اقلام واراء اسرائيلي 452
4/10/2013
في هــــــذا الملف
الخطر الحقيقي هو كراهية اسرائيل
بقلم: اسحق بن ـ اسرائيل،عن يديعوت
الخطاب الذي لم تسمعوه
بقلم: غي مروز،عن معاريف
الايرانيون قلقون
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
ماذا سيقول نتنياهو في ‘بار ايلان 2′
بقلم: ياعيل غفيرتس،عن يديعوت
نأمل ألا نضطر الى استعمال الخيار العسكري
بقلم: ايلي حزان،عن اسرائيل اليوم
نتنياهو يجند روح الخوف الوجودي لليهود
بقلم: آفي شيلون،عن هارتس
الخطر الحقيقي هو كراهية اسرائيل
بقلم: اسحق بن ـ اسرائيل،عن يديعوت
تلميحات بروح جديدة تأتي من ناحية الرئيس الايراني روحاني. لقد سارع الرئيس الامريكي الى التعلق بها وبادر الى سلسلة خطوات أدت الى محادثات مباشرة بين الولايات المتحدة وايران للمرة الاولى بعد عشرات السنين. فهل هذا خير أم شر لاسرائيل؟
أعتقد أن الوضع الجديد ينطوي في داخله على تطورات ايجابية اكثر مما ينطوي على مخاطر. ومن أجل ان نفهم هذا ينبغي أن نتذكر بداية ما هو الاساس وما هو التافه في السياسة الايرانية.
لاسرائيل يوجد، وعن حق، غير قليل من الشكاوى تجاه ايران: كراهية اسرائيل ونفي الكارثة، المشروع النووي، تشجيع المحافل المتآمرة حولنا للقتال ضد اسرائيل، الدعم غير المتحفظ لحزب الله ولمنظمات ارهاب اخرى وغيرها. اساس كل هذا السياسة الرسمية، الداعية الى شطب اسرائيل من الخريطة. لقد كانت هذه، وستبقى، المشكلة الاساسية بيننا وبين ايران.
الايرانيون ليسوا الوحيدين في العالم ممن يتطلعون الى السلاح النووي. ولا يقض مضاجع المواطن الاسرائيلي وجود سلاح كهذا لدى باكستان (‘القنبلة الاسلامية’) او روسيا (حتى في ايام التي قاتلنا فيها عمليا ضد قوات سوفييتية، بل واسقطنا لهم طائرات). المواطن الاسرائيلي قلق من القنبلة الايرانية، لان هذه ترتبط بسياستها ضد وجود اسرائيل.
صحيح، في الماضي لم تكن ايران الدولة الوحيدة التي دعت الى ابادة اسرائيل. فقد ارتبطت بها دول عربية اخرى، بل حاولت تحقيق رؤيتها عمليا وفشلت في ميدان المعركة، ولكن في الاربعين سنة الاخيرة بقيت ايران الدولة الوحيدة في العالم التي تدعو علنا الى ابادة دولة اخرى عضو في الامم المتحدة.
في مؤتمر عقد قبل اسبوعين في جامعة اكسفورد تبين لي ان الخوف من ايران نووية يقربنا اكثر من دول مثل السعودية. وهذه تخشى الارادة الايرانية لتصدير الثورة الشيعية اكثر من السلاح النووي الموجود برأيها في يد اسرائيل.
ما الذي ينبغي إذن عمله؟ أولا، ينبغي استنفاد مسيرة استيضاح النوايا الحقيقية لايران. ولهذا الغرض يمكن الموافقة ايضا على الازالة الجزئية للعقوبات الاقتصادية مقابل التقدم المهم في المسألة النووية. على الهدف النهائي ان يكون الاستجابة لارادة ايران بالتزود بمحطات توليد طاقة نووية، ولكن من دون ترك امكانية فنية للخداع وبناء قنبلة في السر، هذه يمكن تحقيقها، مثلا، من خلال توريد وقود اليورانيوم المخصب من الخارج، واستبداله مقابل الوقود المستغل، بحيث أنه في اي لحظة معينة لا تكون بيد ايران كمية كافية للقنبلة.
هذا بالطبع، اضافة الى ازالة اليورانيوم المخصص من انتاج ذاتي والموجود منذ الان في يد ايران. هناك من يخاف عندنا من الازالة الجزئية للعقوبات، بدعوى أنه لن يكون ممكنا اعادتها، ولكن هذا الادعاء ثنائي الاتجاه: فالايرانيون يعانون اليوم بشدة من العقوبات، فلماذا سيرغبون في اعادتها؟
الى جانب مسألة النووي يجب أن يعالج قلب المشكلة. اعلان ايراني عن الغاء السياسة الداعية الى ابادة اسرائيل. اعلان مثل هذا فقط سيوفر المصداقية اللازمة لاتفاق على النووي، ويظهر أن ايران تنتمي الى اسرة الشعوب وليست شاذة تتطلب معالجة خاصة.
مثل هذا الاعلان يمكن أن يأتي في اطار اكثر عمومية، تنضم اليه الدول العربية الكبرى (ولا سيما السعودية، الى جانب مصر). ولكن مع التحفظ في أن مثل هذه الخطوة تستوجب سير اسرائيل ايضا باتجاه الفلسطينيين. برأيي، هذا محتم اذا كنا حقا نريد أن نرى أمريكا تفرض ارادتها على ايران في الموضوع النووي.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الخطاب الذي لم تسمعوه
بقلم: غي مروز،عن معاريف
نعم.. نعم، أنا ايضا شعرت بسمو الروح لسماع الخطاب العظيم للقيصر نتنياهو. لا ريب، الرجل يعرف العمل، يعرف كيف يعطينا نحن الاسرائيليين الاحساس بانه يوجد ملك في تل ابيب، بل وتوجد ملكة. والانكليزية، يا لها من انكليزية. أنا أنهار حسدا من هذه الانكليزية. سمعت ان اوباما احيانا يتصل بنتنياهو وهو في ذروة لعبة المقاطعات بحثا عن كلمة مرادفة للغة شكسبير. خسارة أن فقط نداف ايال انصت بعناية للخطاب، وخسارة أن فقط جلعاد اردان عرف كيف يفسر كل كلمة عندما كانت أمريكا بأسرها منشغلة بترهات كالاضراب العام، لاول مرة منذ عقدين.
تصوروا كيف كان العالم سيذهل وسيقفز فرحا لو أن امورا اخرى انطلقت على لسان رئيس الوزراء الناجح حقا لدينا، فقط لو أنه حقا اجتهد كي يكون مخترقا للطريق وليس حامي الحمى. وهاكم الخطاب الذي مزق في الطريق الى نيويورك:
‘سلاما وتحية، اسمي بنيامين نتنياهو وأنا انتخب بشكل ديمقراطي لان أكون رئيس وزراء في الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الاوسط، دولة تتطلع الى السلام وتقاتل فقط حين تؤمن بانه لا بديل لها. سيدي الدكتاتور روحاني، استمع: انا لا اؤمن باي كلمة لك. الزعماء الاوروبيون هم ايضا لا يؤمنون بها، وكذا الرئيس اوباما، ولكنه رئيس امريكا وهو ملزم بان يكون اديبا. اما انا فلا اؤمن باي كلمة لك، ومع ذلك فاني اتوجه اليك واطلب منك ان تأتي الى تل ابيب لتتحدث معي. وان لم تكن تل ابيب مناسبة لك فيمكن في لندن، حيث أن عقيلتي تحب المدينة جدا. تعال، لنتحدث، انا اشرح لك لماذا أخاف من ان تكون تخترع التاريخ وتخترع المستقبل وانت تقنعني بانك حقا تعتزم زراعة الاشجار من اجل الصندوق القومي. واقترح عليك شيئا آخر، سيدي الدكتاتور. لا يهمني أن آتي اليك الى طهران. فهم يرونني كل الوقت صورا لاماكن هناك وسيسرني ان آتي لترى عيناي ذلك شخصيا. انا ابدو مبتسما يا سيدي الايراني ولكني جدي تماما تعال نتحدث، فماذا يمكن أن يحصل؟ منذ لحظة نفيت نفي الكارثة، تعال لتنفي ايضا كراهية اليهود الفورية التي تشتعل في قلب زعماء بلادك المتطرفين قليلا. تعال نتحدث. سيسرني جدا أن أتبين اني مخطئ. فقد أخطأت ذات مرة ولكن هذا ليس شيئا يمكنني الحديث فيه بحرية وبالتأكيد ليس في هذه المرحلة من العلاقات بيننا.
لا، هذا الخطاب الخيالي لم يحصل وأغلن الظن لن يحصل ابدا. هذه ليست فترة الزعامة الشجاعة مثل فترة السادات وبيغن، هذه فترة زعامة متذاكية، ذكية، متلبثة وهزيلة. ليست مهما كم هي الانكليزية جيدة، وكم هي الفارسية مخيفة المضمون لا يهم ولن يدفع احدا في اي طرف لان يصل الى الديار بسلام بعد خمس سنوات.
يحتمل أن حقا الايرانيين هم الالمان الجدد. فماذا إذن؟ لدينا وحدة سييرت متكال الخاصة والمنشورات الاجنبية عن شرها، فهيا نري لهم بياض العيون. تعالوا لنكون محقين اقل وحكماء أكثر.
ملاحظة غير ذات صلة. صحيح حتى كتابة هذه السطور ليس واضحا بعد ما حال الثنائي المشبوهين باحراق روضة الاطفال والسيارة القديمة. كما أن احدا لم يتحدث عن طفلين لابوين سبق ان احرقا، حسب الاشتباه، لاصابتهما بالنوبة.
بعد اسبوعين من مقتل اربعة اطفال هنا بسبب اهاليهم مختلي العقل اشعر وكأني في فيلم توتر من النوع المتخلف الذي لا يعنى الا بجودة المربية وبوضع سيارتها. تدور هنا جموع الاهالي التي بشكل واضح محظور عليهم أن يكونوا أهالي، ونحن نواصل البحث عن قطعة النقد في وزارة الرفاه او في الشرطة. ايها المجانين مللناكم.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
الايرانيون قلقون
بقلم: دان مرغليت،عن اسرائيل اليوم
توجد مقالات هي عار على بعض صحف العالم. إن مجلة ‘التايمز′ اللندنية لم تنسخ علنا المديح الذي أغدقته على تشمبرلين حينما عاد الى لندن في 1938 مع اتفاق ميونيخ معلنا ‘أتيت جيلنا بسلام’. ولم ترجع صحيفة ‘هآرتس′ الى المقالة الافتتاحية التي نشرتها في تموز/يوليو 1946 بعد تفجير مؤسسات الحكم البريطانية في فندق الملك داود في القدس. يوجد ما يدعو صحيفة ‘نيويورك تايمز′ الى أن تحني هامتها بعد أن اقتبس بنيامين نتنياهو أول أمس من مقالتها المحرجة في 2005 التي تحدثت عن نجاح الدبلوماسية في منع حصول كوريا الشمالية على القدرة الذرية، لكنها بدل ذلك هاجمت خطبة نتنياهو. فالصحف مثل البشر لا تحب من يُذكرونها بعارها.
إن الزعم هو أن نتنياهو يُثقل على باراك اوباما في تجربته للخيار الدبلوماسي مع ايران. لكن بماذا؟ لقد حذر رئيس الوزراء من نوايا نظام آيات الله الآثمة، وهذا شرعي، وسيثبت المستقبل أكان ذلك حقا أم لا.
يستطيع اوباما باعتباره رئيس التحالف الديمقراطي أن يعتمد على تهديدات اسرائيل ليحسن وضعه في التفاوض مع الوفد الايراني الذي يتمتع هو ايضا بالمظاهرات في طهران في مواجهة الهدوء الذي يُظهره الرئيس حسن روحاني.
زعموا أمس في طهران أن السيف الذي تستله اسرائيل قد صدأ وأن غضب نتنياهو يسبب الارتياح. وهذا رد طبيعي لأنه ماذا يقولون؟ هل يقولون إنهم أصيبوا بالخوف؟
وهم يعلمون ايضا أن السخرية لا تعبر عن المعركة الحقيقية. فلم تُقل أول أمس كلمة واحدة تشير الى هجوم اسرائيلي قريب قد يشوش على المحادثات بين اوباما وروحاني. وقد جند نتنياهو قوة الجيش الاسرائيلي للابقاء على العقوبات الاقتصادية ولتشديدها اذا أمكن ايضا، وليس ذلك أساسا لعمل عسكري، بل هو شيء من التحسين للتفاوض الامريكي الايراني، فالتهديد الاسرائيلي يغني ملف دعاوى الولايات المتحدة ولا يضعفها.
إن الاستهزاء الايراني يخفي على الخصوص قلق ايران من أن تكون خطبة نتنياهو تشير الى تقارب بين الولايات المتحدة واسرائيل في تحديد الخط الاحمر للمشروع الذري الايراني. وإن التعاون المحتمل بين تل ابيب وواشنطن يزيد التهديد لروحاني. لم يعلن نتنياهو أن اسرائيل ستعمل وحدها، بل أعلن أنه اذا حدث الاسوأ فان اسرائيل لن تتخلى حتى لو كانت وحدها عن الخيار العسكري وهم في طهران يفهمون هذا جيدا.
أُشير في هذه الصحيفة في وقت ضعف اوباما عن مواجهة المذبحة في سورية الى أنه توجد جهات في الشرق الاوسط تفكر في قلق في تشكيل محور صد طهران من جديد. وهي ترى أن امريكا دعامة هشة أو أنها ليست كذلك تماما. كشف أودي سيغال أمس في القناة الثانية عن أن جهات عربية تحج الى اسرائيل لتشكيل جبهة مضادة للاستعمار الايراني.
ليس لاسرائيل ولا يجوز أن يكون لها الحق في أن تتبوأ منزلة الولايات المتحدة في الدفاع عن سيادة دول الشرق الاوسط. لكنها اذا أصبحت حلقة وصل واذا كانت تريد أن تقوي الثقة بها فعليها أن تُسمع الصوت الذي صدر أول أمس عن نتنياهو.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
ماذا سيقول نتنياهو في ‘بار ايلان 2′
بقلم: ياعيل غفيرتس،عن يديعوت
عندما كان الصيف في اوجه، بُشرنا بان رئيس الوزراء سيلقي في 6 تشرين الاول/اكتوبر خطابا في مركز بيغن السادات في جامعة بار ايلان. بعد أربع سنوات من خطاب ‘بار ايلان’، في ضوء التطورات الدولية على المستوى الدبلوماسي والمفاوضات الجارية مع الفلسطينيين، كان الافتراض الطبيعي هو ‘استعدوا لخطاب بار ايلان 2′. غير أن مكتب رئيس الوزراء سارع الى ‘التهدئة’ لشركائه الذين صرخوا من اليمين: ‘الخطاب لن يعنى بمواضيع سياسية’، بماذا سيعنى خطابه إذن؟ المكتب اختار الا يوضح.
في العالم تجري تحولات هائلة في مجالات السياسة الدبلوماسية، ولكن نتنياهو، مثلما ثبت في خطابه في الامم المتحدة ايضا، غير متفرغ عاطفيا.’ فهو يمتنع عن التخلي عن وعي المسكنة والضحية. وهو منشغل بانتقاد الخطوات الدبلوماسية للاخرين، بحسابات الماضي وبالتهديدات العدوانية، وليس متفرغا للانشغال في ‘ساحته’ بقيادة خطوة دبلوماسية ما. التاريخ من ناحيته هو مفهوم كله ‘ماضٍ’، أما الحاضر والمستقبل فهما غير ذي صلة. والدليل، المقطع الذي كرسه في خطابه في الامم المتحدة لموضوع الشرق الاوسط كان اقصر بكثير من اقوال الرئيس الامريكي في هذا الموضوع.
وصفت صحيفة ‘نيويورك تايمز′ الانطباع الذي خلفه خطاب نتنياهو بكلمات ‘زعيم متحمس للقتال’، في عصر يتميز بالحماسة للحلول الدبلوماسية. لقد اتخذ نتنياهو صورة من ‘خطاب السنة الماضية’، وباعادة صياغة لقصيدة راحيل: ‘عن الاخرين عرفت كيف أتحدث، ضيق عالمي كعالم النملة’.
كخطيب ايضا، العالم يوجد في ذروة مسيرة تغيير وعي، ‘لغة الكارثة’ تخلي مكانها لـ’لغة التأييد’، الخطابات تعنى بمواضيع متفجرة بلغة هدفها اثارة الالهام والامل، من لا يتبناها يبقى خارج اللغة الدولية.
الخطاب المزمع القاؤه يوم الاحد القادم، الذي بُشرنا به كما أسلفنا، قبل شهرين، هو فرصة اخرى لنتنياهو: ان يبدل الخطابية البيانية وان يقول هذه المرة شيئا مهما. دعكم من العالم، ان يقول شيئا ذا صلة بنا، كاسرائيليين، في الموضوع الذي لا يجري’ الحديث فيه والمسمى ‘مستقبلنا’، شيئا ما يتجاوز الكارثة والاعتباط، شيئا عن كيف انتهينا بسلام وليس في الخندق. خطاب لا يعنى بالموضوع السياسي الحالي جدا في هذه النقطة الزمنية، سيثبت سنوات اللا شيء لنتنياهو ويؤكده كزعيم غير ذي صلة.
مهاتما غاندي ترك لنا القول المأثور: ‘كن التغيير الذي كنت تريد أن تراه في العالم’. لماذا؟ لان احتمال تغيير الاخرين من زعيم الولايات المتحدة حتى زعيم ايران في هذه الحالة يقترب من الصفر. السؤال الكبير الذي سيفحص هو هل نتنياهو قادر على ان يتسامى ويتغير، يصبح رائدا كالسادات وبيغن اللذين في المركز الذي يحمل اسمهما سيتشرف بالقاء خطابه.
الشروط الاولية غير واعدة: مضيف نتنياهو في الخطاب هو الرئيس الجديد لجامعة بار ايلان، البروفيسور دانييل هيرشكوفتس، الذي شغل منصب وزير العلوم ورئيس البيت اليهودي. مسؤولو الاحزاب اليمينية، كما يذكر، تلقوا، صافرات تهدئة من مكتب رئيس الوزراء. وطرح نتنياهو نفسه كمن يحمل عليه الان عبء قول الحقيقة. سننتظر لنرى اذا كان يدور الحديث مرة اخرى عن حقيقة المتطرفين أم عن لحظة حقيقة زعيم.
ظاهرا يمكن لنتنياهو أن يتحدث ايضا في المواضيع الداخلية المهمة بشكل لا مثيل له، مواضيع المجتمع والاقتصاد التي منها ايضا ضاعت قيمة ‘المستقبل’ ويخيل ان الذخيرة هي الاخرى جاهزة. عندما لا تكون لدينا ايران سنجد لقادتنا موضوع ‘المهاجرين من البلاد’، تلك اللازمة البائسة لتعبير ‘تساقط البعوض’ من ولاية اسحق رابين الاولى. غير أن قاعة مركز بيغن السادات تلزمه بخطاب سياسي. فمن الصعب تصور أمر ذي صلة اقل بهذه المنصة من خطاب في مواضيع جبنة الكوتج.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نأمل ألا نضطر الى استعمال الخيار العسكري
بقلم: ايلي حزان،عن اسرائيل اليوم
ليس من السهل عليّ باعتباري يهوديا واسرائيليا أن اقرأ المقالة الافتتاحية في صحيفة ‘نيويورك تايمز′ أمس، التي عرفت خطبة بنيامين نتنياهو بأنها ‘عدوانية’، وعرضتها في ضوء مختلف فيه. إن ما كُتب في هذه الصحيفة الفخمة الشأن يحظى بصدى ضخم. ومشكلة صحيفة ‘نيويورك تايمز′ أنها لا ترفض فقط أن تتعلم دروس الآخرين التاريخية، بل ترفض ايضا أن تتعلم دروسها هي نفسها من الماضي القريب. ولا يوجد كالحالة الكورية الشمالية لفهم ذلك، فهذه الصحيفة هي التي كتبت بعد الاتفاق مع كوريا الشمالية، أن ‘الدبلوماسية تنجح’. ومن الواجب عليها الآن أن تسأل أما زالت تلك الدبلوماسية ناجحة كما نجحت مع دول كانت تشتمل على ايديولوجيات كانت خطرا مدمرا على العالم.
وفي مقابل ذلك ومع الانتقاد لا يمكن أن ننكر حقيقة أنه قد جاء في المقالة نفسها أن ‘لنتنياهو اسبابا مشروعة ليكون حذرا من مقترحات الايرانيين’. أي أن الانتقاد يشتمل على مشروعية الدفاع عن النفس، وهذا ما يجب أن نفهمه بين السطور.
إن الشيء الذي يثير القلق أكثر من كل شيء هو أن موقف الصحيفة يعبر اليوم عن موقف الغرب المتعب، وغير المستعد للتحديات السياسية والعسكرية التي تواجهه. وليس هو غير مستعد فقط لتعلم درس ميونيخ في 1938، بل يمكن أن نلاحظ تغطية على درس كوريا الشمالية في 2005. في آذار/مارس الاخير فقط هدد نظام الشر الكوري الشمالي بهجوم ذري على الولايات المتحدة، بسبب التعاون العسكري مع كوريا الجنوبية بعد أن قام بعملية خداع لامعة. ويجب أن ننتبه الى حقيقة أن الامريكيين كانوا ينقلون طعاما ومساعدة الى الشعب الكوري الشمالي، الذي كان يعاني، وبعد بضع سنوات هددت الادارة الكورية الشمالية ‘مقابل ذلك’ بالقضاء على اولئك الذين ساعدوهم.
اشتملت خطبة نتنياهو على حقائق لا يمكن الاعتراض عليها من تلك التي يسمعها الغرب، لكنه لا يريد أن يستوعبها، لأن سلوك زعماء الغرب يشتمل على تنافر معرفي، أي أنهم يضطرون الى مواجهة تناقض وصراع، فمن جهة كشف نتنياهو عن الحقيقة، لكنهم من جهة اخرى غير قادرين على استيعابها. ولن تدفع ثمن هذه الثمار العفنة لهذا التصرف اسرائيل وحدها آخر الامر، بل الغرب كله. لماذا؟ لأن ايديولوجية النظام الايراني كما كشف عنها رئيس الوزراء بالضبط غير قادرة على أن تسلك في تسامح مع ايديولوجيات اخرى.
والى ذلك يجب الانتباه الى الشيء التالي، لقد حذر نتنياهو من البرنامج الذري الايراني في ولايته الاولى لرئاسة الوزراء، في خطبته في مجلس النواب الامريكي في تموز/يوليو 1996. وكانت الردود التي لقيها ردودا باردة. وكرر ذلك حينما كان رئيسا للمعارضة وحينما كان رئيس الوزراء في ولايته الثانية. وعلى رغم البرود الذي لقيه، أدرك الغرب أن ايران تسعى حقا الى انتاج سلاح ذري، وبدأ يحاول العمل على مقاومة الظاهرة. أو أنه عمل بحسب وعي متأخر. وينبغي أن نفرض أن يحدث هذا الامر هنا ايضا، لكن ينبغي أن نأمل ألا يكون ذلك قليلا جدا ومتأخرا جدا.
كلما مر الوقت أمكن أن يجد نتنياهو نفسه في صف واحد مع ونستون تشرتشل، واذا عمل في ايران ونجح فقد يجد نفسه في صف واحد مع مناحيم بيغن، لأنهما كانا زعيمين عملا في وقت كف فيه الغرب عن السير كل واحد في زمنه أما الاول ففي مواجهة ايديولوجية الدمار النازية. وأما الآخر ففي مواجهة ايديولوجية دمار صدام حسين. وكما يواجه نتنياهو اليوم انتقادا مسموما واجهاه كذلك في الماضي. وكانت ميزة هذين الاثنين أنهما فهما ايديولوجيتين مدمرتين بحرفيتهما ومن دون تصفية. ووقفا ايضا فوق كل منبر وقالا ذلك، رغم أنهما صُورا بصورة المؤمنين بالقوة العسكرية.
وواجه تشرتشل وبيغن ايضا مع فرق في نوع المواجهة، الأخطار عسكريا وقادا الى ما رفض الغرب أن يُقاد إليه من البدء. وينبغي أن نأمل ألا نضطر في هذه المرة الى استعمال الخيار العسكري، لأن خطبة نتنياهو كانت اشارة تحذير. ويؤسفنا ازاء سلوك الغرب أن هذا قد يكون غير ممتنع.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
نتنياهو يجند روح الخوف الوجودي لليهود
بقلم: آفي شيلون،عن هارتس
في واحد من أحداث الذكرى الاخيرة لديفيد بن غوريون حصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خطبته في قرار ‘العجوز′ على اعلان انشاء الدولة. وأكد أن الأب المؤسس بت بالأمر، رغم معارضة اعضاء مديرية الشعب، وعرّف قراره بأنه قدوة قيادية. واختار السفير التارك عمله في واشنطن مايكل أورن مصطلح ‘قرار بن غوريوني’ حينما وصف نوايا نتنياهو المتعلقة بالمشروع الذري الايراني.
يمكن بمعنى ما أن نرى أن المكان المركزي الذي خصصه بن غوريون لانشاء المفاعل الذري في ديمونة، في التصور الامني الاسرائيلي، أنه موازٍ لجهد نتنياهو لاحباط برنامج ايران الذري. لكن الفرق المبدئي في أن بن غوريون رأى أن ديمونة مشروع سيزيل الخوف من محرقة ثانية، وأنه كان ضروريا لتوجيه النظر الى المستقبل. ويقيم نتنياهو في عصر ديمونة ايضا السياسة الواقعية على الماضي اليهودي وعلى الخوف من محرقة اخرى.
إن الاشتغال بسؤال ماذا كان سيحدث لو عاد زعيم من الماضي لعلاج مشكلات الآن، يقع في حدود اللهو الفكري. لكن من المنطق أن نفرض في سياق مركزي ما أن بن غوريون لو كان موجودا لاقترح توجها يختلف عن توجه نتنياهو. كتب بن غوريون في موعد قريب من استقالته من رئاسة الوزراء في 1963 في مقالة عنوانها ‘تقديرات غير شعبية’، أن ‘ابن شعب مستقل مساوٍ في حقوقه لأسرة الشعوب لا يخضع لتصور الغيتو الذي يرى أن العالم مقسوم الى اثنين: اليهود و’الأغيار’، وأن من لا يعاملنا بحسب العدل المطلق هو معاد للسامية، أي كاره لاسرائيل. اؤمن أن الشعب اليهودي يستطيع ويجب عليه أن يصبح شعبا مختارا وهاديا للأغيار وأفترض أن كل شعب يحق له أن يعتقد ذلك في نفسه.
‘من الواضح أنه لا يوجد شعبان متشابهان كما لا يوجد انسانان متشابهان… حتى حينما توجد بينهما علاقات صداقة، فلكل شعب تقديرات خاصة به وحاجات خاصة به وتوجه خاص به… فاذا كنت أرى أن هذه الأمة أو تلك تفعل اشياء تضر بنا أو تمتنع عن فعل اشياء تفيدنا فلا أعتقد أنها تفعل ذلك عن كره لاسرائيل، بل لأنه توجد لها أو يبدو أنه توجد لها حاجات وتقديرات تختلف عما عندنا’.
لم يُكتب كلامه في فراغ، فقد كانت مقالته صدى لقضيتين أطلقتاه قُبيل استقالته، وهما الاختلافات في الرأي مع الرئيس الامريكي جون كنيدي حول الرقابة على المفاعل الذري في ديمونة، والانتقاد على الصلات التي انشأها مع المانيا بعد المحرقة بوقت قصير. وكان طلب بن غوريون من القيادة واضحا، وهو أن السياسة الحكيمة يجب أن تتحرر من نموذج الاغتراب عن الوطن الذي يرى كل تطور دولي استمرارا لتصور أن التاريخ اليهودي هو تاريخ الاضطهاد والخلاص. وأراد أن يفحص المواجهات والامكانات السياسية بمصطلحات المصالح العقلانية.
فمن المعقول أن نفرض اذا أن بن غوريون لو كان موجودا لعارض عرض ايران بأنها نسخة من الرايخ الثالث. ويبدو على حسب تصوره للنظام الدولي بأنه يُمكّن من تنقل بين المصالح المتناقضة والمركبة، أنه لو كان موجودا لحاول أن يمنع ايران من الحصول على القدرة الذرية بمجابهة مصالحها السياسية التي لا تتفق والقضاء على اسرائيل.
لا يختلف باراك اوباما ونتنياهو في الحاجة الى منع ايران من الحصول على القدرة الذرية، لكن في حين يحاول اوباما أن يحبط المشروع الذري بسياسة تريد أن تستبدل مصلحة بمصلحة اخرى، اختار نتنياهو أن يجند روح الخوف الوجودي التاريخي لليهود كي يحل المشكلة. إن من يبحث عن قرار بن غوريوني في شأن المشروع الذري الايراني فانه يستطيع أن يجده في توجه البيت الابيض خاصة.
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ


رد مع اقتباس