النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: اقلام واراء اسرائيلي 367

  1. #1

    اقلام واراء اسرائيلي 367

    أقــلام وآراء إسرائيلي 367
    15/6/2013

    في هــــــذا الملف

    لنغلق الفجوة
    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    بيبي لا يهمه الا بقاءه الشخصي والسياسي
    بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس

    جيش الانقاذ السُني
    بقلم:أنشل بابر،عن هآرتس

    لن يوجد أي جديد في ايران
    يتوجه الشعب الايراني لانتخاب رئيس جديد في ظل اقتصاد منهار ولن تتغير الامور في الدولة بعد الانتخابات لأن الزعيم الروحي خامنئي يملك السلطات كلها
    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم






    لنغلق الفجوة

    بقلم:أسرة التحرير،عن هآرتس

    كل مواطن خامس في دولة اسرائيل اليوم هو عربي. ومع ذلك، معظم اليهود الذين يعيشون في اسرائيل لا يرون العرب. فهم لا يلتقونهم في الشارع، لان العرب يعيشون في معظمهم في بلدات منفصلة، أو في احياء منفصلة داخل المدن المختلطة.
    كما أنهم لا يلتقونهم في أماكن العمل لان العرب يجدون صعوبة في شق طريقهم الى سوق العمل الاسرائيلية، وبالتأكيد يجدون صعوبة شديدة في ملء الوظائف المنشودة. كما أنهم لا يلتقونهم في الوزارات الحكومية، لان الحكومة نفسها لا تفي بالهدف الذي حددته لنفسها من حيث تشغيل العرب، 7.8 في المئة فقط من موظفي الدولة هم عرب.
    ومفهوم ان ابناءهم ايضا لا يلتقون ابناء العرب لان جهاز التعليم الرسمي العربي مفصول عن الجهاز اليهودي.
    هكذا تعيش دولة اسرائيل كدولتين منفصلتين، واحدة عربية واخرى يهودية، والفجوة بين الدولتين من حيث مستوى المعيشة، مستوى الدخل، جودة التعليم ومستوى التشغيل هائلة.
    هذه فجوة بين دولة اسرائيل اليهودية، التي هي دولة غربية متطورة، وبين دولة اسرائيل العربية، التي هي ليست أكثر من دولة عالم ثالث.
    والان يأتي باحثان كبيران، البروفيسور عيران يشيف، رئيس دائرة السياسة العامة في جامعة تل أبيب ود. نيتسا كسير من بنك اسرائيل، فيحددان بالكمية الثمن الهائل الذي تدفعه دولة اسرائيل لكونها دولتين داخل دولة واحدة. وحسب تقدير يشيف وكسير، فان اسرائيل تخسر عشرات مليارات الشواكل بسبب الاخفاقات التشغيلية والتعليمية لعرب اسرائيل. وبتقديرهما، اذا نجحت الدولة في اغلاق الثغرة التي يعاني منها العرب، فانها ستتمتع بنمو بنحو 40 مليار شيكل حتى 2030 وبنحو 120 مليار شيكل حتى 2050.
    وتظهر حساباتهما بانه من أجل اغلاق الثغرة يجب تنفيذ استثمار هائل في السكان العرب، نحو 8 مليارات شيكل في السنوات الخمس القريبة القادمة. ومع ذلك، فان المردود على الاستثمار سيكون عاليا بقدر لا مثيل له وسيصل حتى استرداد سنوي بمعدل 7.3 في المئة في السنة. ان مصلحة اسرائيلية عامة عليا هي توظيف جهود كبيرة لمساعدة المواطنين العرب على اكتساب التعليم والانخراط في سوق العمل الاسرائيلية.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ

    بيبي لا يهمه الا بقاءه الشخصي والسياسي
    بقلم:يوئيل ماركوس،عن هآرتس
    جلسنا هذا الاسبوع مع رئيس الوزراء، روى عضو لجنة الخارجية والامن عن تجارب عودته من زيارة في باريس الى الجلسة بكامل هيئتها، وسمعنا مباشرة من أفواه الجياد كم وضعنا اسود من السواد. وحتى أكثر النواب تفاؤلا ما كان يمكنه أن يجد بصيص نور ما بين التهديدات التي تحدق بنا.
    كل متحدث فاق نظيره في وصف كم هي اسرائيل خائفة من التهديدات عليها. لدى جيراننا في الشمال وان كانت توجد حرب حياة على السيطرة، ولكن باستثناء التهديد اللفظي الفارغ من المضمون هنا وهناك، فانه حتى في ساعات بشار الاسد الاصعب تجده يحرص على تقاليد ابيه، ويبقى خط الهدنة في الطرف السوري محفوظا بعناية. ليس محبة لاسرائيل، بل تمسكا بتقاليد الاب ‘لا تصادقهم، ولكن بالاساس لا تستفزهم’.
    عندما تلقت سورية صواريخ سكاد الاولى من روسيا قبل بضع عشرات السنين، خرجت عائلة الاسد عن طورها كي تهدئ روعنا، في أن الصواريخ ليست ضدنا. موشيه دايان، وزير الدفاع في تلك الفترة لم يكن سعيدا بالفزع الذي ألم بالجمهور. واستدعى رجال ‘هآرتس′ وهدأ روعهم بقوله ان السكاد هو بالاجمال قنبلة من نصف طن وغير دقيق جدا. ‘سيوجه الصاروخ نحو هيئة الاركان، ولكنه سيفوت الهدف ويضرب بيت ماركوس في شارع فايبل، وفي هذا لن تحسم اي حرب’.
    اما الان فيركض بيبي الى بوتين والى كل محيطه ‘ليحذر’، فيما يتبنى تراث أبيه بان العالم لا يطيق وجودنا. وليبرمان كوزير خارجية ظلال في وزارة تذوي، يحذر على افضل النبرات الروسية من أن من سيبدأ معنا سيفقد عالمه. في هذه الاثناء نجد أن الامر الوحيد الذي فقده بوتين هو زوجته. ومنذ متى نحن نصدق صحيفة لبنانية تعلن ان الاسد يفكر بفتح جبهة في هضبة الجولان؟ في اللحظات الاصعب في الحرب العالمية الثانية لم يبث في بريطانيا والولايات المتحدة هذا القدر الكبير من اشارات الفزع مثلما يحصل عندنا هذه الايام.
    وبينما يجتهد بيبي لان يظهر بانه في جانب الاخيار، يتخذ في نظر العالم المتنور الصورة المعاكسة تماما. فمع كل التقدير الذي لاسرائيل في الادارة الامريكية كقوة اقليمية صديقة، ليس واضحا ان اسرائيل قادرة على أن تهاجم وحدها ايران من دون أن توقع مصيبة على حلفائها. اسرائيل لا يمكنها وحدها أن تعطل ايران، إذ لهذا الغرض مطلوب عمل عسكري كثيف وقدرة امتصاص في عمق الجبهة الداخلية.
    ان سياسة عدم التدخل هي سياسة فهيمة، يجب المواصلة فيها. فرغم الشائعات عن ابتعاد ما لاوباما عن اسرائيل أو بروده نحوها، يعتقد المطلعون ان الرئيس يؤيد اسرائيل ‘بجنون’ في مجال المساعدات الامنية على ان يمنحها احساس الامن الذي ستحتاجه عندما ستبدأ باخلاء المناطق. طوبى للمؤمنين. جون كيري هو جوزة قاسية وطموحة، والانطباع القائم حتى هذه اللحظة هو ان وزير الخارجية الامريكي لن يجر الى ألعاب بيبي ـ ليبرمان.
    بيبي يلعب لعبة مزدوجة. فقد خلق الانطباع بانه أبطأ وتيرة البناء في المناطق، الامر الذي هو بعيد عن الحقيقة. وهو يعنى اساسا ببقائه الشخصي والسياسي، تحت غطاء من يتطلع الى السلام الذي يعرقله ابو مازن الشرير. ومؤكد أنه يوجد الى جانبه ما يكفي من الاغبياء، مثل داني دنون، ممن يعلنون على الملأ انه لم يجرِ ولن يجري ابدا اي نقاش في الحكومة في مسألة الدولتين للشعبين. واذا ما طرحت، فان معظم وزراء الليكود والبيت اليهودي سيسقطونها.
    هذا الاعلان، الذي نفي، وأُكد مرة اخرى، حين تبين بان البيان المشترك مع رئيس الوزراء البولندي، الذي يعترف بحق الشعب الفلسطيني في دولة، الصيغة التي ليست بالتشاور مع رئيس الوزراء.
    واذا ما طرحت، فانها ستسقط في الليكود وفي الحكومة أيضا.
    من اعتقد ان الفوضى في رمات غان يقصد بها رئيس البلدية المدان، فقد أخطأ. الجريمة هي أن الدولة باسرها تدار بمستوى روضة الاطفال.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    جيش الانقاذ السُني

    بقلم:أنشل بابر،عن هآرتس

    الشاب السعودي يقف في رواق الفندق في انطاكيا المدينة التركية التي اصبحت في السنتين الاخيرتين مركزا لعبور المتطوعين الى سورية، يلبس الجينز على الموضة، مع قميص هوغو بوس وصندل. ورغم المظهر السياحي فانه يبدي اطلاعا واسعا بتشغيل مدافع بي.كي وقذائف الـ ار.بي.جي.

    اسمه محمد وهو يدعي انه ابن 22، ولكن مع اللحية الخفيفة لا يبدو أكثر من 18 سنة. انكليزيته ممتازة، وهو غير مستعد لان يقول اسمه الكامل، ولكن يسعده أن يروي انه جاء قبل ثلاثة اشهر من الرياض كي يتطوع كمقاتل في أحرار الشام، منظمة الثوار السلفية، المدعومة من رجال أعمال سُنة من الخليج الفارسي وتقاتل اساسا في شمال سورية.
    ‘جئت الى هنا مع رفيق لي وعلى الفور كان هناك من حرص على اجتيازي الحدود’، يروي ويضيف مبتسما: ‘ومنذئذ وأنا اقاتل في منطقة ادلب. خرجت للراحة لعدة ايام ولقليل من التبضع′.
    لقد جاء من عائلة ثرية، وفي ايام الاجازة من القتال يسكن في الفندق الطيب في انطاكيا. تبضعه هو خليط من شراء لمنتجات الراحة التي تاق لها في سورية وتزود بعتاد المعسكرات الضروري لمكوث طويل في الميدان.
    أحرار الشام هي منظمة دينية، أحد اهدافها المعلنة، استبدال نظام الاسد بدولة اسلامية. وتتعاون المنظمة مع الجيش السوري الحر العلماني. وخلافا لمنظمة جبهة النصرة، المتماثلة مع القاعدة (التي تتعاون أحرار الشام معها ايضا)، تدعي المنظمة انها لا تؤمن بالجهاد العالمي. ويقول محمد: ‘نحن لا نقاتل ضد الغرب. فقط ضد الشيعة’.
    وعلى حد قول محمد: ‘يوجد الاف آخرون من المتطوعين مثلي’، ممن جاءوا من السعودية أو في طريقهم الى سورية. وفي نظرهم لم تعد هذه حربا لتحرير السوريين من حكم طغيان للاسد. اسم الاسد يكاد لا يطرح في الحديث مع مقاتلي الثوار ممن خرجوا لتوقفات الانتعاش على الحدود التركية. نحو سنتين ونصف السنة منذ اندلاع الحرب الاهلية في سورية، في نظر العديد من المقاتلين في الطرفين لم تعد المسألة هي اسقاط او بقاء الاسد. في نظرهم الصراع أوسع بكثير، والرئيس السوري هو مجرد لاعب ثانوي فيه، عنصر واحد في جبهة شيعية كبرى. مقابله تقف جبهة سنية واسعة تضم متطوعين من أرجاء العالم.
    ومع أن الحرب الاهلية السورية ولدت من مظاهرات من أجل الديمقراطية، بدأت كجزء من صحوة الربيع العربي في بداية 2011، الا أنها تحولت الان الى صيغة اسلامية من الحرب الاهلية الاسبانية في أعوام 1936 1939. في الحرب اياها ايضا التي بدأت كصراع بين الملكيين والجمهوريين على شرعية الحكم المركزي، اجتاز الطرفان عدة تحولات: فعلى الطرف الملكي سيطر فاشيو فرنسيسكو فرانكو؛ وفي الطرف الجمهوري، ائتلاف مشوش من المنظمات الراديكالية، الفوضوية والبرجوازية، نفذ الشيوعيون تطهيرا وحشيا للصفوف. ومثلما في اسبانيا، الحرب الاهلية السورية ايضا اصبحت بؤرة جذب لشباب مثاليين من عشرات الدول ممن تطوعوا للحرب في اعداد متزايدة.
    ولا يأتي المتطوعون الاسلاميون من الشرق الاوسط فقط، بل اكثر فأكثر من دول اسلامية بعيدة كالشيشان، افغانستان وباكستان، بل حتى من دول في الغرب. وفي الاسابيع الاخيرة توجد تقارير عن مواطنين امريكيين، بريطانيين وفرنسيين قتلوا في القتال في سورية. في اسبانيا تنافست المانيا وايطاليا الفاشيتان مع الاتحاد السوفييتي الشيوعي الذي زود السلاح، المستشارين العسكريين والمتطوعين للحرب الاسبانية. تشبيه اضافي لاسبانيا في الثلاثينيات هو الوقوف جانبا من الدول الديمقراطية في الغرب.
    ‘هذه باتت حربا دولية، بصعوبة نرى سوريين يقاتلون’، قال حسين حسين، من سكان حلب فر في الاسبوع الماضي من القتال المستمر 11 شهرا في مدينته.
    والان ستحتدم المعارك في حلب مع بداية حملة قوات الاسد لاحتلال نصف المدينة التي في يد الثوار. وحسب حسين، فان ‘الثوار يأتون من كل العالم، افغانيين، باكستانيين، شيشانا، سعوديين وحتى متطوعين من اوروبا والولايات المتحدة. من جانب الاسد لم نعد نرى تقريبا جنودا نظاميين، نرى اساسا رجال حزب الله وضباطا ايرانيين. يوجد لبنانيون أكثر مما يوجد سوريون’.
    الجانب الشيعي يعزز في الاسابيع الاخيرة ايضا بمقاتلين من العراق المجاور ممن يشاركون على حد قول لاجئين من شرق سوريا في القتال في المناطق الكردية. ويقول حسين ان ‘الاتحاد الاوروبي وأمريكا غير مستعدين لمنحنا السلاح. تركيا تساعد قليلا، ولا سيما في استيعاب اللاجئين والجرحى في المستشفيات. وفي هذه الاثناء يأتي حزب الله وايران ويقتلون الاطفال لا يوجد من يوقفهم’.
    احتلال مدينة القصير الاسبوع الماضي التي سيطر عليها الثوار على مدى سنتين، من قبل جنود موالين للاسد كان متاحا فقط بفضل التعزيز الكبير من مقاتلي حزب الله ممن شاركوا في المعركة علنا لاول مرة. زعيم المنظمة، حسن نصرالله، علل القتال في المعقل الاستراتيجي على الطريق الى البحر المتوسط والمناطق الشيعية في شمال لبنان، كجزء من مقاومة القوات الاجنبية التي تحاول السيطرة على بلاد الارز. وفي هذه الاثناء تكثر كل يوم التقارير والشائعات عن وجود رجال حزب الله حول حلب، وفي مراكز قتال اخرى في أرجاء سورية.
    ويلتقي التصميم اللبناني والايراني على ابقاء سورية كعنصر في المحور الشيعي، الذي يمتد من طهران الى بيروت، يلتقي سياسة مشوشة في واشنطن والعواصم الاوروبية. فادارة اوباما تفعل كل شيء كي تشوش الاستنتاجات في موضوع الاستخدام المزعوم للسلاح الكيميائي في سورية، كي لا تنفذ تهديدها حول اجتياز نظام الاسد للخط الاحمر.
    ففي اسبوع تلقت فيه المؤسسة الاستخبارية في الولايات المتحدة ضربة في صورتها، مع كشف برامج المتابعة الالكترونية لوحدة الـ NSA قلل الاحتمال بتدخل امريكي اكبر في سورية في المستقبل المنظور. وتؤيد حكومتا بريطانيا وفرنسا، الوحيدتان في الاتحاد الاوروبي، وقف حظر السلاح لكل الاطراف في سورية، وهما تجتازان ايضا أزمات سياسية محلية، والرأي العام فيهما يعارض بشدة التدخل في سوري.
    وحتى تركيا، التي وقفت علنا ضد الاسد في المراحل الاولى من الانتفاضة، وتواصل كونها قاعدة خلفية للجيش السوري الحر، تبدي مظاهر التعب. فرئيس الوزراء رجب طيب اردوغان يواجه الان اضطرابات في ميدان تقسيم في اسطنبول، وفي مدن الحدود وقعت في الاشهر الاخيرة مظاهرات عنف ضد التأييد للثوار. عدد اللاجئين الذي يتحدثون عنه في تركيا بلغ هذا الاسبوع نصف مليون. يبدو أن الرأي السائد في الدولة هو أنها قد تخسر اكثر مما تربح من تدخلها في سورية.
    ‘مفهوم اني أشفق على السوريين’، يقول أصلان غوتشان، رجل اعمال من مدينة تبعد نحو 60 كيلومترا عن الحدود. ‘ولكن في نهاية المطاف على السوريين أن يهتموا بأنفسهم. انظر اي مستوى من التنمية الاقتصادية حققناها هنا في السنوات الاخيرة. تركيا تزدهر ومحظور أن نعرض هذا للخطر’. وتتشدد السلطات التركية اليوم، اكثر بكثير مما في الماضي، في نقل الارساليات الى الثوار في معابر الحدود.
    وحيال الائتلاف الشيعي المتعزز فان الحلفاء الوحيدين للثوار هم دول الخليج الفارسي. فهذه مستعدة لمواصلة سكب مئات ملايين الدولارات على شراء السلاح ونقله الى الاف المتطوعين للجهاد السني في سورية. طبيب اوروبي طلب عدم نشر اسمه واسم منظمة المساعدة التي يعمل فيها، اهتم في الاسبوع الماضي لايام عديدة بنقل ارسالية عتاد طبي اشتري بمال سعودي. وفي النهاية حصل على الاذن بادخال العتاد. ‘لا نقص للمال من الخليج’، قال. ‘فالى تركيا يأتي عتاد عسكري وأدوية بلا نهاية. السعوديون والكويتيون يمكنهم ان يسمحوا لانفسهم في ذلك. فهم بعيدون عن هنا وسيقاتلون ضد الشيعة حتى آخر سوري’.
    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــ
    لن يوجد أي جديد في ايران
    يتوجه الشعب الايراني لانتخاب رئيس جديد في ظل اقتصاد منهار ولن تتغير الامور في الدولة بعد الانتخابات لأن الزعيم الروحي خامنئي يملك السلطات كلها

    بقلم:بوعز بسموت،عن اسرائيل اليوم

    في أيار/مايو 1997 توجه مواطنو ايران للتصويت لرئيس جديد. وكانت نتائج الانتخابات واضحة جدا للجميع، حتى إن الصحيفة الفرنسية المهمة ‘لوموند’ نشرت في مقالتها التحريرية الاسباب التي أفضت الى فوز رئيس المجلس (مجلس الشعب) آنذاك علي أكبر ناطق نوري المحافظ جدا، بالمنصب. كانت هناك مشكلة واحدة فقط هي ان نتائج الانتخابات جاءت موازية تقريبا لطباعة صحيفة المساء ومعها البشرى المفاجئة، وهي ان محمد خاتمي ممثل التيار الاصلاحي فاز وورث علي أكبر هاشمي رفسنجاني.
    لكن ذلك لم يكن خطأ الغرب الوحيد في محاولات حل ألغاز تلك الانتخابات. إن خاتمي وهو اصلاحي مبتسم و’منفتح’، كان يُرى أنه قد يُقرب بين الغرب وايران، بل إنهم في الغرب رأوا خاتمي طرازا من غورباتشوف جديد يفعل بايران ما فعله ميخائيل غورباتشوف بالاتحاد السوفييتي. وبدأت صحف العالم تكتب تقارير عن ‘البريسترويكا’ و’غلاسنوست’ بترجمة فارسية. بيد أن ما حدث بالفعل هو ان الاسلوب فقط تغير لا الجوهر. فمن وراء الستار نجح السيد محمد خاتمي المبتسم، بواسطة رسالته المفهومة جدا وهي ‘التقريب بين الحضارات’، لاخفاء مشروع بلده في تخصيب اليورانيوم الذي بدأ يزداد زخما في عهده خاصة.
    واليوم يُدعى مرة اخرى 50 مليون ايراني للتصويت. وقد بلغ ستة مرشحين خط النهاية بعد سلسلة إقصاءات دقيقة ورفض وإبعاد واعتزال، كما يلائم ديمقراطية اسلامية شيعية. إن المرشحين الستة يطمحون الى وراثة محمود احمدي نجاد، الذي ينهي ولايتين لمنصبه، وكان يمكنه ان يكون أفضل عرض في المدينة لولا تصريحاته التي تثير الغثيان.
    يحظر الدستور في ايران على الرئيس أن يتولى ثلاث ولايات متتابعة، لكن الدستور في واقع الامر يُجنب احمدي نجاد هذه المرة احراجا في صناديق الاقتراع. فقد أصبح احمدي نجاد، وهو الشخص الذي نحب كراهيته كثيرا (فقد كسب ذلك بصدق لأنه مُنكر للمحرقة)، أصبح في السنة الاخيرة حصانا ميتا بسبب صراعه الظاهر مع أقوى شخص في الدولة وهو الزعيم الروحي علي خامنئي.
    واذا تركنا سؤال من سيفوز، وجدنا ان مما يثير الاهتمام ان نرى ماذا سيحدث في اليوم التالي. هل سيُجدد ‘الاحتجاج الاخضر’ أو ‘الموجة الخضراء’ في حزيران/يونيو 2009 اللذان سبقا ربيع الشعوب العربية؟ وهل ستثور الجموع مرة اخرى بشجاعة على سلطة آيات الله مع استعداد لبذل المهجات؟ واذا حدث هذا فهل سيحدث ذلك مرة اخرى ازاء آذان ادارة اوباما الصماء؟
    وقد يكون المحافظون خاصة بتوجيه من الزعيم الروحي علي خامنئي يخططون لحيلة اللحظة الاخيرة، التي سيفوز فيها في الانتخابات المرشح الوحيد عن التيار الاصلاحي الذي بقي في المنافسة، وهو رجل الدين حسن روحاني. ومن اجل المساعدة على ترشح روحاني اختار المرشح محمد عارف نائب خاتمي حينما كان رئيسا أن يعتزل المنافسة وحول تأييده الى روحاني. إن فوز روحاني سيعبر ايضا عن شبه رسالة اعتدال من ايران الى واشنطن. وهذه حيلة لامعة في العلاقات العامة. وفي الوقت الذي ستحاول فيه وزارة الخارجية الامريكية تفسير هذا الاجراء ودراسة الرئيس الجديد تستطيع آلات الطرد المركزي ان تحتفل وتدور دورات اخرى كثيرة وخطيرة. ونقول بالمناسبة إنه في حال فوز روحاني سيصبح عندنا في ايران زعيم روحي ورئيس روحاني.
    وبمناسبة ذكر خاتمي نقول ان روحاني أدار من اجله فريق مفاوضة الغرب في الشأن الذري. بيد ان المرشح ذا الاحتمالات الأفضل، رغم انه لا توجد استطلاعات للرأي في ايران، هو سعيد جليلي مرشح خامنئي. إن جليلي المسؤول عن التفاوض في الشأن الذري الايراني مع القوى الكبرى، هو ابن نفس مدينة خامنئي (مشهد). وقد درس الاثنان في المدارس الدينية نفسها وتوجه الاثنين قوى غير عقلانية فان ‘الامام الغائب’ هو الذي يخط لهما طريقهما.
    الحديث عن شخص ينتمي الى التيار المحافظ ويعتبر الظهير الأكثر تطرفا والأقل مهادنة بين جميع المرشحين. وسيشارك جليلي في الجولة الثانية رغم عدم تجربته السياسية. ولا شك ان فوز من يعمل أمين سر المجلس الايراني الأعلى للامن القومي سيحث الغرب على ان يفهم مبلغ قلة الأمل من المحادثات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية، التي جُددت في جنيف في تشرين الاول/اكتوبر 2009.
    وينبغي أن نضيف الى المرشحين ذوي الاحتمال الأعلى، رئيس بلدية طهران، وكان في الماضي من حرس الثورة وقمع اضطرابات كثيرة في بلده. إن محمد باقر قليباف يحلم بأن يرث مرة اخرى خصمه اللدود محمود احمدي نجاد. وهو غير معتدل لكنه يعرف كيف يدير البلدية بصورة أفضل من رئيس البلدية السابق. ويحلم وزير الخارجية السابق ايضا علي أكبر ولايتي، مستشار خامنئي الدبلوماسي، مع قائد حرس الثورة السابق محسن رضائي، وهو مرشح للمرة الثالثة، ووزير النفط السابق محمد جرزي، يحلمون بهذا المنصب لكن احتمالاتهم ضئيلة.

    تصدير الثورة

    من المهم ان نذكر في هذا السياق ان النظام الايراني يقوم على مبدأ ان الزعيم الروحي يتلقى سلطته الدينية من السماء أو من ‘الامام الغائب’ اذا شئنا مزيد الدقة. وفي وقت غياب ذلك الامام الغائب ووجوده هو أساس العقيدة الشيعية، يكون الزعيم الروحي هو الذي يقود الشيعة لا في ايران فقط بل في العالم كله. ومن هنا جاءت رغبة آية الله الخميني، والد الثورة الايرانية، في توسيع الثورة الى كل صقع ممكن من أصقاع المعمورة، ولا سيما كل مكان فيه شيعة. ومع كل الاحترام للمرشحين الستة فان التصويت الذي يشارك فيه كثيرون في الانتخابات هو تعبير عن الثقة بالنظام. وفي مقابل ذلك فان نسبة مشاركين منخفضة توحي بعكس ذلك بالضبط. ومن هنا تأتي نية معارضي النظام والمنضمين الى الحركة الخضراء ان يقاطعوا الانتخابات. ولا يجوز ان ننسى ان ايران هي جمهورية اسلامية في الحقيقة لكنها جمهورية يفترض ان يصوت المواطنون فيها.
    يتمتع نظام آيات الله منذ سنين بتأييد واسع، رغم مشكلات ايران الصعبة. بيد أنه حدث في السنوات الاخيرة خفوت كبير للعلاقات بين الشعب والنظام. وكان يمكن ان نرى هذا في الاضطرابات الشديدة سنتي 2000 و2003 وكانت ذروة ذلك بالطبع في 2009.
    لا شك في ان النظام الايراني تلقى ضربة. وأصبح اسم لعبة النظام الايراني اليوم هو البقاء في الداخل والخارج. يفترض ان يحمي الحرس الثوري بقاء النظام في الداخل، أما المشروع الذري فيحمي من التهديد الخارجي. وهذا هو السبب الذي لا يدع أحدا من المرشحين يتحدث البتة عن التخلي عن المشروع الذري، فضلا عن وقف تخصيب اليورانيوم لأن ذلك يناقض منطق آيات الله.

    أمر من السماء

    إن خامنئي قلق من ذلك. كان يكفي في الماضي ان يأتي الزعيم الروحي الى صندوق الاقتراع كي يجعل المواطن يدرك ان الحديث عن أمر من السماء وأنه يجب عليه ان يحضر. بيد أن هذا النموذج المحتذى لم يعد ناجحا اليوم، كما كان ذات مرة. فليس عجبا ان خامنئي قلق.
    ‘إن الانتخابات هي رمز تمثيل الأمة’، قال خامنئي في الآونة الاخيرة محاولا أن يستحث الناخبين. ‘إن الاسلام أخذ يصبح أكثر شعبية في العالم وستُهزم مؤامرات أعدائنا. إن حضوركم الى صناديق الاقتراع يقوي الاسلام’، أضاف في خطبة تلفازية.
    والى ذلك أُرسل للمعركة واحد من كبار آيات الله القدماء في النظام وهو محمد قشاني عضو مجلس الخبراء الايراني، الذي قال في خطبة له إنه ‘يجب ان يصوت الشعب كي يدرك العدو مبلغ عدم معنى عقوبات الغرب. إن الامتناع عن التصويت للثورة هو تصويت للعدو. ولهذا السبب فان الامتناع عن التصويت خطيئة’. ويرى خامنئي ان الانتخابات هي استفتاء للشعب بقدر أكبر، فليس للفائز معنى لكن عدد المصوتين ذو معنى كبير.
    ولمزيد الأمن يشتري النظام اصواتا ولا سيما من فئات السكان الفقيرة. في الـ15 من شباط/فبراير هذا العام قالت الصحيفة المحلية ‘كرغار’، ان الزعيم الروحي أمر بسبب الوضع الاقتصادي الصعب بمنح الشعب مبلغا من المال لمساعدته. وقد أيدت الطبقة الدنيا في ايران الثورة دائما. لكن الطبقة الوسطى هي مشكلة خامنئي، وهكذا يُضمن لخامنئي 15 مليون مصوت ينفق النظام عليهم وهذا غير كاف.
    حتى لو حاول النظام ان يطمس على شدة الوضع الاقتصادي في الدولة فان الواقع يتحدث من تلقاء نفسه. فالتضخم المالي السنوي يبلغ 30 في المئة على الأقل وانخفضت عائدات النفط الى النصف بسبب الحظر الذي فرضه الاتحاد الاوروبي على ايران في يونيو. والبنوك في ايران مقطوعة عن شبكة البنوك الدولية وهو شيء يضر بالتجارة في الدولة. أما قيمة العملة المحلية فتتهاوى، بل إنهم بدأوا في البازار حيث كانوا يؤيدون النظام تاريخيا، يفقدون صبرهم: ‘أنا تاجر سجاد’، يُبين أمين لمراسلين اجانب جاءوا اليه، ‘ولم أبع منذ شهر في حانوتي حتى سجادة واحدة. إن العمل سيئ. لا يوجد دخل ولهذا ليست عندنا حتى قدرة على شراء شيء قليل من الكماليات كهاتف محمول كوري’.
    وتحدث أمين الذي أجرى التلفاز البلجيكي لقاء معه، كيف ارتفع حساب كهربائه في الحانوت من 3 آلاف ريال الى 18 ألف ريال (أي بزيادة 600 في المئة). ‘نحن في ايران مرتبطون بالدولار ولما كان الدولار قد ارتفع ارتفع كل شيء’، يقول.

    قيود على الصحافة

    عقد أول أمس في باريس مؤسس حركة ‘الموجة الخضراء’ أمير حسين جنشاحي مؤتمرا صحافيا كشف فيه كما قال عن وثائق مصدرها محافظ البنك الايراني تشهد على الوضع الكارثي للاقتصاد الايراني.
    ‘إن المرشحين يكذبون على الشعب ولا يقولون الحقيقة’، قال مُفسرا، ‘بل إن طهران تنوي مصادرة مدخرات الجمهور في البنوك، وسيفضي هذا الى غضب شديد. إن النهج كله أصبح راكعا’، تحدث في المؤتمر الصحافي. ‘إن حكومة ايران مسؤولة عن وضع الشعب الايراني هذا. والاقتصاد ينهار في وقت تنفق فيه الدولة على منظمة حزب الله، وتفعل فيه ايران كل شيء لاحراز قنبلة ذرية’.
    اجل إن سكانا من ايران يتحدثون عن مزاج عام شديد الانخفاض قُبيل الانتخابات. فلا يوجد هناك جو احتفال، ويقولون إنه لن تفاجأهم أن تكون نسبة المصوتين هي الدنيا منذ كانت الثورة. ويحاول مؤيدو المرشحين هنا وهناك تهييج الساحات العامة لكن بنجاح محدود جدا. واهتم النظام ايضا هذه المرة بتقييد الصحافة لمنع تغطية غير مشجعة للانتخابات.
    يتوجه الايرانيون اليوم للتصويت مُتذكرين بالطبع أحداث 2009، وكانت اسبوعي عنف شديد في شوارع طهران وكانت أقرب الاشياء الى الثورة التي عرفتها الدولة منذ 1979. ‘كان الناس آنذاك شديدي الحماسة. واعتقدوا أنهم متجهون الى تغيير الدولة ورأوا ان التصويت على احمدي نجاد هو تصويت على النظام وتصويت على خامنئي’، يقول لي قمران (اسم مختلق)، وهو صحافي ايراني عرفته حينما كنت أمكث في باريس.
    ليس لهذه الانتخابات بالنسبة لاسرائيل معنى كبير لأنه ليس للرئيس المنتخب أي تأثير في سياسة بلاده الخارجية، لأن الزعيم الروحي يُدبرها ويوجهها، وحتى لو وافق خامنئي على ان يهب لرئيسه الجديد صلاحيات فمن المؤكد أنه سيُبقي لنفسه المواضيع الحساسة وستشمل في جملة ما تشمل اسرائيل وسورية والموضوع الذري بالطبع.
    وهكذا يمكن ان نقول اليوم انه سيكون لايران رئيس جديد لكن النتيجة ستكون مشابهة. أو اذا شئتم سيكون هناك رئيس جديد ولن يكون هناك شيء جديد.

    ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ

    الملفات المرفقة الملفات المرفقة

المواضيع المتشابهه

  1. اقلام واراء اسرائيلي 329
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-05-02, 09:49 AM
  2. اقلام واراء اسرائيلي 288
    بواسطة Aburas في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-03-12, 10:45 AM
  3. اقلام واراء اسرائيلي 236
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:25 AM
  4. اقلام واراء اسرائيلي 235
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:23 AM
  5. اقلام واراء اسرائيلي 234
    بواسطة Haneen في المنتدى أقلام وأراء اسرائيلي
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 2013-01-17, 11:21 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •