ الحصار هو الحل الأمثل بنظرهم على الرغم من أنه قد تم تجريبه سابقا والأهم أنه تم تحييده من قبل المقاومة التي تحاصر غزة من اجلها، حيث إنها أوجدت طرقها وسبلها لصناعة صواريخها بذاتها.
    غزة اليوم تفتقد المناصرين والمتضامنين والأحرار من العالم, الذين كانوا يهبون لنجدتها في مثل هذه الأوقات وفي أحلك الظروف لكن من الواضح أن من يحاصر غزة قد درس كافة السبل لإخضاعها من خلال إغلاق الأنفاق وهدمها ومنع المتضامنين الأجانب وإغلاق منافذ الوقود والتحريض المباشر والعلني ضدها، لكن السؤال هل يمكن أن ينجح هؤلاء؟، بتقديري لا يمكن لإرادة الاحتلال أن تهزم المقاوم، وخاصة إذا ما تسلح بالدعم الشعبي والجماهيري، والتعبير عنه يطول في الشرح، وإن الاحتلال بفرضه هذا الحصار الذي يستهدف المقاومة وابتزازها بمعاناة المواطن الفلسطيني، يحول المواطن المبتز إلى مقاوم شرس يصعب ابتزازه .







    قناة الأقصى نبض السجيل

    بقلم عماد زقوت عن المركز الفلسطيني للاعلام
    بعد مرور عام على حرب "حجارة السجيل" نستذكر دور الإعلام الفلسطيني، وقناة الأقصى على وجه الخصوص، في إظهار الوجه المشرق للشعب الفلسطيني عند مجابهته لغطرسة العدو الصهيوني..
    كلنا يعلم أنه كان بموازاة المعركة الميدانية العسكرية الدائرة بين المقاومة والعدو، كانت هنالك معركة أخرى بين إعلام العدو والإعلام الفلسطيني وفي مقدمته قناة الأقصى، وهذا ما أهّل العاملين في قناة الأقصى أن يعملوا بروح المجاهد لا الموظف، وبالتالي كانت المواجهة على أشدها مع الإعلام الصهيوني بكل أركانه ومكوناته، وبفضل الله تمكن الإعلام الفلسطيني من التغلب على إعلام العدو بشهادتهم أنفسهم..
    كيف لا وقناة الأقصى كانت تدخل كل بيت صهيوني عبر إعلامه الذي كان يستقي معلوماته وأخباره والمواد المصورة عبر الأقصى، وحضور القناة القوي أثناء حرب السجيل جاء لأنها كانت تعمل وفق منهجية إعلامية واضحة المعالم اعتمدت على ثلاثة محاور، وهي:
    أولاً: محور رفع معنويات المواطن والمقاومة على حد سواء؛ من خلال إظهار انتصارات المقاومة، وثباتها، وصمود المواطن، ومؤازرته لمقاومته، وكذلك عبر الإكثار من بث مشاهد قــدرة المقاومة على إطلاق الصواريخ بعيدة المدى، التي وصلت إلى تل أبيب، والقدس لأول مرة في الصراع الفلسطيني الصهيوني.
    ثانياً: محور مواجهة الدعاية الصهيونية، فقد استطاعت قناة الأقصى تغليب الرواية الفلسطينية في المعارك التي كانت تدور رحاها إبان حرب الأيام الثمانية، ولعب الإعلام الفلسطيني دوراً مهماً في توعية المواطنين بمخاطر الدعاية الصهيونية وفضح مخططاتها في بداياتها حتى أصبح المواطنون الصغار منهم قبل الكبار يستهزؤون بما كان يقوله الصهاينة عند اختراقهم لموجات بث الإذاعات المحلية وبث قناتي الأقصى والقدس.
    ثالثاً: إظهار مظلومية أهالي قطاع غزة، وإن كانت بنسبة ضئيلة حتى تحافظ على ارتفاع المعنويات لدى الجبهة الداخلية الفلسطينية، ولكن كان لزاماً على الإعلام الفلسطيني تبيان الحقيقة العدوانية الصهيونية ضد المواطنين العُزل، أمام الآلة العسكرية التدميرية التي يمتلكها العدو الصهيوني، والتي كانت تستهدف منازل المدنيين، وممتلكاتهم، وكذلك قتل الأطفال، والنساء على حد سواء.
    وفي إطار تغطيتها لأحداث الحرب، كانت قناة الأقصى تستقي معلوماتها من مصدرين أساسيين وهما:
    1- المقاومة وهذا مصدر موثوق ومؤكد بالنسبة للأقصى..
    2- إعلام العدو الذي يعتبر في حد ذاته اعترافًا ضمنيًا بخسائره بفعل ضربات صواريخ المقاومة.
    وفي محاولة منه لإسكات صوت إعلام المقاومة حاول العدو التشويش مراراً على بث قناة الأقصى، ولكن بفضل الله تغلبت عليه الطواقم الهندسية للقناة، ولتفادي أي تعطيل وتشويش أكثر قوة، لجأت القناة إلى جلب تردد جديد مرادف للتردد الرئيس.
    وكذلك قامت طائرات الاحتلال باستهداف مرئية الأقصى، وهو التلفزيون الأرضي لشبكة الأقصى ما أدى إلى تدمير كلي لمكونات المقر، وعلى الرغم من ذلك لم يستطع العدوان المس بالروح القتالية لدى الإعلام الفلسطيني المقاوم.
    وبعد فشله في إسكات قناة الأقصى قام العدو باغتيال الزميلين حسام سلامة ومحمود الكومي باستهداف سيارتهما الصحفية في مدينة غزة، وبذلك نعم أضعف العدو طواقم الأقصى للحظات أو دقائق ولكنه منحهم دافعًا كبيرًا للاستمرارية بالعمل.
    وهناك من يسأل كيف لقناة الأقصى القدرة على العمل المتواصل في ظل حرب لم تنقطع صواريخها وحممها على كل مناطق قطاع غزة على مدار أيام الحرب الثمانية، وهي رأس حربة الإعلام الفلسطيني وتعتبر ضمن بنك أهداف العدو الصهيوني..
    الجواب: إن قناة الأقصى عملت وفق خطة طوارئ أعدتها مسبقاً بعد أن تعلمت العبر من حرب الفرقان..
    وتحسباً لتقسيم القطاع بفعل العدوان إلى مناطق متقطعة الأوصال عمدت الأقصى إلى توزيع طواقمها في خمس مناطق وهي: رفح وخان يونس والوسطى ومدينة غزة ومنطقة شمال غزة..
    وبفضل الله تمكنت تلك الطواقم من العمل بروح الفريق الواحد واستطاعت تغطية مجريات الحرب بمهنيتها الخاصة..
    وعلى الرغم من نوعية التغطية التي قدمتها قناة الأقصى وإلى جانبها كل مكونات إعلامنا الفلسطيني في حرب حجارة السجيل، فإننا ندعو إلى تشكيل غرفة عمليات موحدة للإعلام الفلسطيني ككل حتى نعطي إشارة للعالم بأننا الأحق والأجدر بهذه الأرض...
















    في ذكرى حجارة السجيل

    بقلم حسام الدجني عن المركز الفلسطيني للاعلام
    عام مضى على حرب حجارة السجيل، تلك الحرب التي سيقف عندها التاريخ طويلًا؛ لأنها شهدت تحولات كبرى في طبيعة الصراع العربي الإسرائيلي، ورسخت لقواعد اشتباك جديدة، وفي ذكراها لابد من الوقوف على أهم التحولات الإستراتيجية التي رسختها حرب حجارة السجيل؛ فهناك خمس تحولات إستراتيجية ظهرت في قدرات المقاومة الفلسطينية وهي: 1- ضرب تل الربيع بصاروخي (75m) و(فجر5)، 2- إطلاق صاروخ أرض جو باتجاه طائرة حربية من طراز (إف 16)، وإطلاق صاروخ (كورنيت) على بارجة بحرية، 3- إسقاط طائرة استطلاع في عملية تكنولوجية والحصول عليها، 4- القدرة الأمنية الخارقة في الحفاظ على صلابة الجبهة الداخلية وتماسكها، 5- المساهمة بوقف (سيناريو) توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران.
    أولًا: ضرب تل الربيع بصاروخي (75m) و(فجر5):
    استهداف كتائب الشهيد عز الدين القسام وسرايا القدس مدينة تل الربيع بصاروخي (75m) و(فجر5) هو التحول الأبرز والأكثر إيلامًا للحكومة الصهيونية؛ كون تل الربيع تمثل صمام الأمان للجبهة الداخلية، ولأن أكثر من ثلاثة ملايين صهيوني أصبحوا في مرمى النار، وعملية ضرب تل الربيع والمدن المجاورة لحدود غزة تسببت في عملية نزوح جماعي نحو شمال فلسطين، تجاوز عدد النازحين فيها نصف مليون إسرائيلي، وهذا لم تكن الجبهة الداخلية الصهيونية تتوقع حدوثه، فلم تضع خطة للاستيعاب، إضافة إلى عدم التجانس المجتمعي بين النازحين وسكان الشمال والوسط.
    ثانيًا: إطلاق صاروخ "أرض جو" باتجاه طائرة حربية من طراز (إف 16)، وإطلاق صاروخ (كورنيت) على بارجة بحرية:
    ترتكز قوة جيش الاحتلال على ركيزتين، هما: القوة الجوية والقوة البحرية، ويشكل إطلاق كتائب القسام صاروخ "أرض جو" على طائرة حربية من نوع (إف 16) تهديدًا مباشرًا للقوة الجوية، وقدرتها على العمل في أجواء قطاع غزة المحرر، وربما ما يخشاه الاحتلال هو تمكن المقاومة من إسقاط طائرة مقاتلة، وأسر الطيار الذي يقودها، وهذا سيكون بمنزلة زلزال سياسي سيهز الكيان العبري، وسيقضي على مستقبل نتانياهو، وسنكون أمام مشهد صفقة جديدة لتبادل الأسرى قد تقضي على إنجاز الاحتلال في اغتيال الجعبري؛ لأن من يقود عملية المفاوضات وإدارة الصفقة الجديدة هو فكر أحمد الجعبري الذي يحمله تلاميذه الذين تخرجوا في مدرسة الجعبري للعلوم الأمنية والعسكرية.
    أما قصف القسام للبارجة البحرية وقتل من كان على متنها فسيقوض إلى حد بعيد القوة البحرية، وهذا بات واضحًا في بحر غزة، حيث تغيب البوارج البحرية عن الأنظار، بعد أن كانت تقترب من شواطئ غزة وقتما تشاء.
    ثالثًا: إسقاط طائرة استطلاع في عملية تكنولوجية والحصول عليها:
    تمكن الجناح المسلح لحركة حماس كتائب الشهيد عز الدين القسام من إسقاط طائرة استطلاع باختراق منظومتها، والسيطرة عليها؛ يشكل ضربة إستراتيجية للصناعات العسكرية الصهيونية، التي لطالما تباهت في قدرة تلك الطائرات، ولذلك قد تلغي العديد من الدول صفقاتها مع الاحتلال لشراء هذا الأنموذج من الطائرات، وهذا سينعكس على الاقتصاد الصهيوني، الذي وصلت خسائره في الساعات الأولى لعدوانه إلى ثلاثة مليارات شيكل.
    رابعًا: القدرة الأمنية الخارقة في الحفاظ على صلابة الجبهة الداخلية وتماسكها:
    نجحت الأجهزة الأمنية التابعة للحكومة الفلسطينية بقطاع غزة تساندها أجهزة استخبارات فصائل المقاومة في الحفاظ على صلابة، ووحدة الجبهة الداخلية من أي اختراقات صهيونية، وصولًا إلى ضبط أسواق القطاع، والحفاظ عليها من أي عمليات احتكار لبعض التجار الذين يستغلون مثل تلك الظروف.
    خامسًا :المساهمة بوقف (سيناريو) توجيه ضربة عسكرية إسرائيلية لإيران:
    ما قبل حرب حجارة السجيل نشرت العديد من وسائل الإعلام الصهيونية معلومات عن اتخاذ الكيان العبري قرار الحرب على مشروع إيران النووي، ولو نجح الكيان في حرب حجارة السجيل حسب (السيناريو) المتوقع، والمتمثل باغتيال الجعبري ثم الوصول إلى تهدئة فورية مع حماس؛ لدخل قرار الحرب على إيران حيز التنفيذ، ولكن جاء رد المقاومة ليخلط أوراق المطبخ السياسي والعسكري الصهيوني، إذ عكست الحرب هشاشة القدرة العسكرية الدفاعية والجبهة الداخلية، وفشل منظومة القبة الحديدية، وكان هذا مع قدرات قطاع غزة المتواضعة؛ فماذا لو كانت الردود من إيران؟!
    خلاصة القول: من أبرز الرسائل التي تحملها تلك الحرب المجيدة هو أن قطاع غزة البوابة الأولى للدفاع عن الأمن القومي العربي والإسلامي، وأن زيادة الدعم لفصائل المقاومة الفلسطينية تمثل مصلحة إستراتيجية لتلك الدول.


















    المرابطون.. رأس حربة حماس في المواجهة القادمة

    بقلم عدنان ابو عامر عن المركز الفلسطيني للاعلام
    منذ أواخر شهر أكتوبر الماضي تمر الحدود الشرقية لقطاع غزة مع الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48، بتوتر غير مسبوق منذ انتهاء الحرب الأخيرة في نوفمبر 2012، ولاسيما بعد كشف النفق الأخير شرق مدينة خانيونس، وما تلاه من سقوط عدد من الشهداء الفلسطينيين والجرحى الإسرائيليين. وتتوجه الأنظار في هذه الأجواء الساخنة بين غزة والاحتلال الاسرائيلي لما يعرف بين الفلسطينيين بـ"وحدات المرابطين"، التابعة لكتائب القسام الجناح العسكري لحماس، والمنتشرين على الحدود، من رفح إلى بيت حانون.
    وتتركز مهام وحدات المرابطين في حراسة المناطق الفلسطينية المعرضة للاجتياح الإسرائيلي، والرصد والاستطلاع، وتؤدي معظم أعمالها في ساعات الليل، وتكون عادة في أماكن متقدمة مع خطوط التماس مع قوات جيش الاحلال الإسرائيلي. كما أنهم يراقبون ويحرسون ثغور قطاع غزة بشكل متواصل، وعلى مدار الساعة، وطوال أيام العام، وهناك تعليمات واضحة لهم بعدم مغادرة مواقع الرباط والثغور، وهو أمر اعتيادي منذ تشكيلها، ويلاحظ أن تسليح مجموعات المرابطين وتجهيزهم متشابه، فكل مجموعة لديها عبوات جانبية وأخرى أرضية، بعضها يتم زرعه بشكل ثابت، وآخر يتم استخدامه ونقله حسب الحاجة، ويحمل أفراد كل مجموعة قذائف مختلفة ومتنوعة. فيما يحرص المرابطون على تغطية برنامجهم القتالي بشكل يومي كل ساعات الليل، وهناك أيام مناوبة معدة سلفاً لكل مجموعة، وهو عمل منظم وصعب، لكن المهمة الأساسية المناطة بهم هي الإنذار المبكر والتصدي للاجتياحات الإسرائيلية.
    ولتقريب الصورة الميدانية عن عمل "المرابطين"، يمكن رسم سيناريو عملي لطبيعة عمل الوحدات لمواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي، فلو كان لديهم 10 مجموعات مرابطة تقوم بمهامها، وموزعة على مواقعها، وفجأة وصل بلاغ عن حشودات عسكرية إسرائيلية تمهيداً لعملية اجتياح، يتم تعميم البلاغ على كافة المجموعات العشرة، ثم يتم استنفار باقي المجموعات خارج المناوبة. وإذا زادت الحشودات بشكل يوحي باحتمال وقوع اجتياح إسرائيلي وشيك، يتم نشر مجموعات أخرى في الخطوط الوسطى والخلفية، ولا يقتصر الأمر على الوحدات المناوبة المتقدمة والقريبة من خط التماس، كما يتم مراعاة النطاق الجغرافي، وتوقع محاور الاجتياح وهدفه، وعلى ضوئه يتم توزيع المجموعات، حيث لديهم خرائط جغرافية خاصة معدة سلفاً، وكل مجموعة تعرف موقعها ومهمتها.
    وحول خطوات مواجهة أي تقدم عسكري إسرائيلي داخل حدود غزة، فإن أهم سلاح لوحدات المرابطين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي هي العبوات الموجهة، بحيث يتم وضعها وتحريكها حسب الحاجة، والقذائف المضادة للدروع "الآر بي جي"، وعند بدء الاجتياح تتوزع المسئولية على القادة الميدانيين لكل منطقة ومجموعة، للتعامل والتصرف مع المعطيات في الميدان، وهنا لا يمكن الرجوع في كل مهمة للقائد الميداني العام، لأن المواجهة تكون قاسية.
    وتمتلك كتائب القسام عدة صفوف وألوية من المرابطين، يتصدون في عدة محاور من قطاع غزة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بتكتيك جديد وغير معروف له، ولم يسبق أن تقدم في منطقة لم نرغب بالتقدم فيها، بل كان كل تمركزه في المناطق المفتوحة والمكشوفة، أملاً منه أن يأتي له المقاتلون لصيدهم، إلا أن ذلك لم يحدث".
    ورغم عدم توافر إحصائيات دقيقة عن أعداد المرابطين، لكن التقديرات السائدة أن مقاتلي كتائب القسام عموماً يقتربون من 20 ألفاً، المرابطون جزء أساسي منهم، دون معرفة نسبتهم بالتحديد، موزعين على 5 ألوية عسكرية، في مناطق: رفح، خان يونس، دير البلح، غزة، جباليا.
    هذه التقسيمات جغرافية حسب محافظات غزة الخمس، وينقسم كل لواء لكتائب، وكل كتيبة لعدد من السرايا، وكل سرية لعدة فصائل، وكلُّ فصيل لعدة مجموعات؛ تضم كل منها 11 مقاتلاً، وتنقسم إلى زمرتَيْن، تضم كل منهما 5 مقاتلين، إضافة لقائد المجموعة، وتوزع المهام بينهم لإطلاق الصواريخ المضادة للدبابات، القناصة، وحدة هندسة لنصب العبوات وتشغيلها.
    وتعتبر أهم مجموعات وحدات المرابطين الخاصة بـ"الرصد والمتابعة"، ومهمتها مراقبة تحركات الجيش الإسرائيلي حول القطاع، ومتابعة تحرُّكات المستوطنين في المعسكرات المحيطة لرصد الثغرات الأمنية، واستغلالها، بجانب وحدات "الاستشهاديين"، لتنفيذ عمليات استشهادية ضد القوات الإسرائيلية، وقد جرى تطوير أسلوبها فيما عرف بـ"الاستشهاديين الأشباح".
    المفاجأة المدهشة أن مقاتلي القسام يتسابقون بينهم على الانخراط في وحدات المرابطين، وتنفيذ الهجمات ضد الجيش الإسرائيلي، مما يُظهِر ارتفاعاً للروح المعنوية، باعتبار أن الكثير منهم في الخطوط الأمامية من حفظة القرآن الكريم، كما اعتادوا على اتباع تكتيك محترف في مواجهة عمليات التوغل، يتمثل بنصب الكمائن، وفتح ثغرات في البيوت وعبرها، ينتقلون من خلالها، يكمنون للجنود داخلها، وقد تمكنّوا من السيطرة على المناطق التي يتوغلون فيها.
    أخيراً..يتضح أن المواجهات السابقة التي خاضها المرابطون مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، منحتهم فائدة كبيرة لمعرفة الطرق التي تسلكها آلياته العسكرية، عبر وضع خطة التصدي لها، من خلال تفخيخ المداخل، وزرعها بالعبوات الناسفة الجانبية، ونشر من يحملون قذائف "آر بي جي" لإعاقة تقدمها، وحصرها داخل "مصيدة" العبوات الناسفة، مما يفسح المجال للتنبؤ بأن المرابطين سيكونون رأس الحربة لحماس في المواجهة القادمة مع الاحتلال .
















    منهاج التربية الوطنية وطني بامتياز

    بقلم مصطفى الصواف عن الراي
    عاد بي الزمن إلى الوراء خمسة وأربعين عاما يوم أن كنت في المرحلة الإعدادية وتمنيت أن أكون اليوم في هذه المرحلة العمرية والتعليمية حتى أنعم بالمعرفة الحقة عن فلسطين وطني وأرضي وشعبي وقياداتي وعقيدتي وأخلاقي وتاريخي وجغرافيتي وسياستي ومعرفة عدوي وفكره وأخلاقه وجرائمه.
    كل هذا حدث وأنا اقلب صفحات الكتب الثلاث للتربية الوطنية التي أخذت طريقها إلى أبنائنا في مدارس قطاع غزة، هذا المنهاج الذي وضع بأيدي فلسطينية وعقول وطنية حرة غير مرتبطة باتفاقيات أو اشتراطات متحررا من مراقبة الاحتلال وتدخلاته فيما يتلقاه الطالب الفلسطيني في مدارس فلسطينية وليست مدارس تابعة للمحتل.
    يوم كنا في هذه المرحلة التعليمية والسنية من العمر كان الاحتلال الصهيوني هو الذي يسيطر على كل مفاصل الحياة وكان المنهاج الذي يدرس لنا وهو منهاج مصري كنا عندها ندرس تاريخ مصر وحضارة الفراعنة وجغرافية مصر ونيلها وتضاريسها وكذلك العالم العربي دون الحديث عن فلسطين أرضا وشعبا وثورة ومقاومة وأخلاقا وقيما وحضارة.
    اليوم الوضع بات مختلفا وأصبح تاريخنا وجغرافيتنا تكتب بأيدي مفكرينا وأساتذتنا ومجاهدينا ومربينا الذين تشربوا فلسطين ورضعوها في حليبهم الذي رضعوه منذ نعومة أظفارهم ويوم أن وضعتهم أمهاتهم متسلحين بالإيمان والعقيدة والإرادة الحرة والتي أعادت الحياة لتاريخ حاولوا طمسه وشعب فكروا أنه هجر أرضه وعقيدته وحبه لترابه ومدنه وجباله وقادته، وجهاده وأخلاقه.
    عندما يتحدث المنهاج الجديد عن الشعب الفلسطيني الذي ولد ونما وترعرع وأبدع، وتجذر عمقه التاريخي، وموروثه الثقافي، وبعده الحضاري والإنساني وامتداد جذوره في هذه الأرض لينسج علاقة عضوية لا انفصام لها بين الأرض والشعب والتاريخ فتشكلت ملامح هويته الخالدة التي استعصت علي كل محاولات الطمس والتشويه والتهويد، هو يتحدث عن حقيقة وواقع غاب عن طلابنا على مدى سنوات طويلة حتى يبقى هذا الطالب يعيش بعيدا عن تاريخه وثقافته وهويته هذا يعني أننا نعد جيلا يعرف حقيقته ومكانته وفي نفس الوقت يعرف عدوه ويتعلم كيف يتعامل معه الأمر الذي يقرب المسافات لأنه يزرع في النفوس أن هناك حقا مغتصبا بحاجة إلى استرداد وهذا الاسترداد يحتاج إلى معرفة حقيقية عن الأرض المغتصبة.
    عندما تحتوي كتب التربية الوطنية حديثا عن الثقافة الفلسطينية الأصيلة واعتبارها نابعة من تفاعل الفلسطيني مع أرضة ووطنه وبيئته، ويتطلب الحفاظ علي أصالة هذه الثقافة الحفاظ علي التراث، وكل ما ورثناه من أبائنا وأجدادنا منذ القدم، مما له صله بقيم شعبنا الفلسطيني، وأصوله، وامتداده التاريخي والحضاري، هنا يرد المنهج الطالب إلى أصوله الحقيقية من خلال التركيز على أننا شعب له ثقافة وهذه الثقافة تفاعلية نتجت عن تفاعل بين عناصر أساسية ورئيسة مكونة من الإنسان والأرض راسخة وضاربة بجذورها في عمق الأرض.
    يستعرض المنهاج تاريخ وحضارة مليئة بالقيم التي تدل علي الحيوية والتمسك بالأرض والهوية، كقيم الصمود والثبات، والانتماء للأرض والوطن، والتضامن، والتضحية والجهاد، والإكبار للشهداء والأسرى والجرحى، والاستبشار بالنصر، والإيمان بحق العودة واللاجئين، وحب المقدسات وغيرها من القيم التي مازالت تقبع في ذاكرة كل فلسطيني حر.
    كما بثت المناهج قيم مجتمعية أصيلة كالكرم، والشجاعة، والأخوة، والمروءة، والصدق، والوفاء، والصبر، والرحمة، والعدل، وبر الوالدين، وصلة الرحم، واحترام العمل، وطلب العلم وغيرها من القيم التي تشكل جزءاً من هويته الثقافية، والتي تعيد للطالب إلى أصوله العريقة وأخلاقه الكريمة العربية الأصيلة.
    مزج المنهاج بطريقة فريدة وعجيبة بين العقيدة والتاريخ والجغرافية والسياسة في توليفة تجعل الطالب يعيش تاريخه وحضارته مرتبطة بدينه وحقه وطريقة التخلص من عدوه والتأكيد على طريق الجهاد والمقاومة، وان الاستقرار في المنطقة مرهونا بتحرير فلسطين، وتحقيق حقوق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
    المنهاج كان وطنيا بامتياز فكان تربية وطنية حقه شملت كل ألوان الطيف السياسي وقادته ومقاوميه وبطولاته وعملياته الجهادية والاستشهادية ورموز عمله الوطني عبر تاريخ طويل شمل فلسطين كل فلسطين الممتدة من رأس الناقورة شمالا وحتى أم الرشراش جنوبا ربط فيها المنهاج بين الماضي السحيق من عهد الكنعانيين في تسلسل سلس وسهل ولغة مفهومة دون تعقيد في المصطلح ودون إغفال لأي مرحلة من تاريخ الحركة الوطنية وصولا إلى اللحظة الحاضرة الشاهدة للتاريخ والحضارة مع نظرة مستقبلية تبعث على الأمل وتؤكد على حقيقة أن فلسطين كل فلسطين للشعب الفلسطيني وأن هذا الكيان إلى زوال وان المقاومة طريق التحرير.



















    يا شماتة "نتنياهو" فينا

    بقلم خالد معالي عن الراي
    التفجيرات التي حصلت مؤخرا في لبنان وسيناء، وراح ضحيتها أناس أبرياء، وكذلك التفجيرات التي تحصل أو ستحصل في بقية المنطقة العربية؛ تشير إلى أن المنطقة ستشتعل قريبا بحرب أهلية طاحنة لا يعلم مداها إلا الله، ويا لشماتة "نتنياهو" فينا!.
    يشمت، ويفرح "نتنياهو" ويبتهج كثيرا عند رؤيته جنود مصريين يقتلون، ويسر كثيرا لرؤيته قتلى في الضاحية الجنوبية في لبنان؛ لأنه وبكل بساطة يعتبر كل المسلمين أعداء له، سواء كانوا من إيران أو مصر، أو سوريا. "نتنياهو" يستثمر أي قضية خلاف عربية أو إسلامية لصالحه بتعميقها وتقويتها.
    ما يوجع القلب والعقل معا؛ هو نجاح "نتنياهو" ومعه الغرب بتفريق المسلمين لطوائف، وتيارات متناحرة، ولسنة وشيعة، فكلنا مسلمين ولا يجوز أن نتفرق، فالفرقة تبقي يد دولة الاحتلال هي الطولى، لتصول وتجول كما تشاء.
    أيا كان من يقف خلف التفجيرات الأخيرة؛ هو لا يخدم الإسلام ولا القضية الفلسطينية؛ بل يخدم الاحتلال؛ لأنه بكل بساطة يقتل ويستبيح الدم، بغير ما أحله الله، وهناك طرق أخرى كثيرة سليمة وغير عنيفة يمكن العمل من خلالها لإبراز أي قضية وتحقيق نتائج مرجوة منها، لا تصل حد القتل والعنف الغير مبرر على الإطلاق.
    كنا نتمنى أن يسقط القتلى والجنود شهداء خلال مواجهة أو حرب مع الاحتلال؛ وليس خلال داحس والغبراء، وتمزيق بعضنا البعض، شر ممزق، ونصبح فرجة لدول وشعوب العالم، يضحكون على جهلنا وتخلفنا.
    في ظل التعقيدات التي تحصل في المنطقة العربية؛ صار الحليم حيرانا. سهل جدا على طرف ما أن يفبرك أحداث وقصصا كثيرة؛ وكل جهة تتبنى عمل ما بشكل أو آخر؛ وقد تكون هي فعلا أو غيرها من قام به؛ ولكن بالإجمال العنف والدم والقتل والتفجيرات وقتل الناس الآمنين لا يخدم أية قضية؛ بل يخربها ويعطلها.
    خطأ قاتل يحصل في منطقتنا العربية، بان يتحول الصراع مع الاحتلال والاستعمار؛ الى صراع ما بين سنة وشيعة، وصراع ما بين قوى سياسية معينة مع قوى أخرى، وتكون اللغة المتعارف عليها بينهم هي لغة الدم؛ بدل لغة الحوار والتفاهم؛ فهذا ضرب من الجنون واللاعقلانية، والسير نحو الهاوية بسرعة.
    من حق أي دولة في العالم ان تبحث عن أسباب القوة؛ وهو ما ينطبق على دولة إيران؛ بالمقابل أين نحن العرب من أسباب القوة والعزة؛ ألسنا نهدر أموالنا بلا طائل! ونفتش عن عيوب بعضنا البعض! ونقتل بعضنا البعض! ونزيف ونفبرك الحقائق! ونتراجع سنوات للخلف! فيما دول العلم تبحث عن أسباب القوة والمنعة، والتقدم والازدهار.
    دولة الاحتلال هي حالة تاريخية طارئة، وخلل مؤقت في الجسم العربي والإسلامي، سيزول سريعا؛ ولكن بالمقابل لن يزول هذا الخلل ما دامت الصراعات والخلافات تشتعل بين بعضنا البعض؛ ولذلك وجب أن تتوقف الصراعات والخلافات، ونعمل لذلك عبر جهود الأوفياء والشرفاء؛ حتى نتفرغ، ونقرب ساعة رحيل الاحتلال. فهل نحن فاعلون؟!




    لمن القرار؟!

    بقلم يوسف رزقة عن الراي
    لا تحالف أ قوى من التحالف الأميركي الإسرائيلي. تسيبي ليفني أزعجها هجوم نيتنياهو على وزير الخارجية الاميركي جون كيري مؤخراً، فاحبت ان تعلق الجرس، فقالت: علينا ان نتذكر ان حليفنا الرئيس هو اميركا وليس فرنسا. ليفني تشعر بقلق بالغ للهجوم الاعلامي في الصحف العبرية على أوباما وكيري. الهجوم تجاوز السياسة، الى الأبعاد الشخصية، وخرج في نظرها عن اللياقة التي تتميز بها العلاقة بين حاليفين، يحتاج احدهما الى الأخر، ولا يستغني أحدهما عن الآخر.
    ليفني ليست الرجل الاول في دولة الاحتلال، لذا فنظرتها في نظر نيتنياهو قاصرة. هي لا ترى الخطر الكامن في ثصريحات كيري عن لانتفاضة الثالثة، ولا الخطر الكامن في الاتفاق الإيراني الاميركي. نيتنياهو يرى في الاتفاق خطرا كبيرا، وان اميركا وقعت في الفخ الإيراني، و ( لا اتفاق الآن خير من اتفاق سيء). ئم
    نيتنياهو حصل على ما نسبته ٥٢٪ من الجمهور لتأييد موقفه. نيتنياهو دشن المواجهة في ثلاث اتجاهات متوازية.
    الاتجاه الاول يسير بحسب خطة إعلامية منظمة لانتقاد الاتفاق المحتمل، وبيان مخاطره، ونزع المصداقية عن القيادة الإيرانية، واتهامها بالمخادعة، والمناورة. مع اتهام المطالب الفلسطينية بالشذوذ.
    والاتجاه الثاني جمع تحالف غير معلن من فرنسا ودول إقليمية لتعطيل الاتفاق، أو لدفع الطرف الاميركي الى تشديد مطالبه، و التهديد بتشديد الحصار، مع إبقاء حق اسرائيل في التصرف الأحادي وتدمير مصادر الخطر على الطاولة.
    والاتجاه الثالث يقوم على تحريك اللوبي الصهيوني، واللوبي الجمهوري في مجلس الشيوخ لعرقلة الاتفاق، وتشديد العقوبات على ايران، الى ان تسلم بما سلمت به سوريا في صفقة الكيمياوي.
    في اسرائيل حكومة تشعر انها صاحبة القرار في هذا الملف، وان الخطر الذي يحيط بها لا يحيط بأمريكا، واللافت للنظر ان حكومة نيتنياهو أجرت دمجا إعلاميا بين ملف ايران وملف المفاوضات، ودشنت حملة هجوم على جون كيري، وهنا يجدر بنا قراءة فقرة قصيرة من هذا الهجوم.
    ( المفاوضات السياسية هي الطفل المدلل لوزير الخارجية كيري، أفكار كيري ببساطة لا ترتبط بالواقع. وهو يعظنا ويهددنا بجملة عن الانتفاضة الثالثة، هو يمنح الشرعية للتوجه الفلسطيني أحادي الجانب للذهاب الى منظمات الامم المتحدة. هذا الرجل يعطي شرعية للسلوك الفلسطيني الشاذ. هو ليس وسيطا نزيها).
    هذا الهجوم بلغ درجة اتهام كيري بانه كان مؤيدا لأسطول مرمرة لفك الحصار عن غزة، أي بدأت الصحف تبحث في التاريخ لمحاصرة كيري وإدارة أوباما في الملفين الإيراني والفلسطيني، لإجبار الإدارة الاميركية للقبول بالملاحظات الإسرائيلية، أو الاستعداد لترك البيت الأبيض الى الجمهوريين. نيتنياهو يبدو واثقا من النجاح، ويبدو ان لديه أوراقا عديدة لإخضاع الإدارة الاميركية لرؤيته.
    ما اود قوله ان ما قدمه كيري واوباما في ملف الكيمياوي السوري لإسرائيل لم يقدمه غيره لها، ومع ذلك لا يحق له الاتفاق مع ايران بعيدا عن اسرائيل، ولا يحق لكيري وعظ اسرائيل في ملف المفاوضات.
    هذا المنطق شاهد فذ يدفعنا الى القول بان اسرائيل هي التي تحكم القرار في واشنطن فيما يتعلق في منطقتنا العربية والشرق الأوسط. والى القول بأن اسرائيل اقتسمت قرار المنطقة مع اميركا وغيرها من الدول الكبرى، وليس لهذه الدول الحق في تجاوزها. في النظام العربي أطراف تقفز عن هذا المنطق، لانها لا تريد الحقيقة، لأن معرفة الحقيقة متعب، ويتطلب سياسة مغايرة لما هو قائم. العربي لا يحب التعب.
    خطاب الدكتور رمضان شلح

    بقلم حسن أبو حشيش عن الرأي
    الدكتور رمضان شلح أحد قادة الشعب الفلسطيني، يشغل الآن منصب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي، وهو خليفة مؤسس الحركة الشهيد المفكر الدكتور فتحي الشقاقي الذي اغتاله الاحتلال خارج فلسطين .
    شلح خاطب الشعب الفلسطيني من مكان إقامته في الشتات وعبر تكنولوجيا الاتصال من خلال حضور المئات من قادة الفصال والنخب السياسي والإعلامية والفكرية في غزة .
    جاء خطابه بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لحجارة السجيل، والذكرى السنوية لتأسيس الجهاد الإسلامي . بانت عبارات القوة في خطابه، ووضع النقاط على الحروف، لم يجامل، ولم يُهادن ولم يكن هدفه العلاقات العامة . بل أعلن صراحة وفي ظل وجود قادة فصائل منظمة التحرير : أن برنامجها فاشل، ولم يعد قائما، وأن خيار المفاوضات لن يُحقق لشعبنا ما يطمح إليه، ولن يجلب الحقوق، ولن يحافظ على الثوابت والمقدسات .
    ورفع من شأن المقاومة، وأعلن بصراحة وبوضوح أن فوزر حركة حماس في الانتخابات الاخيرة عام 2006 م دليل على انتصار المقاومة، وأن حماس ستبقى رأس حربة العمل المُقاوم، وأنها لم تترك المقاومة .
    كلمات منصفة في زمن عز فيه الإنصاف، وعبارات وطنية في زمن يُراد فيه شيطنة الوطن ومقاومته . إنني أرى أن هذا الخطاب الصريح والواضح والجريء يُضاف لسلسة الفعاليات التي تشهدها ساحات قطاع غزة احتفالا بحجارة السجيل، والتي من شأنها أن تؤسس لعهد فلسطيني داخلي جديد، وكأن الشعب يقول أن القوة العسكرية التي ظهرت في غزة من فصائل العمل المقاوم وأهمها كتائب القسام وسرايا القدس تحتاج لوحدة موقف ميداني، ووحدة موقف سياسي، ولحمة اجتماعية تُنهي الكدر الذي صنعه الاحتلال عبر تشجيعه لسياسات خاطئة تؤدي للانقسام وللتفرقة وللشرذمة ... كما أرى أنه يتصل بلغة خطاب هنية الوحدوي، وبلقائه مع الفصائل الوطنية مؤخرا .
    بعد ذلك ننتظر ترجمة عملية لكل هذه التحركات والخطابات.










    إسهام انقلاب السيسي الحاسم في دعم الاقتصاد الصهيوني

    بقلم صالح النعامي عن فلسطين الآن
    إن كان في حكم المؤكد إن الانقلاب في مصر قد خدم الكيان الصهيوني من ناحية إستراتيجية وأمنية سياسية، فإن إسهامه في تعزيز الاقتصاد الصهيوني لا يقل أهمية، بل قد يكون أكثر خطورة. ففي الوقت الذي تغرق فيه مصر في أتون أزمة اقتصادية مهلكة تسبب بها الانقلاب، فإن ذات الانقلاب يعتبر مسؤولاً عن تعزيز نمو الاقتصاد الصهيوني، ومنح الحكومة " الإسرائيلية " المزيد من الأدوات للتعاطي مع التحديات الاقتصادية التي تواجهها. قد يستغرب البعض هذا الحكم، لكن الأرقام تتحدث عن نفسها، وتظهر بشكل لا يقبل التأويل دور الانقلاب في رفد الاقتصاد الصهيوني بشكل كبير.
    توفير عشرات المليارات
    إن أوضح مثال للمقارنة بين تأثير حكم مرسي وحكم الانقلابيين على الاقتصاد الصهيوني يتمثل في حجم الفاتورة الاقتصادية التي رأت إسرائيل إنه يتوجب عليها دفعها من أجل مواجهة حكم مرسي، مقابل التراجع عن دفع هذه الفاتورة لمجرد وصول الانقلابيين للحكم. لقد كان واضحاً بالنسبة لدوائر صنع القرار في الكيان الصهيوني إن " إسرائيل " ستدفع ثمناً اقتصادياً باهظاً بعد فوز مرسي، بسبب المتطلبات الباهظة لإعادة بناء قوتها العسكرية في أعقاب فوز مرسي. فبعد أقل من 24 ساعة على إعلان فوز مرسي، وحتى قبل توليه مقاليد الحكم طالبت هيئة أركان الجيش الإسرائيلي وزارة المالية بتحويل ما قيمته 4.5 مليار دولار بشكل عاجل لموازنة الأمن وذلك لتمويل متطلبات إعادة بناء قيادة الجبهة الجنوبية في الجيش والمكلفة بمواجهات التحديات الناجمة عن التحولات المتوقعة في السلوك المصري تجاه إسرائيل في المرحلة المقبلة. مع العلم أن هذه القيادة كانت تحظى بالإهتمام الأقل من بين قيادات الجيش الإسرائيلي الأخرى ( صحيفة معاريف، 28-6-2012 ).
    وقدم وزير الخارجية الصهيوني أفيغدور ليبرمان تصوراً لإعادة بناء القوة العسكرية الإسرائيلية في أعقاب فوز مرسي يكلف عشرة مليارات دولار. في حين إن كل من دان هارئيل، الذي شغل في الماضي منصب نائب رئيس هيئة الأركان وقائد المنطقة الجنوبية في الجيش والجنرال إيتان بن إلياهو، الذي شغل منصب قائد سلاح الجو الإسرائيلي، قدما تصوراً حول ما يتوجب على إسرائيل القيام في أعقاب فوز مرسي يكلف خزانة الكيان الصهيوني 30 مليار دولار على الأقل، ويتضمن التصور القيام بالخطوات التالية: ( يديعوت أحرنوت، 25-7-2012)
    1- تشكيل فرق عسكرية جديدة، وزيادة عدد عناصر ألوية المشاة بشكل كبير.
    2- تعاظم الاستثمار في مجال التدريبات والمناورات التي تحاكي حروب كبيرة في المستقبل وتراجع الاهتمام بالتدريب على العمليات الخاصة والنخبوية.
    3- تكثيف جمع المعلومات الاستخبارية، سيما حول كل ما يتعلق بالأوضاع في مصر، سواء بواسطة شعبة الاستخبارات العسكرية أو الموساد.
    4- إعادة تشكيل قيادة المنطقة الجنوبية بشكل يتناسب مع التحديات التي قد تسفر عنها التحولات في مصر، مع التأكيد على إنه من المرجح أن تصبح هذه القيادة أهم مكون في الهيئات القيادية داخل الجيش.
    5- توسيع سلاح الجو الإسرائيلي وتعزيزه بالمزيد من أسراب الطائرات من مختلف الأنواع.
    6- الحاجة إلى بناء مطارات وقواعد جوية جديدة، توسيع القواعد القائمة، سيما في النقب.
    7- توظيف موارد مالية لتمويل الأنشطة العسكرية المتعلقة بمواجهة العمليات التي يمكن أن تنطلق من سيناء. فحسب كل من هارئيل وإلياهو فإن تحديات أمنية ستنجم عن تقلص مظاهر التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر في عهد مرسي، حيث توقعا إن تتحول صحراء سيناء إلى مصدر تهديد كبير لإسرائيل، مما يعني زيادة معدلات تهريب السلاح إلى غزة وتعاظم نسبة المتسللين من العمال الأجانب عبر الحدود المصرية إلى " إسرائيل "، مع العلم إن ظاهرة العمال الأجانب باتت تمثل قنبلة ديمغرافية في إسرائيل. ورأى الإثنان إن هذه التحديات تفرض إضافة موارد مالية لمواجهتها. وبالفعل فقد استجابت الحكومة الإسرائيلية لهذه التوصيات وبدأت في تطبيقها، وعلى رأس ذلك تدشين جدار أسمنتي على الحدود بين مصر و" إسرائيل " بكلفة ملياري شيكل ( 455 مليون دولار) لمواجهة عمليات التهريب يشكل مثالاً على كلفة التحديات المستجدة بعد الثورات العربية.
    ومن الواضح إن الانقلاب وعزل مرسي قد وفر على إسرائيل كل هذه التكلفة المالية الباهظة، وبالفعل تراجعت إسرائيل عن القيام بهذه المشاريع، مما أتاح لها استثمار المال الذي يفترض أن ينفق في تدشينها في تعزيز بنية الاقتصاد الصهيوني.
    العوائد المالية لحفاظ الانقلابيين على اتفاقية " كامب ديفد "
    انطلقت إسرائيل من افتراض مفاده إن تواصل حكم مرسي والإسلاميين بشكل عام سيؤدي حتماً إلى الغاء اتفاقية كامب ديفيد، مما يعني قلب البيئة الإستراتيجية لإسرائيل رأساً على عقب. فحسب دراسة إسرائيلية صدرت عن " مركز بيغن السادات للدراسات الإستراتيجية "، التابع لجامعة " بار إيلان "، ثاني أكبر الجامعات الإسرائيلية، فإن الرئيس مرسي كان يعد العدة بصمت لإلغاء " كامب ديفيد. وحسب الدراسة التي أعدها المستشرق ليعاد بورات، وصدرت بعد الانقلاب، فإن مرسي عمل وفق مخطط شامل ومتكامل يقوم على اقتناص الفرص لتوفير الأرضية لإلغاء الاتفاقية. وإن كانت اتفاقية " كامب ديفيد " تمثل حجز الزاوية في نظرية " الأمن القومي " الصهيوني، بسبب دورها في تعزيز البيئة الإستراتيجية، فإنها لعبت دوراً حاسماً في تعزيز الاقتصاد الإسرائيلي، بل يمكن القول إنها التطور الأكبر الذي أسهم في تنامي الاقتصاد الصهيوني على مدى العقود الأربعة الماضية.
    ومن الواضح إن عزل مرسي وقدوم الانقلابيين، الذين لا يساور أحد شك في مدى التزامهم بهذه الاتفاقية، يعني ضمان تعزيز الاقتصاد الصهيوني. ومن الأهمية بمكان أن نركز على الكيفية التي أسهمت فيها " كامب ديفيد " في تعزيز الاقتصاد الصهيوني. فحتى يتضح حجم تأثير السلام مع مصر في تحسين الأوضاع الاقتصادية في إسرائيل، فإنه من الأهمية الإشارة إلى حقيقة أن أحد الاستخلاصات الصهيونية من حرب عام 1973، ولمنع المزيد من الإخفاقات العسكرية في المستقبل، كان قرار حكومة غولدا مائير عام 1974، مضاعفة حجم موازنة الأمن تقريباً لتبلغ 47% من الموازنة العامة للدولة و37% من إجمالي الناتج المحلي، وهي خطوة غير مسبوقة، وذلك لتغطية حجم النفقات التي تطلبتها عملية إعادة بناء الجيش " الإسرائيلي " وفرقه وألويته، سيما في الجبهة الجنوبية في أعقاب الحرب.
    وللتدليل على حجم التحول الذي طرأ على مبنى موازنة الأمن في أعقاب هذه الخطوة، فإننا نشير إلى إن موازنة الأمن للعام 2013 تبلغ حوالي 55 مليار شيكل (حوالي 18 مليار دولار )، وتعتبر أكبر موازنة على الإطلاق في تاريخ إسرائيل، لكنها في نفس الوقت تمثل فقط 15.1% من الموازنة العامة للدولة، و6% من إجمال الناتج المحلي، الذي يبلغ 864 مليار شيكل ( حوالي 201 مليار دولار)، وهذه أدنى نسبة تقتطعها موازنة الأمن من الناتج المحلي في تاريخ " إسرائيل " على الإطلاق.
    ونظراً لحجم الكارثة الاقتصادية التي حلت بإسرائيل في أعقاب حرب 1973، فقد أطلق خبراء الاقتصاد على العقد الذي تلا الحرب مصطلح " العقد المفقود "، حيث أن قيمة ما دفعته " إسرائيل " خلال هذا العقد من مستحقات على فوائد ديونها الخارجية فاق حجم ما خصصته من موارد لموازنات: التعليم والصحة والرفاه الاجتماعي والإسكان مجتمعة. أي أن تعاظم القوة العسكرية لإسرائيل في أعقاب الحرب جاء على حساب النمو الاقتصادي، حيث إن الكيان الصهيوني كاد أن يعلن إفلاسه لولا الخطة الاقتصادية الشاملة التي وضعتها حكومة الوحدة الوطنية عام 1985.
    ولقد مكن تقليص موازنة الأمن في أعقاب توقيع معاهدة " كامب ديفيد " إسرائيل من توجيه الموارد الذاتية والخارجية لسداد فوائد الديون، بالإضافة إلى إن جزءً من التقليص في موازنة الدولة تم توجيهه لقطاعات الصحة والتعليم والإسكان، أي أن " السلام " مع مصر وما نجم عنه من حالة استقرار أسهما بشكل تدريجي في تمكين صناع القرار في تل أبيب من إعادة بلورة جدول الأولويات الإسرائيلي بشكل مكن من تجاوز الأزمة الاقتصادية من جانب، ومن جانب آخر ساعد الكيان على الإنطلاق لتنفيذ مشاريع ضخمة أسهمت في تعزيز النمو وتقليص مظاهر الركود والتضخم وخفض معدلات البطالة بشكل ملحوظ. ولقد كان أحد أهم مظاهر استفادة إسرائيل من الواقع الجديد نجاحها من استيعاب موجات الهجرة اليهودية الضخمة من الدول التي كانت تشكل الإتحاد السوفياتي أواخر الثمانينيات ومطلع التسعينيات من القرن الماضي. ويرى الخبير الاقتصادي شلومو ماعوز أن موجات الهجرة اليهودية هذه قد عززت الاقتصاد الإسرائيلي بجلب الكثير من أصحاب المؤهلات و الفنيين والخبراء في مجال التقنيات المتقدمة، وهو ما أدى إلى تعاظم التصدير والنمو الاقتصادي بشكل كبير، حيث قفزت نسبة أصحاب الكفاءات العلمية من إجمال السكان من 10% إلى 20% ، وهذا كان له دوره في إحداث طفرة في عوائد التصدير للخارج من 50 مليار دولار سنوياً، قبل موجات الهجرة، إلى 80 مليار، بعد هذه الموجات ( موقع واي نت، 12-5-2010. ).
    الخوف من تقليص معدلات النمو
    وقد حذر المحللون الاقتصاديون في " إسرائيل " من إن إسقاطات فوز مرسي لا تتمثل فقط في زيادة نفقات الأمن بشكل كبير، بل أن هناك مخاوف أن يسهم هذا التحول، وما يتبعه من تحديات اقتصادية في تقليص معدلات النمو وبروز مظاهر الركود الاقتصادي، مما سيجد ترجمته في تراجع إجمال الناتج المحلي الإسرائيلي بشكل كبير. وهذا يعني مضاعفة الحيز الذي تشغله موزانة الأمن من كل من الموازنة العامة للدولة ومن إجمالي الناتج المحلي، أي إن إسرائيل – وفق هذه التوقعات - مهددة بالعودة- لنفس الظروف التي مرت فيها بعد حرب عام 1973، مع كل ما يعنيه هذا من استحالة النمو إلى ركود، واستفحال التضخم.
    وهناك من رأى في أعقاب فوز مرسي إن تعاظم مستويات الإنفاق الأمني المتوقع ستدفع إسرائيل لانتهاج سياسة تقشف اقتصادية، ستجبر مخططي السياسة الاقتصادية الإسرائيلية على التراجع عن توجهاتهم السابقة لتقليص الضرائب، على اعتبار أـن المبدأ السائد في إسرائيل يقول إنه عند المفاضلة بين المناعة الأمنية والمناعة الاجتماعية يتوجب تفضل الخيار الأول بدون تردد. وضمن مظاهر السياسة التقشفية التي نصح بها هؤلاء المحللين في أعقاب فوز مرسي: التراجع عن التوجه الذي كان سائداً والمتمثل في تقليص الضرائب، بل إنه بات يتوقع حالياً أن هناك من حذر من أن يؤدي تعاظم الانفاق الأمني إلى تراجع في حجم فائض الداخل القومي السنوي بشكل كبير، مع العلم إن هذا الفائض يستخدم عادة في تمويل مخصصات الضمان الاجتماعي للجمهور، سيما للطبقات الضعيفة في المجتمع الصهيوني.
    زيادة الارتباط بالولايات المتحدة
    وهناك من المحللين الإسرائيليين من حذر إن زيادة النفقات الأمنية المتوقعة في أعقاب فوز مرسي سيفضي إلى تعميق ارتباط إسرائيل بالولايات المتحدة، مما يقلص من استقلالية القرار السياسي الإسرائيلي. ويرى الباحث في الشؤون الاستراتيجية عومر جندلر إن إسرائيل لا يمكنها أن تزيد موازنة الأمن بشكل كبير بدون مساعدة خارجية، سيما في ظل الأزمة الكبيرة التي يمر بها الاقتصاد العالمي، حيث إن قدرة إسرائيل على تجنيد ضمانات مالية محدودة جداً، وهو ما يعني إن الخيار الوحيد المتاح أمام إسرائيل سيكون التوجه للولايات المتحدة لمطالبتها بزيادة المساعدات الأمنية بشكل كبير. ويرى جيندلر إن طلب مساعدات أمريكية يعني زيادة ارتباط إسرائيل بالولايات المتحدة بشكل يقلص من هامش المناورة السياسية لدى النخب الحاكمة في تل أبيب، وهو ما جعل إسرائيل تسعى في الأعوام الماضية لتقليصه إلى حد كبير.
    خلاصة
    يتضح مما سبق، الدور الذي لعبه الانقلابيون في تأمين الأوضاع الاقتصادية للصهاينة من خلال حرصهم على درء التحديات التي حسب لها الصهاينة ألف حساب.
    وهل بعد هذا كله، يشك أحد إن ما حدث في مصر من انقلاب على الشرعية لا يصب في المصلحة الصهيونية.

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء حماس 290
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-20, 10:06 AM
  2. اقلام واراء حماس 284
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:41 AM
  3. اقلام واراء حماس 283
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:40 AM
  4. اقلام واراء حماس 282
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:39 AM
  5. اقلام واراء حماس 281
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وآراء حماس
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:39 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •