المنصف المرزوقي ... الرئيس التونسي الجديد

في هـــــــــــــذا الملف

 المرزوقي يتولى الرئاسة في الذكرى الاولى لاندلاع الثورة

 تقرير إخباري: الرئيس التونسي الجديد يؤكد صحة المسار الإنتقالي وحساسية المرحلة

 رئيس تونس يعلن أنه سيكلف الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية برئاسة الحكومة الجديدة

 «المرزوقى»: مهمتنا بناء جمهورية تونسية مدنية تعددية

 المرزوقي يكلّف الجبالي برئاسة الحكومة التونسية الجديدة

 اقتراح صهر راشد الغنوشي وزيرا للخارجية يثير جدلا بين التونسيين

 ساركوزي يهنىء المرزوقي ويدعوه لزيارة فرنسا

 الملك محمد السادس يهنئ المرزوقي بمناسبة انتخابه رئيساً لتونس

 المشير طنطاوي يهنئ «المرزوقي» بانتخابه رئيسًا لتونس

 واشنطن تعتبر انتخاب المرزوقي "خطوة ايجابية" لتونس

 تحليل: صفقة المرزوقي.. انتصار لليبراليين أم للإسلاميين؟

 نبذة عن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي

المرزوقي يتولى الرئاسة في الذكرى الاولى لاندلاع الثورة

المصدر: UPI

قررت السلطات الأمنية التونسية مساء امس الثلاثاء فرض حظر التجول ليلا في مدينتي 'رمادة' و'ذهيبة' في محافظة تطاوين في أقصى الجنوب بسبب أعمال عنف تخللتها اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى بين سكان المدينتين.

ونقلت وكالة الأنباء التونسية الرسمية عن نجيب الغالي محافظ تطاوين الواقعة على بعد نحو 550 كيلومترا جنوب شرق تونس العاصمة، قوله إن قرار فرض حظر التجول ليلا في المدينتين المذكورتين، يبدأ هذه الليلة من الساعة السابعة مساء ولغاية الخامسة صباحا بالتوقيت المحلي.

وكانت 'رمادة' و'ذهيبة' شهدتا أعمال عنف وشغب إثر خلاف نشب بين شباب المدينتين على خلفية التجارة الموازية،والتهريب من وإلى ليبيا المجاورة للمدينتين.

وقال فتحي الشروندي رئيس تحرير إذاعة تطاوين المحلية في اتصال هاتفي مع يونايتد برس انترناشونال، إن الخلاف سرعان ما تطور إلى اشتباك مسلح بين شباب المدينتين على مستوى منطقة 'أوني' الواقعة على الطريق الرابطة بينهما.

وأضاف أن طرفي الخلاف إستخدما أسلحة حربية من نوع كلاشينكوف، ما أسفر عن سقوط عدد من الجرحى، تم نقلهم إلى المستشفيات القريبة لتلقي العلاج اللازم.

وتابع ان السلطات الأمنية والعسكرية التي عززت انتشارها في المنطقة، تمكنت من السيطرة على الوضع، حيث يسود الآن هدوء حذر سمح لبعض الوجهاء بالتدخل في مسعى لتسوية هذا الخلاف والحيلولة دون توسعه.

وكانت مصادر أمنية محلية قد أشارت في وقت سابق إلى أن تلك الاشتباكات أسفرت عن سقوط سبعة جرحى، إلى جانب تهشيم بعض الممتلكات العامة في المدينتين.

يشار إلى أن مدينتي 'رمادة' و'ذهيبة' تقعان في أقصى الجنوب التونسي قرب الحدود مع ليبيا، ويكاد سكانهما يعتمدان بالأساس على التجارة الموازية والتهريب من وإلى ليبيا.

جاء ذلك فيما ادى رئيس الجمهورية التونسية الجديد محمد المنصف المرزوقي الثلاثاء اليمين امام اعضاء المجلس الوطني التأسيسي واستلم مهامه في القصر الرئاسي بقرطاج في خضم الذكرى الاولى لاندلاع الثورة التي اطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

واقسم المرزوقي (66 عاما) واضعا يده على المصحف على 'الحفاظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهوري' وعلى 'احترام القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة' في تونس والعمل على 'حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات' وعلى 'الوفاء لارواح الشهداء وتضحيات التونسيين على مر الاجيال وتجسيد مبادىء الثورة'.

ووعد المرزوقي الذي وضع برنسا تقليديا تونسيا بلون بني فاتح على سترة زرقاء وقميص ابيض وبدا فخورا وهادئا، بان يكون 'رئيسا لكل التونسيين' وان لا 'يوفر اي جهد' من اجل تحسين مستوى عيش مواطنيه.

وقبل ان يتسلم مهامه من سلفه فؤاد المبزع في القصر الرئاسي بقرطاج تعهد المرزوقي في كلمة توجه بها الى الشعب التونسي من منبر المجلس الوطني التأسيسي وبحضور كبار مسؤولي الدولة، بضمان 'الحق في الصحة والحق في التعليم وحقوق المرأة' التي قال انه سيعمل على تدعيمها اكثر خصوصا في مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وشدد المرزوقي على ان 'مهمتنا هي وضع الاسس العميقة والصلبة لجمهورية ديمقراطية مدنية تعددية'، مشيرا الى انها 'مسؤولية كبيرة نتيجة ضخامة التحديات التي اتت من حجم الخراب الذي خلفته الديكتاتورية من بينها مشكلة البطالة التي تعد مشكلة كرامة قبل ان تكون مشكلة اقتصادية'.

واوضح انه سيعمل على 'تحقيق مواطن الشغل دون الغرق في المديونية' وعلى حماية العمال واصحاب العمل والمستثمرين، كما شدد المرزوقي على التمسك بـ'هويتنا العربية الاسلامية مع الانفتاح على كل الشعوب وتعميق علاقاتنا مع الغرب والشرق والجنوب'.

واكد ان ان الدولة التونسية ستعمل على 'حماية المنقبات والمحجبات والسافرات' بلا تمييز وبمساواة امام القانون.

ودعا التونسيين الى 'المصالحة'، مشيرا في هذا الصدد الى انه 'لا مكان للثأر والانتقام لكن لن نخضع للابتزاز (..) لمن تبقى من شرعية القوة'.

ودعا المرزوقي المعارض الشرس لنظام بن علي والحقوقي المعروف، المعارضة التونسية الى القيام بدورها في 'التقييم الصارم لعمل الحكومة'.

واضاف 'لكن لا بد ان تتحلى بروح رياضية وان تكون لها النزاهة الكافية لان تكون جزءا من الحل وليس المشكلة وان تقترح حلولا وتشارك في وضعها'.

تقرير إخباري: الرئيس التونسي الجديد يؤكد صحة المسار الإنتقالي وحساسية المرحلة

المصدر: إيلاف

تسلم المنصف المرزوقي الرئيس الجديد للجمهورية التونسية الثانية صباح الإثنين مقاليد السلطة من الرئيس المؤقت السابق فؤاد المبزع بعد أدائه اليمين أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، وبذلك يكون المرزوقي الرئيس الرابع لتونس منذ استقلالها في 20 مارس 1956.

وألقى الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي خطاباً أمام أعضاء المجلس التأسيسي تطرق خلاله إلى مختلف القضايا على المستويين الداخلي والخارجي وتناول مختلف المواضيع التي تشغل بال التونسيين.

المرزوقي أشار إلى المرحلة التاريخية التي تمر بها تونس، فقال: "كلنا نعي أننا نعيش منعطفاً في تاريخ تونس وأننا نساهم في أحداث ستطبع بطابع لن يمحى مستقبلاً، وقد يذكرنا بكل خير إن كنا على قدر المسؤولية العظمى التي ألقاها التاريخ فجأةً على أكتافنا وقد يذكرنا بكل شرٍّ لا قدّر الله إن نحن خيّبنا الأمل الذي وضعه فينا شعب وربما أمة بأكملها".

وتحدّث الرئيس التونسي الجديد عن الفترة التأسيسية للبلاد التونسية بعد الإستقلال بوصف "النظام السياسي الذي قاده الرئيس الحبيب بورقيبة ورفاقه بأنه نجح إلى حدّ ما في وضع أسس الدولة العصرية وتعميم التعليم وتحرير المرأة وتحسين مستوى عيش التونسيين، لكن من شرعوا لنظام سياسي صادر بشقيه السياسي والتنفيذي سيادة الشعب وتلاعب بالدستور وفرض إرادة الحزب الواحد وحتى الفرد الواحد على الإرادة الجماعية ووزع بكيفية ظالمة الإعتبار والثروة والسلطة وأنكر الطبيعة التعددية للمجتمع وحاول ضرب مقومات الهوية الوطنية ورفض التداول السلمي للسلطة" .

كما تحدّث المرزوقي عن فترة النظام السابق و"ما تركه في البلاد من ديكتاتورية وفساد" بالقول: "هكذا فشلت تونس كبلد في بناء الدولة التي حلم بها شهداء 9 أفريل واستشهد من أجلها أبطال معركة التحرر الوطني" .

المنصف المرزوقي أكد على المهمة التاريخية للمجلس التأسيسي فقال: "إن المهمة التاريخية للمجلس التأسيسي الثاني هي تجاوز وتعويض كل ما فشل فيه المجلس التأسيسي الأول حتى لا تضطر تونس بعد سنة أو عقد أو قرن لثورة أخرى بكل دمها ودموعها تأتي بمجلس تأسيسي ثالث".

وأبرز المرزوقي التحديات التي تنتظر النظام الجديد: "المشاكل التي ستواجهنا جميعاً بمنتهى الفظاظة وعلى رأسها البطالة وهي مشكلة كرامة قبل أن تكون مسألة اقتصادية، إضافة إلى تحديات من تعقيد هذه المشاكل واستعصائها على التبسيط والخطابة والتجاوز السحري .. ونحن مطالبون في نفس الوقت بأن نحقق أهداف الثورة وأن نحفظ الإستقرار... نحن مطالبون بأن نسرع في الإصلاحات العاجلة وألا نتسرع في الإصلاحات الهيكلية... نحن مطالبون بأن نخلق أكبر عدد ممكن من فرص العمل دون الغرق في الديون... نحن مطالبون بتشجيع الإستثمار دون السماح بالإستغلال... ومطالبون بأن نحمي حقوق أصحاب العمل وحقوق العمّال... نحن مطالبون بأن ننمّي الجهات المحرومة دون إيقاف تطور الجهات الأخرى... نحن مطالبون بأن نجد الموازنة العادلة بين المحاسبة والمصالحة ، ومطالبون بأن ننمي هويتنا العربية والإسلامية وأن ننفتح على كل الشعوب مع تعميق علاقاتنا بالغرب والشرق والجنوب... نحن مطالبون بأن نحمي المنقبات والمحجبات والسافرات... نحن مطالبون بأن نحمي المتظاهرين والمؤسسات التي يستهدفها المتظاهرون... مطالبون بأن نحفظ الأمن دون أن نهدد الحرية... نحن مطالبون بطمأنة القوى المتوجسة خيفةً من النظام الجديد ونقول لهم بأن لا مكان للثأر والإنتقام لكن يجب أن نبعث أيضا برسالة أوضح أن هذه السلطة الممثلة لإرادة الشعب لأول مرة في التاريخ لن تخضع لابتزاز أو تهديد أو ترضخ لما بقي من شرعية القوة وهي التي تمثل قوة الشرعية ".

ونوّه الرئيس التونسي الجديد بما قامت به السلطة المؤقتة التي ساهمت في الوصول إلى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ تونس الحديث إلى جانب الجيش التونسي الذي حمى البلاد خلال الثورة ولا يزال برغم المرحلة الحرجة بعد الثورة كما ترحم على شهداء الثورة وتأثر بذلك :" لولا تضحياتهم بحياتهم لما كنت في هذا المكان الذي تتجسد فيه سيادة الشعب وقدرته على كسر القيود التي كبلها بها طغاة تناسوا أن لا إرادة فوق إرادته إلا إرادة الله".

وختم المرزوقي خطابه الذي توجه به إلى الشعب التونسي أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بالقول: "إنّنا تونسيون وعرب، علينا أن نضع ثقتنا في الله وفي شبابنا ولننطلق على الطريق الصعب والطويل بنفسية المنتصرين الذين ضرب لهم التاريخ موعدا لن يخلفوه... تعيشوا تعيشوا ويحيا الوطن ." .

"خطاب شامل لامس التوقعات"

ومن جهته، نور الدين البحيري عضو المجلس الوطني التأسيسي عن حركة النهضة أنّه "يوم تاريخي بامتياز حيث استطاع الشعب التونسي أن يحقق الكثير من أحلامه بانتخاب رئيس جديد بديمقراطية وشفافية وهي المرة الأولى، وبالتالي، يقول البحيري لـ(إيلاف) : "إنها الخطوة الأولى الثابتة والحقيقية في مسار الإنتقال الديمقراطي الذي يجعلنا نقطع نهائيا مع سياسة الحزب الواحد والرئيس الأوحد. فالرئيس المنصف المرزوقي الآن وبكامل الشرعية وعن طريق الديمقراطية الحقيقية التي باركها الجميع هو الرئيس الشرعي للجمهورية التونسية وسيتولى الرئيس الجديد تعيين رئيس للحكومة الذي سيختار حكومته التي ستجد أمامها مسائل ومواضيع هامة وعالقة تنتظر التدخل ومن أبرز هذه المسائل المطالب الإجتماعية والوضع الأمني وملفات الجرحى والشهداء وغيرها من الأمور المستعجلة الأخرى .. لقد انتخبنا رئيساً للجمهورية ومارسنا حقنا بكل حرية وديمقراطية لأول مرة و بالتالي فأنا سعيد جدا".

من جانبه، عبر الأمين العام الجديد للمؤتمر من أجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي عن فرحته وعميق فخره قائلا : "إنه يوم تاريخ لتونس وهو الحلم الذي راودنا كمناضلي المؤتمر من أجل الجمهورية الذين ناضلنا مع غيرنا ولم نستكن حتى جاء اليوم الذي حققنا فيه حلمنا وانتخبنا رئيسا للجمهورية بكل ديمقراطية وشفافية وممارسة حرة ."

أما عن خطاب المرزوقي أمام أعضاء المجلس التأسيسي فقد أكد العيادي أنه "شامل حيث كان ملامساً لما ينتظره التونسيون وبالتالي ما على الجميع وكل من موقعه العمل يداً واحدة من أجل المرور بتونس من الوضع الصعب وتجاوز الركود الإقتصادي والحراك الإجتماعي من أجل تحقيق أهداف الثورة ، ثورة الحرية و الكرامة".

وأبرز مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي أنّ عملية انتخاب رئيس للجمهورية كانت ديمقراطية وشفافة لكن المعارضة قررت التحفظ عن المشاركة في التصويت لعدة أسباب .

وأضاف الشابي أنّ المعارضة ستكون معارضة فعالة وفاعلة داخل المجلس التأسيسي كغيرها من المعارضات في الدول المتقدمة وهي مستعدة للتعاون لما فيه مصلحة البلاد .

الجنرال رشيد عمار، قائد الجيوش الثلاثة، أشار إلى أنه يهنئ الشعب التونسي بنجاح ثورته وبالإنتقال الديمقراطي السليم الذي يعيشونه الآن وهو يتمنى أن يمنّ الله على تونس بالخير حتى تسطيع الثورة تحقيق ما يتطلب إنجازه من استحقاقات وتونس لها من الرجال الصالحين القادرين على السير بها إلى الأمام والمرزوقي أحد هؤلاء .

أما الأستاذ علي فارس فقد أكّد على أن خطاب الرئيس التونسي الجديد منصف المرزوقي الذي ألقاه أمام أعضاء المجلس التأسيسي شامل حيث لامس مشاغل المواطنين من خلال العمل على تحقيق أهداف الثورة والإستجابة لرغبات التونسيين وقد لقي استحسان كل الأطراف من المعارضة إلى الترويكا، فهو خطاب جياش كان تأثيره كبيرا في نفوس الحاضرين.

وأضاف الأستاذ فارس في حديث لـ ( إيلاف ) أنّ المرزوقي استطاع أن يقنع الجميع حتى المعارضين منهم حيث كان خطابه مؤثرا إلى جانب الجرأة التي تميز بها نتيجة تطرقه لعديد النقاط الهامة و التي تتطلب تدخلا سريعا .

رئيس تونس يعلن أنه سيكلف الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية برئاسة الحكومة الجديدة

المصدر: روسيا اليوم

أعلن الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي أنه سيكلف يوم 14 ديسمبر/كانون الأول حمادى الجبالي، الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية برئاسة الحكومة الجديدة.

ودعا المرزوقي عقب أدائه اليمين الدستورية يوم 13 ديسمبر/كانون الأول رؤساء الأحزاب إلى التشاور حول تشكيل الحكومة الجديدة.

ونقلت وكالة الأنباء "رويترز" عن مصادر من الائتلاف الفائز في الانتخابات أن صهر راشد الغنوشي، زعيم حركة النهضة الإسلامية سيكون وزيرا للخارجية، بينما سيكون وزير المالية من حزب التكتل من أجل العمل والحريات اليساري.

وأضافت المصادر أن علي العريض، المسؤول في حركة النهضة وهو سجين سياسي سابق سيكون وزيرا للداخلية في الحكومة المقبلة التي ينتظر أن يعلن تشكيلها هذا الأسبوع.

وأضافت المصادر أن نور الدين البحيري الناطق الرسمي باسم حركة النهضة سيكون وزير العدل المقبل بينما سيشغل المحامي سمير ديلو، من النهضة ايضا منصب وزير حقوق الانسان وهو منصب جديد.

وحسب نفس المصادر سيكون الناشط الحقوقي والمحامي محمد عبو من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وزيرا مكلفا بالاصلاح الاداري. وسيحافظ وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي على منصبه بعد ان عين فيه في يناير كانون الثاني الماضي.

«المرزوقى»: مهمتنا بناء جمهورية تونسية مدنية تعددية

المصدر: المصري اليوم

أقسم المنصف «المرزوقى»، وهو زعيم حزب «المؤتمر من أجل الجمهورية»، واضعاً يده على القرآن الكريم، بالحفاظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهورى، وبـ«احترام القانون التأسيسى المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة» فى تونس، والعمل على «حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات»، وبالوفاء لأرواح الشهداء وتضحيات التونسيين على مر الأجيال وتجسيد مبادئ الثورة.

ووعد «المرزوقى» بأن يكون «رئيساً لكل التونسيين»، وبضمان «الحق فى الصحة والتعليم وحقوق المرأة»، التى قال إنه سيعمل على تدعيمها أكثر، خصوصاً فى مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وشدد «المرزوقى» على أن «مهمتنا هى وضع الأسس العميقة والصلبة لجمهورية ديمقراطية مدنية تعددية».

وأكد المرزوقى «تثمين هويتنا العربية الإسلامية مع الانفتاح على الخارج»، مشيراً إلى أن تونس ستعمل على «حماية المنتقبات والمحجبات والسافرات»، بلا تمييز وبمساواة أمام القانون. وقال إن «أبرز التحديات يتمثل فى تحقيق أهداف الثورة، خاصة أن العديد من الأمم تنظر إلينا كمختبر للديمقراطية».

ودعا «المرزوقى» المعارضة التونسية إلى «المساهمة فى الحياة السياسية وعدم الاقتصار على لعب دور الملاحظين»، وذلك بعد ما أثاره قسم من المعارضة العلمانية من مخاوف.

وكانت المعارضة قد صوتت ببطاقة بيضاء (44 صوتاً)، احتجاجاً على «سلب صلاحيات الرئيس»، لدى انتخاب المرزوقى، الاثنين، رئيساً فى «المجلس التأسيسى». وترحم «المرزوقى» فى تأثر على أرواح «شهداء الثورة»، التى أطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن على، وقال وقد غلبه الدمع «دون تضحياتهم ما كنت لأوجد فى هذا المكان»، كما وجه تحية للشعبين السورى واليمنى. وأعلن «المرزوقى» استقالته من رئاسة حزبه «المؤتمر من أجل الجمهورية»، كما ينص عليه القانون لمن يتولى رئاسة تونس، كما أعلن أنه «سيكلف» حمادى الجبالى، أمين عام حركة النهضة الإسلامية، برئاسة الحكومة الجديدة، اليوم الأربعاء.

المرزوقي يكلّف الجبالي برئاسة الحكومة التونسية الجديدة

المصدر: الامارات اليوم

أدى رئيس الجمهورية التونسية الجديد محمد المنصف المرزوقي، أمس، اليمين امام اعضاء المجلس الوطني التاسيسي قبل استلام مهامه في القصر الرئاسي بقرطاج، في خضم الذكرى الاولى لاندلاع الثورة التي اطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

وأعلن المرزوقي أنه سيكلف اليوم أمين عام حركة النهضة الإسلامية، حمادي الجبالي، برئاسة الحكومة الجديدة، وسط تقارير بان صهر زعيم حركة النهضة الاسلامية، راشد الغنوشي، رفيق عبدالسلام، سيكون وزيراً للخارجية، والمسؤول في حركة النهضة علي العريض سيكون وزيراً للداخلية في الحكومة المنتظر تشكيلها.

وأقسم المرزوقي (66 عاماً)، واضعاً يده على القرآن الكريم، على الحفاظ على استقلال الوطن وسلامة ترابه ونظامه الجمهوري، وعلى احترام القانون التاسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطة، في تونس والعمل على حماية مصالح البلاد ودولة القانون والمؤسسات، وعلى الوفاء لارواح الشهداء وتضحيات التونسيين على مر الاجيال، وتجسيد مبادئ الثورة.

ووعد المرزوقي الذي وضع برنساً تقليدياً تونسياً بلون بني فاتح على سترة زرقاء وقميص، ابيض وبدا فخوراً وهادئاً، بان يكون رئيساً لكل التونسيين، والا يوفر اي جهد من اجل تحسين مستوى عيش مواطنيه.

كما تعهد في كلمة توجّه بها الى الشعب التونسي من منبر المجلس الوطني التاسيسي، وبحضور كبار مسؤولي الدولة، بضمان الحق في الصحة والحق في التعليم وحقوق المراة، التي قال انه سيعمل على تدعيمها اكثر، خصوصا في مستوى الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.

وشدد المرزوقي على ان «مهمتنا هي وضع الاسس العميقة والصلبة لجمهورية ديمقراطية مدنية تعددية»، مشيرا الى انها مسؤولية كبيرة، نتيجة ضخامة التحديات التي اتت من حجم الخراب الذي خلفته الديكتاتورية، من بينها مشكلة البطالة التي تعد مشكلة كرامة قبل ان تكون مشكلة اقتصادية.

واوضح انه سيعمل على تحقيق مواطن الشغل دون الغرق في المديونية، وعلى حماية العمال واصحاب العمل والمستثمرين.

كما شدد المرزوقي على «تثمين هويتنا العربية الاسلامية، مع الانفتاح على الخارج»، مشيرا في هذا السياق الى ان الدولة التونسية ستعمل على حماية المنتقبات والمحجبات والسافرات، بلا تمييز وبمساواة امام القانون، ودعا التونسيين الى المصالحة، مشيرا في هذا الصدد الى انه لا مكان للثأر والانتقام، لكن لن نخضع للابتزاز.

واضاف ان المرحلة المقبلة التي تشهدها تونس ستكون صعبة، لكن سنعمل على اجتيازها بالعزيمة نفسها التي اجتزنا بها جميع الصعوبات التي واجهت البلاد في المرحلة السابقة.

ودعا المرزوقي المعارضة التونسية الى المساهمة في الحياة السياسية، وعدم الاقتصار على لعب دور الملاحظين، وذلك بعد الذي اثاره قسم من المعارضة العلمانية من مخاوف عقب فوز الاسلاميين في انتخابات 23 أكتوبر الماضي.

وترحّم المرزوقي في تأثر بادٍ على ارواح شهداء الثورة التي اطاحت بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، واعلن المرزوقي استقالته من رئاسة حزبه المؤتمر من اجل الجمهورية، كما ينص عليه القانون لمن يتولى رئاسة تونس.

وقال المرزوقي إنه سيكلف اليوم حمادي الجبالي، برئاسة الحكومة الجديدة. ودعا في مؤتمر صحافي عقده عقب أدائه اليمين الدستورية، رؤساء الأحزاب السياسية، الأعضاء في المجلس الوطني التأسيسي إلى إجراء مشاورات حول تشكيل الحكومة الجديدة.

وقالت مصادر من الائتلاف الفائز في الانتخابات، إن صهر زعيم حركة النهضة الاسلامية، راشد الغنوشي، سيكون وزيراً للخارجية في تونس، بينما سيكون وزير المالية من حزب التكتل من اجل العمل والحريات اليساري.

وأضافت مصادر لـ«رويترز» ان علي العريض المسؤول في حركة النهضة، وهو سجين سياسي سابق، سيكون وزيرا للداخلية في الحكومة المنتظر تشكيلها، وتابعت ان رئيس قسم الدراسات بقناة الجزيرة القطرية رفيق عبدالسلام سيكون وزيراً للخارجية.

وعبدالسلام متزوج من احدى بنات الغنوشي، وقال العريض لـ«رويترز»: «نعم اسمي في مقدمة الاسماء المرشحة لهذا المنصب. لائحة الوزراء شبه جاهزة، ورئيس الوزراء وحده يمكنه ان يعرضها قبل ان تنال ثقة المجلس التأسيسي».

اقتراح صهر راشد الغنوشي وزيرا للخارجية يثير جدلا بين التونسيين

المصدر: الشرق الاوسط

خلق الإعلان عن أن رفيق عبد السلام صهر راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الإسلامية سيكون وزيرا للخارجية التونسية موجة من التعليقات بين مؤيد للخطوة معتبرا إياها في باب المكافأة لأشخاص ذوي مستويات علمية رفيعة ولهم الخبرة الكافية لإدارة مثل تلك المؤسسات بروح جديدة، وبين رافض رفضا قاطعا للفكرة باعتبارها تعيد إنتاج نفس منظومة الحكم في عهد زين العابدين بن علي المبني على القرابة العائلية والمحسوبية. ويشغل عبد السلام حاليا رئيس قسم الدراسات بقناة «الجزيرة» القطرية، وهو متزوج بإحدى بنات الغنوشي.

وقال محمد القوماني, الأمين العام لحزب الإصلاح والتنمية إن الأصل في التعيينات لا ينظر فيه إلى نسب الأشخاص بقدر النظر إلى ذواتهم، ولا يمكن مؤاخذة شخص له كفاءة عالية في إدارة الشؤون العامة لأجل قرابته من زعيم سياسي سيحكم حزبه البلاد خلال المرحلة المقبلة، فقد يكون في ذلك ضيم للشخص وظلم له.

واعتبر القوماني أن مؤاخذة العائلات لأسباب عائلية «يعد ضربا من ضروب العقوبة الجماعية التي يحرمها القانون الدولي. وإذا نظرنا إلى الديمقراطيات الغربية يلاحظ أن الأب والابن من بعده بإمكانهما قيادة البلاد مثلما حدث في الولايات المتحدة ولم يعلق أي مواطن أميركي سلبيا على الأمر. إلا أن الموضوع في تونس وخلال هذه المرحلة بالذات يطرح أسئلة كثيرة، وذلك بالنظر إلى حساسية الموضوع في هذا التوقيت بالذات ولالتصاق مسألة تنفذ مجموعة من التونسيين في السلطة بسبب قرابتهم من الحكام، وهذا واضح من خلال حكم بن علي وتقريبه لبطانة كاملة على أساس القرابة من زوجته وسيطرتهم يعد ظلما على مقدرات البلاد».

ويضيف القوماني أن تعيين عبد السلام في منصب وزارة الخارجية التونسية وعلى الرغم من كفاءته العالية كما ذكر قد تكون رسالة سلبية للتونسيين من المفترض تفاديها حتى لا يذهب إلى ظنهم أن «الأقربون أولى بالمناصب»، على حد قوله.

ومن ناحيته, قال نور الدين العرباوي القيادي في حركة النهضة إن اقتراح اسم رفيق عبد السلام لا علاقة له بمصاهرة الغنوشي، بل لكفاءته العلمية الكبيرة. وأضاف العرباوي مدافعا عن هذا الاختيار قائلا إن عبد السلام صاهر الغنوشي وهو محكوم عليه بالإعدام، وكان بالإمكان أن يكون مصيره السجن، ولم يكن يعلم في يوم من الأيام أن حزب الغنوشي سيصل إلى السلطة.

وقال إن عبد السلام البالغ من العمر نحو 50 سنة حاصل على شهادة الدكتوراه في العلوم السياسية، ونشط في السابق في الاتحاد التونسي للطلبة، وهو منتمٍ سياسيا إلى حركة النهضة. إلا أن أمر تعيينه لا علاقة له بمصاهرة الغنوشي، إذ هناك من هم أقرب من عبد السلام إلى الغنوشي ولم يقع اقتراح أسمائهم لحقائب وزارية على الرغم من توفر شهادات علمية رفيعة لديهم. وقالت مصادر إن علي العريض المسؤول في حركة النهضة، وهو سجين سياسي سابق، سيكون وزيرا للداخلية في الحكومة المقبلة التي ينتظر أن يعلن تشكيلها هذا الأسبوع.

وقال العريض لـ«رويترز»: «نعم، اسمي في مقدمة الأسماء المرشحة لهذا المنصب. لائحة الوزراء شبه جاهزة ورئيس الوزراء وحده يمكنه أن يعرضها قبل أن تنال ثقة المجلس التأسيسي».

وأضافت المصادر أن نور الدين البحيري، وهو الناطق الرسمي باسم حركة النهضة، سيكون وزير العدل المقبل، بينما سيشغل المحامي سمير ديلو، وهو من النهضة أيضا، منصب وزير حقوق الإنسان، وهو منصب جديد.

وحسب نفس المصادر سيكون المناضل الحقوقي والمحامي محمد عبو من حزب المؤتمر من أجل الجمهورية وزيرا مكلفا بالإصلاح الإداري. وسيحافظ وزير الدفاع عبد الكريم الزبيدي على منصبه بعد أن عيّن فيه في يناير (كانون الثاني) الماضي.

ساركوزي يهنىء المرزوقي ويدعوه لزيارة فرنسا

المصدر: فرانس برس

هنأ الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي المنصف المرزوقي اثر انتخابه الاثنين رئيسا لتونس معتبرا ان ذلك يشكل "مرحلة هامة في تعميق المسار الديمقراطي" في تونس، ودعاه الى القيام ب "زيارة رسمية" لفرنسا.

وفي رسالة نشرت نصها الرئاسة الفرنسية عبر ساركوزي "عن تهانيه الحارة لهذا النجاح الباهر" للمرزوقي الذي اقسم الثلاثاء اليمين وذلك غداة انتخابه من قبل المجلس الوطني التاسيسي رئيسا للجمهورية التونسية.

ودعاه ايضا "الى القيام بزيارة رسمية لفرنسا في اي وقت" يراه مناسبا.

وكتب ساركوزي في رسالة التهنئة "ان انتخابكم هو مرحلة هامة في تعميق المسار الديمقراطي لتونس بعد انتخاب المجلس التاسيسي في 23 تشرين الاول/اكتوبر وتبني القانون (التاسيسي) للتنظيم (المؤقت) للسلط العمومية في 11 كانون الاول/ديسمبر" الحالي.

واضاف ساركوزي مخاطبا المرزوقي "ان تكريسكم (لهذا المنصب) انتم الذين ناضلتم طويلا من اجل تونس حرة تحترم فيها دولة القانون والانتخابات، لهو بالتاكيد لحظة مؤثرة تمتزج مع ذكريات الانتظار الطويل لسنوات المنفى".

واشاد الرئيس الفرنسي بالمرزوقي الذي وصفه بانه "صديق لفرنسا التي تتشرف بانكم اخترتموها لدراسة الطب ثم وحين حاصركم القمع، لمواصلة كفاحكم من اجل الحرية في تونس وفي العالم العربي".

واكد ساركوزي للمرزوقي "كل دعم" فرنسا "لتتمكن بلادكم طليعة التحولات التاريخية للشعوب العربية، من تجاوز الصعوبات التي تواجهها اليوم خصوصا في المستوى الاقتصادي".

الملك محمد السادس يهنئ المرزوقي بمناسبة انتخابه رئيساً لتونس

المصدر: وكالة هيسبرس

بعث الملك محمد السادس، برقية تهنئة إلى المعارض التونسي السابق منصف المرزوقي، وذلك بمناسبة انتخابه رئيسا للجمهورية التونسية.

وأعرب الملك، في هذه البرقية، للرئيس منصف المرزوقي عن أحر التهاني وأخلص المتمنيات، بكامل التوفيق في مهامه، "خدمة لتقدم وازدهار واستقرار بلدكم الشقيق، مشفوعة ببالغ تنويهي بخصالكم الإنسانية الرفيعة، والتزامكم الديمقراطي والحقوقي المشهود".

وأشاد الملك، بهذه المناسبة، بالمسار الديمقراطي الذي انخرط فيه الشعب التونسي بكل مكوناته وتياراته السياسية، معربا للرئيس المرزوقي عن دعم المملكة المغربية الموصول، ملكا وحكومة وشعبا، لكل الجهود الخيرة المبذولة من أجل تحقيق تطلعات الشعب التونسي الشقيق إلى توطيد دعائم دولة القانون والمؤسسات والحكامة الجيدة، التي تضمن لأبنائها الحرية والكرامة والمواطنة الكاملة وحقوق الإنسان في كافة أبعادها.

المشير طنطاوي يهنئ «المرزوقي» بانتخابه رئيسًا لتونس

المصدر: المصري اليوم

بعث المشير محمد حسين طنطاوي، رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة، ببرقية تهنئة إلى الرئيس محمد المنصف المرزوقي، بمناسبة انتخابه رئيساً للجمهورية التونسية.

واشنطن تعتبر انتخاب المرزوقي "خطوة ايجابية" لتونس

المصدر: العرب اون لاين

اشادت الادارة الاميركية بانتخاب المنصف المرزوقي رئيسا جديدا لتونس معتبرة ان انتخابه يشكل "خطوة ايجابية في المرحلة الانتقالية الديموقراطية لتونس"، وقال مارك تونر المتحدث باسم الخارجية الاميركية "نحن مستعدون لدعمهم في تقدمهم".

وانتخب المنصف المرزوقي "66 عاما" المدافع عن حقوق الانسان والمعارض الشرس للرئيس السابق زين العابدين بن علي الاثنين من قبل المجلس الوطني التأسيسي التونسي.

وكانت الولايات المتحدة اعربت عن استعدادها للتعاون مع اسلاميي حزب النهضة الذين فازوا في الانتخابات التشريعية التونسية، وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في السابع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي ان "الفكرة ان المسلمين الممارسين لا يمكنهم الازدهار في ديموقراطية هي فكرة مهينة وخاطئة".

واضافت "على المسؤولين عن حزب النهضة ان يقنعوا الاحزاب العلمانية بالعمل معهم" مضيفة ان "اميركا هي ايضا ستعمل معهم".

وذكرت كلينتون بان حزب النهضة وعد باحترام الحرية الدينية وحقوق النساء. واشارت ايضا الى ان "العديد من الاحزاب ذات التوجه الاسلامي في العالم تنخرط طبيعيا في لعبة الديموقراطية".

تحليل: صفقة المرزوقي.. انتصار لليبراليين أم للإسلاميين؟

المصدر: CNN

لم يكن انتخاب الدكتور المنصف المرزوقي رئيساً مؤقتاً للجمهورية مفاجئاً للتونسيين، فالنتيجة كانت معروفة مسبقاً للجميع كونه المرشح الوحيد منذ أسابيع، غير أن الخبر ترك ردود فعل متباينة، تبدأ بالترحيب بالقرار "التاريخي"، ولا تنتهي عند وصفه بـ"سيناريو معد مسبقاً، غايته تقوية نفوذ حركة النهضة."

وانتخب المجلس التأسيسي التونسي المناضل الحقوقي المعروف وزعيم حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية"، رئيساً للجمهورية التونسية، بغالبية 153 صوتاً مقابل معارضة ثلاثة أصوات، وامتناع اثنين عن التصويت، و44 "بطاقة بيضاء"، من إجمالي 202 من أعضاء المجلس البالغ عددهم 217 عضواً.

وتسلم المرزوقي مهامه رسمياً الثلاثاء، بعدما أدى اليمين الدستورية أمام المجلس التأسيسي، ليبدأ أولى مهامه والتي تتمثل في اختيار رئيس الحكومة الجديدة، المتوقع أن يكون حمادي الجبالي، من حركة "النهضة."

وبينما وصف الصحفي عماد بن يوسف انتخاب المرزوقي بـ"اليوم الاستثنائي"، و"الإنجاز الكبير"، كما اعتبر أنه "مكسب لجميع التونسيين"، فقد أكدت الصحفية يمينة حمدي أن القرار هو "بداية للقطع نهائياً مع الأنظمة الدكتاتورية، وخروج السلطة من قبضة السواحيلية"، نسبة إلى منطقة الساحل التي ينتمي إليها الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي.

إلا أن الصحفية التونسية، قالت في تصريحات لـCNN بالعربية: "لا أعني بذلك التقليل من قيمة أبناء الساحل التونسي، بل تأكيد على ضرورة تداول السلطة في تونس بين مستحقيها عن جدارة."

وأضافت قائلة: "هذه بداية الطريق نحو الديمقراطية التي نروم إرساءها في بلادنا.. وشخصياً، أعتقد أن المنصف المرزوقي مناضل حقوقي وسينتهج طريقاً مدنيةً راقيةً، ولن يوصد الباب في وجه أحد، لأن عصر 'الباستيل' ولّى إلى الأبد."

وصوتت المعارضة في المجلس التأسيسي بأوراق بيضاء في انتخابات رئاسة الجمهورية، مبدية اعتراضها على "سلب رئيس الجمهورية صلاحياته، في مقابل استئثار رئيس الحكومة بجميع الصلاحيات."

وقال أحمد نجيب الشابي، زعيم الحزب الديمقراطي التقدمي، لوكالة الأنباء التونسية إن المعارضة اتخذت هذا الموقف لأن منصب رئيس الجمهورية "أُفرغ من محتواه، وللتعبير عن معارضتنا للاتفاقات المسبقة بين أعضاء الائتلاف الثلاثي."

وقالت حنان مرسني (ناشطة حقوقية) إن انتخاب المرزوقي هو "نتيجة لتخطيط مسبق لإفراغ منصب رئيس الجمهورية من كل قوة فعلية، وجعل صلاحياته مجرد بروتوكولات تشريفية، في مقابل إضفاء قوة أكبر على منصب رئيس الحكومة، وهذا يؤكد أن الترويكا السياسية مررت للشعب التونسي نظام حكم النهضة الجديد، دون نقاش ولا استفتاء."

وأضافت قولها: "لأول مرة في تاريخ تونس، يتم إفراغ منصب رئاسة الجمهورية لتتحول كل صلاحياته، بمقتضى قانون تنظيم السلطات العمومية، لرئيس الحكومة، وهو أمر يمثل سابقة في تاريخ تونس السياسي، إلا أنه من غير المفهوم موقف حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (حزب الرئيس الجديد) الذي ساند القرار ودافع عنه."

وكانت كتلة المعارضة داخل المجلس التأسيسي قد رفضت، في وقت سابق، المصادقة على الفصل العاشر من مشروع قانون تنظيم للسلطات العمومية (الدستور المؤقت الذي أقره المجلس)، والمتعلق بصلاحيات رئيس الجمهورية، مؤكدة أن الفصل يترجم "تغول" حركة النهضة على أشغال المجلس، وتجريد رئيس الجمهورية من صلاحياته.

من جانبه، أكد الدكتور المنصف المرزوقي، في بيان سابق، إنه لن يقبل بـ"رئاسة صورية، وإنما لرئاسة ذات صلاحيات حقيقية، في إطار نظام مجلسي يعطي للرئاسات الثلاثة دورها ومكانتها في تسيير المرحلة الصعبة التي تنتظرنا جميعاُ."

أما الصحفي عبد اللطيف جاب الله فقال لـCNN بالعربية إن "رغبة المرزوقي في تتويج مشواره السياسي (والذي كان حافلاً بالنضالات)، وخوفه من أن يموت وفي نفسه شيء من الرئاسة، جعله لا يتوانى في حبك لعبة التحالفات مع من يفسح له المجال لقصر قرطاج."

وتابع أن "النهضة بمكرها السياسي المعتاد، وبدروس أمريكية أصبحت مكشوفة للعيان، أصبحت قادرة على تحويل دفة التحالفات لصالحها، فمدت طعم الرئاسة للمرزوقي ليبتلعه بسلاسة، ولتستفرد هي بالحكم الحقيقي في البلاد، من خلال سن القوانين على مقاسها، والمستقبل يخبئ للشعب حقائق لم يكن ينتظرها."

وعبر وسيم الجدي (جامعي)، عن رؤيته بقوله إن "المشكلة تكمن في هذه الصفقة السياسية الواضحة للعيان، بين ثلاثة أحزاب لا يجمع بينها أي توجه إيديولوجي أو مشروع مجتمعي أو سياسي.. هم هذه الأحزاب المجتمعة دون هدف وطني، هو أولاً المناصب، و لكن أيضا تقربها من الحزب الحاكم الذي سيحكم البلاد "ديمقراطياً" إلى حين "اندلاع الثورة المقبلة."

وأضاف: "يجب أن ينسى العقلاء اليوم إمكانية التداول على السلطة، في ظل وجود 'حزب الإسلام'، هذا الحزب ذو القدرات المادية الخارقة للعادة التي تفوق حتى إمكانيات الحزب البائد، إضافة إلى استحواذه على دين الأغلبية في البلاد، وتمكنه من تثبيت علاقاته بجميع الشرائح الاجتماعية."

وبغض الطرف عن "اللعبة السياسية" التي يرى البعض أن الترويكا السياسية الحاكمة حبكتها بشكل جيد لانتخاب رأس البلاد، فإن صبر التونسيين قد ينقد إذا لم تعالج الحكومة المقبلة الملفات الشائكة التي يأتي في مقدمتها الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتدهور، حيث تتجاوز نسبة البطالة 18 في المائة، فيما يتجمد النمو الاقتصادي عند الصفر، وفق المصادر الرسمية.

نبذة عن الرئيس التونسي المنصف المرزوقي

المصدر: BBC

ولد المرزوقي في 7 يوليو / تموز عام 1945 في قرنبالية الواقعة 30 كيلومترا جنوب شرقي العاصمة تونس لأسرة تنحدر من قبيلة المرازيق بالجنوب التونسي.

نضال

• حصل على دكتوراه في الطب من جامعة ستراسبورغ الفرنسية عام 1973 في تخصص الطب الباطني والطب الوقائي وطب الاعصاب.

• نال اجازة في علم النفس من كلية العلوم الانسانية بجامعة السوربون.

• تولى تدريس الطب في جامعة ستراسبورغ وهو استاذ سابق بقسم الأعصاب بتونس واستاذ للطب الحديث بجامعة باريس.

رئيس تونس المنصف المرزوقي

• اختلف المرزوقي مع رفاقه العلمانيين حول موقفهم من حزب النهضة الإسلامي

• وفي تونس، تولى تدريس الطب في جامعة سوسة ما بين عامي 1981 و2000.

• وفي عام 1995 منع من أي بحث علمي وفي العام 2000 طرد من كلية الطب بسوسة.

• عرف المرزوقي بنضاله الحقوقي وانضم في 1980 إلى الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وأصبح رئيسها في 1989.

• وأحيل في عام 1993 إلى القضاء بعد تأسيسه جمعية الدفاع عن المساجين السياسيين وفي عام 1994 خلع من رئاسة الرابطة فرد على ذلك بالترشح لرئاسة الجمهورية.

• وفي العام نفسه وضع المرزوقي في السجن الانفرادي لمدة أربعة اشهر وأطلق سراحه في يوليو / تموز اثر حملة وطنية ودولية وتدخل الزعيم الجنوب افريقي نيلسون مانديلا.

• وفي عام 1997 أسس مع عدد من المناضلين بينهم الناشط السوري هيثم مناع اللجنة العربية لحقوق الانسان وترأسها حتى عام 2000.

• ثم أسس في عام 2001 بمشاركة العديد من المناضلين والقوى السياسية التونسية المجلس الوطني للحريات.

السجن

كما أسس في العام ذاته حزب "المؤتمر من أجل الجمهورية" الذي لم ترخص السلطات له وأعلن المرزوقي انه "حزب مقاومة لا حزب معارضة" وطالب من خلاله باسقاط نظام بن علي ووصفه بالفساد وكانت النتيجة الحكم عليه بالسجن لمدة عام.

وتعرضت الحكومة التونسية إلى ضغوط دولية كبيرة للإفراج عنه ليرحل المرزوقي إلى فرنسا حيث واصل نضاله في المنفى.

في عام 2006 عاد المرزوقي إلى تونس دون موافقة السلطة للدعوة إلى عصيان مدني بهدف إسقاط نظام بن علي ولكنه رحل إلى فرنسا بعد 5 أيام تعرض خلالها إلى الترهيب والتضييق الشديد من قبل الشرطة على حد قوله.

وواصل رحلة نضاله في المنفى من خلال كتاباته السياسية ونشاطه في المنظمات الحقوقية الدولية وتحريضه المتواصل على العصيان المدني.

وعاد إلى تونس بعد فرار بن علي ليواصل نشاطه من موقعه كرئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية المحظور سابقا.

حزب النهضة

اختلف المرزوقي مع رفاق دربه ممن وصفهم بـ "اليسار العلماني والفرنكفوني القديم المنقطعين كليا عن القضايا الحقيقية للشعب التونسي" بدءا من عام 2003 وبخاصة فيما يتعلق بموقفهم من إسلاميي حزب النهضة.

ومع تمسكه بموقعه اليساري، اقترب من الاسلاميين بسبب ايمانه الشديد بضرورة التمسك بالهوية العربية الاسلامية وهو ما ساعده في حملته الانتخابية الأخيرة.

واعتبر المرزوقي بعد انتخابات 23 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي أن حزب "النهضة ليس الشيطان ويجب عدم اعتبارهم طالبان تونس لأنهم فصيل معتدل من الإسلاميين".

غير أن ذلك لم يمنعه من التأكيد على وجود "خطوط حمراء" لا جدال فيها مثل "الحريات العامة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة والطفل".

وحصل المرزوقي على العديد من الجوائز الحقوقية وكتب العديد المؤلفات في السياسة والأدب والطب منها "الانسان الحرام" و"إنها الثورة يا مولاي" و"الرحلة" و"حتى يكون للأمة مكان في هذا الزمان" و"في سجن العقل".