النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 10/05/2014

مشاهدة المواضيع

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 10/05/2014

    أقــلام وآراء إسرائيلي السبـــت 10/05/2014 م


    في هــــــذا الملف


    تباشير سقوط أبو مازن
    تحالف حماس وفتح هو المقدمة الطبيعية لانتكاسة عباس
    بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    هل ستبقى اسرائيل؟
    عراة حتى من ورقة التوت
    بقلم:يوسي سريد،عن هآرتس

    حرب مكشوفة بين إسرائيل والولايات المتحدة
    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    عاموس يادلين يتحدث عن خطة ثالثة للخروج من ازمة فشل المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين
    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت









    تباشير سقوط أبو مازن
    تحالف حماس وفتح هو المقدمة الطبيعية لانتكاسة عباس

    بقلم:رؤوبين باركو،عن اسرائيل اليوم

    حجر وورقة ومقصان، فائزان بين الاثنين ـ واحد اثنان ثلاثة!’، هذه هي كلمات المقدمة للعبة الحسم في عالم الاولاد، بتلويح بقبضة وبيد مفتوحة وباصبعين على هيئة ‘V’ استُلت بصورة مفاجئة من وراء الظهر، كسر الحجر المقصين، ولفت الورقة الحجر، لكن المقصين قصاها بسهولة. وبصورة تختلف عن العاب الاولاد الساذجة حاولت منظمات الارهاب الفلسطينية طول سنين (ومنها حماس والجهاد الاسلامي) أن تستعمل هذه الادوات الثلاث في سلسلة عمليات قاتلة لتهزم اسرائيل دون نجاح.
    ‘حجارة الانتفاضة’ التي رميت بها رؤوس الصهاينة، و’مقصا المعدن’ اللذان غرزا في ظهور اليهود من المارة، وصواريخ القسام ورصاص بنادق الكلاشينكوف وكريات الشحنات الناسفة التي قتلت سكان اسرائيل في الحافلات والمطاعم والشوارع كل ذلك لم يهزم ‘العدو اليهودي’.
    في المدة الاخيرة حينما انهارت محادثات السلام مع السلطة الفلسطينية تبين أنه فشلت ايضا محاولات لف اليهود في ‘ورقة خداع′ باتفاقات بلا مضمون وبلا قيمة والتزام. منذ أن كانت خلية الاخوان المسلمين الفلسطينية التي كان عرفات عضوا فيها وتطورت منها في مطلع ستينيات القرن الماضي منظمة فتح، نشأت طائفة متنوعة من منظمات القتل الفلسطينية التي عملت بحسب ايديولوجيات متناقضة: علمانية وشعبية وديمقراطية وعربية أو اسلامية تنافست بينها في السيطرة بواسطة ارقام قتل قياسية.
    إن كل واحدة من هذه المنظمات اعطاها حكام الدول العربية ميزانيات ضخمة وسلاحا وكان ذلك طريقا الى توحيد صفوف مواطنيهم الخاضعين للاضطهاد.
    تذكرون أن الزعماء العرب استعملوا هذه المنظمات ايضا مثل مقاولين ثانويين في اعمال قذرة. وبهذه الطريقة دفعوا ضريبة كلامية عن مشكلة اللاجئين الذين تجمعوا في بلدانهم وامتنعوا عن حلها. إن حكام العرب صادروا في الحقيقة الاملاك الضخمة التي خلفها مئات آلاف المواطنين اليهود الذين هربوا الى فلسطين، لكن بدل استيعاب اخوتهم في العقيدة واللغة والتاريخ والدم باعتبارهم مواطنين مساوين في الحقوق في بلدانهم عرضوا الفلسطينيين لـ ‘فصل عنصري’، وسلبوهم حقوق المواطنة والجنسية والعمل.
    منذ كان انشاء منظمة فتح نجح عرفات ورجاله في جمع المنظمات الارهابية الفلسطينية المشتركة في الهدف تحت سقف ‘منظمة التحرير الفلسطينية’. والحديث في الحقيقة كما يقول المثل العربي عن ‘طيزين في لباس′ ونجح عرفات في أن يصرف الامور في تعقيد البواعث الشخصية لقادة المنظمات الارهابية بطريق الاغتيالات والتهديدات والابتزازات، ووحدهم تحت راية القضاء على اسرائيل و’تحرير فلسطين’. وقد أجرت اسرائيل تفاوضا مع منظمة هدفها المعلن الذي ترفع رايته وهذا صحيح الى الآن تحرير فلسطين (من اسرائيل).
    ابتلاع الضفدع

    بيد أن سلسلة تفجيرات جغرافية سياسية احرقت اوراق لعب من خطط للمدى البعيد في الشرق الاوسط. فقد رفع الاسلام السياسي وهو الاسم الذي اعطي لايديولوجية ارهاب وقتل الجموع باسم الاسلام رفع رأسه. وأثبتت الثورة الايرانية في 1979 أن حلم سيطرة الاسلام على العالم ممكن، وأنه بالعودة الى الاسلام ‘الحقيقي’ وباتباع سنة محمد مجددا ستنشأ خلافة تحكم العالم وتخضع اليهود والمسيحيين لسلطتها الى أن يختفي هذان الدينان ‘غير ذوي الصلة بالواقع′.
    إن انجازات حزب الله ونجاحات القاعدة وجيوب سيطرة اسلامية رسخت في نجاح في دول المنطقة عززت الحركة التي تؤيدها اليوم في الاساس امارة قطر.
    إن الانتفاضة الاولى أنبتت نشطاء منظمة المجمع الاسلامي في غزة بصفة مركب عسكري جديد ونشيط في القيادة الموحدة، بعد أن كانوا يعملون حتى ذلك الحين في عنف موجه خاصة على ممثلي اليسار العلماني في منظمة التحرير الفلسطينية. وفي خلال الانتفاضة الاولى والثانية تحول ناس المجمع الى حركة ارهاب قاتلة معروفة باسم حركة المقاومة الاسلامية حماس. وإن انتقال المنظمة الهامشية الى منزلة شريكة في كفاح م.ت.ف وباعتبارها عدوا لها بعد ذلك يُذكر بتلك الضفدع التي ارادت أن تشاهد العالم من فوق صلعة عبد الله لكنها رفضت أن تنزل عن رأسه. وبمحاولته ازالتها بتدخل الجراحة، اشتكت الضفدع قائلة: ‘أنظر أيها الطبيب الى ما نما في مؤخرتي…’.
    أجل مكنت الانتفاضتان حماس من تبني دور متقدم في الساحة الفلسطينية. والكراهية المشتركة لليهود عقدت جسرا على الفوارق الايديولوجية بين المعسكرين وتجاهل قادتهما الاختلاف في الرسائل السلطوية والاجتماعية والدينية والسياسية، ورفضوا ارضاءات فيما يتعلق بتقاسم ملذات الحكم وشكل المجتمع (دولة شريعة) وادارة اجهزة الامن. وحيد الطرفان مؤقتا البواعث والتوجهات المختلفة فيما يتعلق ايضا باستراتيجية التقدم نحو تحرير فلسطين، بل استطاع عرفات أن يستعمل عن عمد عمليات حماس بموازاة ‘محادثات السلام’ مع اسرائيل ليبتز تنازلات بضغط الارهاب.
    إن الهزائم التي مني بها الفلسطينيون في كفاحهم المسلح لاسرائيل ولا سيما في الانتفاضة الثانية، كشفت عن تصدعات في الاجندة المشتركة التي تتناول مبدأ القضاء عليها واقامت المرحلية في مقابل الفورية الشاملة. والفساد الذي زاد في اجهزة م.ت.ف في المناطق افضى الى فوز حماس في انتخابات 2006، وكانت المنظمة في طريقها الى جعل السلطة الفلسطينية ‘امارة اسلامية’. وعلى إثر عزل أبو مازن لرئيس الحكومة الاسلامي المنتخب اسماعيل هنية، في 2007، نفذت حماس عمل تنكيل وحطمت قوة السلطة الفلسطينية في غزة، ومنذ ذلك الحين اصبحت حماس التي تطمح علنا الى القضاء على اسرائيل بالكفاح المسلح، اصبحت تهديدا لمؤسسة السلطة الفلسطينية في يهودا والسامرة ايضا.
    يقول المثل العربي: ‘علمناهم الشحدة سبقونا على الابواب’. إن ‘الضفادع′ التي وضعتها حماس على رأس السلطة الفلسطينية في غزة منذ ايام المشاركة في القيادة الموحدة، افضت الى فرار رجال فتح بمساعدة اسرائيل الى يهودا والسامرة. ومات عدد منهم باطلاق النار عليه وطُرح آخرون فماتوا من أسطح مبان متعددة الطوابق، ومنذ تلك الفترة اضطرت منظمة م.ت.ف وفي مقدمتها فتح الى ابتلاع الكثير من الضفادع من حماس التي تبني بلا توقف بنى تحتية وتدبر للحلول محلها في تولي مقود الحكم.

    حماس تتربص بفتح

    منذ كان عمل التنكيل اصبح رجال م.ت.ف متنبهين لحقيقة أن حماس تتربص بفتح وتخطط للقضاء عليهم، وهو شيء سيحدث بيقين كبير اذا أجريت انتخابات ديمقراطية في المناطق أو اذا توقف التعاون الامني بين اسرائيل والسلطة ورفعت حماس رأسها. وترى حماس أن السلطة الفلسطينية هي مجموعة كفار وخونة ليست لهم شرعية سلطوية وهم يتعاونون مع اسرائيل ومن الواجب القضاء عليهم. إن هذه المنظمة التي زادت قوة بدعم مصري في فترة حكم الرئيس مرسي من الاخوان المسلمين، أصيبت بنشوة ورفضت كل تسوية مع م.ت.ف.
    بيد أن مسار تحطيم قدرات حماس الذي تم باعتباره جزءا من زلزال الربيع العربي غير المتوقع افضى الى فقدان الدعم التقليدي الذي كان يأتي من سوريا وايران وحزب الله ومن دول كالسعودية والبحرين، وانتهى هذا المسار بالضربة القاضية المصرية بقيادة السيسي التي دمرت انفاق الاقتصاد والتسليح لحماس. وأعاد هذا الوضع اسماعيل هنية الى حجمه الطبيعي ووجد قادة الحركة المضروبة المفلسة الآن لغة مشتركة مع رجال السلطة الفلسطينية وهم مهزومون ايضا بعد أن فشلوا في محاولتهم ‘اختطاف’ دولة فلسطينية من طرف واحد باعتبار ذلك جزءا من خطة المراحل للقضاء على اسرائيل. يقول المثل العربي: ‘المبلبل مبلبل وما يخاف من المطر’. وقد خلص أبو مازن كما يبدو الى استنتاج أن صيغة السلام التي شملت دولة فلسطينية الى جانب اسرائيل وتبادل اراض والغاء عودة نسل الفلسطينيين الى داخل اسرائيل ما كان ليقبلها الشعب الفلسطيني وأن هذا الاتفاق لو حدث لافضى الى القضاء عليه وعلى رجاله. اجل، لو وقع على هذا الاتفاق لغرقت السلطة الفلسطينية في بحر العائدين وفي فوضى يحدثها نشاط مستوردي الارهاب الجدد من رافضي الاتفاق.

    ثمن الابحار الى جهنم

    في الظروف التي نشأت اختارت السلطة الفلسطينية خيار ‘عدم السلام’. ويرتبط هذا الخيار ارتباطا جيدا باجندة حماس الشاملة الموجودة في ‘التهدئة’ مع اسرائيل، وتريد الآن أن تسيطر على يهودا والسامرة.
    ربما يستطيع هذا الخيار أن يطيل مؤقتا فترة حكم أبو مازن وشرعيته عند الفلسطينيين، وعند الامم التي ستحاول ‘تعويضه’ وأن تثنيه عن هذا الاجراء. وسيان عند أبو مازن أن يكون سلام في الظروف التي اقترحت عليه وأن يقضى على حكمه. اذا لم يحرز السلام فستسيطر حماس على المناطق اصلا مع انتخابات أو بغيرها. وقد تؤخر النهاية الآن وقد تعرض عليه اغراءات اخرى تصبح خط البداية في التفاوض القادم، وهكذا دواليك. فما السيء في هذا؟.
    انقضى زمان أبو مازن وتخلى عن السلطة لحماس طامحا الى مسار مراقب والى اقل قدر من الاضرار. ويتبين انه يرى تفضيل التخلي عن الحكم بتجديد القيادة الموحدة وألا يستمر على مسيرة السلام التي تنذر بضياعه. إن من يعتقد أن أبو مازن زعيم لمرة واحدة وأنه فرصة اخيرة للسلام اخطأ. وبالجملة، متى يصنع سلام مع زعيم لمرة واحدة يمثل في زعمه لتخليه عن العودة نفسه فقط لا الشعب الفلسطيني؟.
    في ختام لقاء المصالحة الفلسطينية في الشاطيء أكد اسماعيل هنية ‘حق العودة الى فلسطين كلها وانشاء فلسطين على كل اراضيها’. وعرّف ممثل السلطة الفلسطينية عزام الاحمد المصالحة على النحو التالي: ‘وافقنا على اجراء لتغييرات في الحكومة والرئاسة ومؤسسات م.ت.ف، وسنصوغ معا المواضعات والحقائق الفلسطينية الايديولوجية للمستقبل. ونحن نعلن أننا لن نعترف باسرائيل دولة يهودية، ولم نتخل عن حق العودة الى داخل فلسطين ولم نتخل عن القدس عاصمة لفلسطين… ونستطيع الاتفاق على عدا ذلك فيما بعد’، اشار بنظرة متعددة المعاني نحو ضيوفه، وما كان أحد في حماس ليعرف اجندة المنظمة بشكل افضل.
    ليست عودة أبو مازن الى حضن القيادة الموحدة دراماتيكية، فقد سجل التاريخ محاولة عاطفية اخرى لخداع اليهود والأمم. فاليهود هم اليهود والبحر هو البحر حتى عند مرسى القوارب في الشاطيء .
    ليس تسليم أبو مازن السلطة بصورة تدريجية الى حماس مفاجئا. وتعلمون أنه حتى الملحد العربي المتشدد ينطق ‘الشهادة’ قبل موته. إن أبو مازن مسلم وكل ما فعله بانضمامه الى خالد مشعل واسماعيل هنية هو أنه دفع ‘رسوم انتقال’ أي رسوم استقالة منظمة ورقابة اضرار بالنفوس والممتلكات التي سلبها هو ورجاله.
    يُذكر هذا الوضع بالاسطورة اليونانية عن حارون الذي يبحر بقارب موت هادس الى الجحيم. إن ‘الرئيس′ وضع في واقع الامر قطعة نقد في فم مشعل وهنية، ويفترض أن يبحرا به بسلام الى خارج قيادة السلطة الفلسطينية.
    وقد وضع على عينيه قطعتي نقد كي لا يرى ما سيحدث بعده. إن الاربع قطع النقدية هذه من اموال المساعدة الامريكية دفعت الى حماس في مقابل الحياة والاملاك التي صرفها رجال السلطة الفلسطينية. اجل هذا ثمن ابحار رابح الى جهنم.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    هل ستبقى اسرائيل؟
    عراة حتى من ورقة التوت

    بقلم:يوسي سريد،عن هآرتس

    القصيدة التالية انشدت في يوم الذكرى هذا الاسبوع مثلما في كل سنة: ‘انت لم ترغب في أن تكون هناك ابدا ماذا في ذلك، أحد لم يسأل … عندما تكبر ويكون لك ولد ويسألك ماذا سيكون الحال عندما أكبر، عندها ستقول له دعك، لا تسأل’.
    هذه الكلمات الجميلة بقلم يعقوب جلعاد (من تلحين يهودا بوليكر) معروفة على كل لسان ولكن القلب يرفض ان ينم للسان عن كامل معناها. ‘لا تسأل’، من الافضل الا تسأل كي لا تعرف: كيف سقط الابطال في الحروب، على ماذا ولماذا، وأي حياة ينبغي للموت أن يوصي بها. ولكن الواقع السيء بالذات يغير احيانا الامور الى الخير. فالمزيد المزيد من الناس ممن اصابهم الثكل يبدأون اخيرا بالسؤال. ووصفت سيما كدمون الذكرى لطيار الفانتوم، النقيب يغئال ستاف، في الذكرى الاربعين لسقوطه. شقيقته، نوريت، سألت رفاقه: ‘بودي أن أعرف، هل كان موت يغئال عبثا’.
    ‘كان هذا سؤالا، ولكنه لم يقصد تلقي الجواب’، كتبت كدمون. وحقا، لا حاجة الى الاجابة، لان الاجابة هي في السؤال، الذي يخترق الحواجز ليعطي مفعولا لـ 23.169. لم يسقطوا جميعهم في حروب كان لا مفر منها، في الدفاع عن الوطن. لولم نسكت ويفرض علينا السكوت عندما بدأوا باطلاق النار. لو لم نتخلى عن الاسئلة التي اردنا أن نسألها مسبقا ما كانت لتكون ارواح كثيرة بهذا القدر تذكر في سلسلة الخطابات والاعلام. هكذا علمونا منذ البداية ان نسكت، الا نسأل أسئلة أليمة جدا؛ هكذا روضونا على الطاعة دون أن نقول. أيتها الامات وأيها الآباء الاعزاء: خذوا قدوة من أب الامة الذي أُمر بان يأخذ ابنه ويذبحه. فهل سأل اسئلة زائدة؟ ‘هذا أنا’، قال على الفور وسارع الى المذبح دون التشكيك في الأمر ووضع اسحق عليه وتناول السكين ورفع يده.
    لم يكن هناك اي تعبير من المعارضة ـ إنس ذلك، أيها الرب؛ ولا حتى التساؤل على الاقل ـ ربما ربما لماذا. وهذا السلوك المخجل يواصلون عرضه كمثال على التفاني من جيل الى جيل. المصيبة هي انه لم يعد هناك ما يكفي من الاكباش كبدائل عن الضحية، وحتى العجول الطرية للمنقل في يوم الاستقلال نجدنا ملزمين بان نستوردها من استراليا. وهكذا، بطأطأة رأس تتواصل سلسلة القربان، إذ هكذا أمر الرب ابراهيم، وهكذا أمر ابراهيم ابناءه وأحفاده ـ سيروا في اعقابي الى جبل موريا. يا ربي، لو كان بوسعنا ان نتيتم منك تماما، وكذا من ابراهيمك وابراهيمنا. آباء، زعماء ورب أقمنا وهم يجرمون بنا. ومن الرجل الذي يلعب الان دور الرب. ‘هل موته كان عبثا’، تسأل الشقيقة، والاب الثاكل يرد كمن لا يعرف كيف يسأل: ‘طالما كانت لنا دولة، يمكننا أن نتذكر وان ننقل التراث’، هكذا قرأنا هذا الاسبوع في الصحيفة. وهو ليس وحده: من منكم لم يسمع في السنوات الاخيرة افظع الاسئلة ‘ماذا تعتقد، هل اسرائيل ستبقى؟’ وأنتم ايضا سألتم بهمس، والجواب في جسد السؤال.
    لطلابي اشرح في أني أهتم بأسئلتهم أكثر مما بأجوبتهم. إعرف ما تسأله أهم من أن تعرف ما تجيب. أسئلتهم بالذات هي اختبارهم. وهي التي تمنحهم العلامة. وللسؤال الممتاز ليس للمحاضر جواب، ربما لا يجرؤ على اعطائه لتلاميذه ولنفسه.
    أسئلة وجودية حقا لم تُسأل هنا من قبل. وحتى الاكاذيب كانت مسلمات. لاول مرة، بعد أربعة عقود، تقف اسرائيل في عريها وليس مثلما في يوم مولدها؛ بدون ورقة تين، ولا حتى بورقة زيتون. من كل ‘مسيرة السلام’ و ‘اي يهودي لا يريد السلام’، بقيت خطابات شمعون بيرس، وقريبا سنبقى حتى بدونها. فقط أنا وأنت والحرب القادمة.
    سلام سلام ولا حلم. وعندما لا يكون الحلم، فاننا وحدنا، وجها لوجه أمام واقع الحياة والموت. والاسئلة تثور من تلقاء ذاتها، بعد أن أنجبنا أولاد شتاء 73 وغيره من الشتاء. هل سنكون أم حلمنا حلما؛ هذا هو السؤال.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    حرب مكشوفة بين إسرائيل والولايات المتحدة

    بقلم:أمنون لورد،عن معاريف

    هذا هو اليوم التالي. الفترة التي تنتج فيها رواية فشل المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية. وفي اليوم التالي يدور تسريبان صاخبان يتعلقان باثنين من ثلاثي القيادة الامريكية. زلة اللسان التي سربت عن جون كيري، على الخطر لاسرائيل من أن تصبح دولة أبرتهايد، وعمليا التلميح بان اسرائيل في الطريق الى الابرتهايد بدت منذ البداية. والان يبدو أنها ترتبط بالتسجيل الجديد، او الاصح القديم. وفي الحالتين ترتبط الامور بالانتخابات للكونغرس التي ستعقد في الولايات المتحدة بعد نصف سنة.
    التسجيل الثاني هو خطاب جو بايدن، نائب الرئيس، قبل قرابة ثلاثين سنة. وكانت السنة هي 1985 او 1986، في عهد الرئيس ريغان. بايدن، في كلمة له أمام منتدى زعماء يهود في لوس آنجلوس هاجم ادارة ريغان ولكنه هاجم ايضا سلفه جيمي كارتر على الضغوط التي مارسها في المسيرة السياسية ضد اسرائيل.
    السؤال المشوق هو لماذا برزت هذه التسجيلات فجأة. يبدو ان اسرائيل تريد أن تساهم بنصيبها في سقوط الديمقراطيين. ‘عندما ندفع اسرائيل الى موقف كهذا لا يكون لها مفر غير أن تقول لا، فاننا نحيق ظلما كبيرا باسرائيل’، كما قال بايدن، السناتور من دي لاور عندما كان شابا نسبيا ولكنه قديم في تل الكابيتول.
    ‘سهل علينا جدا، عندما نجلس آمنين في بلادنا، مسيحيين أو يهود، الوصول الى الاستنتاج بان اسرائيل وهي الان جوليات عسكري في الثنائي داود وجوليات ـ توجد في موقف يسمح لها بعمل أكثر مما تريد أن تعمله. غير أن اسرائيل لا يمكنها أن تسمح لنفسها بارتكاب الاخطاء. لديها مجال ضيق جدا لارتكاب الاخطاء ـ وعمليا ليس لها أي مجال للخطأ’، قال بايدن في التسجيل الذي وصل الى مركز بيغن.
    بايدن قبل 29 سنة، لم يكن مختلفا جدا عن بايدن في القرن الـ 21. في حينه ايضا تميز بتصريحات محرجة حتى وان كان يقصد الخير: ‘هذه كالنقطة القديمة المنتشرة في جنوب دولتنا. نكتة عن الدجاجة والخنزير اللذين يتجولان في ساحة المزرعة ويقولان: يوم ميلاد السيد براون اليوم، يجد أن نعد له شيئا لطيفا. عندي فكرة، تقول الدجاجة. ما رأيك بوجبة فطور من البيض وشرائح من لحم الخنزير؟ ينظر الخنزير الى الدجاجة: هذا بالنسبة لكِ تنازل ما، اما بالنسبة لي فهو التضحية بكل شيء…
    ‘سيداتي سادتي، التنازل الذي طلبته ادارتنا من اسرائيل معناه التضحية بكل شيء من جانب اسرائيل. وهي تضحية ترفض تقديمها. سياسة الادارة الحالية والادارة السابقة ليست متساوية’.
    وواصل بايدن فقال: ‘لو لم تكن اسرائيل موجودة لا سمح الله ـ أو كانت تقع في اسبانيا ـ فهل كان أحد ما يؤمن بانه سيسود السلام في الشرق الاوسط؟ لماذا نسمح لانفسنا كأمة ان نقول عن العائق الوحيد الاكبر للسلام في المنطقة ـ وكأن هذه هي المشكلة الفلسطينية؟’.
    وقال بايدن: ‘ستكون هذه مأساة للانسانية اذا سمحنا للدولة القومية اسرائيل بان تتآكل وتضعف بشكل تدريجي ـ بالطبع، اذا ما حصل هذا فانه لن يحصل بين ليلة وضحاها’.
    نائب الرئيس بايدن لم يعد منذ زمن بعيد يعنى بالموضوع الاسرائيلي ـ الفلسطيني. وهو يترك الموضوع لاوباما وكيري. ولكن حديثه في منتصف الثمانينيات، أكثر مما سيحرج بايدن كنائب للرئيس، يكشف ببساطة الميل المناهض لاسرائيل الذي سيطر على الحزب الديمقراطي منذ عهد كلينتون وبشكل متسارع وعلني في عهد رئاسة أوباما. قسم مما يقوله بايدن هناك، في هذا الخطاب القديم، يبدو وكأنه تحدث قبل ذلك مع أحد مندوبي اسرائيل الكبار في ذاك الوقت في امريكا. السفير في الامم المتحدة بنيامين نتنياهو مثلا، الذي كان معروفا كصديق لجو بايدن.
    أصحاب السمع المطلق سيلاحظون بانه ينقص شيء ما في الخطاب. بايدن يتحدث عن أن اسرائيل تعتبر كعائق للسلام لانها لا تساهم بتنازلاتها الضرورية لغرض حل المشكلة الفلسطينية. في حينه، في الثمانينيات، لم تكن اسرائيل مطالبة الا بالاعتراف بـ م.ت.ف كشريك للمفاوضات وليس الاردن. من المجدي التفكير للحظة، ما هو المطلوب اليوم من اسرائيل. ما الذي تطلبه الادارة التي يشغل فيها بايدن اليوم نائبا للرئيس.
    ولكن الان، بعد ثلاثين سنة، العائق هو المستوطنات. وعدم موافقة اسرائيل على الانسحاب الى خطوط 67، وصعوبة معينة في تحرير سجناء قتلة.
    الادارة الحالية لا تختلف كثيرا عن ادارات سابقة من حيث نزع الشرعية التي تفعلها لاسرائيل. فهي ليست الادارة الاولى التي ترفض نقل السفارة الى القدس، او التي تطلب الانسحاب الى خطوط 67 في مثل هذه الجبهة او تلك. لقد كان الامريكيون دوما شركاء في نزع الشرعية إذ بهذه الطريقة تسببوا لاسرائيل بان تحتاج المرة تلو الاخرى الى مظلتهم الدبلوماسية الدولية، وهكذا شددوا تعلقها بهم.
    ولكن الادارة الحالية تعنى بنزع الشرعية عن اسرائيل بشكل اكثر فظاظة بكثير؛ فهي تلمح لكل المحافل المناهضة لاسرائيل، من الجهادية الاسلامية وحتى الحكومات الاوروبية ومؤسسات الامم المتحدة بان اسرائيل توجد في منطقة الصيد الحر.
    وتكشف عن هذا تصريحات اوباما نفسه في المقابلة مع جيفري غولدبرغ قبل شهرين والصاق اسرائيل ببوابة الابرتهايد على لسان كيري. فهل سيستوعب اليهود الرسالة ويتجندون لالحاق الهزيمة بالديمقراطيين؟ اسمحوا لي بان أشكك في ذلك. عندما يذهب أوباما الى هوليوود ويخطب أمام نحو مئة من أصحاب المال الكبار جدا، معظمهم يهود، فهو يأتي كمن يبتز من الاصدقاء الخاوة. من لا يتبرع للديمقراطيين سيكتشف فجأة بان التسجيلات الخفية العنصرية خاصته ستنشر في الشبكة، او أن تجارته ستنهار.
    مراجعة النكبة

    اشتدت حرب التسريبات والإعلانات المغفلة الاسبوع الماضي. فقد قال مصدر امريكي رسمي كبير انه حتى لو كانت اسرائيل لا تحب هذا، الا ان الفلسطينيين سيحصلون على دولة. وقال هذا المصدر الذي يوصف بانه مشارك مباشر في المفاوضات بين حكومة اسرائيل وقيادة السلطة الفلسطينية ان ‘الفلسطينيين سيحصلون على دولة ـ ومهما يكن ذلك سواء عبر المنظمات الدولية أم عبر العنف’. معقول أن يكون هذا مارتين اينديك، بالضبط مثلما كان من زل لسانه هو جون كيري، دبلوماسيين كبيرين يبديان هواية في كل موضوع المفاوضات، وفي كل موضوع الشرق الاوسط.
    قبل بضعة ايام اضيف بيان امريكي استفزازي: ‘التجسس الاسرائيلي في الولايات المتحدة تجاوز الخطوط الحمراء. كل هذه التصريحات تطرح السؤال هل نحن ندخل الى مرحلة حرب مكشوفة بين اسرائيل والولايات المتحدة. دون اطلاق النار بالطبع. فادارة اوباما ـ كيري أخطر في المجال السياسي منها على الارض. نتنياهو وأبو مازن على حد سواء يفهمان هذا، وسيضطران الى ايجاد السبل للدفاع عن النفس في وجه الادارة التي لا تفعل شيئاً امام تصفية اوكرانيا وامام استمرار المذبحة في سوريا والتي تتم ايضا بواسطة قصف الغاز.
    ولكن من الصعب التصديق بان ادارة اوباما ستؤدي حقا الى المواجهة والى الشرخ بين الولايات المتحدة واسرائيل. فليس لديها مبرر. فهذا خلافا للمصالح الامريكية العميقة ـ اذا كانت ادارة اوباما تولي أي اهتمام بهذه المصالح. يمكن التقدير بان هذا التبادل للاتهامات، والتي يشارك فيها صحافيون كبار في اسرائيل، هي نتيجة تحول السياسة الاسرائيلية الى شيء ينتج عن السياسة الداخلية الامريكية.
    أوباما، كيري، اينديك وباقي محافل البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية يبقون قسما من النخبة الاسرائيلية قريبة من صدورهم. العدو المشترك ـ نتنياهو، حكومة اليمين، المستوطنات، المستوطنين. وهم يلعبون اللعبة القذرة للصندوق الجديد لاسرائيل ولجماعة جي ستريت: جعل اسرائيل منبوذة في نظر يهود امريكا، وربط بقايا النخبة القديمة في اسرائيل بالادارة.
    هذه النخبة لا تزال تنجح في السيطرة على الخطاب الجماهيري، ولكنها عمليا اصبحت شريحة اجتماعية رقيقة جدا. في نظر اليسار الامريكي، على اي حال، والذي يستند الى تقديرات الاعلام الاسرائيلي، فان الائتلاف اليميني هش ومترنح. في داخله توجد تضاربات وتمزقات. ويمكن في وضعية معينة أن يقام مرة اخرى ائتلاف ما يتصرف حسب سيناريو كيري واوباما. وهم يرون مواجهة بين بعض زعماء البيت اليهودي وبين رئيس الوزراء. ويبلغون عن هجمات رجال الاحتجاج على صفقات السجناء في احتفال يوم الذكرى في جبل هرتسل.
    النخبة الاسرائيلية التي يعولون عليها ترى الواقع مثل البروفيسوريين عمانويل سيفان وتمار هيرمان في المقدمة التي تتباهى بكتاب جديد عن سائقي السيارات العمومية في مصر: ‘زاوية النظر الثانية لدينا، كقراء اسرائيليين، هي لجمهور شهد … موجة احتجاج كبرى، لم تؤدي خلافا لمصر الى تغيير للسلطة.
    ومع ذلك فان موجة صيف 2011 شهدت بان هنا ايضا تآكلت هيبة السلطة بل وشرعيتها كانت موضع شك … فموجة الاحتجاج التي صعدت قبل سنتين تغذت وغذت فهما جد غير مريح يشبه بقدر كبير فهم سائقي السيارات العمومية في القاهرة الذين يذكرهم الكتاب تجاه حكم السادات ومبارك عدم قدرة حكومة نتنياهو وسابقاتها على الحكم وعدم نقاء أيدي القيادات السياسية والاقتصادية، وعدم نجاعة اداء جهازي التعليم والصحة، وغيرها هنا وهناك’.
    هذا المقطع يؤكد بانه كان هناك تطلع ما لهز الدولة لدرجة ‘الانقلاب السلطوي’. فالنخبة المثقفة ترى بحكومة اليمين، حكومة نتنياهو، في ذات المستوى مثل مبارك أو السادات في حينه. حكم غير شرعي، عمليا، مليء بالفساد. من يتابع كل الخطاب النكبوي يفهم بان هذا أيضا يرتبط بالفكرة التي تشبه نتنياهو بمبارك. خطاب النكبة الذي يتصدره اليسار يجب أن يعيدنا الى المفاهيم القديمة التي قلة فقط تتذكرها: الاصلاحية التاريخية والثأرية. هذه بشكل عام هي من مزايا حركات اليمين المتطرف، الفاشية. فقد بدأت النازية بالاصلاحية التاريخية. وكان الكثير من الديمقراطيين ممن اتفقوا معها. هذا هو المفهوم الذي رأى في الالمان المهزومين بعد الحرب العالمية الاولى الجانب المحق، الذي اهين، استغل، سلب، وبترت اراضيه عن خريطة الامة وما شابه.
    والثأرية هي سياسة التوسع التي يحركها الغضب الوطني الانتقامي. وهذه بالضبط هي دوافع الفلسطينيين، غير أن حلفاءهم هم من اليسار المتطرف.
    إن اعتبار حرب الاستقلال بمثابة نكبة، وليس من قبيل الحرب العادلة لشعب اسرائيل في سبيل وجوده واستقلاله، هو الثأرية في ذروتها: النقيض التام للسبب والمسبب، النقيض للعدالة ونفي الحقائق. والميل هو نحو الموافقة على بند المعاناة والمأساة مع الادعاء بان هذا ذنبهم. هم الذين اجتاحوا، هم الذين لم يقبلوا بقرار التقسيم في 47. وماذا بالنسبة لامكانية أن الفلسطينيين دفعوا بالاجمال ثمنا معقولا، بل وحتى ليس عاليا على نحو خاص، مقارنة بجريمتهم المتمثلة بانضمامهم الى قوات الاجتياح العربية؟
    لقد درج بن غوريون على القول ان اسرائيل ستفكر باعادة اللاجئين اذا ما أعاد الفلسطينيون 6.500 يهودي قتلوا في الحرب. هذه هي المأساة في أن العرب حاولوا كتابة التوطئة للحرب العالمية الثانية، واليهود منعوا تحقيق الهدف. فضلا عن ذلك، فقد دفع الفلسطينيون ايضا ثمن الاضطرابات التي جعلوها لليهود منذ القرن التاسع عشر ولا سيما منذ العام 1920، مع مذبحة 1929، وباقي الهجمات الارهابية. في اطار الاصلاحية، فان اعمال القتل البربرية في الخليل تصبح في الادبيات الاكاديمية متوازنة من ناحية اخلاقية بل وربما مبررة او مفهومة على الاقل.
    ان حق اسرائيل مثبت في المجتمع وفي الدولة اللذين بناهما مواطنوها. ما يختبىء خلف رؤيا قسم معروف من وسائل الاعلام ورواد الرأي العام فيها هو اقامة طغيان اسلامي في الضفة وغزة. وادخال اسرائيل الى دوامة من الخراب الاجتماعي الداخلي في اعقاب اخلاء جماعي للمستوطنين.
    ما يمنع حاليا نجاح الحلف المؤيد للجهاديين بين البيت الابيض واليسار الاسرائيلي والناطقين بلسانه هو الحلف الخفي بين نتنياهو وابو مازن. حكومة اسرائيل تعرف كيف تتوصل الى تفاهمات مع حماس ومع ابو مازن. الخوف من محاولات الامريكيين ضعضعة الاستقرار يقرب محافل متناقضة في الشرق الاوسط.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ
    عاموس يادلين يتحدث عن خطة ثالثة للخروج من ازمة فشل المفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين

    بقلم: ناحوم برنياع،عن يديعوت

    كيف نخرج من هذا، سألت اللواء (احتياط) عاموس يادلين، رئيس معهد بحوث الامن القومي. ويادلين رجل أساسي. وقد صاغ مع زملائه في المعهد بعد انهيار بعثة كيري، اقتراحا لحل ممكن.
    يقول “إن تقسيم الذنب بنسبة 40، 40، 20، أما العشرون بالمئة فهي لكيري. وخطأ أبو مازن الاكبر أنه رفض مباديء كيري كليا وقبلها نتنياهو مع تحفظات؛ رفض أبو مازن حتى أن يسمعه. وقبيل النهاية مضى يجري الى المنظمات الدولية والى حماس.
    “اخطأ جانبنا من البداية حينما فضل الافراج عن قتلة على تجميد البناء في المستوطنات. واستقبل القتلة مثل ابطال في رام الله فلم يزد ذلك الاسرائيليين ثقة بالمسيرة.
    “يجب على كل طرف أن يتنازل ثلاثة تنازلات تاريخية: فاسرائيل يجب عليها أن تسلم بانشاء دولة فلسطينية، وأن تعود الى حدود تساوي في قيمتها حدود 1967 وأن توافق على تقسيم القدس. وقد وافق نتنياهو مبدئيا على المطلبين الأولين ورفض الثالث.
    “ويجب على الفلسطينيين أن يوافقوا على أن الصراع ينتهي دون مطالب اخرى. وأن يكون حق العودة الى دولتهم فقط، وأن تستجاب حاجات اسرائيل الامنية في الضفة، وقد رفض أبو مازن المطالب الثلاثة”.
    استعرضت في الاسبوع الماضي هنا بتوسع رواية الطرف الامريكي في المحادثات. وقد وصفت حكومة اسرائيل بأنها الجهة التي أفسدت وعادت وأفسدت التفاوض. ويتحفظ يادلين من ذلك فيقول: “إن الزعم الامريكي أن معظم الذنب ملقى على اسرائيل غير عادل. فللوسيط ميل طبيعي الى اتهام الطرف القوي.
    “يقول الرئيس اوباما إن اسرائيل أمامها امكانان فقط إما الاتفاق وإما دولة ذات شعبين. واستنتاجه هو أن اسرائيل محتاجة الى اتفاق بكل ثمن. ونقول نحن إنه يوجد امكان ثالث وهو وجود واقع دولتين بدل اتفاق على دولتين”.
    سألته: ماذا يعني ذلك.
    “تستطيع اسرائيل أن تعيش مع استمرار الوضع الراهن”، قال. “ستكون التكاليف ثقيلة لكنها محتملة. وتعالوا لا نخوف أنفسنا. في هذا الاسبوع فقط اشترى اتحاد شركات إكسل شبرنغر الالماني شركة اسرائيلية بـ 800 مليون شيكل. وتوشك إنتل أن تستثمر مليار دولار في بناء مصانعها في البلاد. فالذي يوحي بأن اسرائيل ضائعة يفضي الى قبول كل المطالب الفلسطينية”.
    إن يادلين مبائي. وهو يحاول أن يسير بين قطرات المطر في عالم مقسوم بين اليسار واليمين. “نريد أن نوصل الى حل يعطي أكبر قدر من دولة ديمقراطية وأكبر قدر من يهودية وأكبر قدر من الامن وأكبر قدر من الشرعية”، يقول.
    وهو يسمي اقتراحه “عملا مستقلا بأكبر قدر من التنسيق”، ويتحدث بلغة أقل غسلا عن اجراء اسرائيلي من طرف واحد يتم مع الحفاظ على صلة بالسلطة الفلسطينية.
    “كان الانفصال عن غزة عملا صحيحا”، يقول يادلين. “لكن وقعت اخطاء: فقد اخطأنا حينما تركنا ممرا مفتوحا لتهريب السلاح في سيناء؛ واخطأنا حينما لم نسبق الانفصال بتفاوض؛ واخطأنا حينما خرجنا من 100 بالمئة من الارض. فلم يهب ذلك للفلسطينيين حافزا الى تليين مواقفهم.
    “ويحاول اقتراحنا أن يصلح. فالجيش الاسرائيلي سيبقى في شريط ضيق على طول نهر الاردن لمنع تهريب السلاح؛ وستسبق اسرائيل فتقترح على الفلسطينيين خطة عادلة تشبه مخطط كلينتون. وسيرفضون الاقتراح للأسف لكننا سنحصل على شرعية وحينها سنخلي بصورة مستقلة 60 – 80 بالمئة من مساحة الضفة”.
    توصل فريق كيري الى خريطة تعطي الفلسطينيين 78 بالمئة من مساحة الارض. وصاغ باحثو المعهد خريطة مشابهة.
    وبحسب الخطة ستخلى مستوطنات متفرقة في اطار تسوية اخلاء – تعويض. أما تلك التي ستصر على البقاء فستجفف وسيكون البناء فقط في الاجزاء الاخرى.
    ويقول يادلين: “سيكون ذلك اجراءا طويلا ومنسقا ومراقبا وقابلا للتراجع عنه. فهو يترك الباب مفتوحا لاتفاق”.
    قلت: أنتم تمتنعون عن اقتراح اتفاق بيني. فقال: “الفلسطينيون لا يريدون. فنحن نقترح أن نتوصل معهم في خلال المسار الى اتفاقات انتقالية والى ترتيبات تنسيق”.
    قلت: أنتم تقترحون في الحقيقة شيئا يشبه جدا خطة انطواء اهود اولمرت. فثم أولا اقتراح شامل على الفلسطينيين وبعد الرفض اجراء من طرف واحد يشمل اكثر مساحة الضفة الغربية. وغضن يادلين وجهه لأن اسم اولمرت غير صالح للعلاقات العامة.
    إن ضعف الخطة الاساسي في انه لا يوجد في الافق حكومة تقبلها، ولا يوجد رأي عام يناضل عنها. فالفلسطينيون لا يهمون الاسرائيليين وكأنهم غير موجودين.
    يقول يادلين: “صحيح أن الامكان السياسي غير كبير. لكن الفكرة الصهيونية ايضا كانت تبدو في بدايتها غير واقعية. إننا نصل الى هذه الخطة من نقطة قوة فلا يجب أن تخشى اسرائيل من خطوات من طرف واحد”.
    حينما تحدث يادلين عن اقتراحه مع بوغي يعلون لقي ردا شديدا. فقد قال له وزير الدفاع “انت تهرب خوفا من الارهاب.
    “أنا أقول عكس ذلك”، يقول يادلين. “فلأننا انتصرنا على الارهاب خصوصا نستطيع أن نبيح لأنفسنا بأن نبادر الى اجراءات، فلو أنه وجد الآن ارهاب لما اقترحت هذه الخطة.
    “يوجد عندنا نوعان من عدم الثقة توحي بالاول في كل يوم بأننا على شفا كارثة، وتوحي بالثاني أنه اذا لم يوجد اتفاق فستنهار اسرائيل ولا أنتمي لا الى هؤلاء ولا الى اولئك فأنا ضد الذعر”.


    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 09/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:43 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 08/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:42 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 06/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:41 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 04/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:40 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 03/05/2014
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2014-05-29, 11:39 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •