النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء محلي 276

  1. #1

    اقلام واراء محلي 276

    اقلام واراء محلي

    ابرز ما جاء في هذا الملف:

    الدولة الفلسطينية ... هل من جديد؟
    بقلم: راتب عمور عن صحيفة القدس
    سلاما على المخلص في عيده
    بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة
    الأعلام المتبادلة
    بقلم: حمادة فراعنة عن صحيفة الأيام
    أشواك في حديقة المصالحة !!!
    بقلم: يحيى رباح عن صحيفة الحياة الجديدة
    كيري جاء إلى غزة .. فهل تعلّم منها؟!
    بقلم: هاني حبيب عن صحيفة الأيام
    انتصار العقل والمنطق في مخيم اليرموك !!
    بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة القدس
    هل نسي الأسد أنَّ فَتْح دمشق بدأ بمعركة اليرموك؟!
    بقلم: جواد البشيتي عن صحيفة الأيام
    جمَّرت ؟!
    بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
    ثقافة المقاطعة
    بقلم: محمود أبو الهيجاء عن صحيفة الحياة الجديدة


    الدولة الفلسطينية ... هل من جديد؟

    بقلم: راتب عمور عن صحيفة القدس
    ما من شك ان الدولة الفلسطينية هي مطلب وحلم فلسطيني راود ابناء الشعب الفلسطيني منذ عشرات السنين ، وما من شك كذلك ان الشعب الفلسطيني خفّض كثيرا من سقف توقعاته وطموحاته منذ اتفاق " اوسلو " والذي جاء مخيّبا للآمال والتطلعات الفلسطينية ، إلا ان القرار الأممي بالموافقة على دولة " فلسطينية مراقب " في الأمم المتحدة جاء مخيبا للآمال والتطلعات الفلسطينية اكثر بكثير على الرغم من ان سقوف تلك التطلعات كانت قد انخفضت من قبل، إن بسبب الاستراتيجية التي طغت على الخطاب السياسي الفلسطيني بشكل خاص والخطاب السياسي العربي بشكل عام طيلة العقود الماضية، او بسبب الوقائع التي فرضها الاحتلال الاسرائيلي على الأرض الفلسطينية ، والأوضاع العربية والدولية التي افرزها ما يسمى بالربيع العربي .
    إلا أن صدور القرار الأممي بإعلان فلسطين " دولة مراقب" في الأمم المتحدة على الرغم من انه جاء قرارا رمزيا وعلى ارض رمزية من فلسطين التاريخية ، إلا انه جاء ليُطفئ ظمأ الكثير من ابناء الشعب الفلسطيني .
    ان اعلان الدولة بهذه السرعة وبهذا الاصرار الذي مارسته القيادة الفلسطينية للحصول على " دولة مراقب " ومباركة عربية ودولية جاء ليكشف المستور في الوضع الفلسطيني الداخلي وتحديدا بين حركتي فتح وحماس ، ومستقبل الأراضي الفلسطينية ، ومصير الدولة الفلسطينية ، وهل ستقوم هذه الدولة على انقاض وفتات ما سيزيد عن حاجة الاحتلال الاسرائيلي ، وما تستطيع القيادة الفلسطينية سواء من خلال المفاوضات او من خلال العلاقات الدولية انتزاع ما يمكن انتزاعه من براثن الاحتلال ، ام انها ستلجأ الى التحالف مع دول عربية شقيقة وأخرى صديقه لسد النقص الحاصل بحيث تكون " دولة قابلة للحياة" من خلال شكل من اشكال العلاقة التي تضمن صيرورتها وبقاءها على قيد الحياة.
    ان الزيارة التاريخية التي قام بها العاهل الاردني الملك عبدالله الثاني الى رام الله ، والاستقبال الذي حظي به الرئيس الفلسطيني محمود عباس في عمان ، والتصريحات التي صدرت عن قيادتي البلدين الشقيقين لا يمكن فهمها في اطار دبلوماسي بحت بعيدا عن العلاقات السياسية المستقبلية بين البلدين الشقيقين .
    صحيح ان القيادة الأردنية كانت على مدى العقود الماضية الأقرب الى فلسطين والفلسطينيين ،وصحيح ان الملك "عبدالله الثاني" ومنذ اليوم الأول لتسلمه العرش كان الأكثر من بين الزعماء العرب ادراكا وتفهما وتفاعلا ودفاعا عن القضية الفلسطينية في المحافل العربية والدولية ، وصحيح كذلك ان القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس " محمود عباس " كانت الأكثر بين القيادات العربية قربا من الملك "عبدالله الثاني " منذ اليوم الأول لتوليه السلطة، وأنة نقل العلاقة مع الأردن نقلة نوعية واضحة وصلت الى مرحلة من التنسيق والتشاور والتعاون الذي يُفترض ان تكون علية العلاقة بين الأشقاء.
    ولكن غير صحيح ان التطورات العربية والدولية المتلاحقة ، وتحديدا في دول الجوار العربي ، وإعادة انتخاب الرئيس الأميركي "باراك اوباما " والتي ارى فيها اطلاق اشارة الانطلاق لتطبيق فكرة الشرق الأوسط الجديد ، كلها ستمر عن القضية الفلسطينية مرور الكرام ، ليس لأنها قضية متعثرة فحسب، بل لأنها قضية العرب الأولى والمركزية ، وأحد الأسباب الرئيسية التي دفعت بتلك الأحداث والتطورات الى ما هي عليه ، كل ذلك يدفعنا الى الاعتقاد بأن واقعاً فلسطينياً وعربياً واقليمياً في طوره الى التشكل ، وأن ملامحه بدأت بالظهور منذ اللحظة الأولى لإعادة انتخاب الرئيس " اوباما " في ولايته الثانية .
    ثم أن التطورات السياسية التي حدثت في بعض الدول العربية وتحديدا في مصر في اعقاب وصول حركة الاخوان الى السلطة ، وما يحدث في سوريا وفي اعقاب خروج قيادة حركة حماس من دمشق والزيارة التي قام بها امير دولة قطرالى قطاع غزه ، والمبالغ المالية التي تبرع بها لاعادة اعمار القطاع.
    ثم ان الحرب الاسرائيلية الأخيرة على قطاع غزه وما رافقها من زيارات قام بها عدد من وزراء الخارجية العرب، بالاضافة الى وزير الخارجية التركي ، وامين جامعة الدول العربية ، كل ذلك يدفعنا الى الاعتقاد كذلك بأن كيانا فلسطينيا جديدا ومنفصلا يتشكل في قطاع غزة بعيدا عن الضفة الغربية وبعيدا عن الدولة الفلسطينية المفترضة .
    وكذلك التأييد الغامض الذي اعلنتة حركة حماس لجهود الرئيس عباس المتعلقة باعلان الدولة ، والمشروط بالالتزام بالثوابت الفلسطينية ، وما تلى ذلك من تصريحات تختلف في مجملها مع مبدأ إعلان الدولة وخاصة تلك التي اطلقها " خالد مشعل" خلال الزيارة التي قام بها الى غزة ، ومن ابرزها " لا تنازل عن اي شبر في فلسطين التاريخية ولا شرعية لاسرائيل " ، "الدولة الفلسطينية الحقيقية ستكون ثمرة حرب تحرير لا ثمرة مفاوضات "، في رسالة واضحة الى القيادة الفلسطينية برفض الدولة كما أُعلن عنها في الأمم المتحدة، وفي إشارة الى ان قطاع غزه سيكون له قراره المستقل.
    كل ذلك يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان ما بين القيادة الفلسطينية ممثلة بالرئيس "محمود عباس" وقيادة حركة حماس ممثلة ب "خالد مشعل " رئيس المكتب السياسي لحركة حماس ، مساحات شاسعة من الخلافات والتناقضات السياسية والأيدولوجية ، وأن المصالحة الفلسطينية وعلى ما يبدو دخلت مرحلة لا يمكن فهمها - ورغم تصريحات المجاملة من قبل رموز كل من فتح وحماس – بأقل من انها مرحلة صعبة ، فكيف يستوي اعلان الدولة على 12% او اكثر بقليل من فلسطين التاريخية ، مع القول "لا تنازل عن اي شبر في فلسطين التاريخية ولا شرعية لاسرائيل" ، ألسنا في مرحلة جديدة من مراحل الاستعصاء السياسي؟ .
    ثم جاءت الأحداث والتطورات الأخيرة في مصر والتي تشهد حالة جديدة من الاستقطاب السياسي المصري الداخلي هي في الواقع تجسيد لواقع سياسي وتحالفات عربية بدأت بالظهور منذ اللحظة الأولى لفوز الرئيس " محمد مرسي " بالرئاسة المصرية ، الأمر الذي يُثير العديد من الأسئلة التي تطرح نفسها من بين الاف الأسئلة التي تتبادر الى الذهن في اول حديث عن الوضع العربي والفلسطيني الراهن من ابرزها :
    هل ان اعلان الدولة الفلسطينية سيفتح ملف العلاقة الأردنية – الفلسطينية السياسية من جديد ؟ وهل ان صنّاع القرار في البلدين الشقيقين كانا بانتظار اعلان الدولة لتحديد شكل تلك العلاقة ؟ وهل ان العلاقة ستشمل اراضي الدولة الفلسطينية في الضفة الغربية فقط بعد ان تم تحديد مصير قطاع غزة خلال الزيارة التي قام بها امير دولة قطر بدعم تركي ومباركة مصرية من القيادة الحالية والحزب الحاكم ، وما تبعها من الحرب الأسرائيلية ، والدور المصري في تطبيق الهدنة ، وما تخللها من زيارة وزراء الخارجية ، وما تبعها بزيارة " خالد مشعل" الى قطاع غزة ؟.
    وهل ان العلاقة الأردنية – الفلسطينية الثنائية ستتسع لتضم تحالفا اخر من دول الجوار اشبه ما يكون بالعلاقة الكونفدرالية بين كل من بلجيكا ولكسمبورغ وهولندا تحت ما يسمى " بلنكس" ؟ .
    صحيح ان الأجابة عن تلك الأسئلة يتطلب وقتا طويلا وفهما حقيقيا لما يدور وراء الكواليس ، إلا ان السنوات وربما الأشهر القادمة حُبلى بالمفاجآت والتطورات السياسية، وأن تحالفات ومسميات جديدة ستظهر على الخارطة الاقليمية السياسية، وأن تحالفات جديدة بدأت تطفو على السطح السياسي العربي على شكل محاور غير معلنة ، منها ما يدعم الأنظمة الاسلامية والأحزاب التي تمثلها وتحديدا في مصر وقطاع غزة، ومنها ما يدعم الأحزاب الليبرالية والتوجهات التي تمثلها وتحديدا في مصر ممثلة في المعارضة ، والضفة الغربية ممثلة بالسلطة الفلسطينية .
    وفي ضوء ما قد تُسفر عنه هذه التحالفات من نتائج ملموسة على الأرض فان منطقة جديدة في طريقها الى التشكل ، يتبعها معالم الشرق الأوسط الجديد ، من خلال ما يُسمى بالربيع العربي عربيا، وما قد ُتسفر عنه الأوضاع السائدة في سوريا، وما قد يُسفر عنه الملف النووي الايراني من تطورات تؤسس الى خارطة جديدة للشرق الأوسط الجديد .

    سلاما على المخلص في عيده

    بقلم: عادل عبد الرحمن عن صحيفة الحياة الجديدة
    يهل عيد الميلاد المجيد، عيد رسول السلام، عيسى بن مريم حاملا معه البشارة لشعبه الفلسطيني باقتراب تحقيق السلام، لاسيما وان عيده يأتي هذا العام وخطى أبناء جلدته من الفلسطينيين خطوة مهمة نحو الاهداف الوطنية، بارتقاء مكانة فلسطين الى دولة مراقب في الامم المتحدة. كما حققوا صمودا شجاعا في التصدي للعدوان على غزة. كما فتحت أبواب المصالحة الوطنية، وتقدمت القوى السياسية الى الامام نقلة جدية من خلال كسر حدة الاستعصاءات القائمة بالتعاون الميداني على أكثر من مستوى وصعيد.
    رغم ان دولة التطهير العرقي الاسرائيلية، مازالت تصلب المخلص وشعبه العربي الفلسطيني على خشبة الاستيطان الاستيطاني، والتهويد ومصادرة الاراضي وفرض سياسة العقاب الجماعي باشكالها المختلفة: عدم تحويل اموال المقاصة لموازنة الدولة، الاعتقال اليومي، الحواجز، انتهاكات قطعان المستوطنين اليومية لممتلكات ومزارع الشعب في الاراضي المحتلة عام 67، وتكتب الشعارات المعادية للديانتين المسيحية والاسلامية على الاديرة والمساجد، بالاضافة لعمليات حرق اماكن العبادة... الخ، إلا ان عيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، كما حمل البشارة للبشرية بولادته ونشره لديانة التسامح والمحبة من مدن السلام الفلسطينية بيت لحم والناصرة والقدس، التي تحتضن أعظم وأهم الكنائس في المعمورة: كنيسة المهد، والبشارة والقيامة، بالضرورة سيحمل الخلاص لشعبه بمسيحييه ومسلميه ومن أتباع كل المعتقدات والنظريات الفكرية والسياسية من الاحتلال الاسرائيلي، وينشر السلام باقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وذات السيادة وعاصمتها القدس الشرقية على حدود الرابع من حزيران 1967.
    عيدك ايها المخلص العظيم، لم يعد عيداً دينيا، بل أمسى عيدا للوطنية الفلسطينية، وعيدا للسلام الشجاع، الذي اختارته القيادة السياسية، وحملت لواءه كما حملت الصليب لتبشر بتعاليمك السمحة. وكما انتصرت ديانتك على من صلبوك من اتباع الديانة اليهودية، الذين تنكروا لكل العهود والمواثيق، سينتصر سلام الشجعان، السلام القائم على الاستقلال الناجز والتام لشعبك الفلسطيني في دولته، وبضمان حق العودة للاجئين على اساس القرار الدولي 194.
    بإضاءة شجرة الميلاد في مهدك بيت لحم وحيث بشرت بتعاليمك واسفار محبتك في الناصرة والقدس، انما يضيء الفلسطينيون عيدا للسلام والتعايش والانتصار لقيم ومبادىء الامم المتحدة والشرعية الدولية، عيدا للتسمك بحقوقهم الوطنية غير منقوصة، ويضيئوا الحقيقة مرة تلو الاخرى امام شعوب الارض عن جرائم ووحشية الاحتلال الاسرائيلي البغيض، وينزعوا أظافره، رغم كل الصلف والغطرسة العنصرية المميتة، التي يمارسها قادة إسرائيل ضد ابناء شعبك.
    نم سيدي المسيح عليك السلام قرير العين. فبشراك بالسلام والمحبة والتعايش ستبقى نبراسا للفلسطينيين في رحلة الكفاح المجيدة حتى تحقيق الاهداف الوطنية كاملة.
    وكل عام وابناء الشعب الفلسطيني عموما والمسيحيون خصوصا بخير بميلادك المجيد. المجد لله في العلى وعلى الارض السلام وفي الناس المسرة.

    الأعلام المتبادلة

    بقلم: حمادة فراعنة عن صحيفة الأيام
    بعد انتصار خيارات منظمة التحرير لدى الجمعية العامة للأمم المتحدة، وقبول فلسطين دولة مراقباً يوم 29/11/2012، وبعد صمود قطاع غزة أمام العدوان الإسرائيلي، والتوصّل إلى وقف إطلاق النار بين العدو الإسرائيلي وحركة حماس يوم الأربعاء 21 تشرين الثاني بوساطة مصرية تحت عنوان "تفاهمات القاهرة"، خرجت الأعلام الفلسطينية في قطاع غزة ورايات "فتح" لأول مرة منذ سيطرة "حماس" المنفردة على القطاع عام 2007، مثلما خرجت رايات "حماس" أيضاً لأول مرة في الضفة الفلسطينية، احتفالاً بأعيادها.
    في كلتا الحالتين، ولدى الطرفين، وعلى أرض الموقعين في القطاع وفي الضفة، تم ذلك عبر قرار سياسي، سمح للطرفين ومن قبلهما، لكل منهما أن يعبّر عن ذاته الحزبية، لحركة فتح في القطاع، ولحركة حماس في الضفة.
    في الحالتين، ولدى الطرفين، تم ذلك بسبب دوافع سياسية مستجدة أملت عليهما، إعطاء نوع من التراخي لصالح الخصم – الطرف الآخر، نتيجة مجموعة من العوامل، يقف في طليعتها:
    أولاً ـ الحالة الجماهيرية المتشبثة برفض الانقلاب والمطالبة بالتراجع عنه وإصرارها على استعادة الوحدة في وجه العدو الوطني والقومي الواحد، الذي لا يفرّق بين مناضلي فتح ومجاهدي حماس.
    ثانياً ـ توصل حماس إلى اتفاق سياسي أمني غير مباشر مع الإسرائيليين بغطاء من مرجعيتها السياسية والحزبية حركة الإخوان المسلمين في القاهرة، وهو توجه وخيار يحتاج لحاضنة وطنية تقبل به وتسهّل لها هذا القرار وتسويقه شعبياً وعدم الاعتراض عليه فصائلياً، ولهذا يجب أن تدفع ثمنه بتقديم تسهيلات للآخرين، وخاصة من فتح التي هي أيضاً لديها قرار مماثل مع الإسرائيليين في الضفة يحمل المضامين نفسها، ولذلك بات الجميع متساوياً في الموقف وفي القرار وفي الالتزام مع الإسرائيليين، ولا أحد أحسن من أحد.
    ثالثاً ـ الإحساس الذاتي بالثقة، فحركة حماس تحكم قطاع غزة ولديها ثقة بعدم قدرة فتح على زعزعة تفردها بالسلطة، وحركة فتح لديها الثقة، أيضاً ـ بنفسها وأجهزتها ـ بأن حماس ليست لديها القدرة على زعزعة سلطتها الائتلافية في الضفة.
    رابعاً ـ قناعة الطرفين أن كلاً منهما وصل لطريق مسدود في مشروعه الذاتي، فالسلطة في قطاع غزة لا تستطيع الإقلاع نحو تطلعاتها منفردة، وقد عبّر عن ذلك خالد مشعل بقوله "إن منظمة التحرير هي مرجعيتنا" وهذا يدلل على فشل مشروع حماس في أن تكون البديل، مثلما أن خيارات فتح وحدها اصطدمت بجدار إسرائيل الفولاذي، التوسعي الاستعماري العنصري المدعوم أميركياً حتى نخاع العظم، ولذلك لم تستطع تجسيد الانتصارات السياسية والدبلوماسية، بصيغ عملية على الأرض، عبر وقف الاستيطان وتهويد القدس وأسرلة الغور وتمزيق الضفة وشل تماسكها.
    الطرفان وصلا إلى طريق مسدود، سياسياً ووطنياً، وكلاهما بحاجة للآخر، كي تستكمل الذات وحدتها، وكي يبقى المشروع الوطني الفلسطيني، سائراً على سكة الوصول مهما بدت المسافة طويلة وصعبة ومعقدة.
    نزول رايات "فتح" في القطاع، ورايات "حماس" في الضفة علامة تشجيع، وتحول نوعي في المزاج ومستجد يجب تأصيله وتعميقه واستمراريته، خاصة إذا تم التوصل إلى صيغة سياسية وتنظيمية وإدارية للاحتفال بيوم الانطلاقة في 1/1/2013 في غزة.
    حرية العمل السياسي والتنظيمي للطرفين، كل منهما في مواقع الآخر، يجب أن يعقبها إجراء الانتخابات البلدية في قطاع غزة، كي يُسمح للشراكة أن تفرض نفسها عبر صناديق الاقتراع، على قاعدة قانون التمثيل النسبي، الذي يعطي لكل الأطراف فرصة الحضور بما يملك من قدرات وتأييد وانحياز جماهيري، في مؤسسات صنع القرار، ولتكن البلديات هي المقدمة لذلك، لأنها لن تمس بسلطة طرف على حساب الآخر، بل ستسمح لكليهما أن يتعايشا في المؤسسة الواحدة وفق ما تفرزه صناديق الاقتراع.
    على القوى الحية، وأصحاب الضمير، ومؤسسات المجتمع المدني، والفصائل الأخرى، والشخصيات المستقلة، وقادة الرأي، تحريك جهودهم لاستثمار المناخ المستجد للانتقال نحو الخطوة الآتية، بعد رفع الرايات الحزبية من الطرفين وفي الموقعين، في الضفة كما في القطاع.


    أشواك في حديقة المصالحة !!!

    بقلم: يحيى رباح عن صحيفة الحياة الجديدة
    يجب على الكل الفلسطيني تحت العناوين الوطنية والإسلامية أن يصاب بفضيلة الحذر، بل الحذر الشديد حتى لا تنمو الأشواك الدامية داخل الحديقة الفلسطينية الجميلة المتفتحة بورود المصالحة هذه الأيام على وجه خاص.
    نحن في حركة فتح لدينا قرار حاسم بأن نفتح على الأمل كل أبواب ونوافذ وممرات المصالحة والوحدة الوطنية، انطلاقا من وعينا اليقيني بأن الانقسام كارثة لنا جميعا، ورهانات أي طرف على الاستفادة من الانقسام هي رهانات وهمية وفاشلة بالمطلق، وأن هذا الانقسام كان منذ لحظته الأولى ولادة إسرائيلية، ومؤامرة إسرائيلية ومصلحة إسرائيلية فقط !!! ولذلك يجن جنون إسرائيل حين تفتح أبواب المصالحة، وحين يدخل جميع الفرقاء الفلسطينيين إلى المصالحة وحين يتضح من خلال المبادرات الصغيرة التلقائية التي نتبادلها في ما بيننا أن المصالحة هي الأقرب، أقرب إلينا من حبل الوريد، وأننا من خلال أجواء المصالحة القائمة بنسبة أعلى في الأسابيع الأخيرة، قد اكتشفنا أنفسنا بأننا قادرون فعلا على تحقيقها، وأنها ممكنة جدا وقادرون على انجازها حين نريد ذلك فعلا، وأن لدينا كل المحفزات وكل الضرورات لتكون وحدتنا الوطنية هي الجبل الذي نحتمي به من كل طوفان قائم، وأن وحدتنا الوطنية هي وحدها دون سواها الرافعة السياسية التي نصعد من خلالها إلى تحقيق أهدافنا وإقامة دولتنا الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف والتي ندق أبوابها بقوة هذه الأيام.
    من البديهي أن الاحتلال الإسرائيلي سيمارس كل أنواع الاستفزاز والعربدة كما يفعل الآن، لإعاقة صعودنا إلى حقوقنا، وخاصة تجسيد القرار العالمي بحقنا في دولتنا على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس الشرقية.
    و لكن يجب علينا أن نكون حذرين بأن بعض الأطراف المحلية متساوقة مع بعض الأطراف الإقليمية، قد تقوم بغرس الأشواك في حديقتنا الفلسطينية، أشواك قد تسبب لنا الجراح والآلام، أشواك تعود بنا القهقري، إلى زمن التراشق الانقسامي، وإلى زمن التربص الانقسامي !!! يجب أن نكون حذرين جدا، والمسؤولية تقع علينا جميعا في القوى الوطنية والإسلامية، بأن نقتلع هذه الأشواك بيسر وسهولة، وأن نحافظ على حديقتنا نظيفة من كل سوء، وبيضاء من كل سواد، وآمنة من كل شر.
    أجواء المصالحة التي تجسدت بشكل عالي المستوى منذ اندلاع حرب الأيام الثمانية، وصعودنا إلى منصة الأمم المتحدة لنحصل على هذا القرار النوعي الكبير بتصعيد فلسطين إلى دولة مراقب، وقدرتنا على أن نتبادل مع بعضنا الهدايا الجميلة الإيجابية، فلا نعود نتربص ببعضنا، ولا نعود نمارس قوتنا من خلال الاستعصاء في وجه بعضنا !!! فلماذا على سبيل المثال لا تقيم حركة فتح مهرجان ذكرى انطلاقتها التي هي انطلاقة كل فلسطين بامتياز، في ساحة الكتيبة التي تقام فيها في العادة الاحتفالات والمهرجانات الوطنية ؟
    حديقتنا المتنوعة الألوان هي نابعة أصلا من ضروراتنا التي تفرضها علينا هذه القضية العادلة جدا والصعبة جدا التي اسمها القضية الفلسطينية، والتي تحتاجنا جميعا، والتي لا تريد لأي طرف أن يكون خارج مسيرة القافلة العظيمة، القافلة التي تحقق لشعبنا تقرير مصيره وبناء دولته ونيل حقوقه العادلة والمقدسة.


    كيري جاء إلى غزة .. فهل تعلّم منها؟!

    بقلم: هاني حبيب عن صحيفة الأيام
    من المرجّح ألا يواجه المرشح الأميركي لمنصب وزير الخارجية خلفاً لهيلاري كلينتون أي مشاكل أثناء مناقشة مجلس الشيوخ هذا الترشيح، الذي جاء بعدما أجهض الحزب الجمهوري ترشيح سوزان رايس لهذا المنصب، بعدما أشارت في سياقات مختلفة إلى عدم دعم سياسات إسرائيل الاستيطانية، وبعدما فشلت في استرضاء اللوبي الصهيوني وإسرائيل باتخاذها موقفاً مناهضاً لدعم حصول فلسطين على دولة غير عضو في الأمم المتحدة، رغم أنها ـ حسب مصادر صحافية أميركية ـ شجعت دولاً أوروبية على عدم اتخاذ موقف مشابه للولايات المتحدة التي لديها التزامات تجاه إسرائيل، لن يكون من الصعب في هذا الحال تمرير قبول ترشيح الرئيس الأميركي أوباما لكيري لمنصب وزارة الخارجية، ولعلّ البرقية التي أرسلها نائب وزير الخارجية الإسرائيلية داني أيالون إلى السناتور كيري، تشكل ضوءاً أخضر لكي يتم تمرير هذا الترشيح في مجلس الشيوخ والنواب بهدوء، رغم أن النقاشات في الكونغرس حول هذا الترشيح قد تنصب على رؤية كيري الناقدة للاستيطان الإسرائيلي.
    ورغم أن المرشح الآخر لوزارة الدفاع الأميركية، الجمهوري تشاك هاغل، يتخذ مواقف مشابهة لكيري وأوباما حول عديد من قضايا السياسة الخارجية، فإنه قد يجد صعوبة في الحصول على موافقة الكونغرس، في حال ترشيحه من قبل أوباما، لموقع وزارة الدفاع الأميركية، ومن المعروف أن الثلاثة، أوباما وكيري وهاغل، كانوا قد اعترضوا على الحرب على العراق في عهد إدارة بوش الثاني، كما أن الثاني والثالث حاربا معاً في فيتنام، في حين أن هاغل صوت ثلاث مرات ضد فرض عقوبات على إيران ورفض الضغط على الاتحاد الأوروبي لاعتبار "حزب الله" منظمة إرهابية، داعياً إلى الحوار مع حركة "حماس"، وهو الأمر الذي لا يلتقي فيه مع المرشح للخارجية جون كيري، الذي سبق أن زار قطاع غزة على رأس وفد نيابي أميركي بعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة (2009) مشيراً إلى أنه جاء كي "يطلع ويتعلم" وشكلت هذه الزيارة التي تمت عبر منظمة الأمم المتحدة ومن دون اللقاء مع حركة حماس خطوة إيجابية تشير إلى أن كيري يريد أن يتحقق من وضع المنطقة على ضوء ما يجري في قطاع غزة، خاصة في مجال العدوان الإسرائيلي، إذ إنه دعا أثناء هذه الزيارة وبشكل غير مسبوق إلى إنهاء الحصار على قطاع غزة، ومن المتوقع أن يكون المرشح للخارجية، جون كيري، قد اطلع وتعلم، كما قال، من زيارته لقطاع غزة، كي يدرك أن مفتاح الحل لكافة أزمات المنطقة، ينطلق من إيجاد حل يقوم على إقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس، والوقوف في وجه كل أشكال الاستيطان الإسرائيلي وترجمة كافة قرارات المنظمة الدولية حول الصراع العربي الإسرائيلي، بما في ذلك حق العودة والتعويض للاجئين الفلسطينيين.
    وبخلاف هاغل، فإن كيري ملتزم بأمن إسرائيل تماماً، وموقفه الذي يعتبر براغماتياً وواقعياً في أحيان كثيرة إزاء أزمات الشرق الأوسط، لم يجعله يتخلى عن أمن إسرائيل، ربما لكي يسهل عليه اتخاذ مواقف أخرى منددة بإسرائيل في سياقات أخرى كالعملية الاستيطانية، وإنهاء الحصار على قطاع غزة ولكونه عمل رئيساً للجنة الخارجية في مجلس الشيوخ، فإنه علم أكثر من غيره بملفات المنطقة، ونسج علاقات جيدة مع الزعامات العربية، ولم يكن محسوباً على التجمعات النيابية في الكونغرس العاملة لصالح إسرائيل، ما يجعله أكثر واقعية عندما يرسم السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ظل إدارة أوباما الثانية.
    إلاّ أن السياسة الخارجية للولايات المتحدة في ظل إدارة أوباما الثانية، تواجه متغيرات عديدة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية، بتأثير الربيع العربي وجملة المتغيرات التي لم تحسم نهاياتها حتى الآن، والمشكلة الأساسية التي ستواجه كيري على هذا الصعيد، تتعلق بطريقة التعامل مع الحدث السوري، المرتبط أشد الارتباط بملفات الشرق الأوسط البالغة التعقيد، كالملف الإيراني، و"حزب الله"، ووصول التيارات الإسلامية إلى السلطة في عدة أقطار عربية، وتأثير كل تلك الملفات على المسألة الفلسطينية، وبالتالي فإن مواقف كيري المعهودة قد تتأثر بهذه المتغيرات بالغة الحساسية والتعقيد.
    وهناك إشارات إلى أن الولايات المتحدة في ظل الإدارة الثانية لرئاسة أوباما، لن تضع مسائل الشرق الأوسط في طليعة اهتماماتها السياسية، وإحالة هذه المسائل إلى الاتحاد الأوروبي، إلاّ أن اهتمام كيري المعهود بملفات الشرق الأوسط قد يغير من هذه المعادلة نسبياً على الأقل، ومن المنتظر أن تحظى قضايا الشرق الأوسط في ظل خارجية كيري، باهتمامات رئيسة على أساس اهتمامات عميد السياسة الخارجية الأميركية، إلاّ أن ذلك قد يصطدم، كما كان الأمر عليه في إدارة أوباما الأولى، بالتشدد الإسرائيلي، خاصة في حال نجاح نتنياهو في الوصول إلى سدة الحكومة الإسرائيلية بنتائج الانتخابات الإسرائيلية بعد شهر تقريباً، الأمر الذي سيعتبر اختباراً لمدى جدية وواقعية جون كيري لدى تعامله مع ملفات المنطقة.
    وفي كل الأحوال، يجب عدم انتظار الكثير من السياسة الأميركية، التي لا تتعلق برؤية الأفراد، بل بتطلعاتهم ومصالح الولايات المتحدة من وجهة نظرهم، ولعل في تأكيد نتنياهو أن العملية الاستيطانية مستمرة في الأراضي المحتلة رغم الرفض الأميركي المعلن، ما يشير إلى أن إسرائيل لم تعد قاعدة للغرب وأميركا تحديداً، بل إن أميركا في كثير من الأحيان، قد تشكل قاعدة لإسرائيل، رغم ما في ذلك من مبالغة، إلاّ أن تبعية إسرائيل للولايات المتحدة، باتت قضية قديمة يجب عدم التعامل معها عند رسم السياسات!.


    انتصار العقل والمنطق في مخيم اليرموك !!

    بقلم: هيئة التحرير عن صحيفة القدس
    توقف القصف الى حد كبير ان لم يكن توقفا كاملا، على مخيم اليرموك وبدأ عشرات آلاف اللاجئين الفلسطينيين بالعودة الى اماكن سكناهم التي اضطروا الى الفرار منها، وهذه التطورات الايجابية جاءت نتيجة اتفاق بين القوى والفصائل الفلسطينية وقوى المعارضة المسلحة على تجنيب المخيمات كلها وفي المقدمة مخيم اليرموك وهو اكبرها، اي تورط في الصراع الدائر في سوريا، مما ادى الى انسحاب المسلحين تماما وتوقف القصف والتدمير والمعاناة.
    هكذا انتصر العقل والمنطق، وهكذا يجب ان تظل مواقفنا في كل مواقع الهجرة واللجوء وعلينا عدم التورط في اية صراعات داخلية وان ننأى بانفسنا عن الانحياز لهذا الطرف او ذلك لان اية نتائج ستنعكس سلبا على اللاجئين جميعا بالدرجة الاولى كما ستنعكس في النهاية على المواقف من القضية الفلسطينية بصورة عامة ولنا تجارب مريرة في هذا المجال وقد استوعب الجميع هذا الدرس وساد شعار عدم التدخل إلا لدى القلة القليلة التي حاولت الانحياز في الموضوع السوري وادى ذلك الى ما رأيناه في مخيم اليرموك من كوارث.
    لا بد في هذا المجال من الاشارة الى المبادرة التي اطلقها الرئيس ابو مازن لدى تصاعد ازمة اليرموك هذه، حين طالب المجمع الدولي بتسهيل عودة اللاجئين الفارين من المخيم الى الاراضي الفلسطينية لانهم لا يجدون مأوى ولا يجدون من هو مستعد لاستقبالهم ولان اللاجئين السوريين في هذا المرحلة في هذه المرحلة يملأون الدول المجاورة التي تضيق بهم، وهي مبادرة ايجابية وكان يجب ان تلقى التجاوب من المجتمع الدولي على الاقل الذي يتحدث كثيرا عن حقوق الانسان ويتناسى حقوق الفلسطينين، لان اسرائيل وكعادتها دائما تدير ظهرها وتغلق آذانها عن اية دعوات كهذه بينما تفتح ابوابها على مصراعيها وتقدم التسهيلات المالية والمعيشية لكل يهودي في اي مكان بالعالم، اذا فكر بالهجرة الى اسرائيل بل وتشجعهم على ذلك وتقدم لهم الاغراءات.



    هل نسي الأسد أنَّ فَتْح دمشق بدأ بمعركة اليرموك؟!

    بقلم: جواد البشيتي عن صحيفة الأيام
    إنَّه لأمْرٌ في منزلة البديهية الهندسية أنْ تقول إنَّ الحُكْم الأسدي (المديد، الممتد من الوالد إلى ولده) لسورية هو الأسوأ عربياً وعالمياً بمعيارَي "الاستبداد" و"الفساد"؛ وليس من سوريٍّ حُرٍّ، ولو قليلاً، يجادِل في هذا الأمر؛ وإنَّه لأمْرٌ في منزلة البديهية الهندسية أيضاً أنْ تقول إنَّ عداء هذا الحُكْم للشعب الفلسطيني، وقضيته وحقوقه القومية، والمتأصِّل في نفس الأسد، والداً وولداً، هو خير وأقوى دليلٍ على أنَّ الحُكْم الأسدي مجبولٌ على العداء الحقيقي للقضايا القومية العربية، وخادمٌ ذليل لكل عدوٍّ قوميٍّ للأمَّة العربية، وللعدوِّ الإسرائيلي على وجه الخصوص؛ ولن تقوى كل مزاعمه القومية على طمس هذه الحقيقة التي تفقأ العيون.
    أمَّا الخادِم الفلسطيني الذليل لهذا الخادم الذليل للعدوِّ الإسرائيلي، وهو أحمد جبريل وعصابته، فهو دليلٌ إضافي على حقد الأسد (حافظ وبشار) على الشعب الفلسطيني، وعدائه له؛ ولو سأَلْتَ أي فلسطيني "ما هي الخِسَّة والنذالة والرُّخْص..؟"، لأجابكَ على البديهة قائلاً: "إنَّها أحمد جبريل"، الذي صنعه "الجهاز الأمني الأسدي" ليكون سلاحاً له في حربه الدائمة على الشعب الفلسطيني.
    وقبل المجزرة التي ارتكبها (ويرتكبها) بشار الأسد في حقِّ اللاجئين الفلسطينيين في مخيَّم اليرموك، والذين آلمهم كثيراً ما ارتكبه سفَّاح سورية من مجازر في حقِّ أشقائهم السوريين، عانى الفلسطينيون كثيراً من وحشية الأسد الأب في لبنان؛ ولقد بانت لهم في مخيَّم تل الزعتر، على وجه الخصوص، حقيقة حُكْم الأسد عاريةً من الأوهام القومية التي استصلح لباسها، واستصلح له أسياده من أعدائنا القوميين لباسها في سعيهم إلى جعله يخدمهم على خير وجه، وفي أوقات الضِّيق والشِّدَّة على وجه الخصوص؛ ولعلَّ هذا ما جعل الفلسطينيين جميعاً يجدون مشقَّة كبرى في تمييز "الأسدية" من "الشارونية"؛ فالمقارنة الفلسطينية بين هذه الوحشية وتلك كانت تفضي دائماً إلى زيادة اقتناع الفلسطينيين بأنَّ "الأسدية" هي، بـ "المعيار القومي الفلسطيني ـ العربي"، "الشارونية" بأسوأ صورها وأشكالها.
    ويحقُّ للفلسطينيين أنْ ينسبوا إلى أنفسهم الفضل في اكتشاف، وكَشْف، "الماهية الحقيقية" للحُكْم الأسدي، قبل غيرهم؛ وأحسبُ أنَّ استطاعتهم رؤية "الأسدية" بعيون يقظة لا تغشاها الأوهام هي ما جعلتهم يُحْسِنون فَهْم وتعليل ما أبداه الأسد (الأب والابن) من "صلابة" في مفاوضاته للسلام مع إسرائيل؛ فهو لا يريد معاهدة للسلام معها؛ لأنَّه لم يتخلَّ لها عن الجولان من أجل أنْ يطالب لاحقاً باستعادتها؛ لقد تخلَّى لها عن الجولان، والتزم عدم السعي لاستعادتها، إنْ سِلْماً أو حرباً، مع التظاهر بالتزامه هذا السعي، وأسبغ عليها نعمة الأمن المُطْلَق، في مقابل أنْ يبقى مُحْكِماً قبضته على سورية وشعبها؛ فهو كان أذكى من أنْ يُصَدِّق أنَّ له عدوَّاً لدوداً غير شعبه.
    وذكاؤه هذا قاده إلى الاستمساك بالسبب الحقيقي لبقائه، والذي هو، في محتواه، الاستبداد والدكتاتورية والقمع والإرهاب والترويع والفساد وبَثِّ الفُرْقة التي يحتاج إليها كل حاكمٍ أوتوقراطي معزول ومكروه شعبياً؛ أمَّا في شكله (أو في الشكل الذي يستصلحه هذا المحتوى) فكان هذا "العداء اللفظي (الكاذب الخادع المضلِّل)" لإسرائيل؛ وأحسبُ أنَّ "الزِّنى" هي الجريمة الكبرى التي يجب أنْ يُعاقَب عليها حُكْم الأسد؛ فهو، والحقُّ يُقال، الزَّاني الأوَّل والأكبر بالقضية الفلسطينية؛ ولن تُغْفَر له أبداً جريمته الكبرى هذه.
    حتى وهو يَلْعَب لعبة "الاضرار بأمن إسرائيل، من طريق غيره، وانطلاقاً من لبنان على وجه الخصوص" كان يسعى في إقناع الإسرائيليين بأنَّه النَّافِع لهم ولأمنهم؛ فالهدف الكامن في أساس لعبته هذه إنَّما كان أنْ يُثْبِت لإسرائيل أنَّ النَّافِع لها هو من يستطيع إلحاق الضرر بها.
    ومن أجل أنْ يظلَّ قادراً على لعب هذه اللعبة جدَّ واجتهد في أنْ يَسْتَجْمِع في يده كل ما يمكنه استجماعه من "أوراق الضغط"؛ فاستجماعه لهذه الأوراق، مع استعماله لها، أو لبعضها، عند الضرورة، هو بعضٌ من "العُمْلة" التي كان بها يشتري بقاءه، أو مزيداً من بقائه.
    لقد كان لإسرائيل مَصْدَر الأمن والأمان؛ ولو كان في فِعْله شبيهاً بزعمه لَمَا رَأَيْنا هذا الحرص الإسرائيلي على بقائه واستمراره، ولَمَا رَأَيْنا الولايات المتحدة (وقوى غربية أخرى) تستخذي لمشيئة إسرائيل، وتتصرَّف، من ثمَّ، بما يُهيِّئ له مزيداً من فُرَص البقاء المُقْتَرِن بتدمير مقوِّمات البقاء لسورية نفسها؛ ويكفي أنْ يُنْجِز الأسد، في صراعه من أجل البقاء، مهمَّة القضاء على مقوِّمات سورية، حتى نرى إسرائيل (والولايات المتحدة من ثمَّ) تتصرَّف تَصَرُّف من انتفت لديه الحاجة إلى الأسد وحكمه، ومن اشتدت لديه الحاجة، في الوقت نفسه، إلى أنْ يَسْتَثْمِر جهوده في الواقع السوري الذي يتمخَّض بسقوط الأسد؛ وشتَّان ما بين واقع سوريٍّ قديم، كانت تَنْعُم فيه إسرائيل بـ "اليقين"، وواقع سوريٍّ جديد، يَحْرم إسرائيل من نِعْمة "اليقين".
    وإنِّي لمتأكِّد تماماً أنَّ السقوط الحتمي للأسد لن يكون إلاَّ ضربة في الصميم لإسرائيل، ولو بعد حين؛ فأنتَ لا يمكنكَ أنْ تكون معادياً للأسد من غير أنْ تكون معادياً، في الوقت نفسه، لإسرائيل؛ كما لا يمكنكَ أنْ تكون معادياً لإسرائيل من غير أنْ تكون معادياً، في الوقت نفسه، للأسد.

    جمَّرت ؟!

    بقلم: حسن البطل عن صحيفة الأيام
    لستُ قاموسياً، بمعنى سأظلّ أشكو من فقر في مفرداتي اللغوية ومترادفاتها الأقرب للصواب، مع هذا، فآخر ما أقرأه قبل وسن النوم هو حل الكلمات المتقاطعة، وجاء فيها: "نار متّقدة"؟ وكان الجواب "جَمْر".
    أمس، الجمعة، مرّت ومرّ العالم بسلام، وكان نهارها في البلاد الأكثر صقيعاً ومطراً. مع ذلك، اقرؤوا صحف الأمس: نقاط المواجهة بين المتظاهرين والجنود لم يجمّدها البرد أو يطفئها المطر. كما وبين الزخّة وأختها، أدّى المؤمنون صلاة الجمعة، تحت المظلات، في الحرم القدسي.
    المعنى؟ شرارة بلعين، التي اندلعت قبل سبع سنوات "جَمّرت"، وأظنّ أن معظم شباب المواجهات ـ التي كانت كل يوم جمعة وصارت على مدى أيام الأسبوع ـ هم من جيل الانتفاضة الأولى العظيمة.
    هل نذهب إلى الشعر القديم، أو إلى "الفيسبوك"؟ يذهب الراصدون الإسرائيليون للشبكات الاجتماعية؟ في الشعر القديم: "أرى خَلَل (خلال) الرماد وميض جمر/ ويوشك أن يكون له ضرام".
    تناول زميلي عبد الناصر النجار في مقالته الأسبوعية، أمس، قراءة الراصدين الإسرائيليين لارتفاع الدعوات لانتفاضة ثالثة، ويضعون في الأركان العامة الإسرائيلية سيناريوهات لاندلاعها وسبل التصدي لها.
    يقولون: لا تذهب إلى حرب جديدة وفق معطيات حرب سابقة. سبقت الانتفاضة العامة والشعبية، الأولى هبّات من العام 1976، ثم انفجر الاحتقان الشعبي من حادث سير في غزة يبدو عرضيّاً.. الانتفاضة الثانية كانت، أيضاً، انفجارية اندلعت من استفزاز في الحرم القدسي.
    .. والثالثة؟ بدأت في بلعين، واستمرت بمواظبة مدهشة وإصرار عنيد على مدى 6 ـ 7 سنوات، وانتشرت و"جمّرت" وصارت تقليداً، ولها كل مفردات الانتفاضة الشعبية الأولى والعظيمة.
    في الانتفاضة الأولى كانت مواجهات الشبان والجنود في ساحات المدن وشوارعها، وفي الثانية كانت معظم المواجهات على أطراف المدن، قبل أن تصير مواجهات مسلحة.. أما بعد شرارة بلعين، فيذهب الشبان إلى القرى الأمامية، وإلى مناطق التماس مع المستوطنات.
    الانتفاضتان الأولى والثانية اندلعتا في معطيات رخاء اقتصادي نسبي، وعمالة فلسطينية كثيفة في مدن إسرائيل والمستوطنات، ولم يكن لجيش الاحتلال كثير من الحواجز في بداية الانتفاضتين.. وأخيراً، كان العالم العربي راكداً!.
    من صفات الانتفاضة أنها طويلة المدى، فقد دامت الأولى والثانية سنوات، وخلالها طرأت متغيرات إقليمية ودولية حوّلت الانتباه العالمي عنها، مثل انهيار العراق بعد غزوه الكويت في الانتفاضة الأولى، وانعطافة حادّة بعد 11 أيلول 2001 في نيويورك، وبعدها أدخلوا الانتفاضة الثانية في خانة "الإرهاب" بسبب الإسراف في العمليات الانتحارية.
    بين الانتفاضة الثانية، وتلك الثالثة التي يدعون لها على "الفيسبوك" طرأت متغيرات عميقة على المبنى السلطوي الفلسطيني إدارياً وأمنياً وسياسياً، أبرزها الانقسام، والمعركة السياسية لتطوير السلطة دولة.. والأزمة الاقتصادية، واستشراء الاستيطان، وكذلك متغيرات عربية لا تزال مستمرة.
    لا تستهين إسرائيل بالخبرة الانتفاضية الفلسطينية، وعلى الفلسطينيين ألاّ يستهينوا بالخبرة الإسرائيلية المضادة للانتفاضة، فهم أمسكوا بمفاصل الضفة الغربية، وطوّروا وسائل قمع الاحتجاجات والمواجهات الشعبية وفضّها بأقل ما يمكن من القتلى.. لكننا طوّرنا أسلوبنا، أيضاً، في المواجهات الشعبية، وفي المشاركات العالمية والإسرائيلية بها، وفي الجرأة على تحدّي الجنود، أيضاً، مع الحفاظ على الذات ما أمكن.
    لدينا سلطة موضع انتقاد لأسباب عديدة، لكنها صريحة في دعم الاحتجاجات الشعبية، وزيادة زخمها وفعاليتها.. وسلميتها، أيضاً، نحو "مقاومة شعبية".. عدا "الانتفاضة السياسية، وحتى لا تكون الانتفاضة الثالثة "ثالثة الأثافي" وتؤدي إلى تقويض السلطة، أو لتكون "الثالثة ثابتة" وتحقق الاستقلال والدولة، وربما ينبغي علينا تعزيز نموذج بلعين وانتشاره على أوسع نطاق، فهو "انتفاضة على نار هادئة".. وكما تعرفون فإن الطبخ على نار هادئة يعطي طبخة أفضل.
    كانت الانتفاضة ابتكاراً فلسطينياً شعبياً، كما كانت حركة الفدائيين ابتكاراً فلسطينياً مسلحاً، وأي انتفاضة ثالثة، مع هذا الجمر تحت الرماد، تتطلب منا ابتكاراً في أسلوب المواجهة.
    أسلوب غزة له ما له وعليه ما عليه، أما أسلوب الضفة فيجب أن يكون ما له أكثر مما عليه.
    الوضع الدولي لفلسطين ملائم بعد التصويت على الدولة، واستشراء الاستيطان. المقاومة الشعبية نوع من حرب وطنية، وسط حروب أهلية عربية؟!.

    ثقافة المقاطعة

    بقلم: محمود أبو الهيجاء عن صحيفة الحياة الجديدة
    في لقائه الاخير مع الصحافة المحلية، دعا رئيس الحكومة سلام فياض بصورة واضحة، الى ضرورة تشكيل رأي عام ضد المنتوجات الاسرائيلية نحو مقاطعتها، ملوحا ان الحكومة تدرس قانونا يلزم بهذه المقاطعة بدل ان تكون طوعية، بعض الصحفيين خلال هذا اللقاء وصف هذه الدعوة بانها بمثابة اعلان حرب، وآخرون قالوا ان المقاطعة على هذا المستوى تستلزم ثقافة لطالما كانت وما زالت غائبة، وهذا والله لامر صحيح الى ابعد حد، والثقافة في هذا السياق هي بالضرورة ثقافة المقاومة، وابعد من ذلك هي ثقافة وعي الدولة ووعي الحرية ان صح التعبير، والتي لا تزال، واعني هذه الثقافة، محشورة في اطارات سياسية وحزبية ضيقة ولم تأخذ بعد اطارها الاجتماعي الاوسع..!!
    لا نريد ان نناقش بان هذه الدعوة اذا ما أعلنت بصورة رسمية وفي اطار قانوني، هي بمثابة اعلان حرب، لا لشيء وانما لأننا نعتقد ان هذا الاعلان لن يكون، على الاقل في مثل هذه المرحلة، ولكن امر الثقافة يظل قائما ومطلوبا، فأين هي سياسات الحكومة في هذا الشان..؟؟ اين الخطط والبرامج التي تجعل من ثقافة المقاطعة شغل الناس وشاغلهم في كل موقع ومكان، اين هي في اللغة والصورة كي تصبح يومية وضرورة من ضرورات الحياة كالماء والهواء، لابد من تفعيل ثقافة من هذا النوع تجعلنا حين ننظر الى المنتوج الاسرائيلي في اسواقنا وكأننا ننظر الى طلقة وقذيفة لاتريد غير قتلنا، ومن جهة اخرى تجعلنا حين ندعم المنتوج الوطني ندرك اننا نصبح بذلك اقرب الى الخلاص من الاحتلال، اقرب الى يوم الحرية والاستقلال، فلابد اذا من هذه الثقافة، لتصبح المقاطعة تحصيل حاصل ليس إلا.


    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء محلي 283
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:46 PM
  2. اقلام واراء محلي 273
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:35 PM
  3. اقلام واراء محلي 272
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:34 PM
  4. اقلام واراء محلي 271
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:33 PM
  5. اقلام واراء محلي 270
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وآراء محلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-07, 01:31 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •